* تأملات في كتاب
لوقا: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32
الأَصْحَاحُ الخامس عشر
(1) مَثَل الخروف الضال (ع1 -7)
(2) مَثَل الدرهم المفقود (ع8 -10)
(3) مَثَل الابن الضال (ع11 - 32)
ورد هذا المثل في (مت18: 12-14).
1 وَكَانَ جَمِيعُ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ يَدْنُونَ مِنْهُ لِيَسْمَعُوهُ. 2 فَتَذَمَّرَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَالْكَتَبَةُ قَائِلِينَ: «هذَا يَقْبَلُ خُطَاةً وَيَأْكُلُ مَعَهُمْ!». 3 فَكَلَّمَهُمْ بِهذَا الْمَثَلِ قِائِلًا: 4 «أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ لَهُ مِئَةُ خَرُوفٍ، وَأَضَاعَ وَاحِدًا مِنْهَا، أَلاَ يَتْرُكُ التِّسْعَةَ وَالتِّسْعِينَ فِي الْبَرِّيَّةِ، وَيَذْهَبَ لأَجْلِ الضَّالِّ حَتَّى يَجِدَهُ؟ 5 وَإِذَا وَجَدَهُ يَضَعُهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ فَرِحًا، 6 وَيَأْتِي إِلَى بَيْتِهِ وَيَدْعُو الأَصْدِقَاءَ وَالْجِيرَانَ قَائِلًا لَهُمُ: افْرَحُوا مَعِي، لأَنِّي وَجَدْتُ خَرُوفِي الضَّالَّ! 7 أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ هكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ فِي السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ.
يدنون منه ليسمعوه: شعروا بحاجتهم لسماع تعاليمه التي فيها رجاء للخطاة بالتوبة والحياة مع الله.
هذا يقصدون تحقير المسيح لأنه خالط الخطاة.
يأكل معهم تمادى في معاشرة الخطاة، وكان المسيح يقصد أن يجد بهذا فرصة أكبر لتعليمهم وجذبهم للتوبة.
كانت الشريعة تقضى بتجنب الأشرار حتى لا نشترك في شرورهم، ولكن الفريسيين والكتبة كانوا مغالين في تنفيد الشريعة وذلك بسبب كبريائهم، فاحتقروا الخطاة وكذلك من يجمعون الضرائب (العشارين) لارتباط جمع الضرائب بالقسوة والاستغلال ومحبة المال، وتغافلوا عن أهمية رعاية الخطاة وجذبهم للتوبة، بل في مغالاتهم اتهموا المسيح بالشر لأنه خالطهم، مع أن المسيح كان مهتما بدعوة الخطاة للتوبة، لذا رحب بهم واستطاع أن يجذب بعضهم ليس فقط للتوبة، بل للخدمة مثل القديس متى الإنجليى الذي كان عشارًا.
ع3: لأن محبة الخطاة والإشفاق عليهم كانت بعيدة عن قلوب الفريسيين، قدمها لهم المسيح في مثل لعلهم يفهمون وتلين قلوبهم.
ع4: حتى يجده: لا يستريح الراعى ويظل يبحث عن خروفه الضال حتى يعثر عليه ويرجع إلى الحظيرة.
المثل الذي قدمه هو إنسان له مائة خروف يرعون في البرية حيث الخضرة، وعند رجوعه بهم إلى حظيرتهم وجد واحدًا منهم ناقصًا، فترك التسعة والتسعين وخرج يبحث عن الخروف الضال.
الراعى يرمز للمسيح، الذي ترك خرافه التسعة والتسعين، وهم الملائكة، في الحظيرة التي هي السماء، وتجسد ليبحث عن آدم وبنيه "الخروف الضال".
ويوضح هنا أهمية النفس الواحدة التي يبحث عنها الراعي أو الخادم ولا ينشغل بالتسعة والتسعين المواظبين على الكنيسة، لأن التسعة والتسعين مضمونون لتمسكهم بالله، أما الإنسان الذي ضل فهو محتاج أكثر من الكل.
ع5-6: عندما وجد الراعى الخروف الضال لم يوبخه إذ وجده منهكًا من ضلاله ومشيه الطويل، فحمله على كتفيه بحب وفخر لأن له قيمة عظيمة في قلبه، وعاد به إلى الحظيرة ودعا محبيه ليفرحوا معه بالخروف الضال الذي عاد ليعيش مع إخوته.
وكما حمل المسيح خطايانا على كتفيه عندما عُلِق على الصليب ثم نزل إلى الحجيم وأصعد آدم وبنيه، وتهللت الملائكة في الفردوس برجوع الإنسان لمكانه الأول معهم، كذلك تفرح الكنيسة كلها برجوع الخاطئ، ويهتم به الخادم أكثر من الكل ليشفى جراحاته التي جُرح بها في فترة ضلاله، كما يهتم أفراد الكنيسة بالترحيب به.
ع7: السماء تفرح برجوع الخاطئ لأنه كان مفقودًا، أما التسعة والتسعين فهم مطمئنين في علاقتهم بالله. بالإضافة إلى أن الخاطئ عندما يرجع يكون متحمسًا لتعويض ما فاته، فنيدفع في الطريق الروحي وقد يفوق الذين لم يضلوا مثله لتراخى بعضهم.
وهناك تفسير آخر أن التسعة والتسعين بارًا هم أبرارا في أعين أنفسهم، فيشعرون أنهم غير محتاجين للتوبة، وبالتالي فالسمائيون يفرحون بهذا الخاطئ الواحد لأنه تائب.
† لا تنشغل بالكثيرين وتنسى الإنسان البعيد، بل أعطه من محبتك حتى لو تعبت كثيرًا لأجله، وإن رفض محبتك لا تنساه في صلاتك، وكرر المحاولة في البحث عنه قدر ما تحتمل.
8 «أَوْ أَيَّةُ امْرَأَةٍ لَهَا عَشْرَةُ دَرَاهِمَ، إِنْ أَضَاعَتْ دِرْهَمًا وَاحِدًا، أَلاَ تُوقِدُ سِرَاجًا وَتَكْنُسُ الْبَيْتَ وَتُفَتِّشُ بِاجْتِهَادٍ حَتَّى تَجِدَهُ؟ 9 وَإِذَا وَجَدَتْهُ تَدْعُو الصَّدِيقَاتِ وَالْجَارَاتِ قَائِلَةً: افْرَحْنَ مَعِي لأَنِّي وَجَدْتُ الدِّرْهَمَ الَّذِي أَضَعْتُهُ. 10 هكَذَا، أَقُولُ لَكُمْ: يَكُونُ فَرَحٌ قُدَّامَ مَلاَئِكَةِ اللهِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ.
ع8:
كان من بين سامعيه بعض الرعاة، فأعطاهم مثل الخروف الضال، ووجد أيضًا بعض النساء فأعطى مثل الدرهم المفقود، ليؤكد أهمية النفس الواحدة في نظره وليدعونا حتى نشفق على الخطاة والبعيدين.كانت المرأة اليهودية تُعطَى عشرة دراهم عند زواجها، فكان لها قيمة أكثر من قيمتها العادية. فإن ضاع أحدهم، تبحث عنه بإهتمام وتضيء سراجها لتكشف بعض الأركان المظلمة في منزلها ولا تستريح حتى تجده.
المرأة ترمز للكنيسة.
عشرة عدد يرمز للكمال.
فسقوط الإنسان جعل المسيح يتجسد، ليضئ بحياته كسراج للبشرية ويكشف لها طريق الخلاص بفحص جوانب حياتها (كنس البيت) من خلال تعاليمه المقدسة، ثم ينقذها بفدائه على الصليب ويعود بها إلى الفردوس.
†
ما أعظم واجب الخدام في البحث عن الإنسان البعيد في كل متاهات الحياة، وواجب آباء الاعتراف في تنبيه النفوس لمعرفة خطاياهم، فينالوا غفرانًا وحياة في المسيح.تدعو المرأة صديقاتها ليفرحن معها بالدرهم الضائع الذي وجدته، كما تدعو الكنيسة الجزء المنتصر منها أي السمائيين ليفرحوا برجوع الخطاة.
وتظهر محبة الكنيسة وشعورها بالمسئولية في قولها أنها "أضاعته" مع أن الإنسان هو الذي ضل ورفض الحياة في الكنيسة، ولكن محبتها كأم تسعى نحوه بدافع مسئوليتها عن ضياعه حتى تجده.
†
لا تكتفِ بتوبيخ الخطاة، بل ابحث أولًا عما قدمته لهم من محبة، وماذا يمكن أن تقدمه الآن، فأنت مسئول عن رجوع هؤلاء الخطاة، وبمعونة الله تستطيع أن تعود بهم إلى أحضان الكنيسة.← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
11 وَقَالَ: «إِنْسَانٌ كَانَ لَهُ ابْنَانِ. 12 فَقَالَ أَصْغَرُهُمَا لأَبِيهِ: يَا أَبِي أَعْطِنِي الْقِسْمَ الَّذِي يُصِيبُنِي مِنَ الْمَالِ. فَقَسَمَ لَهُمَا مَعِيشَتَهُ. 13 وَبَعْدَ أَيَّامٍ لَيْسَتْ بِكَثِيرَةٍ جَمَعَ الابْنُ الأَصْغَرُ كُلَّ شَيْءٍ وَسَافَرَ إِلَى كُورَةٍ بَعِيدَةٍ، وَهُنَاكَ بَذَّرَ مَالَهُ بِعَيْشٍ مُسْرِفٍ. 14 فَلَمَّا أَنْفَقَ كُلَّ شَيْءٍ، حَدَثَ جُوعٌ شَدِيدٌ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ، فَابْتَدَأَ يَحْتَاجُ. 15 فَمَضَى وَالْتَصَقَ بِوَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ تِلْكَ الْكُورَةِ، فَأَرْسَلَهُ إِلَى حُقُولِهِ لِيَرْعَى خَنَازِيرَ. 16 وَكَانَ يَشْتَهِي أَنْ يَمْلأَ بَطْنَهُ مِنَ الْخُرْنُوبِ الَّذِي كَانَتِ الْخَنَازِيرُ تَأْكُلُهُ، فَلَمْ يُعْطِهِ أَحَدٌ. 17 فَرَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ وَقَالَ: كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لأَبِي يَفْضُلُ عَنْهُ الْخُبْزُ وَأَنَا أَهْلِكُ جُوعًا! 18 أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، 19 وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ. 20 فَقَامَ وَجَاءَ إِلَى أَبِيهِ. وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيدًا رَآهُ أَبُوهُ، فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ. 21 فَقَالَ لَهُ الابْنُ: يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا. 22 فَقَالَ الأَبُ لِعَبِيدِهِ: أَخْرِجُوا الْحُلَّةَ الأُولَى وَأَلْبِسُوهُ، وَاجْعَلُوا خَاتَمًا فِي يَدِهِ، وَحِذَاءً فِي رِجْلَيْهِ، 23 وَقَدِّمُوا الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ وَاذْبَحُوهُ فَنَأْكُلَ وَنَفْرَحَ، 24 لأَنَّ ابْنِي هذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ. فَابْتَدَأُوا يَفْرَحُونَ. 25 وَكَانَ ابْنُهُ الأَكْبَرُ فِي الْحَقْلِ. فَلَمَّا جَاءَ وَقَرُبَ مِنَ الْبَيْتِ، سَمِعَ صَوْتَ آلاَتِ طَرَبٍ وَرَقْصًا. 26 فَدَعَا وَاحِدًا مِنَ الْغِلْمَانِ وَسَأَلَهُ: مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هذَا؟ 27 فَقَالَ لَهُ: أَخُوكَ جَاءَ فَذَبَحَ أَبُوكَ الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ، لأَنَّهُ قَبِلَهُ سَالِمًا. 28 فَغَضِبَ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَدْخُلَ. فَخَرَجَ أَبُوهُ يَطْلُبُ إِلَيْهِ. 29 فَأَجَابَ وَقَالَ لأَبِيهِ: هَا أَنَا أَخْدِمُكَ سِنِينَ هذَا عَدَدُهَا، وَقَطُّ لَمْ أَتَجَاوَزْ وَصِيَّتَكَ، وَجَدْيًا لَمْ تُعْطِنِي قَطُّ لأَفْرَحَ مَعَ أَصْدِقَائِي. 30 وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ ابْنُكَ هذَا الَّذِي أَكَلَ مَعِيشَتَكَ مَعَ الزَّوَانِي، ذَبَحْتَ لَهُ الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ! 31 فَقَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ أَنْتَ مَعِي فِي كُلِّ حِينٍ، وَكُلُّ مَا لِي فَهُوَ لَكَ. 32 وَلكِنْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ نَفْرَحَ وَنُسَرَّ، لأَنَّ أَخَاكَ هذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالُا فَوُجِدَ».
هذا المثل هو من أشهر أمثال المسيح التي تظهر محبة الله للخطاة وعطاياه الجزيلة لهم إذا تابوا.
الابن الأصغر يرمز للأمم أو الخطاة والعشارين من اليهود.
الابن الأكبر يرمز لليهود أو الكتبة والفريسيين أو المتكبرين عمومًا، خاصة المرتبطين بالحياة الروحية.
الأب يرمز إلى الله.
في تمرد، على خلاف العادة، طلب الابن نصيبه في الميراث من أبيه، ولم ينتظر حتى موته. وهذا معناه إهماله التمتع ببيت أبيه أي الكنيسة وعدم فهمه لرعايتها. وافق الأب من حنانه، وأعطاه نصيبه من الميراث، فأخذه وسافر به إلى كورة بعيدة هى الأنانية.
إذ أحب هذا الابن نفسه أكثر من محبته لأبيه، تغرب عن الحب الإلهي لسقوطه في الأنا، وظن أن سعادته فيها وفي إشباع شهواتها المادية.
بذر أمواله أي كل طاقاته ومواهبه وحواسه في أمور العالم الزائلة، حتى أضاعها بإسراف دون وعى.
† إبليس يخدعك بأن الحرية هي إشباع شهواتك المادية، وينسيك أنك تخسر بنوتك لله ورعايته لك. فأطع الوصية لتحتفظ ببنوتك في الكنيسة.
ولم يجد فيها ما يشبعه، فزاد جوعه حتى احتاج أن يأكل طعام الحيوانات وهو الخرنوب.
الخرنوب قرون جوفاء يصل طولها إلى 30 سم تتدلى من أشجار تعطى للحيوانات.
لم يعطه أحد، أي احتاج للشر والطعام الأجوف الذي لا يشبع أي الماديات ولم يجد، وكاد يموت من الجوع ويفارق الحياة.
† الشيطان يستدرجك بلذة الشهوات حتى يذلك ويقودك للهلاك. فأرجع سريعًا بالتوبة قبل أن يذلك الشيطان.
ع17-19: هنا تظهر عظمة التوبة وسر قوة هذا الابن الضال الذي يسمى بالشاطر أيضًا، إذ أنه رجع إلى نفسه واكتشف نتائج خطيته، وهي الذل والإقتراب من الهلاك، وقارن نفسه بمجده في بيت أبيه، وأن أقل إنسان عند أبيه، وهو الأجير وليس ابن البيت، يشبع ويفيض عنه الطعام. فتحسر في قلبه على فرحه ومكانته وعيشته الأولى.
وهو يرمز للإنسان الذي يبعد عن الكنيسة في شهوات العالم ومشاغله المختلفة، فيفقد فرحه ويحرم من طعامه الروحي، وعندما يُذَل بالخطية يذكره الله بحياته الأولى في الكنيسة، وكيف أن المبتدئ في الحياة الروحية الذي يرمز إليه الأجير يشبع روحيًا، بل أمامه فرص الطعام الروحي كثيرة، وهكذا يشتاق للتوبة والعودة إلى بنوته لله في الكنيسة.
فقرر الرجوع إلى أبيه وإعلان توبته أنه أخطأ إلى السماء وليس فقط لأبيه، وبإنسحاق يعلن عدم استحقاقه أن يعود برتبة البنوة، بل ليت أبيه يقبله كأجير أي أقل شخص في الكنيسة.
ع20-21: تظهر محبة الآب الذي ينتظر إبنه، وإذ قام الابن وبدأ يتحرك في طريق العودة أي التوبة وجد أبيه يجرى نحوه مسرعًا ليعانقه ويحتضنه غير مبال بقذارة ملابسه وجسده لأن محبة الله تغفر كل خطايانا فنبيض أكثر من الثلج.
وإذ وقع على عنقه: رفع عنه نير عبودية الخطية وأظهر محبته وحنانه أيضًا بهذه القبلة الأبوية. وعندما بدأ الابن يعلن اعترافه، لم يدعه الأب يكمله بأن يسمح له أن يكون أجيرًا، بل أوقفه عند إعلانه عدم استحقاق البنوة ليهبه بأبوته بنوة كاملة.
† إن حنان الله فوق كل تخيل، وهو لا ينفر من خطايانا بل بحبه يرفعها عنا، وينقينا من كل آثامنا.
ع22-24: أظهر الله أبوته لإبنه الضال بأن أمر عبيده أي الكهنة في الكنيسة أن يلبسوه
الحلة الأولى، وهي ثوب البر الذي نناله في المعمودية عندما تتجدد طبيعتنا فيها (غل3: 27)، أو الذي نناله في سر التوبة والاعتراف، ثم الخاتم وهو ختم الروح القدس في سر الميرون ليسكن فينا الروح القدس سكنى دائمة (2 كو1: 21،22) أما رجليه فوهبهما حذاء وهو السير بكلمة الله التي تؤكد البنوة (أف6: 15). الابن يلبس حذاء أما العامل الأجير فليس له.أما العجل المسمن فهو الحمل الذي بلا عيب، المسيح إلهنا الذي ذبح على الصليب لفدائنا، ونأكله جسدًا ودمًا حقيقيين على المذبح كل يوم فنحيا به (يو6: 56). وأعلن الأب لكل أهل بيته أن يفرحوا بعودة ابنه الضال، الذي عاد إلى الحياة بتوبته ورجوعه إلى الكنيسة من خلال الأسرار المقدسة.
ع25: الابن الأكبر
يمثل اليهود أو المتكبرين أو المرتبطين بالله شكلًا.الحقل يرمز للعالم الذي ينشغل به الكثيرون.
البيت أي الكنيسة.
آلات طرب ورقص أي التسابيح المرتفعة في الكنيسة فرحًا بعوده الخاطئ وشكرًا لله.
ع26: سأل
: أي قرأ الكتاب المقدس.أحد الغلمان: أي واحد من أنبياء العهد القديم الذين تنبأوا بقبول الأمم في خلاص المسيح الفادي عندما عادوا إليه بالتوبة والإيمان.
ع27: أخبر الغلام الابن الأكبر بعوده أخيه الضال وفرح أبيه به لأنه عاد إلى البيت. وهو يرمز للأنبياء الذين كتبوا عن توبة الخطاة وقبول الأمم، أو يرمز إلى الكهنة وخدام العهد الجديد الذين يعلنون قبول الخطاة التائبين في الكنيسة وتناولهم من الأسرار المقدسة.
ع28: تضايق وغضب اليهود أو المتكبرون في الكنيسة بقبول الأمم والخطاة، ورفضوا الدخول إلى بيت الله لكبريائهم.
خرج أبوه حنان الأب جعله يخرج إليهم، يطلب خلاص الفريسيين واليهود المتكبرين أيضًا.
ع29: أخدمك سنين
بكبرياء يظن الفريسيون أن لهم فضل على الله بخدمتهم له.لم أتجاوز وصيتك يشعر الفريسيون ببرهم الذاتي واستكمالهم لتطبيق الناموس والوصايا.
جديًا يرمز لشهوات العالم المادية.
فالكبرياء جعلهم يطالبون بالخيرات الأرضية وليس الطعام الروحي، أما الابن الضال التائب المتضع فاتحد بالمسيح في سر الأفخارستيا.
ع30: إبنك هذا
تجرأ المتكبرون فقالوا لله عن أخيهم "إبنك هذا" متبرئين منه.أكل معيشتك بذر إمكانياته التي وهبها له، فهم يستفذون الله ضد أخوتهم الخطاة.
مع الزواني أتهم أخاه بمعاشرة الزواني، مع أن المثل لم يذكر هذا، بل أنه بذر أمواله فقط، فالكبرياء جعله يتهم أخاه باطلًا.
† اتضع حتى تستنير عيناك فتفرح بقبول الخاطئ ولا تدينه وتكتشف مراحم الله التي أنت أحوج إنسان إليها.
ع31: يا بنى
أظهر أبوته له رغم تذمره وكراهيته لأخيه، فالله يطلب خلاص الكل بما فيهم المتكبرين.كل ما لى فهو لك البنوة الحقيقية لها كل البركات الإلهية، وهذا معناه أن الابن الأكبر لا يشعر ببنوته لله.
أعلن الله حقيقة لليهود وكل المرتبطين بالكنيسة وهي أنه أعطاهم خيراته الجزيلة ومواعيده الثابتة، وكان ينبغي أن يتمتعوا بها، فلا يسقطون في الكبرياء لكن تتفتح قلوبهم لمحبة إخوتهم الخطاة، بل ويسعون لإرجاعهم ويفرحون بعودتهم. فعلى قدر ما نحزن بموت إنسان بالجسد، نفرح لقيامة أي شخص من الموت وذلك في حالة توبته ورجوعه إذا كان خاطئًا، أو إيمانه إن لم يكن مؤمنًا.
← تفاسير أصحاحات إنجيل لوقا: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير لوقا 16 |
قسم
تفاسير العهد الجديد الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير لوقا 14 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/church-encyclopedia/luke/chapter-15.html
تقصير الرابط:
tak.la/q66y3bf