محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب أستير:
الكتاب المقدس المسموع:
استمع لهذا الأصحاح
|
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14
الآيات 1-4:- "وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ لَبِسَتْ أَسْتِيرُ ثِيَابًا مَلَكِيَّةً وَوَقَفَتْ فِي دَارِ بَيْتِ الْمَلِكِ الدَّاخِلِيَّةِ مُقَابِلَ بَيْتِ الْمَلِكِ، وَالْمَلِكُ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيِّ مُلْكِهِ فِي بَيْتِ الْمُلْكِ مُقَابِلَ مَدْخَلِ الْبَيْتِ. فَلَمَّا رَأَى الْمَلِكُ أَسْتِيرَ الْمَلِكَةَ وَاقِفَةً فِي الدَّارِ نَالَتْ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْهِ، فَمَدَّ الْمَلِكُ لأَسْتِيرَ قَضِيبَ الذَّهَبِ الَّذِي بِيَدِهِ، فَدَنَتْ أَسْتِيرُ وَلَمَسَتْ رَأْسَ الْقَضِيبِ. فَقَالَ لَهَا الْمَلِكُ: «مَا لَكِ يَا أَسْتِيرُ الْمَلِكَةُ؟ وَمَا هِيَ طِلْبَتُكِ؟ إِلَى نِصْفِ الْمَمْلَكَةِ تُعْطَى لَكِ». فَقَالَتْ أَسْتِيرُ: «إِنْ حَسُنَ عِنْدَ الْمَلِكِ فَلْيَأْتِ الْمَلِكُ وَهَامَانُ الْيَوْمَ إِلَى الْوَلِيمَةِ الَّتِي عَمِلْتُهَا لَهُ»."
وفي اليوم الثالث = أي اليوم الثالث من الصوم ورقم (3) يشير للقيامة وبهذا نفهم أن وليمة أستير تشير إلى الصليب فبه خلص الله شعبه وصلب إبليس وكل أعماله الشريرة، فما أصاب هامان كان بعد هذه الوليمة، وما أصاب الشيطان من هلاك كان بصليب الرب القائم من الأموات، على الصليب هلك هامان الحقيقي أي إبليس لأن المرتفع على الصليب هو "القيامة" بعينه. ولأن إستير انطلقت للملك في اليوم الثالث كانت مرتدية الثياب الملكية. وبحكمة أعدت وليمة للملك لتسر قلبه. وكما ذهب هامان إلى الوليمة فرحًا شاعرًا أنه يوم انتصار لهُ، ذهب الشيطان للصليب شاعرًا أنه يوم انتصاره وكما كانت هذه الوليمة هزيمة وانكسار لهامان، هكذا كان الصليب للشيطان.
الآيات 5-7:- "فَقَالَ الْمَلِكُ: «أَسْرِعُوا بِهَامَانَ لِيُفْعَلَ كَلاَمُ أَسْتِيرَ». فَأَتَى الْمَلِكُ وَهَامَانُ إِلَى الْوَلِيمَةِ الَّتِي عَمِلَتْهَا أَسْتِيرُ. فَقَالَ الْمَلِكُ لأَسْتِيرَ عِنْدَ شُرْبِ الْخَمْرِ: «مَا هُوَ سُؤْلُكِ فَيُعْطَى لَكِ؟ وَمَا هِيَ طِلْبَتُكِ؟ إِلَى نِصْفِ الْمَمْلَكَةِ تُقْضَى». فَأَجَابَتْ أَسْتِيرُ وَقَالتْ: «إِنَّ سُؤْلِي وَطِلْبَتِي،"
آية 8:- "إِنْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيِ الْمَلِكِ، وَإِذَا حَسُنَ عِنْدَ الْمَلِكِ أَنْ يُعْطَى سُؤْلِي وَتُقْضَى طِلْبَتِي، أَنْ يَأْتِيَ الْمَلِكُ وَهَامَانُ إِلَى الْوَلِيمَةِ الَّتِي أَعْمَلُهَا لَهُمَا، وَغَدًا أَفْعَلُ حَسَبَ أَمْرِ الْمَلِكِ»."
لا نعرف لماذا أجلت إستير طلبتها من الملك ربما لأنها شعرت أنه مسرور أثناء الوليمة فأرادت أن تدخل سرورًا أكثر إلى قلبه، وربما أنها أرادت أن تصلي فتزداد شجاعتها، أو لعلها بحكمتها لم ترد أن تتعجل الطلب حتى لا يشعر الملك أنها استغلت حبه لها لتضغط عليه. لكن الأحداث بعد هذا كشفت أن هذا التأجيل كان بتدبير إلهي فحين أجلت إستير طلبها إلى غد كان شر هامان قد إكتمل وامتلأ كأس شره بصنع صليب لمردخاي وفي نفس الليلة ينزع نوم الملك منه ويذكر أن مردخاي أنقذ حياته من الموت فيكون صليب مردخاي لهامان نفسه وكأن هامان أشعل نارًا ليحترق بها هو نفسه عوضًا عن حرق مردخاي عدوه.
والآن نسأل من الذي جعل إستير تطلب التأجيل للغد مرتين؟ الإجابة هي حكمة من الله.
ومن الذي أعطاها هذه الحكمة؟ والإجابة ألم تصلي وتصوم فالله سمع واستجاب " اسألوا تعطوا". ولماذا طلبت إستير أن يأتي هامان لوليمتها؟ هي أرادت أن تشتكيه للملك لكن في مواجهة حتى لا تكون لهُ فرصة أن يدبر مؤامرة من ورائها بل تفاجئه أمام الملك.
آية 9:- "فَخَرَجَ هَامَانُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ فَرِحًا وَطَيِّبَ الْقَلْبِ. وَلكِنْ لَمَّا رَأَى هَامَانُ مُرْدَخَايَ فِي بَابِ الْمَلِكِ وَلَمْ يَقُمْ وَلاَ تَحَرَّكَ لَهُ، امْتَلأَ هَامَانُ غَيْظًا عَلَى مُرْدَخَايَ."
هذا فكر المتكبر دائمًا فهو لا يهدأ إن رأى أحدًا لا يعطيه احترامًا فهو يطلب احترام وتوقير كل أحد ولا يشبع من هذا أبدًا، فهو في نظر نفسه يستحق كل احترام وتوقير. وهذا المتكبر الذي لا يفكر إلا في نفسه شبع تكريمًا في وليمة الملكة وفي صحبته للملك، لكنه حين رأى مردخاي وأنه رفض السجود لهُ كان كل التكريم الذي رآه لا يساوي شيئًا. وبذلك يعيش المتكبر دائمًا غير سعيدًا وغير راضيًا بسبب أي بادرة من شخص تدل على أنه لا يعطيه كل الاحترام لكن السبب الحقيقي وراء الألم الذي يشعر به المتكبر ليس أنه فقد احترام شخص ما، بل لأنه فاقد وجود الله في قلبه وهكذا كل خاطئ. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). فأخاب كان سر ألمه ليس أن نابوت لم يعطه أرض كرمه بل لأن الله ليس في قلبه، فلا سلام لهُ. ولاحظ كيف امتلأت نفس هامان عظمة = فَخَرَجَ.. فَرِحًا وَطَيِّبَ الْقَلْبِ بسبب دعوة الملكة له. وتصور أن هذه الدعوة هي لتعظيمه ولم يعلم أنها لهلاكه، فكل متكبر يظل ينتفخ إلى أن يهلك بسبب تصورات كبرياء قلبه. ونجد هامان في كبريائه:-
1- أراد أن يكرم كملك فارس (أس 6:6-9) فقلب المتكبر لا يشبع أبدًا.
2- هو ظن أن الملك لا يتكلم عن سواه فهو لا يفكر سوى في نفسه ويدور حول ذاته فقط.
3- غضبه الجنوني على مردخاي بل التفكير في قتل شعب بأكمله بسبب هذا الغضب.
وماذا تكون نتيجة الكبرياء؟ حياة معذبة بلا سلام وخسارته لحياته الأبدية، وصلبه على الصليب بدلًا من مردخاي فهو خسر كل شيء حياته وبيته وكرامته وأبديته.
آية 10:- "وَتَجَلَّدَ هَامَانُ وَدَخَلَ بَيْتَهُ وَأَرْسَلَ فَاسْتَحْضَرَ أَحِبَّاءَهُ وَزَرَشَ زَوْجَتَهُ،"
الآيات 12،11:- "وَعَدَّدَ لَهُمْ هَامَانُ عَظَمَةَ غِنَاهُ وَكَثْرَةَ بَنِيهِ، وَكُلَّ مَا عَظَّمَهُ الْمَلِكُ بِهِ وَرَقَّاهُ عَلَى الرُّؤَسَاءِ وَعَبِيدِ الْمَلِكِ. وَقَالَ هَامَانُ: «حَتَّى إِنَّ أَسْتِيرَ الْمَلِكَةَ لَمْ تُدْخِلْ مَعَ الْمَلِكِ إِلَى الْوَلِيمَةِ الَّتِي عَمِلَتْهَا إِلاَّ إِيَّايَ. وَأَنَا غَدًا أَيْضًا مَدْعُوٌّ إِلَيْهَا مَعَ الْمَلِكِ."
هذه سمة أخرى للمتكبر فهو دائم الحديث عن نفسه.
آية 13:- "وَكُلُّ هذَا لاَ يُسَاوِي عِنْدِي شَيْئًا كُلَّمَا أَرَى مُرْدَخَايَ الْيَهُودِيَّ جَالِسًا فِي بَابِ الْمَلِكِ»."
آية 14:- "فَقَالَتْ لَهُ زَرَشُ زَوْجَتُهُ وَكُلُّ أَحِبَّائِهِ: «فَلْيَعْمَلُوا خَشَبَةً ارْتِفَاعُهَا خَمْسُونَ ذِرَاعًا، وَفِي الصَّبَاحِ قُلْ لِلْمَلِكِ أَنْ يَصْلِبُوا مُرْدَخَايَ عَلَيْهَا، ثُمَّ ادْخُلْ مَعَ الْمَلِكِ إِلَى الْوَلِيمَةِ فَرِحًا». فَحَسُنَ الْكَلاَمُ عِنْدَ هَامَانَ وَعَمِلَ الْخَشَبَةَ."
هامان في غيظه لم يستطع أن ينتظر اليوم الذي حددته القرعة بل هو يريد انتقامًا فوريًا من مردخاي. لذلك رحب بفكرة صلبه. وهذا ما حدث مع إبليس لكن تدبيره إرتد فوق راسه (كو2: 14، 15). الصليب الذي أعطانا الحرية ورمزه هنا صليب هامان وطوله 50 ذراعًا ورقم 50 يشير للحرية (سنة اليوبيل التي فيها يتحرر العبيد) فبالصليب تحررنا. ذراع = المعنى يشير لوحدة قياس ليست بالضرورة هي نفس وحدة القياس المعروفة في الكتاب أي ½ 47 سم. فالكلمة المستخدمة هنا لا تشير لذلك.
← تفاسير أصحاحات أستير: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير أستير 6 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير أستير 4 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/p7gnh6t