محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب أستير:
الكتاب المقدس المسموع:
استمع لهذا الأصحاح
|
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17
الآيات 2،1:- "فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَعْطَى الْمَلِكُ أَحَشْوِيرُوشُ لأَسْتِيرَ الْمَلِكَةِ بَيْتَ هَامَانَ عَدُوِّ الْيَهُودِ. وَأَتَى مُرْدَخَايُ إِلَى أَمَامِ الْمَلِكِ لأَنَّ أَسْتِيرَ أَخْبَرَتْهُ بِمَا هُوَ لَهَا. وَنَزَعَ الْمَلِكُ خَاتَمَهُ الَّذِي أَخَذَهُ مِنْ هَامَانَ وَأَعْطَاهُ لِمُرْدَخَايَ. وَأَقَامَتْ أَسْتِيرُ مُرْدَخَايَ عَلَى بَيْتِ هَامَانَ."
فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَعْطَى الْمَلِكُ أَحَشْوِيرُوشُ لأَسْتِيرَ الْمَلِكَةِ بَيْتَ هَامَان
= إستير ورثت بيت هامان . ولاحظ فإن هامان ثبت أنه كان يخطط ضد سلام المملكة. ومردخاي ثبت أنه أنقذ حياة الملك ورمزيًا:- إن كان إبليس هامان الحقيقي، قد وضع في قلبه أن يغتصب قلب الإنسان ويرثه بعد أن يحطمه ويهلكه، فخلال وليمة الصليب إستولى الإنسان على مركز الشيطان قبل السقوط. وصار كمن قد دخل إلى الطغمات السماوية كواحد منها. ولقد سقط العدو إلى الهاوية ليقوم الإنسان ويرتفع إلى السماء، ويملك عوض العدو الساقط. إن كان الشيطان قد أقام نفسه رئيسًا لهذا العالم بإغراءات الخطية (يو 31:12) مغتصبًا بيت الإنسان الذي وهبه لنا الله لنسكن فيه بسلطان (أي الأرض التي نحيا عليها الآن) ، فخلال وليمة الصليب لم يسترد الإنسان بيته فحسب إنما إرتفع إلى السماء.
الآيات 3-8:- "ثُمَّ عَادَتْ أَسْتِيرُ وَتَكَلَّمَتْ أَمَامَ الْمَلِكِ وَسَقَطَتْ عِنْدَ رِجْلَيْهِ وَبَكَتْ وَتَضَرَّعَتْ إِلَيْهِ أَنْ يُزِيلَ شَرَّ هَامَانَ الأَجَاجِيِّ وَتَدْبِيرَهُ الَّذِي دَبَّرَهُ عَلَى الْيَهُودِ. فَمَدَّ الْمَلِكُ لأَسْتِيرَ قَضِيبَ الذَّهَبِ، فَقَامَتْ أَسْتِيرُ وَوَقَفَتْ أَمَامَ الْمَلِكِ وَقَالَتْ: «إِذَا حَسُنَ عِنْدَ الْمَلِكِ، وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَجَدْتُ نِعْمَةً أَمَامَهُ وَاسْتَقَامَ الأَمْرُ أَمَامَ الْمَلِكِ وَحَسُنْتُ أَنَا لَدَيْهِ، فَلْيُكْتَبْ لِكَيْ تُرَدَّ كِتَابَاتُ تَدْبِيرِ هَامَانَ بْنِ هَمَدَاثَا الأَجَاجِيِّ الَّتِي كَتَبَهَا لإِبَادَةِ الْيَهُودِ الَّذِينَ فِي كُلِّ بِلاَدِ الْمَلِكِ. لأَنَّنِي كَيْفَ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَرَى الشَّرَّ الَّذِي يُصِيبُ شَعْبِي؟ وَكَيْفَ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَرَى هَلاَكَ جِنْسِي؟». فَقَالَ الْمَلِكُ أَحَشْوِيرُوشُ لأَسْتِيرَ الْمَلِكَةِ وَمُرْدَخَايَ الْيَهُودِيِّ: «هُوَذَا قَدْ أَعْطَيْتُ بَيْتَ هَامَانَ لأَسْتِيرَ، أَمَّا هُوَ فَقَدْ صَلَبُوهُ عَلَى الْخَشَبَةِ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ مَدَّ يَدَهُ إِلَى الْيَهُودِ. فَاكْتُبَا أَنْتُمَا إِلَى الْيَهُودِ مَا يَحْسُنُ فِي أَعْيُنِكُمَا بِاسْمِ الْمَلِكِ، وَاخْتُمَاهُ بِخَاتِمِ الْمَلِكِ، لأَنَّ الْكِتَابَةَ الَّتِي تُكْتَبُ بِاسْمِ الْمَلِكِ وَتُخْتَمُ بِخَاتِمِهِ لاَ تُرَدُّ»."
لقد مات هامان ولكن المشكلة باقية فالقرار الذي وقعه الملك بإبادة اليهود ما زال ساري المفعول لأن الكتابة التي تكتب باسم الملك وتختم بخاتمه لا ترد. لذلك جاءت إستير للملك باكية لينقذ شعبها وبحكمتها لم تُثِرْ الملك قائلة " إنقذ شعبي من قرارك الظالم. بل أَنْ يُزِيلَ شَرَّ هَامَانَ.. وَتَدْبِيرَهُ، فهي نسبت الشر لهامان وليس للملك وهنا هي ترجو الملك أن يجد طريقة يرفع بها الشر عن اليهود وكان رد الملك عليها " هوذا قد أعطيت بيت هامان لإستير... ليثبت حسن نيته ومحبته لكن واضح أن الملك لم يكن يعلم كيف يحل هذه المشكلة التي وضع نفسه فيها. فهو وقع قرار بإبادة اليهود والآن هو لا يريد إبادتهم وإلا قتل زوجته المحبوبة ضمنًا وقرارات الملوك لا ترد. ولقد وجد الملك أسهل حل أن يترك حل المشكلة لمردخاي وأستير = فأكتبا أنتما إلى اليهود ما يحسن في أعينكما.
الآيات 9-14:- "فَدُعِيَ كُتَّابُ الْمَلِكِ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ فِي الشَّهْرِ الثَّالِثِ، أَيْ شَهْرِ سِيوَانَ، فِي الثَّالِثِ وَالْعِشْرِينَ مِنْهُ، وَكُتِبَ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَ بِهِ مُرْدَخَايُ إِلَى الْيَهُودِ وَإِلَى الْمَرَازِبَةِ وَالْوُلاَةِ وَرُؤَسَاءِ الْبُلْدَانِ الَّتِي مِنَ الْهِنْدِ إِلَى كُوشَ، مِئَةٍ وَسَبْعٍ وَعِشْرِينَ كُورَةً، إِلَى كُلِّ كُورَةٍ بِكِتَابَتِهَا وَكُلِّ شَعْبٍ بِلِسَانِهِ، وَإِلَى الْيَهُودِ بِكِتَابَتِهِمْ وَلِسَانِهِمْ. فَكَتَبَ بِاسْمِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ وَخَتَمَ بِخَاتِمِ الْمَلِكِ، وَأَرْسَلَ رَسَائِلَ بِأَيْدِي بَرِيدِ الْخَيْلِ رُكَّابِ الْجِيَادِ وَالْبِغَالِ بَنِي الرَّمَكِ، الَّتِي بِهَا أَعْطَى الْمَلِكُ الْيَهُودَ فِي مَدِينَةٍ فَمَدِينَةٍ أَنْ يَجْتَمِعُوا وَيَقِفُوا لأَجْلِ أَنْفُسِهِمْ، وَيُهْلِكُوا وَيَقْتُلُوا وَيُبِيدُوا قُوَّةَ كُلِّ شَعْبٍ وَكُورَةٍ تُضَادُّهُمْ حَتَّى الأَطْفَالَ وَالنِّسَاءَ، وَأَنْ يَسْلُبُوا غَنِيمَتَهُمْ، فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ فِي كُلِّ كُوَرِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ، فِي الثَّالِثَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ الثَّانِي عَشَرَ، أَيْ شَهْرِ أَذَارَ. صُورَةُ الْكِتَابَةِ الْمُعْطَاةِ سُنَّةً فِي كُلِّ الْبُلْدَانِ، أُشْهِرَتْ عَلَى جَمِيعِ الشُّعُوبِ أَنْ يَكُونَ الْيَهُودُ مُسْتَعِدِّينَ لِهذَا الْيَوْمِ لِيَنْتَقِمُوا مِنْ أَعْدَائِهِمْ. فَخَرَجَ البَرِيدُ رُكَّابُ الْجِيَادِ وَالْبِغَالِ وَأَمْرُ الْمَلِكِ يَحُثُّهُمْ وَيُعَجِّلُهُمْ، وَأُعْطِيَ الأَمْرُ فِي شُوشَنَ الْقَصْرِ."
كان الحل أن يصدر الملك مرسومًا جديدًا يعطي لليهود الحق أن يحاربوا أعداءهم لذلك قامت حرب بين اليهود وأعداءهم ، بسبب أن هناك أمرين متعارضين وما حدث ما هو إلا بربرية ووحشية، ولكن هذه هي عادات العصور القديمة وإن أثبتت شيء ستثبت فساد القوانين التي كانت تحكم هذه البلاد. فما معنى أنه لا تغيير لقانون أصدره الملك، فهذا القانون ضد المنطق الإنساني فمن هو الإنسان الذي لا يخطئ؟ وهنا ثبت أن الملك كان قراره خاطئ وندم هو نفسه على قراره. وكانت نتيجة القراران المتعارضان حرب أهلية بأمر الملك ولقد إستعد الطرفان جيدًا لهذه المعركة. فكان متبقيًا على ميعاد المعركة أكثر من ثمانية أشهر فالقرار الثاني صدر بعد الأول بحوالي شهرين ونصف الشهر. حقًا ما حدث هو وحشية وبربرية أثبتت كبرياء الإنسان الفارغ الذي به تصور ملوك فارس أنهم لا يخطئون ولكن ما حدث هو صورة رائعة يكمل بها الرمز في قصة إستير. فمعركة الصليب هُزم فيها الشيطان وقُيد بسلاسل (رؤ 1:20، 2) لكن كان لا بُد وأن تجاهد الكنيسة وتحارب ضد هذا العدو المهزوم اليائس حروبًا روحية (أف 10:6-18). وليكمل الرمز أكثر راجع الآية (أس 3:9) وكل رؤساء البلدان والمرازبة والولاة وعمال الملك ساعدوا اليهود = هذه ترمز لأننا في معركتنا مع إبليس يساندنا الملائكة والقديسين وكل جنود الملك السماوي" وهذا ما قصده بولس الرسول بقوله " لذلك نحن أيضًا إذ لنا سحابة من الشهود مقدار هذه محيطة بنا لنطرح كل ثقل والخطية المحيطة بنا بسهولة ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا (عب 1:12).
وفي آية 10:- الرمك = جمع رمكة أي الفرس التي تتخذ للنسل. وفي آية (11) حتى الأطفال والنساء وأن يسلبوا غنيمتهم = القرار صدر بنفس كلمات قرار هامان الأول ليكون للقرار قوة معادلة للقرار الأول [راجع (أس 13:3)] ويكون في يد اليهود قرار بنفس القوة التي للقرار الذي في يد أعدائهم. ولكن اليهود لم يفعلوا هذا بأعدائهم (عز 9: 10، 15).
الآيات 15-17: "وَخَرَجَ مُرْدَخَايُ مِنْ أَمَامِ الْمَلِكِ بِلِبَاسٍ مَلِكِيٍّ أَسْمَانْجُونِيٍّ وَأَبْيَضَ، وَتَاجٌ عَظِيمٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَحُلَّةٌ مِنْ بَزّ وَأُرْجُوَانٍ. وَكَانَتْ مَدِينَةُ شُوشَنَ مُتَهَلِّلَةً وَفَرِحَةً. وَكَانَ لِلْيَهُودِ نُورٌ وَفَرَحٌ وَبَهْجَةٌ وَكَرَامَةٌ. وَفِي كُلِّ بِلاَدٍ وَمَدِينَةٍ، كُلِّ مَكَانٍ وَصَلَ إِلَيْهِ كَلاَمُ الْمَلِكِ وَأَمْرُهُ، كَانَ فَرَحٌ وَبَهْجَةٌ عِنْدَ الْيَهُودِ وَوَلاَئِمُ وَيَوْمٌ طَيِّبٌ. وَكَثِيرُونَ مِنْ شُعُوبِ الأَرْضِ تَهَوَّدُوا لأَنَّ رُعْبَ الْيَهُودِ وَقَعَ عَلَيْهِمْ."
فرحت شوشن بمردخاي بدلًا من هامان فغالبًا اشتهر هامان بشره وجشعه والشعب فرح بخلاصه من هذا الشرير الذي كان قد استولى على عقل الملك.
ورمزيًا:-
لم يكن ممكنًا لمدينة شوشن أن ينزع عنها ثياب الحداد وتدخل إلى حياة التهليل والفرح ما لم يتمجد مردخاي أولًا أمام الملك ويرتدي اللباس الملوكي والتاج الذهبي والحلة التي من البز والأرجوان. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وهكذا ما كان للكنيسة أن تتمتع بالتهليل السماوي والفرح الروحي ما لم يتمجد عريسها المسيح يسوع ويرتفع لأبيه، فهو كما أنه من أجلنا أخلى ذاته، فمن أجلنا أيضًا تمجد لكي يمجدنا معهُ. أَسْمَانْجُونِيٍّ = لون سماوي إشارة للمسيح الذي نزل من السماء وصعد إلى السماء. وَأَبْيَضَ = رمز البر والقداسة والبز والأرجوان = لباس الملوك والمسيح أعطى هذه الصفات لكنيسته فبه نصير ملوكًا (رؤ 6:1) ونلبس طبيعة سماوية نقية.
كَثِيرُونَ.. تَهَوَّدُوا = إذ رأى الأمم ما صنعه الرب مع اليهود آمنوا به. وهكذا إذ تمجد المسيح وصارت للكنيسة الطبيعة السماوية اجتذبت لها الأمم وآمن العالم كله بالمسيح.
← تفاسير أصحاحات أستير: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير أستير 9 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير أستير 7 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/mndj5w9