الفصل الثاني: محبة الله لقديسيه:
عجيبة هي محبة الله لقديسيه، نحاول أن نذكر عنها بضع نقاط كأمثلة، لتوضح عمق ذلك الحب.
أولًا: دعوة الله لهم للعمل معه.
وفي ذلك قال الرب لتلاميذ الأطهار (لستم اخترتموني، بل أنا الذي اخترتكم. وأقمتكم لتذهبوا وتأتوا بثمر ويدوم ثمركم) (يو 15: 16). ويقول الرسول (الذي سبق فعرفهم فعينهم ليكونوا مشابهين صورة ابنه... والذين سبق فعينهم، فهؤلاء دعاهم أيضًا) (رو 8: 29، 30).
وما أجمل أن يكن إنسان معروفًا عند الله، ومعنيًّا منه، ومدعوًّا للعمل معه، وأن يشابه صورة ابنه...
بل ما أجمل أن هذا المختار من الله، يعرفه الله ويدعوه، للعمل وهو بعد في بطن أمه.
مثال ذلك قول الرب لإرمياء النبي (قبلما صورتك في البطن عرفتك. وقبلما خرجت من الرحم قدستك. جعلتك نبيًا للشعوب) (أر1: 5)... عرفه، فاختاره فقدسه، فعينه نبيًا، قبل أن يخرج من بطن أمه!!
ومثال إرمياء النبي، ويوحنا المعمدان أيضًا: نكلم الرب عن اختياره، قبل أن تحبل به أمه، على لسان الملاك الذي بشر أباه زكريا، بأن امرأته ستحبَل بهذا المختار (ومن بطن أمه يمتلئ من الروح القدس. ويرد كثيرين من بني إسرائيل إلى الرب إلههم... لكي يهيئ للرب مستعدًا (ويكون عظيمًا أمام الرب) (لو 1: 15-17).
ومثال إرمياء والمعمدان، كان شمشون وبولس:
أما عن شمشون، فقد قال ملاك الرب الذي بشر أمه "ها أنك تحبلين وتلدين ابنًا. ولا يعلو رأسه موسى، لأن الصبي يكون نذيرًا للرب من البطن" (قض13: 5).
أما عن بولس الرسول، فقد تحدث عن اختباره من بطن أمه، فقال (لما سُرَّ الله الذي أفرزني من بطن أمي، ودعاني بنعمته، أن يعلن أبنه في لأبشر به بين الأمم، وللوقت لم استشر لحمًا ولا دمًا...) (غل 1: 15، 16).
كذلك القديس الأنبا شنوده رئيس المتوحدين:
اختاره الرب وعينه رئيسًا للمتوحدين، وآبا للرهبان قبل أن تحبل به أمه.
ويعقوب أبو الآباء، أعطاه الرب الرئاسة والسيادة على أخوته، وهو بعد في بطن أمه (تك 25: 23). وبالتالي اختاره أن يأتي من نسله المسيح، وبنسله تتبارك جميع قبائل الأرض.
ومن محبة الله لكل هؤلاء، اختارهم لبناء ملكوته.
وفي محبته لهم أعطاهم بركة، بل وجعلهم بركة.
كما قال لأبينا إبراهيم: (أباركك، وتكون بركة، وأبارك مباركيك، ولاعنك ألعنه. وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض) (تك 12: 2، 3). حقًا، كم من قديس صار بركة لجيله أو للأجيال كلها... وأصبح حاملًا لله (ثيئوفورس)، يقدمه للعالم وكم من قديس كشف له الله ما لا يُرَى، ومنحه استعلانات (2كو 12: 7).
وقديسون منحهم قوة أجراء المعجزات، مثل موسى الذي شق البحر الأحمر، وفجر من الصخرة ماء، وأنزل المن والسلوى.
إن الله في حبه يعطي بلا حساب، بلا كيل. يفتح كوّى السماء لتنزل منها بركاته، حتى نقول كفانا كفانا.
في محبته لقديسيه، أعطاهم الروح القدس، أعطاهم البركة والنعمة والحب. وجعل سُكْنَاه داخلهم، وأعطاهم صنع المعجزات. منحهم الحكمة. وأعطاهم كل ما يطلبونه لأجل أنفسهم ولأجل الآخرين وكانت صلواتهم مفاتيح السماء. وكان يأخذ رأيهم وينفذ طلباتهم، كما فعل مع موسى ومع إبراهيم.
ومن محبته لقديسيه كان ينسب إليهم أعماله.
فيقول (شريعة موسى) وهي شريعة الرب. ويقال كنيسة مارجرجس وهي كنيسة الله. وتحدث معجزة شفاء على يد العذراء بينما الله هو الشافي، ويقول الرب.
(مَن يكرمكم يكرمني) (ومَن يرذلكم يرذلني).
وبمحبة الله لقديسيه عمل فيهم، وعمل بهم، وعمل معهم، وجعلهم سفراءه، ووكلاءه ووسطاءه على الأرض، ينقلون نعمته للآخرين وقال لهم (لا أعود أسميكم عبيدًا بل أحباء). بل أنه دعاهم أخوته وصار بكرًا وسط أخوة كثيرين (رو8: 29).
وقيل عنه إنه (أحب خاصته الذين في العالم، أحبهم حتى المنتهي) (يو13: 1). وفي هذا الحب اعتبرهم كشخصه.
بل نقرأ عجيبة، قالها في منحهم صنع المعجزات وهي:
(مَن يؤمن بي، فالأعمال التي أعملها يعملها هو أيضًا، ويعمل أعظم منها (يو14: 12).
إنني أقف مبهوتًا ومبهورًا أمام عبارة (ويعمل أعظم منها)!! أي حب هذا وأي أتضاع...!!
نعم إنه من محبته لقديسيه، زودهم بقوي عجيبة. وجعلهم شركاء للروح القدس و(شركاء للطبيعة الإلهية) في العمل (1بط 1: 4) وقال لهم (ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم) (أع1: 8)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وجعلهم وكلاء سرائر الله (1كو 4: 1) (التي تشتهي الملائكة أن تطلع عليها) (1بط1: 12).
ومن محبته لهم منحهم مواهب الروح القدس هذه المواهب التي خصص لها القديس بولس الرسول إصحاحًا كاملًا من رسالته إلى كورنثوس (1كو 12) (قاسمًا لكل واحد بمفرده كما يشاء)...
ومن محبة الله لقديسيه، أنه جعلهم يجربون عشرته وصداقته.
فموسى جلس معه على الجبل أربعين يومًا. وقضى الرب مع تلاميذه أربعين يومًا بعد القيامة يحدثهم عن الأمور المختصة بملكوت الله. قيل عن إبراهيم انه خليل الله. وهؤلاء لم يعاشروه فقط، بل تمتعوا به. قال داود:
( ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب) وما أعجب هذه المذاقة!!
بهذا الحب ظهر الرب لكثير من قديسيه، وكلمهم. كما ظهر الأنبا بيشوي فغسل القديس رجليه. وظهر للأنبا بولا الطموهي، وقال له في محبة (كفاك تعبًا يا حبيبي بولا)...
وظهر لإيليا النبي وهو هارب من الملكة إيزابل، وطمأنه، وكلفه برسالة... وكان قد أرسل له ملاكًا ليقويه ويقدم له طعامًا ليغذيه (1مل 19: 5- 18).
وظهر أيضًا ليعقوب وهو هارب من أخيه عيسو، وطمأنه، وعزاه بوعود إلهية. وقال له (هأنذا معك، وأحفظك حيثما تذهب، وأردك إلى هذه الأرض) (تك 28: 15).
إن من محبة الله لقديسيه، العزاء العجيب الذي يمنحه لهم.
كل اللذين عاشروا الله، تمتعوا بالعزاء، وبالسلام، والطمأنينة، والفرح. وهكذا قال الرسول (أفرحوا في الرب كل حين) (في 4: 4).
وبهذا العزاء استطاع الآباء أن يعيشوا في البرية وحدهم، بلا أنيس، وهم في متعه الحب الإلهي، يجدون في وحشة البرية عزاء لا يعبر عنه ولذة عميقة بالعشرة الإلهية...
ومن محب الله لقديسيه، أنه أعطاهم الإحساس بالوجود في حضرته... وفي ذلك يقول داود النبي.
(تأملت فرأيت الرب أمامي في كل حين، لأنة عن يميني فلا أتزعزع) ويقول إيليا النبي (حي هو رب الجنود الذي أنا واقف أمامه) (1 مل 18: 15).
إن النفس البشرية التي ذاقت محبة الله، تقول (شماله تحت رأسي، ويمينه تعانقني) شاعرة أن محبة محيطة بها (نش2: 6).
ومن محبة الله لنا، أنه يحيطنا بملائكته، تحفظنا وتخدمنا.
فيقول بولس الرسول عن الملائكة (أليسوا جميعًا أرواحًا خادمة، مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص) (عب1: 14) ويقول المزمور (ملاك الرب حال حول خائفيه وينجيهم).
وما أعجب أن تخدمنا الملائكة، ونحن لا نستحق مجرد رؤيتهم...!
ومن محبة الله لقديسيه، أنه يمنحهم حق الشفاعة أيضًا.
لما أراد الله أن يغفر خطية أصحاب أيوب، قال لهم بعد أن بكتهم (اذهبوا إلى عبدي أيوب. واصعدوا محرقة لأجل أنفسكم، وعبدي أيوب يصلي من أجلكم. لأني أرفع وجهه، لئلا أصنع معكم حسب حماقتكم) (أي 42: 8).
وهكذا جعل الله مغفرة مشروطة بصلاة أيوب عنهم. ولما لا تغفر يا رب مباشرة؟! يقول: "لأني أرفع وجهه"...
ويظهر الرب لشاول الطرسوسي، ويدعوه إلى خدمته ولكن لا يشرح له ما ينبغي... وهكذا يعطي الرب كرامه لحنانيا وكهنوته.
بل ما أعجب أن الروح القدس يقول لرجال الكنيسة: (افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه) (أع13: 2). ولعلهم يقولون في قلوبهم: ومن نحن يا رب؟! ما دمت قد دعوتهما، فقد انتهى الأمر. ولكن الروح القدس يود أن تمر إرسالية برنابا وشاول من خلال القنوات الشرعية في الكنيسة، حبًا لهذه القنوات. وتدعيمها لشرعيتها وعملها...
ولهذا بعد أن (صاموا حينئذ وصلوا ووضعوا عليهما الأيادي وأطلقوهما بسلام)... قيل حينئذ عنهما (فهذان إذ أرسلا من الروح القدس، انحدرا إلى سلوكية...) (أع 13: 3، 4)... نعم أرسلا من الروح القدس. ولكن كيف؟... من خلا الكنيسة التي يحبها الروح، ويدعم لها اختصاصاتها... ما أعمق محبتك يا رب!
انظروا أيضًا إلى قصة قبول كرنيليوس الأممي الذي صعدت صلواته وتقدماته إلى الرب. وظهر له ملاك الرب يخبره بهذا... ولكن الرب يحيل كرنيليوس إلى عبده بطرس، لكي يخبره بما ينبغي (أع 10: 1-6). ذلك لأن الله يريد أن يعمل عن طريق رسله، كهنته. وبهذا يرفع وجوههم كوكلائه، ويثبت لهم في الكنيسة اختصاصاتهم.
ولعل من أعجب القصص في محبة الله لقديسيه، ورفعة مكانتهم أمام الكل، قصة إقامة مساعدين لموسى النبي.
أراد الله أن يريح نبيه موسى من ثقل المسئوليات التي عليه، وذلك بإقامة مساعدين له، (فقال الرب لموسى: اجمع إلى خيمة الاجتماع فيقفوا هناك معك. فأنزل أنا وأتكلم معك هناك، وأخذ من الروح الذي عليك وأضع عليهم، فيحملون معك ثقل الشعب) (عد11: 16، 17)... وكأن موسى يقول: من أنا يا رب الذي تأخذ من الروح الذي على وتضع عليهم؟! أعطهم من عندك كما أعطيتني!
ولكن الله من محبته لموسى، أراد أن يرفع قدره أمامهم، لكيلا يشعروا أنهم صاروا مساوين له...
وذلك إن أخذوا من نفس المصدر الإلهي كما أخذ...
(وخرج موسى وكلم الشعب بكلام الرب، وجمع سبعين رجلًا من شيوخ الشعب، وأوقفهم حوالي حوالي الخيمة. فنزل الرب سحابه وتكلم معه. وأخذ من الروح الذي عليه، وجعل على السبعين رجلًا الشيوخ. فلما حل عليهم الروح تنبأوا) (عد11: 24، 25)...
موسى هو الذي اختارهم بنفسه، ولم يعينهم الرب له. وأخذوا من الروح الذي عليه فتنبأوا ليعرفوا أنهم مجرد مساعدين له. فهو الذي أقامهم أمام الرب... وهكذا عامل موسى، بالأسلوب الذي يحفظ له كرامته ورئاسته بين مساعديه...
من محبة الله أيضًا لقديسيه، أنه أعطاهم سلطانًا على الطبيعة.
كما سبق من قبل أن أعطى آدم وحواء (تك1: 6). وكما أعطى أيضًا نوحًا وبنيه، فادخلوا الوحوش والدبيب وسائر الحيوانات إلى الفلك وعاشوا فيه (تك6: 19-21).
ما أعجب قول إيليا (حي هو الرب... أنه لا يمكن طل ولا مطر في هذه السنين، إلا عند قولي) (1مل17: 1).
وفعلًا امتنع المطر أكثر من ثلاث سنوات منتظرًا قول إيليا...
وإيليا يعطي بركة لأرملة صرفه صيدًا، بأن كوار الدقيق لا يفرغ وكوز الزيت لا ينقص، إلى أن ينزل الله المطر على الأرض، وهكذا كان (1مل17: 14-16).
ومنع الرب طبائع كثيرة من أن تؤذي قديسيه كما حدث مع يونان في بطن الحوت (يون2). وكما حدث مع الثلاثة فتية في أتون النار (دا 31)، ومع دانيال في جب الأسود (دا 6)... وصار أحباء الله هؤلاء في وضع له سموه، جذب الآخرين إلى الإيمان.
في نياحة الأنبا بولا، أرسل الله أسدين فحفرا قبرًا له، لكي يتعب في هذا الأمر القديس الأنبا أنطونيوس الذي أمرهما.
أحَب الله قديسيه، فأكرمهم في حياتهم وفي وفاتهم أيضًا.
يرسل ملائكة لكي تحمل روح لعازر المسكين إلى أحضان إبراهيم (لو16: 22). وروح أنبا آمون رآها القديس أنطونيوس، وقد حملتها الملائكة في فرح، لتزفها بالتسابيح إلى السماء.
وهناك قديسون عند وفاتهم، كانوا يرون أنوارًا، ويظهر لهم قديسون لاستقبال أرواحهم. وبعض منهم تفوح رائحة بخور عند وفاتهم. فما أجمل قول الكتاب (لتمت نفسي موت الأبرار، ولتكن آخرتي كآخرتهم) (عدد23: 10).
ومن محبة الله لقديسيه أنه دعاهم "آلهة"!
فقال لهم في المزمور (82: 6) ألم أقل إنكم آلهة، وبني العلي تدعون) (مز82: 6). وقال الرب لموسى (جعلتك إلهًا لفرعون. وهرون أخوك يكون نبيك) (خر7: 1)... وقال له عن هرون (هو يكون لك فمًا، وأنت تكون له إلهًا) (خر4: 16) يقصد ك توحي له بالكلام الذي تريد أن تقوله. وبالنسبة إلى فرعون تكون سيدًا له...
ومن محبة الله لقديسيه أنه أعطاهم بعض ألقابه:
فقال (أنا هو نور العالم) (يو12: 46)، وقال (أنتم نور العالم) (مت5: 14). وطبعًا الفرق واضح. فهو النور الحقيقي (يو1: 9). وهم يأخذون من نوره. وقال (أنا هو الراعي الصالح) (يو10: 11). وأقام في الكنيسة رعاة (اف4: 11).
محبة الله لقديسيه تبدو أيضًا في حنانه عليهم إن أخطأوا، حتى حنانه في عقوبته...!
ما أشد قسوة الإنسان، إذا وقع أخوه الإنسان في يده. أما الله فحنون جدًا حتى عندما يعاقب...
لذلك قال داود النبي عبارته المشهورة: (أقع في يد الله، ولا أقع في يد إنسان، لأن مراحم الله واسعة) (2صم24: 12)
لقد عاقب الرب داود، ولكن عقابه له لم يمنع أبدًا استمرار محبته، حتى بعد موت داود... فعامل ابنه سليمان برفق، وعلل رفقه عليه بقوله (من أجل داود عبدي) (1مل11: 13) أو بقوله له (من أجل داود أبيك) (1مل11: 12).
وحتى بالنسبة إلى سليمان نفسه، قال عنه الرب لداود أبيه (هو يبني بيتًا لاسمي، وأنا أثبت كرسي مملكته إلى الأبد. أنا أكون له أبًا، وهو يكون لي ابنًا. إن تعوج أؤدبه. بقضيب الناس وبضربات بني آدم. ولكن رحمتي لا تنزع منه كما نزعتها من شاول) (2صم7: 13-15).
جميلة هذه العبارة "إن تعوج أؤدبه. ولكن رحمتي لا تنزع منه".
إنها تُعَبِّر عن رأفة الله في عقابه...
بل رفقة الله الشديدة تبدو في مقابلته لإنكار بطرس الرسول، الذي أنكره ثلاث مرات وكان يلعن ويحلف إني لا أعرف الرجل (مت26: 69-74)... كيف لاقاه بعد القيامة برقة شديدة، وطمأنه على رسوليته بقوله (ارع غنمي. ارع خرافي) (يو21: 15-17).
حقًا إن الله يعامل الناس حسب عمق محبته نحوهم وليس حسب خطاياهم إليه.
وحتى عندما قال الرب (بسطت يدي طول النهار لشعب معاند ومقاوم)... نسأله (ولماذا تمد يا رب يدك نحو هؤلاء المعاندين؟! ولعله يجيب:
(لأن المحبة التي في قلبي من نحوهم، أقوى بكثير من العناد الذي في قلوبهم من نحوي...).
صدق أحد الروحيين حينما قال:
إن جميع خطايا الناس إذا قيست بمحبة الله، تشبه حفنة من الطين في المحيط، لا تستطيع أن تعكر مياهه. وإنما بكل هدوء يأخذها المحيط (إذا تابوا) ويفرشها في أعماقه، ويقدم لهم ماء رائقًا...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/love/saints.html
تقصير الرابط:
tak.la/79h9vb4