* تأملات في كتاب
لوقا: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38
الأَصْحَاحُ الحادي والعشرون
(1) فِلْسَا الأرملة (ع1 -4)
(2) خراب الهيكل (ع5 -7)
(3) علامات قبل مجيء المسيح (ع8 - 11)
(4) اضطهاد المؤمنين (ع12-19)
(5) حصار أورشليم وخرابها (ع20-24)
(6) علامات في الكواكب (ع25-26)
(7) مجيء المسيح (ع27-28)
(8) شجرة التين (ع29-33)
(9) السهر الروحي (ع34-36)
(10) العمل والصلاح (ع37-38)
ذكرت هذه الحادثة في (مر12: 41-44).
1 وَتَطَلَّعَ فَرَأَى الأَغْنِيَاءَ يُلْقُونَ قَرَابِينَهُمْ فِي الْخِزَانَةِ، 2 وَرَأَى أَيْضًا أَرْمَلَةً مِسْكِينَةً أَلْقَتْ هُنَاكَ فَلْسَيْنِ. 3 فَقَالَ: «بِالْحَقِّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هذِهِ الأَرْمَلَةَ الْفَقِيرَةَ أَلْقَتْ أَكْثَرَ مِنَ الْجَمِيعِ، 4 لأَنَّ هؤُلاَءِ مِنْ فَضْلَتِهِمْ أَلْقَوْا فِي قَرَابِينِ اللهِ، وَأَمَّا هذِهِ فَمِنْ إِعْوَازِهَا، أَلْقَتْ كُلَّ الْمَعِيشَةِ الَّتِي لَهَا».
ع1: وقف المسيح مع تلاميذه بالقرب من أحد الصناديق الكبيرة الموضوعة بالهيكل في حجرة خاصة لتقديم العطايا، ورأى أغنياء اليهود يلقون عطاياهم في الصندوق فتحدث رنينًا قويًا لأنها معدنية وبكمية كبيرة.
ع2: ثم دخلت إمرأة فقيرة، وهي أرملة، وألقت فلسين في الصندوق في هدوء فلم يحدثا صوتًا والفلس هو أقل عملة يهودية والفلسان يساويان 1/10 من الدينار، وهذا يساوى حاليًا حوالي خمسة قروش مصرية.
ع3-4: مدح المسيح عطاء المرأة، بل عظمه عن باقي العطايا رغم أنه أصغر شيء مقدم في قيمته المادية، ولكن بالقياس بما عندها فقد أعطت كل شيء، أما الأغنياء فرغم القيمة الكبيرة التي أعطوها هي جزء صغير مما يفضل عن إحتياجاتهم. فالله ينظر إلى مقدار الحب الذي في القلب.
†
قد يكون كأس الماء البارد الذي تقدمه أعظم من خدمات كبيرة يقدمها غيرك، إن كان هذا كل الجهد الذي عندك. لذا لا تستهن بما يمكن أن تقدمه لله من صلوات وأصوام وعبادة وخدمة مهما كان صغيرًا، ولكن احرص أن تقدم كل ما عندك بحب وفرح فهو غالى جدًا في نظره.
ذُكر هذا الحديث في (مت24؛ مر13).
5 وَإِذْ كَانَ قَوْمٌ يَقُولُونَ عَنِ الْهَيْكَلِ إِنَّهُ مُزَيَّنٌ بِحِجَارَةٍ حَسَنَةٍ وَتُحَفٍ، قَالَ: 6 «هذِهِ الَّتِي تَرَوْنَهَا، سَتَأْتِي أَيَّامٌ لاَ يُتْرَكُ فِيهَا حَجَرٌ عَلَى حَجَرٍ لاَ يُنْقَضُ». 7 فَسَأَلُوهُ قَائِلِينَ: «يَا مُعَلِّمُ، مَتَى يَكُونُ هذَا؟ ومَا هِيَ الْعَلاَمَةُ عِنْدَمَا يَصِيرُ هذَا؟»
: قوم تلاميذ كما يذكر إنجيلًا متى ومرقس.
كان هيكل سليمان مزين بحجارة وتحف، وكانوا يجددون أبنيته وينتظرون أن المسيا يأتي ويجعله مقرًا له، فوقف التلاميذ مع المسيح يمدحون هذا البناء الروحي العظيم، فأنبأهم المسيح أن هذا البناء سيهدم ويخرب تمامًا.
ع7: ظن التلاميذ مثل باقي اليهود أن هذا الهيكل سيستمر حتى يوم الدينونة، فسألوا المسيح عن علامات النهاية حين يخرب الهيكل، ولم يعلموا أنه سيخرب عام 70 م بيد الرومان.
† لا تنبهر بمباهج العالم أو يتعلق قلبك بها لأنها زائلة، ولكن اهتم أن تعد قلبك هيكلًا لله بكثرة الصلوات والقراءات والتأملات.
8 فَقَالَ: «انْظُرُوا! لاَ تَضِلُّوا. فَإِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ بِاسْمِي قَائِلِينَ: إِنِّي أَنَا هُوَ! وَالزَّمَانُ قَدْ قَرُبَ! فَلاَ تَذْهَبُوا وَرَاءَهُمْ. 9 فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِحُرُوبٍ وَقَلاَقِل فَلاَ تَجْزَعُوا، لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ هذَا أَوَّلًا، وَلكِنْ لاَ يَكُونُ الْمُنْتَهَى سَرِيعًا». 10 ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «تَقُومُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ وَمَمْلَكَةٌ عَلَى مَمْلَكَةٍ، 11 وَتَكُونُ زَلاَزِلُ عَظِيمَةٌ فِي أَمَاكِنَ، وَمَجَاعَاتٌ وَأَوْبِئَةٌ. وَتَكُونُ مَخَاوِفُ وَعَلاَمَاتٌ عَظِيمَةٌ مِنَ السَّمَاءِ.
ع8:
حذر المسيح من التعلق بزمن مجيئه، لأن كثيرين سيظهرون في العالم ليضلوا الناس بأنه قد أتى المجيء الثاني، سواء بإعلان أنفسهم كمسحاء أو أصحاب مذاهب فكرية أو معجزات، مثل سيمون الساحر أيام الرسل، أو البدع الكثيرة التي تظهر حتى اليوم وبعضهم يحدد ميعاد نهاية الأيام.وللأسف يقال كل هذا تحت إسم المسيح، مع أنه لا علاقة له به كما يعلن في هذه الآية.
ع9-10: من علامات اقتراب نهاية العالم قيام الحروب بين الدول وقلاقل وثورات داخل بعضها.. كل هذا يعلن عدم استقرار العالم المادي ليرفع أعيننا نحو الأبدية، وستتكرر هذه الحروب ولكن ليس المنتهى بعد، إذ ما زالت هناك علامات أخرى كثيرة سنتكلم عنها.
ع11: ستعلن الطبيعة عدم استقرارها بشكل زلازل في الأرض، ومتاعب في الزراعة فلا تعطى الأرض غلتها، وتحدث مجاعات وكذلك تنتشر أمراض بشكل أوبئة تقتل كثيرين، بل وتظهر تقلبات في السماء مثل رعود وبروق وزوابع تعلن عدم استقرار السماء المادية لننتظر أرضًا جديدة وسماء جديدة في الأبدية.
† إذا ابتعد الإنسان عن الله، يضطرب كما بزلزال ويجوع لحرمانه من كلمة الله والتناول من الأسرار، وتنتشر أفكار ردية في داخله كالوباء، وتحدث صراعات داخلية بين الروح والجسد، بل حتى روحه أي سماءه تضطرب بأفكار كثيرة. لذا فالحل الوحيد هو الرجوع لله بالتوبة والإلتصاق به.
12 وَقَبْلَ هذَا كُلِّهِ يُلْقُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ، وَيُسَلِّمُونَكُمْ إِلَى مَجَامِعٍ وَسُجُونٍ، وَتُسَاقُونَ أَمَامَ مُلُوكٍ وَوُلاَةٍ لأَجْلِ اسْمِي. 13 فَيَؤُولُ ذلِكَ لَكُمْ شَهَادَةً. 14 فَضَعُوا فِي قُلُوبِكُمْ أَنْ لاَ تَهْتَمُّوا مِنْ قَبْلُ لِكَيْ تَحْتَجُّوا، 15 لأَنِّي أَنَا أُعْطِيكُمْ فَمًا وَحِكْمَةً لاَ يَقْدِرُ جَمِيعُ مُعَانِدِيكُمْ أَنْ يُقَاوِمُوهَا أَوْ يُنَاقِضُوهَا. 16 وَسَوْفَ تُسَلَّمُونَ مِنَ الْوَالِدِينَ وَالإِخْوَةِ وَالأَقْرِبَاءِ وَالأَصْدِقَاءِ، وَيَقْتُلُونَ مِنْكُمْ. 17 وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنَ الْجَمِيعِ مِنْ أَجْلِ اسْمِي. 18 وَلكِنَّ شَعْرَةً مِنْ رُؤُوسِكُمْ لاَ تَهْلِكُ. 19 بِصَبْرِكُمُ اقْتَنُوا أَنْفُسَكُمْ.
قبل مجيء المسيح الثاني.
يلقون أيديهم عليكم القبض على المؤمنين ومحاكمتهم وسجنهم وتعذيبهم.
يطردونكم يعني أنواع الاضطهادات والحرمان من الحقوق والإهانات المختلفة.
لأجل إسمى من أجل الإيمان بالمسيح وليس لأخطاء شخصية.
عندما يشعر الشيطان بقرب مجيء الرب، يضطهد المؤمنين محاولًا إبعادهم عن الإيمان، مستخدمًا في ذلك المجامع اليهودية المنتشرة في كل البلاد والسلطات الرومانية، وما زال يستخدم فئات وهيئات مختلفة لاضطهاد الحق الذي في أولاد الله، ولكن تمسكهم بإيمانهم يشهد بصدق ما آمنوا به، ويعلن سمو المسيحية وقوتها.
: لا تقلقوا لأجل ما ستردون به على اضطهادات واتهامات الأشرار لكم.
فمًا وحكمة: كلام الله على لسان المسيحيين أمام المضطهدين الذي يفحمهم ويظهر شرهم.
يطمئنا المسيح أنه سيعمل فينا عندما يضطهدنا الأشرار، فيعطينا حكمة وقوة تظهر ضعفهم، لأنها قوته الإلهية التي لا تُغُلَب، كما حدث على فم الشهداء الذين أظهروا عجز من يضطهدهم وآمن بذلك الكثير من غير المسيحيين بل واستشهدوا من أجل المسيح، وأحيانًا كان الولاة أنفسهم والمضطهدون يؤمنون ويستشهدون.
† ثق في قوة الله التي في داخلك عندما تواجه موقفًا صعبًا أو ضغوطًا من العالم. فقط صلِ وتمسك بالله وهو يدافع عنك.
ع16-17: ينبهنا المسيح أن الاضطهاد لا يأتي فقط من الغرباء أو الأعداء، بل أيضًا من أقرب المقربين مثل أعضاء الأسرة والأقارب والأصدقاء. فعندما يؤمن عضو في الأسرة بالمسيح يضطهده الآخرون، أو عندما يتمسك إنسان بالكنيسة يقاومه من حوله لعدم تقديرهم للحياة الروحية، حتى يشعر الإنسان أحيانًا أن الكل يبغضه ليشككه إبليس في إمكانية النجاح في حياته وسط العالم.
ع18-19: على الجانب الآخر، يعلن المسيح أن كل هذه الاضطهادات لا يمكن أن تؤذينا إلا بسماح منه بحسب احتمالنا، فلا يقدرون أن يضروا ولا شعرة واحدة من رؤوسنا.
فقط يطلب منا التمسك بالإيمان والصبر على هذه الضيقات، فنقتنى لأنفسنا خلاصًا أبديًا.
† لا تضطرب إذا قاومك كل من حولك. كن متضعًا واحتملهم وعاملهم بمحبة، وارجع إلى الكنيسة وأب اعترافك لتتأكد مما تتمسك به وثق أن الله يسندك.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
20 وَمَتَى رَأَيْتُمْ أُورُشَلِيمَ مُحَاطَةً بِجُيُوشٍ، فَحِينَئِذٍ اعْلَمُوا أَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ خَرَابُهَا. 21 حِينَئِذٍ لِيَهْرُبِ الَّذِينَ فِي الْيَهُودِيَّةِ إِلَى الْجِبَالِ، وَالَّذِينَ فِي وَسْطِهَا فَلْيَفِرُّوا خَارِجًا، وَالَّذِينَ فِي الْكُوَرِ فَلاَ يَدْخُلُوهَا، 22 لأَنَّ هذِهِ أَيَّامُ انْتِقَامٍ، لِيَتِمَّ كُلُّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ. 23 وَوَيْلٌ لِلْحَبَالَى وَالْمُرْضِعَاتِ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ! لأَنَّهُ يَكُونُ ضِيقٌ عَظِيمٌ عَلَى الأَرْضِ وَسُخْطٌ عَلَى هذَا الشَّعْبِ. 24 وَيَقَعُونَ بِفَمِ السَّيْفِ، وَيُسْبَوْنَ إِلَى جَمِيعِ الأُمَمِ، وَتَكُونُ أُورُشَلِيمُ مَدُوسَةً مِنَ الأُمَمِ، حَتَّى تُكَمَّلَ أَزْمِنَةُ الأُمَمِ.
ع20:
تنبأ المسيح عن خراب أورشليم، الذي سيتم عام 70 م بيد تيطس الروماني، وحصارها قبله بسنتين، وهذا إعلان بأنه قد قرب خرابها.
ع21-22: صلب اليهود المسيح ورفضوا الإيمان به، وأعطاهم فرصة بعد ذلك حوالي 40 سنة فلم يتوبوا ويؤمنوا، فغضب الرب وأخرب أورشليم، كما هو مكتوب بالأنبياء مثل دانيال وزكريا (دا 9: 26-27) (زك11، 14: 1-2)، لعلهم يفهمون ويتوبون بعد ذلك.
وينصح أولاده المؤمنين الساكنين في أورشليم أن يهربوا منها، والذين في بلاد اليهودية المحيطة بأورشليم أن يهربوا إلى الجبال حتى لا يقتلهم الرومان.
وقد أطاع المسيحيون تحذير المسيح، فيذكر التاريخ أنه لم يُقْتَل منهم أحد في خراب أورشليم، لأنهم هربوا سريعًا قبل أن يكمل الحصار.
ع23-24: أثناء الهرب من أورشليم يتعثر الضعفاء مثل الحبالى والمرضعات اللاتي يحملن أطفالهن. وهن يرمزن للضعفاء روحيًا، لأنهم يتعثرون عندما يهربون من الشر فيسقطون في الشهوات ويهلكون.
ويدوس الرومان الأمميون أورشليم ويقتلون من فيها، ويأسرونهم ويسبوهم إلى بلادهم.
وستظل أورشليم في قلاقل وتعب حتى يؤمن الأمم بالمسيح، وفي النهاية سيؤمن إسرائيل كما شرح بولس الرسول(رو11: 25-26).
† ليتك تتقوى روحيًا في وقت الراحة وترتبط بالكنيسة، حتى إذا حلت بك ضيقة لا تضطرب، بل تهرب إلى الله وتستنجد به فتعبر بسلام ولا تسقط في الخطية.
25 «وَتَكُونُ عَلاَمَاتٌ فِي الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَالنُّجُومِ، وَعَلَى الأَرْضِ كَرْبُ أُمَمٍ بحَيْرَةٍ. اَلْبَحْرُ وَالأَمْوَاجُ تَضِجُّ، 26 وَالنَّاسُ يُغْشَى عَلَيْهِمْ مِنْ خَوْفٍ وَانْتِظَارِ مَا يَأْتِي عَلَى الْمَسْكُونَةِ، لأَنَّ قُوَّاتِ السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ.
قبل مجيء المسيح، تظهر علامات في الشمس والقمر والنجوم، أي تكون هناك ظواهر طبيعية مزعجة واضحة لكل البشر، وتظهر أيضًا في البر والبحر وتسبب ضيق عام لكل الناس، حتى إذ يهتز كل شيء حولهم يتوبون ويستعدون للأبدية. فعندما يتحير الأمم من هذه الظواهر ويتعبون من الضيق والكرب المحيط بهم، يرجعون لله.. ويغطى الناس خوف عظيم من الكوارث التي حدثت ومما يمكن أن يحدث أكثر من هذا في كواكب السماء.
† عندما ترى أو تسمع عن تغيرات في الطبيعة، إعلم أنك تقترب من النهاية فتب وإستعد.
27 وَحِينَئِذٍ يُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا فِي سَحَابَةٍ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ. 28 وَمَتَى ابْتَدَأَتْ هذِهِ تَكُونُ، فَانْتَصِبُوا وَارْفَعُوا رُؤُوسَكُمْ لأَنَّ نَجَاتَكُمْ تَقْتَرِبُ».
ع27: عندما تكمل كل العلامات السابقة، يأتي المسيح من السماء في بهاء وعظمة ومعه صليبه على السحاب بلمعان شديد يظهر لكل العالم.
ع28: انتصبوا وارفعوا رؤوسكم
امتلأوا رجاءً ونشاطًا وجهادًا جادًا.يوصى أولاده المؤمنين عندما يرون هذه العلامات وظهور المسيح، أن يتشددوا في جهاد روحي لأن خلاصهم من الجسد قد اقترب، إذ يأخذهم المسيح إلى ملكوته السماوي.
† كن مثابرًا في جهادك طوال اليوم إلى آخر لحظة من حياتك، لأن إبليس لا يهدأ في حربه حتى تثبت في انتصاراتك وتنال المجد الأبدي، ولا تنزعج من سقطاتك بل قم سريعًا واثقًا من قوة الله التي تساندك، حتى يأخذك إلى الملكوت الذي أعده لك.
29 وَقَالَ لَهُمْ مَثَلًا: «اُنْظُرُوا إِلَى شَجَرَةِ التِّينِ وَكُلِّ الأَشْجَارِ. 30 مَتَى أَفْرَخَتْ تَنْظُرُونَ وَتَعْلَمُونَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَنَّ الصَّيْفَ قَدْ قَرُبَ. 31 هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا، مَتَى رَأَيْتُمْ هذِهِ الأَشْيَاءَ صَائِرَةً، فَاعْلَمُوا أَنَّ مَلَكُوتَ اللهِ قَرِيبٌ. 32 اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لاَ يَمْضِي هذَا الْجِيلُ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. 33 اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ، وَلكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ.
ع29-31: كما نعلم من ظهور الثمار على شجرة التين أن الصيف قد أتى، وهكذا أيضًا نعرف مواسم السنة من ثمار الأشجار، فعندما تحدث العلامات السابقة نعلم اقتراب مجيء الرب.
ع32-33: يتنبأ المسيح أيضًا، بأن خراب أورشليم سيتم في هذا الجيل. وفعلًا بعض السامعين قد عاشوا حتى رأوا خراب أورشليم.
ويؤكد المسيح أن كل كلمة قالها ستتم، فإن السماء والأرض تزولان ولكن كلام الله الذي أعلنه لنا لا يزول إلى الأبد، بل نظل نحيا به في الملكوت السماوي.
† إن كان كلام الله ثابت، فاهتم بقراءة الكتاب المقدس وحفظ الوصية في قلبك وتطبيقها في حياتك، فتحيا إلى الأبد.
34 «فَاحْتَرِزُوا لأَنْفُسِكُمْ لِئَلاَّ تَثْقُلَ قُلُوبُكُمْ فِي خُمَارٍ وَسُكْرٍ وَهُمُومِ الْحَيَاةِ، فَيُصَادِفَكُمْ ذلِكَ الْيَوْمُ بَغْتَةً. 35 لأَنَّهُ كَالْفَخِّ يَأْتِي عَلَى جَمِيعِ الْجَالِسِينَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ. 36 اِسْهَرُوا إِذًا وَتَضَرَّعُوا فِي كُلِّ حِينٍ، لِكَيْ تُحْسَبُوا أَهْلًا لِلنَّجَاةِ مِنْ جَمِيعِ هذَا الْمُزْمِعِ أَنْ يَكُونَ، وَتَقِفُوا قُدَّامَ ابْنِ الإِنْسَانِ».
ع34: بعد حديث المسيح عن خراب أورشليم وعلامات نهاية الأيام، مؤكدًا عدم الانشغال بالحساب الزمني ليوم مجيئه، أعلن خلاصة حديثه وهي الاحتراس من الانشغال بمباهج العالم وهمومه، فنفقد عقلنا وهدفنا، ونكون كالسكارى من شرب الخمر، ولا نستعد ليوم الدينونة الذي يفاجئنا ونحن غير مستعدين.
ع35: يعلن المسيح أن يوم الدينونة سيأتي فجأة كفخ الصياد الذي تسقط فيه الفريسة دون أن تشعر. وسيتعرض له كل البشر، وبالتالي يلزم للكل أن يستعدوا باليقظة الروحية.
ع36: تضرعوا
: الصلوات والجهاد الروحي.جميع هذا المزمع أن يكون: العلامات السابق ذكرها، التي تحل بالبشرية قبل يوم الدينونة، فلا تؤثر في أولاد الله أو تزعجهم إن كانوا متمسكين به ومستعدين في كل حين.
تقفوا قدام ابن الإنسان: الدينونة الأخيرة.
يقدم المسيح الحل الوحيد للنجاة من يوم الدينونة، وهو السهر الروحي، أي الاحتراس من مصادر الخطية والقيام منها بالتوبة إن سقطنا فيها، مع انشغال قلوبنا بالصلوات والعلاقة مع الله فنتعود الوجود معه ولا نخاف من مواجهته يوم الدينونة، بل نفرح لأنه يخلصنا من أتعاب العالم ويرفعنا إلى ملكوت.
†
ضع أمام عينيك في بداية كل يوم أنك ستموت وتواجه الله، فتكون حريصًا في كل تصرفاتك وكلامك وأفكارك وتحيا معه وتتمتع بعشرته، وتكون بهذا مستعدًا كل حين فلا تعود تخاف من الموت أو الدينونة الأخيرة.
37 وَكَانَ فِي النَّهَارِ يُعَلِّمُ فِي الْهَيْكَلِ، وَفِي اللَّيْلِ يَخْرُجُ وَيَبِيتُ فِي الْجَبَلِ الَّذِي يُدْعَى جَبَلَ الزَّيْتُونِ. 38 وَكَانَ كُلُّ الشَّعْبِ يُبَكِّرُونَ إِلَيْهِ فِي الْهَيْكَلِ لِيَسْمَعُوهُ.
أعطى المسيح نفسه مثالًا في السهر الروحي بالعمل المتواصل، فكان عمله طوال النهار هو التعليم في الهيكل بأورشليم والاهتمام بكل النفوس، أما الليل فكان يقضيه في الصلاة كما تذكر باقي الأناجيل، ويبيت في بيت عنيا التي في الجبل بجوار أورشليم. [وهو هنا يحدثنا عن الثلاثة أيام الأولى من الأسبوع الأخير من حياته على الأرض (أسبوع الآلام)].
وأمام هذا الحب الفياض والخدمة الباذلة المرتبطة بحياة التأمل والصلاة في الجبل، اجتذب النفوس فكانت تسرع إليه مبكرة كل يوم لتسمعه في الهيكل.
† لتستند خدمتك على الصلاة والتأمل في كلمة الله، فتكون مشبعًا لكل من يسمعك.
← تفاسير أصحاحات إنجيل لوقا: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير لوقا 22 |
قسم
تفاسير العهد الجديد الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير لوقا 20 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/church-encyclopedia/luke/chapter-21.html
تقصير الرابط:
tak.la/qqxd6g3