تميزت يهوديت بفضائل كثيرة هي صفات أساسية للكنيسة ينبغى أن يتحلى بها المؤمنون في كل جيل وأهمها:

اهتمت يهوديت بتنفيذ الشريعة من جهة مراعاتها للسبوت والأعياد والاغتسال والالتزام بأكل الأطعمة الطاهرة. وكان التزامها مستمرًا طوال حياتها؛ حتى في وقت الضيقة، عندما كانت تعيش مع الأعداء (يهو8: 6، 12: 2).

عاشت يهوديت متمسكة بالصلوات والأصوام، خاصة بعد ترملها؛ إذ انفردت في علية داخل قصرها، وكانت تصوم وتصلى وتلبس المسوح، وكانت تصوم حتى المساء وتأكل الأطعمة الطاهرة فقط، كما تقضى الشريعة، تاركة الأطعمة الأخرى، التي تأكلها الأمم وتمسكت بأصوامها وصلواتها؛ حتى عندما كانت ظروفها صعبة في إقامتها عند أليفانا (يهو12: 7-9).

آمنت بالله الذي يخلص شعبه في مدينتها، بيت فلوى، ورفضت تحديد مدة ليعمل فيها الله؛ لإنقاذ شعبه وهي الخمسة أيام، إذ يعد هذا تجربة الله - وهذا لا يصح - وطلبت من المسئولين عن المدينة الاتكال على الله وآمنت أنه سيخلص مدينتهم خلال المدة التي حددوها وهذا إيمان يفوق العقل (يهو8: 9-34).

عاشت يهوديت سبع سنوات مع زوجها، ثم ترملت وبقيت متعففة ومتعبدة لله، مع أنها جميلة جدًا وغنية وكان من السهل عليها أن تتزوج مرة ثانية.

إن يهوديت صورة لمحبة الوحدة والرهبنة في العهد القديم، فقد عاشت كأنها راهبة بعد ترملها في قلايتها، التي هي حجرة علوية في قصرها وتركت التمتع بمباهج القصر وتفرغت للصلاة وتركت عنها الأطعمة الشهية وعاشت في نسك (يهو8: 5). ولكنها تركت وحدتها من أجل خير شعبها وخرجت لملاقاة أليافنا، فأهلكته وخلصت شعبها، كما خرج القديس العظيم الأنبا أنطونيوس أب الرهبان من وحدته في البرية؛ ليقاتل بدعة أريوس ويدعم إيمان البابا أثناسيوس، حتى يثبت الشعب في الإيمان.

إن يهوديت مثال للاستشهاد في خروجها لملاقاة أليافنا القاسى القلب، معرضة حياتها للخطر، ولكن الله نجاها، فهي شهيدة بدون سفك دم.

عبرت عن فرحتها بالطريقة التي تعودتها طوال حياتها وهي الصلاة والتسبيح، فعندما انتصرت على أليفانا وخلصت شعبها سبحت الله (يهو13: 20-22، 16: 1-17).

كانت يهوديت زاهدة في حياتها، فعندما أعطاها الشعب مقتنيات أليفانا الخاصة وخيمته، تبرعت بها للهيكل في أورشليم (يهو16: 23).

اهتمت يهوديت بدعوة أحيور للإيمان، عندما أخبرته بموت أليفانا وأظهرت له رأسه، فتعجب جدًا لدرجة أنه فقد وعيه وبعد ذلك أعلن إيمانه هو وأسرته وانضم إلى شعب الله.

الذى ظهر في صلواتها (يهو9، 16) وطلبها من شعبها أن يصلوا من أجلها قبل تنفيذ خطتها لإنقاذ مدينتها (يهو18: 31، 33) وسجودها أمام أليفانا من أجل الله (يهو10: 20)، ثم نسبتها النصرة والمجد كله لله (يهو13: 27). وذهابها إلى أورشليم؛ لتسجد أمام هيكل الله (يهو16: 22).