* تأملات في كتاب
يهوديت: |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12
الأَصْحَاحُ الأَوَّلُ
(1) عظمة أرفكشاد (ع1-4)
(2) انتصار نبوكد نصر على أرفكشاد (ع5، 6)
(3) رسائل نبوكد نصر إلى بلاد العالم (ع7-12)
1 كَانَ أَرْفَكْشَادُ مَلِكُ الْمَادِيِّينَ قَدْ أَخْضَعَ أُمَمًا كَثِيرَةً لِسُلْطَانِهِ، وَبَنَى مَدِينَةً مَنِيعَةً جِدًّا سَمَّاهَا أَحْمَتَا، 2 بَنَاهَا مِنْ حِجَارَةٍ مُرَبَّعَةٍ مَنْحُوتَةٍ، وَابْتَنَى أَسْوَارَهَا عَلَى ارْتِفَاعِ سَبْعِينَ ذِرَاعًا فِي عَرَضِ ثَلاَثِينَ ذِرَاعًا، وَشَيَّدَ بُرُوجَهَا عَلَى ارْتِفَاعِ مِئَةِ ذِرَاعٍ، 3 مِسَاحَةُ كُلِّ جَانِبٍ مِنْ مُرَبَّعِهَا عِشْرُونَ قَدَمًا، وَجَعَلَ أَبْوَابَهَا فِي عُلُوِّ الأَبْرَاجِ. 4 وَكَانَ يَفْتَخِرُ بِقُدْرَتِهِ وَسَطْوَةِ جَيْشِهِ وَعِزَّةِ مَرَاكِبِهِ.
ع1:
الماديين: هم سكان مملكة مادي التي يحدها من الشمال والشرق بحر قزوين، ومن الجنوب فارس ومن الغرب مملكة أشور (العراق حاليًا).أرفكشاد هو المسمى "فرارتس" أي "الملك العظيم"، أو "فرا" أي الملك، ثم أضيف إليها كشاد، أي "الحليم" فهي كلها أسماء لملك واحد، الذي لقب بالملك العظيم والحليم. والعظيم؛ لأنه بنى المدينة العظيمة "أحمتا" والحليم لأنه كان محبًا لليهود وعطوفًا عليهم. وهو ابن الملك "ديوجس" الذي بدأ ببناء أحمتا، ثم أكمل أرفكشاد بناءها.
وواضح أن أرفكشاد هذا كان قويًا عظيمًا، استطاع أن ينتصر على شعوب كثيرة محيطة به ويوسع مملكة "مادى".
وتأكيدًا لعظمته بنى مدينة عظيمة أسماها "أحمتا"، أو "أكبتانا" وجعلها عاصمة لبلاد مادى، وهي بالقرب من مدينة طهران الحالية بإيران.
ع2-4: لقد إهتم الملك العظيم أرفكشاد ببناء مدينة أحمتا عاصمته على أعلى مستوى من القوة والعظمة، فبنى بيوتها بحجارة مربعة من الصخر، وجعل أسوارها مرتفعة وضخمة جدًا، تعلن عن حصانة مدينته وقوته، فكان ارتفاع السور سبعين ذراعًا (الذراع يتراوح ما بين 45-50 سم) - وهو ذراع إنسان - أى حوالي خمسة وثلاثين مترًا، أما عرض السور فكان ثلاثين ذراعًا، أي حوالي خمسة عشر مترًا تقريبًا، فأصبح السور كطريق عريض يمكن أن تُحشد عليه مركبات وجنود.
وتعظيمًا لمدينته بنى على السور أبراجًا، يصل ارتفاعها إلى مئة ذراع، أي حوالي خمسين مترًا، وهي أبراج مربعة الشكل، طول ضلعها ما يوازى عشرون قدمًا تقريبًا (القدم 30 سم)، أي حوالي ستة أمتار.
أما أبواب المدينة، فجعلها عالية وضخمة جدًا كالأبراج، يصل إرتفاعها إلى خمسين مترًا، فتظهر عظمة جيوشه عندما تخرج منها .. وتكبر أرفكشاد وتفاخر بقوته وعظمة جيوشه.
†
وهذا هو الإنسان في كل جيل، يعتمد على الماديات ويظن بهذا أنه حصَّن نفسه ولكن "إن لم يحرس الرب البيت فباطلًا يسهر الحراس" (مز126: 1-2).وهذه المدينة العظيمة دُمرت بعد ذلك بقليل، كما تتلاشى كل الماديات التي يتكل عليها الإنسان، ولا يبقى إلا: "اسم الرب الذي هو برج حصين يركض إليه الصديق ويتمنع" (أم18: 10).
فليتك يا أخى تتضع وتشكر الله على عطاياه، ولا تتعاظم على من حولك، بل كن مثل سيدك الذي جلس عند أقدام تلاميذه.
5 وَإِنَّ نَبُوخَذْنَصَّرَ مَلِكَ أَشُّورَ الَّذِي كَانَ مَالِكًا عَلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ عَشْرَةَ مِنْ مُلْكِهِ، حَارَبَ أَرْفَكْشَادَ فَظَفَرَ بِهِ 6 فِي الصَّحْرَاءِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي يُقَالُ لَهَا رَعَاوَى عِنْدَ الْفُرَاتِ وَدِجْلَةَ وَيَادَسُونَ فِي صَحَرَاءِ أَرْيُوكَ مَلِكِ عَلِيمَ.
دجلة والفرات: نهرى العراق الرئيسيين.
يادسون: نهر يقع شرق العراق.
عليم: أي عيلام وهي دولة تقع شرق العراق.
رعاوى: وهي راجيس وتقع هذه المنطقة شرق العراق عند ملك عليم.
خاف نبوكد نصر ملك أشور (المجاورة لمادى من الغرب) وعاصمتها نينوى (الموجودة على نهر دجلة) من ازدياد سطوة أرفكشاد وسيطرته على الممالك المجاورة، فقرر نبوكد نصر في السنة الثانية عشر من ملكه أن يحارب أرفكشاد ملك مادى. وهو غير نبوخذنصر ملك بابل، الذي أتى في وقت لاحق وهزم مملكة أشور، إذ أن نبوخذ نصر هو لقب يطلق على بعض ملوك أشور وبابل ويعنى "حامى البلاد" وكان إسمه الحقيقي "اسرحدون"، فتحرك نحو أرفكشاد بجيوش كبيرة والتقى به في صحراء "رعاوى".
وقد استمرت الحروب بين نبوكد نصر وأرفكشاد مدة خمس سنوات، حتى السنة السابعة عشر لملك نبوكدنصر (طبعة الآباء اليسوعيين الحديثة). وفى النهاية انتصر عليه واستولى على بلاده.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
7 فَعَظُمَ إِذْ ذَاكَ مُلْكُ نَبُوخَذْنَصَّرُ وَسَمَتْ نَفْسُهُ، فَرَاسَلَ جَمِيعَ سُكَّانِ قِيلِيقِيَّةَ وَدِمَشْقَ وَلُبْنَانَ 8 وَالأُمَمَ الَّتِي فِي الْكَرْمَلِ وَقِيدَارَ وَسُكَّانَ الْجَلِيلِ فِي صَحْرَاءِ يَزْرَعِيلَ الْوَاسِعَةِ، 9 وَجَمِيعَ مَنْ فِي السَّامِرَةِ وَعِبْرِ الأُرْدُنِّ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَفِي جَمِيعِ أَرْضِ يَسَّى إِلَى حُدُودِ الْحَبَشَةِ. 10 إِلَى جَمِيعِ أُولئِكَ بَعَثَ نَبُوخَذْنَصَّرُ مَلِكُ أَشُّورَ رُسُلًا، 11 فَأَبَى جَمِيعُهُمُ اتِّفَاقًا وَرَدُّوا الرُّسُلَ خَائِبِينَ وَطَرَدُوهُمْ بِلاَ كَرَامَةٍ. 12 فَاسْتَشَاطَ حِينَئِذٍ نَبُوخَذْنَصَّرُ الْمَلِكُ غَضَبًا عَلَى تِلْكَ الأَرْضِ بِأَسْرِهَا، وَحَلَفَ بِعَرْشِهِ وَمُلْكِهِ لِيَنْتَقِمَنَّ مِنْ جَمِيعِ تِلْكَ الْبِلاَدِ.
ع7:
قليقية: مقاطعة تقع جنوب شرق آسيا الصغرى، أي تركيا.دمشق: هي عاصمة سوريا الحالية وهي مدينة قديمة من أيام أبينا إبراهيم.
لبنان: هي دولة لبنان الحالية، التي تقع على البحر الأبيض المتوسط، شمال الأردن وفلسطين.
كرر نبوكد نصر خطأ أرفكشاد، فتكبر وطلب السيطرة على بلاد العالم المحيطة به، فأرسل رسلًا إلى بلاد قليقية ودمشق ولبنان، أي ما يقابل حاليًا منطقة تركيا وسوريا ولبنان.
ع8: الكرمل: سلسلة جبال تقع شرق لبنان.
قيدار: من أهم القبائل العربية التي سكنت شمال شبه الجزيرة العربية، أي السعودية حاليًا.
الجليل: المنطقة الشمالية من بلاد اليهود، أى كنعان ومعظم سكانها من الأمم.
يزرعيل: منطقة تقع في شمال الجليل.
وأرسل كذلك إلى مناطق الكرمل وقيدار والجليل ويزرعيل، أي ما يقابل حاليًا لبنان وشمال السعودية وشمال فلسطين.
ع9، 10: السامرة: مدينة حصينة تتبعها بلاد كثيرة، وتقع في الجزء الأوسط من أراضي اليهود، أي كنعان قديمًا، وهي بين الجليل شمالًا واليهودية جنوبًا، وكانت عاصمة للمملكة الشمالية إسرائيل، عندما انقسمت في عهد رحبعام ابن سليمان.
عبر الأردن إلى أورشليم: تشمل كل الأراضي المحيطة بنهر الأردن وتمتد إلى شمال مصر، وأهم مدنها أورشليم، التي تقع جنوب غرب الأردن.
أرض يسى: هي كل بلاد اليهود التي اتسعت في أيام داود الملك ابن يسى وتمتد من نهر الأردن إلى حدود مصر.
وأرسل كذلك إلى بلاد السامرة والمناطق المحيطة بنهر الأردن حتى حدود مصر والحبشة، أي أرسل إلى كل بلاد اليهود وكذلك الحبشة، فوصل رسل الملك إلى كل البلاد السابق ذكرها.
†
وهكذا الكبرياء أم لخطايا كثيرة، فهي تقود للطمع واستغلال الآخرين، واحتقارهم؛ لذلك فالاتضاع أيضًا أب لفضائل كثيرة وهو - أي الاتضاع - مكروه جدًا لدى الشيطان؛ لأنه يُمتع الإنسان بعشرة الله بفضائل متنوعة.
ع11: عندما وصلت رسائل نبوكد نصر إلى كل البلاد سقطوا هم أيضًا في الكبرياء واستهانوا به، واتفقوا على عدم الخضوع له، وطردوا رسله باحتقار، اعتمادًا على قوتهم واستهانة به. وكانت هذه هي الطريقة المعروفة وقتذاك للتعبير عن الاعتراض على الرسائل، وهي إهانة حامليها.
ع12: عندما عاد الرسل إلى نبوكد نصر، غضب جدًا وأقسم بعرشه أن ينتقم من كل هذه البلاد، وهذا يبين كبرياءه، الذي يميل إلى تأليه نفسه، فلا يقسم بالآلهة الوثنية، بل يقسم بعرشه وسلطانه.
† وهكذا قابلوا كبرياءه بكبريائهم، وبالطبع فإن الكبرياء لا يعالج كبرياء، بل يزيده اشتعالًا. الحل الوحيد هو الاتضاع، فتفيض مراحم الله على الإنسان المتضع ويغلب كل أعدائه، كما قهر المسيح - باتضاعه على الصليب - كل كبرياء إبليس وسلطانه.
← تفاسير أصحاحات يهوديت: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16
تفسير يهوديت 2 |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
مقدمة سفر يهوديت |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/judith/chapter-01.html
تقصير الرابط:
tak.la/f4hpxpa