* تأملات في كتاب
لوقا: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27
الأَصْحَاحُ الثالث
(1) بداية خدمة المعمدان (ع1 - 6)
(2) دعوة المعمدان (ع7 -9)
(3) إجابة المعمدان على الأسئلة (ع10 - 14)
(4) شهادة المعمدان عن المسيح (ع15 - 18)
(5) سجن المعمدان (ع19-20)
(6) معمودية المسيح (ع21 - 22)
(7) نسب المسيح (ع23 - 38)
← ذُكِرَت أيضًا في (مت3: 1- 3؛ مر1: 2، 3).
1 وَفِي السَّنَةِ الْخَامِسَةِ عَشْرَةَ مِنْ سَلْطَنَةِ طِيبَارِيُوسَ قَيْصَرَ، إِذْ كَانَ بِيلاَطُسُ الْبُنْطِيُّ وَالِيًا عَلَى الْيَهُودِيَّةِ، وَهِيرُودُسُ رَئِيسَ رُبْعٍ عَلَى الْجَلِيلِ، وَفِيلُبُّسُ أَخُوهُ رَئِيسَ رُبْعٍ عَلَى إِيطُورِيَّةَ وَكُورَةِ تَرَاخُونِيتِسَ، وَلِيسَانِيُوسُ رَئِيسَ رُبْعٍ عَلَى الأَبِلِيَّةِ، 2 فِي أَيَّامِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ حَنَّانَ وَقَيَافَا، كَانَتْ كَلِمَةُ اللهِ عَلَى يُوحَنَّا بْنِ زَكَرِيَّا فِي الْبَرِّيَّةِ، 3 فَجَاءَ إِلَى جَمِيعِ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ بِالأُرْدُنِّ يَكْرِزُ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا، 4 كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ أقْوَالِ إِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ الْقَائِلِ: «صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ، اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً. 5 كُلُّ وَادٍ يَمْتَلِئُ، وَكُلُّ جَبَل وَأَكَمَةٍ يَنْخَفِضُ، وَتَصِيرُ الْمُعْوَجَّاتُ مُسْتَقِيمَةً، وَالشِّعَابُ طُرُقًا سَهْلَةً، 6 وَيُبْصِرُ كُلُّ بَشَرٍ خَلاَصَ اللهِ».
ع1: يحدد القديس لوقا ميعاد بدء خدمة يوحنا المعمدان بالملوك والولادة التابعين للإمبراطورية الرومانية، وهو أيضًا ميعاد بدء خدمة المسيح، لأن المعمدان سبقه بستة أشهر.
طيباريوس قيصر: الإمبراطور الروماني في ذلك الوقت.
بيلاطس البنطى: الذي حاكم المسيح وكان الوالي الروماني على كل اليهودية.
اليهودية: الجزء الجنوبى من بلاد اليهود.
هيرودس: هو هيرودس أنتيباس ابن هيرودس الكبير، قاتل أطفال بيت لحم.
رئيس ربع: قسم الرومان المنطقة إلى أربعة ولايات.
الجليل: الجزء الشمالى من بلاد اليهود.
فيلبس: ابن هيرودس الكبير وزوج هيروديا.
اليهودية: هو هيرودس أنتيباس ابن هيرودس الكبير، قاتل أطفال بيت لحم.
إيطورية - تراخونيتس - الأبلية: أماكن مجاورة لليهودية والجليل.
ويذكر أيضًا القديس لوقا كمؤرخ اثنين من الولاة على مناطق مجاورة، وهما فيلبس ابن هيرودس الكبير وليسانيوس. والميعاد كما أثبت الآباء هو 26 م تقريبا، على أساس أن ميلااد المسيح كان عام 4 ق.م تقريبا، ومن هذا يظهر دقته كمؤرخ.
ع2: كلمة الله على: أي عمل الروح في يوحنا المعمدان ليبدأ خدمته، ويعلن كلام الله للجموع ويدعوهم للتوبة.
البرية: أي صحراء اليهودية.
كان رئيس الكهنة يظل طوال حياته بحسب شريعة اليهود، ولكن الرومان تدخلوا وعزلوا حنان وأتوا بقيافا زوج ابنته، وظل حنان له سلطانه، لذا ذكره لوقا.
ع3: معمودية التوبة: كانت معمودية يوحنا مقترنة باعتراف الناس بخطاياهم، فكانت تمهيدًا لسريّ المعمودية والاعتراف.
تربى يوحنا في البرية حوالي ثلاثين عامًا برعاية الله، ثم بدأ خدمته في البلاد المحيطة بالأردن، مناديا بالتوبة والرجوع لله، ومن يقبل كلامه يعمده في نهر الأردن ليبدأ حياة جديدة مع الله. كان هذا تمهيدا لبشارة المسيح بالتوبة وتعميده بالروح القدس، فينال البشر الطبيعة الجديدة من المسيح الفادي وتغفر خطاياهم.
ويفهم من الآية أن يوحنا كان يتنقل بين البلاد الواقعة حول نهر الأردن، ولم يكن مستقرا في مكان واحد.
† إن التوبة وسر الاعتراف شرطان أساسيان لغفران خطاياك، فأسرع إلى أب اعترافك لتتحرر من سلطان الخطية وتبدأ حياة البر. كرر هذا بإصرار في توبة يومية أمام الله واعتراف كل شهر في الكنيسة، فتتجدد حياتك دائما.
ع4: هكذا تتحقق نبوءة إشعياء (إش40: 3- 5) عن يوحنا المعمدان، الذي يسبق ويعد طريق المسيح ببشارته في البرية ودعوته الجموع للتوبة والحياة المستقيمة، كما كان رسل الملوك يسبقونهم منادين الناس أن يبعدوا المعوقات الموجودة في الطريق الذي يسلكه الملوك. والمقصود هنا التوبة عن الخطايا التي تعطل طريق الله داخل قلوب الناس.
ع5-6: كل بشر:نبوة عن قبول كل الأمم في الإيمان والخلاص باسم السيد المسيح (إش40: 3 -5).
يتنبأ إشعياء عن الأمم المنحطين في الخطية كالوديان، أنهم يمتلئون من الروح القدس بإيمانهم وروجوعهم لله. وعن اليهود المتشامخين بكبريائهم واعتزازهم بأصلهم وشريعتهم كالجبال والتلال المرتفعة، فإذ يقبلون للتوبة والإيمان بالمسيح المتضع يتضعون هم أيضا، وينصلح كل من كان معوجا أو وعرا (شعاب) في حياة الخطية بقبوله خلاص المسيح.
← ذُكِرَت أيضًا في (مت3: 7- 10).
7 وَكَانَ يَقُولُ لِلْجُمُوعِ الَّذِينَ خَرَجُوا لِيَعْتَمِدُوا مِنْهُ: «يَا أَوْلاَدَ الأَفَاعِي، مَنْ أَرَاكُمْ أَنْ تَهْرُبُوا مِنَ الْغَضَبِ الآتِي؟ 8 فَاصْنَعُوا أَثْمَارًا تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ. ولاَ تَبْتَدِئُوا تَقُولُونَ فِي أَنْفُسِكُمْ: لَنَا إِبْرَاهِيمُ أَبًا. لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ اللهَ قَادِرٌ أَنْ يُقِيمَ مِنْ هذِهِ الْحِجَارَةِ أَوْلاَدًا لإِبْرَاهِيمَ. 9 وَالآنَ قَدْ وُضِعَتِ الْفَأْسُ عَلَى أَصْلِ الشَّجَرِ، فَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ».
ع7: إذ نادى يوحنا بالتوبة والمعمودية لغفران الخطايا، خرجت إليه جموع اليهود الكثيرة ليعتمدوا منه حيث شعروا أنه نبي عظيم.
وأعطاه الله مهابة قوية في قلوبهم، ولكن المعمدان لم ينشغل بكثرتهم لعلمه بعدم توبتهم من كل قلوبهم، وأنهم تمموا المعمودية لأنهم بنوا الأنبياء وأولاد الله، فاضطر أن يوبخهم ليتوبوا بالحقيقة، ووصفهم بأنهم أولاد الأفاعى لأن الأفعى تزحف على بطنها في الأرض فهي ترمز للتعلق بالأرضيات، وكذلك هي سامة وتضر كل من حولها. وبعض الأنواع تأكل الأبناء بطن أمها فتموت لتخرج هي إلى الحياة، فهي ترمز للسلوك الأنانى والإساءة للآخرين حتى المقربين. وأنذرهم بغضب الله الديان المقبل عليهم إن لم يتوبوا.
ع8: دعاهم نصنع الخير مع الجميع فهو الدليل على التوبة الحقيقية.
وفاجأهم بقوله أن لا يعتمدوا على شرف بنوتهم لإبراهيم، فهذا لن يوقف غضب الله عليهم، بل أكثر من هذا أعلن لهم أن الله قادر أن يقيم من الحجارة أولادا لإبراهيم.
والمقصود بالحجارة القلوب الحجرية التي في ابناء الأمم لقسوة قلوبهم مثل الحجر، فهو قادر أن يصيرها قلوبا لحمية تؤمن به وتحبه. وهكذا يهلك اليهود لقسوة قلوبهم وعدم توبتهم، وتخلص الأمم لإيمانهم بالمسيح وسلوكهم في البر.
† لا تعتمد يا أخي على أن إسمك مسيحي، فهذا لن يحميك من غضب الله بل ينبغي ان تقدم دموع التوبة وتندم على خطاياك كل يوم، وتترك أعمالك الشريرة وتصنع الخير مع الجميع وتصير ابنا حقيقيا للمسيح، الذي أحب الكل وبذل نفسه عنهم.
ع9: زاد المعمدان تشددًا، فأعلن قرب الساعة، إذ سيبدأ المسيح بشارته بعد قليل، فإن لم يتوبوا ويؤمنوا به فإن الفأس، أي كلمة الله التي مثل سيف ذو حدين، سيدين كل من لا يؤمن به.
ويُقصَد بأصل الشجر، الرؤساء والكهنة المعلمون الذين يدينهم كلام المسيح قبل باقي اليهود لعدم توبتهم، فلا ينتظرهم إلا النار الأبدية.
† تذكر الموت والدينونة أمر ضرورى لحياتنا، حتى ننتبه من تكاسلنا وكبريائنا وتلذذنا بشهوات العالم الشريرة وتمادينا في الخطية التي بررناها لكي لا نتوب.
10 وَسَأَلَهُ الْجُمُوعُ قائِلِينَ: «فَمَاذَا نَفْعَلُ؟» 11 فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ لَهُ ثَوْبَانِ فَلْيُعْطِ مَنْ لَيْسَ لَهُ، وَمَنْ لَهُ طَعَامٌ فَلْيَفْعَلْ هكَذَا». 12 وَجَاءَ عَشَّارُونَ أَيْضًا لِيَعْتَمِدُوا فَقَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ، مَاذَا نَفْعَلُ؟» 13 فَقَالَ لَهُمْ: «لاَ تَسْتَوْفُوا أَكْثَرَ مِمَّا فُرِضَ لَكُمْ». 14 وَسَأَلَهُ جُنْدِيُّونَ أَيْضًا قَائِلِينَ: «وَمَاذَا نَفْعَلُ نَحْنُ؟» فَقَالَ لَهُمْ: «لاَ تَظْلِمُوا أَحَدًا، وَلاَ تَشُوا بِأَحَدٍ، وَاكْتَفُوا بِعَلاَئِفِكُمْ».
ع10-11: أثر كلام المعمدان في قلوب سامعيه، فاستفسروا عن التطبيق العملى لكلامه، وسألته جموع اليهود الفقراء عن معنى التوبة وثمرها، فحدثهم عن الحب والعطاء. فمن له ثوبان (أي فقير لا يملك إلا ثوبين) فليعط أحدهما للعريان .والثوب هو ما يلبس داخليا تحت الملابس الخارجية أي أقل شيء يحتاجه الإنسان. وكذلك من له طعام ولو قليل، فليعط جزءً منه للجوعان.
وهكذا نجد أنفسنا ننتقل من العهد القديم إلى الجديد في كلام يوحنا، الذي يمهد لمحبة المسيح الباذلة، وحياة الشركة في الكنيسة، وأن العطاء مطلوب ليس فقط من الأغنياء بل أيضًا الفقراء.
ع12-13: العشارون: هم مجموعة من اليهود الفلاحين ولكن أكثر غنى من العاديين، يتقدمون بدفع الضرائب الرومانية عن منطقة يهودية محددة، ثم يستوفونها من الأفراد بمساعدة الجنود الرومانيين، ومن دفع أكثر للدولة الرومانية يُختار لجمع الضرائب، فكانوا يزيدون على الضرائب المطلوبة فصاروا أغنياء، ولكنهم كانوا مثالا لمحبة المال واستغلال الضعفاء مهما كانوا محتاجين.
لم يطلب منهم يوحنا ان يتركوا أعمالهم ولكن أعلن لهم أهمية العدل وترك محبة المال، أي يجمعوا فقط ما دفعوه او أزيد قليلا بما يعولهم.
ع14: كان ممن خرجوا إلى المعمدان بعض الجنود وهؤلاء إذ كان لهم سلطان على الكل، استغلوه في ظلم الآخرين، وابتزاز أموالهم، ومن لا يطيعهم يلفقون له التهم ويشكونه للسلطة الرومانية، فسقطوا هم ايضا في استغلال عملهم لجمع الأموال. فطلب منهم يوحنا ان يكتفوا بأجورهم (علائفهم).
† هل تشعر بمن هم حولك فتسرع لمساعدتهم حتى لو كان لك قليل من المال أو الجهد؟ هل تستغل عملك ومركزك وعلاقاتك لمصلحتك أم لمحبة الآخرين ومساعدتهم؟ تذكر أن المسيح استغل مكانته كإله لعيطيك حبه كاملًا على الصليب، وأنت ماذا أعطيته؟
← ذُكِرَت أيضًا في (مت 3: 11، 12؛ مر1: 7، 8).
15 وَإِذْ كَانَ الشَّعْبُ يَنْتَظِرُ، وَالْجَمِيعُ يُفَكِّرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ عَنْ يُوحَنَّا لَعَلَّهُ الْمَسِيحُ، 16 أَجَابَ يُوحَنَّا الْجَمِيعَ قِائِلًا: «أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ، وَلكِنْ يَأْتِي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي، الَّذِي لَسْتُ أَهْلًا أَنْ أَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ. هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَنَارٍ. 17 الَّذِي رَفْشُهُ فِي يَدِهِ، وَسَيُنَقِّي بَيْدَرَهُ، وَيَجْمَعُ الْقَمْحَ إِلَى مَخْزَنِهِ، وَأَمَّا التِّبْنُ فَيُحْرِقُهُ بِنَارٍ لاَ تُطْفَأُ». 18 وَبِأَشْيَاءَ أُخَرَ كَثِيرَةٍ كَانَ يَعِظُ الشَّعْبَ وَيُبَشِّرُهُمْ.
ع15: مر أكثر من 400 عام لم يظهر خلالها نبي في إسرائيل، وكان من المعتقد عندهم أن النبي الآتي سيكون هو المسيا، لذلك عندما ظهر يوحنا ينادى لهم مثل الأنبياء بالتوبة ليخلصوا من العقاب الإلهي، بالإضافة إلى زهده في الماديات وجرأته في الكلام، ظنوا أنه المسيح.
ع16: يظهر اتضاع المعمدان، فيعلن نفسه خادما يعد الطريق للمسيح، ومعموديته التي بالماء هي رمز للتطهير من الخطية الذي سيتم في معمودية المسيح بالروح القدس، ويقترن هذا بالنار لأن الروح القدس يحرق الخطية كالنار. وهنا إعلان بالنبوة عن الروح القدس الذي سيعمل يوم الخمسين على أيدي التلاميذ ثم خلفائهم الأساقفة والكهنة في تعميد المؤمنين، ويعلن عدم استحقاقه أن ينحنى ويحل سيور حذاء المسيح، فهذا شرف أعظم من أن يناله.
ويثبت القديس كيرلس الكبير لاهوت المسيح من هذه الآية، لأن المسيح يعطى هنا الروح القدس أي روحه، فهو إذا الله ولا يمكن أن يلبس الحذاء إلا من له جسد، فهو المسيح المتجسد والإله المتأنس، فهذا إثبات أيضًا لتجسده.
أما القديس غريغوريوس الكبير فيقول: أن الحذاء إذ يشير إلى ناسوت المسيح، فيعلن يوحنا أنه غير قادر على حل سيوره، أي كشف أسرار التجسد الإلهي، فكم هو عجيب تنازل الله ليتجسد من أجلنا!.
† لا تنسب المجد لنفسك يا أخي بل لله بالشكر، وخاصة عندما يمدحك الناس.
ع17: يتكلم يوحنا عن المسيح الديان، ويشبه يوم الدينونة بيوم تذرية القمح، أي فصل حباته عن الغلاف المحيط بها الذي يسمى بالتبن وذلك في ساحة واسعة تسمى بالبيدر (الجرن)، والرفش أي المذراة هى عصا خشبية لها عدة أصابع في نهايتها مثل الشوكة، ترفع حبات القمح في الهواء، وبفعل الهواء أو الرياح تطير القشرة الخفيفة المحيطة بالحبة بعيدا،ً أما الحبة فتسقط في مكانها لأنها أثقل وهكذا تفصل الحبوب عن التبن، ثم يجمع القمح الذي هو المؤمنين الممتلئين بنعمة الله إلى مخزنه أي فردوس النعيم، إذ أًختِبروا بالريح الذي يشير للتجارب فظهرت قوتهم وثباتهم، أما القشور الفارغة التي ليس فيها حبوب، فتشير للناس الفارغين من نعمة الله والإيمان، فتكشفهم التجارب أنهم مجرد تبن يُحرق بالنار أي العذاب الأبدي.
والمسك بالرفش أي المذراة هو المسيح الديان، الذي يكافئ أولاده بالنعيم أما الأشرار فيلقيهم في النار الأبدية.
† لا تهمل دعوة المسيح لك بالتوبة، تمتع بأسراره المقدسة، واثبت في كنيسته، فلا تضطرب من رياح التجارب، وبهذا تضمن أبديتك السعيدة.
ع18: الهدف الأصلي لبشارة يوحنا كانت دعوتهم للتوبة، تمهيدًا لبشارة المسيح وإعلانه عظمة خلاصه الذي يقدمه للبشرية.
يضاف إلى هذا تعاليم كثيرة وتبشير، أي تعزيات شجع بها يوحنا نفوس سامعيه لا يتسع الكتاب المقدس لكتابتها.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
19 أَمَّا هِيرُودُسُ رَئِيسُ الرُّبْعِ فَإِذْ تَوَبَّخَ مِنْهُ لِسَبَبِ هِيرُودِيَّا امْرَأَةِ فِيلُبُّسَ أَخِيهِ، وَلِسَبَبِ جَمِيعِ الشُّرُورِ الَّتِي كَانَ هِيرُودُسُ يَفْعَلُهَا، 20 زَادَ هذَا أَيْضًا عَلَى الْجَمِيعِ أَنَّهُ حَبَسَ يُوحَنَّا فِي السِّجْنِ.
ع19: لم تقف خدمة المعمدان على عامة الشعب، بل امتدت إلى كل الطبقات، حتى إلى الملك هيرودس نفسه، وهو المسمى هيرودس أنتيباس، الذي تميز بكثرة الشرور والخبث وخاصة في اغتصابه هيروديا زوجة أخيه فيلبس لتصير له زوجة في حياة أخيه.
ع20: لم يحتمل هيرودس توبيخات يوحنا الجرئ وأراد إسكات هذا الصوت، فحبسه في السجن، وبعد ذلك قتله، ولكن ظل الصوت يصرخ موبخًا لضميره حتى أنه عندما انتشرت بشارة المسيح، قال أنه المعمدان الذي قتله قد قام ثانية.
وقد سجن هيرودس يوحنا بعد أن عمد المسيح، ولكن القديس لوقا يذكر السجن هنا لأنه مرتبط بتوبيخ يوحنا له.
زاد هذا على الجميع: أضاف فوق جميع شروره التي اشتهر بها، أنه سجن النبي العظيم المحبوب من الشعب وهو يوحنا المعمدان.
† لا ترفض صوت الله الذي يوبخك على خطاياك بلسان المحيطين بك، فحتى لو أسكتهم بغضبك وسلطانك، يظل ضميرك يوبخك، وإن أسكته، فالدينونة تنتظرك.... أنها الآن فرصة للتوبة، فتستعيد سلامك ونقاوتك باتضاعك.
← ذُكِرَت أيضًا في (مت3: 16، 17؛ مر1، 9، 10).
21 وَلَمَّا اعْتَمَدَ جَمِيعُ الشَّعْبِ اعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضًا. وَإِذْ كَانَ يُصَلِّي انْفَتَحَتِ السَّمَاءُ، 22 وَنَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ الْقُدُسُ بِهَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ مِثْلِ حَمَامَةٍ. وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ قَائِلًا: «أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ، بِكَ سُرِرْتُ».
ع21: معمودية يوحنا أظهرت حاجة البشرية للتوبة والخلاص، وأتى المسيح ممثل البشرية ليعتمد مع أنه بلا خطية، لكن ليحمل خطايانا ويتمم كل بر عنا، ويكون مثالا لنا في الإقبال إلى المعمودية ولكن التي بالروح القدس في العهد الجديد، ويصلى ليكون مثالا لنا في الصلاة أيضا، فتنفتح لنا السماء ويكون لنا علاقة مع الله.
ع22: يظهر هنا بوضوح الثالوث الأقدس، الابن في الماء، والروح القدس الموجود منذ الأزل في الابن يظهر بشكل جسمى وهو حمامة، وصوت الآب من السماء يعلن أن الذي في الماء هو الابن الحقيقي وحده وفيه كمال السرور، ولذا تسمى الكنيسة عيد الغطاس بعيد الظهور الإلهي.
†
إن كان المسيح قد تمم كل بر عنا، فليتنا نكمل نقائص الآخرين ونستر على عيوبهم ونعمل ما ينبغي أن يعملوه من أجل الله ومحبة فيهم، فنكون ابناء الله بالحقيقة ونستحق المدح السمائى والبركات الإلهية.
23 وَلَمَّا ابْتَدَأَ يَسُوعُ كَانَ لَهُ نَحْوُ ثَلاَثِينَ سَنَةً، وَهُوَ عَلَى مَا كَانَ يُظَنُّ ابْنَ يُوسُفَ، بْنِ هَالِي، 24 بْنِ مَتْثَاتَ، بْنِ لاَوِي، بْنِ مَلْكِي، بْنِ يَنَّا، بْنِ يُوسُفَ، 25 بْنِ مَتَّاثِيَا، بْنِ عَامُوصَ، بْنِ نَاحُومَ، بْنِ حَسْلِي، بْنِ نَجَّايِ، 26 بْنِ مَآثَ، بْنِ مَتَّاثِيَا، بْنِ شِمْعِي، بْنِ يُوسُفَ، بْنِ يَهُوذَا، 27 بْنِ يُوحَنَّا، بْنِ رِيسَا، بْنِ زَرُبَّابِلَ، بْنِ شَأَلْتِيئِيلَ، بْنِ نِيرِي، 28 بْنِ مَلْكِي، بْنِ أَدِّي، بْنِ قُصَمَ، بْنِ أَلْمُودَامَ، بْنِ عِيرِ، 29 بْنِ يُوسِي، بْنِ أَلِيعَازَرَ، بْنِ يُورِيمَ، بْنِ مَتْثَاتَ، بْنِ لاَوِي، 30 بْنِ شِمْعُونَ، بْنِ يَهُوذَا، بْنِ يُوسُفَ، بْنِ يُونَانَ، بْنِ أَلِيَاقِيمَ، 31 بْنِ مَلَيَا، بْنِ مَيْنَانَ، بْنِ مَتَّاثَا، بْنِ نَاثَانَ، بْنِ دَاوُدَ، 32 بْنِ يَسَّى، بْنِ عُوبِيدَ، بْنِ بُوعَزَ، بْنِ سَلْمُونَ، بْنِ نَحْشُونَ، 33 بْنِ عَمِّينَادَابَ، بْنِ أَرَامَ، بْنِ حَصْرُونَ، بْنِ فَارِصَ، بْنِ يَهُوذَا، 34 بْنِ يَعْقُوبَ، بْنِ إِسْحَاقَ، بْنِ إِبْرَاهِيمَ، بْنِ تَارَحَ، بْنِ نَاحُورَ، 35 بْنِ سَرُوجَ، بْنِ رَعُو، بْنِ فَالَجَ، بْنِ عَابِرَ، بْنِ شَالَحَ، 36 بْنِ قِينَانَ، بْنِ أَرْفَكْشَادَ، بْنِ سَامِ، بْنِ نُوحِ، بْنِ لاَمَكَ، 37 بْنِ مَتُوشَالَحَ، بْنِ أَخْنُوخَ، بْنِ يَارِدَ، بْنِ مَهْلَلْئِيلَ، بْنِ قِينَانَ، 38 بْنِ أَنُوشَ، بْنِ شِيتِ، بْنِ آدَمَ، ابْنِ اللهِ.
عندما بلغ المسيح يسوع سن الثلاثين، تعمد من يوحنا ومُسحَ بالروح القدس الذي ظهر بشكل حمامة في عماده ليبدأ خدمته.
وهنا يذكر لوقا الإنجيلى نسبه ليعرفنا به قبل خدمته. وكان سن الثلاثين هو ميعاد بدء الخدمة الكهنوتية عند اليهود (عد4: 3).
يقول الإنجيلى عن يسوع على ما يظن انه ابن يوسف، فقد كان اليهود يعتبروا يوسف أبًا له مع أنه لم يلده جسديًا.
توجد بعض الاختلافات بين نسب المسيح المذكور في إنجيل لوقا وإنجيل متى أهمها:-
(1) يرجع متى نسب المسيح إلى داود وإبراهيم تحقيقا لوعد الله إلى بني إسرائيل لأنه يكلم اليهود، أما لوقا فيرجعه إلى آدم الذي هو أب البشرية كلها، لأن لوقا كتب إنجيله إلى الأمم.
(2) نسب متى ينحدر من إبراهيم إلى يسوع لأنه نزل ليفدى البشرية الساقطة في الخطية. أما لوقا فيصعد من يسوع إلى الله ليرفع البشرية إلى مكانها الأول.
(3) يذكر متى النسب الحقيقي أي الأب الجسدي المباشر لكل ابن، أما لوقا فيذكر النسب الشرعى وهو ليس الأب الجسدي أحيانا، لأن شريعة اليهود تقضى إن مات أحد دون أن ينجب يتزوج أخوه إمرأته، ويُنسب النسل للميت.
(4) يذكر متى نساء خاطئات في نسب المسيح ليظهر المسيح الآتي لفداء البشر من الخطية، أما لوقا فيكرم البشرية برفع المسيح ابن الإنسان إلى الله ليرفع البشرية فيه.
(5) يختصر متى أسماء كثيرة، لذا فعدد الاسماء المكتوبة في لوقا أكبر، ولكن جداول أنساب متى أو لوقا من الجداول المعتمدة عند اليهود بدليل عدم إعتراض اليهود عليها عندما كتبت في الإنجيل.
†
إن كان المسيح قد أتى ليرفعنا يا أخي إلى مستوى البنوة لله فإطمئن وإفرح، وإبعد عن كل خطية لا تليق ببنوتك العظيمة.
← تفاسير أصحاحات إنجيل لوقا: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير لوقا 4 |
قسم
تفاسير العهد الجديد الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير لوقا 2 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/church-encyclopedia/luke/chapter-03.html
تقصير الرابط:
tak.la/9sx32f2