* تأملات في كتاب
قضاة: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15
الأَصْحَاحُ الثَّانِي عَشَرَ
(1) نزاع بين أفرايم ويفتاح (ع1-7)
(2) قضاة أثناء السلم (ع8-15)
1 وَاجْتَمَعَ رِجَالُ أَفْرَايِمَ وَعَبَرُوا إِلَى جِهَةِ الشِّمَالِ, وَقَالُوا لِيَفْتَاحَ: «لِمَاذَا عَبَرْتَ لِمُحَارَبَةِ بَنِي عَمُّونَ وَلَمْ تَدْعُنَا لِلذَّهَابِ مَعَكَ؟ نُحْرِقُ بَيْتَكَ عَلَيْكَ بِنَارٍ!» 2 فَقَالَ لَهُمْ يَفْتَاحُ: «صَاحِبَ خِصَامٍ شَدِيدٍ كُنْتُ أَنَا وَشَعْبِي مَعَ بَنِي عَمُّونَ, وَنَادَيْتُكُمْ فَلَمْ تُخَلِّصُونِي مِنْ يَدِهِمْ. 3 وَلَمَّا رَأَيْتُ أَنَّكُمْ لاَ تُخَلِّصُونَ, وَضَعْتُ نَفْسِي فِي يَدِي وَعَبَرْتُ إِلَى بَنِي عَمُّونَ, فَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ لِيَدِي. فَلِمَاذَا صَعِدْتُمْ عَلَيَّ الْيَوْمَ هَذَا لِمُحَارَبَتِي؟». 4 وَجَمَعَ يَفْتَاحُ كُلَّ رِجَالِ جِلْعَادَ وَحَارَبَ أَفْرَايِمَ, فَضَرَبَ رِجَالُ جِلْعَادَ أَفْرَايِمَ لأَنَّهُمْ قَالُوا: «أَنْتُمْ مُنْفَلِتُو أَفْرَايِمَ. جِلْعَادُ بَيْنَ أَفْرَايِمَ وَمَنَسَّى». 5 فَأَخَذَ الْجِلْعَادِيُّونَ مَخَاوِضَ الأُرْدُنِّ لأَفْرَايِمَ. وَكَانَ إِذْ قَالَ مُنْفَلِتُو أَفْرَايِمَ: «دَعُونِي أَعْبُرْ». كَانَ رِجَالُ جِلْعَادَ يَسْأَلُونَهُ: «أَأَنْتَ أَفْرَايِمِيٌّ؟» فَإِنْ قَالَ: «لاَ» 6 كَانُوا يَقُولُونَ لَهُ: «قُلْ إِذًا: شِبُّولَتْ» فَيَقُولُ: «سِبُّولَتْ» وَلَمْ يَتَحَفَّظْ لِلَّفْظِ بِحَقٍّ. فَكَانُوا يَأْخُذُونَهُ وَيَذْبَحُونَهُ عَلَى مَخَاوِضِ الأُرْدُنِّ. فَسَقَطَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ مِنْ أَفْرَايِمَ اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ أَلْفًا. 7 وَقَضَى يَفْتَاحُ لإِسْرَائِيلَ سِتَّ سِنِينٍ. وَمَاتَ يَفْتَاحُ الْجِلْعَادِيُّ وَدُفِنَ فِي إِحْدَى مُدُنِ جِلْعَادَ.
ع1:
اعتاد سبط أفرايم أن يحتجّ على قادة الشعب، كما احتجوا على جدعون من قبل، فرّد عليهم باتضاع وهدأ غضبهم (قض 8: 1-3). فسبط أفرايم يتصف بالكبرياء دائمًا الذي يدفعهم للغضب والاعتراض، والآن ليس فقط يعترضون على يفتاح، بل جمعوا رجال الحرب واتجهوا شمالًا وعبروا الأردن لمحاربة يفتاح وهددوه بحرقه هو وبيته وكل من فيه وقالوا ادعاء كاذبًا هو أنه لم يطلب منهم أن يشاركوه في مقاتلة بنى عمون. والحقيقة أنه دعاهم ولكنهم تكاسلوا عن دعوته، فيبدو أنهم كانوا يتصفون بالعناد والاحتجاج معتمدين على كثرة عددهم وقوتهم، ولكن في نفس الوقت متكاسلين يتكلمون ولا يعملون عملًا ايجابيًا بل يثيرون مشاكل. ويظهر عنفهم هنا في أنهم لم يعاتبوه فقط بل هدّدوه بالموت.فالواضح أنهم متكبرون، لأنه عندما حقق يفتاح الانتصار عزّ عليهم ألا يكونوا مشاركين في أمجاد الانتصار، فسبب ثورتهم هو الكبرياء وليس الدفاع عن الشعب ضد المحتلين. فكان الأجدر بهم أن يشكروا يفتاح على شجاعته ويعزونه في ابنته الوحيدة ولكن كبرياءهم جعلهم قساة القلوب.
ع2: عاتبهم يفتاح بأنه عندما صرخ إليهم هو وشعبه أهل جلعاد طالبًا مناصرته على بنى عمون، لم يستجيبوا لنداءاتهم وتركوه وأهل جلعاد يواجهون وحدهم بنى عمون.
ع3:
وضعت نفسي في يدى: واجهت الخطر دون خوف مستهينًا بالموت.قال لهم يفتاح أنه لما تبين له أنهم غير مستعدين للانضمام إليه في حربه ضد بنى عمون، اضطر لخوض المعركة هو وشعبه وحدهم، ونصره الرب عليهم. بذلك لا يحق لهم اليوم أن يخرجوا لمحاربته.
†
كن إيجابيًا ولا تثير المشاكل وابحث في كل أمر ماذا تعلم لفائدتك أنت وكل من حولك ولا تخلق مشكلة لاثبات شخصيتك. اتضع حتى تستطيع أن تقدم محبة لمن حولك وتعمل لخيرك وخير الآخرين.
ع4: أنتم منفلتو أفرايم: أنتم جماعة الهاربين من سبط أفرايم لأنكم لصوص ورعاع وليس لكم قيمة في المجتمع.
جلعاد بين أفرايم ومنسى: أرض جلعاد يجاورها أرض أفرايم من الغرب وأرض منسى من الشرق ومن الشمال.
قصد الأفرايميون الذين قالوا هذه العبارة تحقير الجلعاديين، إذ يقولون لهم أنكم هربتم وأقمتم في هذه المنطقة المتوسطة بين السبطين لأنكم لم تجرأوا أن تقيموا في أي منهما لأنكم منبوذون ومحتقرون منهما.
جمع يفتاح المحاربين من جلعاد وحارب أفرايم وانتصر عليهم. وكان أفرايم يعير الجلعاديين بأنهم لصوص هاربين من سبطه.
ع5، 6: منفلتو أفرايم: الافرايميين لإحساسهم بالهزيمة.
مخاوض الأردن: تجمعات المياه القليلة العمق المجاورة لنهر الأردن.
شبولت: كلمة معناها سنبلة.
استولى رجال جلعاد على مخاوض نهر الأردن حتى لا يهرب عن طريقها الأفرايميون، ولكى ما يتعرف رجال يفتاح على الهاربين من جنود أفرايم، كانوا يقبضون على أي إنسان يمر في هذه المخاوض ويطلبون منه أن يقول كلمة "شبولت". وكان رجال أفرايم ينطقون حرف الشين "سينًا". فلأن الهاربين كانوا في خوف وغير متوقعين السؤال، فكانوا يقولون "سبولت" فيعرف الجلعاديون أنهم من رجال أفرايم فيقتلونهم، وقتلوا بهذا 42.000 رجل أفرايمى وهو يعتبر معظم جيش أفرايم. ويظهر هنا عدم حكمة يفتاح، إذ قاوم كبرياء أفرايم بكبريائه، فخسر شعب الله عدد كبير من أبنائه، أما جدعون فيظهر تميزه هنا عن يفتاح بالاتضاع والحكمة.
ع7: كانت مدة قضاء يفتاح لشعبه قصيرة وهي ست سنوات، لكنها مملوءة بالعمل الخلاصى والجهاد من أجل شعبه، وقد دفن في إحدى مدن منطقة جلعاد.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
8 وَقَضَى بَعْدَهُ لإِسْرَائِيلَ إِبْصَانُ مِنْ بَيْتِ لَحْمٍ. 9 وَكَانَ لَهُ ثَلاَثُونَ ابْنًا وَثَلاَثُونَ ابْنَةً أَرْسَلَهُنَّ إِلَى الْخَارِجِ وَأَتَى مِنَ الْخَارِجِ بِثَلاَثِينَ ابْنَةً لِبَنِيهِ. وَقَضَى لإِسْرَائِيلَ سَبْعَ سِنِينٍَ. 10 وَمَاتَ إِبْصَانُ وَدُفِنَ فِي بَيْتِ لَحْمٍ. 11 وَقَضَى بَعْدَهُ لإِسْرَائِيلَ إِيلُونُ الّزَبُولُونِيُّ. قَضَى لإِسْرَائِيلَ عَشَرَ سِنِينٍ. 12 وَمَاتَ إِيلُونُ الّزَبُولُونِيُّ وَدُفِنَ فِي أَيَّلُونَ فِي أَرْضِ زَبُولُونَ. 13 وَقَضَى بَعْدَهُ لإِسْرَائِيلَ عَبْدُونُ بْنُ هِلِّيلَ الْفَرْعَتُونِيُّ. 14 وَكَانَ لَهُ أَرْبَعُونَ ابْنًا وَثَلاَثُونَ حَفِيدًا يَرْكَبُونَ عَلَى سَبْعِينَ جَحْشًا. قَضَى لإِسْرَائِيلَ ثَمَانِيَ سِنِينٍ. 15 وَمَاتَ عَبْدُونُ بْنُ هِلِّيلَ الْفَرْعَتُونِيُّ وَدُفِنَ فِي فَرْعَتُونَ فِي أَرْضِ أَفْرَايِمَ فِي جَبَلِ الْعَمَالِقَةِ.
ع8:
بيت لحم: هى إما بيت لحم التي في سبط زبولون وتقع غرب الناصرة على بعد 9 كم.، أو التي في سبط يهوذا والتي تقع جنوب أورشليم على بُعد 9 كم. وهي التي ولد فيها المسيح.بعد موت يفتاح كان القاضى التالي هو إبصان من بيت لحم. ويمكن أن نستنتج من الوحى الذي لم يذكر له عملًا حربيًا أن زمن قضائه كان زمنًا سلميًا تمتع فيه الشعب بالهدوء، واقتصر عمله على القضاء لشعبه وإرشادهم لوصايا الله وشريعته.
ع9:
كان له عدد كبير من الأبناء والبنات (ثلاثون ابنًا وثلاثون ابنة)، فقد كانت العادة في ذلك الزمان هي الزواج بأكثر من زوجة. وزوج بناته من رجال من خارج عشيرته أو خارج مدينته، ربما لصغر العشيرة أو لم يكن بالمدينة شباب مناسبون لمصاهرته. وكانت فترة قضائه سبع سنوات.
ع10: مات في هدوء بعد أن أنجب الكثير من الأبناء والبنات وزوجهم جميعًا.
ع11: يلي إبصان في القضاء قاضٍ آخر هو أيلون الزبولونى، وسمى الزبولونى لأنه من سبط زبولون. ولم يذكر الوحى أيّة حروب حدثت في أيامه، لذلك قضى لإسرائيل في هدوء عشر سنين.
ع12: أيلون: بلد معنى اسمها بلوطة ولعل شجر البلوط كان يكثر في هذه المدينة ويقع في نصيب سبط زبولون وهي غير أيلون التي تقع في نصيب سبط دان (يش19: 43).
مات أيلون ودفن في مدينته "بلدة أيلون" في أرض زبولون.
ع13: فرعتون: تقع جنوب غرب نابلس (شكيم) على بعد 11 كم.
قضى بعد "أيلون" لإسرائيل "عبدون بن هليل" من بلدة فرعتون في أرض أفرايم.
ع14: يظهر من الوحى أنه عاش طويلًا لأنه أنجب أربعين ولدًا كما عاصر ثلاثين من الأحفاد حتى كبروا هم أيضًا ليركبوا مع آبائهم على سبعين جحشًا شأن وجهاء القوم في تلك الأزمنة. وكانت مدة قضائه ثمانى سنوات.
ع15: مات ودفن في بلدته فرعتون في أرض أفرايم بجوار الجبل المسمى على اسم العمالقة حيث كان شعب العمالقة يسكنون في حقبة ما من حقب التاريخ القديم.
† إذا أعطاك الله سلامًا فاستغله لتحيا بوصاياه وتعلمها لمن حولك فتربط قلوب الكل به ولا ينزعجون إن أتت عليهم ضيقات من أجل تمسكهم بالله.
← تفاسير أصحاحات القضاة: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير القضاة 13 |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير القضاة 11 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/judges/chapter-12.html
تقصير الرابط:
tak.la/s49nywz