St-Takla.org  >   books  >   fr-tadros-malaty  >   nativity
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب من تسابيح الميلاد للقديس مار أفرام السرياني - القمص تادرس يعقوب ملطي

2- لنسهر مع الرعاة

 

اليوم أبتهج الحراس، لأن الساهر جاء لإيقاظنا (دا 13:4).

من يستطيع أن ينام الليلة التي كان العالم كله فيها ساهرًا؟!

لقد جلب آدم النعاس على العالم بالخطية، لكن نزل الساهر لإيقاظنا من نوم الخطية العميق.

فلنسهر إذًا، ولكن ليس كالمرابين الذين يسهرون الليل كله منهمكين قي حساب أموالهم والربا...

واللص أيضًا إذ يخبئ نومه ويدفنه تحت الأرض ويسهر ويقلق، وبقلقه يزعج كثيرين من النائمين.

والإنسان النهم يسهر ويقلق، وسهره يسبب له آلامًا...

والغني (محب المال) يسهر، إذ يطرد بغناه نومه، فيبقى ساهرًا على خزائنه خائفًا من اللصوص بينما كلبه ينام!

والمهموم يسهر، لأن قلق نفسه يبتلع نومه،

ومع إن الموت يتعقبه حتى عند وسادته، لكنه لا ينام حاملًا هموم السنوات المقبلة.

وإبليس أيضًا يعلمنا أيها الأخوة أن نسهر، لكن سهرًا من نوع آخر، هو التراخي في الأعمال الصالحة مع السهر في الشر.

St-Takla.org Image: The shepherds, by Fahmy Eshak صورة في موقع الأنبا تكلا: الرعاة، رسم الفنان فهمي إسحق

St-Takla.org Image: The shepherds, by Fahmy Eshak

صورة في موقع الأنبا تكلا: الرعاة، رسم الفنان فهمي إسحق

حتى يهوذا الإسخريوطي سهر الليل كله، إذ باع الدم البريء الذي أشترى العالم كله!

ابن الظلام لبس الظلمة وخلع عنه النور!

بالفضة باع اللص خالق الفضة!

نعم، إن الفريسيين أبناء الظلمة سهروا الليل كله؛

الأشرار سهروا لعلهم يحجبون النور غير المحصور!

أما أنتم فاسهروا هذه الليلة كأنوار في السماء،

والتي بدت خافتة في لمعانها، لكنها مشرقة بفضائلها!

من يشبه ذلك الواحد الجلي الذي يسهر ويصلي في الخفاء،

تحيطه هالة من النور الخفي وسط الظلمة الخارجية.

أما الشرير فكابن للظلمة يسلك،

إنه يقف في ضياء النهار، ومع إن النور يكسوه من الخارج،

لكن الظلمة تكتنفه من الداخل!

كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.

* أيها الأحباء ليتنا لا ننخدع بأننا ساهرون،

لأن من لا يسهر بالبرّ، فسهره الذي لا يحسب له!

من لا يسهر بالفرح، فسهره يعد نومًا!

من لا يسهر بطهارة، فسهره يكون عدوًا له!

هذا هو سهر الحاسد، أنه كتلة جامدة، كلها أذى!

هذا هو سهر الغضوب، أنه يتعكر بالغضب، وتصير يقظته كلها هياجًا ولعنة...

هذا هو سهر الثرثار، به يصير فمه ممرًا مهينًا للإثم، وعائقًا له عن الصلوات.

أما الساهر الحكيم، فله أن يختار بين أمرين:

إما ينام نومًا هادئًا معقولًا، أو يسهر سهرًا مقدسًا!


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/nativity/awake.html

تقصير الرابط:
tak.la/fff8zy2