محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب عاموس: |
عاموس كلمة معناها ثقل أو حامل الثقل ويُقال في التقليد اليهودي أنه كان ثقيل اللسان.
ولكن اسمه يُعبِّر عن مناسبته لهذا السفر بل يشرح كيف يصير إنسان نبيًا. من تكون له الحساسية الروحية يشعُر بما يشعُر به الله فيُطلقه الله حرًا ليتكلم وسط شعبه، فهو يشعُر بما يشعُر به الله.
مثال: الله يطلب من هوشع النبي أن يتزوج من زانية ولما شعر بجُرح شديد، قال له الله الآن تشعُر بما أشعُر به أنا عريس إسرائيل الزانية، وعاموس شعر بثقل خطية الشعب ولم يحتملها كما لم يحتملها الله القدوس، وشعر بثقل الضربات التي يستحقها الشعب فانطلق يُحذر شعبه ليتوبوا فأسماه الناس نبي الويلات.
كلمة وحي بالعبرانية = ثقل
هو خادم مُثقَّل بخطايا شعبه ويتقطع قلبه بسببها ويُصلي لأجل الناس ليتوبوا سائلًا الله عن الحَلْ ولهذا يُكلفه الله بأن يُكلِّم الشعب إذ يُريه الله رؤى بأن عقوبة الخطية أو أن نتائج الخطية مُرعبة فيرى ماذا سيحدث لشعبه فيصرخ في الشعب طالبًا لأن يتوبوا حتى لا تأتي الضربات، وهكذا يصبح نبيًا.
عاش في يهوذا كراع للغنم وجاني جميز وأرسله الله لإسرائيل المملكة الشمالية.
قطعًا لا، فنبوات عاموس ضد الخطية أثارت رئيس الكهنة أمصيا. فذهب أمصيا للملك كاذبًا مغيِّرًا لأقوال عاموس:
1) حينما قال عاموس أن هناك ضربات ستأتي على بيت الملك، قال أمصيا أن عاموس قال أن الملك سيموت.
2) هذه هي عادة الشيطان وأتباعه. فكما قال السيد المسيح عن الشيطان أنه كذاب وأبو الكذاب، فأتباع الشيطان وأبنائه كذابون. يقول الخبر نصفه صحيح ونصفه كاذب للخداع.
3) نرى شجاعة عاموس الذي لم يهتم بتهديدات أمصيا بل حذره بشدة عما سيلحق ببيته من مصائب.
4) أمصيا يقول له اذهب من إسرائيل واذهب لبلدك يهوذا وَكُلْ عيشك هناك (كُلْ هُنَاكَ خُبْزًا وَهُنَاكَ تَنَبَّأْ) (عا 7: 12). فهو ظن أن كل الناس مثله باحثين عن المال. فقد كان أمصيا رئيس كهنة جشع يطلب جمع الأموال غير مهتم بخلاص النفوس وظن أن عاموس مثله لكن [خادم الله يطلب خلاص النفوس وليس جمع الفلوس].
5) رجل الله وخادم الله الحقيقي لا يطلب كرامة من الناس، بل الله يُعطي كرامة لرجاله.
6) كان عاموس لا يفتخر بكونه نبيًا بل في تواضع يقول: ما أنا سوى جاني جميز أخذني الرب من وراء الضأن، وكلفني برسالة وسأقوم بها حتى لو هددتني بالقتل يا أمصيا (عا 7: 14، 15).
7) الله لا يختار نوعًا محددًا ليقوم بدور النبي ولكن بحسب استعداد القلب وشفافيته ونقاوته.
ولنرى نوعيات الأنبياء والرسل:
موسى: تهذَّب بكل حكمة المصريين ومن قصر الملك ومرشح للمُلك.
داود: ملك.
أشعياء: من بيت الملك وابن عمه وشاعر مثقف.
عاموس: راعٍ للضأن وجاني جميز.
بولس: فيلسوف دارس للعهد القديم والفلسفة اليونانية واللغات.
بطرس: صياد سمك.
فالله ليس عنده محاباة،
والله ليس في احتياج لمعارف وفلسفات أحد، فهو قادر أن يعطي كل شيء لأبسط إنسان. إنما الله يبحث عن القلب المستعد أن يعمل بأمانة. والروح القدس يُحوِّل هذا وذاك لنبي يتكلم بلسان الله، كما قال الله لإرميا النبي: "مثل فمي تكون" (إرميا19:15).النبي ليس فقط يطلب التوبة من الشعب
بل عمل النبي هو كشف طريق الخلاص الوحيد وهو المسيح
وهذا هو ملخص نبوة عاموس بل كل نبوات الأنبياء،
فالمسيح قيل عنه في سفر الرؤيا (رؤ10:19) "فإن شهادة يسوع هي روح النبوة".
كلمات تكررت في الأصحاحين الأول والثاني:
* هكذا قال الرب... من أجل ذنوب (...) الثلاثة والأربعة.
* أرسل نارًا ... فتأكل قصور (...).
وهي إنذارات موجهة لبعض الأمم الوثنية وأيضًا ضد يهوذا وإسرائيل، فالله ليس ضد الوثنيين فقط بل ضد الخطية في كل مكان، وبالأكثر إن وُجِدَت في شعبه الذين لهم ناموس الله والشريعة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). فكم وكم تكون إنذارات الله لنا نحن المسيحيين.
نلاحظ أن نتيجة الخطية تَحوُّل القصور إلى رماد بواسطة النار.
وينتهي السفر بوعد الله بالمسيح:
أُقِيمُ مِظَلَّةَ دَاوُدَ السَّاقِطَةَ، وَأُحَصِّنُ شُقُوقَهَا، وَأُقِيمُ رَدْمَهَا، وَأَبْنِيهَا كَأَيَّامِ الدَّهْرِ. لِكَيْ يَرِثُوا (عا 11:9، 12).
وَأَرُدُّ سَبْيَ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ فَيَبْنُونَ مُدُنًا خَرِبَةً وَيَسْكُنُونَ.. وَأَغْرِسُهُمْ فِي أَرْضِهِمْ (عا 14:9، 15).
وهذا عن الكنيسة. فمظلة داود التي سيُقيمها الله هي: الكنيسة التي أعطاها المسيح بقيامته أن تقوم معه:
قيامة أولى بالتوبة الآن.
قيامة ثانية بالأجساد في المجيء الثاني.
وقوله أغرسهم في أرضهم فهي تعني دوام ميراثنا السماوي، لقد كنا قصورًا يسكن فيها الله ملكنا، وبالخطية مُتنا وتحولنا إلى رماد وتراب، وسيُقيمنا الله ثانية بفدائه. وهذا هو معنى النبوة وملخص كل النبوات.
الثلاثة رقم 3 يٌشير لله مثلث الأقانيم الذنوب الثلاثة هي خطايا البشر تجاه الله والخطايا تجاه الله تستوجب ضربات ضد العالم |
↕ |
والأربعة رقم 4 يُشير للعالم إذن الذنوب الأربعة هي خطايا البشر تجاه العالم ولكن خطايا البشر تجاه العالم هي موجهة لله الملك |
لذلك قال الله لآدم حين أخطأ "ملعونة الأرض بسببك" (تكوين17:3)
وقال الله هنا أنه بسبب الخطايا تحترق القصور، أي أن أجسادنا المأخوذة من الأرض ويمثلها رقم 4 ستتحول لتراب
ولكن بالفداء ستقوم أجسادنا ثانية
3+4= 7 وهو رقم كامل
خطايا الإنسان تجاه الله هي كاملة تستوجب عمومية الضربات.
لأن الخطايا، أي خطية هي موجهة لله كملك على الأرض كلها نسمع هنا قوله: هكذا قال الرب فالله هو ديان الأرض كلها، وبالتالي هو من له أن يُحاسب الجميع سواء من آمنوا به أم الذين لا يؤمنون به.
1) الظُلم الاجتماعي: الأغنياء جدًا يظلمون الفقراء فيزدادون فقرًا، فالغني يزداد غِنَى وينام على سرير من العاج، بينما الفقير يُباع بزوج من النعال، والزوجات تطلب من أزواجهن أموال ليسكروا وذلك بظلم الفقراء.
2) الانحلال الخُلقي: من زنا وغش ورشوة وكذب وقتل.
3) رشوة الله: ظن الأغنياء أنهم يقومون ويغتنون بما يفعلونه بأعمالهم الخاطئة، والله لن يعاقب إذ يذهبوا للهيكل ويقدموا أموال كتبرعات ويُقدموا ذبائح!! فهل الله فقير أو يقبل رشاوي منهم، ويُسكته دفع أموالهم له فيتغاضى عن شرورهم؟!!
1) خراب وزلازل حينما تصبح الخطية عامة تصير الضربات عامة.
2) تدرج العقوبات:
أ- ضربات تقبل فيها شفاعة النبي وبشفاعته لا تأتي الضربات.
ب- ضربات خفيفة يبدأ بها الله ولا تُقبل فيها شفاعة النبي.
ت- ضربات صعبة لا تُقبل فيها شفاعة النبي.
ث- خراب عام.
ولكن شكرًا لله الذي وعدنا بالفداء وتممه، لكن لنحذر فكما قال بولس الرسول في العبرانيين: "مَنْ خَالَفَ نَامُوسَ مُوسَى فَعَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَمُوتُ بِدُونِ رَأْفَةٍ. فَكَمْ عِقَابًا أَشَرَّ تَظُنُّونَ أَنَّهُ يُحْسَبُ مُسْتَحِقًّا مَنْ دَاسَ ابْنَ اللهِ، وَحَسِبَ دَمَ الْعَهْدِ الَّذِي قُدِّسَ بِهِ دَنِسًا، وَازْدَرَى بِرُوحِ النِّعْمَةِ.؟ فَإِنَّنَا نَعْرِفُ الَّذِي قَالَ: «لِيَ الاِنْتِقَامُ، أَنَا أُجَازِي، يَقُولُ الرَّبُّ». وَأَيْضًا: «الرَّبُّ يَدِينُ شَعْبَهُ».مُخِيفٌ هُوَ الْوُقُوعُ فِي يَدَيِ اللهِ الْحَيِّ!" (عب10: 28 -31).
← تفاسير أصحاحات عاموس: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9
الفهرس |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير عاموس 9 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/qj23maw