ثانيًا الشروحات الكتابية:
يعدد أوريجانوس نصوصًا كتابية تؤكد ما تَوَصَّل إليه بالحجة المنطقية وأن الأحداث الخارجية لا ترغمنا، مثل (مي6: 8) ”قَدْ أَخْبَرَكَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا هُوَ صَالِحٌ، وَمَاذَا يَطْلُبُهُ مِنْكَ الرَّبُّ، إِلاَّ أَنْ تَصْنَعَ الْحَقَّ وَتُحِبَّ الرَّحْمَةَ، وَتَسْلُكَ مُتَوَاضِعًا مَعَ إِلهِكَ“، وأيضًا (تث 30: 19) ”قَدْ جَعَلْتُ قُدَّامَكَ الْحَيَاةَ وَالْمَوْتَ. الْبَرَكَةَ وَاللَّعْنَةَ. فَاخْتَرِ الْحَيَاةَ لِكَيْ تَحْيَا أَنْتَ وَنَسْلُكَ“. هذه الوصايا ومثيلاتها في العهد الجديد تدل على أنه بمقدورنا أن نختار، وإلا صار الله ظالمًا لو أمرنا بشيء لا نستطيع الإتيان به. وهذا ما تثبته النصو ص الكتابية التي تتحدث عن المجازاة، بالحياة الأبدية للأبرار، وبالدينونة الأبدية للأشرار. لأن هذا يثبت صدق الله، إذ استحق الفريق الأول المدح والإطراء، واستحق الفريق الآخر أن يسمعوا ”اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ“ (مت 25: 41).
يستنتج أوريجانوس قائلاً: ”إنك ستجد في الأسفار المقدسة تأكيدات كثيرة لا عدّ لها، تثبت أجلى إثبات حيازتنا القدرة على حرية الاختيار. أمّا سوى ذلك فضرب من الخيال أن نُعطى أوامر لنخلص بعملنا بها، أو لنهلك بميلنا عنها، إذا لم تكن لدينا القدرة في ذواتنا على مراعاتها؟“[57] وبالتالي فالوصية والدينونة تثبتان حرية الإرادة، وكلاهما يثبتان أيضًا عدل الله ومصداقيته.
ثم ينبري أوريجانوس في الرد على تفسيرات مغلوطة لبعض آيات الكتاب المقدس التي تبدو وكأنها تنكر حرية الإرادة، سنتعرض لها في سياق تفسيره للأصحاح 9 من رسالة رومية.
_____
[57] المبادئ 3: 1: 6.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/adel-zekri/origen-free-will/biblical-explanations.html
تقصير الرابط:
tak.la/tmbasj6