St-Takla.org  >   books  >   fr-tadros-malaty  >   cyril
 
St-Takla.org  >   books  >   fr-tadros-malaty  >   cyril

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب القديس كيرلس الأورشليمي (حياته - مقالاته لطالبي العماد - الأسرار) - القمص تادرس يعقوب ملطي

2- حياته

 

البداية
كيرلس الراهب
كيرلس الكاهن
كيرلس رئيس أساقفة أورشليم
رعايته
كيرلس والآلام
نفيه الثاني
كيرلس في عهد يوليانوس
نفيه الثالث
الحواشي والمراجع

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

البداية

نشأ القديس كيرلس في وقت تغلغلت فيه الأفكار الأريوسية(1) واقتنصت بعض الأساقفة الذين انحرفوا عن رسالة الكنيسة والإيمان المستقيم.

في وسط هذا الجو العاصف وُلد كيرلس من أبوين تقيين مستقيمي الإيمان(2) فأرضعاه إيّاه. ويمكننا أن نلتمس ذلك من مقالاته حيث يتحدث عن شعوره بالدين تجاه والديه وشوقه إلى رد الجميل لهما(3).

هذا وإننا لا نجد في مقالاته التي اتسمت بالصراحة أي تلميح من بعيدٍ أو قريبٍ أنه كان يومًا ما هرطوقيًا أو وثنيًا.

أما عن عائلته، فلا نعرف منها أحدًا بالاسم اللهم إلاّ ابن أخته الأنبا جلاسيوس أسقف قيصرية، الذي أشار إليه عند موت أكاسيوس (4) Acacius سنة 366م.

ويرجح البعض(5) أنه ولد في أورشليم أو على الأقل نشأ فيها وهو طفل، معلّلين ذلك بسببين:

1. عادة لا يُرسم رئيس أساقفة على أورشليم إلاّ من كان قد نشأ فيها وعرفه شعبها معرفة قويه منذ نشأة حياته.‎

St-Takla.org Image: Fresco of Saint Cyril of Jerusalem (Kyrillos El-Orshalimy) صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس كيرلس الأورشليمي - الأنبا كيرلس أسقف أورشليم، لوحة حائطية

St-Takla.org Image: Fresco of Saint Cyril of Jerusalem (Kyrillos El-Orshalimy)

صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس كيرلس الأورشليمي - الأنبا كيرلس أسقف أورشليم، لوحة حائطية

2. ما أورده بالتفصيل في مقالاته أنه رأى عيانًا الأماكن المقدسة في أورشليم قبل أن تمتد إليها يد الإمبراطور البار قسطنطين والملكة البارة هيلانة سنة 326م لإصلاحها وتزيينها، وهذا يعني أنه رآها وهو أقل من 10 أو 12 سنة.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

كيرلس الراهب

جاء في التقليد أنه راهب ناسك، وربما اعتمد في ذلك على ما ورد في مقالاته من عبارات ينسب فيها نفسه إلى فئة المتوحدين. إلا أننا نعلم أن كثيرين لم تتح لهم فرصة الانطلاق إلى البرية أو التمتع بالشركة في دير، فعاشوا في حياة التوحد داخل المدن في بيوت منعزلة، هكذا التهب قلب كيرلس بالحب الإلهي، فعشق الخلوة مع الله، وكرس كل وقته للعبادة والدراسة.

لم يكن يخرج من منزله إلاّ للاشتراك مع المؤمنين في الصلاة مكرسًا نهاره وليله للخلوة مع سيده، حتى قال مختبرًا: [هل يوجد أنفع من الليل ليصير الإنسان حكيمًا؟!] فقد اختبر حياة السهر والجهاد في الصلاة مع القراءة والتأمل ليتعلم الحكمة السمائية(6).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

كيرلس الكاهن

جاء عرضًا في إحدى ملاحظات القديس إيرونيموس (جيروم) أن الأنبا مكاريوس أسقف أورشليم رسمه شماسًا. وغالبًا ما يكون هذا في أواخر حياته على الأرض إذ تنيح حوالي آخر سنة 334م، أو على الأكثر بداية سنة 335م(7).

بعد نياحة الأنبا مكاريوس خلفه الأنبا مكسيموس المعترف(8) أسقفًا على أورشليم، وقد أحب كيرلس جدًا ووثق فيه، فرسمه كاهنًا سنة 343م، وأوكل إليه تعليم الموعوظين، وكان ذلك حوالي سنة 347م أو 348م، والتي تكاد أن تكون كل ما وصل إلينا من مؤلفاته.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

كيرلس رئيس أساقفة أورشليم

في أواخر عام 350م سيم أسقفًا على أورشليم، وكان ذلك بمساعدة أكاسيوس أسقف قيصرية بفلسطين وبتروفليس اللذين كانت لهما ميول أريوسية ويبغضان الأنبا مكسيموس(9).

إننا لا نعرف ما هو الدافع الذي بعثهما إلى ذلك، إذا كانت رسامته غير واضحة.

وقد بدأ عهده بحادث مفرح، وذلك أنه في 7 مايو سنة 351م حوالي التاسعة صباحًا في يوم صحو مشمس، ظهر صليب منير في السماء أكثر لمعانًا من الشمس، تعلق فوق جبل الجلجثة، وامتد إلى جبل الزيتون، وبقي ساعات طويلة حتى رآه جميع سكان أورشليم: المواطنون والغرباء، المسيحيون واليهود والوثنيون، الشيوخ والصغار، فتدفق الكل نحو الكنيسة وكانوا يسبحون الله ويمجدونه، إذ تأكد لكثيرين صحة الديانة المسيحية.

ارتجت المدينة كلها لهذا المنظر، وبادر الأنبا كيرلس بكتابة رسالة إلى الإمبراطور يصف له ما حدث. ويُشتم من رسالته أن هذا الأمر كان في بدء أسقفيته.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

رعايته

نستطيع أن نلتمس مدى ما اتسمت به شخصية الراعي كيرلس مما ذكره عنه المؤرخ سوزومين (10) Sozomen. إذ حدثت مجاعة في أورشليم والبلاد المجاورة لها، وقد تكدس الفقراء في البطريركية يتضورون جوعًا، رافعين أنظارهم إلى أسقفهم المملوء حبًا. وإذ كان الراعي يعيش في حياة نسكيّة تقشفيّة لا يملك في بطريركيته شيئًا، لم يجد مفرًا من أن يبيع بعض أواني الكنيسة ويوزعها على أولاده الفقراء.

قد يبدو هذا التصرف غريبًا، لكن أمام الحب المتقد في قلب الأب لم يجد سبيلًا آخر غير هذا.

وإننا نجد القديس يوحنا الذهبي الفم يطلب الاهتمام بالفقراء قبل الاهتمام بشراء أوانٍ ثمينة لبيت الرب، إذ يقول(11): [أتريد أن تكرم جسد يسوع؟! لا تتغافل عنه وهو عريان! فلا تكرمه هنا في الكنيسة بثياب ديباج وفي الخارج تضرب عنه صفحًا وهو يموت من البرد والعري.

إنه غير محتاج إلى كأس ذهبية بل إلى نفس نقية!]

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: George of Laodicea, a bishop of Laodicea: 'Georgius Iconolatra' (300-361), a philosopher from Alexandria, Egypt - an Arian - from "History of the Church and Heretics" book, Volume I, by Gottfried Arnold, Romeyn de Hooghe, Sebastiaan Petzold, 1701. صورة في موقع الأنبا تكلا: الأسقف جورج من لاودكية الأريوسي (300-361): غريغوريوس أسقف لاودكية، الفيلسوف السكندري المصري الأريوسي - من صور كتاب "تاريخ الكنيسة والهراطقة"، ج1، تأليف: جوتفرايد أرنولد، رومين دي هوغ، سيباستيان بيتزولد، إصدار 1701 م.

St-Takla.org Image: George of Laodicea, a bishop of Laodicea: 'Georgius Iconolatra' (300-361), a philosopher from Alexandria, Egypt - an Arian - from "History of the Church and Heretics" book, Volume I, by Gottfried Arnold, Romeyn de Hooghe, Sebastiaan Petzold, 1701.

صورة في موقع الأنبا تكلا: الأسقف جورج من لاودكية الأريوسي (300-361): غريغوريوس أسقف لاودكية، الفيلسوف السكندري المصري الأريوسي - من صور كتاب "تاريخ الكنيسة والهراطقة"، ج1، تأليف: جوتفرايد أرنولد، رومين دي هوغ، سيباستيان بيتزولد، إصدار 1701 م.

كيرلس والآلام

وقع صدام بين كيرلس وأكاسيوس ربما كان سبب رغبة الثاني في خضوع الأول له في آرائه الأريوسية، الأمر الذي جعل كيرلس يقوم بمقاومته علنًا، مفندًا الآراء الأريوسية ومنددًا بها.

ولما كان قسطنس يحتضن الأريوسيين، أسرع أكاسيوس بعقد مجمع اتهم فيه كيرلس أنه مبدد لأموال الكنيسة. ولكي يقويّ مركزه أسند الاتهام باتهام لاهوتي مدعيًا أن كيرلس يخلط بين الأقانيم الثلاثة، وبهذا صدر الحكم بتجريده من أسقفيته ونفيه.

لم يبالِ كيرلس بهذا، بل قام من جانبه بعقد مجمع يبرئه من الاتهامات الموجهة ضده.

لكن أكاسيوس المتقرب من الإمبراطور جاء ومعه شرذمة من الجنود، وطردوا كيرلس، وأقام أسقفًا أريوسيًا عوضًا عنه.

نُفي كيرلس إلى أنطاكية، وبعد ذلك إلى طرسوس، فقبله أسقفها سلفانوس كزميلٍ له يشاركه أعمال أسقفيته. لكن للأسف كان هذا الأسقف من أتباع الهومائيين(12) الأمر الذي عرض الأنبا كيرلس للنقد.

أسرع أكاسيوس بتحذير سلفانوس ألاّ يشرك كيرلس معه في الخدمة، لكن الثاني لم يبالِ من أجل محبته لكيرلس، ومن ناحية أخرى كان الشعب قد أُعجب بالأسقف الجديد وتعلق به(13).

وفي عام 359 م. انعقد بسبب أودكسيوس مجمع في سلوكية بـIsauria غرب أرمينيا. وإذ أثير موضوع نفي الأنبا كيرلس فحدث شقاق حاول البعض إقناعه بالانسحاب(14)، لكن بفضل الهومائيين بقي وانسحب أكاسيوس. وبانسحابه استطاع هو وأتباعه من الالتقاء بعظماء القسطنطينية المتصلين بالقصر الإمبراطوري، وعن طريقهم توصلوا إلى الإمبراطور حيث أثاروا غضبه ضد مجمع سلوكية، مقدّمين شكوى أكاسيوس ضد كيرلس التي تتلخص في اتهامه أنه باع لإحدى الراقصات الثوب المقدس الذي أهداه قسطنطين إلى الأنبا مكاريوس الأورشليمي تكريمًا لكنيسة أورشليم، لكي ما يلبسه أثناء خدمته طقس العماد المقدس، وهو منسوج بالذهب، وقد اُستخدم في المسارح.

هذا الاتهام كان بمثابة عينة قُدمت للإمبراطور لإثارته ضد كل أعضاء المجمع.

وقد قام رجال البلاط بإقناع الإمبراطور إلاّ يستدعي المجمع كله، بل يكتفي بعشرة من قادته منهم: أوسطاسيوس(15) الأرمني وباسيليوس الغلاطي وسلفانوس الطرسوسي وايليسوس من Cyzicus.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

نفيه الثاني

مع بداية عام 360م انعقد مجمع في القسطنطينية اُتهم فيه كيرلس ودين بسبب مشاركته لأوسطاسيوس الأرمنّي وباسيليوس من أنقرا(16) وجورج من لاودكية(17)، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى. هؤلاء الثلاثة ليسوا على مبدأ واحد، ولا هم مثقفين في شيء، بل منهم من هو أريوسي المذهب كأكاسيوس لكنه كان يبغضهم لدوافع شخصية، خاصة بعدما قبلوا كيرلس عدوه.

هذا وقد شهد التاريخ الكنسي الأول للقديس كيرلس أنه بالرغم من اختلاطه بهؤلاء الأساقفة وغيرهم، إلاّ أنه لم ينحرف قط عن مبادئه ولا في سلوكه، بل بقي أرثوذكسي العقيدة والمسلك. وهذا ما أكده أيضًا مجمع القسطنطينية سنة 381م في إحدى محاضره.

St-Takla.org Image: Miracle of the quake and burning of building tools of the Jews that wanted to rebuild the Temple, under the command of Julian the unbeliever, during the time of Saint Cyril of Jerusalem صورة في موقع الأنبا تكلا: معجزة الزلزلة واحتراق مواد بناء العمال اليهود الذين أرادوا أن يعيدوا بناء الهيكل بناءً على أمر يوليانوس الجاحد، وذلك في عهد القديس كيرلس أسقف أورشليم

St-Takla.org Image: Miracle of the quake and burning of building tools of the Jews that wanted to rebuild the Temple, under the command of Julian the unbeliever, during the time of Saint Cyril of Jerusalem

صورة في موقع الأنبا تكلا: معجزة الزلزلة واحتراق مواد بناء العمال اليهود الذين أرادوا أن يعيدوا بناء الهيكل بناءً على أمر يوليانوس الجاحد، وذلك في عهد القديس كيرلس أسقف أورشليم

نعود لنؤكد أن أكاسيوس لم يستطيع أن يثبت عليه أي اتهام، ولم يكن غايته العقيدة الإيمانية، بل كان كل همه الانتقام منه.

انتهى المجمع بالحكم على الأنبا كيرلس بالنفي للمرة الثانية، وإن كنا لا نعلم عن مكان نفيه شيئًا.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

كيرلس في عهد يوليانوس

لم يبقَ كيرلس في النفي أكثر من سنتين، إذ في 3 نوفمبر من سنة 361م مات قنسطنس Constantius وهو يستعد لمحاربة ابن عمه يوليانوس، الذي بعدما تولى الحكم أصدر أمرًا بعودة جميع الأساقفة المنفيين إلى كراسيهم. ويقول المؤرخ سوزومين(18) إنه لم يكن الدافع هو الإشفاق عليهم ولا حبًا فيهم، لكنه كان يلذ له أن يري الكنيسة منقسمة متنازعة في داخلها.

عاد كيرلس إلى إيبارشية مارًا على أنطاكية حيث استقبله أسقفها القديس ميليتوس استقبالًا حارًا.

وفي سنة 363م قرّب يوليانوس الجاحد جماعة اليهود إليه. لا محبة فيهم بل إثارة للمسيحيين ولإغاظتهم. يذكر لنا المؤرخون أنه أمد اليهود بالمال، وساعدهم مشجعًا إياهم على بناء الهيكل تكذيبًا لقول السيد المسيح بخصوص خراب الهيكل. وفعلًا أُعدت جميع أدوات البناء، وتهيأ العمال للعمل، وكان القديس كيرلس يُطمئن نفوس شعبه أن كلمات ربنا يسوع لن تسقط.

ذكر لنا سقراط ثلاث معجزات حدثت في ذلك الوقت(19).

أ. حدثت بالليل زلزلة عنيفة جدًا أرعبت العمال اليهود.

ب. جاءت نار، أحرقت مواد البناء استمرت من الصباح حتى المساء.

ج. في الليلة التالية ظهرت انطباعات لصلبان منيرة على ثيابهم، باطلًا حاولوا التخلص منها. ومع هذا كله، فقلوبهم الغبية المظلمة لم تقدر أن تؤمن!

St-Takla.org Image: Miracle of the quake and burning of building tools of the Jews that wanted to rebuild the Temple, under the command of Julian the unbeliever, during the time of Saint Cyril of Jerusalem صورة في موقع الأنبا تكلا: معجزة الزلزلة واحتراق مواد بناء العمال اليهود الذين أرادوا أن يعيدوا بناء الهيكل بناءً على أمر يوليانوس الجاحد، وذلك في عهد القديس كيرلس أسقف أورشليم

St-Takla.org Image: Miracle of the quake and burning of building tools of the Jews that wanted to rebuild the Temple, under the command of Julian the unbeliever, during the time of Saint Cyril of Jerusalem

صورة في موقع الأنبا تكلا: معجزة الزلزلة واحتراق مواد بناء العمال اليهود الذين أرادوا أن يعيدوا بناء الهيكل بناءً على أمر يوليانوس الجاحد، وذلك في عهد القديس كيرلس أسقف أورشليم

وفي أيام يوليانوس الجاحد أيضًا، يذكر لنا المؤرخ ثيؤدورت قصة ابن كاهن وثني من المقربين إلى البلاط، أخبره الابن بها بنفسه(20)، ملخصها أنه وهو صبي تعلم على يدي شمّاسة صديقة حميمة لأمه. آمن بالمسيحية علي يديها، ولما اكتشف أمره هرّبته إلى الأنبا ميليتوس. وإذ بحث عنه والده ووجده جلده كثيرًا وحرق يديه ورجليه وظهره بمسامير محماة، ثم حبسه في حجرة النوم وذهب إلى معبده... فتمكن الابن من الهروب والالتجاء إلى الشمّاسة التي ألبسته ثوب فتاة وأخذته في عربة مغطاة وأعادته إلى القديس ميليتوس، وهو بدوره أسلمه إلى القديس كيرلس أسقف أورشليم.

وبعد موت يوليانوس قاد الابن أباه طريق الحق.

أما يوليانوس ففي 26 يونيو من ذات العام (363) الذي حاول فيه بناء هيكل اليهود قُتل في حربه ضد الفرس وهو يقول: "غلبتني أيها الجليلي!"

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

نفيه الثالث

بعد يوليانوس خلفه جوفنيان صاحب الإيمان المستقيم، الذي في عهده استراحت الكنيسة. لكنه لم يبقَ سوى 7 شهور، إذ مات في فبراير 364م، وخلفه فالنتنيان الأرثوذكسي المبدأ في شهر مارس. وقد سلم الولايات الشرقية إلى أخيه فالنز معضّد الأريوسية.

مضي العامان الأولان دون أن نسمع شيئًا عن الأنبا كيرلس، وفي عام 366م مات أكاسيوس، وعلي أثر ذلك قام خلاف بين كيرلس والأريوسيين بخصوص ترشيح خلف له وانتهى الأمر بنفي كيرلس وذلك بمعاونه الإمبراطور الأريوسي.

بقي كيرلس منفيًا أحد عشر عامًا حيث عاد إلى كرسيه ليرى كنيسته متألمة مجروحة من الأريوسيين وأتباع أبوليناريوس(21).

ويمكننا أن نتلمس مدى ما وصلت إليه الكنيسة في ذلك الوقت من التقرير المحزن الذي قدمه القديس غريغوريوس النيسي (335-394م) بناء على طلب مجمع أنطاكية المنعقد سنة 378م لافتقاد كنائس فلسطين والعربية.

على أي الأحوال عاد الراعي إلى رعيته يتفقدها ويهتم بشئونها. وقد اشترك في مجمع القسطنطينية(22) المنعقد سنة 381م بناء على أمر الإمبراطور ثيؤدوسيوس.

وفي عام 388م تنيح القديس كيرلس بعدما قضى 38 عامًا أسقفًا على كرسي أورشليم.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) أريوس هو تلميذ ملاتيوس أسقف أسيوط، أنكر الإيمان وسجد للأوثان فحرمه البابا بطرس خاتم الشهداء.

جاء أريوس إلى البابا نادمًا، مظهرًا كل انسحاق قلب حتى رسمه فيما بعد شماسًا فقسًا. لكنه أنكر لاهوت المسيح فحرمه البابا، وقبيل استشهاده حاول أن ينال حلًا منه لكن البابا رأى رؤيا تمنعه من ذلك فاستشهد البابا وهو غاضب عليه.

بعد استشهاد البابا بطرس أظهر ندمًا أمام خلفه البابا أرشلاوس، فقبله كاهنًا علي إحدى كنائس الإسكندرية، وبعد انتقال البابا رشح نفسه للبطريركية، فرفضه الشعب وأقاموا البابا ألكسندروس.

بدأ أريوس ببث سمومه، فانعقد مجمع مسكوني من 318 أسقفًا سنة 325م حرمه هو وأتباعه، وقد تلألأت غيرة أثناسيوس في هذا المجمع حتى أعجب الكل منه، وصار بطريركًا بعد ألكسندروس.

حاول أريوس استمالته فلم يقبله. التجأ إلى الإمبراطور ليتوسط له لدى بطريرك القسطنطينية ليقبله في الخدمة كاتبًا بخط يده أنه يؤمن بلاهوت المسيح.

لم يستطع البطريرك أن يرفضه بعدما اعترف بالإيمان المستقيم كتابة، فطلب مهلة لمدة أسبوع صلى فيها مع كهنته وشعبه لكي ينقذ الله كنيسته من خداعات أريوس. وفي يوم الأحد دخل أريوس وأتباعه إلى الكنيسة بعدما أشاعوا الخبر في كل القسطنطينية. دخل البطريرك حزينًا، لكن أريوس شعر بمغصٍ حادٍ، فدخل إلى المرحاض، وهناك اندلقت أحشاؤه وصار في خزيٍ عظيمٍ.

(2) السنكسار اليوناني cuna[arion.

(3) مقال 7.

(4) ذكره القديس جيروم في كتابه: "حياة مشاهير الرجال، فصل 98" أنه كان فاقدًا أحد عينيه، كتب 17 مجلدًا عن الجامعة Ecclesiastes، 6 مجلدات في الإجابة عن أسئلة متنوعة، وله عدة مقالات في مواضيع مختلفة.

[5] Cf. N. & P. N. Fathers Series 2. vo1 7.

(5) Cf. N. & P. N. Fathers Series 2. vo1 7.

(6) القديس كيرلس الأورشليمي، موريس فيرسل، ترجمة القمص سمعان.

(7) ذكر سوزومين في كتابه "التاريخ الكنسي" 2: 25 أنه في مجمع صور Tyre المنعقد سنة 335 كان الأنبا مكسيموس حاضرًا فيه خلفًا للأنبا مكاريوس الأورشليمي.

(8) اشتهر بغيرته الدينية لذلك أُرسل للعمل في المناجم في أيام اضطهادات الإمبراطور مكسيميانوس، وقد فقد عينيه اليمنى وبُترت ذراعه اليمنى (راجع ثيؤدورت: التاريخ الكنسي 2: 22).

(9) Socrates: Ecclesiastical History 38.

(10) Sozomen: Ecclesiastical History.

(11) الحب الأخوي طبعه 1964 ص 171، 173.

(12) "الهومائيون" نسبة إلى كلمة "هوميوس" اليونانية، ومعناها "شبيه"، إذ هم يقولون إن الابن شبيه بالآب.

(13) Theodoret: Eccles. Hist 2: 22.Ibid 2: 23.

(14) Ibid 2: 23.

(15) أسطاسيوس أسقف سبسطية في أرمينيا:

اتسم هذا الأب بحياة مقدسة كانت موضع إعجاب وتقدير حتى أعدائه. وقد ألتقي به القديس باسيليوس الكبير، وقامت بينهما صداقة عريقة. ومدحه جدًا بسبب اهتمامه بحياته وتدابير سلوكه (رسائل باسيليوس، 244). لكن للأسف لم يكن مستقرًا على مبدأ، يتأرجح من تعليم إلى آخر، ويتقبل مبادئ متضاربة. تقبل هرطقات كثيرة منها ما ذكره عنه المؤرخ سقراط (في 43) وهي:

أ. تحريم الزواج، فقد أثار كثيرين على ترك زوجاتهم، ومنع الصلاة في بيوت المتزوجين، ونادى بمقت الكاهن الذي يبقى مع زوجته الشرعية التي تزوجها وهو علماني. وبسبب هذا انعقد مجمع جنجرا gangra في Paplogania جاء فيه أن من يمتنع عن الشركة في الخدمة بسبب اشتراك كاهن متزوج فيها يكون محرومًا (480).

ب. الامتناع عن اللحوم ليس نسكًا بل كشيءٍ دنس.

ج. تشجيع بعض غير الراغبين في الاجتماع بالكنيسة أن يجتمعوا في المنازل.

د. تحت دفاع الشفقة حرض بعض الخدام على سادتهم.

و. سمح بالاستهانة بالأصوام المفروضة، وأباح الصوم الانقطاعي أيام الآحاد.

(16) باسيليوس من أنقرا: على درجة كبيرة من الأخلاق والعلم والذكاء. مقاوم للهومائية والأريوسية والأنومانية Anomoean.

(17) جورج من لادوكية: خليع، على درجة منحطة للغاية في الأخلاق، أريوسي المذهب. جرده البابا ألكسندروس من الكهنوت، ولقبه البابا أثناسيوس "أشر كل الأريوسيين" كان ينتهره حتى أتباعه بسبب بشاعة شره، يبغضه أكاسيوس وأودكسيوس ليس غيرة على الحق، بل لدوافع شخصية.

(18) Sozomen: E. H. 5: 5.

(19) Socrates: E. H. 3: 10; Rufinius 1: 37.

(20) Theodoret: E. H.

(21) أبوليناريوس المبتدع: درس الفلسفة الأفلاطونية، وسيم أسقفًا على اللاذقية بالشام، وقد دفعته فلسفته إلى الاعتقاد بوجود نفسين في الإنسان نفس حيوانية وأخري عاقلة.

وأن لاهوت المسيح قام مقام الروح الإنسانية، وأن الآلام وقعت عليها أي علي اللاهوت.

وأنه يوجد تمييز بين الثالوث: الروح القدس عظيم، والابن أعظم، والأب الأعظم.

وقد عقد البابا أثناسيوس مجمعًا محليًا سنه 362م. بالإسكندرية رد فيه على بدعته مظهرًا بطلانها.

هذا وقد قام المبتدع ببث كل سمومه في كتاب احتفظ به لدى إحدى النساء في أنطاكية، فقام القديس أفرام السرياني باستعارته ثم رده بعدما لصق كل أوراقه ببعضها البعض، ولما حاول المبتدع استخدامه للجدال ووجده هكذا لم يستطع أن يجادل فتأثر جدًا ومات مغتاظًا.

(22) مجمع القسطنطينية: انعقد في عهد الإمبراطور ثيؤدوسيوس الكبير، وقد حضره 150 أسقفًا من بينهم البابا تيموثاوس السكندري، وميلاتيوس أسقف أنطاكية، وغريغوريوس النزينزي... قام للرد علي مكدونيوس الأريوسي المذهب الذي أنكر لاهوت الروح القدس، وأوسابيوس مجدد بدعة سابيليوس منكر وجود الثلاثة أقانيم، وأبوليناريوس السابق ذكره.

وقد أكمل هذا المجمع قانون الإيمان، خاصًا بالروح القدس فبعد عبارة (نؤمن بالروح القدس) أضاف (الرب المحيي المنبثق من الآب...)


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/cyril/life.html

تقصير الرابط:
tak.la/tgdp3bf