St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   43-Sefr-Zakarya
 

شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص أنطونيوس فكري

زكريا 1 - تفسير سفر زكريا

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب زكريا:
تفسير سفر زكريا: مقدمة سفر زكريا | زكريا 1 | زكريا 2 | زكريا 3 | زكريا 4 | زكريا 5 | زكريا 6 | زكريا 7 | زكريا 8 | زكريا 9 | زكريا 10 | زكريا 11 | زكريا 12 | زكريا 13 | زكريا 14 | دراسة في زكريا

نص سفر زكريا: زكريا 1 | زكريا 2 | زكريا 3 | زكريا 4 | زكريا 5 | زكريا 6 | زكريا 7 | زكريا 8 | زكريا 9 | زكريا 10 | زكريا 11 | زكريا 12 | زكريا 13 | زكريا 14 | سفر زكريا كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

نجد في الإصحاحات الستة الأولى (1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6) تسع رؤى.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

آية (1): "فِي الشَّهْرِ الثَّامِنِ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ لِدَارِيُوسَ، كَانَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلَى زَكَرِيَّا بْنِ بَرَخِيَّا بْنِ عِدُّو النَّبِيِّ قَائِلًا:"

قبل السبي كان الأنبياء يؤرخون كتاباتهم بمدة حكم ملوك يهوذا أو إسرائيل، ولكن كما يظهر هنا فبعد السبي أصبح التاريخ راجع للملوك الوثنيين، وهذا نتيجة الخطية. ومن المحتمل أن يكون هذا النبي هو الذي أشار إليه السيد المسيح بأن اليهود قتلوه بين الهيكل والمذبح حين هرب إلى الهيكل منهم فقتلوه هناك. وهو لجأ للهيكل لأنه كان كاهنًا (مت35:23).

 

آية (2): "« قَدْ غَضِبَ الرَّبُّ غَضَبًا عَلَى آبَائِكُمْ."

غضب الرب= هو لم يذكر التفاصيل حتى لا يجرحهم وهم عائدون من السبي. خصوصًا أن موضوع نبوته يختص بالرجاء. ولكن كان في صورة خراب أورشليم والهيكل أمامهم درسًا واضحًا عن آثار الخطية وعلامات غضب الله. غضب الرب غضبًا= إعلانًا عن الغضب الشديد.

 

آية (3): "فَقُلْ لَهُمْ: هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: ارْجِعُوا إِلَيَّ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ، فَأَرْجِعَ إِلَيْكُمْ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ."

رب الجنود= تكررت هنا 3 مرات، ربما إشارة للثالوث القدوس. وقوله رب الجنود إشارة لأن الله له جنوده القادرين على تنفيذ أوامره. فكأنه يطمئنهم حتى لا يخافوا فهو المسئول عن العمل. ارجعوا إليَّ = هذا صوت نداء الروح القدس الذي سمعه الابن الضال فرجع. وكلمة "ارْجِعُوا إِلَيَّ" تظهر أنهم هم أيضًا قد أخطأوا مثل آبائهم، وليس آبائهم فقط هم المخطئين، ومن أخطائهم إهمالهم بناء الهيكل. والرجوع ليس هو الرجوع من سبي بابل، بل هو الرجوع من سبي إبليس أي من الخطية بالتوبة (ار19:15).

 

الآيات (5،4): "لاَ تَكُونُوا كَآبَائِكُمُ الَّذِينَ نَادَاهُمُ الأَنْبِيَاءُ الأَوَّلُونَ قَائِلِينَ: هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الشِّرِّيرَةِ وَعَنْ أَعْمَالِكُمُ الشِّرِّيرَةِ. فَلَمْ يَسْمَعُوا وَلَمْ يُصْغُوا إِلَيَّ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ. آبَاؤُكُمْ أَيْنَ هُمْ؟ وَالأَنْبِيَاءُ هَلْ أَبَدًا يَحْيَوْنَ؟"

لا تكونوا كأبائكم= أي لا تقسوا قلوبكم كما في الإسخاط (عب 3: 8، 15). فالآباء قد ماتوا، والأنبياء قد ماتوا أيضًا. ولكن هؤلاء ماتوا في إيمانهم وأولئك في خطاياهم ولم يبقى بعد موت هؤلاء وأولئك سوى أعمالهم. وهذا القول ليحثهم على أن يتوبوا ويرجعوا لله، وأن يفهموا أن الحياة قصيرة، وها عمل جليل ألا وهو بناء الهيكل، مطلوب منهم فليعملوه.

 

آية (6): "وَلكِنْ كَلاَمِي وَفَرَائِضِي الَّتِي أَوْصَيْتُ بِهَا عَبِيدِي الأَنْبِيَاءَ، أَفَلَمْ تُدْرِكْ آبَاءَكُمْ؟ فَرَجَعُوا وَقَالُوا: كَمَا قَصَدَ رَبُّ الْجُنُودِ أَنْ يَصْنَعَ بِنَا كَطُرُقِنَا وَكَأَعْمَالِنَا، كَذلِكَ فَعَلَ بِنَا»."

بينما أن الآباء والأنبياء قد ماتوا إلاّ أن كلمة الله وفرائضه لا تموت، بل أن الحياة هي في الالتصاق بفرائض الله. والأنبياء أخبروا آبائهم بنتيجة أعمالهم وتحقق ما قالوه، لقد أدركوا كلام الله الذي لا يموت، والمعنى أن كلام الله وفرائضه هي التي تحيا وليس البشر. فرجعوا وقالوا= هم عرفوا أن عقوبتهم كانت بحسب كلام الله، والله يقول هذا لهم كأنه يود أن يقول لماذا تعاندون أنتم أيضًا فتُعاقبوا كآبائكم.

 

St-Takla.org Image: "On the twenty-fourth day of the eleventh month, which is the month Shebat, in the second year of Darius, the word of the Lord came to Zechariah the son of Berechiah, the son of Iddo the prophet: I saw by night, and behold, a man riding on a red horse, and it stood among the myrtle trees in the hollow; and behind him were horses: red, sorrel, and white. Then I said, “My lord, what are these?” So the angel who talked with me said to me, “I will show you what they are.” And the man who stood among the myrtle trees answered and said, “These are the ones whom the Lord has sent to walk to and fro throughout the earth.”" (Zechariah 1: 7-10) - G. Wright - from "The Bible and its Story" book, authored by Charles Horne, 1909. صورة في موقع الأنبا تكلا: "في اليوم الرابع والعشرين من الشهر الحادي عشر، هو شهر شباط. في السنة الثانية لداريوس، كانت كلمة الرب إلى زكريا بن برخيا بن عدو النبي قائلا: رأيت في الليل وإذا برجل راكب على فرس أحمر، وهو واقف بين الآس الذي في الظل، وخلفه خيل حمر وشقر وشهب. فقلت: «يا سيدي، ما هؤلاء؟» فقال لي الملاك الذي كلمني: «أنا أريك ما هؤلاء». فأجاب الرجل الواقف بين الآس وقال: «هؤلاء هم الذين أرسلهم الرب للجولان في الأرض»." (زكريا 1: 7-10) - رسم الفنان ج. و. رايت - من كتاب "الإنجيل وقصته"، إصدار تشارلز هورن، 1909.

St-Takla.org Image: "On the twenty-fourth day of the eleventh month, which is the month Shebat, in the second year of Darius, the word of the Lord came to Zechariah the son of Berechiah, the son of Iddo the prophet: I saw by night, and behold, a man riding on a red horse, and it stood among the myrtle trees in the hollow; and behind him were horses: red, sorrel, and white. Then I said, “My lord, what are these?” So the angel who talked with me said to me, “I will show you what they are.” And the man who stood among the myrtle trees answered and said, “These are the ones whom the Lord has sent to walk to and fro throughout the earth.”" (Zechariah 1: 7-10) - G. Wright - from "The Bible and its Story" book, authored by Charles Horne, 1909.

صورة في موقع الأنبا تكلا: "في اليوم الرابع والعشرين من الشهر الحادي عشر، هو شهر شباط. في السنة الثانية لداريوس، كانت كلمة الرب إلى زكريا بن برخيا بن عدو النبي قائلا: رأيت في الليل وإذا برجل راكب على فرس أحمر، وهو واقف بين الآس الذي في الظل، وخلفه خيل حمر وشقر وشهب. فقلت: «يا سيدي، ما هؤلاء؟» فقال لي الملاك الذي كلمني: «أنا أريك ما هؤلاء». فأجاب الرجل الواقف بين الآس وقال: «هؤلاء هم الذين أرسلهم الرب للجولان في الأرض»." (زكريا 1: 7-10) - رسم الفنان ج. و. رايت - من كتاب "الإنجيل وقصته"، إصدار تشارلز هورن، 1909.

آية (7): "فِي الْيَوْمِ الرَّابعِ وَالْعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ الْحَادِي عَشَرَ، هُوَ شَهْرُ شَبَاطَ. فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ لِدَارِيُوسَ، كَانَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلَى زَكَرِيَّا بْنِ بَرَخِيَّا بْنِ عِدُّو النَّبِيِّ قَائِلًا:"

الآن حل شهر شباط= فبراير. الذي تفرخ فيه أشجار الآس وتفوح رائحتها الطيبة. وربما كان النبي يقضي يومه راكعًا في ظلال هذه الأشجار مصليًا للرب "إلى متى يا رب لا ترحم" ناظرًا للهيكل الخرب ومشتاقًا لممارسة كهنوته. فوهبه الله هذه الرؤيا لأشجار الآس. والآس هنا يشير لليهود فهو من شجر فلسطين المحلي، وَالشَّهْرِ الْحَادِي عَشَرَ= أي بعد 5 أشهر من البدء في بناء الهيكل.

 

آية (8): "رَأَيْتُ فِي اللَّيْلِ وَإِذَا بِرَجُل رَاكِبٍ عَلَى فَرَسٍ أَحْمَرَ، وَهُوَ وَاقِفٌ بَيْنَ الآسِ الَّذِي فِي الظِّلِّ، وَخَلْفَهُ خَيْلٌ حُمْرٌ وَشُقْرٌ وَشُهْبٌ."

رجل راكب على فرس أحمر= هو الرب يسوع، ففي آيات (11، 12) يسمى ملاك الرب (فهكذا يسمى المسيح في العهد القديم يش13:5 + قض3:13) وفي آية (13) يسمى الرب صراحة. وقد رآه بَيْنَ الآسِ الَّذِي فِي الظِّلِّ = الرب يسوع وسط الآس فهو الحارس لشعبه، ومعه ملائكة يكلفهم ليعينوا شعبه. وكما عاد الآس للازدهار بعد فترة الشتاء، عاد الشعب لأرضه مزدهرين بعد أن كانوا في السبي. وكون الأشجار في الظل فهذا إشارة لأن العهد القديم هو ظل للعهد الجديد (عب1:10). وكان المسيح ما زال مختبئًا في ظلال نبوات العهد القديم. والظل هو ظل الجبال المحيطة، وهذه الجبال هي جبال العهد القديم، وهي جبال خصبة بسبب كثرة نصوص الكتاب عن المسيح المتجسد. ففكرة التجسد كانت ما زالت في ظلال النبوات، غير واضحة. رأيت في الليل= أي خلال العهد القديم فلم يكن شمس البر قد ظهر بعد. وَإِذَا بِرَجُل رَاكِبٍ عَلَى فَرَسٍ أَحْمَرَ = وكان راكبًا فرس أحمر إشارة للدم والآلام التي سيقابلها لتدبير الخلاص. وَخَلْفَهُ خَيْلٌ حُمْرٌ وَشُقْرٌ وَشُهْبٌ = هؤلاء هم الملائكة الذين يرسلهم الرب ليساعدوا في تهيئة الجو العام لبناء الهيكل (كما سيأتي في آية 11) مثل تهيئة جو ساكن وسلام عام، وإقناع الملك بإصدار أمر بإعادة البناء. ونراهم هنا في صورة خيل، والخيل تستخدم في الحرب،فالملائكة الراكبين عليها مستعدون للحرب في صف شعب الرب. والرب كان راكبًا على فرس فهو أتى ليحارب إبليس. وهذا دائمًا هو عمل الملائكة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). [راجع دا 20:10] فهم يحاربون الشياطين التي تهاجم شعب الله وذلك لمعونة شعب الله، فهم أرواح خادمة (عب14:1). والألوان المتعددة للخيل تعني تعدد أنواع الخدمات والمواهب التي يقدمها هؤلاء الملائكة. فهناك حمر= إشارة للحرب، فنحن نجد أن ملاكًا واحدًا أهلك 185,000من جيش أشور (أش36:37). [وراجع دا 13:10] لترى عمل الملاك ميخائيل. وهناك شُهْبٌ = أي لونهم أبيض رمز للسلام، فنحن نرى الملاك جبرائيل رسول البشائر المفرحة. وهناك ملائكة تخطط لانتشار السلام على الأرض (زك11:1). وهناك شُقْرٌ = وفي ترجمات أخرى "منقطة" أو "أحمر مائل للسواد"، وقد تشير هذه لحال وسط تتداخل فيه عناصر الاضطراب والنزاع، لكنها تتسم عمومًا بتحقيق السلام والازدهار. هم ملائكة وهم جنود الرب، لذلك يقفون خَلْفَهُ = فهو رب الجنود. عملهم عمومًا تنفيذ تدبير الرب. ويمكننا القول أن الملائكة كأرواح خادمة هي تساند الكنيسة في كل الأوقات فالحمر (خَيْلٌ حُمْرٌ) تساندها وقت الإضطهادات الدموية (كأيام الدولة الرومانية)، والشهب (خَيْلٌ.. شُهْبٌ) تساند الكنيسة في أوقات السلام ليحفظ هذا السلام، والشقر (خَيْلٌ.. شُقْرٌ) يساندون الكنيسة في أوقات انتشار الهرطقات والخطايا وهذه تؤدي للموت الروحي.

 

St-Takla.org Image: "I saw by night, and behold, a man riding on a red horse, and it stood among the myrtle trees in the hollow; and behind him were horses: red, sorrel, and white" (Zechariah 1: 8) - Unknown illustrator. صورة في موقع الأنبا تكلا: "رأيت في الليل وإذا برجل راكب على فرس أحمر، وهو واقف بين الآس الذي في الظل، وخلفه خيل حمر وشقر وشهب" (زكريا 1: 8) - لفنان غير معروف.

St-Takla.org Image: "I saw by night, and behold, a man riding on a red horse, and it stood among the myrtle trees in the hollow; and behind him were horses: red, sorrel, and white" (Zechariah 1: 8) - Unknown illustrator.

صورة في موقع الأنبا تكلا: "رأيت في الليل وإذا برجل راكب على فرس أحمر، وهو واقف بين الآس الذي في الظل، وخلفه خيل حمر وشقر وشهب" (زكريا 1: 8) - لفنان غير معروف.

آية (9): "فَقُلْتُ: «يَا سَيِّدِي، مَا هؤُلاَءِ؟» فَقَالَ لِي الْمَلاَكُ الَّذِي كَلَّمَنِي: «أَنَا أُرِيكَ مَا هؤُلاَءِ»."

الملاك الذي كلمه ملاك عادي أرسله الرب الجالس على الفرس الأحمر ليشرح للنبي.

 

آية (10): "فَأَجَابَ الرَّجُلُ الْوَاقِفُ بَيْنَ الآسِ وَقَالَ: «هؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ أَرْسَلَهُمُ الرَّبُّ لِلْجَوَلاَنِ فِي الأَرْضِ»."

للجولان في الأرض= أي للعمل على تنفيذ مشيئة الرب وخطته، فالرب هو ضابط الكل.

 

آية (11): "فَأَجَابُوا مَلاَكَ الرَّبِّ الْوَاقِفِ بَيْنَ الآسِ وَقَالُوا: «قَدْ جُلْنَا فِي الأَرْضِ وَإِذَا الأَرْضُ كُلُّهَا مُسْتَرِيحَةٌ وَسَاكِنَةٌ»."

الأَرْضُ.. مُسْتَرِيحَةٌ وَسَاكِنَةٌ = تعني أن الله دبر كل شيء وهيأ فرصة سلام عام في المملكة بعد فترة حروب، وجعل داريوس يصدر أمرًا بإعادة البناء. وعليهم أن ينتهزوا هذه الفرصة ويقوموا بالبناء بدلًا من الاهتمام بتزيين بيوتهم وإهمال بناء بيت الرب، وعبارة الأَرْضُ.. مُسْتَرِيحَةٌ وَسَاكِنَةٌ هي كلمات عتاب للشعب على خمولهم وراحتهم وعدم اهتمامهم، فهم بلا عذر في إهمالهم.

 

آية (12): "فَأَجَابَ مَلاَكُ الرَّبِّ وَقَالَ: «يَا رَبَّ الْجُنُودِ، إِلَى مَتَى أَنْتَ لاَ تَرْحَمُ أُورُشَلِيمَ وَمُدُنَ يَهُوذَا الَّتِي غَضِبْتَ عَلَيْهَا هذِهِ السَّبْعِينَ سَنَةً؟»"

فأجاب ملاك الرب وقال. يا رب الجنود= هذه تساوي "قال الرب لربي" (مز1:110 + مت44:22، 45). فملاك الرب هنا هو الابن، ورب الجنود هنا هو الآب. إِلَى مَتَى.. لاَ تَرْحَمُ = هذا قول الابن المشتاق للتجسد ليخلص شعبه (اش 27: 2-5). هذه الآية نرى فيها سر الثالوث. ونرى فيها شفاعة المسيح الموجهة للآب.

 

آية (13): "فَأَجَابَ الرَّبُّ الْمَلاَكَ الَّذِي كَلَّمَنِي بِكَلاَمٍ طَيِّبٍ وَكَلاَمِ تَعْزِيَةٍ."

هنا استجابة الشفاعة، فتجسد المسيح فيه رحمة لأورشليم وإنقاذها من السبي. هذا هو الكلام الطيب وكلام التعزية، الخلاص بالمسيح من سبي إبليس. وَالرَّبُّ في هذه الآية هو ملاك الرب أي ابن الله، والملاك هنا هو الملاك الذي أرسله الرب ليبشر زكريا = كلمني بكلام طيب. ولاحظ أن الرب في هذه الآية أي الابن لم ينتظر ردًا من الآب، فالآب والابن واحد.

 

آية (14): "فَقَالَ لِي الْمَلاَكُ الَّذِي كَلَّمَنِي: «نَادِ قَائِلًا: هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: غِرْتُ عَلَى أُورُشَلِيمَ وَعَلَى صِهْيَوْنَ غَيْرَةً عَظِيمَةً."

غِرْتُ.. غَيْرَةً = الغيرة هي حب غير عادي وقد أثمر الصليب وبه بدأ بناء هيكل جسد المسيح.

 

آية (15): "وَأَنَا مُغْضِبٌ بِغَضَبٍ عَظِيمٍ عَلَى الأُمَمِ الْمُطْمَئِنِّينَ. لأَنِّي غَضِبْتُ قَلِيلًا وَهُمْ أَعَانُوا الشَّرَّ."

مغضب بغضب عظيم= هذا يعبر عن استياء الله الشديد من أعداء كنيسته الذين يسميهم الأمم المطمئنين= فهم يهاجمون شعب الله، ولا يفتكروا في أن الله سيعاقبهم على هذا (وكان هذا فكر الشياطين). وهم تصوروا أن الله حين سمح بتأديب شعبه كان هذا تخليًا عن شعبه، لكن كان غضب الله على شعبه غضبًا قليلًا لتأديبهم (لأَنِّي غَضِبْتُ قَلِيلًا)، وكان هذا بواسطة بابل لكنهم أعانوا الشر= بأن استغلوا محنتهم وزادوا في اضطهادهم.

 

الآيات (17،16): "لِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: قَدْ رَجَعْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ بِالْمَرَاحِمِ فَبَيْتِي يُبْنَى فِيهَا، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ، وَيُمَدُّ الْمِطْمَارُ عَلَى أُورُشَلِيمَ. نَادِ أَيْضًا وَقُلْ: هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: إِنَّ مُدُنِي تَفِيضُ بَعْدُ خَيْرًا، وَالرَّبُّ يُعَزِّي صِهْيَوْنَ بَعْدُ، وَيَخْتَارُ بَعْدُ أُورُشَلِيمَ»."

هنا 4 نبوات [1] بَيْتِي يُبْنَى = تمت هذه النبوة بعد 4 سنين من هذه الرؤيا [2] يمد المطمار على أورشليم = المطمار هو خيط البناء، وهذه النبوة تمت بعد حوالي 70 سنة حين بَنَى نحميا السور. [3] مُدُنِي تَفِيضُ.. خَيْرًا = وهذه تمت أيام حكم المكابيين حين حرروا أورشليم من حكم اليونانيين [4] يعزي صهيون= وهذه تمت بتجسد المسيح وإرسال الروح القدس. إلا أن الأربع نبوات يمكن فهمهم على بناء هيكل جسد المسيح وهو في نفس الوقت بناء الكنيسة والبركات التي تملأ الكنيسة إذ يملأها الروح القدس.

 

الآيات (18-21): "فَرَفَعْتُ عَيْنَيَّ وَنَظَرْتُ وَإِذَا بِأَرْبَعَةِ قُرُونٍ. فَقُلْتُ لِلْمَلاَكِ الَّذِي كَلَّمَنِي: «مَا هذِهِ؟» فَقَالَ لِي: «هذِهِ هِيَ الْقُرُونُ الَّتِي بَدَّدَتْ يَهُوذَا وَإِسْرَائِيلَ وَأُورُشَلِيمَ». فَأَرَانِي الرَّبُّ أَرْبَعَةَ صُنَّاعٍ. فَقُلْتُ: «جَاءَ هؤُلاَءِ، مَاذَا يَفْعَلُونَ؟» فَأَجَابَ: «هذِهِ هِيَ الْقُرُونُ الَّتِي بَدَّدَتْ يَهُوذَا حَتَّى لَمْ يَرْفَعْ إِنْسَانٌ رَأْسَهُ. وَقَدْ جَاءَ هؤُلاَءِ لِيُرْعِبُوهُمْ وَلِيَطْرُدُوا قُرُونَ الأُمَمِ الرَّافِعِينَ قَرْنًا عَلَى أَرْضِ يَهُوذَا لِتَبْدِيدِهَا»."

قرون= القرون تشير للقوة لأن اليهود ألفوا رعاية الغنم ويعرفون قوة ضربات قرونها، وهنا يشبه ضربات أعداء الكنيسة بضربات القرون (مز21:22 + دا 21:7، 22 + مي13:4) حيث نرى القرون إشارة للقوة والسلطان، وقد تكون هذه القرون الأربعة رمزًا لأشور وبابل والفرس واليونان، لكن رقم (4) يشير للعمومية فهو يشير للاتجاهات الأربعة أي لكل مكان فأعداء الكنيسة هم في كل مكان. ولكن ما يعزينا أنه بعدد القرون هناك صناع. فمقابل الأربعة قرون هناك أربعة صناع، فالصناع أيضًا في كل مكان. وهؤلاء وراء القرون يرعبونهم ويطردونهم (لِيُرْعِبُوهُمْ وَلِيَطْرُدُوا) = فالله بعد أن يسمح للقرون بتأديب كنيسته يرسل صناعًا وراء القرون ليرعبهم، ويطردهم، وكلمة صناع تترجم حدادين أو صاحب حرفة، وعمل الحداد أنه يستعمل مبرد ليأكل في الحديد. فهؤلاء الصناع يبردون القرون أي يجعلونهم يتآكلون = يطردونهم (لِيَطْرُدُوا)، بعد انتهاء مهمة التأديب. ومن أمثلة ذلك كان فرعون قرنًا ضد شعب الله، ولكن موسى كان صانعًا وراءه. وآريوس كان قرنًا وأثناسيوس كان صانعًا وراءه. وقد يستخدم الله صناعًا ضد القرون من خارج شعبه، فالله استخدم بابل لطرد أشور واستخدم كورش لطرد بابل، فالله دائمًا يخلص شعبه بإزالة هذه القرون التي تسبب الضيقات لشعبه بعد أن تنهي هذه القرون عملها التأديبي.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات زكريا: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Antonious-Fekry/43-Sefr-Zakarya/Tafseer-Sefr-Zakaria__01-Chapter-01.html

تقصير الرابط:
tak.la/vkb9pc4