* تأملات في كتاب
رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13
الأَصْحَاحُ الخَامِسُ
(1) مشكلة الزنى وكيف واجهها الرسول (ع 1 - 5)
(2) وجوب تنقية الكنيسة من الفاسدين (ع 6-8)
(3) الكنيسة لها أن تحاكم أعضاءها (ع 9-13)
1 يُسْمَعُ مُطْلَقًا أَنَّ بَيْنَكُمْ زِنًى! وَزِنًى هَكَذَا لاَ يُسَمَّى بَيْنَ الأُمَمِ، حَتَّى أَنْ تَكُونَ لِلإِنْسَانِ امْرَأَةُ أَبِيهِ. 2 أَفَأَنْتُمْ مُنْتَفِخُونَ، وَبِالْحَرِىِّ لَمْ تَنُوحُوا، حَتَّى يُرْفَعَ مِنْ وَسَطِكُمُ الَّذِي فَعَلَ هَذَا الْفِعْلَ؟ 3 فَإِنِّى أَنَا، كَأَنِّى غَائِبٌ بِالْجَسَدِ وَلَكِنْ حَاضِرٌ بِالرُّوحِ، قَدْ حَكَمْتُ كَأَنِّى حَاضِرٌ فِي الَّذِي فَعَلَ هَذَا هَكَذَا. 4 بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، إِذْ أَنْتُمْ وَرُوحِى مُجْتَمِعُونَ مَعَ قُوَّةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، 5 أَنْ يُسَلَّمَ مِثْلُ هَذَا لِلشَّيْطَانِ لِهَلاَكِ الْجَسَدِ، لِكَيْ تَخْلُصَ الرُّوحُ فِي يَوْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ.
ع1: أخطأ أحد المؤمنين في كورنثوس بالزنا مع امرأة أبيه، وهذه الخطية هي ضد الطبيعة البشرية السوية ونادرة الحدوث حتى بين غير المؤمنين، فكم بالأولى يكون شنيعًا سقوط أحد المؤمنين فيها؟!
ع2: يرجع بولس الرسول هنا إلى ما سبق أن أشار إليه من افتخار الكورنثيين بفضائلهم الروحية، فيتساءل كيف تدعون لأنفسكم المعرفة والحكمة، وكان بالأولى أن تخجلوا حين سمعتم بوقوع تلك الفاحشة بينكم، ولم توبخوا أنفسكم وتبكون لما جلبتموه من عار على الكنيسة التي يجب أن تكون طاهرة كسيدها، فكان ينبغي عليكم بدلًا من التكبر أن تعزلوا مقترف هذا الإثم من بينكم.
ع3-4: كان بولس في أفسس حين كتب هذه الرسالة، ولكن ذلك لم يمنعه من النظر والحكم في أمر مرتكب هذا الفعل من أعضاء كنيسة كورنثوس، وكأنه حاضر بالروح بينهم يفكر فيهم ويهتم بنجاحهم ويتألم لكل مكروه يقع بينهم. وكان له الحق والسلطان الذي أخذه من الرب يسوع، وقد حسب أن أعضاء الكنيسة مجتمعون وأنه بينهم بالروح.
ع5: حكم بولس بقطعه وحرمانه من الكنيسة والتناول من الأسرار المقدسة، لعله يندم عندما يتألم من هذا الحرمان وينتبه لشناعة خطيته فيتوب، وحينئذ ستقبله الكنيسة ويستعيد طهارة جسده وروحه فيخلص في يوم الدينونة.
وهذا يوضح أن سلطان القطع الكنسي تقليد رسولي ووصية كتابية، إذ أن الرسل والكهنة خلفاءهم لهم الحق في هذا الإجراء إذا استوجبته الأمور. ومصدر السلطة على قطع أحد من الكنيسة هو الرب يسوع الذي صرح بوجوبه والذي أمر بإجرائه هو الرسول بولس. وهذا التأديب الكنسي يؤول دائمًا للمنفعة، وإن قبله الإنسان وتاب ينجو من الدينونة الأبدية.
† إن هذه الخطية الشنيعة لم تحدث فجأة بل هي تهاون تدريجى. فانتبه لبدايات الخطايا مثل النظر أو الفكر أو الميل العاطفى، حتى لا تدنس نفسك لأن هذه كلها مراحل من الزنا، وتنازل عن أي خطية منها مهما كانت محببة وتباعد عن من يشجعك عليها.
6 لَيْسَ افْتِخَارُكُمْ حَسَنًا. أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ خَمِيرَةً صَغِيرَةً تُخَمِّرُ الْعَجِينَ كُلَّهُ؟ 7 إِذًا؛ نَقُّوا مِنْكُمُ الْخَمِيرَةَ الْعَتِيقَةَ، لِكَيْ تَكُونُوا عَجِينًا جَدِيدًا كَمَا أَنْتُمْ فَطِيرٌ. لأَنَّ فِصْحَنَا أَيْضًا الْمَسِيحَ قَدْ ذُبِحَ لأَجْلِنَا. 8 إِذًا؛ لِنُعَيِّدْ، لَيْسَ بِخَمِيرَةٍ عَتِيقَةٍ وَلاَ بِخَمِيرَةِ الشَّرِّ وَالْخُبْثِ، بَلْ بِفَطِيرِ الإِخْلاَصِ وَالْحَقِّ.
ع6: أنتم تفتخرون بحكمتكم ومواهبكم الروحية، ولكن هذا ليس له سند حقيقي وذلك لأن أحوالكم تدعوا إلى الخجل والخوف من امتداد الشر نتيجة خطأ أحد أعضاء كنيستكم، فيقتدى به الآخرون. ولشرح هذا يستعين بولس الرسول بفكرة أن كمية صغيرة من الخميرة قادرة على تخمير كمية عجين كبيرة، لينبههم أنه كما أن الخطيئة الواحدة إذا لم يتب مرتكبها فتحت أمامه أبوابًا كثيرة لارتكاب خطايا أخرى، كذلك تمتد الخطية من واحد إلى آخر داخل الجماعة. فإذا تعدى أحد وصايا الله ولم يُوَبَخ ويُؤدَب ويُعزَل، اقتدى غيره به واستخف بالإثم.
ع7: إذًا واجب عليكم استبعاد الشخص الذي أخطأ من وسطكم، وتطهير أنفسكم ومجتمع كنيستكم من الفساد الذي لازم الطبيعة البشرية منذ السقوط، لكي تصبحوا طاهرين متجددين وقديسين متنقين من الخطيئة كما أن الفطير خالٍ من الخميرة. فكما أن اليهود يتطهرون في عيد الفصح طبقًا للشريعة الموسوية، حينما كانوا يذبحون خروف الفصح ويظلوا يأكلون الفطير سبعة أيام في عيد الفطير والتي تشير للعمر كله، كذلك وقد ذبح المسيح لأجلنا فقد صار فصحنا ويجب علينا أن ننقى أنفسنا من أي شر.
ع8: إذًا، فلتكن حياتكم كلها مقدسة لله كأنها عيد دائم مقدس بطبيعة نقية متجددة، وليس كما كانت سابقًا طبيعة بشرية فاسدة. فالطبيعة الفاسدة عرضة للشر والخبث، ولكن الطبيعة المتجددة هي طبيعة مخلصة في طهارتها وسيرتها الحسنة التي بلا لوم، والمُحِبة لكل ما هو حق. والإخلاص يشير إلى قداسة السلوك والتصرف، والحق يشير إلى قداسة العقيدة الروحية والإيمان.
† إن الله أخلص في حبه لك ومات ليفديك، ويعتنى بك كل يوم. فهل أنت مخلص له وتسعى لإرضائه، وترفض كل شر يغضبه وتفرح بكثرة الوجود معه بالصلوات والقراءات؟
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
9 كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ فِي الرِّسَالَةِ أَنْ لاَ تُخَالِطُوا الزُّنَاةَ. 10 وَلَيْسَ مُطْلَقًا زُنَاةَ هَذَا الْعَالَمِ أَوِ الطَّمَّاعِينَ أَوِ الْخَاطِفِينَ أَوْ عَبَدَةَ الأَوْثَانِ، وَإِلاَّ فَيَلْزَمُكُمْ أَنْ تَخْرُجُوا مِنَ الْعَالَمِ. 11 وَأَمَّا الآنَ فَكَتَبْتُ إِلَيْكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ مَدْعُوٌّ أَخًا، زَانِيًا أَوْ طَمَّاعًا أَوْ عَابِدَ وَثَنٍ أَوْ شَتَّامًا أَوْ سِكِّيرًا أَوْ خَاطِفًا، أَنْ لاَ تُخَالِطُوا وَلاَ تُؤَاكِلُوا مِثْلَ هَذَا. 12 لأَنَّهُ، مَاذَا لِى أَنْ أَدِينَ الَّذِينَ مِنْ خَارِجٍ، أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ تَدِينُونَ الَّذِينَ مِنْ دَاخِلٍ؟ 13 أَمَّا الَّذِينَ مِنْ خَارِجٍ فَاللَّهُ يَدِينُهُمْ. فَاعْزِلُوا الْخَبِيثَ مِنْ بَيْنِكُمْ.
ع9-10: سبق أن كتبت إليكم في (ع1، 2) أن تبعدوا عن الزناة. ولكن لم أقصد أبدًا أن تعتزلوا عن الزناة الذين في العالم أي من غير المؤمنين أو محبى المال الراغبين في تحصيله بأى شكل كان عدلًا أو ظلمًا، أو يظلمون الآخرين بأن يأخذوا أكثر مما يحق لهم، أو الوثنيين الذين يعبدون آلهة كاذبة. فلو قصدت أن أمنعكم عن مخالطة مثل هؤلاء، فكأنى آمركم أن ترحلوا إلى عالم آخر غير هذا العالم، لأن أمثال هؤلاء موجودون في كل مكان من العالم ولابد من أن نتعامل معهم المعاملات الضرورية للحياة.
ع11: والآن أوضح لكم أكثر ما قصدته حين كتبت إليكم سابقا. إن كان أحد يدعى أنه مسيحي ودخل في شركة الكنيسة ولكن كان زانيًا أو طماعًا أو يعبد الأوثان أو يسب الآخرين أو يكثر من شرب الخمر إلى حد السكر أو يظلم الآخرين، أقول لكم ابتعدوا عن هذا الشخص لأنه إن تدنس بالفساد الذي في العالم ورغم ذلك أبقته الكنيسة في وسطها، فكأنها تسمح بدخول العالم إليها، الأمر الذي يفقد الكنيسة روحانياتها وقدسيتها وكل ما تتميز به من الحق والطهارة.
ع12: ليس لى ولا لكم أن تحكموا على الذين هم خارج الكنيسة بل الذين من داخل الكنيسة.
ع13: من هم خارج الكنيسة، الله وحده هو الذي يدينهم سواء كان ذلك في العالم الحاضر أو في اليوم الأخير. أنتم من حقكم بل من واجبكم أن تفرزوا من يسلك بالشر والخبث بينكم.
† افتح قلبك بالحب لكل إنسان وصلٍ لأجل البعيدين والخطاة، ولكن لا تختلط ولا ترتبط بالأشرار وتتعود مجالستهم والتسلية معهم حتى لا تنجرف في خطاياهم. اتضع وكن حريصًا فيحفظك الله من الخطية.
← تفاسير أصحاحات كورنثوس الأولى: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير كورنثوس الأولى 6 |
قسم
تفاسير العهد الجديد الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير كورنثوس الأولى 4 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/church-encyclopedia/corinthians1/chapter-05.html
تقصير الرابط:
tak.la/wd4ysn7