محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب أستير:
الكتاب المقدس المسموع:
استمع لهذا الأصحاح
|
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15
الآيات 2،1:- "بَعْدَ هذِهِ الأُمُورِ عَظَّمَ الْمَلِكُ أَحَشْوِيرُوشُ هَامَانَ بْنَ هَمَدَاثَا الأَجَاجِيَّ وَرَقَّاهُ، وَجَعَلَ كُرْسِيَّهُ فَوْقَ جَمِيعِ الرُّؤَسَاءِ الَّذِينَ مَعَهُ. فَكَانَ كُلُّ عَبِيدِ الْمَلِكِ الَّذِينَ بِبَابِ الْمَلِكِ يَجْثُونَ وَيَسْجُدُونَ لِهَامَانَ، لأَنَّهُ هكَذَا أَوْصَى بِهِ الْمَلِكُ. وَأَمَّا مُرْدَخَايُ فَلَمْ يَجْثُ وَلَمْ يَسْجُدْ."
هَامَانَ.. الأَجَاجِيَّ = من نسل عماليق (1 صم 9،3:15) عظمه الملك فانتفخ قلبه وطلب سجود الجميع لهُ وحينما رفض مردخاي طلب هامان قتل جميع اليهود أي شعب الله. أو ليست هذه صفات إبليس الذي خلقه الله جميلًا قويًا فتكبر وسقط وطلب سجود البشر لهُ. وكان هذا طلبه للمسيح نفسه "أعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لي" (مت 9:4). وألم يقل عنه المسيح أنه "كَانَ قَتَّالًا لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ" (يو 44:8) لذلك نفهم أن هامان يرمز للشيطان في هذه القصة ورفض مردخاي السجود لهامان للأسباب الآتية.
1- ربما امتنع هامان عن السجود لهذا العماليقي فاليهود يحتقرون شعب عماليق لأنه شعب مرفوض من الرب. وغالبًا كان هذا شعور كل اليهود لذلك طلب هامان قتلهم كلهم. وكانت خطته الانتقام منهم جميعًا. وإبليس لا يطيق شعب المسيح بكونه مملكة الله.
2- لقد اعتاد اليهود السجود أمام ملوكهم لتكريمهم (2 صم 4:14 + 26:18 + 1 مل 16:1) وكان هذا بالانحناء لتقديم الاحترام. ولكن عند الفرس كان السجود بالانطراح أمام الشخص المكرم على الأرض واليدين مفرودتين والفم في التراب. وكان هذا سجود عبادة وهذا ما رفضه مردخاي.
الذين بباب الملك = أي حراس أو بوابون للقصر. فوظيفة مردخاي كانت بسيطة محتقرة لكنه بعد أن رفعه الملك صار رمزًا للمسيح الذي رُفع للمجد بعد أن كان قد أخلى ذاته وهناك رموز في شخصية مردخاي للمسيح.
مردخاي |
المسيح |
*هامان يضطهد مردخاي *مردخاي صلى ودبر لخلاص شعبه *مردخاي خلص من خطة هامان *كما جلس مردخاي في المسوح *بمردخاي صارت إستير مرضية لدى الملك *إستير حلت محل وشتي *مردخاي يطلب الصوم من أستير *مردخاي يتمجد |
*إبليس واليهود اضطهدوا المسيح *المسيح فدى شعبه وهو يشفع فيهم *المسيح بقيامته انتصر على إبليس وخلص شعبه *هكذا أخلى المسيح ذاته أخذًا جسدنا *بالمسيح يسوع صارت الكنيسة موضع رِضَى الآب *الكنيسة حلت محل اليهود *المسيح يطلب من الكنيسة الصوم والصلاة *يسوع المسيح يتمجد |
آية 3: "فَقَالَ عَبِيدُ الْمَلِكِ الَّذِينَ بِبَابِ الْمَلِكِ لِمُرْدَخَايَ: «لِمَاذَا تَتَعَدَّى أَمْرَ الْمَلِكِ؟»"
آية 4:- "وَإِذْ كَانُوا يُكَلِّمُونَهُ يَوْمًا فَيَوْمًا وَلَمْ يَكُنْ يَسْمَعْ لَهُمْ، أَخْبَرُوا هَامَانَ لِيَرَوْا هَلْ يَقُومُ كَلاَمُ مُرْدَخَايَ، لأَنَّهُ أَخْبَرَهُمْ بِأَنَّهُ يَهُودِيٌّ."
هل يقوم كلام مردخاي = أي هل كونه يهوديًا يحله من إطاعة أمر الملك.
آية 5:- "وَلَمَّا رَأَى هَامَانُ أَنَّ مُرْدَخَايَ لاَ يَجْثُو وَلاَ يَسْجُدُ لَهُ، امْتَلأَ هَامَانُ غَضَبًا."
امتلأ هامان غضبًا = هذا مما يثبت كبرياء هامان الشديد.
آية 6:- "وَازْدُرِيَ فِي عَيْنَيْهِ أَنْ يَمُدَّ يَدَهُ إِلَى مُرْدَخَايَ وَحْدَهُ، لأَنَّهُمْ أَخْبَرُوهُ عَنْ شَعْبِ مُرْدَخَايَ. فَطَلَبَ هَامَانُ أَنْ يُهْلِكَ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ فِي كُلِّ مَمْلَكَةِ أَحَشْوِيرُوشَ، شَعْبَ مُرْدَخَايَ."
آية 7:- "فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ، أَيْ شَهْرِ نِيسَانَ، فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ عَشَرَةَ لِلْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ، كَانُوا يُلْقُونَ فُورًا، أَيْ قُرْعَةً، أَمَامَ هَامَانَ، مِنْ يَوْمٍ إِلَى يَوْمٍ، وَمِنْ شَهْرٍ إِلَى شَهْرٍ، إِلَى الثَّانِي عَشَرَ، أَيْ شَهْرِ أَذَارَ."
كانوا يلقون فورًا = فورًا هي كلمة فارسية معناها قرعة. وهي نوع من العرافة لاكتشاف الأيام حسنة الطالع. فإن هامان كان يبحث عن طريق العرافين عن أكثر الأيام حظًا لضمان نجاح خطته وهي أن يضرب اليهود كلهم في يوم واحد فيبيدهم. وكانت القرعة تتم بتحديد الشهر أولًا ثم بتحديد اليوم وتحدد ذلك عن طريق العرافين ليكون اليوم المحدد لإبادة اليهود هو يوم 13 من الشهر الأخير من السنة. وكانت الخطة أن يكون اليوم بعيدًا حتى يعد هامان رجاله في كل أنحاء المملكة فتكون الضربة نهائية. واستصدر هامان أمرًا من الملك بهذا وكان باقيًا حوالي 11 شهرًا منذ صدور القرار حتى يوم تنفيذه ونلاحظ:-
1- طول الوقت سمح به الله ليستطيع اليهود تدبير طريقة للخلاص.
2- كان هذا اليوم هو يوم شؤم على هامان وهكذا كل من يلجأ للعرافين ولهذه الأساليب الشيطانية ويترك وعود الله الصادقة.
3- كانت هذه الحادثة بعد تتويج إستير بأربع سنوات.
4- كلمة فورًا هي أصل كلمة عيد الفوريم الذي فيه يذكر الشعب عمل الله في خلاصهم.
آية 8:- "فَقَالَ هَامَانُ لِلْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ: «إِنَّهُ مَوْجُودٌ شَعْبٌ مَّا مُتَشَتِّتٌ وَمُتَفَرِّقٌ بَيْنَ الشُّعُوبِ فِي كُلِّ بِلاَدِ مَمْلَكَتِكَ، وَسُنَنُهُمْ مُغَايِرَةٌ لِجَمِيعِ الشُّعُوبِ، وَهُمْ لاَ يَعْمَلُونَ سُنَنَ الْمَلِكِ، فَلاَ يَلِيقُ بِالْمَلِكِ تَرْكُهُمْ."
خطة هامان ضد اليهود أن يجعل سمعتهم سيئة عند الملك فهو صورهم بأنهم مشردين مشتتين لا قيمة لهم وهم من أهل السبي فهم إذًا عبئ على المملكة وهم يسببون مشاكل في الأماكن التي يسكنون فيها. ولهم عادات وسنن مختلفة عن فارس وعاداتهم ضارة فهم إذًا خطرين على المملكة فهم سيؤثرون على شعب المملكة بعاداتهم الغريبة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وهذه هي نفس خطة أعداء الكنيسة دائمًا فهذا نفس ما عمله أعداء المسيحية أيام الاضطهادات. فكل مقاومي الكنيسة لهم أب واحد هو إبليس. وطريقة هامان هنا هي نفس خطة إبليس في عرض الوقائع فهو يضع جزء من الكذب في الخبر الصحيح "وهذا ما فعلته الحية مع حواء". فشعب اليهود فعلًا لهم ناموس مختلف عن الوثنيين ولكنهم ليسوا من مقاومي الملك.
آية 9:- "فَإِذَا حَسُنَ عِنْدَ الْمَلِكِ فَلْيُكْتَبْ أَنْ يُبَادُوا، وَأَنَا أَزِنُ عَشَرَةَ آلاَفِ وَزْنَةٍ مِنَ الْفِضَّةِ فِي أَيْدِي الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الْعَمَلَ لِيُؤْتَى بِهَا إِلَى خَزَائِنِ الْمَلِكِ»."
حتى يضمن هامان الشرير أن لا يرفض الملك نجده هنا يغريه بالمال ويعده بأن يدفع لهُ مقابل هذا 10,000 وزنة من الفضة فهامان يعرف جشع الملك ويعرف خسائره الكثيرة في حربه مع اليونان. وكان هامان يمنى نفسه بأنه سيحصل على هذه الأموال من ثروات اليهود القتلى الذين كانوا أغنياء.
آية 10:- "فَنَزَعَ الْمَلِكُ خَاتَمَهُ مِنْ يَدِهِ وَأَعْطَاهُ لِهَامَانَ بْنِ هَمَدَاثَا الأَجَاجِيِّ عَدُوِّ الْيَهُودِ."
هذه الآية تشهد باستهتار الملك الذي كان غالبًا غارقًا في خمره وشهواته.
آية 11- "وَقَالَ الْمَلِكُ لِهَامَانَ: «الْفِضَّةُ قَدْ أُعْطِيَتْ لَكَ، وَالشَّعْبُ أَيْضًا، لِتَفْعَلَ بِهِ مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْكَ»."
الْفِضَّةُ.. أُعْطِيَتْ لَكَ = الأموال تنتقل بالوراثة من الميت للوارث. فكأن الملك أعطى لهامان أن يقتل الشعب ويرثه هو. إلى هذه الدرجة وصل حب الملك وثقته في هامان وحقًا كان من العجيب أن يتغير قلب الملك من حب وثقة في هامان إلى عطف على اليهود وغيظ من هامان بل قتله ولكنها يد الله التي تعتني بشعبه.
الآيات 13،12:- "فَدُعِيَ كُتَّابُ الْمَلِكِ فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ، فِي الْيَوْمِ الثَّالِثَ عَشَرَ مِنْهُ، وَكُتِبَ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَ بِهِ هَامَانُ إِلَى مَرَازِبَةِ الْمَلِكِ وَإِلَى وُلاَةِ بِلاَدٍ فَبِلاَدٍ، وَإِلَى رُؤَسَاءِ شَعْبٍ فَشَعْبٍ، كُلِّ بِلاَدٍ كَكِتَابَتِهَا، وَكُلِّ شَعْبٍ كَلِسَانِهِ، كُتِبَ بِاسْمِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ وَخُتِمَ بِخَاتَمِ الْمَلِكِ. وَأُرْسِلَتِ الْكِتَابَاتُ بِيَدِ السُّعَاةِ إِلَى كُلِّ بُلْدَانِ الْمَلِكِ لإِهْلاَكِ وَقَتْلِ وَإِبَادَةِ جَمِيعِ الْيَهُودِ، مِنَ الْغُلاَمِ إِلَى الشَّيْخِ وَالأَطْفَالِ وَالنِّسَاءِ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، فِي الثَّالِثَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ الثَّانِي عَشَرَ، أَيْ شَهْرِ أَذَارَ، وَأَنْ يَسْلِبُوا غَنِيمَتَهُمْ."
هذا يعتبر صورة لما حدث للبشر بسبب حسد إبليس، إذ صار الجميع تحت حكم الموت (رو 12:5 + 20:8) ولكن هذا الحكم المر انقلب على هامان خلال مردخاي وإستير بل صارت الحادثة عيدًا لشعب الله وهكذا إن كنا بإبليس سقطنا تحت حكم الموت فبالمسيح (مردخاي) تمتعت إستير وشعبها (الكنيسة) بالخلاص والفرح وتحولت أحزان البشرية إلى أفراح (كو 15،14:2).
آية 14:- "صُورَةُ الْكِتَابَةِ الْمُعْطَاةِ سُنَّةً فِي كُلِّ الْبُلْدَانِ، أُشْهِرَتْ بَيْنَ جَمِيعِ الشُّعُوبِ لِيَكُونُوا مُسْتَعِدِّينَ لِهذَا الْيَوْمِ."
آية 15:- "فَخَرَجَ السُّعَاةُ وَأَمْرُ الْمَلِكِ يَحُثُّهُمْ، وَأُعْطِيَ الأَمْرُ فِي شُوشَنَ الْقَصْرِ. وَجَلَسَ الْمَلِكُ وَهَامَانُ لِلشُّرْبِ، وَأَمَّا الْمَدِينَةُ شُوشَنُ فَارْتَبَكَتْ."
وجلس الملك وهامان للشرب
= هو ملك فاسد فعلًا فبعد أن يأمر بإبادة شعب بأكمله يجلس للشرب، وهو أصدر قراره دون أن يفحص، بل سلم كل شيء في يد هامان. وإذ خَشَى هامان لئلا يتراجع الملك ويدرك الأمر أو يتحرك ضميره بسبب هذا القرار الوحشي صار يشرب مع الملك ليلهي الملك بملذاته على حساب شعبه.أما المدينة شوشن فإرتبكت = هو قرار عجيب قتل شعب بأكمله، إن دل على شيء فيدل على أن هذا الملك بلا عقل وأن مشيروه فقدوا عقولهم، فكيف يقتل شعب وتسلب أموالهم ويكون هذا بتسليح أعدائهم ليقتلوهم. وكان اليهود قد ذابوا وسط المجتمع الفارسي وتزاوجوا معهم واختلطت مصالحهم. ولو بدأ حمام الدم فسيسيل حتى الدم الفارسي، فالفرس اختلطوا بالزواج مع اليهود. وسينهب أموال كثيرة من الفرس بالإضافة إلى أن الفرس حينما عاشروا اليهود وجدوهم مسالمين لم يؤذوا أحدًا فاضطرب الشعب بسبب أوامر المذبحة ضدهم وكان حزن في وسط الشعب فنحن لا نتصور أن الشعب كله كانوا أشرار بلا ضمير ولا عدل ولا رحمة حتى وإن كان لهم ملك فاسد كهذا الملك.
← تفاسير أصحاحات أستير: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير أستير 4 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير أستير 2 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/5bcbntp