عناوين:
(إظهار/إخفاء)
نشأته
أسقف سبسطية
بطريرك إنطاكية
نفيه الأول
نفيه الثاني
نفيه الثالث
مجمع القسطنطينية
ولد ملاتيوس (ميليتيوس) Meletius بميليتينا Melitene ببلاد الأرمن في بدء القرن الرابع، وكان من شرفاء بلده. عاش بروح التقوى والصلاح فكان قدوه فى كلماته وحركاته وسلوكه. وكان بهي المنظر ثاقب الفكر، فأحبه الجميع وأكرموه. وقد مدحه كثيرون مثل القديسين يوحنا ذهبى الفم وغريغوريوس أسقف نيصص وامفيلوكيوس أسقف أيقونية.
إذ تنيح أسقف سبسطية Sebastea من أعمال أرمينيا اتفق الجميع على انتخاب ملاتيوس أسقفًا. والعجيب أن الآريوسيين أنفسهم وافقوا عليه مما شكك الأرثوذكس في صحة إيمانه. لكن ما لبث أن زال هذا الشك عندما تلامسوا مع جهاده فى رد النفوس الضالة إلى الإيمان المستقيم.
لاحظ القديس ان جهوده تضيع باطلًا فهرب من الأسقفية وسكن في بيرويا Beroea بسوريا. لكن سرعان ما اجتذبت سيرته الكثيرين.
لم يحتمل الكرامة والشهرة فهرب من البرية إلى مدينة حلب بسوريا متخفيًا حتى يعيش مجهولًا من الناس، لكنه لم يكن قادرًا أن يخفى بهاء النور المشرق فيه.
إذ عزل اودكسيوس الآريوسى البطريرك الدخيل تفرغ كل من الآريوسيين والأرثوذكس فى البحث عن أسقف لهم. تحنن الله على هذه الكنيسة التي عانت قرابة ثلاثين عامًا من نير الآريوسيين. تحرك الفريقان لاختيار ملاتيوس بطريركًا. فالآريوسيون لم يتشككوا فيه لأنه سبق أن انتخب في سبسطية برضا حزبهم والأرثوذكس كانوا على يقين من إيمانه. ولعل استقامة سيرته وفصاحة لسانه وعذوبة حديثه كان لها فاعليتها فى قبول الكل له. وترجى الكل أن يحل الهدوء والسلام على الكنيسة بإنطاكية خلال رعايته.
إذ كان قنسطنس الآريوسى فى إنطاكية ذهب إليه الآريوسيون يطلبون ملاتيوس بطريركًا على كرسي إنطاكية، ووافق الأرثوذكس عليه بكل قلوبهم.
سمع ملاتيوس بذلك فعزم على الهروب لكن رسل الملك منعوه وأعادوه إلى إنطاكية حيث خرج الأساقفة والكهنة والشعب، حتى اليهود والوثنيون أيضًا استقبلوه بفرحٍ شديدٍ.
بدأ خدمته بالتركيز على الحياة المقدسة والنمو في الفضيلة فتأثر به كثيرون. غير أن الآريوسيين أرادوا التعرف على إيمانه فطلبوا من الملك أن يسأله عن ذلك. استدعاه الملك واستدعى معه أسقفين آخرين وطلب منهم تفسير عبارة "الرب خلقني في ابتداء طرقه" (أم 8: 23). بدأ جاورجيوس أسقف اللاذقية بتفسيرها بالفكر الآريوسى وتلاه أكاسيوس أسقف قيصرية بنفس الطريقة. أما ملاتيوس فبدأ يفسرها بفصاحة ودقة لاهوتية مؤكدًا وحدة الآب والابن فى ذات الجوهر ومساوتهما. اغتاظ الكل حتى تجاسر أحد الشمامسة ومد يده ليسد فم البطريرك، أما هو فلم يضطرب بل ازداد شجاعة وأكمل حديثه بقوة جذبت كثير من الحاضرين.
أحبه الأرثوذكس جدًا حتى انتسبوا إليه ودعوا ملاتيوسيين. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). أما الآريوسيون فاوغروا صدر الإمبراطور ضده فنفاه في بلاد أرمينيا.
لما عاين ذلك القديس أوسابيوس أسقف سامس خرج من مجمع الأساقفة الذين كانوا قد انتخبوا ملاتيوس بطريركًا وأخذ معه صك انتخابه المختوم بختوم الأساقفة. بعث إليه الآريوسيون من قبل الملك رسولًا وطلبوا منه تسليم الصك من قبل الملك. وكان الملك قد كتب أمرًا بقطع يمين الأسقف إذا رفض تسليمه. أما القديس فإذ قرأ أمر الملك قدم حالًا للجندي يديه الاثنتين ليقطعهما. وإذ سمع الملك تعجب لشجاعته ومدحه أمام الجميع.
إذ تولى يوليانوس الجاحد الملك وأعاد المنفيين إلى كراسيهم رجع البطريرك ملاتيوس إلى كرسيه سنة 362 م. وكانت نفسه مرة لأسباب كثيرة منها:
1. عرف أن يوليانوس الجاحد قد جعل مركزه في إنطاكية.
2. قاومه الآريوسيون والوثنيون.
3. وجد انقسامات داخل الكنيسة نفسها.
لم يقف البطريرك مكتوف الأيدي بل بذل كل جهده لكسب النفوس، وإذ سمع الملك يوليانوس نفاه وفى سنة 363 م. مات يوليانوس واستولى جوفيانوس التقي الملك فعاد ملاتيوس إلى كرسيه.
لم يبقَ جوفيانوس فى المُلك سوى ثمانية أشهر توفى بعدها واحتل فالنس الآريوسى مكانه. استمر القديس ملاتيوس يعمل بكل غيرة، وكان حينئذ تحت إرشاده القديس يوحنا الذهبي الفم. جاء فالنس إلى إنطاكية وحاول اجتذاب البطريرك إلى حزب الآريوسيين وإذ وجده راسخا في الإيمان المستقيم نفاه. خرج به القائد وتجمهرت الجموع حوله وأرادوا الفتك بالقائد رجمًا لكن البطريرك أنقذه من الموت.
مات فالنس ميتة بشعة وتولى الحكم غراسيانوس فعاد البطريرك إلى كرسيه وكان شيخًا مسنًا، لكنه افتقد كل ايبارشيته ورد كثيرين إلى الإيمان المستقيم، ثم عقد مجمعًا في إنطاكية ثبت فيه الإيمان النيقاوي. أثناء ذلك رأى ثيؤدوسيوس الكبير قائد جيش الملك شيخًا ذا هيبة مرتديًا ثياب الكهنوت يضع الثوب الملوكي عليه.
بعد قليل طلب غراسيانوس من القائد أن يشاركه في الحكم، وسلم له بلاد الشرق. وإذ صار ثيؤدوسيوس ملكا أراد أن يعيد إلى الكنيسة سلامها، فعقد مجمعًا في القسطنطينية حضره 150 أسقفًا وكان القديس ملاتيوس متقدمُا في المجمع. إذ أبصره الملك قال: "هذا هو الذي وضع على ظهري الثوب الملوكي في حلم". فأقبل عليه وعانقه وأكرمه جدًا. وقد أظهر البطريرك سعة علمه وبلاغته مع تقواه.
تنيح أثناء انعقاد
المجمع فى عام 381 م، فدفنه الآباء بإكرام عظيم، وحضر الملك جنازته.
_____
*
المرجع
الأب بطرس: مروج الاخبار في تراجم الأبرار، بيروت 1999، شباط 12.
Butler, February 12.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/Saints/Coptic-Orthodox-Saints-Biography/Coptic-Saints-Story_1706.html
تقصير الرابط:
tak.la/72dvnzp