محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب عاموس: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15
الآيات (1-4): "رَأَيْتُ السَّيِّدَ قَائِمًا عَلَى الْمَذْبَحِ، فَقَالَ: «اِضْرِبْ تَاجَ الْعَمُودِ حَتَّى تَرْجُفَ الأَعْتَابُ، وَكَسِّرْهَا عَلَى رُؤُوسِ جَمِيعِهِمْ، فَأَقْتُلَ آخِرَهُمْ بِالسَّيْفِ. لاَ يَهْرُبُ مِنْهُمْ هَارِبٌ وَلاَ يُفْلِتُ مِنْهُمْ نَاجٍ. إِنْ نَقَبُوا إِلَى الْهَاوِيَةِ فَمِنْ هُنَاكَ تَأْخُذُهُمْ يَدِي، وَإِنْ صَعِدُوا إِلَى السَّمَاءِ فَمِنْ هُنَاكَ أُنْزِلُهُمْ. وَإِنِ اخْتَبَأُوا فِي رَأْسِ الْكَرْمَلِ فَمِنْ هُنَاكَ أُفَتِّشُ وَآخُذُهُمْ، وَإِنِ اخْتَفَوْا مِنْ أَمَامِ عَيْنَيَّ فِي قَعْرِ الْبَحْرِ فَمِنْ هُنَاكَ آمُرُ الْحَيَّةَ فَتَلْدَغُهُمْ. وَإِنْ مَضَوْا فِي السَّبْيِ أَمَامَ أَعْدَائِهِمْ فَمِنْ هُنَاكَ آمُرُ السَّيْفَ فَيَقْتُلُهُمْ، وَأَجْعَلُ عَيْنَيَّ عَلَيْهِمْ لِلشَّرِّ لاَ لِلْخَيْرِ»."
لم يقل هنا "هكذا أراني السيد لأن الرب هنا أراه نفسه" =
رَأَيْتُ السَّيِّدَ قَائِمًا عَلَى الْمَذْبَحِ. ومن على المذبح يعلن الله خصومته معهم لأنهم دنسوا مقدساته. هو أعلن خصومته معهم من على المذبح لأنه قرر أن يحطم هذا المذبح الذي إمتزجت فيه عبادة الله مع العبادة الوثنية. ويبدأ الضرب بِـ:تَاجَ الْعَمُودِ = أي عمود الهيكل. وقد يكون هذا إشارة لرئيس كهنتهم أو ملكهم. حَتَّى تَرْجُفَ الأَعْتَابُ = أي تتزلزل الأعتاب وهذه إشارة لبقية الشعب. وإسرائيل هنا مصورة في صورة هيكل يضربه الله من رأس عموده (ملكهم) حتى أصغر إنسان، أي سيهلك الكل ولن يكون هناك هارب من ضربة الله، فهم دنسوا هيكل الله فسيفسدهم الله (1كو17:3) فَأَقْتُلَ آخِرَهُمْ = إذًا الهلاك للجميع حتى إِنْ نَقَبُوا إِلَى الْهَاوِيَةِ.. وَإِنْ صَعِدُوا إِلَى السَّمَاءِ,. وَإِنِ اخْتَبَأُوا فِي رَأْسِ الْكَرْمَلِ (أعلي القمم) أو ذهبوا لقَعْرِ الْبَحْرِ تجئ عليهم لعنة الله = آمُرُ الْحَيَّةَ فَتَلْدَغُهُمْ. لقد ظن أهل بابل أنهم لو أقاموا برجًا عاليًا جدًا سينقذهم هذا من الطوفان (فكرة أن برج بابل كان سببه الهروب من الطوفان هو احتمال ضعيف ويبدو أن الهدف كان الكبرياء)، وظن يونان أنه بهربه إلى البحر سوف يستطيع أن يهرب من الله. ولكن أين نهرب إن جعل الله عينيه علينا للشر لا للخير. ويقول المرنم في المزمور "ان صعدت إلى السموات فانت هناك. وان فرشت في الهاوية فها انت" (مز139: 8) ، وعندما أراد الشعب الهروب إلى مصر من وجه غضب ملك بابل، قال الله "يحدث ان السيف الذي انتم خائفون منه يدرككم هناك في ارض مصر والجوع الذي انتم خائفون منه يلحقكم هناك في مصر فتموتون هناك" (إر42: 16). لذلك قال الآباء "لا تهرب من الله بل إهرب إلى الله". وقد تعني الأماكن العالية الكبرياء والبحر ملذات العالم. وَإِنْ مَضَوْا فِي السَّبْيِ... السَّيْفَ يَقْتُلُهُمْ = خطيتهم كانت السبب في عبوديتهم وذهابهم للسبي ، وهناك أيضا تدركهم تأديبات الله بالسيف حتى وهم في أرض غريبة.
الآيات (5، 6): "وَالسَّيِّدُ رَبُّ الْجُنُودِ الَّذِي يَمَسُّ الأَرْضَ فَتَذُوبُ، وَيَنُوحُ السَّاكِنُونَ فِيهَا، وَتَطْمُو كُلُّهَا كَنَهْرٍ وَتَنْضُبُ كَنِيلِ مِصْرَ. الَّذِي بَنَى فِي السَّمَاءِ عَلاَلِيَهُ وَأَسَّسَ عَلَى الأَرْضِ قُبَّتَهُ، الَّذِي يَدْعُو مِيَاهَ الْبَحْرِ وَيَصُبُّهَا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ، يَهْوَهُ اسْمُهُ."
نرى هنا مقدار عظمة الله وقدرته على أن يصنع ما يحذرهم به، فهو يمس الأرض فتذوب (ترتعد) والقصاصات تطمو كلها كنهر (كطوفان). والمملكة تَنْضُبُ (أي تغرق) كما يفيض نهر النيل. يهوه اسمه = فهو القادر على كل شيء. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى).
وهو الَّذِي بَنَى فِي السَّمَاءِ عَلاَلِيَهُ وَأَسَّسَ عَلَى الأَرْضِ قُبَّتَهُ. وقبته هي الفضاء الشاسع المحيط بكرة الأرض. وهذا يجذب مياه المحيطات كبخار ليسقط مطرا على الأرض. (هذا يشبه ما رآه حزقيال أن الله جالس على عرشه فوق قبة السماء مرتفعا عن الأرضيات) إذًا هو قادر أيضًا أن يرفعنا للسماويات، وهذا ما صنعه بصعوده. وجاءت كلمة قبته لتعني أيضًا فرقة حراسة قد أسسها على الأرض بها يحمي خاصته على الأرض. وقد تعني شعبه السماوي الذي يحارب كفرقة مجتمعة ضد إبليس وجنوده.
الآيات (7-10): "«أَلَسْتُمْ لِي كَبَنِي الْكُوشِيِّينَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، يَقُولُ الرَّبُّ؟ أَلَمْ أُصْعِدْ إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، وَالْفِلِسْطِينِيِّينَ مِنْ كَفْتُورَ، وَالأَرَامِيِّينَ مِنْ قِيرٍ؟ هُوَذَا عَيْنَا السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَى الْمَمْلَكَةِ الْخَاطِئَةِ، وَأُبِيدُهَا عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ. غَيْرَ أَنِّي لاَ أُبِيدُ بَيْتَ يَعْقُوبَ تَمَامًا، يَقُولُ الرَّبُّ. لأَنَّهُ هأَنَذَا آمُرُ فَأُغَرْبِلُ بَيْتَ إِسْرَائِيلَ بَيْنَ جَمِيعِ الأُمَمِ كَمَا يُغَرْبَلُ فِي الْغُرْبَالِ، وَحَبَّةٌ لاَ تَقَعُ إِلَى الأَرْضِ. بِالسَّيْفِ يَمُوتُ كُلُّ خَاطِئِي شَعْبِي الْقَائِلِينَ: لاَ يَقْتَرِبُ الشَّرُّ، وَلاَ يَأْتِي بَيْنَنَا."
كان ما يميز شعب إسرائيل أن الله أخرجهم من أرض العبودية (مصر) ودخل معهم في عهد وأعطاهم شريعة وحل بمجده في وسطهم فصاروا له شعبًا وصار لهم إلهًا. ولكنهم اتكلوا على هذا وتصوروا أنهم مهما أخطأوا فهم شعب الله. لذلك يقول الله لهم هنا: أنه كما أخرجهم من أرض مصر أخرج الْفِلِسْطِينِيِّينَ مِنْ كَفْتُورَ، وَالأَرَامِيِّينَ مِنْ قِيرٍ. قير أي ما وراء دمشق. فخروجهم من مصر ليس هو ما يميزهم عن غيرهم فقد سبق الله وصنع هذا مع كثيرين وأنقذهم من العبودية. لكن ما كان يميزهم هو وجود الله في وسطهم، وكونهم شعبًا مقدسًا ملتزمًا بناموس الله. فإن ساروا بالعكس مع الله وفقدوا صورة قداستهم صاروا بالنسبة لله كبني الكوشيين= وهؤلاء لم يدخل الله معهم في عهده. ولون الكوشيون أسود والمعنى الرمزي أنهم صاروا في سواد الخطية (ار23:13) والله هنا يعلن غضبه على الظلمة التي صاروا فيها فلا شركة للنور مع الظلمة وها هو ينذرهم بأنه يبيد المملكة الخاطئة (الْمَمْلَكَةِ الْخَاطِئَةِ.. أُبِيدُهَا) ولكن يُبقي بقية أمينة = لا أبيد بيت يعقوب تمامًا، ولكنه يغربلهم وسط الشعوب (هأَنَذَا آمُرُ فَأُغَرْبِلُ بَيْتَ إِسْرَائِيلَ بَيْنَ جَمِيعِ الأُمَمِ). وهذا ما حدث بعد سبي أشور وبعد سبي بابل وعاد وجمعهم، وهذا ما حدث بعد المسيح، فبصلبهم للمسيح خسروا علاقتهم بالله، وصاروا كالكوشيين وتشتتوا في العالم أجمع لكن لن تقع حبة إلى الأرض (حَبَّةٌ لاَ تَقَعُ إِلَى الأَرْضِ) = هذا وعد بخلاص البقية في الأيام الأخيرة. وفي (10) هم يعيشون على أحلام باطلة في أنهم شعب الله المختار ولن يصيبهم الشر ولا يقترب إليهم. لكن إنذار الله واضح.. بِالسَّيْفِ يَمُوتُ كُلُّ خَاطِئِي شَعْبِي = هؤلاء هم الذين سقطوا من الغربال، أما البقية الأمينة لن يسقط منها واحد إذ تبقى في الغربال أي في أمان محفوظين في يد الرب.
الآيات (11-15): "«فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أُقِيمُ مِظَلَّةَ دَاوُدَ السَّاقِطَةَ، وَأُحَصِّنُ شُقُوقَهَا، وَأُقِيمُ رَدْمَهَا، وَأَبْنِيهَا كَأَيَّامِ الدَّهْرِ. لِكَيْ يَرِثُوا بَقِيَّةَ أَدُومَ وَجَمِيعَ الأُمَمِ الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ، يَقُولُ الرَّبُّ، الصَّانِعُ هذَا. هَا أَيَّامٌ تَأْتِي، يَقُولُ الرَّبُّ، يُدْرِكُ الْحَارِثُ الْحَاصِدَ، وَدَائِسُ الْعِنَبِ بَاذِرَ الزَّرْعِ، وَتَقْطُرُ الْجِبَالُ عَصِيرًا، وَتَسِيلُ جَمِيعُ التِّلاَلِ. وَأَرُدُّ سَبْيَ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ فَيَبْنُونَ مُدُنًا خَرِبَةً وَيَسْكُنُونَ، وَيَغْرِسُونَ كُرُومًا وَيَشْرَبُونَ خَمْرَهَا، وَيَصْنَعُونَ جَنَّاتٍ وَيَأْكُلُونَ أَثْمَارَهَا. وَأَغْرِسُهُمْ فِي أَرْضِهِمْ، وَلَنْ يُقْلَعُوا بَعْدُ مِنْ أَرْضِهِمِ الَّتِي أَعْطَيْتُهُمْ، قَالَ الرَّبُّ إِلهُكَ»."
آيات نهائية تفتح باب الرجاء خلال المسيح ابن داود ليقيم مملكته الروحية التي تضم العالم كله. وهذا السفر اتسم بهدم قصور يهوذا وإسرائيل وكل الأمم المحيطة بإشعال النار فيها. وعوض هذه يقيم الله مظلة داود الساقطة بقيامته وقيامتنا معهُ. فبيت أو قصر داود انتهى بسبي وهلاك وخراب صدقيا آخر ملوك يهوذا. وهنا يظهر خط عاموس واضحًا. فالله خلقنا وسكن فينا كقصور وكذا على صورته، وبالخطية (الثلاثة لأنها تجاه الله)، (وبالأربعة لأن الخطية كانت نارًا جاءت على هذه القصور فتحولت لمظلة ساقطة). والسفر يتحدث عن الخراب والموت ثم أخيرًا في صورة مبهجة عن القيامة، من خلال جسد المسيح (وبالمعمودية نموت ونقوم معهُ) فالمسيح أقام جسده أي بيته الجديد فينا بروحه القدوس من خلال الأسرار المقدسة. إذًا الخراب كان مقدمة لإقامة الجسد الجديد فهو يقلع ليغرس ويهدم ليبني (أر10:1) وهو يحصن شقوقها ويقيم ردمها (أُحَصِّنُ شُقُوقَهَا، وَأُقِيمُ رَدْمَهَا) فبعد أن فقدنا مجدنا الملوكي بالخطية وفقدنا جمال قصورنا وصرنا كمظلة منهدمة خربة مثل بيت داود. أعاد المسيح بناؤنا. وجاءت الآية (11) بمعنى أرمم ثغراتها وأقيم خربها. لقد أعاد المسيح للكنيسة المجد الروحي وحصلت على عهد جديد. ومهما كان بيت داود فهو بالمقارنة مع كنيسة المسيح كالخيمة. وفي (12) فتح الباب لجميع الأمم لتدخل تحت هذه المظلة. ويتحول فيها أدوم الدموي لوداعة المسيح. والأمم عباد الأوثان لشعب المسيح. وفي (13) فيض النعمة في كنيسة المسيح بلغة الزراعة فالأرض خصبة والحصاد وفير أي المؤمنين سيكونون كثيرين. يدرك الحارث الحاصد = ليعد الأرض للغلة التالية. والمؤمنين راسخين سماويين كالجبال يقطرون عصيرًا (تَقْطُرُ الْجِبَالُ عَصِيرًا) = فرحًا وبركة وفي (14) عصر الحرية من إبليس، فبعد أن حولنا إبليس لخرب أعاد الروح القدس بناءنا وملأنا فرحًا = خمرها. وفي (15) نجد ثبات هذه الكنيسة لن يقلعوا بعد من أرضهم = هي كنيسة تشبع وتفرح بالروح القدس (الحصاد الكثير والخمر الذي يسيل).
← تفاسير أصحاحات عاموس: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
دراسة في كتاب عاموس |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير عاموس 8 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/6ngxssr