St-Takla.org  >   books  >   fr-tadros-malaty  >   nativity
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب من تسابيح الميلاد للقديس مار أفرام السرياني - القمص تادرس يعقوب ملطي

1- كل الأجيال تطلعت إليه

 

* هذا هو اليوم الذي أبهج الأنبياء والملوك والكهنة،

ففيه تحققت كلماتهم وكملت نبواتهم،

لأن العذراء قد ولدت اليوم عمانوئيل في بيت لحم!

* ما نطق به إشعياء قديمًا، صار اليوم حقيقة،

إذ ولد من يحصي عدد الأمم (إش 19:10)!

ما تغنى به داود في المزامير، تحقق اليوم!

ما تحدث به ميخا يومًا ما، تم اليوم فعلًا، أنه يخرج من أفراثا راعيًا، عصاه تسوس النفوس (مي 2:5)...

St-Takla.org Image: The Holy Bible and World map, globe صورة في موقع الأنبا تكلا: الكتاب المقدس والكرة الأرضية

St-Takla.org Image: The Holy Bible and World map, globe

صورة في موقع الأنبا تكلا: الكتاب المقدس والكرة الأرضية

ما تنبأ به بلعام، وجد له تفسيرًا!

لقد أتى إلينا النور السري، وظهر جماله بالجسد! النور الذي تكلم في زكريا أضاء في بيت لحم!

ما قيل في الخفاء تحقق اليوم في وضوح!

* من آدم الرجل الذي لم يكن له أن يلد، خرجت أمنا حواء،

فكم بالحري يلزمنا أن نصدق أن ابنة حواء تلد طفلًا بغير رجل!

الأرض البكر حملت آدم الأول الذي كان رأسًا على كل الأرض،

واليوم حملت العذراء البكر آدم الثاني الذي كان رأسًا على كل السماوات!

كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.

* عصا هارون أفرخت، والعود اليابس أثمر،

لقد أنكشف اليوم سرّ هذا، لأن رحم البتول يحمل طفلًا!

* فليخجل ذلك الشعب الذي تطلع إلى كلمات الأنبياء كوقائع حدثت (في أيامهم)،

لأنه لولا مجيء المخلص لبطلت أقوالهم!

* مبارك هو الحق الواحد الذي أتى من أبي الحق،

وحقق كلمات الناظرين الحقيقيين!

* من كنز بيتك، أيها الرب، من خزائن كتابك المقدس أخرج أسماء الأبرار القدامى الذين تطلعوا إلى مجيئك!

* ركزوا أنظارهم على ذلك الذي عوض هابيل سُفك دم الابن كقتيل،

وبموته حطم الحسد الذي جلبه قايين إلى العالم (تك 8:4)!

الأخوان الاثنان اللذان غطيا نوح (تك 23:9) تطلعا إلى الابن الوحيد الذي يأتي و يغطي عري آدم الذي أسكرته الكبرياء!

* تطلع سام ويافث المباركين إلى الابن المبارك، الذي يأتي ويحرر كنعان من عبودية الخطية!

* توقع ملكي صادق -إذ هو رمز الرب- مجيئه، متطلعًا إلى كهنوت الرب الذي بزوفاه يطهر العالم (لا 52:14)!

* نظر لوط كيف أن أهل سدوم خالفوا الطبيعة، فتطلع إلى الرب الذي يمنح قداسة تفوق الطبيعة!

* إذ رأى هرون إن عصاه أكلت الحيات (خر 12:7)، تطلع كيف يأكل صليب الرب الحية التي أكلت آدم وحواء!

* رأى موسى اللحية المرفوعة قد شفت عضات الأفاعي (عد 9:21)،

فتطلع ليرى الرب الذي يشفي الجراحات التي سببتها الحية القديمة!

موسى رأى نفسه أنه وحده الذي احتفظ بضياء من الله،

فتطلع إلى الرب الذي يجعلنا آلهة (يو34:10) بتعاليمه!

* حمل كالب الجاسوس العنقود على عصاه (عد23:13)، وجاء مشتاقًا أن ينظر "العنقود" (المسيح) الذي خمره يعزي كل العالم!

* اشتاق يشوع بن نون إليه، ليدرك قوة أسمه...

يشوع هذا الذي جمع الثمرة وحملها وأحضرها معه،

كان مشتاقًا إلى "الحياة" ليذوق الثمرة التي تنعش الجميع!

* تطلعت راحاب إليه، لأنه عندما فداها الخيط القرمزي من الغضب (يش18:2) ذاقت الحق في الرمز...

* رآه موسى وإيليا. الرجل الوديع من العمق صعد، والرجل الغيور من العلو نزل، وفي الوسط رأيا الابن.

الاثنان رمز إلى مجيئه (الثاني)،

فموسى يرمز للأموات،

وإيليا يرمز للأحياء الذين سيطيرون لملاقاته في مجيئه (1تس 17:4).

لأن الأموات الذين ذاقوا الموت جعلهم أولًا،

أما الباقون الذين لم يدُفنوا، فسُيرفعون أخيرًا لملاقاته!

* من يستطيع أن يحصي لي الأبرار الذين تطلعوا إلى الابن،

الذين لا تستطيع أفواهنا -نحن المخلوقات الضعيفة- أن تعبر عن عددهم؟!

* من له فصاحة لأن يسبح ابن الحق الذي أشرق لنا، هذا الذي أشتاق إليه الأبرار، أن يروه في جيلهم!

تطلع آدم إليه، إذ هو رب الكاروبيم (حارس الفردوس

وفي قدرته أن يوجد مدخلًا وموضعًا للإقامة بواسطة أغصان شجرة الحياة.

اشتاق هابيل أن يراه، لعله يأتي في أيامه،

فيرى حمل الله بدلًا من الحمل الذي قدمه!

وتطلعت إليه وحواء، لأن عريها كان مرًا،

وهو قادر أن يغطيها -لا بأوراق الشجر- بل بنفس المجد الذي فقدته!

كان البرج الذي بناه كثيرون يتطلع في سٌر إلى "الواحد" الذي بمجيئه بنى على الأرض برجًا يصعدنا إلى السماء!

نعم إن الفلك الذي حفظ المخلوقات الحية، كرمزٍ تطلع إلى ربنا الذي يبني الكنيسة المقدسة التي فيها تجد النفوس لها ملجأ...

صرخت الأرض التي غرقت بالطوفان في صمتٍ إلى ربها،

فنزل وفتح المعمودية التي بها ينجذب البشر إلى السماء.

عاش متوشالح أقل من 1000 سنة بقليلٍ، فتطلع إلى الابن الذي يجعل البشر وارثين حياة لا تنتهي!

كانت النعمة ذاتها بسٌر خفي تطلب لصالحهم،

لعل الرب يأتي في زمانهم ويكمل نقائصهم،

لأن الروح القدس يشفع فيهم متأملًا (رو26:8). هو أثارهم، وفيه تطلعوا إلى ذاك المخلص موضوع اشتياقهم (1 بط 11:1).

أدركت نفوس الأبرار في الابن دواء الحياة، لهذا شعرت بحنين أن يأتي في أيامها فتتذوق حلاوته!

تطلع لامك إليه أن يأتي لكي يمنحه في حب راحة من تعبه وجهاد يديه ومن الأرض التي لعنها الله العادل (تك 29:5)!

أيضًا تاق نوح أن يراه، لأنه ذاق طعم نعمته المخلصة.

نعم، إن كان الرمز فقط (أي الفلك) حفظ المخلوقات حية، فبالحق كم يمنح هو بذاته حياة للنفوس؟!

إن كان الرمز قد أنقذ الحياة، فكم بالحري يكون شخصه الإلهي؟!

أدرك إبراهيم بالروح أن ميلاد الابن لا يزال بعيدًا،

لكنه تهلل أن يرى يومه بالروح دون أن يراه في الجسد (يو 56:8).

اشتاق إسحق أن يراه، لأنه ذاق طعم خلاصه (عب 19:11).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/nativity/generations.html

تقصير الرابط:
tak.la/k9z3gqh