* تأملات في كتاب
يهوديت: |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18
الأَصْحَاحُ الثَّانِي
(1) قرار الملك بالاستيلاء على كل الأرض (ع1-3)
(2) إعداد الجيش واحتياجاته (ع4-10)
(3) تدمير البلاد المحيطة (ع11-18)
1 وَفِي السَّنَةِ الثَّالِثَةَ عَشْرَةَ لِنَبُوخَذْنَصَّرَ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي وَالْعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ الأَوَّلِ تَمَّتِ الْكَلِمَةُ فِي بَيْتِ نَبُوخَذْنَصَّرَ مَلِكِ أَشُّورَ بِالاِنْتِقَامِ. 2 فَدَعَا جَمِيعَ الشُّيُوخِ وَكُلَّ قُوَّادِهِ وَرِجَالَ حَرْبِهِ وَوَاضَعَهُمْ مَشُورَةً سِرِّيَّةً، 3 وَقَالَ لَهُمْ إِنَّ فِي نَفْسِهِ أَنْ يُخْضِعَ كُلَّ الأَرْضِ لِمُلْكِهِ؛
ع1: الشهر الأول
: أي شهر نيسان وهو ما يقابل شهر أبريل الحالي وهذا الشهر هو الأول في السنة البابلية.بعدما استقر الملك لنبوكدنصر ملك أشور، وانتصر على أرفكشاد ملك الماديين، قرر في نفسه أن ينتقم من كل البلاد التي رفضت الخضوع له. وأراد بكبريائه أن يحتل كل العالم المحيط به وينصب نفسه إلهًا للشعوب. واختار وقتًا مناسبًا لإعداد الجيش وهجومه وهو فصل الربيع، فكان هذا الإتفاق في شهر أبريل.
ع2:
واضعهم مشورة سرية: اتفق معهم على خطة حربية.جمع الملك مشيريه الشيوخ وكذا رؤساء جيوشه واتفق معهم على خطة حربية للانتقام من جميع أعدائه، الذين رفضوا الخضوع له وقبول رسله.
ع3: واتفق الملك مع مشيريه وقادته على قراره، الذي اتخذه في نفسه بكبرياء، أن يُخضع العالم كله له.
† وهذا هو طمع الإنسان الذي لا يشبع، فكلما أعطاه الله نعمة طلب الأكثر. ولا يشكر الله بل يزداد افتخارًا بنفسه، وفى النهاية يخسر الكل؛ لأنه لم يعرف أصل نعمته، أي الله، ويتلذذ بعشرته.
4 وَإِذْ حَسُنَ ذلِكَ لَدَى الْجَمِيعِ، اسْتَدْعَى نَبُوخَذْنَصَّرُ الْمَلِكُ أَلِيفَانَا قَائِدَ جَيْشِهِ 5 وَقَالَ لَهُ: «اخْرُجْ عَلَى جَمِيعِ مَمَالِكِ الْغَرْبِ وَخُصُوصًا الَّذِينَ اسْتَهَانُوا بِأَوَامِرِي، 6 وَلاَ تُشْفِقْ عَيْنُكَ عَلَى مَمْلَكَةٍ مَا، وَأَخْضِعْ لِي جَمِيعَ الْمُدُنِ الْمُحَصَّنَةِ». 7 فَدَعَا أَلِيفَانَا الْقُوَّادَ وَعُظَمَاءَ جَيْشِ أَشُّورَ، وَأَحْصَى عَدَدَ رِجَالِ الْحَرْبِ كَمَا أَمَرَهُ الْمَلِكُ مِئَةً وَعِشْرِينَ أَلْفَ رَاجِلٍ مُقَاتِلِينَ وَاثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ فَارِسٍ أَرْبَابِ قِسِيٍّ. 8 وَسَيَّرَ أَمَامَ جُيُوشِهِ عَدَدًا لاَ يُحْصَى مِنَ الْجِمَالِ بِمَا يَكْفِي الْجَيْشَ بِكَثْرَةٍ، وَمِنْ أَصْوِرَةِ الْبَقَرِ وَقُطْعَانِ الْغَنَمِ مَا لاَ يُحْصَى. 9 وَأَمَرَ أَنْ تُجْمَعَ الْحِنْطَةُ مِنْ كُلِّ سُورِيَّةَ عِنْدَ عُبُورِهِ. 10 وَأَخَذَ مِنْ بَيْتِ الْمَلِكِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ شَيْئًا كَثِيرًا جِدًّا،
أليفانا : اسم فارسى معناه الله ظهر، أو أظهر.
أعجب مشيرو الملك وقائد جيوشه بفكرة الملك، أن يؤسس امبراطورية تخضع العالم كلها لها، فيبدو أن كبرياء الملك وغروره قد انتقل إلى معاونيه، فمدحوا فكرته وأيدوها بكل قلوبهم، مما جعله يتمادى ليأخذ خطوات تنفيذية، فاستدعى أعظم قائد من قادته الحربيين، لعله لم يكن موجودًا في هذه الجلسة لظروف خاصة، أو كان موجودًا وانفرد به ليعطيه أوامرًا محددة في رغبته أن يُخضع العالم كله له، فيهاجم جميع المدن المحيطة به في أرجاء المسكونة المحصنة وغير المحصنة ويدمرها بعنف، خاصة من استهانوا برسله ورفضوا الخضوع له. وهذه الممالك معظمها يقع غرب أشور.
† هكذا الإنسان عندما يغتاظ يندفع في تصرفات قد تبدو منطقية مع أنها خاطئة ونابعة من كبرياء قلبه لأن "غضب الإنسان لا يصنع بر الله" (يع1: 20). إحذر إذًا أن تأخذ أي قرار إذا كنت غاضبًا، بل انتظر حتى تهدأ، ثم صلى وخذ قراراتك.
ع7: بدأ أليفانا القائد في إعداد الجيش، فجمع مئة وعشرين ألفًا مقاتلًا من رجال الحرب المشاة، أما الفرسان القادرون على استخدام السهام والقسى، فجمع منهم اثنى عشر ألفًا، فصار معه جيشًا غفيرًا، جبارًا، وشعر بكبرياء أنه قادر على إخضاع الأرض كلها، ناسيًا أن هناك قوة أكبر منه وهي الله.
ع8:
أصورة: قطعان.أخذ أليفانا يجمع مؤونة رحلته الطويلة، فجمع قطعانًا من الجمال والبقر والغنم يصعب حصرها، ليمد جنوده بالطعام الدسم، مع مراعاة أن العدد الضخم للجيش لا يكفيه أقل من أربعة آلاف خروفًا يوميًا ليطعمه، أو ما يقابله من الأبقار وأنواع الماشية الأخرى، وهكذا يمكننا تخيل ضخامة القطعان التي كانت مع هذا الجيش الجبار. وهذا يبين كم هو مخيف منظر هذا الجيش للبلاد التي يتحرك نحوها، وكذا قدرة الله الساحقة لهذا الجيش العظيم، بالإضافة لكثرة الغنائم التي يستفيد منها أولاد الله عند انتصارهم على هذا الجيش. ويلاحظ أن الجمال وغيرها من الدواب مثل الحمير والبغال كانت لحمل الأمتعة الشخصية مثل الخيام والملابس وأدوات المعيشة، بالإضافة إلى الأسلحة الإحتياطية.
ع9: الحنطة: القمح.
ولما تميزت به سوريا من زراعة للقمح، أمر أن تجمع الحبوب من مزارعها عند مهاجمتها والاستيلاء على مدنها؛ حتى يكفى إحتياجات الجيش، الذي يحتاج يوميًا إلى أربعين طنًا من القمح على الأقل لطعامه.
ومن هذا نفهم مدى ثقة أليفانا أنه سينتصر على كل البلاد التي سيقابلها ويستولى على غنائمها ومحاصيلها. فقد كان مغرورًا جدًا ومعتمدًا على قوة جيشه.
ع10: منح الملك نبوكد نصر لأليفانا كميات لا تحصى من الذهب والفضة لدفع مرتبات الضباط والجنود، حتى تكون معنوياتهم مرتفعة، فيقاتلون ببسالة في حروبهم.
† إن كان الإنسان يعرف أن يجمع احتياجات رحلاته على الأرض من ماديات مختلفة، فهل تعد أنتَ ماتحتاجه رحلتك إلى السماء، من عبادات روحية وصلوات وأصوام وكل أعمال الرحمة. وتعد السلاح الروحي؛ لتغلب حروب إبليس وتخضعه تحت قدميك، فتصل إلى هدفك وهو الملكوت؟ ليتك لا تبخل على نفسك بشئ من الجهاد الروحي؛ لتضمن نصرتك والله سيعينك على قدر إهتمامك ومحبتك له.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
11 ثُمَّ ارْتَحَلَ بِجَمِيعِ جَيْشِهِ وَمَرَاكِبِهِ وَفُرْسَانِهِ وَأَرْبَابِ الْقِسِيِّ، وَكَانُوا يُغَطُّونَ وَجْهَ الأَرْضِ كَالْجَرَادِ. 12 فَلَمَّا جَاوَزَ تُخُومَ أَشُّورَ، انْتَهَى إِلَى جِبَالِ أَنْجَةَ الْعَظِيمَةِ الَّتِي إِلَى يَسَارِ قِيلِيقِيَّةَ، وَزَحَفَ عَلَى جَمِيعِ قِلاَعِهِمْ وَتَسَلَّمَ كُلَّ الْحُصُونِ، 13 وَفَتَحَ مَدِينَةَ مَلُوطَةَ الْمَشْهُورَةَ، وَنَهَبَ جَمِيعَ بَنِي تَرْشِيشَ وَبَنِي إِسْمَاعِيلَ الَّذِينَ حِيَالَ الْبَرِّيَّةِ وَجِهَةَ جَنُوبِ أَرْضِ كِلُّونَ، 14 ثُمَّ عَبَرَ الْفُرَاتَ وَأَتَى إِلَى مَا بَيْنَ النَّهْرَيْنِ وَقَهَرَ جَمِيعَ مَا هُنَاكَ مِنَ الْمُدُنِ الْمُشَيَّدَةِ مِنْ وَادِي مَمْرَا إِلَى حَدِّ الْبَحْرِ، 15 وَاسْتَوْلَى عَلَى حُدُودِهَا مِنْ قِيلِيقِيَّةَ إِلَى تُخُومِ يَافَثَ الَّتِي إِلَى الْجَنُوبِ، 16 وَأَسَرَ جَمِيعَ بَنِي مِدْيَنَ وَغَنِمَ كُلَّ ثَرْوَتِهِمْ وَكُلَّ مَنْ قَاوَمَهُ قَتَلَهُ بِحَدِّ السَّيْفِ. 17 وَبَعْدَ ذلِكَ انْحَدَرَ إِلَى صَحَارَى دِمَشْقَ فِي أَيَّامِ الْحَصَادِ، وَأَحْرَقَ جَمِيعَ حُقُولِهِمْ وَقَطَّعَ كُلَّ أَشْجَارِهِمْ وَكُرُومِهِمْ، 18 فَوَقَعَ رُعْبُهُ عَلَى جَمِيعِ سُكَّانِ الأَرْضِ.
ع11:
مراكبه: العربات الحربية.بعد إعداد الجيش العظيم بدأ أليفانا يتحرك من نينوى عاصمة أشور، التي يقيم فيها الملك نبوخذنصر وكان الجيش يشمل المشاة والفرسان ومعهم القسى والسهام وركاب العربات الحربية، وكان عددهم كبيرًا جدًا يغطى عدة كيلو مترات، فكانوا يشبهون أسراب الجراد التي تغطى مساحات ضخمة عندما تهاجم أي بلد.
ع12: أشور: مملكة تقع شمال العراق اتسعت وامتدت لتشمل بلاد العالم كله تقريبًا وقتذاك. وهنا يقصد مملكة أشور قبل أن تتسع.
جبال أنجة العظيمة: سلسلة جبال تقع غرب آسيا الصغرى، أي غرب تركيا.
يصف هنا إجمالًا ما وصل إليه هذا الجيش العظيم، الذي تحرك من نينوى واكتسح بلادًا كثيرة حتى وصل إلى تركيا وجبال أنجة العظيمة، التي أقيم عليها حصون كثيرة واستطاع أن يستولى على كل هذه البلاد، حتى هذه الحصون سقطت في يده أيضًا.
ملوطة: مدينة كبيرة تقع غرب تركيا.
بنى ترشيش: قبائل سكنت غالبًا برارى غرب تركيا، ثم ارتحلت واستوطنت في جنوب أسبانيا.
بنى اسماعيل: قبائل سكنت في شبه الجزيرة العربية، ثم ارتحلت لتسكن في برارى غرب تركيا وكان لها مواشى كثيرة.
كلون: مدينة تقع جنوب تركيا.
يعدد هنا البلاد التي استولى عليها أليفانا، فقد دمر واحتل مدنًا وأماكنًا كثيرة في غرب تركيا، مثل ملوطة وبنى ترشيش وبنى اسماعيل وأرض كلون.
ع14: الفرات: نهر كبير في العراق.
البحر: البحر الأبيض المتوسط.
وادى ممرا: في جنوب فلسطين شرق البحر الأبيض المتوسط وسمى أيضًا مدينة حبرون، التي سكن فيها إبراهيم.
يذكر هنا بلادًا أخرى استولى عليها أليفانا وهي تقع ما بين نهرى دجلة والفرات بالعراق. فقد استولى أيضًا على بلاد في جنوب فلسطين، مثل وادي ممرا. ونلاحظ أن الكاتب هنا لا يتقيد بخط سير الجيش ولكن يذكر البلاد المختلفة التي استولى عليها الجيش، حتى يخضع العالم كله لنبوكدنصر. وهو يذكر هنا بعض البلاد وليس كلها ويخص بالذكر البلاد الحصينة القوية، أو الشعوب والمناطق التي أخذ منها احتياجاته، مثل الماشية من بنى ترشيش وبنى اسماعيل والقمح والشعير من سوريا. وهذا يفسر اختلاف قائمة البلاد المذكورة في هذا الأصحاح عن المذكورة في الأصحاح السابق، فهو لا يذكر هنا جميع البلاد التي استولى عليها بل بعضها فقط.
ع15: تخوم يافث التي إلى الجنوب: تقع جنوب بحر قزوين والبحر الأسود حتى غرب تركيا.
استولى على بلاد كثيرة تقع على حدود جنوب يافث وهي شمال شرق نينوى حتى شمال البحر الأبيض المتوسط غربًا.
ع16: بنى مدين: هم سكان مديان التي تقع شرق خليج العقبة.
استولى أيضًا على قبائل مديان وأخذ غنائمهم من المواشى الكثيرة وقتل كل من تصدى له منهم.
ع17: ذهب إلى بلاد سوريا وأخذ منها الحنطة والمحاصيل والثمار، وكان ذلك أيام الحصاد، أي حوالي شهر مايو، وهذا معناه أنه استمر في حملته هذه أكثر من سنة، فقد بدأ حملته وهو خارج من نينوى في شهر أبريل (يهو 1) ومن غير المعقول أن يستولى على كل هذه البلاد خلال شهرين، لذا فهذه الحملة استغرقت أكثر من سنة. وبعدما أخذ احتياجاته من الحبوب أحرق باقي الحقول والأشجار، ليضعف هذه البلاد، فتصير خاضعة له.
ع18: وهكذا نرى أن هذا الجيش كان مخيفًا جدًا في كل بلاد العالم فخضعوا له وكانت المقاومات ضعيفة جدًا لا تذكر.
† هكذا إبليس يظهر قوته المادية، ليرعب قلوب أولاد الله، ولكنه بلا قوة أمام المؤمنين بقوة الله، فيخاف هو منهم ويرتعب إذا كانوا واثقين من إلههم. وإبليس، لو استطاع، لدمر كل حياتنا بقسوة، فعدونا كما يقول الكتاب المقدس "كأسد زائر يجول ملتمسًا من يبتلعه هو" (1 بط5: 8) لكنه لا يستطيع، لأنه "إن كان الله معنا فمن علينا" (رو8: 31).
← تفاسير أصحاحات يهوديت: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16
تفسير يهوديت 3 |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير يهوديت 1 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/judith/chapter-02.html
تقصير الرابط:
tak.la/yz67cnt