St-Takla.org  >   bible  >   commentary  >   ar  >   nt  >   fr-dawood-lamey  >   acts-of-the-apostles
 
St-Takla.org  >   bible  >   commentary  >   ar  >   nt  >   fr-dawood-lamey  >   acts-of-the-apostles

شرح الكتاب المقدس - العهد الجديد - أبونا القمص داود لمعي

أعمال الرسل 11 - تفسير سفر أعمال الرسل

 

* تأملات في كتاب الأعمال:
تفسير سفر أعمال الرسل: مقدمة سفر أعمال الرسل | أعمال الرسل 1 | أعمال الرسل 2 | أعمال الرسل 3 | أعمال الرسل 4 | أعمال الرسل 5 | أعمال الرسل 6 | أعمال الرسل 7 | أعمال الرسل 8 | أعمال الرسل 9 | أعمال الرسل 10 | أعمال الرسل 11 | أعمال الرسل 12 | أعمال الرسل 13 | أعمال الرسل 14 | أعمال الرسل 15 | أعمال الرسل 16 | أعمال الرسل 17 | أعمال الرسل 18 | أعمال الرسل 19 | أعمال الرسل 20 | أعمال الرسل 21 | أعمال الرسل 22 | أعمال الرسل 23 | أعمال الرسل 24 | أعمال الرسل 25 | أعمال الرسل 26 | أعمال الرسل 27 | أعمال الرسل 28 | مراجع البحث

نص سفر أعمال الرسل: أعمال الرسل 1 | أعمال الرسل 2 | أعمال الرسل 3 | أعمال الرسل 4 | أعمال الرسل 5 | أعمال الرسل 6 | أعمال الرسل 7 | أعمال الرسل 8 | أعمال الرسل 9 | أعمال الرسل 10 | أعمال الرسل 11 | أعمال الرسل 12 | أعمال الرسل 13 | أعمال الرسل 14 | أعمال الرسل 15 | أعمال الرسل 16 | أعمال الرسل 17 | أعمال الرسل 18 | أعمال الرسل 19 | أعمال الرسل 20 | أعمال الرسل 21 | أعمال الرسل 22 | أعمال الرسل 23 | أعمال الرسل 24 | أعمال الرسل 25 | أعمال الرسل 26 | أعمال الرسل 27 | أعمال الرسل 28 | أعمال الرسل كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

العناوين الرئيسية

الآيات

عناوين جانبية

1- مراجعة للعشرة أصحاحات الأولى من سفر الأعمال

 

 

2- خصومة مع بطرس الرسول

1-3

 

3- القديس بطرس يوضح لماذا عمد كيرنيليوس وأهل بيته

4-17

+ أسلوب القديس لوقا في الكتابة.

+ آبائنا الرسل كان لديهم استنارة حقيقية

+ هل مجرد سماع كلمة الله كافي لخلاص الإنسان؟

+ تعميم مفهوم آية واحدة يضلل.

+ الله لا بد أن يظهر ذاته للمنشغلين بخلاص نفوسهم.

+ الأنبا موسى الأسود أحد من بحثوا عن خلاص أنفسهم

+ قوة كلمة الله

+ القديس بطرس هو رسول الأمم

4- الخصومة تتحول إلى تسبيح مفرح

18

+ روح التحزب لم تكن موجودة لدى آبائنا الرسل
+ الله أعطى التوبة (مدخل الخلاص) للأمم أيضًا
+ توبني فأتوب
+ بدون التوبة لن ننال الحياة الأبدية

5- الكنيسة في أنطاكية

19-21

 

6- القديس برنابا في أنطاكية

22-24

 

7- القديس برنابا يطلب شاول

25-26

+ برنابا هو الأب الروحي لشاول الطرسوسي
+ اتضاع برنابا وإنكاره لذاته
+ ودعي التلاميذ «مسيحيين» في أنطاكية أولا

8- كنيسة أنطاكية تسند كنيسة أورشليم

27-30

+ المقصود بكلمة أنبياء
+ أغابوس تنبأ بحدوث مجاعة
+ كان التاريخ يحدد بزمن الإمبراطور/الملك
+ بداية خدمة العشوائيات

 

1) مراجعة للعشرة أصحاحات الأولى من سفر الأعمال

الأصحاح الأول: يروي لنا الأحداث منذ صعود السيد المسيح وحتى حلول الروح القدس.

+ العشرة أيام الأولى التالية لصعود السيد المسيح أقام الرسل في العلية، عاكفين على الصلاة والصوم في انتظار حلول الروح القدس.

St-Takla.org Image: After rising from the dead, Jesus met with his disciples and followers, giving convincing proofs that he was alive. He appeared to them over a period of forty days and spoke about the Kingdom of God. (Acts 1: 1-3) - "Jesus ascends to heaven" images set (Acts 1:1-26): image (1) - Acts, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "الكلام الأول أنشأته يا ثاوفيلس، عن جميع ما ابتدأ يسوع يفعله ويعلم به، إلى اليوم الذي ارتفع فيه، بعد ما أوصى بالروح القدس الرسل الذين اختارهم. الذين أراهم أيضًا نفسه حيا ببراهين كثيرة، بعد ما تألم، وهو يظهر لهم أربعين يوما، ويتكلم عن الأمور المختصة بملكوت الله" (أعمال الرسل 1: 1-3) - مجموعة "صعود يسوع للسماء" (أعمال الرسل 1: 1-26) - صورة (1) - صور سفر أعمال الرسل، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: After rising from the dead, Jesus met with his disciples and followers, giving convincing proofs that he was alive. He appeared to them over a period of forty days and spoke about the Kingdom of God. (Acts 1: 1-3) - "Jesus ascends to heaven" images set (Acts 1:1-26): image (1) - Acts, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "الكلام الأول أنشأته يا ثاوفيلس، عن جميع ما ابتدأ يسوع يفعله ويعلم به، إلى اليوم الذي ارتفع فيه، بعد ما أوصى بالروح القدس الرسل الذين اختارهم. الذين أراهم أيضًا نفسه حيا ببراهين كثيرة، بعد ما تألم، وهو يظهر لهم أربعين يوما، ويتكلم عن الأمور المختصة بملكوت الله" (أعمال الرسل 1: 1-3) - مجموعة "صعود يسوع للسماء" (أعمال الرسل 1: 1-26) - صورة (1) - صور سفر أعمال الرسل، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

+ خلال هذه الفترة اتفقوا على عمل قرعة لتعيين شخص بدلًا من يهوذا الإسخريوطي، وقد استقرت القرعة على متياس الرسول، الذي أصبح أحد الإثني عشر رسول.

 

الأصحاح الثاني: حلول الروح القدس وميلاد الكنيسة – عظة القديس بطرس الأولى

يحدثنا الأصحاح الثاني عن:

+ أحداث يوم الخمسين حيث حل الروح القدس على التلاميذ على شكل ألسنة نار.

+ أول عظة وعظها بطرس الرسول، حيث آمن عدد كبير من الحاضرين (3 آلاف نفس) واعتمدوا! وفي هذا اليوم خطت الكنيسة خطوة كبيرة في الكرازة والتبشير.

 

الأصحاح الثالث: معجزة شفاء الرجل الأعرج من بطن أمه – عظة القديس بطرس الثانية

+ معجزة شفاء الأعرج هي إحدى المعجزات الكبيرة التي حدثت في هذا الزمن (زمن بدايات الكنيسة الأولى). هذا الرجل الأعرج اعتاد أن يقف يسأل صدقة عند باب الجميل (أحد أبواب الهيكل)، شفاه القديسان بطرس ويوحنا باسم الرب يسوع.

+ وعظ بعدها القديس بطرس عظته الثانية في الهيكل، والتي زاد بعدها عدد الرجال المؤمنين إلى خمسة آلاف رجل.

 

الأصحاح الرابع: حبس القديسين بطرس ويوحنا - حوارهما مع اليهود - الصلاة وزعزعة المكان

+ أحدثت معجزة شفاء الأعرج ضجة شديدة جدًا، فأمسك اليهود القديسين بطرس ويوحنا ووضعوهما في الحبس.

+ ويروي لنا هذا الأصحاح الحوار الذي دار بين اليهود من ناحية والقديسين بطرس ويوحنا من ناحية وكيف أصر القديسان بطرس ويوحنا على الاستمرار في الكرازة رغم تهديد اليهود لهما!

+ أراد اليهود أن يوقعوا على القديسين بطرس ويوحنا العقاب بالضرب والجلد، لكنهم خافوا من رد فعل اليهود الذين آمنوا بالمسيحية، لأن معجزة شفاء أعرج باب الجميل كانت ظاهرة للجميع، فاكتفوا بتهديدهما ثم صرفهما.

+ عاد القديسان بطرس ويوحنا للآباء الرسل وأقاموا جميعًا اجتماع صلاة وألحوا على الله أن يمنحهم قوة أكثر للشهادة والكرازة بإسم الرب يسوع! وتزعزع المكان من قوة صلاتهم!!

 

الأصحاح الخامس: موت حنانيا وسفيرة – انتشار المعجزات وظل بطرس يشفي المرضى – جلد الرسل

+ يحكي لنا هذا الأصحاح قصة مؤلمة محزنة، حيث أراد أثنين من شعب الكنيسة وهما حنانيا وسفيرة أن يفعلا كما يفعل الناس الأتقياء الذين يبيعون ممتلكاتهم ويضعون ثمنها تحت أقدام الرسل، أراد حنانيا وسفيرة أن يتخذا صورة التقوى، لكن نظرًا لمحبتهما للمال، باعا حقلًا كان ملكًا لهما ولم يقدما للرسل سوى جزء بسيط من ثمنه واحتفظا بباقي الثمن لأنفسهما مدعين أن ما قدماه هو ثمن الحقل كاملًا! معلمنا بطرس بالروح القدس وبخهما بشدة وأثناء التوبيخ سقط كلاهما الواحد تلو الآخر ميتًا عند قدمي بطرس الرسول! فكان خوف عظيم في الكنيسة، وعرف الجميع أن الروح القدس فاحص كل القلوب، ولا يستطيع أحد أن يكذب على الروح القدس، وأيضًا علم الجميع أن الرياء خطيئة كبيرة جدًا، يرفضها الرب ويقاومها بشدة، وأصبح الناس يخافون محاولة إدعاء التقوى، إما تقوى حقيقية أو لا.

+ أصحاح 5 أيضًا يكلمنا عن انتشار المعجزات، لدرجة أن ظل القديس بطرس الرسول كان إذا وقع على مريض، يشفيه! وبالطبع هذه المعجزات الكثيرة والقوية، أثارت اليهود واستفذتهم جدًا فأمسكوا الآباء الرسل كلهم ووضعوهم في السجن، وحاكموهم، وأمام إصرار الآباء الرسل على الكرازة وعدم الخضوع لكلام رؤساء الكهنة اليهود وتهديداتهم، لجأوا – لأول مرة – إلى ضرب وجلد الرسل! بالطبع تكررت عمليات تعذيب واضطهاد الرسل بعد هذه الواقعة مرارًا كثيرة، إلا أن الأصحاح الخامس هو الأصحاح الذي روى لنا عن أول مرة يُضطهد فيها آبائنا الرسل ويعذبوا بالجلد، ويحكي لنا الكتاب المقدس عن حالتهم بعد التعذيب والجلد فيصفهم: "وَأَمَّا هُمْ فَذَهَبُوا فَرِحِينَ مِنْ أَمَامِ الْمَجْمَعِ، لأَنَّهُمْ حُسِبُوا مُسْتَأْهِلِينَ أَنْ يُهَانُوا مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ" (أع5: 41)!!

 

الأصحاح السادس: مشكلة السيدات الأرامل اليونانيات – بداية خدمة الشماسية

+ ظهرت مشكلة أخرى في الكنيسة: كان التلاميذ يوزعون الطعام كل يوم على الشعب المسيحي، ثم حدث أن اشتكت السيدات الأرامل من أصل يوناني، أن هناك نوع من التحيز للسيدات الأرامل من أصل يهودي في توزيع الطعام، وبالطبع الشكوى وصلت للآباء الرسل وكانت ستعطلهم عن الكرازة، لكن الآباء الرسل في حكمة أعلنوا عدم سماح وقتهم لمثل هذه المشاكل لأن عملهم الأساسي هو الصلاة، وخدمة الكلمة، وطلبوا من الشعب أن ينتخبوا سبع شمامسة، يكونوا مسئولين عن خدمة الموائد، وخدمة إخوة الرب. ومن هنا بدأت خدمة الشمامسة في تاريخ الكنيسة.

أي أن ميلاد الكنيسة ورد في أع2، وميلاد الشموسية ورد في أع6، وكان على رأس الشمامسة الذين تم اختيارهم وأولهم اسطفانوس الذي كان رجل مملوء بالنعمة والروح القدس والإيمان.

+ أصحاح 6 أيضًا يروي لنا كيف كان اسطفانوس يجادل اليهود! وكان اليهود يغتاظون منه لأنه قوي الحجه.

 

الأصحاح السابع: عظة اسطفانوس – رجم اسطفانوس – أول مرة يرد ذكر شاول الطرسوسي في الكتاب المقدس

+ اسطفانوس وعظ وعظة كبيرة لليهود، انتهت برجمه، لأن اليهود لم يستطيعوا الرد على الحكمة التي كان يتكلم بها، فاغتاظوا منه ورجموه.

+ في هذا الأصحاح لأول مرة يأتي ذكر "شاول الطرسوسي" كشاب كان حاضرًا رجم اسطفانوس وموافق على رجمه، وإن كان لم يشارك في الرجم، وكان الناس أثناء رجم إسطفانوس تضع ملابسها عند رجلي شاول.

 

الأصحاح الثامن: تشتت الكنيسة بعد رجم اسطفانوس بسبب الإضطهاد الشديد الواقع عليها – نجاح كرازة فيلبس المبشر في السامرة – بطرس الرسول يوبخ سيمون الساحر – إيمان وزير الحبشة على يد القديس فيلبس.

+ استشهاد اسطفانوس والإضطهاد الذي وقع على الكنيسة، لم يضعف الكنيسة بل كان سبب بركة للكنيسة فكل من ترك بيته بسبب الاضطهاد لم يستسلم للحزن بل جال مبشرًا باسم الرب يسوع في القرى المحيطة، فانتشرت المسيحية في القرى انتشارًا سريعًا جدًا، ووصلت للسامرة.

+ كان فيلبس المبشر أحد الذين كرزوا في السامرة، وعندما آمن الكثير من شعب السامرة على يده، استدعى القديسين بطرس ويوحنا، لكي يضعوا أيديهما على الشعب الذي نال نعمة المعمودية، وذلك حتى ينالوا نعمة الروح القدس أيضًا.

+ أحد الذين آمنوا واعتمدوا كان ساحرًا يُدعى "سيمون الساحر"، لكن لم يكن إيمانه مستقيمًا، لأنه عندما رأى ما لدى القديس بطرس من موهبة صنع المعجزات، وموهبة إعطاء نعمة الروح القدس عندما كان يضع يده على أحد، غار منه وطلب من القديس بطرس أن يبيع له موهبة الروح القدس بمقابل مادي! فوبخه القديس بطرس بشدة قائلًا له: "لِتَكُنْ فِضَّتُكَ مَعَكَ لِلْهَلاَكِ، لأَنَّكَ ظَنَنْتَ أَنْ تَقْتَنِيَ مَوْهِبَةَ اللهِ بِدَرَاهِمَ!" (أع8: 20).

+ ثم أخذ الروح القدس القديس فيلبس المبشر لكي يبشر وزير الحبشة الذي كان راجعًا من أورشليم إلى بلاده، وفي هذا الحدث أظهر لنا سفر الأعمال قوة الروح القدس الذي استطاع أن ينقل القديس فيلبس بسرعة من مكانه إلى المكان الموجود فيه وزير الحبشة حيث أراد الروح القدس تقديم البشارة لهذا الرجل! وقد آمن هذا الوزير على يد القديس فيلبس المبشر ورجع إلى بلاده، وتبدأ الكرازة في الحبشة على يد هذا الوزير.

 

الأصحاح التاسع: الميلاد الروحي لبولس الرسول – معجزتي شفاء إينياس وإقامة طابيثا

+ في هذا الأصحاح نلتقي بالميلاد الروحي لأهم شخص في سفر أعمال الرسل وهو شاول الطرسوسي (بولس الرسول).

+ حتى أحداث هذا الأصحاح كان شاول الطرسوسي يهودي متعصب، لدرجة أنه سعى إلى الحصول على جواب موافقة من رؤساء الكهنة لكي يقبض على المسيحيين الموجودين في دمشق! ولما قرب من دمشق ظهر له السيد المسيح في رؤيا، وكانت رؤيا قوية جدًا! خاف شاول جدًا ووقع على الأرض، وقال له الرب يسوع: "شَاوُلُ، شَاوُلُلِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟".

بعد لقاء شاول بالرب يسوع صار غير قادر على الإبصار (أعمى) لمدة ثلاثة أيام، فاقتاده رفقائه إلى دمشق. في نفس الوقت ظهر السيد المسيح لشخص اسمه حنانيا في دمشق (حنانيا أسقف دمشق)، وأمره أن يذهب إلى بولس الرسول ليتلمذه ويعمده، فذهب حنانيا لشاول حيث كان يمكث وشفاه وعمده وبعدها بدأ بولس الرسول يخدم مع المسيحيين الأوائل.

+ في بداية خدمة القديس بولس الرسول ارتاب الجميع فيه وكانوا خائفين منه لما يعلموه عنه من أنه مُضطهد للكنيسة، لذلك ظنوا أنه جاء كجاسوس! لكن بسرعة تأكدوا من إيمانه حيث كان يشهد في كل مجمع أن المسيح هو ابن الله، وهذه الشهادة هي أهم قانون إيمان للمسيحية. في نفس الوقت أراد اليهود أن يرجموه، فهربه التلاميذ من دمشق إلى أورشليم.

+ أيضًا في أورشليم عندما اكتشف اليهود أنه أصبح مسيحي، حاولوا أن يقتلوه فهربه التلاميذ مرة أخرى حيث استقر في طرسوس، موطنه الأصلي (البلد التي وُلد فيها).

+ في آخر أصحاح 9 ورد ذكر معجزتين تمتا على يد القديس بطرس الرسول:

المعجزة الأولى لإنسان اسمه اينياس، كان مشلولًا منذ 8 سنين.

والمعجزة الثانية هي إقامة إنسانة اسمها طابيثا من الموت! كانت طابيثا أرملة خادمة محبوبة من القرية كلها (قرية تدعى يافا)، ولما ماتت استدعوا القديس بطرس لكي يصلي عليها، فركع وصلى فأقامها الرب من الموت، وفرح كل أهل البلدة .

+ جدير بالذكر أن سفر الأعمال لم يذكر لنا إلا المعجزات الكبيرة التي كان لها صدى شديد جدًا وآمن بسببها الكثيرين، وكان لها تأثير كبير على إيمان القرى والشعوب.

 

الأصحاح العاشر: ميلاد كنيسة الأمم

+ في أصحاح 10 سمعنا لأول مرة عن شخص أممي، اسمه كيرنيليوس، كان يعمل قائد مائة. هذا الرجل كان تقيًا بالرغم من أنه ليس يهوديًا، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى. فجاءه ملاك الساعة 3 الظهر أثناء الصلاة، وأمره الملاك أن يستدعي رجل اسمه بطرس (القديس بطرس الرسول)، وهذا الرجل سيخبره عن إرادة الرب. وبالفعل أرسل كيرنيليوس رجالًا لإحضار القديس بطرس. ولأن القديس بطرس رجل يهودي الأصل، كان من الصعب جدًا أن يدخل بيت رجل أممي كعادة اليهود. لذلك كشف له الرب في رؤيا أثناء قيامه بصلاة الساعة 12 فرأى ملاءه (ملاية) نازلة من السماء، وعليها حيوانات كثيرة جدًا، ويقول الكتاب: "وَصَارَ إِلَيْهِ صَوْتٌ (الرب): «قُمْ يَا بُطْرُسُ، اذْبَحْ وَكُلْ».14 فَقَالَ بُطْرُسُ: «كَلاَّ يَا رَبُّ! لأَنِّي لَمْ آكُلْ قَطُّ شَيْئًا دَنِسًا أَوْ نَجِسًا».15 فَصَارَ إِلَيْهِ أَيْضًا صَوْتٌ ثَانِيَةً: «مَا طَهَّرَهُ اللهُ لاَ تُدَنِّسْهُ أَنْتَ. (أع 10: 13-15)، وتكررت هذه الرؤيا 3 مرات!ّ

+ لم يفهم القديس بطرس قصد الله من هذه الرؤيا، فأمره الرب أن يذهب مع الرجال الذين يطلبونه، القادمين له من عند كيرنيليوس، ولا يخاف من الذهاب معهم.

وعندما وصل بطرس بيت كَرْنِيلِيُوس، وعظ للأمميين المجتمعين وأثناء العظة حل الروح القدس على جميع الحاضرين، فتعجب بطرس جدًا أن الروح القدس قبل أن يسكن أيضًا في ناس غير يهود! لم يكن يتخيل أن غير اليهود أيضًا مدعوين للإيمان! فلما رأى أن الروح القدس حل عليهم، وبدأوا يتكلموا بألسنة – كما حدث مع الرسل في يوم الخمسين - عمدهم وكان مع القديس بطرس في ذلك اليوم 6 من الأخوة اليهود حضروا معه هذا الموقف.

بهذا نكون قد راجعنا أول عشر أصحاحات من أعمال الرسل وأصحاح 11 سيكمل لنا قصة إيمان كيرنيليوس وأهل بيته.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: "Now the apostles and brethren who were in Judea heard that the Gentiles had also received the word of God. And when Peter came up to Jerusalem, those of the circumcision contended with him, saying, “You went in to uncircumcised men and ate with them!”" (Acts 11: 1-3) - Acts, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "فسمع الرسل والإخوة الذين كانوا في اليهودية أن الأمم أيضًا قبلوا كلمة الله. ولما صعد بطرس إلى أورشليم، خاصمه الذين من أهل الختان، قائلين: «إنك دخلت إلى رجال ذوي غلفة وأكلت معهم»" (أعمال الرسل 11: 1-3) - صور سفر الأعمال، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: "Now the apostles and brethren who were in Judea heard that the Gentiles had also received the word of God. And when Peter came up to Jerusalem, those of the circumcision contended with him, saying, “You went in to uncircumcised men and ate with them!”" (Acts 11: 1-3) - Acts, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "فسمع الرسل والإخوة الذين كانوا في اليهودية أن الأمم أيضًا قبلوا كلمة الله. ولما صعد بطرس إلى أورشليم، خاصمه الذين من أهل الختان، قائلين: «إنك دخلت إلى رجال ذوي غلفة وأكلت معهم»" (أعمال الرسل 11: 1-3) - صور سفر الأعمال، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

الأصحاح الحادي عشر:

 

2) خصومة مع بطرس الرسول (1-3)

1 فَسَمِعَ الرُّسُلُ وَالإِخْوَةُ الَّذِينَ كَانُوا فِي الْيَهُودِيَّةِ أَنَّ الأُمَمَ أَيْضًا قَبِلُوا كَلِمَةَ اللهِ.2 وَلَمَّا صَعِدَ بُطْرُسُ إِلَى أُورُشَلِيمَ، خَاصَمَهُ الَّذِينَ مِنْ أَهْلِ الْخِتَانِ،3 قَائِلِينَ: «إِنَّكَ دَخَلْتَ إِلَى رِجَال ذَوِي غُلْفَةٍ (غير مختونين) وَأَكَلْتَ مَعَهُمْ ».(هذا التصرف كان يعتبر جريمة عند اليهود)

+ المسيحيين الأوائل (ومنهم الرسل) كانوا كلهم يهود، وكان بعيدًا كل البعد عن تصورهم أن تكون الدعوة للإيمان موجهة لغير اليهود. فلما سمع الرسل والأخوة الذين كانوا في اليهودية بما حدث في بيت كيرنيليوس، خاصموا القديس بطرس وعاتبوه بشدة عند عودته إلى أورشليم على أنه ذهب لإنسان أممي في بيته، وأكل مع غير المختونين.

+ نلاحظ هنا أن الرسل كانوا ما زالوا يتكلمون بلغة يهودية! فهم لم يلوموا القديس بطرس لأنه وعظ الأمميين وكلمهم عن الإيمان، أو لأنه عمَّد من هم ليسوا يهود، بل مجرد أنه دخل بيت الأمميين وأكل معهم إعتبروها مشكلة كبيرة! بالرغم من أنهم عرفوا أن هؤلاء الأممين آمنوا وقبلوا كلمة الله!

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

3) القديس بطرس يوضح لماذا عمد كيرنيليوس وأهل بيته (أع11: 4-17)

4 فَابْتَدَأَ بُطْرُسُ يَشْرَحُ لَهُمْ بِالتَّتَابُعِ قَائِلًا: 5 «أَنَا كُنْتُ فِي مَدِينَةِ يَافَا أُصَلِّي، فَرَأَيْتُ فِي غَيْبَةٍ رُؤْيَا: إِنَاءً نَازِلًا مِثْلَ مُلاَءَةٍ عَظِيمَةٍ مُدَلاَةٍ بِأَرْبَعَةِ أَطْرَافٍ مِنَ السَّمَاءِ، فَأَتَى إِلَيَّ. 6 فَتَفَرَّسْتُ فِيهِ مُتَأَمِّلًا، فَرَأَيْتُ دَوَابَّ الأَرْضِ وَالْوُحُوشَ وَالزَّحَّافَاتِ وَطُيُورَ السَّمَاءِ.7 وَسَمِعْتُ صَوْتًا قَائِلًا لِي: قُمْ يَا بُطْرُسُ، اذْبَحْ وَكُلْ. 8 فَقُلْتُ: كَلاَّ يَا رَبُّ! لأَنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ فَمِي قَطُّ دَنِسٌ أَوْ نَجِسٌ. 9 فَأَجَابَنِي صَوْتٌ ثَانِيَةً مِنَ السَّمَاءِ: مَا طَهَّرَهُ اللهُ لاَ تُنَجِّسْهُ أَنْتَ.
10 وَكَانَ هذَا عَلَى ثَلاَثِ مَرَّاتٍ. ثُمَّ انْتُشِلَ الْجَمِيعُ إِلَى السَّمَاءِ أَيْضًا. 11 وَإِذَا ثَلاَثَةُ رِجَال قَدْ وَقَفُوا لِلْوَقْتِ عِنْدَ الْبَيْتِ الَّذِي كُنْتُ فِيهِ، مُرْسَلِينَ إِلَيَّ مِنْ قَيْصَرِيَّةَ. 12 فَقَالَ لِي الرُّوحُ أَنْ أَذْهَبَ مَعَهُمْ غَيْرَ مُرْتَابٍ فِي شَيْءٍ. وَذَهَبَ مَعِي أَيْضًا هؤُلاَءِ الإِخْوَةُ السِّتَّةُ. فَدَخَلْنَا بَيْتَ الرَّجُلِ، 13 فَأَخْبَرَنَا كَيْفَ رَأَى الْمَلاَكَ فِي بَيْتِهِ قَائِمًا وَقَائِلًا لَهُ: أَرْسِلْ إِلَى يَافَا رِجَالًا، وَاسْتَدْعِ سِمْعَانَ الْمُلَقَّبَ بُطْرُسَ، 14 وَهُوَ يُكَلِّمُكَ كَلاَمًا بِهِ تَخْلُصُ أَنْتَ وَكُلُّ بَيْتِكَ. 15 فَلَمَّا ابْتَدَأْتُ أَتَكَلَّمُ، حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْهِمْ كَمَا عَلَيْنَا أَيْضًا فِي الْبُدَاءَةِ. 16 فَتَذَكَّرْتُ كَلاَمَ الرَّبِّ كَيْفَ قَالَ: إِنَّ يُوحَنَّا عَمَّدَ بِمَاءٍ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَسَتُعَمَّدُونَ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ. 17 فَإِنْ كَانَ اللهُ قَدْ أَعْطَاهُمُ الْمَوْهِبَةَ كَمَا لَنَا أَيْضًا بِالسَّوِيَّةِ مُؤْمِنِينَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، فَمَنْ أَنَا؟ أَقَادِرٌ أَنْ أَمْنَعَ اللهَ؟».

+ هنا القديس بطرس يحكي القصة كلها مرة أخرى.

أسلوب القديس لوقا في الكتابة:

القديس لوقا (كاتب هذا السفر) كفنان وطبيب يتميز أسلوبه بالدقة في العرض، والميل أحيانًا إلى القصص والتفصيلات. فهنا نجده يحكي لنا قصة إيمان كيرنيليوس وأهل بيته مرة أخرى على لسان القديس بطرس، وهذا ما فعله أيَضًا في قصة إيمان شاول الطرسوسي، فسنجده يرويها مرة أخرى في الأصحاحات القادمة على لسان القديس بولس نفسه.

St-Takla.org Image: Barnabas encouraged Paul to come to Antioch to help the new converts. (Acts 11: 25) - "Paul and Barnabas visit Cyprus" images set (Acts 13:1-12): image (6) - Acts, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "ولما وجده جاء به إلى أنطاكية" (أعمال الرسل 11: 25) - مجموعة "زيارة بولس وبرنابا إلى قبرص" (أعمال الرسل 13: 1-12) - صورة (6) - صور سفر أعمال الرسل، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: Barnabas encouraged Paul to come to Antioch to help the new converts. (Acts 11: 25) - "Paul and Barnabas visit Cyprus" images set (Acts 13:1-12): image (6) - Acts, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "ولما وجده جاء به إلى أنطاكية" (أعمال الرسل 11: 25) - مجموعة "زيارة بولس وبرنابا إلى قبرص" (أعمال الرسل 13: 1-12) - صورة (6) - صور سفر أعمال الرسل، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

"12 فَقَالَ لِي الرُّوحُ أَنْ أَذْهَبَ مَعَهُمْ غَيْرَ مُرْتَابٍ فِي شَيْءٍ. وَذَهَبَ مَعِي أَيْضًا هؤُلاَءِ الإِخْوَةُ السِّتَّةُ. فَدَخَلْنَا بَيْتَ الرَّجُلِ،"

آبائنا الرسل كان لديهم استنارة حقيقية

المشغولين بكلمة "الروح القدس" في سفر الأعمال، سيجدون عمل الروح القدس يظهر بوضوح في هذه الآية التي تُبيِّن أن آبائنا الرسل كان لديهم استنارة حقيقية، فكان الروح القدس يرشدهم في كل خطوة، لأنهم كانوا أتقياء، وقريبين جدًا من الله، ويعيشون في صلاة دائمة.

+ "أَذْهَبَ مَعَهُمْ غَيْرَ مُرْتَابٍ فِي شَيْءٍ" أي لا ترتاب أو تشك. طبعًا ضمير بطرس الرسول كيهودي لا يمكن أن يسمح له أن يسير مع ناس أمميين ويدخل بيتهم! ويأكل معهم! لكن الروح القدس أمره أن يفعل عكس ما هو معتاد عليه، الروح القدس أمره ألا يرفض شيئًا قال الرب عنه أنه طاهر، فعليه أن يذهب مع هؤلاء الرجال دون أن يرتاب أو يشك.

+ "وَذَهَبَ مَعِي أَيْضًا هؤُلاَءِ الإِخْوَةُ السِّتَّةُ" هنا القديس بطرس يستشهد بالستة أشخاص الذين ذهبوا معه وكانوا من اليهود المسيحيين (مسيحيين من أصل يهودي)، حتى لا يتهمه أحد أن القصة غير حقيقية.

+ "فَدَخَلْنَا بَيْتَ الرَّجُلِ" يقصد بيت كَرْنِيلِيُوس.

13 فَأَخْبَرَنَا كَيْفَ رَأَى الْمَلاَكَ فِي بَيْتِهِ قَائِمًا وَقَائِلًا لَهُ: أَرْسِلْ إِلَى يَافَا رِجَالًا، وَاسْتَدْعِ سِمْعَانَ الْمُلَقَّبَ بُطْرُسَ، 14 وَهُوَ يُكَلِّمُكَ كَلاَمًا بِهِ تَخْلُصُ أَنْتَ وَكُلُّ بَيْتِكَ.

· أيضًا هنا يُكرر القديس لوقا على لسان القديس بطرس القصة التي وردت في أصحاح 10، وهي أن الملاك ظهر لكَرْنِيلِيُوسُ، وأمره أن يُرسل رجالًا لإحضار رجل اسمه سمعان الملقب بطرس، وقال له الملاك عن القديس بطرس: "وهو سيكلمك كلامًا "بِهِ تَخْلُصُ أَنْتَ وَكُلُّ بَيْتِكَ". وهنا يتبادر إلى الذهن السؤال التالي:

هل مجرد سماع كلمة الله كافي لخلاص الإنسان؟!

· هل عبارة: "وَهُوَ يُكَلِّمُكَ كَلاَمًا بِهِ تَخْلُصُ أَنْتَ وَكُلُّ بَيْتِكَ"، تعني أن الإنسان يُمكن أن يخلص لمجرد أنه سمع كلمة الله؟!

· الإجابة: بالطبع لا. كلمة ربنا هي مجرد مدخل للخلاص. فعندما يستمع الإنسان إلى كلمة الله ويتأثر ويؤمن بها، يكون قد بدأ طريق الخلاص، لكن لا بد أن يُكمل الطريق لآخره. فقصة إيمان كيرنيليوس وأهل بيته، لم تنتهي بسماعهم كلمة الله بل كان هناك بعد ذلك: المعمودية، والامتلاء من الروح القدس، ثم حياة القداسة، فالإنسان يحتاج إلى كل هذا حتى ينال الخلاص.

تعميم مفهوم آية واحدة يضلل:

· بعض الناس تستخدم آية واحدة، وتعمم المفهوم! التعميم يضلل، أي عندما يقول أحدهم أن: "الخلاص بسماع كلمة الرب فقط" يكون قد عمم مفهوم خاطئ! لأنه إذا كان الأمر كذلك فما هو الداعي للمعمودية، وما هو الداعي للحياة المقدسة، وما هو الدعي لوصايا الرب؟! وما هو الداعي للأسرار المقدسة؟! ثم نجد آية أخرى تقول: "آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ" (أع16: 31)، فهل يكون الخلاص بسماع كلمة الرب أم بالإيمان؟!!! الإجابة: كل هذا مطلوب للخلاص.

· نقطة أخرى علينا أن نلتفت إليها وهي:

الله لا بد أن يظهر ذاته للمنشغلين بخلاص نفوسهم

· قول الملاك لكَرْنِيلِيُوسُ: "وَهُوَ (أي القديس بطرس) يُكَلِّمُكَ كَلاَمًا بِهِ تَخْلُصُ أَنْتَ وَكُلُّ بَيْتِكَ"، يدل على أن كَرْنِيلِيُوس كان مشغولًا جدًا بسؤال هام هو: "كيف أخلص؟!"، كان مشغولًا بحياته الأبدية. كلمة "خلاص" بالنسبة لكَرْنِيلِيُوسُ كانت تعني: ماذا سيكون حالي بعد الموت، هل سيقبلني الله؟! كيف يمكن أن أتبرر وأخلص؟! ماذا أفعل لأرث الحياة الأبدية؟!

· ولعلنا نتذكر – قبل هذه الأحداث بعدة سنوات- سؤال الشاب الغني للسيد المسيح: "أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟" (مر10: 17، لو18: 18)، هذا الشاب أيضَا كان منشغل بخلاصه. وكأن كل إنسان مشغول بطريق السماء لابد أن يجاوبه الرب على سؤاله هذا!!

الأنبا موسى الأسود أحد الذين بحثوا عن خلاص أنفسهم

· يحكى لنا التاريخ أيضًا عن شخصية أخرى كان ظاهرها لا ينبئ أبدًا عن أنه يمكن أن يكون ممن يبحثون عن الله، لأنه كان لص بل قاتل!!! هو القديس الأنبا موسى الأسود، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في قسم سير القديسين. فبالرغم من كل خطاياه إلا أنه كان دائم البحث عن الإله الحقيقي، ويريد أن يخلص! كان دائمًا يفكر ويسأل نفسه: ماذا أفعل لأرث الحياة الأبدية؟! من هو الإله الحقيقي؟! وأين سأذهب بعد كل هذه الحياة؟! وهل توجد حياة أخرى؟! وأين مدخل هذه الحياة الأخرى؟! كل هذه الأسئلة كانت تشغله جدًا، بالرغم من أنه كان لصًا قاسيًا!! إلى أن أرشده الناس البسطاء إلى الرهبان في الدير، فذهب إلى الدير وتتلمذ وأصبح قديس عظيم!!!

· أيضًا هذه الآية تجعلنا ندرك شيئًا هامًا هو:

 قوة كلمة الله

· "وَاسْتَدْعِ سِمْعَانَ الْمُلَقَّبَ بُطْرُسَ، وَهُوَ يُكَلِّمُكَ كَلاَمًا بِهِ تَخْلُصُ أَنْتَ وَكُلُّ بَيْتِكَ" كلمة ربنا هي أجمل هدية يمكن أن تهديها لإنسان لأنها قد تمس ناحية من حياته وتكون السبب في خلاصه. المشكلة أن كلامنا مع بعضنا كعائلة أوكأصدقاء وفي الشارع وفي الأشغال، يخلو تمامًا من كلمة ربنا، بالرغم من أنها أهم الكلام الذي يجب أن نتكلم به. والذي يعرف كلام الله إنسان غني، يستطيع أن يوزع الخلاص على الناس! "أَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ" (عب4: 12)، وعندما نخبر بكلمة الله بإيمان وصلاة سنجدها تعمل بقوة (ياما آيات فرقت مع ناس وغيرت حياتهم، آيات بسيطة ممكن يسمعها الواحد ع الماشي، ممكن ساعتها ما يركزش فيها، وبعد كده ترجع تخبط فيه وتشتغل عليه لغاية ما ترجعه وتوقظه).

15 فَلَمَّا ابْتَدَأْتُ أَتَكَلَّمُ، حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْهِمْ كَمَا عَلَيْنَا أَيْضًا فِي الْبُدَاءَةِ.

· "فِي الْبُدَاءَةِ": يقصد يوم الخمسين.

· وهنا نلاحظ حكمة القديس بطرس في إقناع المسيحيين بأنه ليس هو من قرر وبدأ معمودية الأمميين - لأنه لم يكن ينوي ذلك - بل الروح القدس. فيروي أنه أثناء حديثه مع الأمميين، حل الروح القدس عليهم، كما حل على التلاميذ (اليهود) يوم الخمسين تمامًا!

· إذًا الله تعامل مع الأمم كما تعامل مع اليهود تمامًا، ويريد خلاصهم كما يريد خلاص اليهود، وأعطاهم أعظم نعمة في المسيحية وهي نعمة الروح القدس (موعد الآب) كما أعطاها لليهود.

16 فَتَذَكَّرْتُ كَلاَمَ الرَّبِّ كَيْفَ قَالَ: إِنَّ يُوحَنَّا عَمَّدَ بِمَاءٍ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَسَتُعَمَّدُونَ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ.

ما حدث ذكره بقول الرب يسوع: "لأَنَّ يُوحَنَّا عَمَّدَ بِالْمَاءِ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَسَتَتَعَمَّدُونَ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ، لَيْسَ بَعْدَ هذِهِ الأَيَّامِ بِكَثِيرٍ" (أع1: 5)، أي إذا كان ربنا وعدنا إن العهد الجديد سيبدأ بمعمودية الروح القدس، فها هو الروح القدس حل على هؤلاء الأمميين، إذًا ربنا يسوع سيضمهم للعهد الجديد وكنيسة العهد الجديد.

17 فَإِنْ كَانَ اللهُ قَدْ أَعْطَاهُمُ الْمَوْهِبَةَ كَمَا لَنَا أَيْضًا بِالسَّوِيَّةِ مُؤْمِنِينَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، فَمَنْ أَنَا؟ أَقَادِرٌ أَنْ أَمْنَعَ اللهَ؟».

· "الْمَوْهِبَةَ": أحيانًا نُسمي حلول الروح القدس موهبة لأن الموهبة هي هبة مجانية من الله ليس لنا أي فضل فيها. والكاهن يقول في التحليل للشعب: "محبة الله الآب ونعمة ابنه الوحيد وشركة موهبة الروح القدس تكون معكم".

· "بِالسَّوِيَّةِ": أي في مساواة ودون أي تمييز (بين الأمم واليهود)

· "مُؤْمِنِينَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ": بسبب إيمانهم بربنا يسوع المسيح، الروح القدس ارتضى أن يسكن فيهم كما سكن فينا.

· " فَمَنْ أَنَا؟ أَقَادِرٌ أَنْ أَمْنَعَ اللهَ؟": من أنا حتى أُملى إرادتي على الله (حاشا) قائلًا: لا تحل بروحك إلا في اليهود؟! لا تجعل روحك يسكن إلا في اليهود؟!

القديس بطرس هو رسول الأمم!

· مما يدعو للتعجب أن كرازة الأمم بدأت على يدي القديس بطرس، بالرغم من أنه من أكثر اليهود تزمتًا! كنا نتصور أن الكارز الأول للأمم يكون القديس بولس الرسول، لكن الحقيقة لأ، أول من كرز للأمم هو القديس بطرس (فيما بعد ستحدث مشكلة يتهمون فيها بولس الرسول بذلك، ولكن القديس بطرس سيدافع قائلًا: لا بل أنا أول من عمدت الأمميين). حكمة الروح القدس جعل أول من يفتح باب للأمم هو القديس بطرس، أحد التلاميذ الاثني عشر، ومن اليهود المتعصبين.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: "But Peter explained it to them in order from the beginning.. When they heard these things they became silent; and they glorified God, saying, “Then God has also granted to the Gentiles repentance to life.”" (Acts 11: 4, 18) - Acts, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "فابتدأ بطرس يشرح لهم بالتتابع.. فلما سمعوا ذلك سكتوا، وكانوا يمجدون الله قائلين: «إذا أعطى الله الأمم أيضًا التوبة للحياة!»" (أعمال الرسل 11: 4، 18) - صور سفر الأعمال، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: "But Peter explained it to them in order from the beginning.. When they heard these things they became silent; and they glorified God, saying, “Then God has also granted to the Gentiles repentance to life.”" (Acts 11: 4, 18) - Acts, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "فابتدأ بطرس يشرح لهم بالتتابع.. فلما سمعوا ذلك سكتوا، وكانوا يمجدون الله قائلين: «إذا أعطى الله الأمم أيضًا التوبة للحياة!»" (أعمال الرسل 11: 4، 18) - صور سفر الأعمال، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

4- الخصومة تتحول إلى تسبيح مفرح (أع11: 18)

18 فَلَمَّا سَمِعُوا ذلِكَ سَكَتُوا، وَكَانُوا يُمَجِّدُونَ اللهَ قَائِلِينَ: «إِذًا أَعْطَى اللهُ الأُمَمَ أَيْضًا التَّوْبَةَ لِلْحَيَاةِ!».

روح التحزب لم تكن موجودة بين آبائنا الرسل:

نلاحظ هنا أن الآباء الأوائل كانوا يتمتعون بروح جميلة، فبالرغم من أن دخول الأمم الإيمان المسيحي وخلاصهم يعتبر نقله (خطوة) كبيرة جدًا بالنسبة لهم، وفكرة جديدة جدًا على أذهانهم، لكنهم لم يعترضوا بتحزب، وعند، وتزمت، بل بدأوا يُمَجِّدُونَ اللهَ.

الله أعطى التوبة (مدخل الخلاص) للأمم أيضًا:

· " قَائِلِينَ: إِذًا أَعْطَى اللهُ الأُمَمَ أَيْضًا التَّوْبَةَ لِلْحَيَاة"، أيضًا فكرة أن الله قد يعطي فرصة توبة للأمم لم يكن لها وجود عند اليهود، وغير مقبولة عند اليهود حتى يومنا هذا، لكن مع المسيحيين الأوائل الذين من أصل يهودي، اكتشفوا أن الله أعطى الأمم أيضًا التوبة، لأن التوبة هي المدخل للخلاص.

· نتذكر في أعمال 2 عندما وعظهم القديس بطرس سألوه "مَاذَا نَصْنَعُ" (أع 2: 37)، فرد عليهم قائلًا: "تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا" (أع2: 38).

· إذًا كما ذكرنا هناك ثلاثة خطوات أساسية: توبة/إيمان/معمودية، بالطبع يسبقهم الوعظ (كلمة ربنا)، الذي سيحرك القلب لكي يتوب ويؤمن بربنا يسوع المسيح.

تَوِّبْنِي فَأَتُوبَ:

· أيضًا قول الآباء الأوائل في هذه الآية: "أَعْطَى اللهُ الأُمَمَ أَيْضًا التَّوْبَةَ لِلْحَيَاة" تدل على أن حتى التوبة عطية وليست وصية. أحيانًا نتصور أن التوبة وصية علينا تنفيذها، فالكتاب دائمًا يقول لنا: توبوا توبوا، وكأننا نستطيع أن نتوب بمفردنا دون معونة الله!! عندما يتحرك قلبك وترجع إلى الله، أشكره لأنه هو الذي حرك قلبك. يوم تأخذ خطوة إيجابية وتضبط حياتك في أحد النواحي، لا تظن أنك فعلت ذلك بإرادتك القوية، لا تقل "أنا قاومت وغلبت"، أو"أنا استطعت أن أغير نفسي"، بل قل "ربنا افتقدني بنعمته"، "ربنا غيرني"، "ربنا توبني"، لذلك يقول إرميا النبي: " تَوِّبْنِي فَأَتُوبَ، لأَنَّكَ أَنْتَ الرَّبُّ إِلهِي" (إرميا31: 18). الله هو الذي ينخس بالروح القدس، ويشجعنا، ويُعطينا الوصية، ويظل دورنا هو التجاوب مع عمل الروح القدس فينا. إذًا ممكن يكون مفهوم عبارة " أَعْطَى اللهُ... التَّوْبَةَ لِلْحَيَاة " هو أن الله "أعطى باب للخلاص والرحمة" حتى للأمم الذين كانوا وثنيين ولا يعرفون شيئًا عن الله. الله لا يُغلق باب التوبة أمامنا أبدًا.

بدون التوبة لن ننال الحياة الأبدية:

· " أَعْطَى اللهُ الأُمَمَ أَيْضًا التَّوْبَةَ لِلْحَيَاة" بدون التوبة لن يكون هناك حياة أبدية. الكنيسة الأولى كانت تعى ذلك جيدًا، وكانت تعرف أن التوبة هي بداية طريق الخلاص، فعندما اعطى الله التوبة للأمم، بهذا يكون قد اختارهم للحياة الأبدية، وسيكون لهم نصيب فيها مثل اليهود. ، لذلك يقول الكتاب "الجالسين في كرة ظلال الموت، أشرق عليهم نور"،ونص الآية: "اَلشَّعْبُ السَّالِكُ فِي الظُّلْمَةِ أَبْصَرَ نُورًا عَظِيمًا. الْجَالِسُونَ فِي أَرْضِ ظِلاَلِ الْمَوْتِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ". (الناس اللي عايشه بعيد عن ربنا دول ميتين، في ظلال الموت، لكن لما ربنا يديهم فرصة التوبة يديهم فرصة الحياة معاه، لأن مدخل الحياة الأبدية يبدأ بالتوبة).

بهذا نكون انتهينا من قصة كَرْنِيلِيُوس، وعرفنا أن الكنيسة بدأت تستوعب مرحلة الأمم، وبدأت تُدرك أن ربنا عينه على كل الشعوب وليس على اليهود فقط.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: After Stephen’s death many Christians were persecuted and fled from Jerusalem. Wherever they went they told other Jews about Jesus. Some who went to Antioch also told people who were not Jews (Gentiles) about Jesus and many believed in Him. (Acts 11: 19-26) - "Paul and Barnabas visit Cyprus" images set (Acts 13:1-12): image (1) - Acts, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "أما الذين تشتتوا من جراء الضيق الذي حصل بسبب استفانوس فاجتازوا إلى فينيقية وقبرس وأنطاكية، وهم لا يكلمون أحدا بالكلمة إلا اليهود فقط. ولكن كان منهم قوم، وهم رجال قبرسيون وقيروانيون، الذين لما دخلوا أنطاكية كانوا يخاطبون اليونانيين مبشرين بالرب يسوع. وكانت يد الرب معهم، فآمن عدد كثير ورجعوا إلى الرب. فسمع الخبر عنهم في آذان الكنيسة التي في أورشليم، فأرسلوا برنابا لكي يجتاز إلى أنطاكية. الذي لما أتى ورأى نعمة الله فرح، ووعظ الجميع أن يثبتوا في الرب بعزم القلب لأنه كان رجلا صالحا وممتلئا من الروح القدس والإيمان. فانضم إلى الرب جمع غفير. ثم خرج برنابا إلى طرسوس ليطلب شاول. ولما وجده جاء به إلى أنطاكية. فحدث أنهما اجتمعا في الكنيسة سنة كاملة وعلما جمعا غفيرا. ودعي التلاميذ «مسيحيين» في أنطاكية أولا" (أعمال الرسل 11: 19-26) - مجموعة "زيارة بولس وبرنابا إلى قبرص" (أعمال الرسل 13: 1-12) - صورة (1) - صور سفر أعمال الرسل، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: After Stephen’s death many Christians were persecuted and fled from Jerusalem. Wherever they went they told other Jews about Jesus. Some who went to Antioch also told people who were not Jews (Gentiles) about Jesus and many believed in Him. (Acts 11: 19-26) - "Paul and Barnabas visit Cyprus" images set (Acts 13:1-12): image (1) - Acts, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "أما الذين تشتتوا من جراء الضيق الذي حصل بسبب استفانوس فاجتازوا إلى فينيقية وقبرس وأنطاكية، وهم لا يكلمون أحدا بالكلمة إلا اليهود فقط. ولكن كان منهم قوم، وهم رجال قبرسيون وقيروانيون، الذين لما دخلوا أنطاكية كانوا يخاطبون اليونانيين مبشرين بالرب يسوع. وكانت يد الرب معهم، فآمن عدد كثير ورجعوا إلى الرب. فسمع الخبر عنهم في آذان الكنيسة التي في أورشليم، فأرسلوا برنابا لكي يجتاز إلى أنطاكية. الذي لما أتى ورأى نعمة الله فرح، ووعظ الجميع أن يثبتوا في الرب بعزم القلب لأنه كان رجلا صالحا وممتلئا من الروح القدس والإيمان. فانضم إلى الرب جمع غفير. ثم خرج برنابا إلى طرسوس ليطلب شاول. ولما وجده جاء به إلى أنطاكية. فحدث أنهما اجتمعا في الكنيسة سنة كاملة وعلما جمعا غفيرا. ودعي التلاميذ «مسيحيين» في أنطاكية أولا" (أعمال الرسل 11: 19-26) - مجموعة "زيارة بولس وبرنابا إلى قبرص" (أعمال الرسل 13: 1-12) - صورة (1) - صور سفر أعمال الرسل، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

5- الكنيسة في أنطاكية (أع11: 19-21)

19 أَمَّا الَّذِينَ تَشَتَّتُوا مِنْ جَرَّاءِ الضِّيقِ الَّذِي حَصَلَ بِسَبَبِ اسْتِفَانُوسَ فَاجْتَازُوا إِلَى فِينِيقِيَةَ وَقُبْرُسَ وَأَنْطَاكِيَةَ، وَهُمْ لاَ يُكَلِّمُونَ أَحَدًا بِالْكَلِمَةِ إِلاَّ الْيَهُودَ فَقَطْ.

· تذكرون أنه بعد استشهاد اسْتِفَانُوسَ مباشرة (أع 7)، في الأصحاح التالي مباشرة يقول الكتاب: "وَحَدَثَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ اضْطِهَادٌ عَظِيمٌ عَلَى الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي أُورُشَلِيمَ، فَتَشَتَّتَ الْجَمِيعُ فِي كُوَرِ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ، مَا عَدَا الرُّسُلَ" (أع8: 1) ، فهؤلاء الذين تشتتوا من أُورُشَلِيمَ لم يصلوا السَّامِرَةِ فقط، بل وصلوا إلى فِينِيقِيَةَ (لبنان حاليًا)، وَقُبْرُسَ (جزيرة في البحر الأبيض المتوسط) وَأَنْطَاكِيَةَ (سوريا الحالية)، كانت خطة ربنا، أن تنتشر البشارة على أيدي شعب الكنيسة، الناس البسطاء، وليس الرسل!

· "وَهُمْ لاَ يُكَلِّمُونَ أَحَدًا بِالْكَلِمَةِ إِلاَّ الْيَهُودَ فَقَطْ": لأنهم في الأصل يهود، فكانوا يكلمون إخوتهم اليهود فقط عن أن يسوع الناصري هو الإله الحقيقي الذي انطبقت عليه كل نبوات العهد القديم.

 

20 وَلكِنْ كَانَ مِنْهُمْ قَوْمٌ، وَهُمْ رِجَالٌ قُبْرُسِيُّونَ وَقَيْرَوَانِيُّونَ، الَّذِينَ لَمَّا دَخَلُوا أَنْطَاكِيَةَ كَانُوا يُخَاطِبُونَ الْيُونَانِيِّينَ مُبَشِّرِينَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ.

· بعض الذين تشتتوا بدأوا يكرزوا بالمسيحية لليونانيين (الأمم). ونلاحظ هنا خطة الله في جذب الأمم، فبينما كان بطرس يعمد كَرْنِيلِيُوس وأهل بيته في قيصرية، وصلت الأخبار إلى التلاميذ في أورشليم، وقبلوا أن يصبح الأمم جزء من الكنيسة، في نفس الوقت كان عشرات بل ومئات المسيحيين اليهود الأوائل يبشروا في بلاد أخرى، ووصلت البشارة إلى الأمم في بلاد أخرى. فكان ذلك نقلة سريعة لصالح الكرازة على كل المستويات في نفس الوقت.

 

21 وَكَانَتْ يَدُ الرَّبِّ مَعَهُمْ، فَآمَنَ عَدَدٌ كَثِيرٌ وَرَجَعُوا إِلَى الرَّبِّ.

· في أنطاكية بالذات، كان فيه نوع من الاستقبال الجميل لكلمة ربنا -كانت أنطاكية مدينة كبيرة جدًا ومتحضرة، وميناء ضخم على البحر المتوسط- قبلوا الإيمان بسرعة جدًا كيهود، وأيضًا بعض اليونانيين الأمميين قبلوا الإيمان.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

6- القديس برنابا في أنطاكية (أع 11: 22-24)

22 فَسُمِعَ الْخَبَرُ عَنْهُمْ فِي آذَانِ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي أُورُشَلِيمَ، فَأَرْسَلُوا بَرْنَابَا لِكَيْ يَجْتَازَ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ.

· " فَسُمِعَ الْخَبَرُ عَنْهُمْ فِي آذَانِ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي أُورُشَلِيمَ" كانت الأخبار دائمًا تصل إلى الكنيسة الأم في أورشليم. كما سبق أن حدث في السامرة، عندما وعظ فيلبس وآمن الناس وعمدهم، وصلت الأخبار للكنيسة الأم في أورشليم فأرسلوا بطرس ويوحنا ليضعوا عليهم الأيادى ليحل الروح القدس عليهم.

St-Takla.org Image: Map: Part of Paul's First Missionary Journey (44-46 AD): Antioch was north of Jerusalem in Syria. When news of Gentiles becoming Christians reached Jerusalem they sent Barnabas to find out what was going on. (Acts 11: 22) - "Paul and Barnabas visit Cyprus" images set (Acts 13:1-12): image (2) - Acts, Bible illustrations (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: خريطة جانب من رحلة بولس الرسول التبشيرية الأولى (44-46 م.): أنطاكية في شمال أورشليم: "فسمع الخبر عنهم في آذان الكنيسة التي في أورشليم، فأرسلوا برنابا لكي يجتاز إلى أنطاكية" (أعمال الرسل 11: 22) - مجموعة "زيارة بولس وبرنابا إلى قبرص" (أعمال الرسل 13: 1-12) - صورة (2) - صور سفر أعمال الرسل (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: Map: Part of Paul's First Missionary Journey (44-46 AD): Antioch was north of Jerusalem in Syria. When news of Gentiles becoming Christians reached Jerusalem they sent Barnabas to find out what was going on. (Acts 11: 22) - "Paul and Barnabas visit Cyprus" images set (Acts 13:1-12): image (2) - Acts, Bible illustrations (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: خريطة جانب من رحلة بولس الرسول التبشيرية الأولى (44-46 م.): أنطاكية في شمال أورشليم: "فسمع الخبر عنهم في آذان الكنيسة التي في أورشليم، فأرسلوا برنابا لكي يجتاز إلى أنطاكية" (أعمال الرسل 11: 22) - مجموعة "زيارة بولس وبرنابا إلى قبرص" (أعمال الرسل 13: 1-12) - صورة (2) - صور سفر أعمال الرسل (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

· في أنطاكية أيضًا عندما دخل الإيمان ، أرْسَلُوا (كنيسة أورشليم) بَرْنَابَا لِكَيْ يَجْتَازَ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ.

· من هو بَرْنَابَا؟ أول مرة سمعنا عن برنابا كان في الأصحاحات الأولى من سفر الأعمال، وعرفنا أنه كان رجل تقي من أصل سكندري، لكن يهودي، ودخل الإيمان المسيحي، وكان رجلًا غنيًا لديه حقل باعه ووضع ثمنه عند أرجل الرسل. وهو الذي اصطحب بولس معه إلى أورشليم – بعدما اعتمد - وعرفه بالآباء الرسل الإثني عشر ، ثم تركه في طرسوس بسبب اضطهاد اليهود الشديد له (كان اليهود في أورشليم يريدون قتل بولس). أصبح برنابا شخص محبوب من الآباء الرسل، لأنه إنسان روحاني، جميل الصفات، ترك كل أمواله لخدمة الرب، ويمتلك قوة الكلمة، فانتدبه الآباء الرسل ليذهب إلى أنطاكية يتابع الخدمة بسبب إن أنطاكية قبلت الإيمان بسرعة والكنيسة اتسعت. وسنتابع فيما يلي كيف ستسير خطة الله.

 

23 الَّذِي لَمَّا أَتَى وَرَأَى نِعْمَةَ اللهِ فَرِحَ، وَوَعَظَ الْجَمِيعَ أَنْ يَثْبُتُوا فِي الرَّبِّ بِعَزْمِ الْقَلْبِ

أى خادم أمين يشعر بفرح كبيرعندما يرى الخدمة ناجحة في مكان لم يكن من المتوقع أن تنجح فيه، يشعر بفرح عندما تصل الكرازة إلى أماكن لم يكن من المتوقع أن تصل إليها، وعندما يجد الكنيسة قوية، وشعب الكنيسة متحمس للصلاة. شيء جميل عندما تذهبوا إلى أفريقيا وتجدوا الأفارقة السود انضموا للكنيسة القبطية واعتمدوا بالمئات والآلاف. وهناك 14 كنيسة قبطية في كينيا كل شعبها زنوج. شيء مفرح عندما تذهبوا إلى أمريكا وتجدوا الأجانب يدخلون الكنيسة القبطية للصلاة، وتجد الأطفال لا يعرفون اللغة العربية ولكنهم يحفظون التسبحة كاملة بالقبطي. كل هذه أشياء مفرحة، لم نكن نتوقعها، ولكنها حدثت بالفعل.

24 لأَنَّهُ كَانَ رَجُلًا صَالِحًا وَمُمْتَلِئًا مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَالإِيمَانِ. فَانْضَمَّ إِلَى الرَّبِّ جَمْعٌ غَفِيرٌ.

أيضًا برنابا أضاف قوة للكنيسة في أنطاكية، فبدأت الكنيسة تتسع أكثر وأكثر، بسبب عظاته وحضوره.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

7- القديس برنابا يطلب شاول (أع11: 25، 26).

25 ثُمَّ خَرَجَ بَرْنَابَا إِلَى طَرْسُوسَ لِيَطْلُبَ شَاوُلَ. وَلَمَّا وَجَدَهُ جَاءَ بِهِ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ.

برنابا هو الأب الروحي لشاول الطرسوسي:

· برنابا هو الذي عرَّفَ شاول بالآباء الرسل، وهو الذي ساعده على الهرب والذهاب إلى طرسوس، وتركه في طرسوس.

St-Takla.org Image: These new Christians needed teaching so Barnabas set off to find someone who could join the leaders to help. (Acts 11: 25) - "Paul and Barnabas visit Cyprus" images set (Acts 13:1-12): image (4) - Acts, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "ثم خرج برنابا إلى طرسوس ليطلب شاول" (أعمال الرسل 11: 25) - مجموعة "زيارة بولس وبرنابا إلى قبرص" (أعمال الرسل 13: 1-12) - صورة (4) - صور سفر أعمال الرسل، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: These new Christians needed teaching so Barnabas set off to find someone who could join the leaders to help. (Acts 11: 25) - "Paul and Barnabas visit Cyprus" images set (Acts 13:1-12): image (4) - Acts, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "ثم خرج برنابا إلى طرسوس ليطلب شاول" (أعمال الرسل 11: 25) - مجموعة "زيارة بولس وبرنابا إلى قبرص" (أعمال الرسل 13: 1-12) - صورة (4) - صور سفر أعمال الرسل، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

· برنابا من اتضاعه كان يرى في الشاب شاول، غيرة حقيقية وروحانية جميلة، وصدق، كان يرى أن شاول سيكون نافعًا في الخدمة جدًا. لذلك تركه في طرسوس بعيدًا عن أعين اليهود، لأن اليهود يريدون قتله، لأنه كان يهودي متعصب جدًا. ولكن عندما اتسعت الخدمة في أنطاكية جدًا وأصبح محتاجًا لمن يعاونه، ذهب طرسوس ليطلب من شاول أن يساعده في الخدمة. وكانت هذه هي بداية بولس الرسول.

· إذًا الذي شجع بولس الرسول على الخدمة، وتلمذه، وأعطاه مسئوليات في الخدمة، كان برنابا. الكثيرين الآن لا يعرفون برنابا، لكن من المؤكد أن بولس الرسول يعترف بالفضل لبرنابا، لأن برنابا هو الذي اختاره وشجعه ودفعه للخدمة.

· أحيانًا نحن كآباء وأمهات لا يكون لدينا مواهب ملحوظة، لكن يمكننا أن نجعل من أبنائنا قديسين بالتشجيع، ويرى الله ذلك ويفرح جدًا. أحيانًا لا نمتلك نفس المواهب التي قد تكون لدى من نعرفهم، وعلينا في هذه الحالة أن نشجعهم على استخدام موهبتهم التي لحظناها فيهم وبذلك نكون قد شاركنا في الخدمة. كل هذا يحتاج إلى اتضاع شديد، وعدم وجود أي محبة للذات أو للسيطرة.

اتضاع برنابا وإنكاره لذاته:

· برنابا لم يكن لديه نهائيًا روح السيطرة والذاتية، برنابا كان يُريد للكنيسة أن تكبر، وكان يريد أن يعود الناس جميعًا إلى الله، سواء به أو بغيره، لا يهم من الواعظ أو من الخادم، المهم رجوع الناس لله. (عارفين لو برنابا كان عنده روح الذاتية والسيطرة أو حب الكرامة، كان قال: "بس أنطاكية دي إيبارشية تبعى، أنا هأعد فيها، وما حدش يشاركني الخدمة، لأن بولس كان حافظ عهد قديم فممكن يأكل الجو منه، وده اللي هيحصل فعلًا).

· في اتضاع وحب ذهب برنابا إلى طرسوس وأحضر شاول الطرسوسي، الذي سنكتشف بعد قليل أن نجمه سيصير لامعًا في الخدمة بينما يبقى برنابا في الظل، وفي اتضاع وحب كان برنابا دائمًا يُقدم بولس على نفسه ويطلب منه أن يتكلم ويعظ، بالرغم من أن برنابا أكبر من بولس في السن، وهو صاحب الفضل عليه!

 

26 فَحَدَثَ أَنَّهُمَا اجْتَمَعَا فِي الْكَنِيسَةِ سَنَةً كَامِلَةً وَعَلَّمَا جَمْعًا غَفِيرًا.

وَدُعِيَ التَّلاَمِيذُ «مَسِيحِيِّينَ» فِي أَنْطَاكِيَةَ أَوَّلًا.

· "اجْتَمَعَا فِي الْكَنِيسَةِ": أحيانًا تكون هناك مشكلة إذا اجتمع اثنين في خدمة كنيسة واحدة! قد يحدث انقسام في صفوف الكنيسة بسبب وجود اثنين غير متحابين في الخدمة! لكن الطبيعي هو أنه عندما تجتمع قوتين روحيتين في كنيسة واحدة، تكون هذه الكنيسة أقوى جدًا. هذه هي الروح المسيحية الحقيقية، كل قوة روحية تشجع القوة الأخرى، فتكون الكنيسة جميلة جدًا بكل الآباء الذين يخدمون فيها، بكل الرعاة بكل الأنشطة بكل الخدام، كلهم فريق واحد، كلهم روح واحد (لا تعرف تمييز فلان من علان).

· "اجْتَمَعَا فِي الْكَنِيسَةِ سَنَةً كَامِلَةً وَعَلَّمَا جَمْعًا غَفِيرًا" إذًا الحكاية تضاعفت جدًا عندما انضم شاول إلى برنابا، وأنتجا خدمة جميلة جدًا.

St-Takla.org Image: Barnabas was thrilled to meet the new Christians and encouraged them to obey God. He was a man full of the Holy Spirit and faith and many more people became Christians. (Acts 11: 23-24) - "Paul and Barnabas visit Cyprus" images set (Acts 13:1-12): image (3) - Acts, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: برنابا: "الذي لما أتى ورأى نعمة الله فرح، ووعظ الجميع أن يثبتوا في الرب بعزم القلب لأنه كان رجلا صالحا وممتلئا من الروح القدس والإيمان. فانضم إلى الرب جمع غفير" (أعمال الرسل 11: 23-24) - مجموعة "زيارة بولس وبرنابا إلى قبرص" (أعمال الرسل 13: 1-12) - صورة (3) - صور سفر أعمال الرسل، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: Barnabas was thrilled to meet the new Christians and encouraged them to obey God. He was a man full of the Holy Spirit and faith and many more people became Christians. (Acts 11: 23-24) - "Paul and Barnabas visit Cyprus" images set (Acts 13:1-12): image (3) - Acts, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: برنابا: "الذي لما أتى ورأى نعمة الله فرح، ووعظ الجميع أن يثبتوا في الرب بعزم القلب لأنه كان رجلا صالحا وممتلئا من الروح القدس والإيمان. فانضم إلى الرب جمع غفير" (أعمال الرسل 11: 23-24) - مجموعة "زيارة بولس وبرنابا إلى قبرص" (أعمال الرسل 13: 1-12) - صورة (3) - صور سفر أعمال الرسل، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

· أنطاكية كانت ثاني مركز للمسيحية في العالم: أول كنيسة رسولية هي "كنيسة أورشليم"، ثاني كنيسة رسولية بعدها مباشرة في التاريخ هي "كنيسة أنطاكية".

· و"الكنيسة" هنا تعني مركز إشعاع، أو كنيسة أصيلة أسسها الآباء الرسل الأوائل، ويُرجع إليها على مستوى التاريخ، بعد ذلك ستظهر "كنيسة القسطنطينية"، و"كنيسة الإسكندرية"، و"كنيسة روما"، هذه هي الخمس كراسي الرسولية (أكبر كراسي)، التي أسسها الآباء الرسل.

· قلنا أن ثاني كرسي بعد أورشليم مباشرة هو أنطاكية، التي ستصبح مركز إشعاع مثل أورشليم تمامًا، أورشليم كانت تبعث بالرسل في كل مكان، وكذلك ستفعل أنطاكية. (هتبأه هي لوحدها مركز إشعاع، هيطلع منها خدام عتاوله، يدخلوا على العالم ويبشروا).

"وَدُعِيَ التَّلاَمِيذُ «مَسِيحِيِّينَ» فِي أَنْطَاكِيَةَ أَوَّلًا"

· أول مرة تتغير كلمة "تلميذ" إلى كلمة "مسيحي" كانت في أنطاكية، أي حتى ذلك الوقت كان كل المسيحيين اسمهم تلاميذ، كلمة "مسيحي" لم تستخدم إلا بعد حوالي 15 سنة من بداية المسيحية، كان الذي يعتمد يُدعى "تلميذ"، لأن يسوع كانت وصيته: "اذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ"، لذلك نحن نحمل اللقبين إلى وقتنا هذا، فكل واحد منا إسمه "مسيحي" هو في الأصل "تلميذ". أي أصبحت "كنيسة أنطاكية" هي التي تؤثر على "كنيسة أورشليم"، هي مصدر هذه التسمة التي انتشرت وقبلتها كنيسة أورشليم فأصبح "التلاميذ" (كل من اعتمد على إسم يسوع المسيح) يدعون "مسيحيين".

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

8- كنيسة أنطاكية تسند كنيسة أورشليم (أع11: 27-30).

27 وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ انْحَدَرَ أَنْبِيَاءُ مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ.

المقصود بكلمة أنبياء:

كلمة "أَنْبِيَاءُ" تعني بعض الآباء أو المعلمين الأوائل الممتلئين نعمة روح النبوة -لأن الروح القدس يعطي مواهب تختلف من شخص إلى آخر- وأحيانًا عبارة "روح النبوة" يكون المقصود بها روح الوعظ العادي، وأحيانًا يقصد بها روح التنبؤ بأشياء لم تحدث.

28 وَقَامَ وَاحِدٌ مِنْهُمُ اسْمُهُ أَغَابُوسُ، وَأَشَارَ بِالرُّوحِ أَنَّ جُوعًا عَظِيمًا كَانَ عَتِيدًا أَنْ يَصِيرَ عَلَى جَمِيعِ الْمَسْكُونَةِ، الَّذِي صَارَ أَيْضًا فِي أَيَّامِ كُلُودِيُوسَ قَيْصَرَ.

التنبؤ بحدوث مجاعة:

· "وَقَامَ وَاحِدٌ مِنْهُمُ اسْمُهُ أَغَابُوسُ" سنسمع عن "أَغَابُوسُ" مرة أخرى في أصحاح 21.

St-Takla.org Image: Map: Part of Paul's First Missionary Journey (44-46 AD): He traveled to Tarsus where Saul, called Paul in Greek, was now living. Paul had once persecuted Christians but was now a Christian himself. (Acts 11: 25) - "Paul and Barnabas visit Cyprus" images set (Acts 13:1-12): image (5) - Acts, Bible illustrations (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: خريطة جانب من رحلة بولس الرسول التبشيرية الأولى (44-46 م.): "ثم خرج برنابا إلى طرسوس ليطلب شاول. ولما وجده جاء به إلى أنطاكية" (أعمال الرسل 11: 25) - مجموعة "زيارة بولس وبرنابا إلى قبرص" (أعمال الرسل 13: 1-12) - صورة (5) - صور سفر أعمال الرسل (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: Map: Part of Paul's First Missionary Journey (44-46 AD): He traveled to Tarsus where Saul, called Paul in Greek, was now living. Paul had once persecuted Christians but was now a Christian himself. (Acts 11: 25) - "Paul and Barnabas visit Cyprus" images set (Acts 13:1-12): image (5) - Acts, Bible illustrations (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: خريطة جانب من رحلة بولس الرسول التبشيرية الأولى (44-46 م.): "ثم خرج برنابا إلى طرسوس ليطلب شاول. ولما وجده جاء به إلى أنطاكية" (أعمال الرسل 11: 25) - مجموعة "زيارة بولس وبرنابا إلى قبرص" (أعمال الرسل 13: 1-12) - صورة (5) - صور سفر أعمال الرسل (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

· "وَأَشَارَ بِالرُّوحِ أَنَّ جُوعًا عَظِيمًا كَانَ عَتِيدًا أَنْ يَصِيرَ عَلَى جَمِيعِ الْمَسْكُونَةِ" معلمنا لوقا كتب سفر الأعمال عام 65م تقريبًا، وهذه الأحداث كانت سنة 45 م. تقريبًا، فالقديس لوقا يحكي سنة 65م. عن أن "أَغَابُوسُ" تنبأ سنة 45م. عن المجاعة التي حدثت بالفعل عام 50 م. تقريبًا.

كان التاريخ يحدد بزمن الإمبراطور/الملك

· لذلك يقول أن هذه المجاعة حدثت بالفعل في أيام كلوديوس قيصر. كانت الأزمنة في ذلك الوقت تُحدد بأزمنة الأباطرة، (لم يكن هناك تأريخ بعد).

· لذلك نجد أيضًا أن معلمنا لوقا ذكر أن تاريخ ميلاد السيد المسيح كان أيام هيرودس، وفي أيام تيباريوس، وفي أيام قيصر، أي ربطه بتواريخ ولاة المنطقة وقيصر في هذا الوقت.

 

29 فَحَتَمَ التَّلاَمِيذُ حَسْبَمَا تَيَسَّرَ لِكُلّ مِنْهُمْ أَنْ يُرْسِلَ كُلُّ وَاحِدٍ شَيْئًا، خِدْمَةً إِلَى الإِخْوَةِ السَّاكِنِينَ فِي الْيَهُودِيَّةِ.

 بداية خدمة العشوائيات:

· أول مرة بدأ ترتيب خدمة إخوة الرب، المجاعات، المحتاجين عامة، كانت في أصحاح 11 (ملحوظة: ترتبت خدمة المحتاجين جزئيًا وقت مشكلة الأرامل حين تم اختيار 7 شمامسة لهذه الخدمة)، حيث كان من المتوقع حدوث مجاعة، والمجاعة مركزها أورشليم واليهودية، أي سيعانى منها بالأكثر الكنيسة الأم.

· أي أن "كنيسة أنطاكية" في حكمة عندما علمت أن الآباء الرسل والكنيسة الأساسية في أورشليم سيأتي عليها مجاعة شديدة، بدأت في جمع التبرعات لإرسالها لكنيسة أورشليم. وهذا ما رواه القديس بولس في كورنثوس بالتفصيل، وقال أنهم كانوا يعطوا من أعوازهم وفوق طاقتهم.

(نص الجملة بالعامية: يعني عارفين اللي يطلع اللقمة من فمه ليعطيها لأخوه اللي ما شافهوش، عظمة الحته دي إن الناس دي ما شفوش بعض! كنيسة أنطاكية ما شافتش كنيسة أورشليم. وكان ممكن واحد يقولك أنا مالي هم يتصرفوا، يمكن المجاعة تيجي علينا! لكن ما كنش فيه التفكير ده، دول بالنسبة لهم الكنيسة الأم، اللي فيها القديسين الأوائل، اللي فيها المسيح بعضهم شافه بالجسد).

30 فَفَعَلُوا ذلِكَ مُرْسِلِينَ إِلَى الْمَشَايِخِ بِيَدِ بَرْنَابَا وَشَاوُلَ.

· أرسلت كنيسة أنطاكية تبرعاتها على يد برنابا وشاول، للمشايخ المسئولين عن الخدمة في أورشليم.

 

إلى هنا نكون قد انتهينا مما حدث في كنيسة أنطاكية، وفي أصحاح 12 سنتابع ما حدث في كنيسة أورشليم.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات سفر الأعمال: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/fr-dawood-lamey/acts-of-the-apostles/chapter-11.html

تقصير الرابط:
tak.la/kk4d5kr