محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب عاموس: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16
الآيات (1-3): "هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ مُوآبَ الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجعُ عَنْهُ، لأَنَّهُمْ أَحْرَقُوا عِظَامَ مَلِكِ أَدُومَ كِلْسًا. فَأُرْسِلُ نَارًا عَلَى مُوآبَ فَتَأْكُلُ قُصُورَ قَرْيُوتَ، وَيَمُوتُ مُوآبُ بِضَجِيجٍ، بِجَلَبَةٍ، بِصَوْتِ الْبُوقِ. وَأَقْطَعُ الْقَاضِيَ مِنْ وَسَطِهَا، وَأَقْتُلُ جَمِيعَ رُؤَسَائِهَا مَعَهُ، قَالَ الرَّبُّ»."
كانت حروب موآب كثيرة مع إسرائيل. والخطية التي يدينهم عليها الله هنا هي أنهم أحرقوا عِظَامَ مَلِكِ أَدُومَ كِلْسًا = وهذا يعني أنه أخرجوا عظام ملك أدوم بعد أن نبشوا قبره وأحرقوها لتصير كلسًا أي جير كانتقام منه بسبب حروب موآب مع أدوم. ومع أن ملك أدوم هو ملك وثني إلاّ أن الله يرفض هذا العمل الوحشي البربري، وهذه الخطية ضد أي شخص سواء من شعبه أو من أي مكان، فالله ملك على الأرض كلها، سواء من يؤمنوا به أو من لا يؤمنوا به. والتعدي على عظام ميت هو إنتهاك للحرمات وتدنيس للمقدسات. قَرْيُوتَ = يبدو أنها مدينة مهمة، أو تكون كلمة قريوت تعني جمع قرية ويكون المقصود كل مدن موآب، حيث لم تذكر مدينة باسم قريوت في (سفر إشعياء إصحاحي 15، 16). وَيَمُوتُ مُوآبُ بِضَجِيجٍ = أي يقطع موآب بسيف الحرب وَأَقْطَعُ الْقَاضِيَ = قد يكون القاضي أو الرئيس الذي حكم هذا الحكم القاسي بحرق عظام ملك أدوم. فيعرف الجميع أن هناك قاضي وملك فوق جميع الملوك وكان دمار موآب على يد بابل. كما يقول الجامعة "ان رأيت ظلم الفقير ونزع الحق والعدل في البلاد فلا ترتع من الأمر.لان فوق العالي عاليا يلاحظ والأعلى فوقهما" (جا5: 8).
الآيات (4، 5): "هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ يَهُوذَا الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجعُ عَنْهُ، لأَنَّهُمْ رَفَضُوا نَامُوسَ اللهِ وَلَمْ يَحْفَظُوا فَرَائِضَهُ، وَأَضَلَّتْهُمْ أَكَاذِيبُهُمُ الَّتِي سَارَ آبَاؤُهُمْ وَرَاءَهَا. فَأُرْسِلُ نَارًا عَلَى يَهُوذَا فَتَأْكُلُ قُصُورَ أُورُشَلِيمَ»."
كل الأمم السابقة كانت خطاياهم موجهة للبشر، أما هنا مع يهوذا فنسمع أن خطاياهم موجهة لله فهم شعبه. خطية يهوذا أنهم احتقروا ورفضوا ناموس الله. هؤلاء كان من المفروض أن يعلنوا إيمانهم بالله بطاعتهم للوصية، ولكنهم عوضًا عن ذلك خالفوها وتبعوا الأوثان = أضلتهم أكاذيبهم أي أوثانهم الكاذبة. وأيضًا هم خالفوا الناموس الأدبي والروحي فهم ظلموا الفقراء وسلكوا بالطمع والزنى والسكر. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). ومن كان لهم ناموس الله فدينونتهم أعظم من الباقين.
الآيات (6-8): "هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ إِسْرَائِيلَ الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجعُ عَنْهُ، لأَنَّهُمْ بَاعُوا الْبَارَّ بِالْفِضَّةِ، وَالْبَائِسَ لأَجْلِ نَعْلَيْنِ. الَّذِينَ يَتَهَمَّمُونَ تُرَابَ الأَرْضِ عَلَى رُؤُوسِ الْمَسَاكِينِ، وَيَصُدُّونَ سَبِيلَ الْبَائِسِينَ، وَيَذْهَبُ رَجُلٌ وَأَبُوهُ إِلَى صَبِيَّةٍ وَاحِدَةٍ حَتَّى يُدَنِّسُوا اسْمَ قُدْسِي. وَيَتَمَدَّدُونَ عَلَى ثِيَابٍ مَرْهُونَةٍ بِجَانِبِ كُلِّ مَذْبَحٍ، وَيَشْرَبُونَ خَمْرَ الْمُغَرَّمِينَ فِي بَيْتِ آلِهَتِهِمْ."
في هذه الآيات يكشف لهم الله الظلم الذي يمارسونه فهم بَاعُوا الْبَارَّ بِالْفِضَّةِ = أي أن القضاة باعوا الشخص البريء بعد أن إرتشوا ظلمًا من خصمه الظالم. وهم في بعض الأحيان باعوا المساكين الْبَائِسِينَ غير القادرين على تسديد ديونهم بشيء زهيد كَـ:نَعْلَيْنِ. ولكن هذه الآية بَاعُوا الْبَارَّ بِالْفِضَّةِ هي نبوة عن المسيح البار الذي بيع بثلاثين من الفضة حسب ما تنبأ أيضًا زكريا النبي (زك 12:11، 13). وهذه هي خطيتنا حتى الآن أننا نبيع المسيح بمحبتنا للعالميات. وهم يَتَهَمَّمُونَ تُرَابَ الأَرْضِ عَلَى رُؤُوسِ الْمَسَاكِينِ = وفي ترجمة أخرى يطأون رأس المسكين حتى تراب الأرض فهم ليس فقط لا يرحمونهم بل يدوسونهم. ولكن ليذكر كل ظالم أن المساكين هم إخوة الرب. وهم يَصُدُّونَ سَبِيلَ الْبَائِسِينَ = يغلقون سبيل الخلاص أمامهم حتى لا يُسمع صوتهم إذا اشتكوا للقضاة.
ثم نأتي لأبشع صور الرجاسات وهي أن يذْهَبُ رَجُلٌ وَأَبُوهُ إِلَى صَبِيَّةٍ وَاحِدَةٍ = (ربما في هذا إشارة لممارسة الزنا في هياكل الأوثان) عمومًا مثل هذا العمل يدنس اسم الله القدوس (يُدَنِّسُوا اسْمَ قُدْسِي). وفي ظلمهم يَتَمَدَّدُونَ عَلَى ثِيَابٍ مَرْهُونَةٍ بِجَانِبِ كُلِّ مَذْبَحٍ وثني من مذابحهم فهم لم يذهبوا فقط لهذه المذابح بل ناموا هناك على ثياب الفقراء الذين رهنوا ثيابهم. وَيَشْرَبُونَ خَمْرَ الْمُغَرَّمِينَ = هم أقاموا ولائمهم الماجنة التي فيها شربوا الخمر من الغرامات التي فرضوها على المساكين غير القادرين على الدفع.
الآيات (9-12): "«وَأَنَا قَدْ أَبَدْتُ مِنْ أَمَامِهِمِ الأَمُورِيَّ الَّذِي قَامَتُهُ مِثْلُ قَامَةِ الأَرْزِ، وَهُوَ قَوِيٌّ كَالْبَلُّوطِ. أَبَدْتُ ثَمَرَهُ مِنْ فَوْقُ، وَأُصُولَهُ مِنْ تَحْتُ. وَأَنَا أَصْعَدْتُكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ وَسِرْتُ بِكُمْ فِي الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً لِتَرِثُوا أَرْضَ الأَمُورِيِّ. وَأَقَمْتُ مِنْ بَنِيكُمْ أَنْبِيَاءَ، وَمِنْ فِتْيَانِكُمْ نَذِيرِينَ. أَلَيْسَ هكَذَا يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، يَقُولُ الرَّبُّ؟ لكِنَّكُمْ سَقَيْتُمُ النَّذِيرِينَ خَمْرًا، وَأَوْصَيْتُمُ الأَنْبِيَاءَ قَائِلِينَ: لاَ تَتَنَبَّأُو."
وفيها يُظهِر الله أنهم قابلوا إحساناته بالجحود:- وهي قصة الإنسان في كل جيل. فالله يفيض من إحساناته علينا، ونحن لا نقابل هذا إلاّ بالجحود. الأموري = سكن الأموريون أورشليم وحبرون وجبعون وباشان. وكانوا طوال القامة كالأرز (قَامَتُهُ مِثْلُ قَامَةِ الأَرْزِ). وأقوياء كالبلوط لكن الله أبادهم من أمام شعبه.. أُصُولَهُ مِنْ تَحْتُ = أي أبادهم تمامًا. ومن علامات حب الله لهم إقامتهم كأمة مكان الأموريين الأقوياء، والله أقام لهم أنبياء في وسطهم، وأقام منهم مكرسين له، ولكنهم أفسدوا النذيرين وأغووهم أن يشربوا الخمر، فيقفوا أمام الله وهم فاقدين وعيهم وبلا وقار. وهم منعوا الأنبياء من أن يتكلموا بكلمة الله، وذلك بالتهديد والوعيد والإرهاب، حتى لا يزعجوا بنبواتهم ضمائرهم المخدرة. ولكي نطبق هذه الآيات علينا، فقد حطَّم الله إبليس (الأموري) أمامنا، وهو في قوته (كالبلوط) وهو متكبر (كالأرز) والله أصعدنا من (أرض مصر) أرض العبودية لنرث الأرض التي ملكها الأموري زمانًا. وصرنا ملوكًا وكهنة للرب. فيا ليتنا لا نشرب ونفرح بخمر هذا العالم فنتوقف عن روح النبوة والشهادة للرب. والله يملأنا من نعمته لنشهد له حين نكون نذيرين أي مكرسين لله ورافضين لخمر (أفراح) هذا العالم التي يغوينا الشيطان أن نشرب منها.
الآيات (13-16):- "« هأَنَذَا أَضْغَطُ مَا تَحْتَكُمْ كَمَا تَضْغَطُ الْعَجَلَةُ الْمَلآنَةُ حِزَمًا. وَيَبِيدُ الْمَنَاصُ عَنِ السَّرِيعِ، وَالْقَوِيُّ لاَ يُشَدِّدُ قُوَّتَهُ، وَالْبَطَلُ لاَ يُنَجِّي نَفْسَهُ، وَمَاسِكُ الْقَوْسِ لاَ يَثْبُتُ، وَسَرِيعُ الرِّجْلَيْنِ لاَ يَنْجُو، وَرَاكِبُ الْخَيْلِ لاَ يُنَجِّي نَفْسَهُ. وَالْقَوِيُّ الْقَلْبِ بَيْنَ الأَبْطَالِ يَهْرُبُ عُرْيَانًا فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، يَقُولُ الرَّبُّ»."
هنا صورة للتأديب الذي سيشمل الجميع: ها أنذا أضغط ما تحتكم = وفي ترجمة أخرى "هاأنذا أضغطكم في مواضعكم" كما تضغط العجلة (العربة) الملآنة حزمًا = أي أن خطاياهم سوف تتكدس فوقهم، ويتكدس أيضًا فوقهم قَصاصات خطاياهم حتى ينضغطوا، كما تنضغط الحزم التي في العربة من كثرة الحزم الموضوعة فوقها. ولن يمكنهم الهرب من هذه القَصاصات = ويبيد المناص (المفر) عَنِ السَّرِيعِ. فإنه لا السرعة ولا القوة تنجي في ذلك اليوم، فالله هو الذي يحارب. والبطل الذي عادة ما يدافع عن غيره لن يستطيع حتى أن يدافع عن نفسه. لن ينفعنا في هذا اليوم سوى المسيح برنا الذي يستر عرينا فلا نهرب في ذلك اليوم عرايا، وهو قوتنا وقوسنا وشفيعنا. نلبسه ونحتمي فيه، نمسك بصليبه كَسِرّ قوتنا.
← تفاسير أصحاحات عاموس: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير عاموس 3 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير عاموس 1 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/mavqgw9