نحميا 3 - تفسير سفر نحميا

آية 6:- "وَالْبَابُ الْعَتِيقُ رَمَّمَهُ يُويَادَاعُ بْنُ فَاسِيحَ وَمَشُلاَّمُ بْنُ بَسُودِيَا. هُمَا سَقَفَاهُ وَأَقَامَا مَصَارِيعَهُ وَأَقْفَالَهُ وَعَوَارِضَهُ."

الباب العتيق = في السور الشمالي إلى جهة الغرب. ولعلهُ مدخل المدينة القديمة ويقال أنه من أيام ملشيصاداق وأنه هو الذي بناه حين كانت المدينة تدعى ساليم. وهذا الباب يدل على أن دخول أورشليم السماوية ليس قاصرًا على شعب العهد الجديد فهو مفتوح لشعب العهد القديم أيضًا الذين ماتوا على الرجاء (رو3: 25، 26).

آية 7:- "وَبِجَانِبِهِمَا رَمَّمَ مَلَطْيَا الْجِبْعُونِيُّ وَيَادُونُ الْمِيَرُونُوثِيُّ مِنْ أَهْلِ جِبْعُونَ وَالْمِصْفَاةِ إِلَى كُرْسِيِّ وَالِي عَبْرِ النَّهْرِ."

أهل جبعون والمصفاة =هي إلى جهة شمال غرب أورشليم أي ناحية الباب العتيق.

إلى كرسي والي عبر النهر =ربما أن والي عبر النهر في إحدى زياراته جعل كرسيه في مكان بقرب باب المدينة الشمالي وبقى اسم المكان " كرسي الوالي" حتى بعد ذهابه

آية 8:- "وَبِجَانِبِهِمَا رَمَّمَ عُزِّيئِيلُ بْنُ حَرْهَايَا مِنَ الصَّيَّاغِينَ. وَبِجَانِبِهِ رَمَّمَ حَنَنْيَا مِنَ الْعَطَّارِينَ. وَتَرَكُوا أُورُشَلِيمَ إِلَى السُّورِ الْعَرِيضِ."

قام الصَّيَّاغِينَ وَ..الْعَطَّارِينَ بترميم قسم كبير من السور (آية 32،31) فمن أعطاه الله المال يجب أن يكرم الله بوزناته التي أعطاها الله لهُ. وتركوا أورشليم إلى السور العريض = هذا يعني إما أنهم تركوا ترميم قسم من سور أورشليم لأنه كان سالمًا لا يحتاج إلى ترميم حتى وصلوا إلى السور العريض فرجعوا إلى العمل. أو أنهم تركوا قسمًا من مدينة أورشليم القديمة لأنها كانت بلا سكان في زمانهم وبنوا ما يكفي لأورشليم الحالية. وقوله السور العريض لأنه في هذه المنطقة كان السور عريضًا أكثر من غيره.

الآيات 9-12:- "وَبِجَانِبِهِمْ رَمَّمَ رَفَايَا بْنُ حُورٍ رَئِيسُ نِصْفِ دَائِرَةِ أُورُشَلِيمَ. وَبِجَانِبِهِمْ رَمَّمَ يَدَايَا بْنُ حَرُومَافَ وَمُقَابِلَ بَيْتِهِ. وَبِجَانِبِهِ رَمَّمَ حَطُّوشُ بْنُ حَشَبْنِيَا. قِسْمٌ ثَانٍ رَمَّمَهُ مَلْكِيَّا بْنُ حَارِيمَ وَحَشُّوبُ بْنُ فَحَثَ مُوآبَ وَبُرْجَ التَّنَانِيرِ. وَبِجَانِبِهِ رَمَّمَ شَلُّومُ بْنُ هَلُّوحِيشَ رَئِيسُ نِصْفِ دَائِرَةِ أُورُشَلِيمَ هُوَ وَبَنَاتُهُ."

نجد هنا في (12،9) رئيسان لأورشليم، كل منهم رئيس نصف لأورشليم. وربما كانت هذه سياسة فارسية ليراقب كل منهما الآخر آية (16)، (17).

فحث موآب = فحث كلمة أشورية معناها رئيس وربما كان فحث من سبط يهوذا وله سلطة في موآب (1 أي 22:4). وبناته = قد تعني الكلمة القرى التابعة لهُ أو الضياع التي تتبعه فالكلمة تشير لصغير يعتمد على كبير أو تعني بناته فعلًا وهن بهذا يستحققن التكريم فعمل البناء شاق على البنات.

آية 13:- "بَابُ الْوَادِي رَمَّمَهُ حَانُونُ وَسُكَّانُ زَانُوحَ. هُمْ بَنَوْهُ وَأَقَامُوا مَصَارِيعَهُ وَأَقْفَالَهُ وَعَوَارِضَهُ، وَأَلْفَ ذِرَاعٍ عَلَى السُّورِ إِلَى بَابِ الدِّمْنِ."

St-Takla.org Image: The people building the wall of Jerusalem (Nehemiah 3) صورة في موقع الأنبا تكلا: الشعب يبني سور أورشليم (نحميا 3)

آية 15:- "وَبَابُ الْعَيْنِ رَمَّمَهُ شَلُّونُ بْنُ كَلْحُوزَةَ رَئِيسُ دَائِرَةِ الْمِصْفَاةِ. هُوَ بَنَاهُ وَسَقَفَهُ وَأَقَامَ مَصَارِيعَهُ وَأَقْفَالَهُ وَعَوَارِضَهُ، وَسُورَ بِرْكَةِ سِلُوَامٍ عِنْدَ جُنَيْنَةِ الْمَلِكِ إِلَى الدَّرَجِ النَّازِلِ مِنْ مَدِينَةِ دَاوُدَ."

باب العين = غالبًا هو باب الماء (نح 1:8) وقارن مع (نح 14:2) فمن باب العين يكون العبور إلى بركة الملك. والماء يشير للمعمودية فلا دخول سوى بالمعمودية، مدخل الأسرار هي بركة الملك وغالبًا هي نفسها بركة سلوام (قارن مع يو 6:9) (آية 26).

الدرج النازل = المدينة كانت تحوي داخلها عدة تلال وهي ليست مستوية فكان هناك سلالم للصعود من مكان إلى مكان. مدينة داود = الإشارة هنا إلى قسم من المدينة قرب الهيكل. وأما الاسم مدينة داود فقد أطلق قديمًا على المدينة كلها. وكان موضع الهيكل خارجًا عن الأسوار حتى بَنَى الهيكل فإنضم إليها.

آية 16:- "وَبَعْدَهُ رَمَّمَ نَحَمْيَا بْنُ عَزْبُوقَ رَئِيسُ نِصْفِ دَائِرَةِ بَيْتِ صُورَ إِلَى مُقَابِلِ قُبُورِ دَاوُدَ، وَإِلَى الْبِرْكَةِ الْمَصْنُوعَةِ، وَإِلَى بَيْتِ الْجَبَابِرَةِ."

البركة المصنوعة = لقد طمَّ حزقيا العيون الموجودة حول أورشليم لكي لا يستفيد منها الأشوريون أثناء حصارهم لأورشليم (2اى 4:32) ولعله أقام هذه البركة كخزان للمدينة.

آية 25:- وفالال بن اوزاي من مقابل الزاوية والبرج الذي هو خارج بيت الملك الأعلى الذي لدار السجن وبعده فدايا بن فرعوش.

 البرج الذي هو خارج بيت الملك = أو البرج الأعلى وكان البرج خارج بيت الملك أي ناتئًا عنه لأجل الدفاع عن المكان. (ووُجد أساس هذا البرج فعلًا في الآثار). ولو فهمنا أن الملك الأعلى هو المسيح الذي من السماء، وأن بيت الملك الأعلى هي الكنيسة، يكون المعنى أن كل من هو من خارج مدعو للكنيسة، والمسيح حجر الزاوية يربط الجميع، وهو البرج الذي يحتمي به الجميع.

آية (26):- "وَكَانَ النَّثِينِيمُ سَاكِنِينَ فِي الأَكَمَةِ إِلَى مُقَابِلِ بَابِ الْمَاءِ لِجِهَةِ الشَّرْقِ وَالْبُرْجِ الْخَارِجِيِّ."

الأكمة المذكورة هي جنوبي الهيكل وكانت حصينة ومنيعة. وكان باب الماء أمامهُ ساحة واسعة (نح 3،1:8) والآية (26) هي جملة معترضة.

آية (28):- "وَمَا فَوْقَ بَابِ الْخَيْلِ رَمَّمَهُ الْكَهَنَةُ، كُلُّ وَاحِدٍ مُقَابِلَ بَيْتِهِ."

آية (30):- "وَبَعْدَهُ رَمَّمَ حَنَنْيَا بْنُ شَلَمْيَا وَحَانُونُ بْنُ صَالاَفَ السَّادِسُ قِسْمًا ثَانِيًا. وَبَعْدَهُ رَمَّمَ مَشُلاَّمُ بْنُ بَرَخْيَا مُقَابِلَ مِخْدَعِهِ."

St-Takla.org Image: Despite being mocked by their enemies, the builders set to work rebuilding the walls of Jerusalem. Each family or group repaired a section of the wall (Nehemiah 3). - "Overcoming opposition to rebuilding the walls of Jerusalem" images set (Nehemiah 3-6): image (1) - Nehemiah, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: بدأ بناء أسوار وأبواب أورشليم بالرغم من استهزاء الأعداء، وتم تقسيم العمل بين الأسر، كلٍ لقسم من السور (نحميا 3) - مجموعة "مواجهة مقاومة الأعداء لبناء أسوار أورشليم" (نحميا 3-6) - صورة (1) - صور سفر نحميا، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

مقابل مخدعه = ربما كان مشلام من الكهنة ورفيع الشأن وكان لهُ مخدع في دار بيت الرب.

آية (31):- "وَبَعْدَهُ رَمَّمَ مَلْكِيَّا ابْنُ الصَّائِغِ إِلَى بَيْتِ النَّثِينِيمِ وَالتُّجَّارِ، مُقَابِلَ بَابِ الْعَدِّ إِلَى مَصْعَدِ الْعَطْفَةِ."

بيت النثينيم = إن النثينيم كانوا ساكنين في الأكمة وربما كان البيت المذكور هنا بيت إدارة للذين خدموا الهيكل.

آية (32): "وَمَا بَيْنَ مَصْعَدِ الْعَطْفَةِ إِلَى بَابِ الضَّأْنِ رَمَّمَهُ الصَّيَّاغُونَ وَالتُّجَّارُ."

أبواب أورشليم الأرضية لها إشارات واضحة للكنيسة:

1- باب الضأن:

منه تدخل الذبائح وهذا يشير للمؤمنين الذبائح الحية الذين يدخلون خلال إيمانهم بالمسيح باب الخراف.

2- باب السمك:

أن كان باب الضأن يشير للخراف الموجودة فعلًا داخل الحظيرة (إشارة لليهود لسابق إيمانهم بالله)، فالسمك يشير للنفوس التي ضاعت في العالم المشبه بالبحر والمسيح أتى للكل. وتلاميذ المسيح المسيح كانوا صيادي سمك فهم أتوا بكل العالم الوثني للإيمان (أي الأمم).

3- الباب العتيق:-

سواء باب الضأن أو باب السمك فهما إشارة للمسيح فهو الباب، وهنا يسمى بالباب العتيق فهو الأزلي كلمة الله.

4- باب الوادي:-

إشارة لأن الاتضاع هو الطريق الوحيد للدخول لأورشليم، ونكون مثمرين. فالوادي تجري إليه مياه الأنهار وتجعله مثمرًا.

5- باب الدمن:-

6- باب العين:

العين تختلف عن البئر. فالبئر يحفرها إنسان. لكن العين تفيض من نفسها. فهي إشارة للروح القدس (يو 37:7-39).

7- باب الماء:-

منه يجلبون الماء الذي يستخدمونه في الغسلات. وهذا يرمز للمعمودية.

8- باب الخيل:-

هي ترمز للجهاد فالخيل تستعمل في الحروب ونحن في حرب مستمرة حتى تنتهي هذه الحياة. وسفر النشيد يشبه العروس بفرس. وسفر الرؤيا يقول عن المسيح العريس أنه راكب على فرس أبيض (هو العروس التي يقودها في حربها ضد إبليس) وخرج غالبًا (يوم الصليب) ولكي يغلب (فينا).

9- باب الشرق:-

جهادنا مستمر إلى أن يشرق مسيحنا في مجيئه الثاني وهو شمس البر.

10- باب العد:-

عند هذا الباب كانوا يحصدون الجند عند ذهابهم للحرب وعند عودتهم. وكل أولاد الله الأمناء معروفين عنده بأسمائهم وأعدادهم [رمزيًا 153 = عدد السمك في شباك التلاميذ (يو21)].