محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين: |
حدث اضطهاد ضد الكنيسة المسيحية وحكم السنهدريم على المسيحيين الذين كانوا من أصل يهودي بالطرد من المقادس ومعاملتهم كمتعدين على الناموس وأنهم نجسون مرتدون. وبهذا جرح هؤلاء الأتقياء في أعماق قلوبهم، لأنهم شعروا أنهم عزلوا عن شعب المسيا.
بل لقد سلبوا أموالهم (عب 10: 32-36) وسجن البعض (عب 13: 3) وبعض المرشدين استشهدوا (عب 13: 7) ومنهم يعقوب أخو الرب. بل لقد واجهوا اضطهادًا من الرومان أيضًا.
وحدثت مشكلة أخرى واجهت هؤلاء العبرانيين (المسيحيين الذين كانوا من أصل يهودي) وهي أنهم كانوا يتوقعون عودة المسيح سريعًا وكان هذا سبب تعزية لهم ومصدر فرح ولكن لما طالت المدة ولم يأتي المسيح تعثروا وبالذات لأن اليهود كانوا يبشرون بأن المسيح قد اقترب مجيئه لهم ليقيم وسطهم مملكته والتي من خلالها سيحكمون العالم كله.
فبولس يكتب لهؤلاء العبرانيين لأنهم كانوا يفكرون في الارتداد لليهودية وسط إغراءات من اليهود بقبولهم ثانية في الهيكل ورد اعتبارهم مدنيًا. وملخص ما قاله لهم بولس الرسول:
1. هو صور المسيحية أنها الكمال واليهودية أنها النقص فمن يرتد لليهودية يكون كمن يرتد من الكامل إلى الناقص ومن الحقيقة إلى الظل ومن النور للعتمة.
2. في المسيحية صار لنا قبول لدى الله بالمسيح ابن الله الوسيط الوحيد أما في اليهودية فكانت الوساطة عن طريق كاهن وذبيحة حيوانية، بل الكاهن نفسه يحتاج لذبيحة عن خطاياه، بل أنه يموت وينتن بينما أن المسيح حيّ إلى الأبد.
3. يؤكد لهم بولس الرسول أن ما نالوه أكثر بكثير مما فقدوه، فهم اقتنوا الهيكل السماوي عوضًا عن الهيكل الأرضي الرمزي، وانفتحت لهم أورشليم السماوية بدلًا من أورشليم الأرضية، فالمسيحية ليست حرمانًا بل اقتناء للسماويات وتمتع بالأبديات.
4. ولكن كما صلب المسيح خارج أورشليم هكذا نصيب من يتبع المسيح. وستكون كنيسته مطرودة لتشاركه آلامه.
5. ضرب لهم بولس الرسول أمثلة لأبطال الإيمان في العهد القديم الذين لم يروا المواعيد عيانًا (إصحاح 11).
6. بل احتملوا بالإيمان كل أنواع المشقات. وعَرَّفَ لهم الإيمان بأنه الثقة بما يرجى. وعليهم أن يتشبهوا بهؤلاء الأبطال ويحتملوا الآلام، بل يتشبهوا بالمسيح نفسه في احتمال الآلام. وبالإيمان أيضًا ينتظروا المسيح فلا يتعجلوا مجيئه ويصيبهم اليأس من عدم مجيئه. بل أن المسيح رئيس خلاصهم تكمل بالآلام (عب 2: 10) فلا بُد أن نكمل نحن أيضًا بالآلام.
7. يحذرهم بولس الرسول أن من ذاق المواهب السمائية وارتد يكون بلا رحمة وبلا توبة.
8. أدرك بولس الرسول أن الهيكل كان على وشك الخراب وكانت هذه الرسالة لتعزية من ارتبط قلبه بالهيكل وليعلم العبرانيين أن هذا علامة على نهاية الكهنوت اليهودي.
1. هذه الرسالة هي سفر هام يربط العهدين. فبولس الرسول يقارن بين العهد القديم وبين العهد الجديد ليثبت تفوق العهد الجديد راجع (2كو 3: 6-11).
2. الرسالة ربط مبدع بين كلمة الله للأنبياء (عبادة الهيكل) وبين عبادة المسيح كلمة الله.
3. نرى أهمية العهد القديم في هذه الرسالة (عب 1: 1، 2) فالله هو الذي نطق بما فيه بل العهد القديم يحمل في طياته العهد الجديد، بل هو ظل له وهو رمز له والعهد الجديد به اكتمل العهد القديم. فالله له فكر واحد وكلمة واحدة. فمثلًا الراحة في العهد القديم تشير لراحتنا في السماويات ورئيس الكهنة اليهودي يشير للمسيح رئيس كهنتنا الذي دخل السموات بدم ذبيحة جسده ليتراءى أمام الله فيجد لنا فداء أبديًا وصلحًا وخلاصًا أبديًا. لذلك فاليهودية وحدها لا تكفي إذ تقف بالإنسان بعيدًا عن الله.
4. الناموس علم الإنسان كيف يتطهر من النجاسات التي تنجس الجسد لكي يتدرب الضمير على بغضة النجاسة والخطية وهذه أسماها الرسول الأعمال الميتة في داخل الضمير (عب 9: 14) ولكن كل التشريعات الناموسية بقيت ناقصة غير قادرة على الوصول بالضمير لحالة الرضا الكامل (عب 10: 1-4). ويتحول السفر ليشرح كيف تنقلنا المسيحية من الناقص إلى الكامل، من التطهير بدم الذبائح إلى تقديس القلب والضمير بالروح (عب 10: 5-10). إذًا فالوحي الإلهي يتدرج في أخذه بيد الإنسان ليمتد إلى أعلى ويترقى (عب 9: 9-11) لذلك قال المسيح ما جئت لأنقض بل لأكمل.
تشبيه: الناموس يشبه القانون. فمواد القانون الجنائي تمنع القتل، ولكنها لا تستطيع أن تصل لمنع البغضة والكراهية من القلب. أما المسيحية فهي تصل للقلب لذلك نسمع وصايا العهد القديم "لا تقتل أخيك" ووصايا العهد الجديد "أحبوا أعدائكم".
هي رسالة انفتاح السماء على المطرودين والمحرومين، يعزي فيها الرسول العبرانيين بأن لهم رئيس كهنة احتمل الآلام مثلهم (عب 2: 18؛ 4: 15، 16). ولكن في نفس الوقت يحذر الرسول من الارتداد عن المسيحية. فالذي يرتد لا تكون له فرصة للتوبة.
1. رسالة العبرانيين كتبت والهيكل على وشك الخراب والضيقة الكبيرة (حصار الرومان وهدم أورشليم والهيكل وإبادة مئات الألوف من الشعب اليهودي على يد تيطس الروماني) ونحن في هذه الأيام قد اقتربنا من الضيقة العظيمة ونهاية العالم. ونجد في هذه الرسالة تشجيع وتعزية حتى لا نرتد عن إيماننا إذا حدث ضيق (مت24).
2. وكما أظهرت الرسالة عظمة المسيح بالمقارنة مع الملائكة ومع موسى، هكذا علينا أن نثق في قوة مسيحنا في هذه الأيام لنجتاز فترة الضيقة العظيمة.
3. الرسالة تعلن شخص المسيح ومن يعرف المسيح حقيقة (عب 4: 14 + 7: 24-26) لا ترهبه الآلام ولا الاضطهادات ولا سلب الأموال ولا يفرط في إيمانه أو يرتد.
4. هناك تحذيرات مرعبة لمن يرتد عن الإيمان:- (عب 2: 1-3 + 3: 6-19 + 4: 1 + 6: 4-6 + 10: 28-31 + 10: 39).
5. وهناك كلمات تشجيع:- (عب 4: 14، 16 + 6: 11، 12 + 10: 23، 36 + 12: 1، 3، 4).
(عب 1:8) "وأما عن الابن كرسيك يا الله" فهو أعلن صراحة أن النبوة التي قيلت عن الله هي منطبقة على الابن.
أ. المقارنة بين وسطاء العهدين:- فوسيط العهد الجديد هو المسيح ووسطاء العهد القديم هم موسى والملائكة. والمسيح أعظم من الملائكة (عب 1: 3، 4، 6، 14) + (عب 2: 2-5 + 2:8) والمسيح أعظم من موسى (عب 3: 3، 5، 6).
ب. سمو كهنوت المسيح عن الكهنوت اللاوي:- (عب 4: 14 + 5: 6 + 7: 18، 19).
ت. سمو شريعة العهد الجديد عن شريعة العهد القديم:- (عب 8: 7-13) + (عب 9: 13-16) + (عب 9: 24).
أ. الثبات على الإيمان والتمسك به:- (عب 10: 22، 23، 32-39).
ب. تحديد معنى الإيمان وذكر بعض أمثلة لأبطال الإيمان:- ص 11.
ت. السفر في إبداع مزج العقائد مع الروحيات لنخرج بفوائد روحية وتطبيقات عملية. فهم كانوا في خجل من صليب المسيح وضعف الإنجيل والمسيحية. وبولس الرسول هنا يرفع نظرتهم للمسيح ليكون حامل تقديس وتكميل عوضًا عن أن يكون حامل عار. فالخطية التي حطمت نفوسهم وأضعفت موقفهم أمام الله ولم تستطع ألاف الذبائح وصفوف الكهنة ورؤسائهم أن يزحزحوها عنهم، هذه الخطية أبطلها لهم المسيح ليعيشوا، ليس بضمير ملوث بالخطية بل بشعور التقديس والمقدسين والمكملين أمام الله. والآن عليهم أن لا يتسرعوا عودة المسيح بل يفرحوا بأنه في السموات يشفع فيهم، بل ينظروا للمسيح الذي احتمل الآلام لأجلهم ليحتملوا هم أيضًا (عب 12: 2-4).
ث. واجبات اجتماعية:- (عب 13: 1-5).
ج. واجبات رعوية:- (عب 13: 7-17).
كاتب رسالة العبرانيين لم يكتب اسمه إلا أن الكنائس الأرثوذكسية والشرقية منذ بدايتها نسبت الرسالة لبولس الرسول، وقال بهذا معظم الآباء وعلى سبيل المثال البابا بطرس خاتم الشهداء والبابا أثناسيوس الرسولي وديديموس الضرير والبابا كيرلس عمود الدين ويوحنا فم الذهب وكيرلس الأورشليمي وكثيرون. والكنائس الغربية تبعت الكنائس الشرقية بعد القرن الرابع.
إلا أن بعض الدارسين ينسبون الرسالة لكاتب آخر غير بولس الرسول لسببين:
1. أنه لم يكتب اسمه كما تعود في باقي رسائله.
2. هناك بعض الاختلافات عن باقي رسائل بولس الرسول.
1. بولس الرسول كرسول للأمم كان أكثر تحررًا من الرسل الذين بشروا اليهود مثل بطرس ويعقوب ويوحنا في الارتباط بالطقوس اليهودية كالختان مثلًا، وهذا سبب في نفور العبرانيين منه (المسيحيين الذين من أصل يهودي). وهؤلاء تحاملوا عليه. فلو ذكر اسمه لنفروا من الرسالة كلها ورفضوها وشككوا فيها.
2. بولس أُرسِل للأمم ولم يُرسَل لليهود، فتأدبًا منه وتواضعًا لم يذكر اسمه فيكون كمن اعتبر نفسه رسولًا للعبرانيين.
الملائكة نطقوا بالناموس عب 2: 2-5
مع غل 3: 19-25
أورشليم السمائية عب 12: 22، 13: 14
مع غل 4: 25، 26
كلمة الله هي سيف الروح عب 4: 12
مع أف 6: 17
اللبن هو طعام الأطفال في الإيمان عب 5: 12-14 مع 1كو 3: 1-3
الدهر الآتي في مقابل الدهر الحاضر عب 6: 5، 9: 9
مع أف 1: 21
الظل في مقابل الحقيقة عب 8: 5، 10: 1
مع كو 2: 17
تحديد علاقة الابن بالآب وبالعالم عب 1: 1-3
مع كو 1: 15-17 + 1كو 8: 6
تواضع المسيح الاختياري عب 2: 9 + 5: 7، 9
مع في 2: 7-8 + غل 4: 4-5
اسم المسيح فوق كل اسم عب 2: 7 + 10: 12
مع أف 1: 20-22 + في 2: 9-11
ثلاثية بولس (الإيمان والرجاء والمحبة) عب 6: 10-12 + 10: 22-24 مع 1كو 13: 13 + 1تس 1: 3 + 8:5
المسيح يظفر على إبليس وعلى الموت عب 2: 14
مع كو 2: 15 + 1كو 15: 54-57
إمكانية هلاك المؤمن عب 3: 16، 17
مع 1كو 10: 5-12 (لاحظ استخدام نفس التشبيه)
أ. لقب رئيس كهنة الذي استخدمه بولس الرسول هنا للمسيح لم يذكره في باقي رسائله والسبب أن باقي الرسائل موجهة للأمم الذين لا يعرفون شيئًا عن الطقوس اليهودية ولا عن رئيس الكهنة. أما هذه الرسالة فموجهة للعبرانيين.
ب. كان بولس الرسول يذكر الجزء العملي والأخلاقي في نهاية رسائله وهنا نراها ممتزجة مع الجزء التعليمي. ولكنه هنا أراد أن يفعل هذا ليحول العقيدة إلى خبرة حياة.
ت. في مقارنته بين العهدين كان يقارن باختصار في باقي الرسائل، أما هنا فهو قد أسهب في المقارنة. والسبب واضح أن هذا هو موضوع الرسالة وهي موجهة للعبرانيين الذين يعرفون تفاصيل العبادة والشرائع اليهودية.
ث. في ص (11) ذكر سلسلة طويلة لأبطال الإيمان ولا نجد ما يقابل هذا في باقي الرسائل ونقول وما المانع فهل لا بُد أن تتشابه كل الرسائل في كل شيء.
ج. نجد الرسول هنا يذكر اسم السيد المسيح مجردًا من الألقاب فيقول يسوع في معظم الأحيان والسبب أنه كان يركز على عمل المسيح بجسده.
الرسالة كتبت إلى مؤمنين مسيحيين من أصل يهودي، ومن غير الممكن أن تكون مكتوبة لمؤمنين كانوا من الأمم، فالأمم لا يعرفون شيئًا عن الطقوس والعقائد اليهودية.
وهم الذين أسماهم بولس أهل الختان في أماكن أخرى (غل 2: 12) + (كو 4: 10، 11) + (أع 11: 2).
1. هناك من يقول أن هؤلاء العبرانيين كانوا من يهود فلسطين وخاف عليهم الرسول من الارتداد بسبب شدة اضطهاد اليهود لهم والمشكلة هنا لماذا كتب باليونانية وليس بالعبرية.
2. هناك من يقول أنه كتبها لمؤمني إنطاكية. وهناك من قال للعبرانيين في الإسكندرية وهناك من قال أنها لمؤمني إيطاليا لذلك كتبها باليونانية.
3. الأرجح أنها كتبت لكل هؤلاء ولكي تصلح للكل كتبها الرسول باليونانية.
حقًا هي كتبت لمجموعة خاصة يعدهم الرسول بالزيارة ولكن كتبها الرسول وفي ذهنه منفعة الجميع. فالعبرانيين في كل مكان وجدوا مقاومة شديدة من اليهود.
كتبت قبل خراب الهيكل الذي تم هدمه سنة 70 م. بدليل أن بولس لم يشير إلى هدمه بل قال أن الذبائح التي تقدم لا تكمل (عب 9: 9 + 10: 1، 2 + 13: 10).
ولكن كانت الأحداث تشير بقرب الحرب في أورشليم. وبالروح أدرك بولس أن اليوم قد اقترب لخراب الهيكل بل وخراب أورشليم فأرسل لهم أي للعبرانيين يقول ليس لنا هنا مدينة باقية (عب 13: 13، 14) حتى لا يصدموا صدمة عنيفة حين يروا خراب أورشليم. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). ونجد في (عب 10: 25) إحساس الرسول الصادق باقتراب هذا الموعد. وإذا علمنا أن أحداث الخراب بدأت سنة 67 م. فيمكن تحديد زمن كتابة الرسالة على أنه يسبق هذا الميعاد ويحدده الدارسون بأنه سنة 63 م.
وعلامات هذا اليوم، يوم خراب أورشليم حددها الرب يسوع في (مت 24). فهو رأى بالروح أن اليوم آت سريعًا وينبغي الخروج من أورشليم.
سمى إبراهيم عبراني حيث أنه أتى إلى أرض الميعاد عابرًا نهر الفرات (يش 24: 3) + (تك 14: 13).
بولس الرسول يوجه رسالته للمسيحيين ويقصد بالذات تعزيتهم ويُعرِّفَهُم بعظمة وجلال شخص المسيح وأنه فوق كل الخليقة وفوق كل أمجاد العهد القديم، وأن الإيمان به يُحيي، فهناك من ارتد عن الإيمان لليهودية بسبب:
1- إحساسهم بمرارة عزلهم من الجماعة اليهودية.
2- إحساسهم بأنهم فقدوا بركات العهد القديم.
3- الاضطهاد الشديد الذي تعرضوا له.
والرسول بولس يُظهر أن الإيمان بالمسيح هو طريق الحياة بينما الارتداد عنه يؤدي للموت والهلاك.
ونرى فيما يلي تسلسل الرسالة:
الآيات 1:1-3 |
المسيح هو الله ظهر في الجسد ليستعلن لنا الآب، ويفدي البشر. وإذا تكلم فهو الله يتكلم وليس كالأنبياء الذين كان الله يوحي إليهم بما يقولون. لذلك فمن حقه أن يقول "سمعتم أنه قيل للقدماء (يهوه هو الذي كان يقول ويُشرِّع في العهد القديم) أما أنا فأقول (فهو يهوه إذن له حق التشريع) (مت 5: 21، 22).
الآيات 4:1 - 14
اليهود كانوا يفتخرون بأن ناموس موسى قد سلمه له ملائكة، والرسول هنا يقول للمسيحي أنت لم تخسر بل كسبت بإيمانك بالمسيح، فالمسيح أعظم من الملائكة. أليس هو نفسه يهوه العظيم.؟
الآيات1:2 -4 |
الرسول يُنبه إلى خطورة إهمال الإيمان بالمسيح وعدم الاهتمام بكلامه ووصاياه فهو يهوه.
الآيات 5:2 -16 |
إن كان المسيح ابن الله قد ظهر في الجسد وتألم وأُهين، فهو قد فعل ذلك لنحصل نحن على الخلاص والبنوة لله، بأن جعلنا له أخوة، ثم تمجد ليأخذنا للمجد، هو الذي كان يسعى وراءنا ليجذبنا للمجد فهو يحبنا (آية 16). هو تألم لكي يَكْمُل (أي يُشبهنا في كل شيء)، ونحن نتألم لنكمل ونشبهه (غل19:4).
الآيات17:2 -18 |
هو ابن الله الديان، ولكنه رحيم بنا إذ يُحبنا، وأيضًا حينما تجسَّد شعر بآلامنا ويُعيننا ويرحمنا.
الآيات 1:3 - 5 |
هم يفتخرون بأنهم شعب موسى. والرسول هنا يقول موسى فعلًا عظيم، لكن المسيح هو ابن الله الذي له كل المجد، وهو خالق موسى وخالق الجميع = باني البيت.
الآيات6:3-19 |
إذن كل من يؤمن بالمسيح يخلُص ويدخل للراحة السماوية. وأما من يُقسِّي قلبه تاركاَ الإيمان بالمسيح فلن يدخل إلى الراحة. إذًا تمسكوا بالإيمان وليكن لكم رجاء في هذه الراحة، بل افتخروا بالمجد
المُعَّد لكم، إن تمسكتم بالإيمان، والرسول إستخدم هنا كلمة شاملة غرور الخطية (آية13)، فالخطية هي كلمة عامة تعني أن يُخطئ الإنسان الهدف. وهدفنا المجد والراحة، والطريق لهما هو الإيمان بالمسيح والثبات فيه فهو الطريق. والإيمان هو الطريق لغفران الخطية (يو9:16)، إذًا عدم الإيمان هو الخطية. وكل من يسلك عكس الوصية في غرور وتحدي لله فهو يُخطئ الهدف أي الراحة والمجد. وغرور الخطية لها معنى آخر = أنها مخادعة تظهر لذة الخطية وتخفي المرار الناشئ عنها.
الآيات 1:4 - 11 |
لاحظ قوله في (آية1) قد خاب منه أي فشل في الوصول للهدف أي أخطأ الهدف ، إذ ترك الإيمان وارتد عنه، وبهذا يفقد الراحة. إذًا فلنحذر أن نرتد فتضيع منّا الراحة.
الآيات 12:4 -13 |
الله قال أن من يرتد ويُخطئ لن يدخل الراحة، وكلمة الله لا تسقط، بل هو فاحص القلوب والكلى، فلا ينفع معه أسلوب الرياء.
الآيات 14:4 - 16 |
ليس معنى أن كلمة الله لا تسقط أن كل مرتد أو كل خاطئ سوف يهلك، فطريق التوبة مفتوح، والله يقبل كل تائب فهو رحيم.
الآيات 1:5 - 5 |
اليهود كانوا يفتخرون بأن لهم رئيس كهنة اختاره الله بنفسه (هرون ثم من خلفه في رئاسة الكهنوت) وأن الله أسس الكهنوت الهاروني اللاوي ليشفع فيهم، فيصيروا مقبولين أمام الله. والرسول هنا يُظهر عظمة المسيح ابن الله الذي أرسله الآب ليُقدِّم نفسه ذبيحة وهو الذي لم يُخطئ بينما أن رئيس الكهنة اليهودي كان إنسانًا يُخطئ ويُقدِّم ذبيحة عن خطاياه. وكما اختار الله هارون للكهنوت، أرسل الله المسيح ابنه متجسدًا ليقوم بدور رئيس الكهنة الذي يُقدِّم ذبيحة نفسه. وإذ كان المسيح بلاهوته يستحيل أن يموت، آخذًا جسدًا يموت به = أنا اليوم ولدتك.
آية 6:5 |
بل أن كهنوت المسيح أعظم من كهنوت هارون، فهو على طقس ملكي صادق، كهنوته (شفاعته في البشر) شفاعة كفارية أبدية.
الآيات 7:5-9 |
المسيح الذي بلا خطية صار إنسانًا كاملًا وذاق آلامنا فكُمِّل أي شابهنا في كل شيء. وأطاع حتى الموت موت الصليب ليشفع فينا أي يُعطينا حياة بدلًا من الموت الذي نُعاني منه، وهذا هو الخلاص الأبدي.
آية:10:5 |
وكهنوت المسيح أعلى من كهنوت هارون، فكهنوت المسيح على رتبة ملكي صادق.
الآيات11:5 - 14 |
ربما تتساءلون لماذا كهنوت ملكي صادق أعلى من كهنوت هارون، وهذا لأن عيونكم مُغلقة، وحواسكم الروحية التي تستشعر السماويات مُغلقة، فلم تستطيعوا فهم من هو ملكي صادق هذا، وإلى من يرمز. والناضجين روحيًا لهم الحواس الروحية مفتوحة، هم القادرين أن ينظروا بعُمق لمعنى كلمات الكتاب المقدس، أما الأطفال روحيًا فلا يستطيعون بل هم يكتفون بالمفاهيم السطحية، والسبب في هذا الضعف هو الخطية، فكيف يفتح الروح القدس حواسكم لتفهموا وأنتم لكم أهداف أخرى غير الله.
الآيات 1:6 -8 |
أنا لا أكتب لمن ارتد وترك الإيمان فهؤلاء اختاروا طريق الموت. فالارتداد هو خطية للموت (1يو16:5). وقطعًا فمثل هؤلاء لن يفهموا معاني الكتاب (أش9:29-12) حواسهم مُغلقة بسبب الخطية، لذلك لن يفهموا ولذلك أقول أن ما أقوله ليس لهؤلاء.
الآيات 9:6 -12 |
أنا أكتب لكم أنتم لتفهموا أو تثبتوا للنهاية فترثوا المواعيد.
الآيات 13:6 - 20 |
المواعيد صادقة، ودليل هذا أن الله وعد بل أقسم أن يُعطيها لإبراهيم ولورثة إبراهيم بالإيمان. ونحن قد صار لنا رجاء في هذه المواعيد فالمسيح سبق ودخل السماء ليشفع فينا فهو كاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق.
الآيات1:7 - 10 |
الرسول يشرح هنا لماذا كان كهنوت ملكي صادق أعظم من كهنوت هارون.
الآيات10:7 - 28 |
الرسول يسترسل في الشرح عن عظمة كهنوت المسيح بالمُقارنة بالكهنوت الهاروني. بل أن الكهنوت الذي على طقس ملكي صادق هو الكهنوت الأبدي الكامل وبهذا أُلغي الكهنوت الهاروني. فهل ترتدوا عن إيمانكم إذ تريدون أن تعودوا لكهنوت تم إبطاله, واستبدله الله بكهنوت أبدي الذي هو
شفاعة المسيح الكفارية الأبدية.
الآيات 1:8 - 13 |
يعود الرسول ويقول أنه يُريد أن يتكلم عن عظمة كهنوت المسيح الذي بعد أن قدَّم ذبيحة نفسه جلس عن يمين عرش العظمة ليشفع فينا، فهل نرتد عن إيمان عظيم بهذا المقدار. بل لنفهم أن العهد القديم كله بكهنوته وذبائحه، ما هو إلا وسيلة شرح ورموز لكهنوت المسيح. كهنوت المسيح وشفاعته
هو المقبول عند الله.
الآيات 1:9 -28 |
الرسول ما زال يسترسل في شرح فكرة شفاعة المسيح الكفارية المقبولة عند الله الآب، وهذا معنى كهنوته. ويُظهر الرسول عظمة كهنوت المسيح بالمقارنة مع الكهنوت الهاروني الذي كان رمزًا وإشارة لكهنوت المسيح ولنرى المقارنة هنا:
رئيس الكهنة اليهودي خاطئ ويُقدم ذبائح عن نفسه (آية 7).
المسكن الأول رمز فقط وسيختفي (الآيات8، 9)
ذبائح العهد القديم ذبائح حيوانية، أما المسيح فابن الله المتجسد الكامل (آية 11).
الذبائح الحيوانية لا تُكَمِّل (آية 9).
الذبائح الحيوانية تؤدي لطهارة الجسد، أما المسيح الكامل فذبيحته تطهر حتى الضمير (آيات 13، 14).
المسيح جاء ليكون وسيط يدعونا لوعد الميراث الأبدي (آية 15)
المسيح لم يدخل إلى قدس أقداس أو أقداس أرضية ليشفع فينا، بل إلى السماء (آية 24).
ثم المسيح سيظهر ثانية للخلاص للذين ينتظرونه (آية 28).
الآيات 1:10-18 |
الرسول يُكَمِّل الشرح لإيضاح معنى كهنوت المسيح وأنه يُكَمِّل ويُقَدِّس ويَغْفِر الخطايا ويُطَهِّر الضمائر. ويثبت في الآيات (4-10) أن الله لم يكن مسرورًا بالذبائح الحيوانية بل كان يُدَبِّر تجسد ابنه ليُكَمِّل ويُطَهِّر البشر ويقدسهم. وفي النهاية سيَخْضَع الكل تحت قدميّ المسيح (آية 13).
الآيات 19:10-25 |
بعد أن فهمتم عظمة المسيح وكهنوته وشفاعته فلنتمسك بالإيمان به.
الآيات 26:10-31 |
تحذير بهلاك من يرفض الإيمان ويرتد.
الآيات32:10-39 |
الرسول يشجع المؤمنين على الثبات في الإيمان، ويُذَكِّرهم بمحبتهم القديمة ورجاءهم واحتمالهم السابق للآلام الذي كان مصدر فرح وعزاء لهم. ولتشجيعهم ينبههم أن من يثبت على الإيمان يحيا، أما المُرْتَد سيهلك. فالمسيح الديان سيأتي ليدين (آيات37 -39).
الآيات 1:11-38 |
الرسول يشرح ما هو الإيمان، وعظمة الإيمان، وما يحصل عليه المؤمن. والإيمان هو الرجاء في وطن سماوي، فلا تتضايقوا من الضيق الحالي. لا تطلبوا مجدًا ارضيًا. بل اثبتوا على الإيمان فتحصلوا على الوطن السماوي. بل الإيمان جعل الآباء يحتملون آلامًا كثيرة تاركين غنى العالم وخطاياه ناظرين لهذا الوطن السماوي برجاء.
الآيات39:11 - 40 |
الكنيسة كلها ستحصل على المواعيد السماوية معًا كجسد واحد، هؤلاء الذين سبقونا ونحن أيضًا.
الآيات 1:12 - 4 |
الإيمان ليس نظريًا فقط، بل هو إيمان عملي حيّ. وعلامة أنه إيمان حيّ حقيقي أن نجاهد ضد الخطية. فمن ما زال يُخطئ ولا يجاهد، فهو غير ناظر إلى المواعيد بل إلى شهواته الزمنية، مُتعللًا بضعفه أمام الخطية لكن الله يُعطي قوة ومعونة تجعلنا نُقاوم الخطية بسهولة.
الآيات 5:12 -11 |
الله يُساعدنا ببعض التأديب والتجارب لنكره الخطية ونتبرر فنفرح ونحيا في سلام. وبالتالي علينا أن لا نتذمر إن أدبنا الله، فالله هدفه أن نفرح حينما نمتنع عن الخطية
ولا نخسر بنوتنا لله.
الآيات12:12 - 17 |
علينا أن نتشدد في طريق التوبة وصُنع السلام، لكي نرى الرب، ولا تضيع منّا فرصة الخلاص.
الآيات 18:12 - 24 |
الرسول يُشجعهم ويقول أن من يستمر في طريق الإيمان والتوبة فهو مدعو لحياة سماوية أفضل بما لا يُقاس من العهد القديم.
الآيات25:12-29 |
بعد أن شجعهم الرسول في الآيات السابقة يعود ويُنذر المُرتد بالهلاك، فالذي يرفض طريق الإيمان ويسير في طريق الخطية فهو يرفض الله نفسه الذي أتى من السماء ليدعونا إلى الدعوة السماوية.
الآيات 1:13 -17 |
قدم الرسول في الآيات السابقة الجانب السلبي من الإيمان العملي أي الابتعاد عن الخطية ومقاومتها، وعدم الارتداد عن الإيمان. وهنا يقدم الجانب الإيجابي أي عمل أعمال بر مثل المحبة والعطاء للمحتاج والطهارة وعدم محبة المال وطاعة المُرشدين، وعدم الانحراف وراء أي انحراف في العقيدة والثبات على الإيمان المُقدم مرّة للقديسين "يه3"، فالمسيح هو هو لا يتغيَّر، أي لا تسيروا وراء الاختراعات الإيمانية. وعليهم أن يحتملوا الإهانات والتعييرات من اليهود الذين يهزأون بهم إذ أنهم حرموا من الكهنوت اليهودي وذبائحه إذ آمنوا بالمسيح، فقُطِعوا من شركة اليهود. والرسول يوضح لهم أن كهنة اليهود هؤلاء واليهود هم المحرومون من شركة الإفخارستيا (آيات 9،10). ولماذا لا نحتمل التعيير والطرد فالمسيح نفسه احتمل هذا لأجلنا (آية 12). وإذا طُردنا هنا لننظر إلى السماء المعدة لنا.
الآيات18:13 - 25 |
ختام الرسالة. الرسول يطلب صلواتهم عنه وهو يُصلي لهم ويُباركهم.
← تفاسير أصحاحات عبرانيين: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/b7r6cfx