St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   04-Enjeel-Youhanna
 

شرح الكتاب المقدس - القمص أنطونيوس فكري

تفسير إنجيل يوحنا - المقدمة

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب يوحنا:
تفسير إنجيل يوحنا: مقدمة إنجيل يوحنا | يوحنا 1 | يوحنا 2 | يوحنا 3 | يوحنا 4 | يوحنا 5 | يوحنا 6 | يوحنا 7 | يوحنا 8 | يوحنا 9 | يوحنا 10 | يوحنا 11 | يوحنا 12 | يوحنا 13 | يوحنا 14 | يوحنا 15 | يوحنا 16 | يوحنا 17 | يوحنا 18 | يوحنا 19 | يوحنا 20 | يوحنا 21 | تسلسل الأحداث في إنجيل القديس يوحنا

نص إنجيل يوحنا: يوحنا 1 | يوحنا 2 | يوحنا 3 | يوحنا 4 | يوحنا 5 | يوحنا 6 | يوحنا 7 | يوحنا 8 | يوحنا 9 | يوحنا 10 | يوحنا 11 | يوحنا 12 | يوحنا 13 | يوحنا 14 | يوحنا 15 | يوحنا 16 | يوحنا 17 | يوحنا 18 | يوحنا 19 | يوحنا 20 | يوحنا 21 | يوحنا كامل

يوحنا وأخيه يعقوب ابنا زبدي هم من تلاميذ المسيح (مت21:4-22+ مر19:1-20) ويوحنا هو الأصغر لأن الكتاب يورد اسم يعقوب أولًا واسم أمهما سالومة وهي أخت العذراء مريم. وموطن الأسرة كان في كفر ناحوم في الجليل وكانوا يشتغلون في صيد السمك وكانوا على حالة من اليسار بدليل أنهم كانوا يستأجرون عمالًا يساعدون في صيد السمك (مر20:1). وأمه كانت من النساء اللواتي تبعن السيد من الجليل يخدمنه من أموالهن. وكان يوحنا غالبًا قريب لرئيس الكهنة أو من الأشخاص المعروفين والمقربين لبيت رئيس الكهنة. ويوحنا هو الذي تسلم العذراء بعد صلب السيد المسيح. وأم يوحنا هي التي طلبت من السيد أن يكون ابناها واحدًا عن اليمين والآخر عن اليسار (مت 20: 20-21). والرب سماهما (أي يعقوب ويوحنا) بابنا الرعد (مر17:3). وهما اللذان طلبا نارًا تنزل من السماء على سكان قرية السامريين لرفضهم قبول المسيح (لو54:9-55) ويوحنا تبع المسيح وعمره 25 سنة.

وكان بطرس ويعقوب ويوحنا من المقربين من السيد المسيح خصهم ببعض أسراره مثلًا في إقامة ابنة يايرس (مر37:5) وشاهدوا التجلي (مر2:9) وهم الذين انتحى بهم ليصلي في بستان جثسيماني (مت37:26). وبطرس ويوحنا تبعا السيد حتى بيت رئيس الكهنة ليلة الصلب. وبَكَّرَ هو وبطرس وذهبا للقبر يوم القيامة وغالبًا بقى مع العذراء في أورشليم حتى نياحتها سنة 48 م. وفي أواخر أيامه ذهب إلى أفسس وكرز فيها. وفي إحدى حركات الاضطهاد أيام دومتيانوس نفوه إلى جزيرة بطمس بعد أن عذبوه وهناك في بطمس كتب سفر الرؤيا. وبعد انتهاء عصر الاضطهاد عاد إلى أفسس وكتب إنجيله سنة 98م وكتب سفر الرؤيا سنة 95م وكان آخر ما كتبه الرسائل. والإنجيل كتب باليونانية لغة الثقافة والمعرفة في تلك الأيام. وعاش ما يقرب من مائة عام. وكان أول من تعرف من تلاميذ المعمدان على الرب يسوع. ومع أن السيد أسماه ابن الرعد إلا أنه تميز بأنه رسول المحبة . وفي أواخر أيامه، ولم يكن قادرًا على المشي وكانوا يحملونه إلى الكنيسة، كان يعظ المؤمنين قائلًا يا أولادي أحبوا بعضكم بعضًا ويكررها في كل مرة فسألوه لماذا لا يقول شيئًا آخر فكان يرد أن هذا الكلام هو وصية الرب فإذا فعلتموه فقد أكملتم كل شيء. ولذلك فليس غريبًا أن يكون هو التلميذ الذي كان يسوع يحبه لغيرته (ابن الرعد) ولمحبته (يو25:12+ 7:21، 20). وغالبًا كانت أسرة يوحنا تمتلك منزلًا في أورشليم.

ويوحنا كان أولًا تلميذًا للمعمدان ثم لما سمع الشهادة من المعمدان عن المسيح تبعه.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

1- الغرض من كتابة الإنجيل

كما حدد القديس يوحنا نفسه أن الهدف من كتابة إنجيله هو إثبات أن المسيح هو ابن الله (يو31:20). فكانت هناك هرطقات كثيرة قد ظهرت في أواخر القرن الأول ومن أهمها الغنوسية وهؤلاء وأولئك شككوا إما في لاهوت المسيح أو تجسده (لذلك يكتب يوحنا ليقول أن المسيح هو الكلمة وقد صار جسدًا). وكذلك حدث أن تلاميذ يوحنا المعمدان الذين رفضوا أن يتبعوا المسيح إدَّعوا أن المعمدان أعظم من المسيح لذلك يرد عليهم هنا في إنجيله (يو 8:1). لذلك ينتقي يوحنا المعجزات التي تثبت لاهوت المسيح مثل إقامة لعازر بعد أن أنتن وتفتيح عيني الأعمى بواسطة طين (معجزة خلق) وإطعام 5000 (زيادة الطعام) وتحويل الماء إلى خمر (المادة تتحول إلى مادة أخرى). أيضًا هدف كتابة الإنجيل أن تكون لنا حياة (يو31:20) فلا حياة بدون إيمان بأن المسيح هو ابن الله المخلص). ولأن يوحنا الإنجيلي كان هدفه إثبات لاهوت المسيح فهو لم يتكلم عن ميلاده من العذراء بالجسد بل تكلم عن ولادته من الآب الأزلية.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

2- معظم أحداث الإنجيل في أورشليم عكس بقية الأناجيل التي دارت أحداثها في الجليل وذلك لأن يوحنا ينتقي الأحاديث اللاهوتية التي تثبت لاهوت المسيح وهذه كانت بين المسيح والفريسيين الموجودين في أورشليم. أما أحداث الجليل فقد دارت بين المسيح والصيادين والفلاحين البسطاء وهؤلاء غير متعلمين لاهوتيًا كالفريسيين ولا يحتملوا المناقشات اللاهوتية (إصحاحات 3، 5، 7، 8، 10، 13-17)

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

3- أنا هو

St-Takla.org Image: Immaculate Conception with Saints: Saint Mary with the Holy Spirit as a dove, with six saints (left to right): Saint John the Evangelist, Saint Philip Benizi de Damiani (1233-1285), Saint Catherine of Alexandria (287-305, kneeling on the left), Saint Margaret the Virgin (Margaret of Antioch, Saint Marina the Great Martyr, 289-304, kneeling on the right), Saint Antoninus of Florence (1389-1459) and Saint Peter the Apostle). Painting by Piero di Cosimo (between 1485-1505), oil on panel, 206×172 cm (81×68 in) - Uffizi Gallery (Galleria degli Uffizi), Florence (Firenze), Italy. It was established in 1581. - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 1, 2014. صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة الحبل المقدس مع القديسين: القديسة مريم العذراء مع الروح القدس في شكل حمامة، وستة قديسين (من اليسار لليمين): القديس يوحنا الإنجيلي، القديس فيليب بينيزي دي دامياني (1233-1285)، القديسة كاترين الإسكندرانية (287-305، تركع على اليسار)، القديسة مرجريت العذراء (الشهيدة مارينا الأنطاكية، 289-304، تركع على اليمين)، القديس أنطونيوس من فلورنسا، القديس الشهيد ماربطرس الرسول. اللوحة رسم الفنان بييرو دي كوزيمو (في الفترة ما بين 1485-1505)، زيت على لوح بمقاس 206×172 سم. - صور متحف معرض أوفيتزي (متحف أوفيزي)، فلورنسا (فيرينزي)، إيطاليا. وقد أنشئ عام 1581 م. - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 1 أكتوبر 2014

St-Takla.org Image: Immaculate Conception with Saints: Saint Mary with the Holy Spirit as a dove, with six saints (left to right): Saint John the Evangelist, Saint Philip Benizi de Damiani (1233-1285), Saint Catherine of Alexandria (287-305, kneeling on the left), Saint Margaret the Virgin (Margaret of Antioch, Saint Marina the Great Martyr, 289-304, kneeling on the right), Saint Antoninus of Florence (1389-1459) and Saint Peter the Apostle). Painting by Piero di Cosimo (between 1485-1505), oil on panel, 206×172 cm (81×68 in) - Uffizi Gallery (Galleria degli Uffizi), Florence (Firenze), Italy. It was established in 1581. - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 1, 2014.

صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة الحبل المقدس مع القديسين: القديسة مريم العذراء مع الروح القدس في شكل حمامة، وستة قديسين (من اليسار لليمين): القديس يوحنا الإنجيلي، القديس فيليب بينيزي دي دامياني (1233-1285)، القديسة كاترين الإسكندرانية (287-305، تركع على اليسار)، القديسة مرجريت العذراء (الشهيدة مارينا الأنطاكية، 289-304، تركع على اليمين)، القديس أنطونيوس من فلورنسا، القديس الشهيد ماربطرس الرسول. اللوحة رسم الفنان بييرو دي كوزيمو (في الفترة ما بين 1485-1505)، زيت على لوح بمقاس 206×172 سم. - صور متحف معرض أوفيتزي (متحف أوفيزي)، فلورنسا (فيرينزي)، إيطاليا. وقد أنشئ عام 1581 م. - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 1 أكتوبر 2014

تميز إنجيل يوحنا باستعمال هذا التعبير الذي يشير للاهوت المسيح." فأنا هو " هي الترجمة اليونانية لاسم الله. فاسم الله في العهد القديم "يهوه" وحين ترجم إلى اليونانية صار "إيجو إيمي I am وبالعربية أنا هو ἐγώ εἰμί ونرى هذا في قول المسيح أنا هو النور.. أنا هو الطريق والحق والحياة.. فالمسيح لنا كل شيء، النور والراعي الصالح والطريق والحق والقيامة والحياة.. ولذلك حين أتى الجند لإلقاء القبض على المسيح سألهم من تطلبون قالوا يسوع قال أنا هو فسقطوا. والسبب أنه بقوله أنا هو استعلن لاهوته فلم يحتملوا ولنلاحظ أن المسيح حين يستعلن لاهوته للمؤمنين يكون لهم كل شيء الطريق والحق والنور ويكون سببًا لتعزيتهم وفرحهم وحياتهم الأبدية. أما حين يستعلن لاهوته للخطاة فيكون سببًا لرعبهم ولدينونتهم لذلك ففي المرات التي قال فيها المسيح أنا هو دون أن يأتي وراءها صفة من صفات محبته كان هذا للدينونة كما حدث مع الجند الذين أتوا للقبض عليه ومثلها (يو 28:8، 23-25).

(راجع يو 25:4-26+ 35:6+ 12:8+ 58:8+ 7:10-10+ 25:11+ 13:13+ 6:14+ 1:15+ 5:18).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

4- لأن إنجيل يوحنا يتكلم عن لاهوت المسيح فهذا الأمر بسبب صعوبته احتاج لأن يكون هناك شهود عليه. شهادة المعمدان (يو15:1-16) وشهادة التلاميذ (يو41:1) وشهادة الكتب والنبوات (يو39:5) وشهادة الآب للابن كما حدث يوم العماد وعن طريق أعمال الآب في الابن. بل شهدت له الجموع والسامرية (يو 17:12+ 39:4).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

5- امتاز إنجيل يوحنا بذكره 3 أعياد فصح:

(يو 13:2) أول فصح للمسيح - (يو 4:6) ثاني فصح للمسيح - (يو 55:11) آخر فصح للمسيح

ويتبقى عيد فصح رابع حتى تكون مدة خدمة السيد المسيح ثلاث سنوات وبضعة أشهر. وعيد الفصح الرابع له احتمالان:

1) يكون هو العيد المشار إليه في (يو 1:5) دون أن يذكر تحديدًا أنه الفصح.

2) يكون هذا الفصح بعد لقاء المسيح بالسامرية بأربعة أشهر حيث أن المسيح يحدد فترة أربعة اشهر على الحصاد (يو 35:4) والحصاد يكون وقت الفصح.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

6- هو الإنجيل الوحيد الذي أغفل الحديث عن العشاء الرباني والسبب:

‌أ- باقي الإنجيليين كتبوا عنه وهو لا يريد أن يكرر.

‌ب- هو يكتب سنة 98م أي بعد الصعود بحوالي 65سنة وكان السر يمارس كل هذه المدة.

‌ج- اكتفى بما أورده عن أكل الجسد وشرب الدم في ص6.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

7- اللوغوس

في اليونانية ثلاثة ألفاظ بمعنى كلمة:

‌أ- EPOS الكلمة التي يقولها شخص فتؤخذ منه باعتبارها كلمة أو وعد، كما نقول هذا القول للأب الفلاني.

‌ب- RHEMA مجرد لفظ أي الحروف فكلمة يوحنا مكونة من حروف ى، و، ح، ن، ا.

‌ج- LOGOS بمعنى النطق أو الفكر وأُخِذَ منها كلمة LOGIC= المنطق وفي الفكر اليوناني فاللوغوس يمثل العقل المدبر للكون وهو أول الخليقة.

والقديس يوحنا استخدم كلمة اللوغوس للدلالة على الأقنوم الثاني وهكذا قال بولس الرسول عن المسيح أنه حكمة الله (1كو24:1). ولعل لفظ النطق يكون معبرًا عن اللوغوس أكثر من تعبير الكلمة. فالنطق يعبر عن أفكار وحكمة وعقل المتكلم. هو فكر منطوق. ولولا النطق ما كنا ندرك العقل. فالعقل لا يدرك إلاّ من خلال النطق. فالمسيح أو اللوغوس هو نطق الله العاقل أو عقل الله الناطق، هو من ذات الآب وليس خارجًا عنه. إذًا الله لا يُدرك سوى من خلال كلمته "هو خَبرَّ" (يو18:1). وهذا ما سبق وقاله إشعياء "فيعلن مجد الرب ويراه كل بشر لأن فم الرب تكلم (الكلمة)" (إش5:40) فالروح القدس واحد الذي أعلن لإشعياء وليوحنا.

فالكلمة هو صورة الله فهو يحمل نفس ذات طبيعة الله ويعبر تعبيرًا كاملًا عن الله. وهذا الكلمة هو صورة الله لا المنفصلة عنه بل الكامنة فيه. وفي (عب2:1-3) استعمل بولس الرسول ألفاظ الابن والصورة والكلمة والبهاء للتعبير عن الله المتجسد الأقنوم الثاني. فالابن هو الفعل العقلي والصورة والنطق داخليًا. واللوغوس عند يوحنا يناظره في العهد القديم قوله عن المسيح أنه الحكمة (أم1:8-30) وفي سفر الأمثال نرى الحكمة وقد تم تشخيصها، فهي شخصية إلهية. فالوحي أظهر أن الحكمة ليست صفة بل شخصية إلهية.

واليهود في أواخر أيامهم قبل المسيح بدأوا يستخدمون تعبير كلمة الله. وفي كتب الترجوم [وهي ترجمات بالكلدانية موسعة ومبسطة لبعض أسفار العهد القديم لمن عاش في الشتات ولم يَعُدْ يتكلم بالعبرانية] استُعْمِل تعبير كلمة الرب، فمثلًا بدلًا من قول الكتاب بذاتي أقسمت صارت في الترجوم بكلمتي أقسمت. وبدلًا من ملاك الرب صار كلمة الرب. وبدلًا من قول يعقوب إن كان الله معي صار في الترجوم إن كان كلمة الرب معي (تك20:28-22) ولذلك لم يكن تعبير كلمة الرب غريبًا عن اليهود ولا عن اليونانيين.

ومن الإصحاح الأول نفهم صفات اللوجوس (الكلمة):

1- أزلي...................... "في البدء كان الكلمة" (يو 1:1)

2- الخالق الوحيد............... "كل شيء به كان" (يو 2:1)

3- أصل الحياة................. "فيه كانت الحياة" (يو 4:1)

4- القداسة التي تضيء في ظلمة الخطية. "الحياة كانت نور الناس والنور يضيء في الظلمة (يو 5:1)

5- الفادي الذي أعاد لنا البنوة لله......"كل الذين قبلوه أعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله (يو 11:1-12)

6- هو إله العهد القديم............ "إلى خاصته جاء (يو 11:1)

7- هو الإله المتجسد............. "الكلمة صار جسدًا (يو 14:1)

8- هو فريد في نوعه............." رأينا مجده مجد ابن وحيد لأبيه (يو 14:1)

9- هو الإله الواحد.............. " وكان الكلمة الله.

10- هو الأقنوم الثاني........... " والكلمة كان عند الله.

وميلاد الكلمة الأزلي الذي حدده القديس يوحنا في إنجيله ووصفه بدقة كان من الخفيات التي لم يعرفها أحد من قبل ولا حتى الملائكة، وقد تعلمها منه الملائكة (أف10:3). وقطعًا فحتى تلاميذ المسيح لم يدركوا هذه الحقيقة في أثناء حياة المسيح على الأرض، إنما أعلنها الروح القدس لهم بعد ذلك، وعبر عنها يوحنا في إنجيله.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

8- ألقاب القديس يوحنا

1) يوحنا الحبيب: فهو التلميذ الذي كان يسوع يحبه. وهو الذي كان يعلم عن المحبة. وهو الذي قال الله محبة في (1يو8:4) وله قصص عجيبة في محبته لأولاده وسعيه ورائهم لاجتذابهم للتوبة. بل وتعريض نفسه للخطر في سبيل ذلك. وكان يتصف برقة الشعور والوداعة وبساطة القلب. ومع كل محبته هذه فحين دخل حمام عام وجد فيه كيرنثوس الهرطوقي دعا الكل أن يخرجوا منه لئلا يحل عليهم غضب الله وقارن مع قوله (2يو10).

2) يوحنا البتول: فهو عاش حياته بتولًا دون زواج.

3) يوحنا اللاهوتي: بسبب أن إنجيله يثبت لاهوت السيد المسيح.

4) يوحنا الإنجيلي البشير: فهو الذي كتب الإنجيل الرابع.

5) يوحنا الرائي: بسبب كتابته لسفر الرؤيا آخر أسفار الكتاب المقدس.

6) يوحنا الرسول: فهو من الاثني عشر.

7) ابني الرعد بوانرجس: هكذا أسماه المسيح هو ويعقوب أخيه لغيرتهما وحماستهما الشديدة بوانرجس BENIREGES (مر17:3+ 37:9-39+ لو49:9-50).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

9- هو أول المعترفين، فهو عانَى من آلام الاستشهاد ولكنه مات موتًا طبيعيًا.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: The right, word in Arabic صورة في موقع الأنبا تكلا: كلمة الحق

St-Takla.org Image: The right, word in Arabic

صورة في موقع الأنبا تكلا: كلمة الحق

10- اشتهر إنجيل يوحنا بكلمة الحق فقد وردت 50 مرة. ووردت أحيانًا بالمثنى الحق الحق.. فالمسيح هو الحق ويقول الحق.وقوله الحق الحق يثبت أنه الله، فالأنبياء ما قالوا هذا بل كانوا يقولون "يقول الرب".

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

11- رمز الإنجيل النسر لأنه حلَّق في السماء. فبينما عاش الإنجيليين الثلاثة مع يسوع الإنسان ولم يذكروا سوى القليل عن لاهوته، حلَّق يوحنا في الملأ الأعلى وتكلم عن لاهوته.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

12- كان يوحنا آخر من مات من الاثني عشر وكان يعقوب أخيه أول شهيد منهم وقتله هيرودس أغريباس الأول سنة 44م (أع1:12-3).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

13- حسبه بولس من أعمدة الكنيسة مع بطرس ويعقوب (غل9:2).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ملاحظات:

1. يوحنا يفترض أن القارئ دارس للأناجيل الثلاثة (متى- مرقس- لوقا) فهو يتكلم عن شهادة يوحنا المعمدان عن المسيح دون أن يذكر معمودية المسيح من يوحنا. ويذكر أسماء بطرس أنه أخو أندراوس دون أن يذكر أسماء باقي الاثني عشر. لكن الإنجيليين الثلاثة ركزوا على أن المسيح صار جسدًا فبدأوا من تجسده أي ميلاده وعماده. أما يوحنا فركز على ميلاده الأزلي لكن هذا لا يلغي أن يوحنا يظهر أن ناسوت المسيح حقيقي فهو الذي قال "والكلمة صار جسدًا وحل بيننا" (يو14:1) وهو الشاهد أن المسيح حين طعن خرج من جنبه دم وماء. ونجد يوحنا يهتم بالإشارة للوقت فيقول "وكان نحو الساعة العاشرة.." (يو 39:1) وهذا يعني أن المسيح الله دخل للزمن.

 

2. الأناجيل الأخرى قدمت تعاليم المسيح على الجبل أما إنجيل يوحنا فيتميز بأنه قدم الوصية الجديدة أي المحبة (أي بمفهوم جديد) (يو 34:13-35). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). فقبل المسيح كانت المحبة محاولات يقوم بها البشر، وبعد المسيح صارت ثمرة للروح القدس لمن يجاهد في سبيل الامتلاء من الروح القدس.

 

3. إنجيل يوحنا هو آخر ما كتب في الكتاب المقدس.

 

4. كل إصحاح يقدم لنا زاوية جديدة من شخصية المسيح كما نرى في الجدول الآتي:

ص1 الكلمة الإلهي المتجسد واهب سلطان البنوة لله.

ص2 مفرح النفوس ومجددها.

ص3 واهب الميلاد الجديد.

ص4 رابح النفوس العجيب.

ص5 الطبيب العظيم.

ص6 خبز الحياة.

ص7 ماء الحياة.

ص8 نور العالم.

ص9 واهب الاستنارة.

   

ص10 الراعي الصالح.

ص11 واهب الحياة والقيامة.

ص12 ملك إسرائيل.

ص13 غاسل الأرجل.

ص14 مرسل الروح المعزي.

ص15 الكرمة الحقيقية.

ص20 غالب الموت.

ص21 مقيم النفوس الساقطة ورافعها للسماء.

 

5. دور وعمل الروح القدس:

 (ص3) الولادة الجديدة الروحية. المغيِّر والمحرك دون أن يُرَى.

 (ص4) العبادة لله بالروح والحق (رو9:1).

 (ص7) هو المياه الحية التي تفيض وتثمر.

 (ص14-17) هو المعزي والذي يعرفنا بالمسيح ويخبرنا عنه ويرشد للحق ويقود ويبكت ويعلم ويذكرنا بما قاله المسيح.

 

6. يرمز لإنجيل يوحنا بالنسر. فالنسر له قدرة أن يطير عاليًا جدًا وعيناه مفتوحتان تجاه الشمس. وهكذا حلق يوحنا وهو مفتوح العينين ليخبرنا عن لاهوت المسيح شمس البر.

 

7. الحب قادر أن يكتشف شخص المسيح، وهذا ما جعله يعرف مالا يعرفه الآخرون (يو7:21). ويوحنا اكتشف محبة المسيح أيضًا، فقال "التلميذ الذي كان يسوع يحبه" فالمسيح يحب الكل ولكن يوحنا انفتحت عيناه وأدرك هذا الحب. كما أدركه بولس الرسول وقال "محبة المسيح تحصرنا" (2كو14:5). إذًا يوحنا:

(1) أحب المسيح جدًا.... وهذه = (رو35:8-39) يوحنا هنا شعر بنفس مشاعر بولس.

(2) أدرك محبة المسيح...وهذه = (2كو14:5) يوحنا هنا أدرك نفس ما أدركه بولس.

 

8. استخدم الآباء مثل أثناسيوس وكيرلس.. هذا الإنجيل للرد على آريوس وكل الهراطقة الذين قالوا أن المسيح ليس هو ابن الله.

 

9. يوحنا كتب إنجيله بعد خراب الهيكل. وكان اليهود يريدون أن يحدوا الله في مكان، أي لا يريدون تقديم العبادة سوى في أورشليم وبالذات داخل الهيكل. ويوحنا يقدم في حديث المسيح للسامرية مفهومًا جديدًا أن الله يمكن عبادته في كل مكان. فاليهود بل والمسيحيين الذين من أصل يهودي بعد أن تشتتوا بعد حريق الهيكل احتاروا، ويوحنا يقول لهم أن الله يمكن عبادته في كل مكان.

 

10. هناك أشياء لم يذكرها فهي ذكرت في الأناجيل الثلاثة الأخرى لكنه لمح لها:

‌أ- الميلاد........ والكلمة صار جسدًا (يو 14:1).

‌ب- التجلي...... رأينا مجده كمجد ابن وحيد (يو 14:1).

‌ج- العشاء السري.. إصحاح 6.

‌د- معمودية يوحنا.. هو ذكر يوحنا وعلاقته بالمسيح.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات إنجيل يوحنا: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament/Father-Antonious-Fekry/04-Enjeel-Youhanna/Tafseer-Engeel-Yohanna__00-introduction.html

تقصير الرابط:
tak.la/87a9ayy