St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   00-2-The-Passion-n-Resurrection
 

آلام المسيح والقيامة | دراسة في الأناجيل الأربعة - القمص أنطونيوس فكري

يوم الجمعة من أحداث أسبوع الآلام: 4- الاعتراف الحسن

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* الآلام وقيامة السيد المسيح في الأربعة أناجيل:
1- ملخص سريع للأعياد اليهودية
2- تحديد يوم الفصح في أسبوع آلام السيد المسيح
3- ترتيب أحداث أسبوع الآلام
4- يوم السبت من أحداث أسبوع الآلام
5- يوم الأحد من أحداث أسبوع الآلام | أحد الشعانين
6- يوم الاثنين من أحداث أسبوع الآلام
7-1- يوم الثلاثاء من أحداث أسبوع الآلام: 1- شجرة التين، سؤال الرؤساء عن سلطان يسوع | 2- ثلاثة أمثال إنذار | 3- أسئلة اليهود | 4- نطق المسيح بالويلات للكتبة والفريسيين | 5- فلسا الأرملة الفقيرة، رفض اليهود للمسيح | 6- خطاب المسيح عن خراب أورشليم وانقضاء الدهر
8- يوم الأربعاء من أحداث أسبوع الآلام
9-1- يوم الخميس من أحداث أسبوع الآلام: 1- العشاء الأخير | 2- خطب المسيح الوداعية | 3- مقارنة بين صلاة المسيح في (يو17) وبين صلاة بستان جثسيماني | 4- يسوع المسيح في بستان جثسيماني
10-1- يوم الجمعة من أحداث أسبوع الآلام: 1- تسليم يسوع والقبض عليه | 2- محاكمة المسيح أمام رؤساء كهنة اليهود | 3- المحاكمات المدنية للمسيح | 4- الاعتراف الحسن | 5- صلب يسوع المسيح | 6- أحداث ما بعد موت المسيح على الصليب | 7- دفن المسيح
11- يوم السبت من أحداث أسبوع الآلام، وفجر الأحد (القيامة)

الآيات (يو 18: 34-37): "أَجَابَهُ يَسُوعُ: «أَمِنْ ذَاتِكَ تَقُولُ هذَا، أَمْ آخَرُونَ قَالُوا لَكَ عَنِّي؟» أَجَابَهُ بِيلاَطُسُ: «أَلَعَلِّي أَنَا يَهُودِيٌّ؟ أُمَّتُكَ وَرُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ أَسْلَمُوكَ إِلَيَّ. مَاذَا فَعَلْتَ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا الْعَالَمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هذَا الْعَالَمِ، لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. وَلكِنِ الآنَ لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هُنَا». فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: «أَفَأَنْتَ إِذًا مَلِكٌ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «أَنْتَ تَقُولُ: إِنِّي مَلِكٌ. لِهذَا قَدْ وُلِدْتُ أَنَا، وَلِهذَا قَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ لأَشْهَدَ لِلْحَقِّ. كُلُّ مَنْ هُوَ مِنَ الْحَقِّ يَسْمَعُ صَوْتِي»."

(آية34): المسيح هنا يدعو بيلاطس أن يفرق بين ما يسمعه من اليهود الكاذبين وبين ما يشعر به هو في داخل نفسه. والمسيح بحسب التوراة سيكون ملكًا من نسل داود ولكن ليس ملكًا أرضيًا بل يملك على الأرواح والضمائر والقلوب، هو يملك في السماء، فإن كان بيلاطس يطلب الحق سيعرف أي نوع من الملك يملك المسيح. ولكن بمفهوم اليهود الغادر أن المسيح ملك سياسي فهذا يرفضه المسيح ويرفضه بيلاطس أيضًا. المسيح يُشهِدْ بيلاطس، هل سمع عنه ما يثبت هذه التهمة.

(آية35): واضح أن بيلاطس فهم درس المسيح ولكنه يلقي التهمة على اليهود.هنا يتضح أن بيلاطس يبحث عن الحق فعلًا ويشعر ببراءة المسيح وخبث اليهود. ولكنه يستهزئ باليهود بمعنى هل أنا يهودي حقير حتى أقول عنك أنك ملك. عجيب أن رئيس الكهنة يدبر المؤامرات ضد المسيح وبيلاطس الروماني يحاول إثبات براءته. ماذا فعلت = لماذا يكرهك اليهود هكذا بينما أنا أعلم أنهم يبحثون سرًا عن ملك ليثوروا ضد قيصر.

(آية36): هنا المسيح يشرح لبيلاطس أن مملكته سماوية وأنه لا ينافس قيصر ولكن اليهود لم يفهموه فكل فكرهم أرضى، ولم يقبلوا موضوع الملكوت السماوي. ولاحظ قول الرب الآن = والسبب كما قال القديس بولس الرسول أنه ليس الكل بعد قد خضع له الآن (عب2: 8). المسيح يملك الآن على قلوب من يؤمنوا به ويحبونه فملكوه على قلوبهم. ولكن في الدينونة سيملك على الكل، إما بالحب على من أحبوه. أو سيكون الباقين من أعدائه عند موطئ قدميه. هو الآن يؤسس ملكوته على من يؤمنوا به ويحبونه. وراجع أيضًا تفسير (1كو15: 24 - 28).

هو جاء صديقًا للجميع، وخدامه ليسوا من هذا العالم. وهذا القول أرجف بيلاطس. نرى أن يسوع حتى وهو في المحاكمة يبشر بمملكة الحق وملكوت الله. المسيح بهذا يثبت فكرة ملكه ولكن بفهم غير ما يفهم اليهود وكل العالم. فالعالم ورؤساء الكهنة يتصارعون على ملك العالم.

(آية37): أنت تقول = أنت تقول الحقيقة فأنا ملك لكن ما قاله بيلاطس لا يقبل النفي ولا يقبل الإيجاب. فالمسيح يرفض أن يكون ملكًا حسب ما يقول اليهود. وبيلاطس فهم ملك المسيح كما فهمه اليهود لذلك شرح المسيح له الحقيقة. وفيما يلي ما أسماه بولس الرسول الاعتراف الحسن (1تى13:6) وشمل عناصر الإيمان جميعًا. المسيح هنا ذكر بتلخيص شديد وعمق جوهر رسالته.

لهذا وُلدت أنا = فالمسيح وُلِدَ أي تجسد للملك. المسيح يشهد بهذا أمام ممثل أقوى دولة في العالم

لهذا أتيت إلى العالم = إذًا هو موجود قبل ميلاده، وهو ليس من هذا العالم ولكنه أتى وتجسد ليقيم مملكته التي لا تقام على أسس أرضية بل بسلطة وقوة سماوية.

الحق= الحقيقة الكلية هي المجال الذي يحيا ويعمل فيه المسيح، والمسيح يشهد للحق ليس كشيء خارج عنه بل هو يستعلن ذاته فهو الحق. هذا هو الاعتراف الحسن. المسيح أتى ليعلن الحق بعد أن تاه البشر في ضلال.

كل من هو من الحق= كل من أحب الحق وسار بحسب هداه سيسمع صوت المسيح ويفهمه ويصير له صوت المسيح حياة أبدية (يو24:5). وملخص الاعتراف الحسن:-

1-أن المسيح وُلد ليعُلن ملكوت الله بالحق الذي يقوله ويملكه ويملك عليه.

2-أنه نزل من السماء وأتى إلينا على الأرض ليؤسس ملكوت الحق.

3-كل من يسعى ويجد في أثر الحق يُستعلن له المسيح والحق والحياة. ولو كان بيلاطس يبحث عن الحق فعلًا لإستمع لصوت المسيح ولكانت له حياة. فكل من يبحث عن الحق يعطيه روح الله استنارة.

4- المسيح أتى ليؤسس مملكة الحق، وأسقط الملك السابق الذي هو الشيطان "رَأَيْتُ ٱلشَّيْطَانَ سَاقِطًا مِثْلَ ٱلْبَرْقِ مِنَ ٱلسَّمَاءِ" (لو18:10) + المسيح ربط الشيطان القوى، الملك السابق وحررنا من يده (مت12: 22-29). الشيطان كان رئيس هذا العالم (يو30:14) فهو ضلل البشر بمغريات هذا العالم الباطلة، فإنتشر الضلال. وإكتشف سليمان الحكيم هذا فقال عن العالم "باطل الأباطيل" (سفر الجامعة). وجاء المسيح الحق ليكشف بطلان هذه الأباطيل ويُكَوِّن مملكة الحق. وكل من هو من الحق سيقبل المسيح. وستكون هناك مملكتان، مملكة الحق، ومملكة الباطل.

 

آية (38): "قَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: «مَا هُوَ الْحَقُّ؟». وَلَمَّا قَالَ هذَا خَرَجَ أَيْضًا إِلَى الْيَهُودِ وَقَالَ لَهُمْ: «أَنَا لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً وَاحِدَةً."

لم يرفض بيلاطس كلام المسيح ولكنه لم يفهمه. ومعنى سؤال بيلاطس ما هو الحق = يحمل معنى اليأس في أن يجد إنسان الحق على الأرض، وهذا حق لأن الأرض زائلة، فكل ما هو متغير ليس بحق، أمّا الحق فيبقى للأبد (ايو19:5، 20). هو كقاض يعلم صعوبة الحكم بالحق، فالحق في العالم نسبي، كل إنسان يرى أن الحق في جانبه. ولماذا ييأس بيلاطس في أنه يجد الحق على الأرض؟ ببساطة لأنه لا يؤمن بالله ضابط الكل.
أما نحن المسيحيين، فنحن نفهم أن هناك حق مطلق هو الله وليس سواه. نحن نؤمن أن لنا إله هو ضابط الكل، وحتى لو أن الأمور تبدو أن الحق فيها مختفى، فنحن نثق أن الله له حكمة فيما يحدث. وتأمل الظلم الذي وقع على يوسف وأيوب وماذا كانت الحكمة من وراء ما حدث. الهنا قادر أن يخرج من الجافى حلاوة.

لكن عيب  بيلاطس أنه خرج دون أن يسمع إجابة السيد المسيح وكثيرين يعملون هكذا يصلون ويخرجون سريعًا دون أن يسمعوا الرد. ولكن بيلاطس أدرك الآن أنه أمام إنسان عظيم وليس مجرمًا، كان تأثير المسيح فيه قويًا فخرج ليبرأهُ بعد أن أدرك غش اليهود (مت18:27). عَلِمَ أنهم أسلموه حسدًا. وشهادة بيلاطس ببراءة المسيح، هي شهادة العالم بأن المسيح ليس فيه علة واحدة، إنما هو مات لأجلنا ولأجل كل العالم.

 

(الآيات39، 40): "وَلَكُمْ عَادَةٌ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ وَاحِدًا فِي الْفِصْحِ. أَفَتُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ مَلِكَ الْيَهُودِ؟». فَصَرَخُوا أَيْضًا جَمِيعُهُمْ قَائِلِينَ: «لَيْسَ هذَا بَلْ بَارَابَاسَ!». وَكَانَ بَارَابَاسُ لِصًّا."

St-Takla.org Image: Give us Barabbas. Charles Louis Muller. John 18:40 - from the Bible and Its Story book صورة في موقع الأنبا تكلا: أطلق لنا باراباس (بارباس)، رسم الفنان تشارلز لويس مولر - إنجيل يوحنا 18: 40 - من كتاب الكتاب المقدس وقصته

St-Takla.org Image: Give us Barabbas. Charles Louis Muller. John 18:40 - from the Bible and Its Story book

صورة في موقع الأنبا تكلا: أطلق لنا باراباس (بارباس)، رسم الفنان تشارلز لويس مولر - إنجيل يوحنا 18: 40 - من كتاب الكتاب المقدس وقصته

هنا يتضح ضمير اليهود السيئ. ملك اليهود = هنا بيلاطس يسخر من التهمة التي يحاولون إلصاقها بالمسيح، لأن بيلاطس برأه، فهو أيضًا برأه من تهمة أنه يدعى الملك وأنه ضد قيصر. وبيلاطس حاول أن يستعين بالشعب ضد رؤساء الكهنة فهو يعلم أن الشعب يريد ملكًا. ولكن كان هذا في رخاوة منه كوالٍ وكقاضي. فالشعب كان قد تلقن من رؤساء الكهنة ما يقولونه. فباراباس لن ينافسهم في مكاسبهم المادية أما المسيح فقد جذب منهم شعبهم.

 

الآيات (يو1:19-16):- "فَحِينَئِذٍ أَخَذَ بِيلاَطُسُ يَسُوعَ وَجَلَدَهُ. وَضَفَرَ الْعَسْكَرُ إِكْلِيلًا مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَأَلْبَسُوهُ ثَوْبَ أُرْجُوَانٍ، وَكَانُوا يَقُولُونَ:«السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!». وَكَانُوا يَلْطِمُونَهُ. فَخَرَجَ بِيلاَطُسُ أَيْضًا خَارِجًا وَقَالَ لَهُمْ:«هَا أَنَا أُخْرِجُهُ إِلَيْكُمْ لِتَعْلَمُوا أَنِّي لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً وَاحِدَةً». فَخَرَجَ يَسُوعُ خَارِجًا وَهُوَ حَامِلٌ إِكْلِيلَ الشَّوْكِ وَثَوْبَ الأُرْجُوانِ. فَقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ:«هُوَذَا الإِنْسَانُ!». فَلَمَّا رَآهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْخُدَّامُ صَرَخُوا قَائِلِينَ:«اصْلِبْهُ! اصْلِبْهُ!». قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ:«خُذُوهُ أَنْتُمْ وَاصْلِبُوهُ، لأَنِّي لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً». أَجَابَهُ الْيَهُودُ:«لَنَا نَامُوسٌ، وَحَسَبَ نَامُوسِنَا يَجِبُ أَنْ يَمُوتَ، لأَنَّهُ جَعَلَ نَفْسَهُ ابْنَ اللهِ». فَلَمَّا سَمِعَ بِيلاَطُسُ هذَا الْقَوْلَ ازْدَادَ خَوْفًا. فَدَخَلَ أَيْضًا إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَقَالَ لِيَسُوعَ:«مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟». وَأَمَّا يَسُوعُ فَلَمْ يُعْطِهِ جَوَابًا. فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: «أَمَا تُكَلِّمُنِي؟ أَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّ لِي سُلْطَانًا أَنْ أَصْلِبَكَ وَسُلْطَانًا أَنْ أُطْلِقَكَ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: « لَمْ يَكُنْ لَكَ عَلَيَّ سُلْطَانٌ الْبَتَّةَ، لَوْ لَمْ تَكُنْ قَدْ أُعْطِيتَ مِنْ فَوْقُ. لِذلِكَ الَّذِي أَسْلَمَنِي إِلَيْكَ لَهُ خَطِيَّةٌ أَعْظَمُ». مِنْ هذَا الْوَقْتِ كَانَ بِيلاَطُسُ يَطْلُبُ أَنْ يُطْلِقَهُ، وَلكِنَّ الْيَهُودَ كَانُوا يَصْرُخُونَ قَائِلِينَ:«إِنْ أَطْلَقْتَ هذَا فَلَسْتَ مُحِبًّا لِقَيْصَرَ. كُلُّ مَنْ يَجْعَلُ نَفْسَهُ مَلِكًا يُقَاوِمُ قَيْصَرَ!». فَلَمَّا سَمِعَ بِيلاَطُسُ هذَا الْقَوْلَ أَخْرَجَ يَسُوعَ، وَجَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّ الْوِلاَيَةِ فِي مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ «الْبَلاَطُ» وَبِالْعِبْرَانِيَّةِ «جَبَّاثَا». وَكَانَ اسْتِعْدَادُ الْفِصْحِ، وَنَحْوُ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ. فَقَالَ لِلْيَهُودِ:«هُوَذَا مَلِكُكُمْ!». فَصَرَخُوا: «خُذْهُ! خُذْهُ! اصْلِبْهُ!» قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «أَأَصْلِبُ مَلِكَكُمْ؟» أَجَابَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ:«لَيْسَ لَنَا مَلِكٌ إِلاَّ قَيْصَرَ!». فَحِينَئِذٍ أَسْلَمَهُ إِلَيْهِمْ لِيُصْلَبَ. فَأَخَذُوا يَسُوعَ وَمَضَوْا بِهِ. "

 

(آية1): "فَحِينَئِذٍ أَخَذَ بِيلاَطُسُ يَسُوعَ وَجَلَدَهُ."

بيلاطس هنا يريد أن يستدر عطف الشعب بأن يعاقب المسيح عقوبة شكلية ثم يطلقه. ولكن نلاحظ أن هذه العقوبة كانت دون حكم رسمي بل هي لإرضاء الشعب الهائج. ولكن بيلاطس دون يدري أكمل كأس آلام السيد التي تحملها عنا. وكل ما فعلوه بعد ذلك هو الهزء منه كملك. والمسيح قبل هذا الهزء ليعيد لنا كرامتنا. ولبس إكليل الشوك ليرد لنا إكليل المجد. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). والجلد كان عقوبة رهيبة وكان من يُجْلَدْ يسقط أمام قضاته كتلة من الدم واللحم الممزق. ويقال أن الجلد كان الساعة 9 صباحًا. وبهذا الجلد تغطى جسد المسيح بالدم من رأسه المغطى بالدم بسبب إكليل الشوك إلى قدميه، وكان جسده قد تغطى بالدم من قبلها حينما صار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض في بستان جثسيمانى. وكانوا يستخدمون سياطا للجلد من ثلاثة سيور وكل سير به قطع رصاص ذات أطراف مسننة (والتغطية بالدم هي الكفارة، فجسد المسيح هو كنيسته).

 

آية(2): "وَضَفَرَ الْعَسْكَرُ إِكْلِيلًا مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَأَلْبَسُوهُ ثَوْبَ أُرْجُوَانٍ،"

هنا نرى الاستهزاء بالمسيح كملك. وثوب الأرجوان خلعه عليه هيرودس استهزاء به. والشوك نتيجة للخطية (تك17:3، 18). وكان منظر المسيح وهو لابس إكليل الشوك هو منظر الإنسان المطرود من أمام وجه الله خارجًا من جنة عدن حاملًا اللعنة والشوك. كان الابن يهوه يشتهى هذا الإكليل ليخلص الإنسان "ليْتَ عَلَيَّ ٱلشَّوْكَ وَٱلْحَسَكَ فِي ٱلْقِتَالِ فَأَهْجُمَ عَلَيْهَا وَأَحْرِقَهَا مَعًا" (إش4:27).

 

آية(3): "وَكَانُوا يَقُولُونَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!». وَكَانُوا يَلْطِمُونَهُ."

St-Takla.org Image: March past of the Nazi stormtroopers with faszistischem greeting before their leader Adolf Hitler (right standing in the picture in the car) on the square in Weimar, October 1930, photo: Georg Pahl, from German Federal Archives صورة في موقع الأنبا تكلا: مسيرة أدولف هتلر أمام الجنود مع التحية الفاشية لهيتلر (وهو يقف في العربة)، في ميدان ويمار، أكتوبر 1930، تصوير جورج باهل، من الأرشيف الفدرالي الألماني

St-Takla.org Image: March past of the Nazi stormtroopers with faszistischem greeting before their leader Adolf Hitler (right standing in the picture in the car) on the square in Weimar, October 1930, photo: Georg Pahl, from German Federal Archives

صورة في موقع الأنبا تكلا: مسيرة أدولف هتلر أمام الجنود مع التحية الفاشية لهيتلر (وهو يقف في العربة)، في ميدان ويمار، أكتوبر 1930، تصوير جورج باهل، من الأرشيف الفدرالي الألماني

السلام يا ملك اليهود= هي التحية التي تقال للملوك. وأخذ منها كلمة السلام الملكي. فالسلام الملكي بالموسيقى هو تحية الملوك عوضًا عن أن يقولوا السلام للملك. وهي نفسها هايل سيزار ومنها أخذت التحية الألمانية "هايل هتلر Heil Hitler" فالسلام الملكي بالموسيقى صار عوضًا عن قولهم هايل سيزار.

 

آية(4): "فَخَرَجَ بِيلاَطُسُ أَيْضًا خَارِجًا وَقَالَ لَهُمْ: «هَا أَنَا أُخْرِجُهُ إِلَيْكُمْ لِتَعْلَمُوا أَنِّي لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً وَاحِدَةً»."

لقد حاول بيلاطس أن يوقظ الروح الإنسانية عند اليهود ولكنه فشل.ولكن استسلامه لليهود كان إدانة لهُ هو أيضًا.

 

آية(5): "فَخَرَجَ يَسُوعُ خَارِجًا وَهُوَ حَامِلٌ إِكْلِيلَ الشَّوْكِ وَثَوْبَ الأُرْجُوانِ. فَقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «هُوَذَا الإِنْسَانُ!»."

هوذا الإنسان= Ecce homo يقولها بيلاطس بعد أن رفع عنه كل كرامة ليظهره لليهود كإنسان ضعيف بلا ثوار يساندونه كملك، أو قالها ربما ليذكرهم بإنسانيتهم وأنه أخوهم في الإنسانية ليتنازلوا عن موضوع صلبه ولكن هذه الكلمة تشير للمسيح وقد أخلى ذاته آخذًا صورة عبد، بل حمل عار العبيد ومذلة البشر. هو الإنسان الكامل والنموذج السليم للإنسان حسب قصد الآب الذي بلا خطية لكنه صار ابن الإنسان الذي حمل خطايا الإنسان وعاره. وهو الإنسان المملوء نعمة وهو الإنسان الذي سيأتي يومًا في مجد الآب، ليس في صورة المصلوب المهان بل كديان الأرض كلها العادل. هو الإنسان الذي ليس مثله، ليس إنسانًا عاديًا. هو الإنسان محل الخلاف والقضية أيها اليهود. بل وحتى الآن. هي نبوة من بيلاطس دون أن يدري كما تنبأ قيافا دون أن يدري (يو50:11، 51).

 

آية(6): "فَلَمَّا رَآهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْخُدَّامُ صَرَخُوا قَائِلِينَ: «اصْلِبْهُ! اصْلِبْهُ!». قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «خُذُوهُ أَنْتُمْ وَاصْلِبُوهُ، لأَنِّي لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً»."

كان فعلًا لا بد للصلب أن يتم، ليتم الفداء فالصليب لعنة (تث21: 23) والمسيح بصلبه حمل اللعنة عنا. ونرى حتى هذه اللحظة أن بيلاطس غير موافق على الصلب. وبذلك حمَّل بيلاطس اليهود دم المسيح (أع13:3-15). ولكن خطأ بيلاطس أنه فَضَّل موت المسيح وهو يعلم ببراءته حتى لا يحدث اضطراب سياسي أو تُشَوَّهْ صورته لدى قيصر.

 

St-Takla.org Image: Behold the man (Ecce Homo: what Pilate said while Jesus Christ was wearing the crown of thorns and the purple robe.) (John 19:5), oil on canvas, between 1639-1640, painting by Guido Reni (1575–1642) - Height: 60 cm (23.6 in); Width: 45 cm (17.7 in) - The Louvre Museum (Musée du Louvre), Paris, France - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 11-12, 2014 صورة في موقع الأنبا تكلا: هوذا الإنسان (انظروا الرجل: قول بيلاطس عن السيد المسيح يسوع وهو حامل إكليل الشوك وثوب الأرجوان) (يوحنا 19: 5)، زيت على قماش، في الفترة ما بين 1639-1640، رسم الفنان جويدو ريني (1575–1642)، مقاس 60×45 سم. - صور متحف اللوفر (اللوڤر)، باريس، فرنسا - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 11-12 أكتوبر 2014

St-Takla.org Image: Behold the man (Ecce Homo: what Pilate said while Jesus Christ was wearing the crown of thorns and the purple robe.) (John 19:5), oil on canvas, between 1639-1640, painting by Guido Reni (1575–1642) - Height: 60 cm (23.6 in); Width: 45 cm (17.7 in) - The Louvre Museum (Musée du Louvre), Paris, France - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 11-12, 2014

صورة في موقع الأنبا تكلا: هوذا الإنسان (انظروا الرجل: قول بيلاطس عن السيد المسيح يسوع وهو حامل إكليل الشوك وثوب الأرجوان) (يوحنا 19: 5)، زيت على قماش، في الفترة ما بين 1639-1640، رسم الفنان جويدو ريني (1575–1642)، مقاس 60×45 سم. - صور متحف اللوفر (اللوڤر)، باريس، فرنسا - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 11-12 أكتوبر 2014

آية(7): "أَجَابَهُ الْيَهُودُ: «لَنَا نَامُوسٌ، وَحَسَبَ نَامُوسِنَا يَجِبُ أَنْ يَمُوتَ، لأَنَّهُ جَعَلَ نَفْسَهُ ابْنَ اللهِ»."

اليهود هنا يرفضون المساومة مع بيلاطس رفضًا تامًا. ومعنى كلامهم أن حكمهم على المسيح هو حكم إلهي وما على بيلاطس سوى التنفيذ. واليهود هنا أظهروا للوالي الوثني معتقداتهم الدينية لعله يقبل بصلبه أي لو وجدته أنت بريئًا من الناحية المدنية فهو من ناحية ديننا فهو محكوم عليه. ولكن ذكرهم أنه ابن الله أتى بأثر عكسي إذ خاف منه بيلاطس.

 

آية(8): "فَلَمَّا سَمِعَ بِيلاَطُسُ هذَا الْقَوْلَ ازْدَادَ خَوْفًا."

لقد أحس بيلاطس بالرهبة في حديثه أولًا مع المسيح حين ذكر أصله الإلهي، والآن يزداد خوفًا حينما يسمع أن المسيح هو ابن الله. وبحسب فكر بيلاطس الروماني أنه بدأ يدخل حربًا مع الآلهة. فالرومان يعتقدون أن الآلهة يمكن أن تتجسد وتنزل وسط الناس.

 

آية(9): "فَدَخَلَ أَيْضًا إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَقَالَ لِيَسُوعَ: «مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟». وَأَمَّا يَسُوعُ فَلَمْ يُعْطِهِ جَوَابًا."

من أين أنت= يقصد هل أصلك سماوي أم أرضي. والمسيح لم يرد فبيلاطس لن يفهم لأن مفاهيم بيلاطس عن البنوة لله مأخوذة من الأساطير اليونانية. فهو لن يفهم قطعًا ما هو المقصود. فإن كان اليهود وعندهم النبوات لم يفهموا، أفسوف يفهم بيلاطس.

 

الآيات(10، 11): "فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: «أَمَا تُكَلِّمُنِي؟ أَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّ لِي سُلْطَانًا أَنْ أَصْلِبَكَ وَسُلْطَانًا أَنْ أُطْلِقَكَ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: « لَمْ يَكُنْ لَكَ عَلَيَّ سُلْطَانٌ الْبَتَّةَ، لَوْ لَمْ تَكُنْ قَدْ أُعْطِيتَ مِنْ فَوْقُ. لِذلِكَ الَّذِي أَسْلَمَنِي إِلَيْكَ لَهُ خَطِيَّةٌ أَعْظَمُ»."

المسيح هنا يشرح لبيلاطس من أين يستمد سلطانه، فهو يصحح معلومات بيلاطس. هنا المسيح يشرح لبيلاطس أن الله هو ضابط الكل، وأن أي شيء يصيبنا هو بسماح من الله وليس بسبب سلطان الرؤساء. فنحن في يد الله ولسنا في يد إنسان. فالله هو الذي أعطى السلطان للرؤساء [رو1:13+أع23:2+26:4-28]. وإن هذا ليشعرنا بمنتهى الاطمئنان. "التقليد القبطي يقول أن بيلاطس وزوجته صارا مسيحيين واستشهدا".

لهُ خطية أعظم= فبيلاطس أخطأ لأنه استخدم القانون المدني لقتل المسيح خوفًا. ولكن رؤساء الكهنة خطيتهم أعظم إذ هم استخدموا الناموس الإلهي في تلفيق تهمة ضد المسيح، فهم خطيتهم تعتبر قتل مع سبق الإصرار والتعمد.

 

آية(12): "مِنْ هذَا الْوَقْتِ كَانَ بِيلاَطُسُ يَطْلُبُ أَنْ يُطْلِقَهُ، وَلكِنَّ الْيَهُودَ كَانُوا يَصْرُخُونَ قَائِلِينَ: «إِنْ أَطْلَقْتَ هذَا فَلَسْتَ مُحِبًّا لِقَيْصَرَ. كُلُّ مَنْ يَجْعَلُ نَفْسَهُ مَلِكًا يُقَاوِمُ قَيْصَرَ!»."

رد المسيح على بيلاطس جعله يزداد خوفًا، وكان يريد إطلاقه، وهنا يتمسح رئيس الكهنة بقيصر، فإن رفض بيلاطس قتل المسيح يلصق به تهمة خيانة قيصر. ورئيس الكهنة بفعلته هذه ترك الله ليذهب لأوثان قيصر. في لحظة إنقلب هؤلاء اليهود المتعصبون للناموس إلى رومان متعصبين لقيصر. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). محبًا لقيصر= كان هذا لقب الضباط العظام الذين يقومون بأعمال جليلة لحساب الإمبراطورية. واللقب المضاد "ليس محبًا لقيصر" يشير للخيانة وهذا ما قالوه لبيلاطس يقاوم قيصر. وكان طيباريوس قيصر سامعًا للوشايات يلقي بمَن يتهم بأنه ضده مع المنبوذين ويرفع من يسمع عنهم أنهم يحبونه. لذلك خاف بيلاطس أن تصل هذه التهمة لطيباريوس. "ويقول يوسيفوس أن بيلاطس وُشى به بعد ثلاث سنوات عند طيباريوس فعزله فإنتحر يأسًا". ومن المنطقي أن المؤرخ اليهودي يكتب أنه إنتحر إذا كان قد استشهد بحسب التقليد القبطي.

ولاحظ أن السنهدريم حاكموا المسيح بتهمة دينية بأنه ادعى أنه ابن الله. ولما ذهبوا لبيلاطس اتهموه بتهمة مدنية أنه ضد قيصر ويمنع دفع الجزية (لو2:23). ولماّ برأه بيلاطس من هذه التهمة (لو14:23) بل وهيرودس (لو15:23) غيروا التهمة أمام بيلاطس إلى تهمة دينية مرة أخرى (يو7:19). وحاول بيلاطس إطلاقه إذ شعر بزيف التهمة. فغير اليهود كلامهم ثانية أن يسوع يقاوم قيصر (يو12:19). ما يحدث هو تلفيق تهم ضد المسيح لقتله بأي وسيلة.

 

St-Takla.org Image: Ecce Hommo (Behold the Man): Pontius Pilate presenting a scourged Christ to the people (John 19:5), Pilate's wife, on the right, is holding another woman for support. She can't even bear to look at what's happening. Before this all began she told her husband not to harm Jesus because she had dreamed about Him (image 2) - painting by Antonio Ciseri, oil on canvas, 1871, Galleria d'arte moderna- Gallery of Modern Art at the Pitti Palace (The Palazzo Pitti), Florence (Firenze), Italy. - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 2-3, 2014. صورة في موقع الأنبا تكلا: هوذا الرجل (هوذا الإنسان): بيلاطس البنطي يقدم المسيح المعذب للشعب (يوحنا 19: 5)، وتظهر امرأة بيلاطس على اليمين مستندة على سيدة أخرى، ولا تستطيع النظر لما يحدث. حيث أخبرت زوجها بألا يضر يسوع لأنها حلمت بذلك (صورة 2) - رسم الفنان أنطونيو سيسيري، زيت على قماش، 1871 م. - صور معرض الفنون الحديثة في قصر بيتي، فلورنسا (فيرينزي)، إيطاليا. - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 2-3 أكتوبر 2014.

St-Takla.org Image: Ecce Hommo (Behold the Man): Pontius Pilate presenting a scourged Christ to the people (John 19:5), Pilate's wife, on the right, is holding another woman for support. She can't even bear to look at what's happening. Before this all began she told her husband not to harm Jesus because she had dreamed about Him (image 2) - painting by Antonio Ciseri, oil on canvas, 1871, Galleria d'arte moderna- Gallery of Modern Art at the Pitti Palace (The Palazzo Pitti), Florence (Firenze), Italy. - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 2-3, 2014.

صورة في موقع الأنبا تكلا: هوذا الرجل (هوذا الإنسان): بيلاطس البنطي يقدم المسيح المعذب للشعب (يوحنا 19: 5)، وتظهر امرأة بيلاطس على اليمين مستندة على سيدة أخرى، ولا تستطيع النظر لما يحدث. حيث أخبرت زوجها بألا يضر يسوع لأنها حلمت بذلك (صورة 2) - رسم الفنان أنطونيو سيسيري، زيت على قماش، 1871 م. - صور معرض الفنون الحديثة في قصر بيتي، فلورنسا (فيرينزي)، إيطاليا. - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 2-3 أكتوبر 2014.

آية(13): "فَلَمَّا سَمِعَ بِيلاَطُسُ هذَا الْقَوْلَ أَخْرَجَ يَسُوعَ، وَجَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّ الْوِلاَيَةِ فِي مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ «الْبَلاَطُ» وَبِالْعِبْرَانِيَّةِ «جَبَّاثَا»."

بيلاطس أدرك خطة اليهود الخبيثة ضده فلم يجازف بحياته بل ضحى بالمسيح وكان شعاره فلأحيا أنا وليمت المسيح. جلس على كرسي الولاية = لينطق بحكم الصلب ضد المسيح. جبّاثا= البلاط= هو رصيف مرتفع مرصوف بقطع بلاط مرمر يتبع البيت وهو مرتفع مستدير ليراه كل الواقفين. يقع بين قلعة أنطونيا وبين الهيكل. وكان يجلس عليه الوالي وقت إصدار الأحكام.

 

آية(14): "وَكَانَ اسْتِعْدَادُ الْفِصْحِ، وَنَحْوُ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ. فَقَالَ لِلْيَهُودِ: «هُوَذَا مَلِكُكُمْ!»."

هنا يحدد يوحنا يوم الحكم= استعداد الفصح وساعة الحكم= السادسة= أنظر موضوع الساعة السادسة فيما يلي. ويوم الجمعة عمومًا ما يسمى الاستعداد للسبت ولكن هذه الجمعة اسمها بالذات استعداد الفصح لأن الفصح كان يوم السبت لذلك سمى هذا السبت عظيمًا (آية31) هوذا ملككم= هنا بيلاطس يسخر من اليهود. ولكنه دون أن يدري يسجل الحقيقة.

 

آية(15): "فَصَرَخُوا: «خُذْهُ! خُذْهُ! اصْلِبْهُ!» قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «أَأَصْلِبُ مَلِكَكُمْ؟» أَجَابَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ: «لَيْسَ لَنَا مَلِكٌ إِلاَّ قَيْصَرَ!»."

هم يريدون أن يتخلصوا من المسيح الذي يبكتهم. أأصلب ملككم= فيها أيضًا سخرية من بيلاطس، فاليهود ملكهم هو الله. ولكنهم بلعوا السخرية بل زادوها بقولهم ليس لنا ملك إلاّ قيصر= ولنلاحظ أن الذي قال ذلك ليس الشعب إنما رؤساء الكهنة وقارن مع (يو33:8). نجدهم هنا وقد طمسوا معالم إيمانهم بل لقد جدّفوا. والله استمع لما طلبوه فملًّك عليهم قيصر فأذلهم بل أحرقهم وأحرق دولتهم واستعبدهم وشتتهم في كل الأرض "مخيف هو الوقوع في يدي الله الحي" (عب31:10) ولكن لنلاحظ أن الله استخدم والٍ وثني ليسمع اليهود ورؤساء كهنتهم كلام حق.

 

آية(16): "فَحِينَئِذٍ أَسْلَمَهُ إِلَيْهِمْ لِيُصْلَبَ. فَأَخَذُوا يَسُوعَ وَمَضَوْا بِهِ."

حسب القانون الروماني كان يتحتم أن يمر يومان على الأقل بين صدور الحكم بالإعدام ويوم تنفيذه. بل في أيام طيباريوس قيصر صارت المدة عشرة أيام، لعله يظهر دليل براءة للمتهم فلا يتم التنفيذ. ولكن عمومًا لم يراعي أحد القوانين في هذه القضية فاليهود متشوقين لقتله سريعًا خوفًا من تردد بيلاطس. هم حسبوا أن بيلاطس قد يأمر ثانية بإطلاق سراحه. وجنود الرومان ملهوفين على ذلك بدافع غطرستهم وتعصبهم لجنسهم (مزمور1:2، 2) ومع أن الذي قام بالصلب عساكر الرومان قيل اسلمه إليهم ليصلب فمسئولية الصلب واقعة على اليهود حتمًا.

 

* انظر أيضًا: نص قراءات أسبوع الآلام.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament/Father-Antonious-Fekry/00-2-The-Passion-n-Resurrection/Alaam-El-Masi7-Wal-Kyama__01-Chapter-10-04.html

تقصير الرابط:
tak.la/4n5bvw5