St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   05-Sefr-El-Tathneya
 

شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص أنطونيوس فكري

التثنية 17 - تفسير سفر التثنية

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب تثنية:
تفسير سفر التثنية: مقدمة سفر التثنية | مقدمة الأسفار الخمسة لموسى | التثنية 1 | التثنية 2 | التثنية 3 | التثنية 4 | التثنية 5 | التثنية 6 | التثنية 7 | التثنية 8 | التثنية 9 | التثنية 10 | التثنية 11 | التثنية 12 | التثنية 13 | التثنية 14 | التثنية 15 | التثنية 16 | التثنية 17 | التثنية 18 | التثنية 19 | التثنية 20 | التثنية 21 | التثنية 22 | التثنية 23 | التثنية 24 | التثنية 25 | التثنية 26 | التثنية 27 | التثنية 28 | التثنية 29 | التثنية 30 | التثنية 31 | التثنية 32 | التثنية 33 | التثنية 34

نص سفر التثنية: التثنية 1 | التثنية 2 | التثنية 3 | التثنية 4 | التثنية 5 | التثنية 6 | التثنية 7 | التثنية 8 | التثنية 9 | التثنية 10 | التثنية 11 | التثنية 12 | التثنية 13 | التثنية 14 | التثنية 15 | التثنية 16 | التثنية 17 | التثنية 18 | التثنية 19 | التثنية 20 | التثنية 21 | التثنية 22 | التثنية 23 | التثنية 24 | التثنية 25 | التثنية 26 | التثنية 27 | التثنية 28 | التثنية 29 | التثنية 30 | التثنية 31 | التثنية 32 | التثنية 33 | التثنية 34 | التثنية كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

آية 1:- "«لاَ تَذْبَحْ لِلرَّبِّ إِلهِكَ ثَوْرًا أَوْ شَاةً فِيهِ عَيْبٌ، شَيْءٌ مَّا رَدِيءٌ، لأَنَّ ذلِكَ رِجْسٌ لَدَى الرَّبِّ إِلهِكَ."

قال موسى قبل هذه الآية في الإصحاح السابق "لاَ تُحَرِّفِ الْقَضَاءَ، وَلاَ تَنْظُرْ إِلَى الْوُجُوهِ، وَلاَ تَأْخُذْ رَشْوَةً لأَنَّ الرَّشْوَةَ تُعْمِي أَعْيُنَ الْحُكَمَاءِ وَتُعَوِّجُ كَلاَمَ الصِّدِّيقِينَ" (تث 19:16).

فما العلاقة بين هذه الآية (تث 1:17) التي نحن بصددها الآن وما قبلها (تث 19:16) التي تتكلم عن القضاء الفاسد الذي يُحرِّف القضاء؟

هنا يتكلم عن الذبائح وأنها يجب أن تكون كاملة وبلا عيب فهي تُشير للرب يسوع الكامل الذي بلا خطية. فحين يتكلم قبل هذه الآية مباشرة عن القضاء الفاسد فهنا موسى بروح النبوة يتنبأ عن ما سيفعله رؤساء الكهنة في المستقبل في الرب يسوع إذ أنهم سيقدموا الرب يسوع ذبيحة مقبولة أمام الله بعد محاكمة ظالمة أتى فيها القضاة وهم رؤساء الكهنة الفاسدين بشهود زور ضد المسيح (مت59:26). ونلاحظ الآتي:-

• نلاحظ أن هذه الآية أنها أتت في مناسبة المقارنة بين ذبيحة المسيح وذبائح عباد الأوثان الآتي الكلام عنها. فذبيحة المسيح وعبادة المسيح هي العبادة المقبولة وسط كل هذه العبادات المرفوضة.

• من يُقدِّم ذبيحة كاملة تكون عبادته كاملة نقيِّة أو هكذا يجب أن تكون، وكل من يقدم ذبيحة كاملة فهو يفحصها وبالتالي سيفحص قلبه ليكون نقياً. هكذا يليق بنا أن نتقدم لإلهنا الكامل بقلوب نقية. والذبيحة الكاملة كانت الرب يسوع الذي قدمه كهنة اليهود للآب إنساناً كاملاً بلا خطية وذبيحة كاملة لا عيب فيها، ولكن هو أولاً الذي أتى ليقدم نفسه ذبيحة مقبولة أمام الآب.

 

آية 2:- "«إِذَا وُجِدَ فِي وَسَطِكَ فِي أَحَدِ أَبْوَابِكَ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ رَجُلٌ أَوِ امْرَأَةٌ يَفْعَلُ شَرًّا فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ إِلهِكَ بِتَجَاوُزِ عَهْدِهِ،"

تحذير بعدم التساهل مع أي إنسان.

 

 آية 3:- "وَيَذْهَبُ وَيَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى وَيَسْجُدُ لَهَا، أَوْ لِلشَّمْسِ أَوْ لِلْقَمَرِ أَوْ لِكُلّ مِنْ جُنْدِ السَّمَاءِ، الشَّيْءَ الَّذِي لَمْ أُوصِ بِهِ،"

St-Takla.org Image: "If there is found among you, within any of your gates which the Lord your God gives you, a man or a woman who has been wicked in the sight of the Lord your God, in transgressing His covenant, who has gone and served other gods and worshiped them, either the sun or moon or any of the host of heaven, which I have not commanded, and it is told you, and you hear of it, then you shall inquire diligently. And if it is indeed true and certain that such an abomination has been committed in Israel, then you shall bring out to your gates that man or woman who has committed that wicked thing, and shall stone to death that man or woman with stones. Whoever is deserving of death shall be put to death on the testimony of two or three witnesses; he shall not be put to death on the testimony of one witness. The hands of the witnesses shall be the first against him to put him to death, and afterward the hands of all the people. So you shall put away the evil from among you" (Deuteronomy 17: 2-7) - Deuteronomy, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "إذا وجد في وسطك في أحد أبوابك التي يعطيك الرب إلهك رجل أو امرأة يفعل شرا في عيني الرب إلهك بتجاوز عهده، ويذهب ويعبد آلهة أخرى ويسجد لها، أو للشمس أو للقمر أو لكل من جند السماء، الشيء الذي لم أوص به، وأخبرت وسمعت وفحصت جيدا وإذا الأمر صحيح أكيد. قد عمل ذلك الرجس في إسرائيل، فأخرج ذلك الرجل أو تلك المرأة، الذي فعل ذلك الأمر الشرير إلى أبوابك، الرجل أو المرأة، وارجمه بالحجارة حتى يموت. على فم شاهدين أو ثلاثة شهود يقتل الذي يقتل. لا يقتل على فم شاهد واحد. أيدي الشهود تكون عليه أولا لقتله، ثم أيدي جميع الشعب أخيرا، فتنزع الشر من وسطك" (التثنية 17: 2-7) - صور سفر التثنية، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: "If there is found among you, within any of your gates which the Lord your God gives you, a man or a woman who has been wicked in the sight of the Lord your God, in transgressing His covenant, who has gone and served other gods and worshiped them, either the sun or moon or any of the host of heaven, which I have not commanded, and it is told you, and you hear of it, then you shall inquire diligently. And if it is indeed true and certain that such an abomination has been committed in Israel, then you shall bring out to your gates that man or woman who has committed that wicked thing, and shall stone to death that man or woman with stones. Whoever is deserving of death shall be put to death on the testimony of two or three witnesses; he shall not be put to death on the testimony of one witness. The hands of the witnesses shall be the first against him to put him to death, and afterward the hands of all the people. So you shall put away the evil from among you" (Deuteronomy 17: 2-7) - Deuteronomy, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "إذا وجد في وسطك في أحد أبوابك التي يعطيك الرب إلهك رجل أو امرأة يفعل شرا في عيني الرب إلهك بتجاوز عهده، ويذهب ويعبد آلهة أخرى ويسجد لها، أو للشمس أو للقمر أو لكل من جند السماء، الشيء الذي لم أوص به، وأخبرت وسمعت وفحصت جيدا وإذا الأمر صحيح أكيد. قد عمل ذلك الرجس في إسرائيل، فأخرج ذلك الرجل أو تلك المرأة، الذي فعل ذلك الأمر الشرير إلى أبوابك، الرجل أو المرأة، وارجمه بالحجارة حتى يموت. على فم شاهدين أو ثلاثة شهود يقتل الذي يقتل. لا يقتل على فم شاهد واحد. أيدي الشهود تكون عليه أولا لقتله، ثم أيدي جميع الشعب أخيرا، فتنزع الشر من وسطك" (التثنية 17: 2-7) - صور سفر التثنية، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

جند السماء = الكواكب والنجوم. الله هو رب الصباؤوت أي رب الجنود. الجند في العبرية صبا، وجمع صبا صباؤوت ومعناها جمهور أو جيش عرمرم. والجند هنا لا تعني فقط الجيش المحارب بل وكل الخليقة - *البشر كلهم *وصفوف الملائكة بل *والكواكب (رجاء مراجعة تفسير الآية تك1:2). الكل تحت سيطرة الله كما يقود قائد الجيش جنوده. ولاحظ قول قائد المئة لرب المجد حين سأله أن يُشفي غلامه "لِأَنِّي أَنَا أَيْضًا إِنْسَانٌ تَحْتَ سُلْطَانٍ. لِي جُنْدٌ تَحْتَ يَدِي. أَقُولُ لِهَذَا: ٱذْهَبْ! فَيَذْهَبُ، وَلِآخَرَ: ٱئْتِ! فَيَأْتِي، وَلِعَبْدِيَ: ٱفْعَلْ هَذَا! فَيَفْعَلُ" (مت8: 5-10). وجد اليهود أن عباد الأوثان يعبدون النجوم إذ أنهم إنبهروا بنظامها الدقيق الذي يشبه فصيلة من الجند تحت قيادة. وقالوا نحن نعبد الصبا أي جند السما أي النجوم. فقال اليهود أن الله ليس فقط رب الكواكب (الصبا) بل هو رب كل الخليقة (الصباؤوت). وكل الخليقة خاضعة له كجند تحت أمره. وقيل باليونانية أن الله هو البانطوكراطور أي ضابط الكل.

 

آية 4-7:- "وَأُخْبِرْتَ وَسَمِعْتَ وَفَحَصْتَ جَيِّدًا وَإِذَا الأَمْرُ صَحِيحٌ أَكِيدٌ. قَدْ عُمِلَ ذلِكَ الرِّجْسُ فِي إِسْرَائِيلَ، فَأَخْرِجْ ذلِكَ الرَّجُلَ أَوْ تِلْكَ الْمَرْأَةَ، الَّذِي فَعَلَ ذلِكَ الأَمْرَ الشِّرِّيرَ إِلَى أَبْوَابِكَ، الرَّجُلَ أَوِ الْمَرْأَةَ، وَارْجُمْهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَ. عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يُقْتَلُ الَّذِي يُقْتَلُ. لاَ يُقْتَلْ عَلَى فَمِ شَاهِدٍ وَاحِدٍ. أَيْدِي الشُّهُودِ تَكُونُ عَلَيْهِ أَوَّلًا لِقَتْلِهِ، ثُمَّ أَيْدِي جَمِيعِ الشَّعْبِ أَخِيرًا، فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ."

كان الشهود الذين شهدوا على فعلته الرديئة يرجمونه أولًا فلو كان بريئًا يكون دمهُ عليهم. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ = حينما يتخلصون من هذا الشرير يتخلصون من الفتنة كلها.

 

آية 8:- "«إِذَا عَسِرَ عَلَيْكَ أَمْرٌ فِي الْقَضَاءِ بَيْنَ دَمٍ وَدَمٍ، أَوْ بَيْنَ دَعْوَى وَدَعْوَى، أَوْ بَيْنَ ضَرْبَةٍ وَضَرْبَةٍ مِنْ أُمُورِ الْخُصُومَاتِ فِي أَبْوَابِكَ، فَقُمْ وَاصْعَدْ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلهُكَ،"

بين دم ودم = إذا عُرضت على القاضي جناية قتل وإحتار في القضاء والتمييز بين دم القاتل ودم المقتول أو دم قتيل عن عمد ودم قتيل عن غير عمد. وكانت تعرض القضايا على رؤساء العشرات، وما صعب عليهم يرفع لرؤساء الخماسين والعسير يُرفع لرؤساء المئات فرؤساء الألوف وما استعصى على هؤلاء يذهبوا به للهيكل لكهنة الله العلي.

 

آية 10،9:- "وَاذْهَبْ إِلَى الْكَهَنَةِ اللاَّوِيِّينَ وَإِلَى الْقَاضِي الَّذِي يَكُونُ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ، وَاسْأَلْ فَيُخْبِرُوكَ بِأَمْرِ الْقَضَاءِ. فَتَعْمَلُ حَسَبَ الأَمْرِ الَّذِي يُخْبِرُونَكَ بِهِ مِنْ ذلِكَ الْمَكَانِ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ، وَتَحْرِصُ أَنْ تَعْمَلَ حَسَبَ كُلِّ مَا يُعَلِّمُونَكَ."

اذهب إلى الكهنة = الذين يرشدهم الروح القدس. الكهنة اللاويين = أي الشرعيين وكان رئيس الكهنة يطلب إرشاد الرب بالأوريم والتميم.

 

آية 11:- "حَسَبَ الشَّرِيعَةِ الَّتِي يُعَلِّمُونَكَ وَالْقَضَاءِ الَّذِي يَقُولُونَهُ لَكَ تَعْمَلُ. لاَ تَحِدْ عَنِ الأَمْرِ الَّذِي يُخْبِرُونَكَ بِهِ يَمِينًا أَوْ شِمَالًا."

يتضح أن سلطان الحل والربط كان في وسط شعب الرب في القديم كما هو في الكنيسة الآن.

 

آية 13،12:- "وَالرَّجُلُ الَّذِي يَعْمَلُ بِطُغْيَانٍ، فَلاَ يَسْمَعُ لِلْكَاهِنِ الْوَاقِفِ هُنَاكَ لِيَخْدِمَ الرَّبَّ إِلهَكَ، أَوْ لِلْقَاضِي، يُقْتَلُ ذلِكَ الرَّجُلُ، فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ إِسْرَائِيلَ. فَيَسْمَعُ جَمِيعُ الشَّعْبِ وَيَخَافُونَ وَلاَ يَطْغَوْنَ بَعْدُ."

بطغيان = بعناد وتحد ورفض لحكم الكاهن أو القاضي. فعناده خروج عن شريعة الله.

 

St-Takla.org Image: "And you shall come to the priests, the Levites, and to the judge there in those days, and inquire of them; they shall pronounce upon you the sentence of judgment" (Deuteronomy 17: 9)- They shall shew thee the sentence of judgement - by Paul Hardy. صورة في موقع الأنبا تكلا: "واذهب إلى الكهنة اللاويين وإلى القاضي الذي يكون في تلك الأيام، واسأل فيخبروك بأمر القضاء" (التثنية 17: 9) - للفنان بول هاردي.

St-Takla.org Image: "And you shall come to the priests, the Levites, and to the judge there in those days, and inquire of them; they shall pronounce upon you the sentence of judgment" (Deuteronomy 17: 9)- They shall shew thee the sentence of judgement - by Paul Hardy.

صورة في موقع الأنبا تكلا: "واذهب إلى الكهنة اللاويين وإلى القاضي الذي يكون في تلك الأيام، واسأل فيخبروك بأمر القضاء" (التثنية 17: 9) - للفنان بول هاردي.

آية 14:- "«مَتَى أَتَيْتَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ، وَامْتَلَكْتَهَا وَسَكَنْتَ فِيهَا، فَإِنْ قُلْتَ: أَجْعَلُ عَلَيَّ مَلِكًا كَجَمِيعِ الأُمَمِ الَّذِينَ حَوْلِي."

كان الشعب  أولًا تحت قيادة موسى النبي ورئاسته ثم تولى أمرهم يشوع. وبعده أهمل الشعب أمر نفسه فكانوا بلا قائد وكان الرب يُقيم لهم قاضيًا يحكم لهم كان آخرهم صموئيل النبي وقبله عالي الكاهن. وحديث موسى هنا يعتبر نبوة عما سوف يحدث بعد قرون.

* ولنلاحظ أن الإنسان قبل سقوطه كان يتكلم مع الله والله يتكلم معهُ. ولكن بعد السقوط خاف الإنسان وإختبأ من الله. وحينما أراد الله أن يتكلم معهم من على الجبل طلبوا موسى كوسيط بين الله والشعب (وموسى كان هنا رمزًا للمسيح...) وبنفس الفكر كان من المفروض أن يملك الله على شعبه ويحكم من السماء. ولكن بسبب السقوط انعزل الإنسان عن حكم الله وسماع أحكامه فاشتهوا أن يكون لهم ملك أرضي ومملكة. وكان أن أراد الله أن تكون هذه المملكة وهذا الملك فرصة ليشرح لهم ملك المسيح حتى يفهموا ما معنى أن يملك عليهم الله. ولذلك كان أول شرط للملوك أن يختارهم الرب الإله (تث 15:17) ولما اختاروا هم وأعطاهم الله بحسب قلبهم أعطاهم شاول. ولما اختار الله اختار داود ونسله. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وحتى في مملكة إسرائيل المنشقة كان الله يرسل لهم أنبياء والأنبياء يختاروا لهم الملوك في بعض الأحيان.

 

آية 15:- "فَإِنَّكَ تَجْعَلُ عَلَيْكَ مَلِكًا الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلهُكَ. مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِكَ تَجْعَلُ عَلَيْكَ مَلِكًا. لاَ يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَجْعَلَ عَلَيْكَ رَجُلًا أَجْنَبِيًّا لَيْسَ هُوَ أَخَاكَ."

رجلًا أجنبيًا = = كل ملك يضع لمملكته دستورا وقوانين يحكم مملكته بحسبها. أما ملوك إسرائيل فلا يفعلون هكذا، بل هم يحكمون بحسب ناموس موسى. لذلك أوصاهم الرب أن كل ملك يأتي للملك عليه أن يكتب الشريعة ليسير ويحكم بحسبها، الشريعة هي دستور مملكة إسرائيل (آيات 19،18). والرجل الأجنبي سيفرض على الشعب أن يعبدوا أوثانه ولن يعاملهم برفق ومحبة كإخوة له.

الله يريد أن يملك على قلوبنا فهل نملكه أم أننا نملك الشيطان بمحبتنا لهذا العالم. فالله لا يريد لأي أجنبي أو أي محبة غريبة أن تملك علينا حتى لا تستعبدنا فالله يريدنا أحرارًا. والرجل الأجنبي سيفرض على الشعب أن يعبدوا أوثانه ولن يعاملهم برفق ومحبة كإخوة له. ولاحظ اختيار الكلمات التي يستعملها الوحي عن الملك. يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلهُكَ. مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِكَ. أليست هذه مواصفات المسيح أنه بكر بين إخوة كثيرين (رو29:8 + عب11:2) وهو مختار من الله (عب4:5-6).

 

آية 16:- "وَلكِنْ لاَ يُكَثِّرْ لَهُ الْخَيْلَ، وَلاَ يَرُدُّ الشَّعْبَ إِلَى مِصْرَ لِكَيْ يُكَثِّرَ الْخَيْلَ، وَالرَّبُّ قَدْ قَالَ لَكُمْ: لاَ تَعُودُوا تَرْجِعُونَ فِي هذِهِ الطَّرِيقِ أَيْضًا."

الخيل رمز للقوة وكان الملوك يسعون لزيادة الخيل كنوع من الشعور بالعظمة وينسون أن الله هو الذي يحارب عنهم وأن نصرتهم من عنده وكم من مرة هزموا شعوبًا قوية بجيش صغير (قصة جدعون). ولا يرد الشعب إلى مصر = ربما تشير أن الملوك حتى تزداد قوتهم يلجأون لعقد المعاهدات مع مصر ويستعينوا بهم أي بالمصريين في الحروب. ولكن لاحظ أن مصر تشير للعبودية فكون أن الملك يعتمد على قوة الخيل ويترك الله فهذه عبودية للقوة (بهذا ارتد إلى مصر). وقد تعني أن الملك في شهوته لأن تزداد قوته سيذل شعبه ويزيد الضرائب عليهم لِكَيْ يُكَثِّرَ الْخَيْلَ فيعودوا عبيدًا كما كانوا في مصر.

 

آية 17:- "وَلاَ يُكَثِّرْ لَهُ نِسَاءً لِئَلاَّ يَزِيغَ قَلْبُهُ. وَفِضَّةً وَذَهَبًا لاَ يُكَثِّرْ لَهُ كَثِيرًا."

سبق أن نهى الله الملوك من زيادة القوة وهنا ينبههم عن زيادة النساء والمال. وبذلك ينهاهم الله عن الثلاث الشهوات الخطيرة التي بها يبعد قلب الإنسان عن الله وهي: 1- القوة؛ 2- النساء؛ 3- المال والغِنَى.

وليس عيبًا أن يكون الإنسان غنيًا أو قويًا لكن العيب في شهوة زيادة هذه الأشياء ولنرى تطبيقًا لهذا:-

 فإن سليمان الملك أحكم إنسان في العالم سقط في الثلاث أي أنه فعل عكس ما هو مكتوب تمامًا (ربما لأنه نسى آية 18 الآية القادمة) فهو تزوج كثيرات (1000) ومنهن كثيرات من الوثنيات وهؤلاء أزغن قلبه فبخر للأوثان. وكان الذهب والفضة لا حساب لها أيام سليمان فالله أعطاه الغنى ولكنه اشتهى الزيادة فوضع ضرائب ثقيلة على شعبه (راجع 1 مل 21:10؛ 1:11؛ 2:12-4). وراجع خيل سليمان (1مل26:4). ولاحظ أن الوحي ليعلن عدم رضاء الله على ما يفعل سليمان يقول "وَكَانَ وَزْنُ ٱلذَّهَبِ ٱلَّذِي أَتَى سُلَيْمَانَ فِي سَنَةٍ وَاحِدَةٍ سِتَّ مِئَةٍ وَسِتًّا وَسِتِّينَ وَزْنَةَ ذَهَبٍ" (1مل14:10). ولا يُخفى مغزى وجود رقم 666 هنا للإشارة لثروة سليمان. فرقم666 يشير لضد المسيح (رؤ13). والمعنى أن الطمع في الأموال هو ضد إرادة المسيح. وقارن مع قول القديس بطرس "لَيْسَ لِي فِضَّةٌ وَلَا ذَهَبٌ، وَلَكِنِ ٱلَّذِي لِي فَإِيَّاهُ أُعْطِيكَ: بِٱسْمِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ٱلنَّاصِرِيِّ قُمْ وَٱمْشِ" (أع6:3). فالمسيح فيه الكفاية.

وهكذا سبق المرنم وأعلن عدم رضاء الله عن الإعجاب بالقوة وأن أولاد الله عليهم الإعتماد على قوة الله، وفي ذلك يقول داود النبي الرب: لا يؤثر قوة الفَرَس ولا يُسر بساقي الرجل: "لاَ يُسَرُّ بِقُوَّةِ الْخَيْلِ. لاَ يَرْضَى بِسَاقَيِ الرَّجُلِ" (مز10:147). ومن جهة النساء واضح أن إرادة الله أن تكون للرجل زوجة واحدة، فهكذا خلق الله آدم وله زوجة واحدة. ولما فسد العالم أهلكه الله بالطوفان، وظهرت الخليقة الجديدة ولكل رجل إمرأة واحدة كما أراد الله منذ البدء.

 

آية 19،18:- "وَعِنْدَمَا يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ مَمْلَكَتِهِ، يَكْتُبُ لِنَفْسِهِ نُسْخَةً مِنْ هذِهِ الشَّرِيعَةِ فِي كِتَابٍ مِنْ عِنْدِ الْكَهَنَةِ اللاَّوِيِّينَ، فَتَكُونُ مَعَهُ، وَيَقْرَأُ فِيهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ، لِكَيْ يَتَعَلَّمَ أَنْ يَتَّقِيَ الرَّبَّ إِلهَهُ وَيَحْفَظَ جَمِيعَ كَلِمَاتِ هذِهِ الشَّرِيعَةِ وَهذِهِ الْفَرَائِضَ لِيَعْمَلَ بِهَا،"

حين يكتب الملك لنفسه سفر للشريعة يقرأه يعرف أن المُلك من الله وعليه أن يحكم بحسب الشريعة ولا سلطة لهُ أن يزيد أو ينقص من الشريعة وعليه أن يحب الشريعة أكثر من كل الشهوات السابقة. ولو فعل سليمان هذا لما سقط.

 

آية 20:- "لِئَلاَّ يَرْتَفِعَ قَلْبُهُ عَلَى إِخْوَتِهِ، وَلِئَلاَّ يَحِيدَ عَنِ الْوَصِيَّةِ يَمِينًا أَوْ شِمَالًا. لِكَيْ يُطِيلَ الأَيَّامَ عَلَى مَمْلَكَتِهِ هُوَ وَبَنُوهُ فِي وَسَطِ إِسْرَائِيلَ."

يظهر هنا أن قراءة كلمة الله وحفظها والعمل بها لها ثمار طيبة.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات التثنية: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Antonious-Fekry/05-Sefr-El-Tathneya/Tafseer-Sefr-El-Tathnia__01-Chapter-17.html

تقصير الرابط:
tak.la/hb7gtbr