محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب عاموس: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13
الآيات (1-3): "اِسْمَعِي هذَا الْقَوْلَ يَا بَقَرَاتِ بَاشَانَ الَّتِي فِي جَبَلِ السَّامِرَةِ، الظَّالِمَةَ الْمَسَاكِينِ، السَّاحِقَةَ الْبَائِسِينَ، الْقَائِلَةَ لِسَادَتِهَا: «هَاتِ لِنَشْرَبَ». قَدْ أَقْسَمَ السَّيِّدُ الرَّبُّ بِقُدْسِهِ: «هُوَذَا أَيَّامٌ تَأْتِي عَلَيْكُنَّ، يَأْخُذُونَكُنَّ بِخَزَائِمَ، وَذُرِّيَّتَكُنَّ بِشُصُوصِ السَّمَكِ. وَمِنَ الشُّقُوقِ تَخْرُجْنَ كُلُّ وَاحِدَةٍ عَلَى وَجْهِهَا، وَتَنْدَفِعْنَ إِلَى الْحِصْنِ، يَقُولُ الرَّبُّ."
باشان = أرض مستوية. وكانت تشير إلى نصف سبط منسى وتقع شرقي الأردن. وتربتها خصبة للغاية وماؤها غزير. عُرِفَت بِقطعانها المتسمة بالشحم الكثير (تث14:32؛ مز12:22؛ حز 39: 18-19) وبغابات البلوط الدائمة الخضرة (أش 2: 13) والمقصود بِـ:بَقَرَاتِ بَاشَانَ = هن زوجات أغنياء إسرائيل. اللواتي شبعن، وسمنوا فازداد ظلمهم على المساكين ليزداد غناهم. وهؤلاء يذهبن لرجالهن الظالمين مثلهم ويقولون هات لنشرب = أي لننعم بالملذات والشهوات. أي أن الزوجات يذهبن لرجالهن = سَادَتِهَا (سادتهن) = ثم يظلم الرجال الفقراء ليأتوا لزوجاتهم بمزيد من الأموال ليشربوا ويحتفلوا. لذلك أَقْسَمَ.. الرَّبُّ بِقُدْسِهِ = وقداسة الله من صفاته، لذلك هذه تساوي أقسم الله بذاته. وقداسة الله تظهر في قصاصه للأشرار. وأستخدم الوحي هنا هذه الصيغة في الحلف لأن تعديات الشعب كانت ضد قداسة الله. هُوَذَا أَيَّامٌ تَأْتِي = الله لا يعاقب مباشرة، بل ينذر ثم يعطي فرصة للتوبة. يأخذونكن يخزائم = الخزائم كانت توضع في أنوف الحيوانات لتُسحب في مذلة، وهكذا صنع بعض الملوك في سباياهم، بل هذا ما صنعه ملك أشور في منسى الملك (وهذا يظهر في النقوشات الأثرية) (2أي11:33). والمعنى أنهم سيؤخذون للسبي في مذلة. وذريتكن بشصوص السمك سيسحب العدو أولادكن من أرضهم كما يسحب السمك خارج المياه. وبالتالي تفرغ الأرض كلها منهم. ومن الشقوق تخرجن كل واحدة = حين تهدَّم السور حاولوا الهرب منه. وتندفعن إلى الحصن = قد يكون المعنى أنهم سوف يحاولون اللجوء للأماكن المحصنة هربًا من العدو ولكن بلا فائدة، والأرجح أنهم سيذهبون للسبي في أشور التي هي كالحصن ولن يمكنهم الهرب منها.
الآيات (4، 5): "«هَلُمَّ إِلَى بَيْتِ إِيلَ، وَأَذْنِبُوا إِلَى الْجِلْجَالِ، وَأَكْثِرُوا الذُّنُوبَ، وَأَحْضِرُوا كُلَّ صَبَاحٍ ذَبَائِحَكُمْ، وَكُلَّ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ عُشُورَكُمْ. وَأَوْقِدُوا مِنَ الْخَمِيرِ تَقْدِمَةَ شُكْرٍ، وَنَادُوا بِنَوَافِلَ وَسَمِّعُوا، لأَنَّكُمْ هكَذَا أَحْبَبْتُمْ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ."
ربما يظن بني إسرائيل أن هذه التحذيرات لا تخصهم فهم يذهبون إلى بيت إيل ليقدموا ذبائحهم، وكانت عجول يربعام في بيت إيل، وهناك اختلطت عبادتهم لله بعبادة الأوثان "انقسم قلبهم (هو2:10) بين الله والبعل" فهم لم يذهبوا بقلب صادق لله وبتوبة حقيقية لذلك فكل عبادتهم المظهرية مرفوضة. هلَّم إلى بيت إيل هذا بلغة التهكم. وَالجلجال = من الأماكن المقدسة، لكنهم بمظالمهم وقلوبهم المنقسمة إذ يذهبون للعبادة فيها أكثروا الذنوب. احضروا كل صباح ذبائحكم وكل ثلاثة أيام عشوركم = المطلوب منهم ذبيحة سنوية، والعشور هكذا. والمعنى هنا تهكمي، أي: مهما زادت عطاياكم لن أقبلها، فالله لا يقبل الرشوة ولكنه يطلب القلب (2 كو3: 3). وأوقدوا من الخمير = لقد منعت الشريعة تقديم الخمير لأنه يرمز للشر. وكأن كل تقدماتهم غير مقبولة لامتزاجها بشرورهم كما أن تقدمة الخمير غير مقبولة. نادوا بنوافل= النوافل جمع نافلة، وهي تقدمة طوعية غير مطلوبة. وهم كانوا يقدمون هذه العطايا الزائدة ليس محبة لله، بل ليُسَمِّعُوا الناس (سَمِّعُوا) كما كان يفعل الفريسيين أيام المسيح.
الآيات (6-12): "«وَأَنَا أَيْضًا أَعْطَيْتُكُمْ نَظَافَةَ الأَسْنَانِ فِي جَمِيعِ مُدُنِكُمْ، وَعَوَزَ الْخُبْزِ فِي جَمِيعِ أَمَاكِنِكُمْ، فَلَمْ تَرْجِعُوا إِلَيَّ، يَقُولُ الرَّبُّ. وَأَنَا أَيْضًا مَنَعْتُ عَنْكُمُ الْمَطَرَ إِذْ بَقِيَ ثَلاَثَةُ أَشْهُرٍ لِلْحَصَادِ، وَأَمْطَرْتُ عَلَى مَدِينَةٍ وَاحِدَةٍ، وَعَلَى مَدِينَةٍ أُخْرَى لَمْ أُمْطِرْ. أُمْطِرَ عَلَى ضَيْعَةٍ وَاحِدَةٍ، وَالضَّيْعَةُ الَّتِي لَمْ يُمْطَرْ عَلَيْهَا جَفَّتْ. فَجَالَتْ مَدِينَتَانِ أَوْ ثَلاَثٌ إِلَى مَدِينَةٍ وَاحِدَةٍ لِتَشْرَبَ مَاءً وَلَمْ تَشْبَعْ، فَلَمْ تَرْجِعُوا إِلَيَّ، يَقُولُ الرَّبُّ. ضَرْبَتُكُمْ بِاللَّفْحِ وَالْيَرَقَانِ. كَثِيرًا مَا أَكَلَ الْقَمَصُ جَنَّاتِكُمْ وَكُرُومَكُمْ وَتِينَكُمْ وَزَيْتُونَكُمْ، فَلَمْ تَرْجِعُوا إِلَيَّ، يَقُولُ الرَّبُّ. أَرْسَلْتُ بَيْنَكُمْ وَبَأً عَلَى طَرِيقَةِ مِصْرَ. قَتَلْتُ بِالسَّيْفِ فِتْيَانَكُمْ مَعَ سَبْيِ خَيْلِكُمْ، وَأَصْعَدْتُ نَتْنَ مَحَالِّكُمْ حَتَّى إِلَى أُنُوفِكُمْ، فَلَمْ تَرْجِعُوا إِلَيَّ، يَقُولُ الرَّبُّ. قَلَبْتُ بَعْضَكُمْ كَمَا قَلَبَ اللهُ سَدُومَ وَعَمُورَةَ، فَصِرْتُمْ كَشُعْلَةٍ مُنْتَشَلَةٍ مِنَ الْحَرِيقِ، فَلَمْ تَرْجِعُوا إِلَيَّ، يَقُولُ الرَّبُّ. «لِذلِكَ هكَذَا أَصْنَعُ بِكَ يَا إِسْرَائِيلُ. فَمِنْ أَجْلِ أَنِّي أَصْنَعُ بِكَ هذَا، فَاسْتَعِدَّ لِلِقَاءِ إِلهِكَ يَا إِسْرَائِيلُ»."
يعدد الله لهم هنا التأديبات التي سمح بها ضدهم ولم يستفيدوا =
فَلَمْ تَرْجِعُوا إِلَيَّ = وهذه الكلمة تعددت هنا خمس مرّات لتشير أن الله يضرب ليشفي. وإذا رفضوا التوبة سيأتي الله بما هو أصعب حتى يفيق الإنسان من سكره. فَاسْتَعِدَّ لِلِقَاءِ إِلهِكَ يَا إِسْرَائِيلُ (آية12) ويمكن أن نفهم هذه الآية في ضوء محبة الله، أن الله إنما يسمح بكل هذا لنكون مستعدين للقائه في اليوم الأخير. وما هي التأديبات التي سمح الله بها نَظَافَةَ الأَسْنَانِ = بسبب حرمانهم من الطعام وفي السبعينية "صارت أسنانهم عاطلة بلا عمل" أَنَا.. أَعْطَيْتُكُمْ = فالله هو الذي يعطي الخيرات، وهو الذي يمنعها، وحين يمنعها فهذا يكون أيضًا لصالحنا حتى نستعد للقائه. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وعوز الخبز = حدث مثل هذا أيام إليشع النبي (2مل1:8) والخطية تسبب مجاعة روحية أيضًا ومنع الله المطر (مَنَعْتُ عَنْكُمُ الْمَطَرَ) = وهذا حدث أيام إيليا والمطر يشير لعطية الروح القدس التي نحرم منها بإصرارنا على الخطية (فنحزنه فينطفئ فينا). لذلك يشير الوحي أن الله يمطر على مدينة (للأبرار) (أَمْطَرْتُ عَلَى مَدِينَةٍ وَاحِدَةٍ) ولا يمطر على مدينة أخرى (للأشرار) (عَلَى مَدِينَةٍ أُخْرَى لَمْ أُمْطِرْ) = والمدينة التي يمطر عليها الرب هي إشارة للعذارى الحكيمات لذلك هن لهن زيتًا في آنيتهن ، أما المدينة التي لا يمطر عليها هي إشارة للعذارى الجاهلات وهؤلاء في جفاف روحي = جَفَّتْ. فَجَالَتْ مَدِينَتَانِ أَوْ ثَلاَثٌ إِلَى مَدِينَةٍ وَاحِدَةٍ لِتَشْرَبَ = هذه تساوي سؤال الجاهلات للحكيمات [إعطينا من زيتكن لأن مصابيحنا تنطفئ] (مت 25: 8). وفي (9) اللَّفْحِ - الْيَرَقَانِ - الْقَمَصُ = الحشرات المُفْسِدَة. والخطايا هي الحشرات التي تفسد كروم الله أي النفس الطاهرة التي إن فقدت طهارتها تفقد فرحها. وفي (10) أرسل عليهم وبأ (أَرْسَلْتُ بَيْنَكُمْ وَبَأً) = أي مرض. وقتل الفتيان (قَتَلْتُ بِالسَّيْفِ فِتْيَانَكُمْ) يشير لتحطيم مواهب الإنسان وطاقاته بسبب الخطية. وسبي خيلكم = الخيل يشير للقوة فقد حرمهم الله من قوتهم. والإنسان فقد سلطانه بالخطية. وأصعدت نتن محالكم قد يكون النتن من أثار الوبأ والموت. وعوضًا أن يحمل الإنسان رائحة المسيح الزكية تفوح منه رائحة نتانة خطيته. هذا يحتاج لصوت المسيح قائلًا له "لعازر هلمَّ خارجًا". قلبت بعضكم كما قلب الله سدوم وعمورة = غالبًا بسبب الزلزال (عا1:1) وهذه ضربات شديدة فيها هلاك جماعي، فالزلزال دمرهم تدميرا شديدا كما حدث لسدوم وعمورة. ونلاحظ أن الله هو المتكلم هنا، فيكون قوله كما قلب الله أن هذا فيه إشارة أن الضربات سواء حريق سدوم أو الزلزال مصدرها هو الله نفسه.لكن الله ينقذ بعضًا منهم (الأذن والكراعين) =
فصرتم كشعلة منتشلة من الحريق = ومع كل هذه التأديبات لم يتوبوا. فلنستعد للقاء إلهنا في اليوم الأخير بالتوبة.والآن بعد هذه الصورة المظلمة.. هل هناك أمل في التغيير؟
آية (13): "فَإِنَّهُ هُوَذَا الَّذِي صَنَعَ الْجِبَالَ وَخَلَقَ الرِّيحَ وَأَخْبَرَ الإِنْسَانَ مَا هُوَ فِكْرُهُ، الَّذِي يَجْعَلُ الْفَجْرَ ظَلاَمًا، وَيَمْشِي عَلَى مَشَارِفِ الأَرْضِ، يَهْوَهُ إِلهُ الْجُنُودِ اسْمُهُ."
الإجابة أن الله قادر على كل شيء. إذًا هو قادر على تحقيق الخلاص للإنسان. وهو يخبر الإِنْسَانَ مَا هُوَ فِكْرُهُ (وَأَخْبَرَ الإِنْسَانَ مَا هُوَ فِكْرُهُ) = بواسطة الأنبياء يجعل الفجر ظلامًا بالسحاب الكثيف (خر 13: 21). وهو يَمْشِي عَلَى مَشَارِفِ الأَرْضِ
= المشارف أي الأماكن العالية فهو يطأ أعلى الأماكن أي له سلطان على الكل فهو يَهْوَهُ الكائن بذاته، ليس لأحد سلطان عليه. هنا نجد إشراقة الخلاص، فالله وحده القادر أن يعطيه لنا، وهو يضمد جراحنا ويصلح حال البشرية التي فشلت التأديبات في إصلاحها. وعلينا أن نقابله بالمصالحة لا بالخصومة. وجاء هذا النص في السبعينية "الذي يؤسس الرعد ويخلق الروح يعلن للإنسان مسيحه" وبهذا نفهم أن هذه الآية هي نبوة واضحة عن المسيح سر مصالحة الآب مع الإنسان. فحين نضع الأصل العبري وَأَخْبَرَ الإِنْسَانَ مَا هُوَ فِكْرُهُ... مع السبعينية يعلن للإنسان مسيحه.نجد التطابق فالمسيح كلمة الله أعلن لنا الآب وفكر الآب، كما قال الله لموسى "أقيم لهم نبيا من وسط إخوتهم مثلك واجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به" (تث18: 18) . ومرة أخرى نجد تكامل النص العبري
وَخَلَقَ الرِّيحَ مع السبعينية ويخلق الروح. والمعنى أن المسيح أرسل الروح القدس ليخلق فينا طبيعة جديدة.والرعد هنا هو صوت الإنجيل الذي يهز النفس فتتحول من حالة الجسد
إلى حالة الروح، والروح القدس هو الذي يخبرنا ويعلن المسيح لنا. "المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح " (يو6:3). ويكون المقصود بخلق الروح هنا هو خلق الطبيعة الروحية فينا عوض الجسدانية وبهذا تتكامل الترجمة العبرية مع السبعينية. ويصير معنى يَجْعَلُ الْفَجْرَ ظَلاَمًا ليس المقصود الظلام بمعناه، بل كثرة السحب الممطرة. والفجر هو المسيح شمس برنا الذي أشرق بنوره، وأرسل روحه القدوس علينا (السحاب الممطر) ليحول طبيعتنا من طبيعة جسدية إلى طبيعة روحية. خَلَقَ الرِّيحَ = الريح والروح في العبرانية وفي اليونانية هما كلمة واحدة. صَنَعَ الْجِبَالَ = المعنى المباشر أن الله الذي صنع الجبال وخلق الريح قادرًا أن يخلص البشر. والمعنى الروحي أن الله قادر أن يجعل من البشر قديسين كالجبال ويكون المسيح هو جبلًا ثابتًا في رأس الجبال (إش2:2) وهؤلاء القديسين لهم طبيعة روحية. هذا هو ما اشتهاه داود حين قال [قلبًا نقيًا أخلق فيَّ يا الله وروحًا مستقيمًا جدد في أحشائي] (مز10:51) وهذا ما عمله المسيح أن جعلنا خليقة جديدة (2 كو 5: 17).
← تفاسير أصحاحات عاموس: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير عاموس 5 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير عاموس 3 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/6dv4h7g