محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
زكريا: |
زكريا كاهن يشتاق لممارسة عمله الكهنوتي وينظر للهيكل المُحطَّم بحزن ويصرخ لله. والله يُريه 9 رؤى ويُطمئنه أن الهيكل سَيُبْنَى، لكن الله جعل بصره يمتد فرأى عمل المسيح الخلاصي.
رجل راكب على فرس أحمر ووراءه خيل حُمر وبيضاء وبعضها مُنقَّطه ببقع سوداء. والراكب على الفرس الأحمر كان في الظل. وملاك يقول للرجل إلى متى أنت لا ترحم أورشليم يا رب الجنود؟ والرب يُطمئنه بأنه سيعود ويبني أورشليم والهيكل سَيُبْنَى. والراكب الفرس إذًا هو الرب يسوع. كان في الظل لأنه كان لم يتجسد بعد والظل هو نبوات العهد القديم. (عب1:10) وهو راكب على فرس أحمر فهو سيفعل هذا بدم صليبه. ويُحرِّرنا من عبودية إبليس. وهذا ردْ على قول الملاك أن الرب ترك شعبه 70 سنة في سبي بابل، أو ترك العالم في يد الشيطان. والخيل هم ملائكة تُساعد شعب الله في كل زمان ومكان.
خيل حُمر... في وقت الإضطهادات الدموية.
خيل بيض... في وقت السلام والبر
ليحفظوا هذا السلام.خيل سوداء ومنقطة... في وقت خطايا الشعب
وأوقات انتشار الهرطقات.ولاحظ اهتمام الملائكة بنا. وظهروا في شكل الخيل، فالخيل أدوات الحرب في ذلك الزمان.
الرؤيا الأولى |
المسيح سيأتي ليُحررنا ويبني هيكل جسده. لكن عبر العصور فالملائكة تُحارب لحماية شعبه.
أربعة قرون تضرب شعب الله. ولكن وراءها 4 صُنَّاع تُبدِّدها.
القرون = قوة الأعداء. الصُنَّاع = تُتَرْجَم حدَّاد يَسْتَخِدم المبرد. إذًا أعداء الكنيسة شعب الله عمومًا أقوياء (الشيطان/بابل/آشور...).
رقم 4 = يُشير للعمومية فأعداء شعب الله موجودين في كل زمان ومكان والله يتركهم ليُؤدبوا شعبه. وبعد نهاية التأديب يُرسل عليهم صُنَّاع يَجعَلهم يتآكلون (كمبرد يأكل الحديد).
فرعون كان قرنًا قويًا، وموسى كان صنَّاع.
أريوس كان قرنًا قويًا، وأثناسيوس كان صنَّاع.
أشور كان قويًا، وبابل كان صنَّاع.
الرؤيا الثانية |
لماذا الخوف يا شعبي؟ الرب يُحارب عنكم وله أدواته يستخدمها لإنقاذكم.
رجل بيده حبل قياس ليقيس أورشليم ويقول:
كالأعراء تُسْكَن أورشليم من كثرة الناس والبهائم فيها، وأنا يقول الرب أكون لها سور من نار وأكون مجدًا في وسطها.
أعراء = ليس لها سور، فالله هو سور يحميها "من يَمِسَّكُم يمس حدقة عينه".
سور نار حولها = يحرق أعداؤها من خارج ويحمي مَن في الداخل.
مجد = أول مرَّة ذُكِرَت كلمة مَجد في الكتاب المقدس كانت عن قطيع ماعز (تك1:31).
فهذا هو فكر البشر أن أي ثروة هي مجد (أو أي مركز عالمي...) وهنا نفهم أن المجد الحقيقي هو في وجود الله وسطنا.
حبل قياس = لقد صارت الكنيسة ميراث الرب (أف18:1) وحبل القياس يُستخدم لقياس الأرض في الميراث = الرب يرث يهوذا نصيبه.
كثرة الناس والبهائم = الناس من يحيون في تقوى والبهائم إشارة لمن يعيش في شهواته. والمُخَلَّصين هم بلا عدد (رؤ9:7)، والله يدعو شعبه لترك خطايا العالم المُستعبد للخطية لينجوا "اهربوا من أرض الشمال" (إشارة إلى بابل)، "تنجي يا صهيون الساكنة في بابل" (بابل أرض السبي)، وَمَنْ يفعل يفرح "ترنمي وافرحي يا بنت صهيون"، ووعد بمجيء المسيح ويتجسد في أورشليم، وأيضًا يدخل الأمم "آتى وأسكن في وسطك يقول الرب فيتصل أممًا كثيرة بالرب في ذلك اليوم"، وأعداء الكنيسة يدخلون للإيمان "فيكونون سلبًا لعبيدهم" (الرومان مثلًا).
الرؤيا الثالثة |
المسيح يتجسد ويبني كنيسته من اليهود والأمم وهذا ميراثه.
يهوشع رئيس الكهنة يرتدي ملابس قذرة. والشيطان يشتكيه. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). والملاك (هو الرب نفسه) يأمر بخلع هذه الثياب ويُلبسوه ثيابًا مزخرفة ويُكلِّلوه. ولكن يوصيه بالسلوك في وصايا الله فيكون له نصيب مع الملائكة، ثم نبوة بمجيء المسيح الغصن مُتجسدًا. وهو الحجر الذي سيُزيل إثم تلك الأرض، فيحيا الناس في سلام وفرح، قيل عن المسيح هنا عبدي الغصن فهو أخلى ذاته آخذًا شكل العبد وهو غصن نما من شجرة داود التي قُطِعت في أيام صدقيا.
غصن = نازارث لذلك دُعي المسيح ناصريًا.
هو حجر = صخرة رجائنا وفدائه كان قويًا وهو يَحمي كنيسته.
أزيل إثم الأرض في يوم واحد = هو يوم الصليب.
يهوشع يُمثِّل الشعب فهو رئيس كهنة الشعب (الملابس القذرة هي خطايا الشعب)
واتُخِذ كرمز لأن المسيح صار رأسًا للكنيسة، ورئيس كهنة قدَّم ذبيحة نفسه، بعد أن صار خطية لنصبح نحن بر الله فيه (2كو21:5).
وألبسنا رداء البر = ثياب مُزخرفة = البسوا المسيح.
وقيل عن يهوشع رمز الشعب المُخلَّص = شُعلة مُنتشلة من النار (الهلاك) بشرط عدم الارتداد عن حفظ الوصايا فنرث السماء مع الملائكة. وإذا إشتكى الشيطان علينا سيجد أن الديّان هو المُحامي عنا،
هو المسيح نفسه (رو8). وكنيسة المسيح هذه تدعو كل واحد للإيمان ليختبر حلاوة الفرح والمحبة في ذلك اليوم يُنادي كل إنسان قريبه تحت الكرمة وتحت التينة. الكرمة والتينة رمزين للكنيسة:-الكرمة = الخمر
رمز الفرح، والفرح سمة الكنيسةالتينة =
هي الكنيسة (رمز للحب بحلاوة طعمها داخلها بذور بجانب بعضها = المؤمنين "هوذا ما أحسن وما أجمل أن يسكن الإخوة معا" مز 133)
الرؤيا الرابعة |
المسيح رئيس كهنتنا يُقدِّم ذبيحة نفسه ليُبرِّرنا ونحيا في فرح.
الملاك يوقظ زكريا ليرى منارة.
قال زكريا للملاك ما هذه: قال لا بالقدرة ولا بالقوة بل بروحي قال رب الجنود... لأنه من ازدرى بيوم الأمور الصغيرة. يدي زربابل قد أسستا البيت فيداه تتممانه.
الزيت = هو عمل الروح القدس الذي سيسكن في الكنيسة
وفي المؤمنين وهو سيعمل فيهم لبناء الكنيسة بعد أن يُتمِّم المسيح الفداء.يدا زربابل = رمز للمسيح الذي أسس البيت (به كان كل شيء) والآن يبني هيكل جسده.
الكوز = جسد المسيح الذي ملأه الروح القدس لحساب الكنيسة فتستمد منه الكنيسة احتياجها وتصبح منارة. وهو رأس الكنيسة.
(مز133) +
(كو9:2، 10).الأمور الصغيرة = هو جهادنا والعمل يكمُل بالنعمة أي عمل الروح القدس "تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تُكْمَلْ".
الملاك أيقظني = الروح القدس يحل بعد قيامة المسيح، ونحن نمتلئ من الروح القدس إذا قُمنا من موت الخطية.
الزيتونتان = عمل المسيح ككاهن وملك هما مصدر ملء الكنيسة بالروح، كاهن = فداء، ملك = يملك علينا لنثبت فيه فيحملنا إلى حضن الآب.
ابنًا الزيت = وهما:
1. إمّا عمل المسيح ككاهن وملك. ويرمز لهما يهوشع وزربابل.
2. إقنومي الابن والروح القدس، هما إقنومي التنفيذ، فالله يُريد وهما يُنفذان عمل الخلاص أي ألوهية الابن والروح.
الرؤيا الخامسة |
الروح القدس الذي يملأ الكنيسة يجعلها منارة ويُجددها.
دَرْج طائر (ورقة طائرة) 20 × 10 ذراع (أبعاد القدس) هو اللعنة الطائرة بسبب الخطية (الخطية تُفسد كل شيء صالح في حياتنا وتحول البركة إلى لعنة). هذه الرؤيا أتت بعد المنارة التي يملأها الزيت، فالمملوء من الروح القدس له بركة والذي يطفئ الروح القدس عليه لعنة فهو لن تغفر خطاياه.
20 × 10 = مقاسات القدس الذي يُشير لجسد المسيح. وبه المنارة ومائدة خبز الوجوه ومذبح البخور. فمن لم يستفد من شفاعة المسيح (مذبح البخور) ولم يستفد من التناول ولا من حلول الروح القدس فيه. واستمر في خطاياه، تتحول البركات في حياته إلى لعنة. وأمّا من استفاد وصار منارة. فالمسيح صار لعنة لأجلنا لنصبح نحن منارة.
الرؤيا السادسة |
الذي يُصِّر على خطاياه لا يستفيد من الفداء.
نبوة غامضة نوعًا ما تتحدث عن خراب أورشليم ثانية وذهاب الشعب للسبي بسبب خطاياهم. وشُبِّه اليهود هنا بإيفة خارجة يطير بها طائر اللقلق النجس إلى أرض السبي.
والآن صارت النبوة واضحة فاليهود غشوا أو تعاموا عن فهم النبوات التي تتكلم عن المسيح، ووصلت خطاياهم لصلب المسيح لذلك ستعود أورشليم وتخرب ويُهْدَم الهيكل. ولذلك كانت النبوة غامضة لليهود، فلو فهموها في وقتها ما بنوا الهيكل.
إيفة = مكيال للحبوب.
خارجة = مغشوشة (فهم غشُّوا كلمة الله)
الإيفة بين الأرض والسماء = لا هم في الأرض فهم يؤمنون بالله، ولا هم في السماء فهم لم يؤمنوا بالمسيح بل صلبوه.
وللآن هم مصرين على رفض المسيح.طائر اللقلق = طائر نجس حمل اليهود وتشتتوا في نجاسة في العالم كله 2000 سنة. وهم في نجاسة، فكل إنسان يخطئ، وهم لم يؤمنوا بالمسيح فكيف يطهروا، وصاروا غير قادرين أن يشهدوا لله أو يسبحونه فرحًا، بسبب موازينهم الغاشة في تفسير الكتاب المقدس.
الرؤيا السابعة |
اليهود لن يقبلوا المسيح وسيذهبون للشتات
بسبب صلب المسيح وإنكاره حتى الآن.
أربع مركبات بين جبلين من نحاس ويجرهم خيول لها ألوان يُسميها أرواح السماء (ملائكة)
الله يستخدم الملائكة ليُحقِّق إرادته في تأديب الأشرار وهذه الملائكة هي التي تُحرِّك رؤساء شعوب لتُؤدِب شعوب أخرى شريرة.
رقم 4 هو رقم العمومية. فالله هو ملك الأرض كلها. فبابل تؤدب أشور، بل تؤدب شعب الله حين أخطأوا، والفرس يؤدبون بابل.
جبلا النحاس =
1. مشورة الله وراء الحوادث ثابتة وأزلية.
2. النحاس يُشير للدينونة.
وفي هذه الرؤيا حين دُمِرَتْ بابل يقول عن الذي دمَّرها أنهم "سَكَّنوا روحي" فبابل تُشير للشيطان الذي دمَّر الإنسان هيكل الله
بل الرؤيا تُشير ضمنًا لأن المسيح سيأتي أيام الدولة الرومانية.
الرؤيا الثامنة |
ترى فيها دينونة الأشرار عمومًا.
الله يقول للنبي عن بعض العائدين من بابل يُقدمون تقدمات ذهب وفضة [خُذْ تقدماتهم وإصنع إكليل ليهوشع] (زك 6: 11) وقبل أن يظُنْ يهوشع أن هذا الإكليل له. يقول الله "هُوَذَا الرَّجُلُ «الْغُصْنُ» اسْمُهُ.. وَيَبْنِي هَيْكَلَ الرَّبِّ" (زك 6: 12) Behold, the Man whose name is the BRANCH! ويصنع تيجان للعائدين ثم يضعها في الهيكل تذكارًا، فالعائدين من السبي هُم التائبون. والرجل الغُصنْ ورمزه يهوشع يستحق الإكليل فهو المسيح الذي بدمه صار للتائبين خلاص. بل هناك أكاليل نُصرة للتائبين لكنها توضع في الهيكل، فهم ليسوا السبب في برهم بل المسيح، لكن المسيح سيذكُرهم (= تذكارًا)، ويكافئهم في يوم القيامة. وأنظر لوعود الله للغالبين"ويكون إذا سمعتم سمعًا صوت الرب إلهكم..." وترك المكافأة بلا تعليق إذ لن نُدرك ما أعده الله لنا.
الرؤيا التاسعة |
مجد عظيم في انتظار الأبرار الغالبين.
والآن نفهم اسم النبي وعلاقته بنبوته:
زكريا (الله يذكُر) بن برخيا (الله يُبارك) بن عدو (في الوقت المُناسب) = لذلك أسْموه نبي الرجاء، والله أرسله ليُحِثْ الشعب مع مجيء النبي لبناء الهيكل المُتهدِّم.
فَرَضَ اليهود على أنفسهم بعد السبي وتحطيم الهيكل أربعة أيام يصومون فيها(1) ليتذللوا فيها أمام الله ليرحمهم. وكانت الأربعة أيام في مناسبات مؤلمة كيوم حرق الهيكل، ولما عادوا من السبي وبدأوا في بناء الهيكل أرسلوا يسألون هل نستمر في هذه الأصوام؟ وكان رد الله أنه ليس في حاجة إلى أصوامهم بل إلى تقواهم، فهذا ما يُريده لهم. وإن أرادوا أن يصوموا فليكُنْ بروح التوبة وهذا ما يُعيد لهم البركات، أما عنادهم أمام الله فهو سبب مصائبهم.
ثم تتغيَّر نغمة الحديث عن اشتياق الله أن يرحم شعبه ويسكُنْ وسطهم ويُحوِّل لهم أصوامهم أعيادًا وأحزانهم أفراحًا. أمَّا الضربات فكانت للتأديب.
غِرت على صهيون = لا يغير أحد على أحد إلا لو كان يُحِبَه.
هاأنذا أُخلِّص شعبي من أرض المشرق ومن أرض المغرب وآتي بهم فيسكنون في وسط أورشليم = كل الأمم والشعوب ينضمون للكنيسة، وما يطلبه الله من كنيسته = ليُكلِّم كل إنسان قريبه بالحق.
2) الأصحاحات 7، 8 الله يود ويَعِدْهُم أن يُحوِّل آلامهم أعيادًا.
3) الأصحاحات 9-14 (النبوات): هي نبوات عن العصر الماسياني Messianic Age. ونبوات ضد الأمم أعداء شعب الله، والأعداء الحقيقيين هم الشياطين. ونبوات عن مجد أورشليم (الكنيسة) وما سيحدث في نهاية الأيام ومجيء المسيح. والمجد للأبرار والدينونة للأشرار.
الأصحاح التاسع: لنرى الآن كيف تأتي النبوات؟
1. نرى الشعب في حالة ذُعر من دمشق وفلسطين |
هذا يُمثِّل حالة البشرية ومتاعبها ومخاوفها من الشيطان |
2.هناك ملك هو الإسكندر. زنيم = ابن زنى سيهزم هؤلاء الأعداء ويجعل أورشليم في سلام |
رمز للمسيح الذي سيأتي لهزيمة الشيطان وهو ملك السلام، ولكن المسيح جاء بوداعة "هوذا ملكك يأتي إليك هو عادل ومنصور، وديع وراكب على حمار وعلى جحش بن أتان... ويتكلم بالسلام للأمم ويُطلق الأسرى من الجُبْ = يُحرِّر من الجحيم. |
3.لكن الحرب تستمر مع اليونان حتى يأتي المكابيين ويهزموهم |
البشر في حرب مستمرة ضد إبليس، الله يُعطي أولاده سلطان عليه "أنهضت أبناؤك يا صهيون على ياوان"، والسيد المسيح أتى ليُعطينا حياة في سر الإفخارستيا "الحنطة تُنمي الفتيان والمسطار العذارى |
والمسيح يُرسِل لنا الروح القدس بغنى لكن علينا أن نطلبه
اطلبوا من الرب المطر... يُعطيهم مطر الوَبْل (الغزير)
فيُثْمِر المؤمنون = لكل إنسان عشبًا في الحقل
لأن الترافيم تكلموا بالباطل = الترافيم تماثيل أصنام
والشيطان يَعِد السعادة ولكنه يُعطي خداع. لذلك فلنطلب الروح القدس فهو الذي يُعطي الفرح الحقيقي = ويُفرِّح قلبهم كأنه بالخمر
عاقبت الأعتدة = الشياطين أو الرعاة الظالمين
رب الجنود تعهد قطيعه = فهو الراعي الصالح
أُصَفِّر لهم وأجمعهم لأني فديتهم ويكثرون... وأجمعهم من أرض مصر وأجمعهم في جلعاد (جبل مراعي) = فالمسيح يجمع شعبه المُستعبد في ذلْ ويجمعهم في مرعَى سماوي خِصْب، ويعبرون في بحر الضيق (في العالم سيكون لكم ضيق)، ويضرب اللجج في البحر (لكنه ينتصر على الصعاب كما شق البحر أمام الشعب).
هو نبوة بخراب أورشليم على يد الرومان، وخراب الهيكل ثانية لرفضهم المسيح. ولكنه بأسلوب غامض فلو عرفوا أن الهيكل سيخرَب ثانية لما كانوا قد أكملوا البناء.
إفتح أبوابك يا لبنان فتأكل النار أرزك = يسمي أورشليم لبنان حتى لا يفهموا ويُكمِّلوا بناء الهيكل. ولبنان مشهور بجماله، وجمال أورشليم في وجود هيكل الله المُغطى بأرز لبنان = الأرز سقط.
صوت ولولة الرعاة = (الكهنة) لأن فخرهم خَرِبْ = (خراب الهيكل) وهذا تم في عصر الرومان.
الله يُعطي النبي أن يكون رمزًا للمسيح الراعي المرفوض من شعب اليهود، فأرسله لرعاية بعض الغنم عند أحد أصحاب المراعي. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). كما أرسل المسيح راعي الخراف الحقيقي = الراعي الصالح.
الراعي يرعَى غنم الذبح = المسيح جاء إلى اليهود خاصته وحينما رفضوه وصلبوه ذبحهم الرومان.
الَّذِينَ يَذْبَحُهُمْ مَالِكُوهُمْ وَلاَ يَأْثَمُونَ = رؤساء الكهنة ضللوا الشعب اليهودي فرفضوا المسيح فعرضوهم لمذابح الرومان. ولكن كان الكل يستحق هذا لخطاياهم وفسادهم وكبريائهم.
فرعيت غنم الذبح لكنهم أذل الغنم = هذه عن تلاميذ المسيح المتواضعين.
ثم رفض أصحاب القطيع زكريا كراع لغنمهم فقال لهم إعطوني أجرتي، فثمنوه بثمن حقير "فوزنوا أجرتي ثلاثين من الفضة. فقال لي الرب إلقها إلى الفخاري الثمن الكريم الذي ثمنوني به.
وفي نهاية الأيام يقبل اليهود ضد المسيح "فقال لي الرب خذ لنفسك بعد أدوات راع أحمق"، فمن يرفض المسيح يملك عليه الشيطان ويذله. وبينما كان المسيح راع يبذل نفسه عن الخراف يأتي ضد المسيح يأكل لحم السمان.
السيف على ذراعه = قوي في البطش والقتل.
وعلى عينه اليُمنَى = خداعات فكرية مُضلِّلة - لكن الله لا يتركه.
ذراعه تيبس = ليُعطي الله فرصة لنجاة شعبه.
وَعَيْنُهُ الْيُمْنَى تَكِلُّ كُلُولًا = يتخبط بلا حكمة في قراراته وتظلم مملكته. وراجع ضربات مملكته المذكورة في (رؤ 16).
اضطهادات شديدة ضد الكنيسة = يجتمع عليها كل أمم الأرض
لكن الله يعينها = أفتح عيني على بيت يهوذا
فتثبت الكنيسة = تثبت أورشليم في مكانها
إذًا لماذا الخوف؟ الرب باسط السموات = هو ضابط الكل القدير
جابل روح الإنسان = خلق الإنسان ليحيا أبديًا... إذًا لن يموت، بل تكون الكنيسة مُرعبة لأعداء شعب الله = أجعل أورشليم كأس ترنح لجميع الشعوب حولها. وأفتح عيني على بيت يهوذا.
وأيضًا على يهوذا (عين الله ستكون على الكنيسة في العالم) تكون في حصار أورشليم (وعلى شعبه المُحاصر في أورشليم).
الشعب المُحاصر في أورشليم هم البقية من اليهود التي ستؤمن بالمسيح، إذًا عين الله على الكل.
ويُخلِّص الرب خيام يهوذا أولًا = الخلاص للمسيحيين في العالم أولًا الذين ليسوا من أصل يهودي. ثم يُخلِّص الرب البقية اليهودية المؤمنة. وذلك حتى لا يعودوا لكبريائهم = لكيلا يتعاظم افتخار بيت داود وافتخار سكان أورشليم (البقية المؤمنة من أصل يهودي) على يهوذا (الكنيسة في كل العالم).
"لَمْ يُظْهَرْ بَعْدُ مَاذَا سَنَكُونُ. وَلكِنْ نَعْلَمُ أَنَّهُ إِذَا أُظْهِرَ نَكُونُ مِثْلَهُ، لأَنَّنَا سَنَرَاهُ كَمَا هُوَ" (1يو2: 3).
الكنيسة تأخذ شكل مسيحها في المجد ويفيض عليها بنعمته فيبكي القديسين حبًا في المسيح "الذي طعنوه"، أمَّا الأشرار فينوحون في مرارة وبلا تعزية.
آية 8:- يَكُونُ الْعَاثِرُ.. مِثْلَ دَاوُدَ = حينما أخطأ داود قدم توبة، فرفع الله عنه خطيته وعاد إلى رتبته. وهكذا بالمسيح يعود كل خاطئ تائب ويصير ابنًا لله.
وبيت داود مثل الله = شعب كنيسة المسيح يصيرون شكل المسيح على الأرض.
(غل 4: 19)، وفي السماء = (1 يو 3: 2).
الأصحاح السابق انتهى بأن رأينا المسيح مطعونًا = الَّذِي طَعَنُوهُ فخرج من جنبه دمٌ وماء لتطهيرنا من خطايانا = ينبوع مفتوح... للخطية والنجاسة.
في ذلك اليوم أقطع أسماء الأصنام = فمن تطهَّر سيطلب الله ويؤمن، بل إن الأنبياء الكذبة يطعنهم أباءهم وأمهاتهم فيخزَى الأنبياء الكذبة الذين اعتادوا أن يجرحوا أنفسهم في طقوسهم. إذا سألهم أحد: مَا هذِهِ الْجُرُوحُ؟ فَيَقُولُ: هِيَ الَّتِي جُرِحْتُ بِهَا فِي بَيْتِ أَحِبَّائِي. وهي طبعًا نبوة عن المسيح:
1. الذي اعتبره اليهود ضال ومُضِّلْ.
2. جُرِح في بيت أحباءه اليهود
وهذه الآية جاءت بعد طعن المسيح. فاليهود هم الذين فعلوا ذلك, وكان هذا تدبير إلهي للخلاص = اِسْتَيْقِظْ يَا سَيْفُ عَلَى رَاعِيَّ، وَعَلَى رَجُلِ رِفْقَتِي.. اِضْرِبِ الرَّاعِيَ فَتَتَشَتَّتَ الْغَنَمُ = هرِب التلاميذ.
ثلثين يقطعان ويموتان = الرومان أبادوا ثلثي سكان أورشليم.
والثلث يبقى فيها = البقية المؤمنة التي هربت أثناء حصار الرومان لأورشليم.
خراب الأمة اليهودية في نهاية الأيام. والله يتدخل ليساند الذين آمنوا به. ويُصاحب هذا ظواهر عجيبة. ثم نرى بركات الكنيسة، وحرمان غير المؤمنين منها.
1) حرب ضخمة ضد أورشليم: وتسقط أورشليم، ويحدث زلزال رهيب فينشق جبل الزيتون، ويتكون منفذ ليهرب منه البقية التي آمنت. وبعد هذا المجيء الثاني = "ويأتي الرب إلهي وجميع القديسين معك".
2) وعود بالبركة للكنيسة: ويُشرق نور الأبدية وسط مساء هذا العالم "في وقت المساء يكون نور"
ومن علامات هذه الأيام: الشمس لا تُعطي نورها = "الدراري تنقبض" والدراري هي كواكب السماء. ففي الأبدية أمام نور المسيح يكون نور الشمس كلا شيء بل لن نحتاج لنورها فالمسيح نور أورشليم السماوية (رؤ5:22). وهُناك يفيض الروح القدس دائمًا بغزارة "مِيَاهًا حَيَّةً تَخْرُجُ مِنْ أُورُشَلِيمَ.. إِلَى الْبَحْرِ الشَّرْقِيِّ (البحر المتوسط) وَالْبَحْرِ الْغَرْبِيِّ (البحر الميِّت) (حدود أورشليم)" (رؤ 7: 17)
فالروح القدس يُحوِّل الملوحة القاتلة إلى حياة أبدية وفرح.
وهناك لا خطايا: تتحول الأرض كلها كالعربة (سهل مُنبسط).
بلا مرتفعات (كبرياء) وبلا منخفضات (عثرات وصِغر نفس).
وهناك لاَ يَكُونُ بَعْدُ لَعْنٌ. فَتُعْمَرُ أُورُشَلِيمُ بِالأَمْنِ = سلام أبدي.
3) رعب الأشرار في الدينونة: عكس ما مضى، فمن رفض المسيح تقع عليه آلامًا مُرعبة في جهنم. ولكن مسيحنا الخارج من سبط يهوذا حارب وجمع كُلْ أولاده في السماء حتى لا يهلك منهم أحد "وَيَهُوذَا (المسيح الخارج من سبط يهوذا) أَيْضًا تُحَارِبُ أُورُشَلِيمَ (تترجم تُحارب عند أورشليم) وَتُجْمَعُ ثَرْوَةُ كُلِّ الأُمَمِ (كل من كان ذهب أو فضة يُنقيه المسيح ويُخلصه)... ذَهَبٌ..."، أمَّا من سلك في شهواته كالبهائم يهلك. وَكَذَا تَكُونُ ضَرْبَةُ الْخَيْلِ وَالْبِغَالِ...
4) صورة للأبدية وأفراحها: المؤمنين الذين جاءوا على أورشليم يصعدون من سنة إلى سنة لِيَسْجُدُوا لِلْمَلِكِ رَبِّ الْجُنُودِ وَلِيُعَيِّدُوا عِيدَ الْمَظَالِّ.. وَمَنْ لا يفعل يُحرم من المطر (لاَ يَكُونُ عَلَيْهِمْ مَطَرٌ).
عيد المظال = كانوا يعيشون فيه 7 أيام مُتغربين عن بيوتهم واليوم الثامن فرح عظيم. ومن عاش بروح الغُربة في العالم يحيا في فرح عظيم في الأبدية. ومن لا يفعل يخسر بركات الروح القدس = المطر. وكل من ينفصل عن الله مُعتمدًا على ما عنده من خيرات مادية يُحرم حتى من بركاته المادية (مثل النيل هو بركة مصر). وعلى المؤمنين هُنا أن يُقدِّسوا كُلْ قوتهم وطاقاتهم لحساب الله "يكون على أجراس الخيل قُدس للرب".
ومن يفعل يمتلئ من حياة المسيح = "والقدور في بيت الرب تكون كالمناضح".
المؤمن يكون كالقدر = إناء خزفي... "لنا هذا الكنز في أوان خزفية" (2كو7:4).
والمناضح آنية تملأ بدم الذبيحة، والدم هو حياة نأخذها في سر الإفخارستيا. وكل المؤمنين مُقدَّسين للرب أي مُكرَّسين له "في ذلك اليوم لا يكون بعد كنعاني في بيت رب الجنود".
الكنعاني
= تُجَّار غشاشين من أصل كنعاني. والكنعانيين ملعونين.وهذه هي السماء. الكُلْ في فرح، مكرِّسين كُلْ طاقاتهم للرب بلا لعنة فقد زالت اللعنة، مملوئين من الروح ومن حياة المسيح. ولا يدخُل خاطئ لهذا المكان (رؤ27:21).
_____
(1) توضيح من الموقع: الأربعة أصوام هي:
← تفاسير أصحاحات زكريا: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14
الفهرس |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير زكريا 14 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/ajm7k43