محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب أستير:
الكتاب المقدس المسموع:
استمع لهذا الأصحاح
|
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17
آية 1:- "وَلَمَّا عَلِمَ مُرْدَخَايُ كُلَّ مَا عُمِلَ، شَقَّ مُرْدَخَايُ ثِيَابَهُ وَلَبِسَ مِسْحًا بِرَمَادٍ وَخَرَجَ إِلَى وَسَطِ الْمَدِينَةِ وَصَرَخَ صَرْخَةً عَظِيمَةً مُرَّةً،"
إذ سمع مردخاي بما فعله هامان تذلل أمام الله، وكان شق ثيابه علامة الحزن الشديد ولبس المسوح علامة انسحاق قلبه، فهو يعلم أن ما حدث كان بسببه. ولكن مردخاي كان شجاعًا فلم يختفي بل التجأ إلى الله في تذلل وبدأ يفكر بحكمة في طريقة لإنقاذ شعبه وإن كان مردخاي يمثل المسيح. فالمسيح خلص شعبه.
مردخاي خلع ثيابه لبس المسوح خرج هكذا إلى المدينة صرخ صرخة مرة |
المسيح لبس جسدنا المسيح جاء إلى العالم المسيح صرخ على الصليب |
آية 2:- "وَجَاءَ إِلَى قُدَّامِ بَابِ الْمَلِكِ، لأَنَّهُ لاَ يَدْخُلُ أَحَدٌ بَابَ الْمَلِكِ وَهُوَ لاَبِسٌ مِسْحًا."
لم يدخل مردخاي القصر بسبب مسوحه فالملوك الزمنيين يعيشون في قصورهم لا يبالون بشعبهم المتألم، بل لا يريدون رؤية الحزانى، أما ملكنا السماوي فنزل لذلنا ليرفعنا لمجده.
آية 3:- "وَفِي كُلِّ كُورَةٍ حَيْثُمَا وَصَلَ إِلَيْهَا أَمْرُ الْمَلِكِ وَسُنَّتُهُ، كَانَتْ مَنَاحَةٌ عَظِيمَةٌ عِنْدَ الْيَهُودِ، وَصَوْمٌ وَبُكَاءٌ وَنَحِيبٌ. وَانْفَرَشَ مِسْحٌ وَرَمَادٌ لِكَثِيرِينَ."
كانت مناحة = فيها ندموا أنهم لم يعودوا لأورشليم حينما سمح لهم كورش بذلك.
إنفرش مسح = تحولت حياة اليهود إلى مناحة في كل مكان وصل إليه قرار الملك هكذا صلى المؤمنين أن يذكروا يوم الرب العظيم فيبكوا على خطاياهم.
آية 4:- "فَدَخَلَتْ جَوَارِي أَسْتِيرَ وَخُصْيَانُهَا وَأَخْبَرُوهَا، فَاغْتَمَّتِ الْمَلِكَةُ جِدًّا وَأَرْسَلَتْ ثِيَابًا لإِلْبَاسِ مُرْدَخَايَ، وَلأَجْلِ نَزْعِ مِسْحِهِ عَنْهُ، فَلَمْ يَقْبَلْ."
أخبرت إستير بما فعله مردخاي، ولم تكن تعلم قرار الملك. وسمعت أن مردخاي بسبب مسوحه لا يستطيع دخول القصر بل هو قدام باب الملك (2). فأرسلت ثيابًا له.
آية 5:- "فَدَعَتْ أَسْتِيرُ هَتَاخَ، وَاحِدًا مِنْ خِصْيَانِ الْمَلِكِ الَّذِي أَوْقَفَهُ بَيْنَ يَدَيْهَا، وَأَعْطَتْهُ وَصِيَّةً إِلَى مُرْدَخَايَ لِتَعْلَمَ مَاذَا وَلِمَاذَا."
أرسلت إستير هتاخ (ويبدو أنه يهودي فمردخاي قال لهُ كل شيء) لتعلم ماذا ولماذا أي ماذا حدث ولماذا يرتدي مردخاي المسوح.
آيات 6-10:- "فَخَرَجَ هَتَاخُ إِلَى مُرْدَخَايَ إِلَى سَاحَةِ الْمَدِينَةِ الَّتِي أَمَامَ بَابِ الْمَلِكِ. فَأَخْبَرَهُ مُرْدَخَايُ بِكُلِّ مَا أَصَابَهُ، وَعَنْ مَبْلَغِ الْفِضَّةِ الَّذِي وَعَدَ هَامَانُ بِوَزْنِهِ لِخَزَائِنِ الْمَلِكِ عَنِ الْيَهُودِ لإِبَادَتِهِمْ، وَأَعْطَاهُ صُورَةَ كِتَابَةِ الأَمْرِ الَّذِي أُعْطِيَ فِي شُوشَنَ لإِهْلاَكِهِمْ، لِكَيْ يُرِيَهَا لأَسْتِيرَ، وَيُخْبِرَهَا وَيُوصِيَهَا أَنْ تَدْخُلَ إِلَى الْمَلِكِ وَتَتَضَرَّعَ إِلَيْهِ وَتَطْلُبَ مِنْهُ لأَجْلِ شَعْبِهَا. فَأَتَى هَتَاخُ وَأَخْبَرَ أَسْتِيرَ بِكَلاَمِ مُرْدَخَايَ. فَكَلَّمَتْ أَسْتِيرُ هَتَاخَ وَأَعْطَتْهُ وَصِيَّةً إِلَى مُرْدَخَايَ:"
آية 11:- "«إِنَّ كُلَّ عَبِيدِ الْمَلِكِ وَشُعُوبِ بِلاَدِ الْمَلِكِ يَعْلَمُونَ أَنَّ كُلَّ رَجُل دَخَلَ أَوِ امْرَأَةٍ إِلَى الْمَلِكِ، إِلَى الدَّارِ الدَّاخِلِيَّةِ وَلَمْ يُدْعَ، فَشَرِيعَتُهُ وَاحِدَةٌ أَنْ يُقْتَلَ، إِلاَّ الَّذِي يَمُدُّ لَهُ الْمَلِكُ قَضِيبَ الذَّهَبِ فَإِنَّهُ يَحْيَا. وَأَنَا لَمْ أُدْعَ لأَدْخُلَ إِلَى الْمَلِكِ هذِهِ الثَّلاَثِينَ يَوْمًا»."
شَرِيعَتُهُ وَاحِدَةٌ = أي شريعة بالسوية على الكل. والشريعة أي قانون المملكة هذه سنها ديوسيس ملك مادي الأول ليزيد من سلطته وبعده تبناها ملوك الفرس وبناء على هذه الشريعة خافت إستير أن تدخل للملك فهو لم يدعها للدخول منذ 30 يومًا.
آية 12:- "فَأَخْبَرُوا مُرْدَخَايَ بِكَلاَمِ أَسْتِيرَ."
الآيات 14،13:- "فَقَالَ مُرْدَخَايُ أَنْ تُجَاوَبَ أَسْتِيرُ: «لاَ تَفْتَكِرِي فِي نَفْسِكِ أَنَّكِ تَنْجِينَ فِي بَيْتِ الْمَلِكِ دُونَ جَمِيعِ الْيَهُودِ. لأَنَّكِ إِنْ سَكَتِّ سُكُوتًا فِي هذَا الْوَقْتِ يَكُونُ الْفَرَجُ وَالنَّجَاةُ لِلْيَهُودِ مِنْ مَكَانٍ آخَرَ، وَأَمَّا أَنْتِ وَبَيْتُ أَبِيكِ فَتَبِيدُونَ. وَمَنْ يَعْلَمُ إِنْ كُنْتِ لِوَقْتٍ مِثْلِ هذَا وَصَلْتِ إِلَى الْمُلْكِ؟»."
رد مردخاي على إستير يمثل منتهى الفهم الروحي العميق ويشتمل على:-
1- هو آمن أن الخلاص قادم لا محالة، إذًا صراخه وانسحاقه لم يكونا عن يأس بل برجاء.
2- الخلاص سيأتي بإستير أو بغيرها لكنه سوف يأتي.
3- الله له وسائله في تدبير الخلاص لشعبه ولن يعدم الوسيلة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). ولكن من سيتجاوب مع دعوة الله ويكون أداة الخلاص سيكون لهُ إكليل. وعلى إستير أن تنتهز الفرصة ليكون لها دور في الخلاص القادم حتى لا تخسر إكليلها.
4- الله وضع إستير في هذا المركز حتى يكون لها دور في خلاص شعبها " والله يضع كل منا في مركزه وفي مكان وفي زمان ليكون قادرًا أن يقدم خدمة لإخوته وكنيسته.
5- على إستير أن تخرج من دائرة الأنا الضيقة مفتكرة في نفسها أنها ملكة ولن يستطع أحد أن يمسها بسوء، لأن ما يصيب شعبها يمس حياتها وحياة بيت أبيها، وعليها أن لا تخاف من الموت فماذا تنتفع لو عاشت هي وقتل شعبها كله.
نظرة مردخاي نظرة كلها إيمان بأن الله سيد التاريخ، ومهما كانت المؤامرات التي تحاك ضد شعبه فهو قادر أن يجد لها حلًا فقبل أن تكتمل مؤامرة هامان بأربع سنوات سمح الله لإستير أن تجلس كملكة لتنقذ شعبها ولكن الله يطلب أدوات. وطوبى لمن يخضع لخطة الله ويعمل كأداة للخلاص في كرم الرب فهذا لهُ إكليل.
آية 15:- "فَقَالَتْ أَسْتِيرُ أَنْ يُجَاوَبَ مُرْدَخَايُ:"
آية 16:- "«اذْهَبِ اجْمَعْ جَمِيعَ الْيَهُودِ الْمَوْجُودِينَ فِي شُوشَنَ وَصُومُوا مِنْ جِهَتِي وَلاَ تَأْكُلُوا وَلاَ تَشْرَبُوا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ لَيْلًا وَنَهَارًا. وَأَنَا أَيْضًا وَجَوَارِيَّ نَصُومُ كَذلِكَ. وَهكَذَا أَدْخُلُ إِلَى الْمَلِكِ خِلاَفَ السُّنَّةِ. فَإِذَا هَلَكْتُ، هَلَكْتُ»."
لم تفكر إستير بطريقة بشرية زمنية، فهي لم تهتم كيف تتزين لتجذب الملك، بل لجأت للصوم والصلاة، وطلبت أن يشترك معها مردخاي واليهود، كما أشركت جواريها معها. فنحن نؤمن أن الله سيتدخل ويدبر الخلاص لشعبه لكن علينا بالتذلل والإنسحاق في صوم وصلاة وبهذا نغلب. وهذا الصوم والصلاة هو الذي فتح قلب الملك المتوحش لإستير. ولنعرف صورة عن وحشيته " ففي حرب من حروبه طلب إليه ليسياس صديقه أن يترك ابنه البكر ولا يأخذه في الحرب، وقدم لهُ خمسة من إخوته الآخرين. فما كان منهُ إلا أن أمر بشطر الولد إلى شطرين وطلب من الجند أن يسيروا على جثته حتى يعرف الكل حزمه وصرامته ". لكن صلاة إستير وصومها غيَّرا هذا القلب. والصوم 3 أيام يشير لقبول الآلام مع المسيح 3 أيام في قبره لتكون لنا قيامة معه. ولاحظ أن إستير لم تلق باللوم على مردخاي بل صلت وصامت فإستير تمثل الكنيسة المطيعة لمسيحها (مردخاي) تصلي عن شعبها وتضحي بنفسها لأجل أولادها.
آية (17):- "فَانْصَرَفَ مُرْدَخَايُ وَعَمِلَ حَسَبَ كُلِّ مَا أَوْصَتْهُ بِهِ أَسْتِيرُ."
← تفاسير أصحاحات أستير: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير أستير 5 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير أستير 3 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/n6rhn6t