St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   05-Sefr-El-Tathneya
 

شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص أنطونيوس فكري

التثنية 19 - تفسير سفر التثنية

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب تثنية:
تفسير سفر التثنية: مقدمة سفر التثنية | مقدمة الأسفار الخمسة لموسى | التثنية 1 | التثنية 2 | التثنية 3 | التثنية 4 | التثنية 5 | التثنية 6 | التثنية 7 | التثنية 8 | التثنية 9 | التثنية 10 | التثنية 11 | التثنية 12 | التثنية 13 | التثنية 14 | التثنية 15 | التثنية 16 | التثنية 17 | التثنية 18 | التثنية 19 | التثنية 20 | التثنية 21 | التثنية 22 | التثنية 23 | التثنية 24 | التثنية 25 | التثنية 26 | التثنية 27 | التثنية 28 | التثنية 29 | التثنية 30 | التثنية 31 | التثنية 32 | التثنية 33 | التثنية 34

نص سفر التثنية: التثنية 1 | التثنية 2 | التثنية 3 | التثنية 4 | التثنية 5 | التثنية 6 | التثنية 7 | التثنية 8 | التثنية 9 | التثنية 10 | التثنية 11 | التثنية 12 | التثنية 13 | التثنية 14 | التثنية 15 | التثنية 16 | التثنية 17 | التثنية 18 | التثنية 19 | التثنية 20 | التثنية 21 | التثنية 22 | التثنية 23 | التثنية 24 | التثنية 25 | التثنية 26 | التثنية 27 | التثنية 28 | التثنية 29 | التثنية 30 | التثنية 31 | التثنية 32 | التثنية 33 | التثنية 34 | التثنية كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

جاء الحديث عن مدن الملجأ بعد النبوة عن المسيح فهي تشير للمسيح ملجأنا الحقيقي. ولاحظ أننا ورثنا الأمجاد السماوية بدلًا من الشيطان الذي طَرَده الله منها. وهذا أثار الشيطان ضدنا. وصار هو العدو الحقيقي لنا، الذي يسعى وراءنا ليهلكنا. فصارت مدن الملجأ هي رمز للمسيح الذي نلجأ إليه فلا يستطيع هذا العدو الذي يشتكي علينا طالبًا موتنا أن ينال منا. ولذلك صار الحل الوحيد لنا لننجو من مؤامرات الشياطين ضدنا هو أن نلتصق بالله طوال الوقت. ويكون هذا بـ 1) الصلاة: لذلك يقول بولس الرسول "صلوا بلا إنقطاع". فإبليس في حرب مستمرة ضدنا. 2) الصوم: وهذا يشير بصورة أشمل إلى رفض كل ملذات العالم الخاطئة فهي سلاح الشيطان لذلك قال عنه الرب يسوع أنه رئيس هذا العالم. هو قادر أن يوفر لنا كل ملذات العالم والثمن أن نسجد له (مت9:4) أي يستعبدنا.

لذلك قال رب المجد " وَأَمَّا هَذَا ٱلْجِنْسُ فَلَا يَخْرُجُ إِلَّا بِٱلصَّلَاةِ وَٱلصَّوْمِ" (مت21:17).

هذا الإصحاح شرح للوصايا: أ- لا تقتل؛ ب- لا تسرق؛ ج- لا تشهد بالزور.

 

آية 1، 2:- "«مَتَى قَرَضَ الرَّبُّ إِلهُكَ الأُمَمَ الَّذِينَ الرَّبُّ إِلهُكَ يُعْطِيكَ أَرْضَهُمْ، وَوَرِثْتَهُمْ وَسَكَنْتَ مُدُنَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ، تَفْرِزُ لِنَفْسِكَ ثَلاَثَ مُدُنٍ فِي وَسَطِ أَرْضِكَ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِتَمْتَلِكَهَا."

قارن مع (رو22:11) " هوذا لطف الله وصرامته. ونجد هنا الصرامة مع الشعوب التي أعطاها الله فرصًا للتوبة بلا فائدة وها هو يقرض هذه الشعوب. أما لُطف الله نجده في تعيين مدن للملجأ وقد نفذ يشوع هذا الأمر بتعيين 3 مدن غرب الأردن وكان موسى قد حدّد 3 مدن شرق الأردن. ولاحظ في آية (1) وعد الله بأن يعطيهم الأرض.

 

آية 3:- "تُصْلِحُ الطَّرِيقَ وَتُثَلِّثُ تُخُومَ أَرْضِكَ الَّتِي يَقْسِمُ لَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ، فَتَكُونُ لِكَيْ يَهْرُبَ إِلَيْهَا كُلُّ قَاتِل."

الطرق لهذه المدن يجب أن تكون صالحة لسهولة الهرب وقريبة من كل مدينة من مدنهم. تثلث تخوم أرضك = لأنهم ثلاث مدن فيجب أن تكون مدينة في كل ثلث حتى يصل لها كل لاجئ. وقوله تصلح الطريق = يظهر أن الطريق هنا هم خدام الله الذين يجب أن يكونوا صالحين للإرشاد، خصوصًا أن المعنى يتضح حين نعرف أنه كانت تعلق لافتات بطول الطريق مكتوب عليها (الملجأ الملجأ) ومن المعروف أن مدن الملجأ تُشير للمسيح والكتاب المقدس هو اللافتات التي تقودنا إليه.

 

آية 4، 5:- "وَهذَا هُوَ حُكْمُ الْقَاتِلِ الَّذِي يَهْرُبُ إِلَى هُنَاكَ فَيَحْيَا: مَنْ ضَرَبَ صَاحِبَهُ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَهُوَ غَيْرُ مُبْغِضٍ لَهُ مُنْذُ أَمْسِ وَمَا قَبْلَهُ. وَمَنْ ذَهَبَ مَعَ صَاحِبِهِ فِي الْوَعْرِ لِيَحْتَطِبَ حَطَبًا، فَانْدَفَعَتْ يَدُهُ بِالْفَأْسِ لِيَقْطَعَ الْحَطَبَ، وَأَفْلَتَ الْحَدِيدُ مِنَ الْخَشَبِ وَأَصَابَ صَاحِبَهُ فَمَاتَ، فَهُوَ يَهْرُبُ إِلَى إِحْدَى تِلْكَ الْمُدُنِ فَيَحْيَا."

بغير علم = أي بدون قصد القتل ولم تكن بينهما عداوة من قبل.

 

آية 6:- "لِئَلاَّ يَسْعَى وَلِيُّ الدَّمِ وَرَاءَ الْقَاتِلِ حِينَ يَحْمَى قَلْبُهُ، وَيُدْرِكَهُ إِذَا طَالَ الطَّرِيقُ وَيَقْتُلَهُ، وَلَيْسَ عَلَيْهِ حُكْمُ الْمَوْتِ، لأَنَّهُ غَيْرُ مُبْغِضٍ لَهُ مُنْذُ أَمْسِ وَمَا قَبْلَهُ."

كلمة ولي الدم في العبرانية تشير لثلاثة معان: 1- الفادي؛ 2- المنتقم؛ 3- النسيب.

وهو أقرب قريب للشخص المتوفي أو المقتول وكان له حق الفك لأملاك قريبه المتوفي المباعة أو المرهونة وكان عليه أن يتزوج بامرأته ليقيم له نسلًا (راعوث).

وَيُدْرِكَهُ إِذَا طَالَ الطَّرِيقُ وَيَقْتُلَهُ = أي إذا كان الطريق إلى مدينة الملجأ طويلًا، فلعل ولي الدم يسرع وراء القاتل البريء ويقتله. لذلك طلب الله في آية 3 أن تُصْلِحُ الطَّرِيقَ وَتُثَلِّثُ تُخُومَ أَرْضِكَ والمعنى أن يختاروا 3 مدن للملجأ ويكون:- 1) الطريق لهذه المدن ممهداً. 2) تتوسط الثلاث مدن الأرض بحيث تكون المسافة بين أي نقطة في الأرض وبين مدينة الملجأ أقل ما يمكن = تثلث. وذلك حتى يستطيع من يلجأ لمدينة الملجأ أن يصل سريعاً قبل أن يدركه ولي الدم ويقتله وهو بريء.

 

آية 7: "لأَجْلِ ذلِكَ أَنَا آمُرُكَ قَائِلًا: ثَلاَثَ مُدُنٍ تَفْرِزُ لِنَفْسِكَ."

 

آية 8-10:- "وَإِنْ وَسَّعَ الرَّبُّ إِلهُكَ تُخُومَكَ كَمَا حَلَفَ لآبَائِكَ، وَأَعْطَاكَ جَمِيعَ الأَرْضِ الَّتِي قَالَ إِنَّهُ يُعْطِي لآبَائِكَ، إِذْ حَفِظْتَ كُلَّ هذِهِ الْوَصَايَا لِتَعْمَلَهَا، كَمَا أَنَا أُوصِيكَ الْيَوْمَ لِتُحِبَّ الرَّبَّ إِلهَكَ وَتَسْلُكَ فِي طُرُقِهِ كُلَّ الأَيَّامِ، فَزِدْ لِنَفْسِكَ أَيْضًا ثَلاَثَ مُدُنٍ عَلَى هذِهِ الثَّلاَثِ، حَتَّى لاَ يُسْفَكُ دَمُ بَرِيءٍ فِي وَسَطِ أَرْضِكَ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا، فَيَكُونَ عَلَيْكَ دَمٌ."

الكلام يفيد أنه حين تتسع الأرض في المستقبل عليهم أن يحددوا ثلاث مدن جديدة. وهذا لم يحدث فقد كانت المملكة في أوسع صورة لها أيام سليمان الملك وبالرغم من هذا لم تزد مدن الملجأ عن ست مدن فيكون موسى بروح النبوة يتكلم عن الكنيسة التي ستمتد عبر العالم (اش1:54-3) والملجأ هو المسيح.

 

آيات 11-13:- "«وَلكِنْ إِذَا كَانَ إِنْسَانٌ مُبْغِضًا لِصَاحِبِهِ، فَكَمَنَ لَهُ وَقَامَ عَلَيْهِ وَضَرَبَهُ ضَرْبَةً قَاتِلَةً فَمَاتَ، ثُمَّ هَرَبَ إِلَى إِحْدَى تِلْكَ الْمُدُنِ، يُرْسِلُ شُيُوخُ مَدِينَتِهِ وَيَأْخُذُونَهُ مِنْ هُنَاكَ وَيَدْفَعُونَهُ إِلَى يَدِ وَلِيِّ الدَّمِ فَيَمُوتُ. لاَ تُشْفِقْ عَيْنُكَ عَلَيْهِ. فَتَنْزِعَ دَمَ الْبَرِيءِ مِنْ إِسْرَائِيلَ، فَيَكُونَ لَكَ خَيْرٌ."

أما القاتل المتعمد فلا بُد أن يقتل حتى لو التجأ إلى مدن الملجأ.

لاحظ أنه في ضوء هذه الآيات أن ما فعله كثير من بلدان العالم بإلغاء عقوبة الإعدام حتى للقاتل المتعمد هو تحدٍ لشريعة الله. وشريعة قتل القاتل سَنَّها الله من أيام نوح وها هو يكررها لموسى هنا "سَافِكُ دَمِ ٱلْإِنْسَانِ بِٱلْإِنْسَانِ يُسْفَكُ دَمُهُ. لِأَنَّ ٱللهَ عَلَى صُورَتِهِ عَمِلَ ٱلْإِنْسَانَ" (تك6:9).

 

آية 14:- "لاَ تَنْقُلْ تُخْمَ صَاحِبِكَ الَّذِي نَصَبَهُ الأَوَّلُونَ فِي نَصِيبِكَ الَّذِي تَنَالُهُ فِي الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِكَيْ تَمْتَلِكَهَا."

هذه الوصية ضد أي سرقة لممتلكات الغير والتخم هو حد الملكية الذي كان يوضع كعلامة تحدد ملكية الأسرة وتفصل ملكها عن ملك الجار. وكان الحد إما حجرًا أو رجمة من الحجارة. والرب ينهي عن اغتصاب حقوق الغير. فالله هو صاحب الأرض وهو وزعها بحسب إرادته (1مل3:21 نابوت اليزرعيلي). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وجاءت شريعة نقل التخم بعد شريعة القتل كأن نقل التخم في أهمية إن لم يكن يعادل القتل لأن هذا يشير لما حملته أرض الموعد من رمز للحياة السماوية الموعود بها فكأن من يحرم أحد من نصيبه الأبدي كأنه يسفك دم بريء (مت7:18).

لا تنقل تخم صاحبك الذي نصبه الأولون = إن كان هذا ينطبق على الأرض فبالأولى ينطبق على الإيمان الذي سلمه لنا الآباء (يه4،3).

 

آية 15-20:- "«لاَ يَقُومُ شَاهِدٌ وَاحِدٌ عَلَى إِنْسَانٍ فِي ذَنْبٍ مَّا أَوْ خَطِيَّةٍ مَّا مِنْ جَمِيعِ الْخَطَايَا الَّتِي يُخْطِئُ بِهَا. عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ عَلَى فَمِ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَقُومُ الأَمْرُ. إِذَا قَامَ شَاهِدُ زُورٍ عَلَى إِنْسَانٍ لِيَشْهَدَ عَلَيْهِ بِزَيْغٍ، يَقِفُ الرَّجُلاَنِ اللَّذَانِ بَيْنَهُمَا الْخُصُومَةُ أَمَامَ الرَّبِّ، أَمَامَ الْكَهَنَةِ وَالْقُضَاةِ الَّذِينَ يَكُونُونَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. فَإِنْ فَحَصَ الْقُضَاةُ جَيِّدًا، وَإِذَا الشَّاهِدُ شَاهِدٌ كَاذِبٌ، قَدْ شَهِدَ بِالْكَذِبِ عَلَى أَخِيهِ، فَافْعَلُوا بِهِ كَمَا نَوَى أَنْ يَفْعَلَ بِأَخِيهِ. فَتَنْزِعُونَ الشَّرَّ مِنْ وَسْطِكُمْ. وَيَسْمَعُ الْبَاقُونَ فَيَخَافُونَ، وَلاَ يَعُودُونَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ ذلِكَ الأَمْرِ الْخَبِيثِ فِي وَسَطِكَ."

إذا اتضح أن الشاهد كاذب يُعاقب بالعقوبة التي كان يطلبها للشخص البريء.

 

آية 21:- "لاَ تُشْفِقْ عَيْنُكَ. نَفْسٌ بِنَفْسٍ. عَيْنٌ بِعَيْنٍ. سِنٌّ بِسِنٍّ. يَدٌ بِيَدٍ. رِجْلٌ بِرِجْل."

هذه الشريعة حتى لا ينتقم الإنسان لنفسه بأكثر من الضرر الذي حدث لهُ أو بأكثر مما فقده. وهذا ارتفاع عن مستوى الإنسان البدائي وتمهيد للدخول لعهد النعمة، عهد التسامح ومقاومة الشر بالخير. ولكن لم يكن كل إنسان مخوَّل له الانتقام لنفسه بمقتضى هذه الشريعة بل أمام محكمة.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات التثنية: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Antonious-Fekry/05-Sefr-El-Tathneya/Tafseer-Sefr-El-Tathnia__01-Chapter-19.html

تقصير الرابط:
tak.la/bt3dphx