* تأملات في كتاب
رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13
الأَصْحَاحُ الثَّامِنُ
(1) أفضلية المحبة على العِلم (ع 1 - 3)
(2) لا يوجد سوى إله واحد (ع 4-6)
(3) أكل ما ذبح للأوثان (ع 7-13)
1 وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ مَا ذُبِحَ لِلأَوْثَانِ، فَنَعْلَمُ أَنَّ لِجَمِيعِنَا عِلْمًا. الْعِلْمُ يَنْفُخُ، وَلَكِنَّ الْمَحَبَّةَ تَبْنِى. 2 فَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَظُنُّ أَنَّهُ يَعْرِفُ شَيْئًا، فَإِنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ شَيْئًا بَعْدُ كَمَا يَجِبُ أَنْ يَعْرِفَ! 3 وَلَكِنْ، إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُحِبُّ اللهَ، فَهَذَا مَعْرُوفٌ عِنْدَهُ.
ع1: يتحدث هنا معلمنا بولس الرسول عن مشكلة تعرض المسيحيين للأكل من لحوم الذبائح التي كانت تقدم للأوثان ثم تباع في الأسواق وتؤكل سواء في البيوت أو الهياكل. فهو يقول للكورنثيين، أننا نعلم جميعًا كمؤمنين أنه لا يوجد في حقيقة الأمر وثن، وبالتالي فالأكل مما يذبح لها ويباع في الأسواق لا يؤثر علينا في شيء. ولكن يوجد بيننا إخوة بسطاء ليس لهم هذه المعرفة وقد يعثرهم هذا التصرف من قبلكم. فإحساسنا بأننا نعلم وآخرون لا يعلمون قد يقودنا إلى الكبرياء والتعالى على الآخرين، والعلم وحده قد يضر، أما إن ارتبط بالمحبة يصير نافعًا.
ع2: هنا يحملنا بولس الرسول إلى فكر الاتضاع ويقرر حقيقة يجب أن تكون واضحة للجميع، أن علمنا مهما زاد وكبر فهو ليس سوى قطرة في بحر، كما يقول العلماء أنفسهم، بل هو علم ناقص. والمنتفخ بعلمه يظهر أنه ناقص العلم إذ يتكبر رغم أن معرفته ليست كاملة.
ع3: المحبة ضرورية لمعرفة الله والعقل وحده لا يعطينا المعرفة الحقة عن الله الذي يعرف ويسر بمن يحبه ويعلمه بروحه القدوس.
† ليتنا لا نعتد بمعرفتنا قدر ما نعتمد على صلاتنا إلى الله لينير طريقنا لئلا ننتفخ.
4 فَمِنْ جِهَةِ أَكْلِ مَا ذُبِحَ لِلأَوْثَانِ، نَعْلَمُ أَنْ لَيْسَ وَثَنٌ فِي الْعَالَمِ، وَأَنْ لَيْسَ إِلَهٌ آخَرُ إِلاَّ وَاحـِدًا. 5 لأَنَّهُ وَإِنْ وُجِدَ مَا يُسَمَّى آلِهَةً، سِوَاءٌ كَانَ فِي السَّمَاءِ أَوْ عَلَى الأَرْضِ، كَمَا يُوجَدُ آلِهَةٌ كَثِيرُونَ وَأَرْبَابٌ كَثِيرُونَ. 6 لَكِنْ لَنَا إِلَهٌ وَاحِدٌ: الآبُ الَّذِي مِنْهُ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ وَنَحْنُ لَهُ. وَرَبٌّ وَاحِدٌ: يَسُوعُ الْمَسِيحُ الَّذِي بِهِ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ وَنَحْنُ بِهِ.
ع4: من جهة تحليل أو تحريم ما ذبح للأوثان فهذا يتوقف على سؤال: "ما هو الوثن"؟ والجواب أنه لا شيء. فالتماثيل الخشبية أو الحجرية أو النحاسية لا حياة فيها ولا سلطان لها على أمور الناس، ولا إله حى حقيقي سوى الله.
ع5: ما يسميه الوثنيون آلهة، وهي عندهم بالآلاف في السماء كالشمس وغيرها من الأجرام السماوية أو على الأرض كالأشجار والحيوانات، لا يؤثر على إيمان المسيحيين، وإن وجدت كائنات أسمى من الإنسان قوة وحكمة كالملائكة والشياطين التي سميت في العهد القديم آلهة "إن الرب إلهكم هو إله الآلهة ورب الأرباب" (تث10: 17)، فهي أيضًا مخلوقات خلقها الله.
ع6: لكن لنا نحن المسيحيين - خلاف ما للوثنيين من الآلهة والأرباب الكثيرة - إله واحد قادر على كل شيء، هو الآب أصل ومصدر كل الخليقة ونحن نحبه ونحيا له، ولنا رب واحد هو يسوع المسيح خالق كل الأشياء.
† إن كان إلهنا هو خالق وضابط كل شيء في العالم، فلتطمئن قلوبنا ولا تنزعج من تقلبات الحياة وإساءات الآخرين أو تهديداتهم، فإلهنا قادر أن يحارب عنا. فلنفرح بعشرته كل يوم.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
7 وَلَكِنْ لَيْسَ الْعِلْمُ فِي الْجَمِيعِ. بَلْ أُنَاسٌ بِالضَّمِيرِ نَحْوَ الْوَثَنِ إِلَى الآنَ، يَأْكُلُونَ كَأَنَّهُ مِمَّا ذُبِحَ لِوَثَنٍ. فَضَمِيرُهُمْ إِذْ هُوَ ضَعِيفٌ يَتَنَجَّسُ. 8 وَلَكِنَّ الطَّعَامَ لاَ يُقَدِّمُنَا إِلَى اللهِ، لأَنَّنَا إِنْ أَكَلْنَا لاَ نَزِيدُ، وَإِنْ لَمْ نَأْكُلْ لاَ نَنْقُصُ. 9 وَلَكِنِ انْظُرُوا لِئَلاَّ يَصِيرَ سُلْطَانُكُمْ هَذَا مَعْثَرَةً لِلضُّعَفَاءِ. 10 لأَنَّهُ، إِنْ رَآكَ أَحَدٌ يَا مَنْ لَهُ عِلْمٌ، مُتَّكِئًا فِي هَيْكَلِ وَثَنٍ، أَفَلاَ يَتَقَوَّى ضَمِيرُهُ إِذْ هُوَ ضَعِيفٌ، حَتَّى يَأْكُلَ مَا ذُبِحَ لِلأَوْثَانِ؟ 11 فَيَهْلِكَ بِسَبَبِ عِلْمِكَ الأَخُ الضَّعِيفُ الَّذِي مَاتَ الْمَسِيحُ مِنْ أَجْلِهِ. 12 وَهَكَذَا، إِذْ تُخْطِئُونَ إِلَى الإِخْوَةِ وَتَجْرَحُونَ ضَمِيرَهُمُ الضَّعِيفَ، تُخْطِئُونَ إِلَى الْمَسِيحِ. 13 لِذَلِكَ، إِنْ كَانَ طَعَامٌ يُعْثِرُ أَخِى، فَلَنْ آكُلَ لَحْمًا إِلَى الأَبَدِ لِئَلاَّ أُعْثِرَ أَخِى.
ع7: يوجد بعض المسيحيين من أصل يهودي يعلمون أن الوثن نجس ومع هذا يأكلون مما ذبح له فيتنجسون، أو مسيحيون من أصل أممى ما زالوا يظنون أن للوثن قوة بجوار المسيح إلههم، فعندما يأكلون مما ذبح له فإنهم يتنجسون أيضًا. هؤلاء يسميهم الرسول ضعفاء في معرفتهم الروحية، أي لا يعلمون أن الوثن بلا قيمة، فأكلهم ما ذبح له يعتبر نجاسة. أما الكاملين في المعرفة الذين يعرفون أنه لا قيمة للوثن، فأكلهم ما ذبح للأوثان يعتبر أكل للحم عادي خلقه الله، فهو طعام طاهر لهم.
ع8: لكن الطعام لا يقدمنا إلى الله كما يعتقد الوثنيون في الأكل مما ذبح لأوثانهم بأنه يقدمهم لآلهتهم. إننا لا نزيد في علاقتنا مع الله إذا أكلنا مما ذبح للأوثان، ولا ننقص إن لم نأكل منه، لأنه مجرد لحم عادي وليس له علاقة بعبادتنا الروحية.
ليس هذا الكلام ضد الصوم. فالصوم تدريب للإدارة وليس إمتناعًا عن أطعمة لنجاستها، إذ أننا نؤمن أن كل الأطعمة مباركة من الله ولكن نترك اللحم تجردًا من شهواتنا المادية لننشغل بعبادة الله.
ع9: لكم حقًا، أيها الأقوياء، أن تأكلوا من تلك الذبائح ولكن احترسوا من أن يكون أكلكم هذا عثرة لإخوانكم الضعفاء الذين تحرم ضمائرهم الأكل من هذه الذبائح.
ع10، 11: أيها الأخ القوى المتيقن أن الوثن ليس شيئًا وأن أكل ما ذبح للأوثان مثل أكل أي لحم آخر، لكن إن رآك أخ ضعيف تأكل في وليمة مقامة في هيكل وثن (كعادة الناس وقتئذ الذين كانوا يتكئون على أسرة أمام المائدة)، ربما استنتج أنك تفعل هذا إكرامًا للوثن فيتجاسر ويأكل هو أيضًا مقتديًا بك، وفي ضميره يأكل إكرامًا للوثن، الأمر الذي يهلك نفسه وقد مات المسيح لأجله.
ع12: بهذا التصرف يا أقوياء، فإنكم تخطئون إلى الضعفاء لأنكم تدفعونهم إلى مخالفة ضمائرهم بأكل اللحم النجس في نظرهم لأنه مذبوح للأوثان. وهكذا تخطئون في حق المسيح بإعثاركم للضعفاء.
ع13: لذلك وإن كان الأكل مما يقدم لوثن ليس شرًا بالنسبة للمؤمن، الذي يدرك أنه لا يوجد وثن، إلا أنه يعتبر شرًا إذا كان ذلك سببًا في عثرة الآخرين، لهذا إن كان أي طعام يوقع أخي في الخطية، فسأمتنع عن الأكل منه لئلا أكون سببًا في عثرته. لأنى كمسيحي لست مسئولًا عن نفسي فقط بل عن إخوتى أيضًا.
† يلزم أن تدفق في تصرفاتك وأفعالك لكي لا تعثر من حولك، حتى وإن كنت لا تقصد شرًا. ولكن أشفق على من حولك كما يشفق عليك المسيح، ولا تظهر بمظاهر تعثر غيرك.
← تفاسير أصحاحات كورنثوس الأولى: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير كورنثوس الأولى 9 |
قسم
تفاسير العهد الجديد الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير كورنثوس الأولى 7 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/church-encyclopedia/corinthians1/chapter-08.html
تقصير الرابط:
tak.la/2wcskx8