محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38 - 39 - 40
العلاقة بين الإصحاحات (10، 11، 12) نراها في (عب10: 35،36، 38) حيث نرى الرسول يحثهم على الجهاد والصبر في أن يصنعوا مشيئة الله. ويقول أن البار بإيمانه يحيا، فمن له إيمان بما سيحصل عليه في الملكوت فهو يصبر على الضيق.
ويستكمل هذا الفِكْر في (عب 12: 1) لنطرح كل ثقل والخطية.. ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا. ونجد الرسول يضع إصحاح 11 في الوسط ليضع صورة لأبطال الإيمان في العهد القديم ليقتدي بها هؤلاء العبرانيين المضطهدين ليعرفوا أنهم ليسوا وحدهم الذين تعرضوا للاضطهاد والآلام. ويظهر لهم أن هؤلاء الأبطال في إيمانهم صبروا على ضيقات كثيرة. هذا الإصحاح هو تطبيق عملي من واقع أبطال العهد القديم.
الآيات1، 2: "وَأَمَّا الإِيمَانُ فَهُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى. 2فَإِنَّهُ فِي هذَا شُهِدَ لِلْقُدَمَاءِ."
إن كان الإنسان قد سقط من دائرة الوجود مع الله وتغرب عن وطنه السعيد في أرض شقائه، وصار الله بالنسبة للإنسان إله محتجب (إش45: 15)، فلا أحد يراه ولا أحد يرى مجده. إلا أن الله وضع في قلب كل إنسان بذرة إيمان فظل مرتبطًا بذلك الوجود الأسمى غير المنظور والقوي الذي يرسل الخيرات فينسب له الخير، في داخله حنين العودة إليه، وكان الله يغذي هذا الشعور بوعوده الصادقة. فتربت في قراره نفسه أحاسيس الإيمان بالله الذي يهبه الخيرات، الإيمان بما يترجاه أو يتمناه والإيمان بصدق الله. حتى الشعوب الوثنية التي ما عادت تعرف الله وخدعها الشيطان صوروا آلهة لهم، فهناك من فهم أن الشمس هي الله فهي مصدر خير للبشر، وهناك من خاف من النار فعبدها ليتقي شرها فلا تؤذيه. لكن كان لكل إنسان في داخله إيمان بإله، البعض عرفوه والبعض تخيلوه وصوروه.
الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى
= نسمع المرتل يقول "ارجعي يا نفسي إلى راحتك لان الرب قد أحسن إليك" (مز116: 7، 8) + "وبعد أن يفنى جلدي هذا وبدون جسدي أرى الله. الذي أراه أنا لنفسي وعيناي تنظران وليس آخر. إلى ذلك تتوق كليتاي في جوفي" (أي 19: 26، 27) فالإنسان يحلم بالعودة إلى مكان راحته ويترجاه. هذا عن الاشتياقات، لكن الإيمان هو أن يكون الإنسان واثقا من وجود الله ومجازاته في الأبدية للأبرار بحياة أبدية يرجوها وخيرات أبدية ينتظرها.الإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى
= الإيمان هو الثقة بالمقدسات الإلهية غير المنظورة كحقائق واقعة وحاضرة، فيحيا الإنسان في يقين من جهة الأمور غير المنظورة ولا ملموسة بالحواس. هو رؤية واضحة للأمور وتأكد كامل من جهة غير المنظورات كأنها من المنظورات. ومن غير المنظورات مثلًا أمجاد السموات.فِي هذَا شُهِدَ لِلْقُدَمَاءِ
= هم وثقوا فيما ترجوه من الله من جهة الحياة القادمة ووثقوا في وعوده بالرغم من أنهم لم ينظروها (عب 11: 13، 16).والإيمان يبدأ صغيرًا ويظل ينمو، الله ينميه إلى أن يثق المؤمن في وعود الله تمامًا. فمثلًا السماويات وأمجاد السماويات هي أشياء غير منظورة ولكن الروح القدس يعلنها للإنسان قليلًا قليلًا (1كو2: 9، 10، 12) + (1تس3: 10) + (2تس1: 3).
آية 3: "بِالإِيمَانِ نَفْهَمُ أَنَّ الْعَالَمِينَ أُتْقِنَتْ بِكَلِمَةِ اللهِ، حَتَّى لَمْ يَتَكَوَّنْ مَا يُرَى مِمَّا هُوَ ظَاهِرٌ."
الله صالح، خلق كل شيء من العدم بكلمته الذاتية يسوع المسيح ربنا. وبه أيضًا جدد الخلقة وخلصها. الله خلق ما نراه الآن من أشياء لا نراها، فهو كوَّن العالم بكل ما فيه من العدم، من شيء غير ظاهر أمامنا. الإنسان يعمل وينشئ ويخترع... إلخ ولكن من أشياء موجودة خلقها الله، ولكنه لا يستطيع أن يخلق شيئا من لا شيء.
الآيات4، 5: "بِالإِيمَانِ قَدَّمَ هَابِيلُ ِللهِ ذَبِيحَةً أَفْضَلَ مِنْ قَايِينَ. فَبِهِ شُهِدَ لَهُ أَنَّهُ بَارٌّ، إِذْ شَهِدَ اللهُ لِقَرَابِينِهِ. وَبِهِ، وَإِنْ مَاتَ، يَتَكَلَّمْ بَعْدُ! 5بِالإِيمَانِ نُقِلَ أَخْنُوخُ لِكَيْ لاَ يَرَى الْمَوْتَ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ نَقَلَهُ. إِذْ قَبْلَ نَقْلِهِ شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ قَدْ أَرْضَى اللهَ".
هابيل:- هابيل دمه يتكلم بعد:
1. يطلب القصاص.
2. بإيمانه ظل حيًا أما قايين فمات لخطيته.
3. مازالت الناس تمدحه.
هابيل بتقديمه ذبائح كأنه يشتاق للعودة للحالة الفردوسية فهو يقدم ذبائحه استرضاء لوجه الله وكنوع من الشكر والعبادة. الله قال قدموا ذبائح وهابيل ينفذ بإيمان أمر الرب لأن هذا يرضيه. فهو يترجى الحصول على خيرات من الله فنفذ أمره واثقا من الحصول عليها وهذا هو تعريف الإيمان. بل كانت حياته بارة بشهادة المسيح (مت23: 35) + (1يو12:3). ولذلك كانت ذبيحة هابيل أفضل إذ تسندها أعماله البارة وتقديم قرابينه بالإيمان، الإيمان الحي الذي تسنده الأعمال البارة. فبه شُهِدَ له = أي بإيمانه.
ونلاحظ أن الذبائح كانت تشير لعمل المسيح الفدائي لذلك كانت ذبيحة هابيل الحيوانية أفضل من تقدمة قايين النباتية. أما قايين فهو لم يثق في الله ولا وعوده فلم يطع أوامر الله.
أَخْنُوخُ
:- حياة أخنوخ حملت بالإيمان صورة للكنيسة السماوية الفائقة. أما البار فبالإيمان يحيا. هو بإيمانه استطاع أن يرضي الله. أخنوخ نموذج لمن يستطيع أن يحيا بارًا وسط عالم شرير. ومن يغلب ويسلك بإيمانه في بر مثل أخنوخ ينقله الله ليحيا معه في شركة أمجاده. والسؤال لماذا جاهد أخنوخ ليرضي الله؟ لأنه يؤمن أنه موجود وأن الله الذي لا يراه سيكافئه إن سلك بحسب وصاياه.
آية 6: "وَلكِنْ بِدُونِ إِيمَانٍ لاَ يُمْكِنُ إِرْضَاؤُهُ، لأَنَّهُ يَجِبُ أَنَّ الَّذِي يَأْتِي إِلَى اللهِ يُؤْمِنُ بِأَنَّهُ مَوْجُودٌ، وَأَنَّهُ يُجَازِي الَّذِينَ يَطْلُبُونَهُ."
الذي يأتي إلى الله = بالصلاة والعبادة والوجود في حضرته وفي النهاية يحيا معه للأبد (2أى15 :1، 2). يؤمن بأنه موجود = مع أنه لا يراه (آية1) وأنه يجازي الذين يطلبونه =هذا هو رجاؤه. هذه الآية تشرح لماذا أرضى أخنوخ الله.
وما هو الإيمان المطلوب الذي يُرضي الله؟
1. أنه إله طيب وصانع خيرات لا يُريد أن يؤذي أحد. إذًا حتى لو سمح لأحد بتجربة فهي للخير (رو28:8). إذًا لا نتذمر على أحكامه فهو الله الذي يحبني لدرجة الموت عني.
2. أنه موجود يَرى ويسمع فنخاف أن نخطئ فنغضبه.
3. هو فاحص القلوب والكُلّي، فنخاف أن نفكر في أي شر أو شبه شر.
4. هو كلي الحكمة. فنخاف أن ننسب له أنه أخطأ.
آية 7: "بِالإِيمَانِ نُوحٌ لَمَّا أُوحِيَ إِلَيْهِ عَنْ أُمُورٍ لَمْ تُرَ بَعْدُ خَافَ، فَبَنَى فُلْكًا لِخَلاَصِ بَيْتِهِ، فَبِهِ دَانَ الْعَالَمَ، وَصَارَ وَارِثًا لِلْبِرِّ الَّذِي حَسَبَ الإِيمَانِ."
نُوحٌ
:- بإيمان نوح نجا هو وكل العالم معه من الفناء الكلي. ونرى بر نوح في (تك6: 9+ 7: 1، 5). ونرى طاعة نوح الفورية في إقامة الفلك الذي به خلص هو وأسرته بل العالم كله. كان هذا لإيمانه فيما قاله الله عن الطوفان القادم وهو لم يراه بل صدق كلام الله، وعوده له ووعيده للعالم الشرير. بِهِ دَانَ الْعَالَمَ= إيمان نوح يمثل دينونة للعالم غير المؤمن والخاطئ الذي حوله فبينما هو قد صدق الله في أن طوفان سيحدث فدخل الفلك، رفض الجميع دخول الفلك إذ لم يصدقوا الله فهلكوا. وَارِثًا لِلْبِرِّ الَّذِي حَسَبَ الإِيمَانِ = نوح شهد الله ببره، نتيجة حياته مع الله ولأنه أطاع وصنع الفلك كما أمره الله أضاف على البر الذي له بالإيمان بر الطاعة. نوح ورث بر آبائه أخنوخ وغيره.
الآيات8-10: "بِالإِيمَانِ إِبْرَاهِيمُ لَمَّا دُعِيَ أَطَاعَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ عَتِيدًا أَنْ يَأْخُذَهُ مِيرَاثًا، فَخَرَجَ وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَأْتِي. 9بِالإِيمَانِ تَغَرَّبَ فِي أَرْضِ الْمَوْعِدِ كَأَنَّهَا غَرِيبَةٌ، سَاكِنًا فِي خِيَامٍ مَعَ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ الْوَارِثَيْنِ مَعَهُ لِهذَا الْمَوْعِدِ عَيْنِهِ. 10لأَنَّهُ كَانَ يَنْتَظِرُ الْمَدِينَةَ الَّتِي لَهَا الأَسَاسَاتُ، الَّتِي صَانِعُهَا وَبَارِئُهَا اللهُ."
إبراهيم: عظمة إيمان إبراهيم ظهرت أولًا في أنه ترك الملموسات والمنظورات في ثقة في وعود الله عن أرض لم تكن ملموسة ولا منظورة واعتبرها كأنها موجودة، فهل هو رأى خيرات كنعان ليترك أهله وعشيرته، بل هو آمن بمن يحيي من الموت وقدم ابنه فهو أحب الله أكثر من وحيده. ونحن أخذنا مواعيد فهل نخرج من أرض الخطية، بل إبراهيم حين خرج لم يكن يعلم أنه سيرث أرض كنعان = فَخَرَجَ وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَأْتِي.
كأنها غريبة = هذه تفهم أن إبراهيم عاش في كنعان التي وعده بها الله على أنه غريب حتى أنه اشترى قبر زوجته. ولكن تفهم أيضًا في عظمة إيمانه اعتبر أرض العالم أيًا كانت أرض غربة، هو مستعد للرحيل دائمًا، فهو اعتبر أن وعد الله هو راحته وغناه، وهذا الكلام موجه للعبرانيين المتضجرين من الاضطهاد وموجه لنا أيضًا.
المدينة التي لها الأساسات = لقد امتد بصر إبراهيم لما فوق الأرض، لما هو غير منظور، حقًا سيرث أولاده هذه الأرض التي يراها وهي أرض كنعان. ولكن نظره امتد لأورشليم السماوية. لقد وعده الله ببركة (تك15: 1) وعرف أنها سماوية. لقد قدم كل أب من الآباء جانبًا من جوانب الإيمان:-
هابيل: قدم الجانب الإلهي وهو تقديم الذبيحة المقدسة التي بها يتبرر.
أخنوخ : كشف عن طبيعة الكنيسة المؤمنة ألا وهو الجانب السماوي. أي تحيا سماوية.
نوح: أعلن أنه لا خلاص خارج الكنيسة المقدسة. (ومثالها الفلك).
إبراهيم: قدم الجانب العملي للإيمان وهو الطاعة لله.
الآيات 11، 12: "بِالإِيمَانِ سَارَةُ نَفْسُهَا أَيْضًا أَخَذَتْ قُدْرَةً عَلَى إِنْشَاءِ نَسْل، وَبَعْدَ وَقْتِ السِّنِّ وَلَدَتْ، إِذْ حَسِبَتِ الَّذِي وَعَدَ صَادِقًا. 12لِذلِكَ وُلِدَ أَيْضًا مِنْ وَاحِدٍ، وَذلِكَ مِنْ مُمَاتٍ، مِثْلُ نُجُومِ السَّمَاءِ فِي الْكَثْرَةِ، وَكَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ الَّذِي لاَ يُعَدُّ."
سارة: كما قدم لنا الرسول رجال إيمان ها هو يقدم أمثلة حيَّة لنساء مؤمنات.
بالإيمان سارة نفسها = ربما يشير بولس الرسول هنا لضحك سارة حين سمعت بخبر ولادتها لطفل. وبولس يؤكد أنها مؤمنة وآمنت بالوعد ولذلك نفهم أن الضحك قد يكون من فرحتها الشديدة أو أن الخبر هو فوق المعقول، لقد ضحكت سارة وتساءلت لمدة لحظات ثم تحولت مشاعرها للإيمان وعمومًا فالانفعالات الأولى لا تحسب للإنسان فالعذراء مريم أيضًا تساءلت حين سمعت. ولكن الله رأى الإيمان داخل أحشاء سارة مستقرًا فيها.
ولد أيضًا من واحد = كان إبراهيم مماتًا في الجسد وسارة أيضًا مماتة في الجسد فكلاهما كانا واحد في موت جسدهما. وهما واحد أيضًا في جسدهما الواحد بالزواج وواحد في محبتهما لبعض وإيمانهما الواحد بالله. وذلك من ممات = هنا نفهم أن الوحدة المقصودة هي موت جسديهما أي انعدام فرصة إيجاد نسل من كليهما.
وتفهم الآية أيضًا على أن الإيمان جعل نسل واحد فقط وهو إبراهيم من الكثرة حتى صار كنجوم السماء (هم اليهود الذين كانوا في العهد القديم قبل أن يأتي المسيح شمس البر والنجوم تظهر ليلًا) وكرمل الأرض (هم المؤمنين بالمسيح أبناء إبراهيم بالإيمان، هؤلاء أشرق عليهم نور المسيح). وهذا رمز لما عمله المسيح الواحد الذي جعل الاثنين واحدًا أي اليهود والأمم.
الآيات 13-16: "فِي الإِيمَانِ مَاتَ هؤُلاَءِ أَجْمَعُونَ، وَهُمْ لَمْ يَنَالُوا الْمَوَاعِيدَ، بَلْ مِنْ بَعِيدٍ نَظَرُوهَا وَصَدَّقُوهَا وَحَيُّوهَا، وَأَقَرُّوا بِأَنَّهُمْ غُرَبَاءُ وَنُزَلاَءُ عَلَى الأَرْضِ. فَإِنَّ الَّذِينَ يَقُولُونَ مِثْلَ هذَا يُظْهِرُونَ أَنَّهُمْ يَطْلُبُونَ وَطَنًا. فَلَوْ ذَكَرُوا ذلِكَ الَّذِي خَرَجُوا مِنْهُ، لَكَانَ لَهُمْ فُرْصَةٌ لِلرُّجُوعِ. وَلكِنِ الآنَ يَبْتَغُونَ وَطَنًا أَفْضَلَ، أَيْ سَمَاوِيًّا. لِذلِكَ لاَ يَسْتَحِي بِهِمِ اللهُ أَنْ يُدْعَى إِلهَهُمْ، لأَنَّهُ أَعَدَّ لَهُمْ مَدِينَةً."
في الإيمان مات هؤلاء = أي حسب الإيمان مات إبراهيم وإسحق ويعقوب. وهم لم ينالوا المواعيد = لا إبراهيم ولا إسحق ولا يعقوب انتفعوا بكنعان مع أنها أعطيت لهم بوعد بل عاشوا فيها غرباء على رجاء الوعد.
غُرَبَاءُ وَنُزَلاَءُ عَلَى الأَرْضِ
= هنا يشرح بولس الرسول أن عظمة إيمان الآباء البطاركة أنهم عاشوا في الأرض التي وعدهم الله بها كغرباء، وآمنوا أنها ستكون لهم ميراث. ولكن بنظرة أبعد هم شعروا أن هناك وطن سماوي ينتظرهم بعد أن يغادروا أجسادهم. هم رأوا بعين الإيمان الوطن السماوي السعيد، وأن هناك مواعيد أبدية مختفية وراء المواعيد الزمنية. تطلعوا بالإيمان إلى وعود الله فصدقوها بالإيمان، وحيوها بالعمل الجاد للتمتع بها، وأحسوا أمام هذه الوعود أنهم بحق هم غرباء ينتظرون العبور لوطنهم السماوي. هنا تأنيب للعبرانيين الذين يريدون الارتداد لميراث التراب تاركين الميراث السماوي بالمسيح.يقولون مثل هذا = قال إبراهيم لبني حث "أنا غريب ونزيل عندكم" (تك23: 4).
يطلبون وطنًا = من يقول أنا غريب فهو بالتأكيد يعلم أن له وطن وهو يطلبه.
فلو ذكروا ذلك الذي خرجوا منه = كانت أور موطنًا أصليًا لإبراهيم ولكنه لم يعتبر نفسه متغربًا عن أور، فلو كان يفكر هكذا لكان قد عاد إلى أور. ولكنه حسب أن وطنه الحقيقي الذي هو متغرب عنه هو السماء.
يدعى إلههم = أنا إله إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب. (مت22: 32).
الآيات17-19: "بِالإِيمَانِ قَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ وَهُوَ مُجَرَّبٌ. قَدَّمَ الَّذِي قَبِلَ الْمَوَاعِيدَ، وَحِيدَهُ 18الَّذِي قِيلَ لَهُ:«إِنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ». 19إِذْ حَسِبَ أَنَّ اللهَ قَادِرٌ عَلَى الإِقَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ أَيْضًا، الَّذِينَ مِنْهُمْ أَخَذَهُ أَيْضًا فِي مِثَال."
إبراهيم: الله جرب إبراهيم لا ليعرف إيمانه، بل بطاعته ظهر إيمانه وهو رأى في نجاة إسحق صورة للخلاص الذي بالمسيح ففرح (يو8: 56). وهو مجرب = أي وهو في محنة، محنة من يقيد ابنه ليذبحه.
قدم الذي قبل المواعيد = التجربة أصابت الابن الذي أخذ فيه إبراهيم المواعيد (تك17: 19).
إذ حسب أن الله قادر..= كان إيمان إبراهيم عجيبًا فهو آمن بأن الله لا بُد وسيحقق مواعيده في إسحق فحتى لو ذبحه فالله لا بُد وسيقيمه ليحقق مواعيده فيه.
أخذه أيضًا في مثال = لقد عاد إبراهيم بابنه حيًا وكأنه أخذه من بين الأموات وكان هذا مثالًا لقيامة المسيح بعد صلبه. لذلك فإبراهيم رأى خلاص المسيح وفرح.
عظمة إيمان إبراهيم في أنه آمن أن الله قادر أن يخرج من الموت حياة.
آية 20: "بِالإِيمَانِ إِسْحَاقُ بَارَكَ يَعْقُوبَ وَعِيسُو مِنْ جِهَةِ أُمُورٍ عَتِيدَةٍ."
إِسْحَاقُ
: كانت نية إسحق أن يبارك عيسو. ولكن يعقوب خادع أباه. ونطق إسحق بكلمات البركة التي أوحى بها الله بإيمان أن الله سيبارك ابنه حسب وعده. ولما عرف الخدعة تذكر وعد الله ببركة يعقوب (تك23:25) فقال نعم ويكون مباركًا (تك27: 32، 33). أي أن ما قلته بوحي من الله من كلمات البركة على رأس ابني أيًا كان لا بُد وسينفذه الله، فالله يريد هذا. هنا نرى إصرار إسحق على ما نطق به بالإيمان حتى لو كان ما نطق به هو ضد إرادته شخصيًا.
آية 21: "بِالإِيمَانِ يَعْقُوبُ عِنْدَ مَوْتِهِ بَارَكَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنِ ابْنَيْ يُوسُفَ، وَسَجَدَ عَلَى رَأْسِ عَصَاهُ."
يعقوب: نرى هنا أيضًا أن يعقوب يبارك أيضًا بحسب الوحي لا بحسب الرؤيا الطبيعية، ولا بحسب إرادة يوسف. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). هنا يظهر أن الاختيار هو اختيار الله، ويعقوب بإيمان ينفذ غير عالم بالمستقبل وماذا سيكون عليه إفرايم ومنسى فهو لم يرى شيئًا. سجد على رأس عصاه = هي انحناءة سجود لله الذي يبارك في المستقبل كأنه رأى هذه البركة بالإيمان. هو أمسك العصا (ربما عصا يوسف أو عصاه) وسجد لمن بصليبه (عصاه) سيبارك كل البشرية.
آية 22: "بِالإِيمَانِ يُوسُفُ عِنْدَ مَوْتِهِ ذَكَرَ خُرُوجَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَوْصَى مِنْ جِهَةِ عِظَامِهِ."
يُوسُفُ: عِنْدَ مَوْتِهِ
= عند اقتراب نهايته. ونلاحظ أن يوسف آمن بأن شعبه لا بُد وسيخرجون من أرض مصر. وأن خروجهم هو الخلاص. فغناه وسلطته لم ينسياه الحنين لأرض الموعد، فهو آمن بوعد الله أن هذه الأرض هي ليعقوب ونسله، فطالب بنصيبه في هذه الأرض ولو لعظامه. فكان يرى المستقبل حاضرًا أمامه.
آية 23: "بِالإِيمَانِ مُوسَى، بَعْدَمَا وُلِدَ، أَخْفَاهُ أَبَوَاهُ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ، لأَنَّهُمَا رَأَيَا الصَّبِيَّ جَمِيلًا، وَلَمْ يَخْشَيَا أَمْرَ الْمَلِكِ."
والدا موسى: هنا نرى الإيمان بالوعد يواجه عواصف شديدة في مصر. وبولس الرسول إذ اقترب من الحديث عن العظيم موسى لم ينسى إيمان والديه. لأنهما رأيا الصبي جميلًا = كان جمالًا إلهيًا غير عادي. وأحسوا أن وراءه أمرًا مخفيًا وعمل إلهي ينتظره. جماله كانت فيه رهبة. وهذا الجمال هو الذي جذب قلب ابنة فرعون. هذه الرهبة الإلهية جعلت أبواه يخفيانه ويتحملان العاقبة وهي عقوبة الموت. وجرأتهما كانت مسنودة بإيمانهما. ويقول يوسيفوس أن مريم أخت موسى رأت رؤيا خاصة بموسى ولذلك أخفاه أبويه إيمانًا بالله.
الآيات24-29: "بِالإِيمَانِ مُوسَى لَمَّا كَبِرَ أَبَى أَنْ يُدْعَى ابْنَ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ، مُفَضِّلًا بِالأَحْرَى أَنْ يُذَلَّ مَعَ شَعْبِ اللهِ عَلَى أَنْ يَكُونَ لَهُ تَمَتُّعٌ وَقْتِيٌّ بِالْخَطِيَّةِ، حَاسِبًا عَارَ الْمَسِيحِ غِنًى أَعْظَمَ مِنْ خَزَائِنِ مِصْرَ، لأَنَّهُ كَانَ يَنْظُرُ إِلَى الْمُجَازَاةِ. بِالإِيمَانِ تَرَكَ مِصْرَ غَيْرَ خَائِفٍ مِنْ غَضَبِ الْمَلِكِ،لأَنَّهُ تَشَدَّدَ، كَأَنَّهُ يَرَى مَنْ لاَ يُرَى. بِالإِيمَانِ صَنَعَ الْفِصْحَ وَرَشَّ الدَّمَ لِئَلاَّ يَمَسَّهُمُ الَّذِي أَهْلَكَ الأَبْكَارَ. بِالإِيمَانِ اجْتَازُوا فِي الْبَحْرِ الأَحْمَرِ كَمَا فِي الْيَابِسَةِ، الأَمْرُ الَّذِي لَمَّا شَرَعَ فِيهِ الْمِصْرِيُّونَ غَرِقُوا."
مُوسَى
: موسى كان كلما كبر يشتد حنينه لوطنه الموعود الذي رضع حبه من أمه وأخته وآمن بصدق مواعيد الله عنه. وأحب شعبه وحينما انحاز للعبراني المظلوم كان هذا بمثابة قرار للانضمام تحت نير المظلومين. وضربه للمصري وقتله كان بداية عملية الفداء لخلاص شعبه هذه التي ولد موسى لأجلها. وكان الإغراء أمام موسى كبيرا فهو ابن ابنة فرعون. ويقول فيلو العلامة اليهودي أنها كانت بلا ولد. ولذلك فموسى كان وريث العرش. ولكنه رفض هذا الإغراء الكبير بسبب إيمانه القوي واختار أن يذل مع شعبه وفضل هذا عن التمتع الوقتي في قصر فرعون تحت ظلال خطية أوثان مصر. لذلك تزكى أمام الله فأدخله تحت التدريب في سيناء ليعده كقائد للشعب. الله هذبه بكل علوم مصر ثم علمه التواضع في سيناء، علمه أنه سيخرج بني إسرائيل بيد الله لا بيده هو. بِالإِيمَانِ تَرَكَ مِصْرَ غَيْرَ خَائِفٍ = هو هرب بعد قتل المصري وانتشار الخبر خوفًا من انتقام فرعون. ولكن بعد تكليف الله له واجه فرعون، وبعد الضربات العشر والتي كان يواجه فيها فرعون بلا خوف، قاد موسى الشعب خارجًا من مصر دون أن يخاف فرعون. بالإِيمَانِ صَنَعَ الْفِصْحَ وَرَشَّ الدَّمَ = الإيمان هنا هو طاعة موسى في رش دم خروف الفصح على القائمتين ليخلص الأبكار. الفصح هو عبور، عبور الملاك المهلك على الشعب الذي رش الدم على أبوابه ولا يهلك أبكار الشعب المحتمي بدم الخروف. هو عبور الفداء، فصح الخلاص. بِالإِيمَانِ اجْتَازُوا فِي الْبَحْرِ = استمد الشعب إيمانه من إيمان موسى. وإيمانهم حفظ البحر مشقوقًا والدليل أن المصرين الذين هم بلا إيمان انطبق عليهم البحر لما شرعوا في تقليد الشعب. فعدم إيمان المصريين يعني عدم رضا الله.
آية 30: "بِالإِيمَانِ سَقَطَتْ أَسْوَارُ أَرِيحَا بَعْدَمَا طِيفَ حَوْلَهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ."
الأسوار سقطت بالإيمان وليس بقوة بشرية. فهل يهدم دوران الشعب حول أسوار مدينة، أسوار هذه المدينة؟!
آية 31: "بِالإِيمَانِ رَاحَابُ الزَّانِيَةُ لَمْ تَهْلِكْ مَعَ الْعُصَاةِ، إِذْ قَبِلَتِ الْجَاسُوسَيْنِ بِسَلاَمٍ."
نجد هنا الإيمان يحول راحاب الزانية إلى قديسة بل وأما للمسيح.
الآيات 32-35 نجد فيهم أمثلة لأبطال إيمان صنعوا أعمالًا عظيمة.
الآيات35-38 نجد فيهم أمثلة لأبطال إيمان تحملوا مشقات عظيمة.
آية 32: "وَمَاذَا أَقُولُ أَيْضًا؟ لأَنَّهُ يُعْوِزُنِي الْوَقْتُ إِنْ أَخْبَرْتُ عَنْ جِدْعُونَ، وَبَارَاقَ، وَشَمْشُونَ، وَيَفْتَاحَ، وَدَاوُدَ، وَصَمُوئِيلَ، وَالأَنْبِيَاءِ."
الرسول يجول بهم في كل تاريخهم ليقدم أمثلة من كل حقبة فقد وجد شهود حق لله في أحلك العصور.
آية 33: "الَّذِينَ بِالإِيمَانِ: قَهَرُوا مَمَالِكَ، صَنَعُوا بِرًّا، نَالُوا مَوَاعِيدَ، سَدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ."
قهروا ممالك = فجدعون قهر المديانيين وباراق قهر الكنعانيين وداود قهر الفلسطينيين والموآبيين والعمونيين. صنعوا برًا = كانت نتيجة نجاحهم في الحروب وإخضاع الأعداء أن حكموا بالعدل والبر فارتفع مستوى الأخلاق ومخافة الله. وهؤلاء القضاة ومعهم داود كانوا في حكمهم يحكمون ضد الخطاة فانتشر البر (2صم8: 15). نالوا مواعيد = نجاحهم في أداء رسالتهم كان سببًا في استقرار إسرائيل وتقويتها وامتدادها فتحققت مواعيد الله لهم بامتلاك بقية الأرض وأن يتمتعوا بخيرات الأرض. سدوا أفواه أسود = وهذا حدث مع دانيال.
آية 34: "أَطْفَأُوا قُوَّةَ النَّارِ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ السَّيْفِ، تَقَوَّوْا مِنْ ضُعَْفٍ، صَارُوا أَشِدَّاءَ فِي الْحَرْبِ، هَزَمُوا جُيُوشَ غُرَبَاءَ."
أطفأوا قوة النار = وهذا حدث مع الثلاثة فتية. نجوا من حد السيف = موسى نجا من سيف فرعون وداود من سيف شاول وإيليا من سيف إيزابل. تقووا من ضعف = مثال ذلك جدعون الضعيف صار بطلًا وقاد جيش صغير من 300 شخص ليهزم جيش المديانيين الكبير. وصاروا أشداء في الحرب = مثال لذلك داود والمكابيين الذين هزموا جيوش اليونانيين الغرباء.
آية 35: "أَخَذَتْ نِسَاءٌ أَمْوَاتَهُنَّ بِقِيَامَةٍ. وَآخَرُونَ عُذِّبُوا وَلَمْ يَقْبَلُوا النَّجَاةَ لِكَيْ يَنَالُوا قِيَامَةً أَفْضَلَ."
أخذت نساء أمواتهن بقيامة = كما فعلت الأرملة مع إيليا النبي والمرأة الإسرائيلية مع إليشع النبي، هؤلاء آمنوا أن الله قادر أن يقيم أمواتهن من الموت فأقامهم. في النصف الأول من الآية نرى مَنْ آمن بقيامة الموتى فطلبها. أما في النصف الثاني نرى مَنْ آمن بالقيامة فاحتقر حياته وابتداءً من النصف الثاني من آية 35 ينتقل بولس الرسول إلى المجموعة الثانية من أبطال الإيمان أي الذين تحملوا مشقات عظيمة = وآخرون عذبوا ولم يقبلوا النجاة = وهذا حدث في أيام المكابيين وما قبلهم. وعُذِّبُوا هنا مثل الضرب حتى الموت.
آية 36: "وَآخَرُونَ تَجَرَّبُوا فِي هُزُءٍ وَجَلْدٍ، ثُمَّ فِي قُيُودٍ أَيْضًا وَحَبْسٍ."
تجربوا في هزء = مثال لذلك إرميا النبي وهو أيضًا وضع في القيود.
آية 37: "رُجِمُوا، نُشِرُوا، جُرِّبُوا، مَاتُوا قَتْلًا بِالسَّيْفِ، طَافُوا فِي جُلُودِ غَنَمٍ وَجُلُودِ مِعْزَى، مُعْتَازِينَ مَكْرُوبِينَ مُذَلِّينَ."
رجموا= رجموا إرميا النبي في مصر بعد أن تنبأ عليهم بالفناء بسبب عبادتهم للأصنام ورجموا نابوت + (مت23: 37) + (أع7: 52). نشروا = منسى الملك نشر أشعياء النبي. طافوا في جلود غنم = هذه الأحداث حدثت أيام أنطيوخس أبيفانيوس. إذ من شدة الاضطهاد هربوا للجبال وتركوا كل أموالهم.
آية 38: "وَهُمْ لَمْ يَكُنِ الْعَالَمُ مُسْتَحِقًّا لَهُمْ. تَائِهِينَ فِي بَرَارِيَّ وَجِبَال وَمَغَايِرَ وَشُقُوقِ الأَرْضِ."
الله أرسل هؤلاء لينذروا العالم ولكن العالم رفضهم وقتلهم وبذلك أثبت العالم أنه غير مستحق لهم بل مستحق للدينونة. شقوق الأرض = المغائر الطبيعية التي لم تحفرها يد. تائهين في البراري = الآباء الذين عانوا من أجل كلمة الحق وكلمة الله وكان إيليا النبي قد حدث معه شيء من ذلك. ومن هؤلاء السوَّاح الآن.
آية 39، 40: "فَهؤُلاَءِ كُلُّهُمْ، مَشْهُودًا لَهُمْ بِالإِيمَانِ، لَمْ يَنَالُوا الْمَوْعِدَ، إِذْ سَبَقَ اللهُ فَنَظَرَ لَنَا شَيْئًا أَفْضَلَ، لِكَيْ لاَ يُكْمَلُوا بِدُونِنَا."
لَمْ يَنَالُوا الْمَوْعِدَ
= وعد الله داود أن كرسيه سيجلس عليه من نسله للأبد ولكنه وغيره من أبطال الإيمان لم يروا تنفيذ وعود الله لهم لأن هذه الوعود تحققت في المسيح. ولكنهم بإيمانهم صدقوا وكان لهم رجاء في تحقيق هذا الوعد. وهم احتملوا الآلام واستشهدوا، والله سمح بهذا ليشهد لإيمانهم ويعلنه للعالم كله هذا الإيمان الصادق الذي جعلهم بحق شركاء في الموعد بالميراث السمائي. وحتى نحن الآن نحيا بهذا الرجاء وكلنا ننتظر تمام تكميل المواعيد حتى يشترك الجميع في الإيمان الواحد والضيق الواحد وبعد ذلك في الميراث السماوي. وبولس الرسول يضع أمام العبرانيين هذه الصورة ليعرفوا أنه يجب عليهم أن يحتملوا الآلام لفترة ليتزكى إيمانهم.لِكَيْ لاَ يُكْمَلُوا بِدُونِنَا
= الله أعطى وعود بالمجد الأبدي ولكن سنحصل عليها كلنا جميعًا، من كانوا من العهد القديم ومن هم من العهد الجديد، الكل سيكمل كجسد واحد في المجد السماوي بعد المجيء الثاني.لذلك قال رب المجد للنفوس التي تحت المذبح في السماء (الشهداء والقديسين الذين هم في السماء الآن بعد أن أنهوا جهادهم على الأرض) "قيل لهم ان يستريحوا زمانًا يسيرًا أيضًا حتى يكمل العبيد رفقاؤهم، وإخوتهم أيضًا، العتيدون أن يُقتلوا مثلهم" (رؤ6: 11).
← تفاسير أصحاحات عبرانيين: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير عبرانيين 12 |
قسم
تفاسير العهد الجديد القمص أنطونيوس فكري |
تفسير عبرانيين 10 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/z86bbd3