(مت30:26، 36-46 + مر26:14، 32-42 + لو39:22-46 + يو1:18):-
الآيات (مت30:26):- " ثُمَّ سَبَّحُوا وَخَرَجُوا إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ."
الآيات (مت36:26- 46):- "حِينَئِذٍ جَاءَ مَعَهُمْ يَسُوعُ إِلَى ضَيْعَةٍ يُقَالُ لَهَا جَثْسَيْمَانِي، فَقَالَ لِلتَّلاَمِيذِ:«اجْلِسُوا ههُنَا حَتَّى أَمْضِيَ وَأُصَلِّيَ هُنَاكَ». ثُمَّ أَخَذَ مَعَهُ بُطْرُسَ وَابْنَيْ زَبْدِي، وَابْتَدَأَ يَحْزَنُ وَيَكْتَئِبُ. فَقَالَ لَهُمْ:«نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدًّا حَتَّى الْمَوْتِ. اُمْكُثُوا ههُنَا وَاسْهَرُوا مَعِي». ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلًا وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ، وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلًا: «يَا أَبَتَاهُ، إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسُ، وَلكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ». ثُمَّ جَاءَ إِلَى التَّلاَمِيذِ فَوَجَدَهُمْ نِيَامًا، فَقَالَ لِبُطْرُسَ: «أَهكَذَا مَا قَدَرْتُمْ أَنْ تَسْهَرُوا مَعِي سَاعَةً وَاحِدَةً؟ اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ». فَمَضَى أَيْضًا ثَانِيَةً وَصَلَّى قَائِلًا:«يَا أَبَتَاهُ، إِنْ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسُ إِلاَّ أَنْ أَشْرَبَهَا، فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ». ثُمَّ جَاءَ فَوَجَدَهُمْ أَيْضًا نِيَامًا، إِذْ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ ثَقِيلَةً. فَتَرَكَهُمْ وَمَضَى أَيْضًا وَصَلَّى ثَالِثَةً قَائِلًا ذلِكَ الْكَلاَمَ بِعَيْنِهِ. ثُمَّ جَاءَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ لَهُمْ:«نَامُوا الآنَ وَاسْتَرِيحُوا! هُوَذَا السَّاعَةُ قَدِ اقْتَرَبَتْ، وَابْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي الْخُطَاةِ. قُومُوا نَنْطَلِقْ! هُوَذَا الَّذِي يُسَلِّمُني قَدِ اقْتَرَبَ!». "
الآيات (مت30:26+36):-" ثُمَّ سَبَّحُوا وَخَرَجُوا إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ." + " حِينَئِذٍ جَاءَ مَعَهُمْ يَسُوعُ إِلَى ضَيْعَةٍ يُقَالُ لَهَا جَثْسَيْمَانِي، فَقَالَ لِلتَّلاَمِيذِ:«اجْلِسُوا ههُنَا حَتَّى أَمْضِيَ وَأُصَلِّيَ هُنَاكَ»."
الآيات (30، 36): "ثُمَّ سَبَّحُوا وَخَرَجُوا إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ.. حِينَئِذٍ جَاءَ مَعَهُمْ يَسُوعُ إِلَى ضَيْعَةٍ يُقَالُ لَهَا جَثْسَيْمَانِي، فَقَالَ لِلتَّلاَمِيذِ: «اجْلِسُوا ههُنَا حَتَّى أَمْضِيَ وَأُصَلِّيَ هُنَاكَ»."
سبحوا= كان اليهود معتادين أن يسبحوا بالمزمورين (مز 115، 116) في نهاية أكلهم الفصح وهنا هم قدموا تسابيح بعد تناولهم سر الشكر. وهذا ما تعمله الكنيسة أثناء التوزيع أنها تسبح بـ(المزمور 150).
جثسيماني= كلمة أرامية تعني معصرة زيت، وهي كانت في بستان للزيتون على جبل الزيتون، وغالبًا كان يملكه مارمرقس. وكان هذا البستان مفضلًا عند الرب يسوع ليجتمع فيه مع تلاميذه للصلاة والتعليم. ولقد أتى السيد مع تلاميذه إلى هذا المكان كمن يدخل بإرادته إلى المعصرة، ولقد رآه إشعياء بروح النبوة يجتاز المعصرة الحقة (أش1:63-3). رآه إشعياء يجتاز المعصرة وحده. وإن كان يسوع يصلي في ضيقته فكم بالأولى نحتاج نحن إلى الصلاة في ضيقاتنا فيسندنا الله.
الآيات (37، 38): "ثُمَّ أَخَذَ مَعَهُ بُطْرُسَ وَابْنَيْ زَبْدِي، وَابْتَدَأَ يَحْزَنُ وَيَكْتَئِبُ. فَقَالَ لَهُمْ: «نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدًّا حَتَّى الْمَوْتِ. اُمْكُثُوا ههُنَا وَاسْهَرُوا مَعِي»."
بطرس وإبني زبدي
= هم رأوه أيضًا في حالة التجلي، فمن رأى التجلي يكون مستعدًا أن يعاين الآلام دون أن يشك. يحزن ويكتئب= ليس خوفًا من الآلام الجسدية وإنما لأجل ثقل الخطية التي لا يقبلها ولا يطيقها، والموت الذي كان مقبلا عليه وهو ضد طبيعته، فهو الحياة، بل بحسب الناموس كان الموت نجاسة، وخيانة البشر وكراهيتهم له وهذا ضد طبيعته فهو المحبة. ولكنه أتى ليحمل خطايانا ويميتها بموته. نفسي حزينة جدًا حتى الموت= هو كإنسان احتاج لمعونة تسنده لذا ظهر له ملاك يقويه. ونرى أن تلاميذه لم يستطيعوا حتى أن يشاركوه في أحزانه وصلاته بل ناموا.. حقًا لقد جاز المعصرة وحده. وشدة الحزن قد تؤدي للموت فعلًا.
آية (39): "ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلًا وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ، وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلًا: «يَا أَبَتَاهُ، إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسُ، وَلكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ»."
لماذا كان المسيح يُصَلِّي؟ وهل يحتاج المسيح للصلاة؟
حقاً كان المسيح يعطي التلاميذ مِثالًا ليعرفوا ماذا يفعلون في الضيقات والتجارب التي ستأتي عليهم وأنهم بالصلاة يستمدون قوة من الله تسندهم فلا يضعفوا وينكروا الإيمان. لكننا نلاحظ أن المسيح كان يصلي كثيرًا فلماذا؟ أليس هو ابن الله وهو واحد مع الآب؟ هذا حقيقي، ولكن المسيح تجسد وتأنس وشابهنا في كل شيء ما خلا الخطية وحدها. وكإنسان جاع وعطش وحزن وتألم وبكى وصرخ على الصليب (عب5 : 7). وفي ضيقته صلى في بستان جثسيماني طالبا معونة، إذ أن اللاهوت لم يسانده وكان ما يحصل عليه، كان يحصل عليه كإنسان. بل حين صلَّى المسيح كانت صلاته بجهاد وحرارة شديدة وليست صلاة تعليمية للرسل "وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ، وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ" (لو44:22). وعند إختيار تلاميذه صلى قبل أن يختار تلاميذه، بل قضى الليل كله في الصلاة (لو6 : 12 ، 13). وكان يصلي في موضع ورآه تلاميذه ورأوا نورانيته حينما كان يصلي، فطلبوا منه أن يعلمهم الصلاة ليكونوا مثله (لو11 : 1). وكان يُصلي قبل التجلي "وَبَعْدَ هَذَا ٱلْكَلَامِ بِنَحْوِ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ، أَخَذَ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا وَيَعْقُوبَ وَصَعِدَ إِلَى جَبَلٍ لِيُصَلِّيَ. وَفِيمَا هُوَ يُصَلِّي صَارَتْ هَيْئَةُ وَجْهِهِ مُتَغَيِّرَةً، وَلِبَاسُهُ مُبْيَضًّا لَامِعًا" (لو29،28:9) فهو يصلي ليحدث التجلي. وقبل أن يسأل تلاميذه على ما يقوله الناس عنه، كان يصلي ليفتح الله عين بطرس ويُعَرِّفَه الآب أنه المسيح إبن الله الحي. "وَفِيمَا هُوَ يُصَلِّي عَلَى ٱنْفِرَادٍ كَانَ ٱلتَّلَامِيذُ مَعَهُ. فَسَأَلَهُمْ قَائِلًا: مَنْ تَقُولُ ٱلْجُمُوعُ أَنِّي أَنَا؟... أَجَابَ بُطْرُسُ وَقَالَ: مَسِيحُ ٱللهِ" (لو9: 18-20). إذاً المسيح كان يُصلي ليأخذ من الآب حكمة وقوة. وهذا صار لحسابنا، فَمَنْ يصلي يأخذ من الآب كما أخذ المسيح قوة وحكمة.... إلخ.
إن إرادة الآب وإرادة الابن واحدة فهما روح واحد، ولكنه جاء نيابة عنا نحن الذين رفضنا إرادة الله فخضع للصليب بسرور من أجل الطاعة للآب. وفي نفس الوقت كان المسيح يريد ذلك. ونرى في كلام المسيح أنه يعلن إرادة الآب المحب (يو16:3). لماذا طلب المسيح أن تعبر عنه الكأس [1] هل خاف؟ [2] هل هو لا يعلم أنه سيقوم؟ [3] هل إرادته غير الآب؟
1) لقد سلَّم المسيح نفسه بإرادته، فهو كان يمكنه الهرب وقت أن سقط الجند عند قوله أنا هو (يو6:18)، بل هو كان في إمكانه أن يؤذيهم كما سبق وفعل بشجرة التين بل هو قال لتلاميذه "قد اقترب الذي يسلمني" فلو أراد الهرب لهرب. وكان يمكنه أن يجتاز كما اجتاز من قبل دون أن يمسه أحد (لو29:4، 30+ لو53:22+ يو10:10+ في6:2-8+ يو17:10+ يو1:17+ مت21:16-23+ مت46:21+ يو44:7+ يو59:8) بل هو ثبت وجهه لينطلق إلى أورشليم حين تمت الأيام لارتفاعه (لو51:9). من هنا نفهم أنه لم يخاف الموت. وهناك من يسأل لماذا ذهب إلى بستان جثسيماني في جبل الزيتون ألا يعتبر هذا هروبًا؟ والإجابة أن اليهود كانوا لا يريدون إلقاء الأيدي عليه وسط المدينة حتى لا يحدث شغب كثير بسببه. والدليل أن يهوذا كان يريد أن يسلمه خارجًا عن الجمع، والمسيح كان يعلم أن يهوذا كان عارفًا بأنه يذهب إلى بستان جثسيماني (يو2:18). ولو حدث قتل وشغب لكان هذا دليلًا لليهود أن بسببه صار شغب وقتل وبالتالي فهو يستحق الموت، وتكون حجتهم أنهم قتلوه ليمنعوا الشغب. وهو ذهب للبرية أيضًا ليعطي فرصة لتلاميذه أن يهربوا بعد إلقاء القبض عليه (يو8:18، 9). فكان التلاميذ في ضعفهم سينكرون الإيمان كلهم كما فعل بطرس، فضلًا عن أن السيد كان قد اعتاد أن يصلي في البرية وهو لم يرد أن يصلي في العلية فيسمعونه، أي تلاميذه. ولو حدث القبض عليه في المدينة فسيدافع عنه أحباؤه، وهو لا يريد لأحد أن يدافع عنه. فهو يسلم نفسه بإرادته ولا يريد كرامة بشرية من أحد، كما أنه لا يريد أن يُقتل أحد بسببه.
2) هو أعلم تلاميذه بقيامته (مت21:16)، بل كان يعلم كل شيء، وعلم أن بطرس سينكره 3 مرّات، وعرف أن بطرس يصطاد سمكة بها أستارًا (مت27:17) وهو علم حال السامرية وكان يعلم ضمائر الناس وتنبأ بما سيحدث لأورشليم . وأعظم شيء في هذا المقال قوله ليس أحد يعرف الآب إلاّ الابن (مت27:11). إذًا هو كان عارفًا بما سيحدث له، فلماذا إذًا صلّى لتعبر عنه هذه الكأس؟ هو بهذا أظهر أنه إنسان كامل يضطرب ويحزن فهو يعرف كم الآلام التي سيتحملها، كما كان يجوع ويعطش.. وهو بسماحه أظهر اضطرابه لنعرف إنسانيته ثم أظهر شجاعته بعد ذلك مع الجند. وكان إظهار اضطرابه ليستدرج الشيطان ليقترب منه فيغلبه الرب، فهو كان يخفي عن إبليس تدبيره. وهو صلَّى هكذا لنتعلم أن نصلي "لتكن مشيئتك".
3) السيد قال أنا والآب واحد (يو30:10) وكل ما للآب هو لي (يو15:16). فإذا كانا واحدًا في الذات فهما واحدًا في المشيئات. والمشيئة الإلهية اتحدت أيضًا بالمشيئة الإنسانية حين اتحد اللاهوت بالناسوت. وحتى قوله ما جئت لأصنع مشيئتي بل مشيئة الذي أرسلني (يو19:5؛ 38:6) لا يعني وجود مشيئتان بل أن الجسد في ضعفه العادي يتمنَّى شيئًا ولكن المسيح لا ينفذه، لأن مشيئته هي أن يصنع مشيئة الآب. بل حتى القديسين صار لهم نفس الوضع فهم لا يصنعون سوى مشيئة الله ولا يستجيبون لنداءات الجسد. فكم بالأكثر من اتحد لاهوته بناسوته. لكل هذا نرى أنه أطاع حتى الموت موت الصليب. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). أي إنسان منا إذا علم أن هناك ضيقة تنتظره من المؤكد أنه سيضطرب ويتمنى ألا تحدث، ويصلي. وبعد فترة من الصلاة يقنعه الروح القدس بأن يسلم الأمور لله، فيقول "لتكن مشيئتك" والمسيح لأن إنسانيته كانت كاملة اضطرب إذ أتت الساعة بينما هو كان يعرفها. وصلى. ولكن لم يأخذ الأمر معه وقتًا ما بين "إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس" وبين "ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت" لقد اختزل الوقت إلى لا شيء. فإرادته هي إرادة الآب هي الإرادة الإلهية التي فيه. ولاحظ أن السيد صحح وضع البشر بالنسبة للآب، فآدم وبنيه عصوا وبحثوا عن إرادتهم (الأنا) وليس ما يريده الله. وجاء السيد المسيح ليقدم الطاعة والخضوع كنائب عنا، مع أن إرادته واحدة مع أبيه.
4) يضاف لذلك تشوق السيد لهذه اللحظة التي يفدي فيها البشرية بدليل قوله "قوموا ننطلق من ههنا" أي لماذا أنا مازلت بعيدًا عن بستان جثسيماني حيث يُلقى القبض عليّ. وهذا تنبأ عنه إشعياء "ليس لي غيظ. ليت عليّ الشوك.." (إش 4:27، 5).
5) إنتصار المسيح هنا على إرادته الإنسانية كان لحسابنا. بمعنى أن كلٌ منا له إرادته الإنسانية وشهواته التي قد تكون خاطئة. ولكن حين غَلَّبَ المسيح الإرادة الإلهية على المشيئة الإنسانية، صار لكل منا أن يفعل نفس الشيء. بل قال القديس بولس الرسول أن المسيح "مَعَ كَوْنِهِ ٱبْنًا تَعَلَّمَ ٱلطَّاعَةَ مِمَّا تَأَلَّمَ بِهِ" (عب8:5). فهو قد إختبر الضعف الإنساني ولكنه غَلَّبَ المشيئة الإلهية على إرادة الجسد. هذه القوة التي بها غلب المسيح الإرادة الإنسانية صارت لنا، صارت لكل 1*من يتخذ قراراً بطاعة وصايا الرب 2*ويصلي كما صَلَّى المسيح فينال هذه القوة. وهكذا فعل كل القديسين. لذلك يقول الرب يسوع "تَعَالَوْا إِلَيَّ يا جَمِيعَ ٱلْمُتْعَبِينَ وَٱلثَّقِيلِي ٱلْأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لِأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ ٱلْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. لِأَنَّ **نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ" (مت11: 28-30). فمن يقبل أن ينفذ وصايا الرب ويحكم على مشيئته بالموت يجد الأمر سهلاً فالمسيح سبق وفعلها لذلك وجد القديس بولس الرسول أن مقاومة الخطية سهلة "لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْلٍ، وَٱلْخَطِيَّةَ ٱلْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ، وَلْنُحَاضِرْ بِٱلصَّبْرِ فِي ٱلْجِهَادِ ٱلْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا" (عب1:12).
** النير يعني أن نرتبط بالمسيح ووصاياه وبصليبه الذي يسمح به دون إعتراض أو تذمر.
لقد أخبر كل واحد من الإنجيليين بحال من أحواله، وبعضهم اشترك في بعض الأخبار. وعمومًا هم اقتسموا الأخبار ومن هنا نرى تكامل الأربعة أناجيل.
كانت أحزان المسيح لا تحتمل، فأضف لآلام الجسد آلام النفس أيضًا، فهو تألَّم بسبب خيانة يهوذا تلميذه وهروب باقي تلاميذه وصراخ الجموع ضده وهو الذي كان يجول يصنع خيرًا، وهذا يضاد طبيعته التي هي المحبة. وحزين لهلاك اليهود الذين أتى لخلاصهم. وهو كان عالمًا بكل الآلام والإهانات التي ستقع عليه. ونضيف لهذا أن المسيح كان سيحمل خطايا البشر، وهذا ما فاق احتماله لقداسته المطلقة، وكان سيتذوق الموت وهو الحياة نفسها، بل بحسب الناموس كان من يلمس ميت يتنجس، فهل نتصور أنه بحسب الناموس أن نيقوديموس ويوسف الرامي قد تنجسا إذ كفنا جسد المسيح. بل كان يعلم أن الآب القدوس سيحجب وجهه عنه حينما يحمل خطايا البشر، وهذه النقطة بالذات يصعب علينا أن نتصورها لأننا لا نعلم حقيقة العلاقة بين الآب والابن. والمسيح أراد إظهار ضعفه وحزنه واضطرابه ليطمع فيه الشيطان ويظن أنه قادر أن يغلبه، فيغلبه المسيح. وأيضًا كونه أظهر ضعفه فقد أظهر إنسانيته الكاملة. هو بالضعف هزم قوة الشيطان وهزم ما هو أقوى من القوة، فأقوى أعداء البشر هو الموت، والرب بالموت داس الموت.
هذا فيه إشارة إلى رقم (3) رقم القيامة وهذا ما قاله بولس الرسول (رو11:13-14 + أف14:5) وكان المسيح يصلي ليعلم تلاميذه أن يصلوا عند أي تجربة، وهو كان يطلب منهم الصلاة في هذه الساعة بالذات والتي اقترب فيها إلقاء القبض عليه حتى لا يقل إيمانهم فيه ويضربهم إبليس بالشك. والسيد كما علّم تلاميذه التواضع بأن غسل أرجلهم علمهم الصلاة في الضيقات في هذه الليلة. وكما علمهم أن يصلوا منفردين، إنفرد عنهم ليصلي، ولكنه لم يبتعد كثيرًا ليتعلموا طريقة الصلاة. وهم أخذ (3) تلاميذ فشهادة الثلاثة قانونية. وهم كانوا أقرب التلاميذ لنقاوتهم ومحبتهم الكاملة. وهو أرادهم أن يشهدوا حزنه على العالم الذي فسد وإسرائيل ابنه البكر الذي رفضه، وأن آلامه كانت حقيقية. ويشهدوا بهذا أمام العالم فيكره الناس الخطية التي سببت كل هذا للرب.
آية (41): "اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ»."
لاحظ كلمات التشجيع الروح نشيط والجسد ضعيف= أي أن السيد يعطيهم عذرًا في نومهم، أن جسدهم ضعيف، لكن روحهم نشيطة.
آية (45): "ثُمَّ جَاءَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ لَهُمْ: «نَامُوا الآنَ وَاسْتَرِيحُوا! هُوَذَا السَّاعَةُ قَدِ اقْتَرَبَتْ، وَابْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي الْخُطَاةِ."
ناموا الآن واستريحوا= هو توبيخ لطيف المقصود به ناموا الآن إن استطعتم فلقد أتت الساعة التي تتفرقون فيها. والسيد يعاتبهم فهم لم يفهموا قوله اسهروا لذلك قال لهم ناموا. وربما قصد أنه غير محتاج إليهم في الأمور التالية التي ينبغي أن يحتملها وحده.
آية (46): "قُومُوا نَنْطَلِقْ! هُوَذَا الَّذِي يُسَلِّمُني قَدِ اقْتَرَبَ!»"
هنا نرى السيد هو الذي يذهب ليقابل يهوذا= قوموا ننطلق. وهذا يثبت أنه سلم نفسه بإرادته.
- المسيح حمل كل خطايا البشر في جسده ليموت بها ليلغيها بقوة قيامته وقدوسيته.
آية (26): "ثُمَّ سَبَّحُوا وَخَرَجُوا إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ."
بعد أن قدّم السيد جسده ودمه ذبيحة حب سبح مع تلاميذه، ربما تسابيح الفصح المفرحة، معلنًا أن العلية قد امتلأت فرحًا وحمدًا لله. ولماذا أخذ السيد تلاميذه إلى جبل الزيتون؟
1- ليشاركوه حزنه وبكائه على أورشليم، وليعلموا كم قدم لأجلهم.
2- هو ذهب ليصلي، ليدخل في لقاء مع الآب يتسلم فيه كأس الصليب من يديه مع مرارته الشديدة، وكأن السيد يريد أن يعلم تلاميذه أن يتقبلوا من الآب أي شيء حتى الصليب المر الذي يسمح به، هنا يعلمهم حياة التسليم الكامل.
3- هو صعد أيضًا على جبل الزيتون، والزيتون بما فيه من زيت يشير لعمل الروح القدس فهم لن يستطيعوا تقبل الألم من يدي الآب ولا مشاركة المسيح أحزانه إلاّ بمعونة الروح الذي وعدهم بأنه سيرسله لهم منذ دقائق (يو15، 16). والسيد كان يعدهم أيضًا لحمل الصليب والآلام، فإن كانوا قد فعلوا هذا بالرب فلسوف يفعلون بهم هكذا. لكن هناك تعزيات سمائية تساندهم.
4- أخذ معه تلاميذه الذين رأوا التجلي، فإذا رأوه يحزن ويكتئب ودموعه تتقاطر يدركوا تأنسه ودخوله تحت الآلام دون أن يتعثروا، فقد رأوه في تجليه ومجده.
5- إن كان آدم قد خالف الله في بستان ففقدت البشرية سر حياتها وبهجتها وسلامها خلال عصيانه، ففي بستان جثسيماني دخل آدم الأخير كما إلى معصرة يعتصر فيها بالألم ليرد بطاعته للآب ما فقدته البشرية.
آية (34): "فَقَالَ لَهُمْ: «نَفْسي حَزِينَةٌ جِدًّا حَتَّى الْمَوْتِ! اُمْكُثُوا هُنَا وَاسْهَرُوا»."
أحزان الرب يسوع
هنا ليست بسبب الموت الجسدي والآلام النفسية وإلاّ لكان كثير من الشهداء قد أظهروا شجاعة أكثر من المسيح. ولكن أحزان المسيح الجسدية والنفسية يضاف لها أحزانه الروحية لإحتجاب وجه الآب عنه كحامل خطايا وهو الذي بلا خطية. أحزانه لن نفهمها ولن ندركها ولن يدركها سواه. وإذا كان المسيح قد صلَّى للآب لتصير إرادته خاضعة فعلينا أن نصلي نحن أيضًا قائلين لتكن إرادتك، فهو ذهب للصليب منتصرًا إذ سلم إرادته للآب، وهكذا كل من يسلم إرادته للآب ينتصر. ومن يريد أن تثبت إرادته هو، لا إرادة الله ينهزم. وإسهروا= ليكونوا مستعدين للهروب إذ يأتي الجند للقبض على يسوع.
آية (36): "وَقَالَ: «يَا أَبَا الآبُ، كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لَكَ، فَأَجِزْ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ لِيَكُنْ لاَ مَا أُرِيدُ أَنَا، بَلْ مَا تُرِيدُ أَنْتَ»."
أبّا الآب= هو تعبير يعني "يا أبويا الآب" واستخدمه بولس الرسول (رو15:8+غل6:4).
أبَا الآب = هي في الأصل آبّا باتير Πατέρ والمعنى آبّا = كلمة عبرية تعني أبي. الآب = جاءت باليونانية باتير بمعنى الآب أيضا. فالمسيح بفدائه جعل الآب أباً للكل، لكلا اليهود والأمم، والرب يسوع هو الذي قال للمجدلية "ٱذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ" (يو17:20). وهو هنا يقول للآب يَا أَبَا الآبُ كرأس للكنيسة جسده وعروسه التي أعاد لها البنوة لله الآب فيه.
(لو39:22-46): "وَخَرَجَ وَمَضَى كَالْعَادَةِ إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ، وَتَبِعَهُ أَيْضًا تَلاَمِيذُهُ. وَلَمَّا صَارَ إِلَى الْمَكَانِ قَالَ لَهُمْ: «صَلُّوا لِكَيْ لاَ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ». وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى قَائِلًا: «يَا أَبَتَاهُ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ، وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ. ثُمَّ قَامَ مِنَ الصَّلاَةِ وَجَاءَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ، فَوَجَدَهُمْ نِيَامًا مِنَ الْحُزْنِ. فَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا أَنْتُمْ نِيَامٌ؟ قُومُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ»".
آية (40): "وَلَمَّا صَارَ إِلَى الْمَكَانِ قَالَ لَهُمْ: «صَلُّوا لِكَيْ لاَ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ»."
صلوا لكي لا تدخلوا في تجربة
= بعد كل مرة نتناول فيها علينا أن نصلي ولا ننام لكي ننال النصرة والغلبة لأن هجمات العدو لا بُد وستأتي. المسيح كان يريد لتلاميذه أن يكونوا في حالة صلاة حين تأتي التجربة حين يصل يهوذا والرجال فلا يضعفوا ويخوروا. وهذا معنى وصية المسيح وبولس الرسول أن نصلي بلا انقطاع ولأنهم لم يصلوا فبطرس أنكر إذ أتت التجربة وباقي التلاميذ هربوا.
آية (41): "وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى"
وجثا على ركبتيه= دليل ناسوتيته. وهو جثا وحده دون التلاميذ. فالتلاميذ لم يكن لهم أن يشاركوه هذه اللحظات التي حمل فيها ضعفنا وشفع بدمه عنا لدى الآب. كان عمله فريدًا في نوعه.
آية (42): "قَائِلًا: «يَا أَبَتَاهُ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ»."
لتكن لا إرادتي بل إرادتك= السيد صحح وضع البشر بالنسبة للآب، فآدم وبنيه عصوا وبحثوا عن إرادتهم (الأنا) وليس ما يريده الله. وجاء السيد المسيح ليقدم الطاعة والخضوع كنائب عنا، مع أن إرادته واحدة مع أبيه. لقد كان السيد يمكنه أن يحضر جيوش الملائكة لتمنع عنه هذه الكأس، ولكنه هو أرادها، فهو أراد أن يشرب الكأس التي أراد له الآب أن يشربها ويقدمها له. بهذا يقدم نفسه مثالًا لشرب كأس الآلام بصبر. قدّم نفسه مثالًا بالعمل لا بالكلام.
آية (43): "وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ."
ظهر له ملاك من السماء يقويه كانت هناك ملائكة تسبح يوم الميلاد، وبشروا الرعاة، وتقدموا لخدمة السيد بعد التجربة من إبليس (مت11:4). وملائكة بشرت النسوة بعد القيامة، وملائكة تراءت للتلاميذ بعد الصعود. وهذا ما دفع البعض أن يتصور أن هناك ملائكة قد تعينوا لخدمة السيد وقت تجسده، فإذا كانت الملائكة تخدم البشر أفلا تخدم ملك الملوك (عب14:1). وهكذا كل من يصلي يجد معونة من السماء فالملائكة تخدم البشر في محبة. ويقال أن الملاك الذي ظهر للمسيح كان يقول له "لك القوة يا رب،لك المجد، لك العزة" وهذا ما تسبح به الكنيسة في أسبوع الآلام.
وربما أن الملاك حين رأى السيد في آلامه في البستان تقدم ليقويه، كما حاول بطرس أن يضرب عبد رئيس الكهنة ليساعد المسيح، ولكن غالبًا فالمسيح لم يكن محتاج لمعونة الملاك وبالتأكيد لم يكن محتاج لسيف بطرس. وكأن الملاك الذي أتى للسيد ليقويه أراد أن يقول له، حتى وإن قام عليك البشر ولم يعرفوك فنحن نعرفك من أنت، نحن نحبك حتى وإن لم يحبوك، نعرف عظمة مجدك وإن لم يعرفها البشر.
آية (44): "وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ، وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ."
صار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض = هذه الظاهرة ظاهرة نادرة تٌسَمَّى HEAMATIDROSIS أو Hematidrosis. لأنه في الأحوال العادية حين يزداد الألم بالإنسان حتى لا يستطيع أن يتحمل، ففي هذه الحالة غالبًا ما يفقد الإنسان وعيه، ولكن إذا لم يحدث هذا فإن الشعيرات الدموية المحيطة بالغدد العرقية يزداد الضغط عليها فتنفجر وينضح الدم من البشرة مختلطًا بالعرق. وهذا لا يحدث من جبهة الإنسان فقط بل من الجسم كله، ويكون نتيجة ذلك أن يتسمم جسم الإنسان. ولأنها ظاهرة طبية فقد لفتت أنظار لوقا الطبيب. ونزل الدم على الأرض، وهذه أول مرة يسفك فيها دم المخلص لأجلنا. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وتلطخت ثيابه بالدم. ولوقا يحدد هذه الحالة بقوله وإذ كان في جهاد= فقد دخل السيد المسيح في صراع حقيقي، حتى سال دمه وصار هابيل الجديد الذي تتقبل الأرض دمه طالبًا النعمة لكل مؤمن. وبينما كان السيد في هذا الجهاد كان تلاميذه نائمون ويهوذا والكهنة يتآمرون.
قطرات دم نازلة على الأرض = لتعطي حياة للبشر الذين على الأرض، فالدم حياة. ولأن دم المسيح يعطي حياة فهو يتكلم أفضل من هابيل (عب 12: 24). ولاحظ ما قيل عن جهاد المسيح والكأس التي شربها (عب 5: 7).
آية (1): "قَالَ يَسُوعُ هذَا وَخَرَجَ مَعَ تَلاَمِيذِهِ إِلَى عَبْرِ وَادِي قَدْرُونَ، حَيْثُ كَانَ بُسْتَانٌ دَخَلَهُ هُوَ وَتَلاَمِيذُهُ."
خرج= هذه لا تفيد العلية، فالسيد وتلاميذه سبق وتركوا العلية التي كانوا مجتمعين فيها (راجع يو31:14) "قوموا ننطلق من ههنا" كإفادة للخروج من العلية. وغالبًا ذهبوا للهيكل. أمّا قول الكتاب هنا خرج فهي تفيد خروجهم من الهيكل إلى عبر وادي قدرون إلى جبل الزيتون. خصوصًا إن وادي قدرون يفصل الهيكل عن جبل الزيتون المليء بأشجار الزيتون. وبذلك تكون صلاة المسيح الشفاعية الختامية قد حدثت في الهيكل.
قدرون= هو نهير يجف صيفًا فيترك قاعه جافًا كالوادي ليَمُرْ المارة فوقه، وفي الشتاء يمتلئ من المطر. وهذا المشهد الحزين لخروج المسيح إلى جبل الزيتون هو مشهد مكرر لخروج الملك داود حزينًا هاربًا من ابنه إبشالوم بمشورة أخيتوفل. وأخيتوفل رمز ليهوذا وكلاهما انتحر (2صم23:15، 30).
* انظر أيضًا: كتاب البصخة المقدسة.
10-1-
يوم الجمعة من أحداث أسبوع الآلام:
1- تسليم يسوع والقبض عليه |
تفسير العهد الجديد |
9-3-
يوم الخميس من أحداث أسبوع الآلام:
3- مقارنة بين صلاة المسيح في (يو17) وبين صلاة بستان جثسيماني |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/n2vv3wn