* تأملات في كتاب
رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16
الأَصْحَاحُ الثَّانِي
(1) الكرازة بحكمة الروح القدس (ع 1 - 8)
(2) عمل الروح القدس (ع 9-13)
(3) فكر الإنسان الروحي (ع 14-16)
1 وَأَنَا لَمَّا أَتَيْتُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أَتَيْتُ، لَيْسَ بِسُمُوِّ الْكَلاَمِ أَوِ الْحِكْمَةِ، مُنَادِيًا لَكُمْ بِشَهَادَةِ اللهِ، 2 لأَنِّى لَمْ أَعْزِمْ أَنْ أَعْرِفَ شَيْئًا بَيْنَكُمْ إِلاَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ، وَإِيَّاهُ مَصْلُوبًا. 3 وَأَنَا كُنْتُ عِنْدَكُمْ فِي ضُعْفٍ وَخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ كَثِيرَةٍ. 4 وَكَلاَمِى وَكِرَازَتِى لَمْ يَكُونَا بِكَلاَمِ الْحِكْمَةِ الإِنْسَانِيَّةِ الْمُقْنِعِ، بَلْ بِبُرْهَانِ الرُّوحِ وَالْقُوَّةِ، 5 لِكَىْ لاَ يَكُونَ إِيمَانُكُمْ بِحِكْمَةِ النَّاسِ، بَلْ بِقُوَّةِ اللهِ.
6 لَكِنَّنَا نَتَكَلَّمُ بِحِكْمَةٍ بَيْنَ الْكَامِلِينَ، وَلَكِنْ بِحِكْمَةٍ لَيْسَتْ مِنْ هَذَا الدَّهْرِ، وَلاَ مِنْ عُظَمَاءِ هَذَا الدَّهْرِ الَّذِينَ يُبْطَلُونَ. 7 بَلْ نَتَكَلَّمُ بِحِكْمَةِ اللهِ فِي سِرٍّ: الْحِكْمَةِ الْمَكْتُومَةِ، الَّتِي سَبَقَ اللهُ فَعَيَّنَهَا قَبْلَ الدُّهُورِ لِمَجْدِنَا، 8 الَّتِى لَمْ يَعْلَمْهَا أَحَدٌ مِنْ عُظَمَاءِ هَذَا الدَّهْرِ، لأَنْ لَوْ عَرَفُوا، لَمَا صَلَبُوا رَبَّ الْمَجْدِ.
يذكرهم بولس الرسول، أنه عندما بشرهم بالإنجيل لم يعتمد على البلاغة والفلسفة، ولكن تركز حديثه في قصة الخلاص الذي تم بيسوع المسيح على الصليب، فتأثيرها على كل من يسمعها يفوق في قوته أية بلاغة في التعبير.
† لا تعتمد في إقناعك للآخرين على فلسفتك وقدراتك الخاصة، بل بالصلاة تنال نعمة في عرض كلامك بطريقة بسيطة ومقنعة. وإن أراد الله سيرشدك باستخدام طرق الإقناع المختلفة، فيكون اعتمادك على الله في كل شيء.
ع3:
يقصد بولس الرسول أنه لم يبشر بالمسيح معتمدًا على أية قدرة أو قوة بشرية، بل على العكس كان إحساسه بحجم المسئولية يجعله في حالة خوف شديد.
ع4: كذلك لم يبشرهم معتمدًا على الحكمة الإنسانية والإقناع العقلى البلاغى، بل اعتمد على إرشاد الروح القدس القوى.
ع5: هذا لكي يعلموا جميعا، أن الفضل في إيمانهم لا يرجع إلى إثباتات عقلية، بل إلى القوة الإلهية القادرة على تثبيتهم في الإيمان.
† جيد أن تقدر حجم المسئولية التي عليك، وتصلى طالبًا معونة الله وتتمم العمل بتدقيق لأنك معرض للخطأ، وتقبَّل إرشاد الآخرين وإستكمالهم لما تعمل.
ع6: يستطرد بولس الرسول قائلًا، أنه يتكلم بين أناس ناضجين روحيًا بحكمة ليست من هذا العالم، أي ليست من ابتكار البشر أو عظماء الدنيا الذين سينتهى بهم المصير إلى الزوال.
ع7: يتكلم بولس بحكمة الله التي أعلنها في الإنجيل، والتي هي بمثابة سر لغير المؤمنين. والسر هنا هو كل ما أعلن في الإنجيل من أمور الفداء بيسوع المسيح، لأنهم لا يستطيعون إدراكها لأنها الحكمة المخفاة عن العقل البشرى، بالرغم من أن الله أعدها منذ الأزل لكنه ولم يعلنها إلا في هذا العصر ليكون لنا نصيب في المجد الأبدي.
ع8: هذه الحكمة لا يمكن لعظماء الدنيا أن يتوصلوا إليها، لأنهم لو عرفوا أن المسيح هو ابن الله لما تجاسروا وصلبوه.
فعلينا، نحن المسيحيين، ألا نتباهى بحكمتنا الأرضية، بل بالأولى نسعى للإمتلاء بالحكمة الإلهية التي يهبها لنا الروح القدس، كما قال يعقوب الرسول إن كان لنا غيره مرة وتحزب في قلوبنا فلنعلم أن هذه الحكمة ليست نازلة من فوق.
9 بَلْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ.» 10 فَأَعْلَنَهُ اللهُ لَنَا نَحْنُ بِرُوحِهِ. لأَنَّ الرُّوحَ يَفْحَصُ كُلَّ شَىْءٍ، حَتَّى أَعْمَاقَ اللهِ. 11 لأَنْ، مَنْ مِنَ النَّاسِ يَعْرِفُ أُمُورَ الإِنْسَانِ إِلاَّ رُوحُ الإِنْسَانِ الَّذِي فِيهِ؟ هَكَذَا أَيْضًا أُمُورُ اللهِ، لاَ يَعْرِفُهَا أَحَدٌ إِلاَّ رُوحُ اللهِ. 12 وَنَحْنُ لَمْ نَأْخُذْ رُوحَ الْعَالَمِ، بَلِ الرُّوحَ الَّذِي مِنَ اللهِ، لِنَعْرِفَ الأَشْيَاءَ الْمَوْهُوبَةَ لَنَا مِنَ اللهِ، 13 الَّتِى نَتَكَلَّمُ بِهَا أَيْضًا، لاَ بِأَقْوَالٍ تُعَلِّمُهَا حِكْمَةٌ إِنْسَانِيَّةٌ، بَلْ بِمَا يُعَلِّمُهُ الرُّوحُ الْقُدُسُ، قَارِنِينَ الرُّوحِيَّاتِ بِالرُّوحِيَّاتِ.
ع9:
يعبر الرسول هنا عن المجد الأبدي الذي أعده الله لنا، والذي يفوق كل ما يمكن أن تعيه حواسنا. فلا يمكن لأحد أن يتخيله، ولم يسبق لأحد من البشر رؤيته أو السمع عنه.فعلينا، نحن أيضا، أن نختار بين الكمال الروحي الذي يقودنا إلى المجد الأبدي، أو العظمة الباطلة التي تسبب حسدًا وخصومات.
ع10: نستطيع بالروح أن نستشعر جلال هذا المجد من خلال ما يعلنه الله لنا بواسطة روحه القدوس الذي يعرف كل ما لله.
ع11: لإيضاح هذا المفهوم، يضع الرسول أمامنا الإنسان كمثال. فكما أن روح الإنسان تعرف نواياه وأفكار قلبه، هكذا أيضًا روح الله يعرف كل أمور الله ويعلنها لنا.
ع12: الأمور الروحية التي تعلن بالروح القدس نعرفها من الروح القدس الساكن فينا، الأمر الذي يستحيل على أهل العالم الذين لا يسكنهم روح الله. فنحن بالمعمودية والميرون قد حل فينا الروح القدس، وأصبحنا مؤهلين لنوال مواهب وثمار الروح القدس.
فلنحرص على ألا "نطفئ الروح" بل نمارس الوسائط الروحية لكي ما ننمو في الروح.
ع13: يستطرد الرسول قائلًا: ونحن أيضًا حينما نتحدث عن هذه الأمور خلال تبشيرنا لا نستخدم الحكمة البشرية في توصيل مفاهيمها للناس، وإنما نستمد الحكمة من الروح القدس الساكن فينا، فنستخدم التعبيرات الروحية لنقدم المفاهيم الروحية. فلا يصح أن يُحكم على الروحيات بمقاييس ومعايير أرضية زمنية.
† إن الروح القدس الساكن فيك يستطيع أن يفحص أعماق الله. فما أعظم هذه النعم، لأنك بها تستطيع أن تنمو في صلواتك وتتمتع بعشرة الله، وأيضًا تفهم وتتلذذ بكلامه في الكتاب المقدس، فالله يريد أن يدخلك في أحضانه وتتحد به وتفرح بالوجود الدائم معه. فاطلب معونة الروح القدس في كل ممارساتك الروحية فتمتلئ حيوية وإحساس بالله.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
14 وَلَكِنَّ الإِنْسَانَ الطَّبِيعِىَّ لاَ يَقْبَلُ مَا لِرُوحِ اللهِ، لأَنَّهُ عِنْدَهُ جَهَالَةٌ، وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ، لأَنَّهُ إِنَّمَا يُحْكَمُ فِيهِ رُوحِيًّا. 15 وَأَمَّا الرُّوحِىُّ، فَيَحْكُمُ فِي كُلِّ شَىْءٍ، وَهُوَ لاَ يُحْكَمُ فِيهِ مِنْ أَحَدٍ. 16 لأَنَّهُ، مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ فَيُعَلِّمَهُ؛ وَأَمَّا نَحْنُ فَلَنَا فِكْرُ الْمَسِيحِ.
ع14:
الإنسان الطبيعي، وهو الإنسان الذي يعيش في الماديات ويحكم على الأمور بمقياس مادى، يستحيل عليه تقبل الأمور الروحية، بل أن تعاليم الروح القدس بالنسبة له تعتبر خاطئة وغير سليمة لأن هذه الأمور تحتاج معرفتها إلى المعرفة الروحية الأعلى تمامًا عن حدود معرفته البشرية.
ع15: الإنسان الروحي له فوق قدراته المادية قدرات روحية، يأخذها من الروح القدس الساكن فيه، فيستطيع أن يميز ليس فقط الأمور الجسدية بل الروحية أيضًا. لذا فإنه ليس من حق الإنسان الذي له القدرات البشرية فقط أن يحكم على الإنسان الروحي، فكيف يحكم على أمور روحية لا تدخل إطلاقا في نطاق معرفته الجسدية؟ وعلى العكس فالإنسان الروحي يميز ويحكم بسهولة على كل من حوله.
ع16: الذي يعرف فكر الرب، يستطيع أن يعلمه للآخرين ويحكم فيهم على أساس هذا الفكر. إذًا فالإنسان الطبيعي، الذي لا يعرف فكر المسيح، ليس من حقه أن يعلمنا ويحكم فينا نحن الذين لدينا فعلًا فكر المسيح.
ومعنى أن يكون لدينا فكر المسيح، هو أن نرى الأشياء كما يراها المسيح، ونقيسها بالمقياس الذي يقيس المسيح به. فالرسول يريد أن يقول أن حكم الفلاسفة على تعليمى بالجهل حكم باطل لا يعتد به.
† لا تنزعج من اعتراضات البعيدين عن الكنيسة على تصرفاتك الروحية، واثبت في حياتك مع الله خاضعًا لإرشادات أب اعترافك ومرشديك الروحيين، واطلب إرشاد الروح القدس لتفهم السلوك السليم مع كل من حولك.
← تفاسير أصحاحات كورنثوس الأولى: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير كورنثوس الأولى 3 |
قسم
تفاسير العهد الجديد الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير كورنثوس الأولى 1 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/church-encyclopedia/corinthians1/chapter-02.html
تقصير الرابط:
tak.la/p4rvwsp