هناك رأيين في تحديد يوم الفصح في أسبوع آلام السيد المسيح:-
الأول: أنه كان يوم الخميس. وأن يوم الخميس في ذلك الأسبوع كان يوم 14 نيسان في تلك السنة. وأصحاب هذا الرأي هم الكنيسة الكاثوليكية وبحسب هذا الرأي يقولون أن السيد المسيح احتفل بالفصح مع تلاميذه يوم الخميس مساءً ثم أسس سر الإفخارستيا. ولما كان بحسب الطقس اليهودي أنه يمنع استخدام الفطير ابتداء من هذه الليلة ولمدة أسبوع، فهم يستخدمون الفطير في سر الإفخارستيا إستنادًا على أن المسيح استخدم الفطير. وهم يستندون في ذلك على ما جاء في أناجيل متى ومرقس ولوقا. "وفي أول أيام الفطير" تقدم التلاميذ إلى يسوع قائلين له أين تريد أن نعد لك لتأكل الفصح (مت17:26-19+ مر12:14+ لو7:22، 8). ويستندون على قول متى ومرقس وفي أول أيام الفطير. وعلى قول لوقا وجاء يوم الفطير.
الثاني: أن يوم الفصح كان يوم الجمعة 14 نيسان أي أن اليهود صلبوا المسيح وذهبوا ليأكلوا الفصح. وبالتالي كان يوم الخميس هو 13 نيسان قبل الفصح، ويكون ما قدّمه المسيح في سر الإفخارستيا هو خبز مختمر وليس فطيرًا. وهذا الرأي هو رأي كنيستنا الأرثوذكسية والدليل على ذلك:
1. (يو1:13-27)
أما يسوع قبل عيد الفصح.. ثم يذكر حادثة غسل الأرجل فهنا يصرح يوحنا بأن العشاء الرباني وغسل الأرجل كانا قبل الفصح.2. (يو1:12-13)
ثم قبل الفصح بستة أيام أتى يسوع.. عشاء بيت عنيا فهذا العشاء كان قبل الفصح بستة أيام. وهذا العشاء كان يوم السبت لأن في آية (12) يقول وفي الغد (أي الأحد) دخل يسوع أورشليم يوم أحد الشعانين. وبالتالي يكون الفصح قد تحدد أنه يوم الجمعة.3. (يو28:18) ثم جاءوا بيسوع من عند قيافا إلى دار الولاية..
ولم يدخلوا هم لئلا يتنجسوا فيأكلون الفصح. إذًا اليهود لم يدخلوا دار الولاية صباح الجمعة لئلا يتنجسوا لأن الذي يأكل الفصح يجب أن يكون طاهرًا (عد6:9-11). وهذا يدل أن فصح اليهود لم يكن قد بدأ في يوم الجمعة صباحًا وكانوا سيأكلونه مساءً.(مت62:27-64)
وفي الغد الذي بعد الاستعداد..4. (مر42:15، 43) ولما كان المساء إذ كان الاستعداد
(لو54:23) وكان يوم الاستعداد والسبت يلوح.
فما هو هذا الاستعداد؟ هو الاستعداد للفصح كما أوضحه (يو13:19، 14، 42).
5. أحداث شراء
اليهود ورؤساء الكهنة لحقل الفخاري (مت2:27-7). وشراء يوسف الكتان لتكفين المسيح (مر46:15+ لو53:23) وتسخير سمعان القيرواني ليحمل صليب المسيح (مر21:15+ لو26:23) لا يمكن أن تتم ويكون الفصح قد دخل ففي الفصح يمتنع البيع والشراء والتسخير. وكذلك نسمع أن سمعان القيرواني كان آتيًا من الحقل وهذا لا يجوز في الفصح.6. (يو31:19)..
لأن يوم ذلك السبت كان عظيمًا.. فالسبت كان عظيمًا بسبب وقوع الفصح فيه. وفي هذه الآية أيضًا نرى أن عصر الجمعة حين موت المسيح على الصليب كان استعداد الفصح لا يوم الفصح.7. (مت15:27-26+ مر6:15، 15+ لو17:23) نرى فيها أن بيلاطس كان يطلق لليهود أسيرًا في العيد وأنه
أطلق باراباس لهم يوم الجمعة ومن هذا نفهم أن الفصح لم يكن قد حل بعد. فالعادة أن يطلق الأسير قبل أن يحل يوم الفصح.8. (يو27:13-29). بعد اللقمة دخله الشيطان.. يسوع قال له
اشتر ما نحتاج إليه للعيد. فواضح أن وقت تأسيس سر العشاء الرباني لم يكن الفصح قد حل بعد.9. (مت3:26-5+ مر1:14، 2) نرى هنا أن رؤساء الكهنة اهتموا بأن
يتم صلب المسيح قبل العيد لئلا يقع شغب في الشعب المجتمع من كل ناحية.10. الكلمة المستخدمة
في الأناجيل عن الخبز هي آراطوس ἄρτον [أرتون] وتشير للخبز المُخْتَمِر (مر22:14).11. إن سر الإفخارستيا لم يتمم منذ الأزمنة الرسولية إلاّ بخبز مختمر.
الرد على الرأي الأول:
من يقول أن الفصح كان يوم الخميس يستند على قول متى ومرقس "وفي أول أيام الفطير. وقول لوقا وجاء يوم الفطير. وقول لوقا يسهل الرد عليه فهو لا يعني سوى ولما اقترب يوم الفطير فالأمور المقرر وقوعها في وقت معين يقال عنها جاءت أو بلغت إذا كان الوقت قريبًا جدًا. ويكون ما قصده لوقا أن الفصح صار قريبًا على الأبواب.
أما قول متى ومرقس وفي أول أيام الفطير. نجد أن كلمة أول باليونانية هي "بروتي" πρώτα وتعريبها أول ولكنها تعني أيضًا قبل. ويحدث هذا في لغتنا العربية أن كلمة أول تعني قبل (مثال أول من أمس= قبل أمس) وبهذا يصبح قول متى ومرقس بحسب هذا المفهوم "وقبل الفطير.. " والفصح الذي أراده مخلصنا هو ليس الفصح اليهودي بل هو الفصح الجديد. الذي قال عنه شهوة اشتهيت أن آكل هذا الفصح معكم قبل أن أتألم (لو15:22) والذي قال عنه "هذا هو دمي الذي للعهد الجديد" (مت28:26). فهل كان السيد يشتهي أن يأكل الفصح اليهودي، وهو قد أكله معهم مرات من قبل؟! بل هو كان يشتهي أن يعطيهم جسده ودمه فصحًا جديدًا بعهد جديد ليوحدهم به ويكون لهم حياة، بل يشتهي أن يكمل هذا بوصولهم للسماء [لو14: 25] بالقطع فالمسيح كان لا يشتهي أن يذكر الخروج من مصر أو يأكل لحم خراف، بل هو يريد أن يعطي تلاميذه سر الحياة جسده ودمه مأكل حق ومشرب حق (يو55:6). هو اشتهى أن يكشف لتلاميذه سر الفصح الكبير الحقيقي.
* مما سبق نرى تطابق رائع بين الأعياد اليهودية وما حدث في هذا الأسبوع:-
فالمسيح دخل أورشليم مع اختيارهم لخروف الفصح وصُلِبَ مع ذبحهم لخروف الفصح وقام يوم الباكورة فهو باكورتنا. والروح القدس حلّ يوم الخمسين يوم عيد الحصاد، يوم تأسست الكنيسة وآمن 3000 بعظة واحدة لبطرس.
* انظر أيضًا: دلال أسبوع الآلام.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/48cfmrk