* تأملات في كتاب
رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24
الأَصْحَاحُ السَّادِسُ عَشَرَ
(1) الجمع للفقراء (ع 1 - 4)
(2) خط سير بولس الرسول إليهم (ع 5-9)
(3) توصيات بخصوص بعض الخدام (ع 10-18)
(4) السلام والتحية الختامية (ع 19-24)
1 وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الْجَمْعِ لأَجْلِ الْقِدِّيسِينَ، فَكَمَا أَوْصَيْتُ كَنَائِسَ غَلاَطِيَّةَ، هَكَذَا افْعَلُوا أَنْتُمْ أَيْضًا. 2 فِى كُلِّ أَوَّلِ أُسْبُوعٍ، لِيضَعْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عِنْدَهُ خَازِنًا مَا تَيَسَّرَ، حَتَّى إِذَا جِئْتُ، لاَ يَكُونُ جَمْعٌ حِينَئِذٍ. 3 وَمَتَى حَضَرْتُ، فَالَّذِينَ تَسْتَحْسِنُونَهُمْ أُرْسِلُهُمْ بِرَسَائِلَ، لِيحْمِلُوا إِحْسَانَكُمْ إِلَى أُورُشَلِيمَ. 4 وَإِنْ كَانَ يَسْتَحِقُّ أَنْ أَذْهَبَ أَنَا أَيْضًا، فَسَيَذْهَبُونَ مَعِى.
ع1: كان المؤمنون في كنيسة أورشليم في حاجة إلى المساعدة، فيوصى بولس الرسول كنيسة كورنثوس، كما سبق وأوصى كنيسة غلاطية، أن يجمعوا التبرعات لتوفير احتياجات فقراء أورشليم.
ع2: يطلب منهم بولس الرسول أن يجتهد كل من يستطيع منهم أن يختزن في أول الأسبوع، أي يوم الأحد، القدر الذي تسمح له به إمكانياته، حتى لا يضيع الوقت في الجمع عند حضوره إليهم.
وهذا يوضح أن العطاء كان في يوم الأحد أي يوم الرب حينما كانوا يصلون القداسات.
ع3، 4: متى حضرت إليكم اختاروا من بين الذين تثقون فيهم مندوبين عنكم ليحملوا إحسانكم موفدين برسائل منى إلى أورشليم، وأنا مستعد أن أرافق المندوبين إذا كان ما جمعوه كثيرًا ويحتاج لعناية أكبر في توصيله.
† إن الكنيسة واحدة في كل مكان، فلا تمنع إحساسك بإخوتك المحتاجين في أي كنيسة أخرى غير كنيستك لتساعد قدر طاقتك ليس فقط بالمال بل بكل ما تستطيع من مساعدات. واهتم بالفقير لان المسيح دعاه أخوه، فأنت تقدم محبة للمسيح نفسه حينما تساعد محتاج.
5 وَسَأَجِىءُ إِلَيْكُمْ مَتَى اجْتَزْتُ بِمَكِدُونِيَّةَ، لأَنِّى أَجْتَازُ بِمَكِدُونِيَّةَ. 6 وَرُبَّمَا أَمْكُثُ عِنْدَكُمْ أَوْ أُشَتِّى أَيْضًا، لِكَيْ تُشَيِّعُونِى إِلَى حَيْثُمَا أَذْهَبُ. 7 لأَنِّى لَسْتُ أُرِيدُ الآنَ أَنْ أَرَاكُمْ فِي الْعُبُورِ، لأَنِّى أَرْجُو أَنْ أَمْكُثَ عِنْدَكُمْ زَمَانًا، إِنْ أَذِنَ الرَّبُّ. 8 وَلَكِنَّنِى أَمْكُثُ فِي أَفَسُسَ إِلَى يَوْمِ الْخَمْسِينَ، 9 لأَنَّهُ قَدِ انْفَتَحَ لِى بَابٌ عَظِيمٌ فَعَّالٌ، وَيُوجَدُ مُعَانِدُونَ كَثِيرُونَ.
ع5: سآتى إليكم بعد مرورى بمكدونية لأننى قررت أن أمر عليها أولًا.
ع6: بحسب بعض الباحثين، كتب بولس الرسول رسالته إلى أهل كورنثوس في عيد الفصح لسنة 57 م، فمعنى هذا أن الشتاء الذي سيمكثه الرسول في كورنثوس هو شتاء 57-58 م.
ع7: خطط بولس الرسول لزيارة كورنثوس بحيث لا تكون مجرد عبور وقتى إلى جهة أخرى، بل أراد أن يمكث معهم وقتًا كافيًا ولا يكتفى بمجرد المرور عليهم، ربما لكثرة المشاكل التي كانت موجودة عندهم. ولكنه هنا يضع مشيئة الرب أولًا لأنه يعلم أن الرب يرتب رحلاته التبشيرية.
وهذا مثال لنا لكي نضع مشيئة الرب قبل إرادتنا، ونعلم أنه هو الذي يرتب لنا كل أمورنا وفق مشيئته.
ع8: لكننى أمكث في أفسس إلى يوم الخمسين، الذي هو عيد حلول الروح القدس وهو بعد عيد القيامة بخمسين يومًا.
ومن هنا نعلم أنه كتب رسالته هذه في أفسس وكان زمن كتابتها قبل حلول يوم الخمسين.
ع9: يشير الرسول إلى النجاح الذي صادفه في الكرازة، وكيف أتت خدمته بنتائج عظيمة وأثمار طيبة. على أن هذا النجاح قد أثار الأشرار ضده.
† وجود مشكلات في الخدمة لا يدفع لليأس بل لعله علامة على أن الخدمة فعالة وقد تحرك الشيطان لمقاومتها. فلنستمر إذًا في جهادنا وكذلك في حياتنا الروحية، وإن سقطنا لا ننزعج بل نقاوم إبليس فيهرب منا وفي النهاية يعد لنا الله بركات وأكاليل كثيرة.
10 ثُمَّ إِنْ أَتَى تِيمُوثَاوُسُ، فَانْظُرُوا أَنْ يَكُونَ عِنْدَكُمْ بِلاَ خَوْفٍ. لأَنَّهُ يَعْمَلُ عَمَلَ الرَّبِّ كَمَا أَنَا أَيْضًا. 11 فَلاَ يَحْتَقِرْهُ أَحَدٌ، بَلْ شَيِّعُوهُ بِسَلاَمٍ لِيأْتِىَ إِلَىَّ، لأَنِّى أَنْتَظِرُهُ مَعَ الإِخْوَةِ. 12 وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ أَبُلُّوسَ الأَخِ، فَطَلَبْتُ إِلَيْهِ كَثِيرًا أَنْ يَأْتِىَ إِلَيْكُمْ مَعَ الإِخْوَةِ، وَلَمْ تَكُنْ لَهُ إِرَادَةٌ الْبَتَّةَ أَنْ يَأْتِىَ الآنَ، وَلَكِنَّهُ سَيَأْتِى مَتَى تَوَفَّقَ الْوَقْتُ.
13 اِسْهَرُوا. اثْبُتُوا فِي الإِيمَانِ. كُونُوا رِجَالًا. تَقَوَّوْا. 14 لِتَصِرْ كُلُّ أُمُورِكُمْ فِي مَحَبَّةٍ.
15 وَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ: أَنْتُمْ تَعْرِفُونَ بَيْتَ اسْتِفَانَاسَ أَنَّهُمْ بَاكُورَةُ أَخَائِيَةَ، وَقَدْ رَتَّبُوا أَنْفُسَهُمْ لِخِدْمَةِ الْقِدِّيسِينَ، 16 كَىْ تَخْضَعُوا أَنْتُمْ أَيْضًا لِمِثْلِ هَؤُلاَءِ وَكُلِّ مَنْ يَعْمَلُ مَعَهُمْ وَيَتْعَـبُ. 17 ثُمَّ إِنِّى أَفْرَحُ بِمَجِىءِ اسْتِفَانَاسَ وَفُرْتُونَاتُوسَ وَأَخَائِيكُوسَ، لأَنَّ نُقْصَانَكُمْ هَؤُلاَءِ قَدْ جَبَرُوهُ 18 إِذْ أَرَاحُوا رُوحِى وَرُوحَكُمْ. فَاعْرِفُوا مِثْلَ هَؤُلاَءِ.
ع10: كان تيموثاوس في مكدونية آنذاك وكان في طريقه حسب أمر الرسول له، إلى كورنثوس عند وصول تلك الرسالة إلى أهلها. فطلب الرسول منهم أن يساندوه ضد المعلمين الكذبة الذين يهيجون بعض الناس عليه، لأن تيموثاوس يعمل العمل الذي أمر به الرب أي التبشير كما يفعل بولس.
ع11: أوصاهم بولس الرسول ألا يستخفوا به لحداثة سنه، فيرجع إليه بسلام مع مرافقيه بعد إتمام العمل الذي أرسله لأجله.
ع12: رغم تشجيعات بولس لأبلوس، لم يشأ أن يأتي الآن إلى كورنثوس أي حتى كتابة هذه الرسالة ولكنه وعد بذلك عندما يرى أن الوقت مناسب. ولعل ذلك لتجنب الخصومات بين الأحزاب التي تكونت في كورنثوس، حيث هناك من يقول أنا لبولس وآخر أنا لأبلوس. فأراد تأخير زيارته حتى تهدأ الأمور وتزول الخصومات.
ع13: في هذا العدد أربعة أوامر موافقة لأصول كنيسة كورنثوس:
الأول: وهو إسهروا: فعلى الكنيسة أن تسهر دائمًا حتى تكون يقظة لهجومات عدو الخير، والتحذير من الشرور التي ذكرت في هذه الرسالة وهي التحزب، الخصومات، سوء التصرف، والمعلمين الكذبة.
الثاني: وهو إثبتوا في الإيمان: أي يثبتوا في الحق الذي سمعوه منه وقبلوه واعترفوا به، وخاصة التمسك بعقيدة القيامة التي أنكرها البعض.
الثالث: كونوا رجالًا: أي شجعانًا في الصمود أمام أعداء الحق لإبطال حجج علماء اليهود وفلاسفة الأمم.
الرابع: تقووا: لاحتمال المشقات والاضطهادات.
ع14: يطلب منهم أن تمتلك المحبة قلوبهم وتكون الأساس لكل تصرفاتهم في بيوتهم واجتماعاتهم الروحية.
إن حاجة كنيسة كورنثوس إلى هذا النصح واضحة لما ذكر عن أنباء الخصومات وما يحدث منهم حتى في تناول العشاء الربانى. وقد أسهب بولس الرسول في موضوع المحبة بالأصحاح الثالث عشر.
ع15: أخائية:
المنطقة الجنوبية من اليونان.القديسين: أي المؤمنين.
يشير الرسول إلى بيت إستفانوس الذي تميز بأنه عائلة كاملة كرست نفسها للرب.
ويقصد بكلمة باكورة أن بيت استفانوس كان أول العائلات التي أظهرت حياة الإيمان الصحيح الذي يثمر خدمة للآخرين.
ع16: يوصيهم بولس الرسول أن يتعاونوا مع هؤلاء ومع من يخدم معهم ويجاهد في كرم الرب.
ونجد مثيلًا لهذه الوصية في الرسالة إلى العبرانيين، حيث يقول الرسول "أطيعوا مرشديكم واخضعوا لأنهم يسهرون لأجل نفوسكم" (عب13: 17).
ع17: حضور استفاناس وفرتوناتوس وأخائيكوس من كورنثوس إلى أفسس حيث كان الرسول، فيه تعزية له بسبب بعده عن أهل كورنثوس. فقد خففوا بعض الشئ من شوقه وقلقه عليهم.
ع18: الأخبار الطيبة التي حملها هؤلاء أراحت نفس الرسول وملأت قلبه بالطمأنينة، وهو يتوقع أيضًا أنه بواسطة هذه الرسالة التي سيرسلها لهم الرسول سيشعرون هم أيضًا بالراحة النفسية.
ويوصيهم بعد ذلك أن يكرموا هؤلاء الخدام ويعرفوا قدرهم.
† ليتنا نكرم من يخدموننا حتى تكون خدمتهم لنا بفرح فنستفيد منها أكبر استفادة، لأننا بهذا نكرم المسيح الذين هم صورة له.
وإذ نتضع نتعلم منهم أكثر وننال بركات من الله أوفر، حتى تنمو الخدمة وتستريح نفوس كثيرة في المسيح.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
19 تُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ كَنَائِسُ أَسِيَّا. يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ فِي الرَّبِّ كَثِيرًا أَكِيلاَ وَبِرِيسْكِلاَّ مَعَ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي بَيْتِهِمَا. 20 يُسَلِّمُ عَلَيْكُمُ الإِخْوَةُ أَجْمَعُونَ. سَلِّمُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِقُبْلَةٍ مُقَدَّسَةٍ. 21 اَلسَّلاَمُ بِيَدِى أَنَا بُولُسَ. 22 إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُحِبُّ الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ، فَلْيَكُنْ أَنَاثِيمَا. مَارَانْ أَثَا. 23 نِعْمَةُ الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَعَكُمْ. 24 مَحَبَّتِى مَعَ جَمِيعِكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، آمِينَ.
ع19: اكيلا وبريسكلا:
رجل وامرأته آمنا على يد بولس في كورنثوس وخدما معه وكانت حرفتهم مثل بولس وهي صناعة الخيام، فكان يعملها معهما لتدبير احتياجاته ورافقاه في رحلاته التبشيرية.المسيحيون يرتبطون معًا برابطة روحية، وبموجب هذه الرابطة يشعرون بوحدتهم في المسيح ويبلغون تحيات المحبة بعضهم لبعض. وهذا ما فعله المسيحيون في آسيا (تركيا حاليًا) مع أهل كورنثوس.
ويبدو من هذا العدد أن بيت أكيلا وبريسكلا أُستخدِمَ ككنيسة للمؤمنين، إذ لم يكن من السهل إقامة كنائس لكثرة الاضطهادات.
ع20: الإخوة أجمعون يرسلون تحياتهم.
سلموا بعضكم على بعض بقبلة مقدسة: نفس هذا التعبير ينادى به الشماس جمهور المصلين في القداس الإلهي، وهذه القبلة المقدسة تجسم المحبة الكامنة في قلوب المؤمنين بعضهم لبعض.
ع21: السلام بيدى أنا بولس
: تعني أنه كتب هذه العبارة بيده رغم أن ضعف بصره كان يجعله يملى رسائله على آخر. كذلك فإن هذه العبارة تؤكد أن الرسالة صحيحة وأنها كتبت بواسطة بولس الرسول.
ع22: اعتبر الرسول أن محبة المسيح هي أهم الصفات التي تميز المسيحي وحكم بأن عدم وجودها هو أكبر الخطايا وتدين من لا يتصف بها.
أناثيما: كلمة يونانية معناها يسلم للهلاك.
ماران آثا: معناها الرب آتٍ.
فلنترقب مجيء الرب باشتياق، ونحذر السقوط في الخطايا.
ع23: يطلب بولس الرسول لأهل كورنثوس أن تكون نعمة الرب يسوع معهم. فطلبة الرسول هذه تشمل كل بركة زمنية وأبدية.
ع24: أراد بقوله لهم محبتى مع جميعكم، أن يتحقق الكورنثيون من شدة محبته وإخلاصه لهم، مع أنه مضطر أن يوبخهم على بعض أعمالهم لأن محبته لهم هي في المسيح يسوع. بذلك يكون من واجبه أن ينبههم إلى كل ما يمكن أن ينحرف بهم عن طريقه.
آمين: معناها فليثبت الله ما قلته في هذه الرسالة. وعندما تقول الكنيسة هذه الكلمة فمعناها اعتراف بصحة التعاليم المعلنة، وأن هذه التعاليم هي موضوع إيمانهم ورجائهم.
† أفضل ما تقدمه للآخرين هو محبتك، التي تظهر ليس فقط في شكل مادٍ بل أولًا في كلمات طيبة واهتمام بمشاعرهم، فيروا المسيح فيك ويطمئنوا فيستعيدوا سلامهم في وسط ضيقات الحياة.
← تفاسير أصحاحات كورنثوس الأولى: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
الفهرس |
قسم
تفاسير العهد الجديد الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير كورنثوس الأولى 15 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/church-encyclopedia/corinthians1/chapter-16.html
تقصير الرابط:
tak.la/r76pk4g