أوريجانوس وتفسيره لرسالة رومية
من أواخر وأنضج تفاسير أوريجانوس، وقد كتبه في أثناء إقامته في قيصرية حوالي عام 246م. يقول رونالد هاينه إن أوريجانوس ”في سنواته الأخيرة في قيصرية يبدو أنه انغمس أكثر في شرح الكتاب المقدس مقارنة بسنوات إقامته في الإسكندرية. كان شرحه الكتابي السكندري يبدو محدودًا بقضايا خاصة. لذلك كان يعالج الأسفار الكتابية بشكل مجزأ، مع التركيز فقط على الأجزاء التي يحتاجها لمعالجة هذه الاهتمامات.. أمّا في قيصرية يبدو أنه عالج الأسفار الكتابية في شموليتها“.[58]
في مقدمة تفسيره، يعترف أوريجانوس بأن رسالة رومية أصعب من حيث تفسيرها لسببين: 1- أن بولس يستخدم تعبيرات غير واضحة في أحيان كثيرة، 2- والسبب الثاني يردد صدى ما سبق وتعرضنا له في كتاب ”المبادئ“ عن أن الهراطقة يستغلون نصوصها للتأكيد على أن عِلة أفعال الإنسان تعود إلى أنواع مختلفة من الطبائع، كما رأينا في النظرية الغنوصية عن الطبائع، ولا تعود إلى قصد الشخص نفسه، كما أشرنا في الحديث عن أنواع الحركة في الكائنات.[59]
يعتمد الفكر الكالفيني في عقيدة عن سبق التعيين المزدوج، بمعنى أن الله اختار البعض للهلاك والبعض الآخر للخلاص، باختيار عشوائي تمامًا، على الأصحاح التاسع من رسالة رومية، وبالأخص عن كلام القديس بولس عن اختيار لأسحق وليعقوب وعيسو، فكيف يمكننا من خلال تفسير أوريجانوس لرومية الذي كتبه في خلفية تفنيده للنظرية الغنوصية عن الطبائع أن نقرأ رومية 9 قراءة غير كلفينية. هذا ما سأحاول تناوله في الجزء التالي:
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
شرح أوريجانوس لرومية 9
فيما يلي سأقوم بتقسيم الأصحاح إلى فقرات، محاولاً تبيين رأي أوريجانوس في الإشكاليات الواردة في كل فقرة كالتالي:
12 | |
13 | |
14 | |
15 | |
16 | |
17 | |
18 | |
19 |
_____
[58] Heine, Origen, 241.
[59] Thomas P. Scheck, trans., Origen: Commentary on the Epistle to the Romans, Books 1-5 (Washington, D.C: Catholic Univ of Amer Pr, 2001), 53.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/adel-zekri/origen-free-will/romans-9.html
تقصير الرابط:
tak.la/j427jgf