أكلمكم اليوم عن النور والظلام في الكنيسة، مجرد كلام من الكتاب المقدس لا أقول فيه شيء من عندي إنما أردد ما يقوله الروح للكنائس.
عندما ندخل للكنيسة ونضيء شمعة أمام أيقونة قديس من القديسين، المسألة ليست مجرد شمعة، إنما لها معنى ورموز ودلالات، أي نتذكر أن هذا القديس كان نورًا لمن حوله من الناس. ونتذكر أنه كان يبذل حياته من أجل غيره كما تبذل الشمعة ذاتها لكي تنير للآخرين. أي هذه المسائل لها معنى. وهكذا نأخذ الأمر من جهة دلالاته ورموزه في الكنيسة.
أول شيء أقوله عن النور، أن الله يحب النور، بدليل أن أول يوم في الخليقة خلق الله النور. ففي اليوم الأول: "وَقَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ نُورٌ»، فَكَانَ نُورٌ. وَرَأَى اللهُ النُّورَ أَنَّهُ حَسَنٌ. وَفَصَلَ اللهُ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ" (سفر التكوين 1: 3-4).
وليس فقط في أيام الخليقة اليوم الأول كان للنور، بل هناك يومين للنور اليوم الأول خلق الله النور، وَرَأَى أَنَّهُ حَسَنٌ. وفي اليوم الرابع، صنع النورين العظيمين الشمس والقمر. الشمس لضياء النهار والقمر لضياء الليل. أي يومين من الستة أيام كانا للنور.
الله نفسه قيل عنه أنه نور لا يدنى منه. ولذلك نحن "أولاد الله" لنا أسم "أولاد النور" أيضًا. وأول ما يقال في التسبحة "قوموا يا بني النور لنسبح رب القوات"، "تين ثينو إى إبشويس نى شيرى إنتى بى أوؤينى".. وممكن شخص ينتسب إلى النور يسمونه "عبد النور" أي "عبد الله".
الابن أيضًا قال: "أنا هو نور العالم، من يتبعني لا يمشي في الظلمة" ونحن نقول عليه: "هو النور الحقيقي" وهكذا ورد في إنجيل يوحنا في الإصحاح الأول.
وهو نفسه قال عن ذاته قبل الصلب بفترة بسيطة "النُّورُ مَعَكُمْ زَمَانًا قَلِيلًا بَعْدُ، فَسِيرُوا مَا دَامَ لَكُمُ النُّورُ لِئَلاَّ يُدْرِكَكُمُ الظَّلاَمُ" (إنجيل يوحنا 12: 35).
أتذكر أني في عام 1945 أو 1946 تقريبًا أي منذ حوالي 65 أو 64 سنة كنت أسير في شارع إبراهيم باشا (الجمهورية حاليًا) فوجدت دار للكتاب المقدس يضعون في "الفاترينة" إنجيل كبير، فوقفت وقرأت هذه الآية التي أعجبتني وهي: "النور معكم زمانًا قليلًا بعد، فسيروا ما دام لكم النور لئلا يدرككم الظلام" وكنت أكتب هذه الآية على كراسات محاضراتي باستمرار لأنها أعجبتني. "النور" الذي هو "السيد المسيح".
وفي سفر الرؤيا يقال عن السيد المسيح عندما ظهر للقديس يوحنا الحبيب: "وجهه كالشمس وهي تضيء في قوتها" – بعد القيامة – هل يوجد نور أكثر من ذلك؟!
والروح القدس كانت تظهر في ألسنة من نار وهي مضيئة أيضًا.
والملائكة أيضًا ملائكة من نور. كما ورد في كورنثوس الثانية إصحاح 11.
الأبرار أيضًا نور. حيث يقول الإنجيل: "فليضيء نوركم قدام الناس ليروا أعمالكم الحسنة"، ونص الآية هو: "فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ" (إنجيل متى 5: 16) والمسيح قال للأبرار تلاميذه: "أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ" (إنجيل متى 5: 14).
وفي القيامة يقوم الأبرار بأجسام نورانية روحانية.
ليس فقط الله وملائكته والأبرار نور، حتى وصايا الله والكتاب المقدس هو أيضًا نور. حيث يقول المزمور 19: "وصية الرب مضيئة تنير العينين عن بُعد"، ونص الآية هو: "أَمْرُ الرَّبِّ طَاهِرٌ يُنِيرُ الْعَيْنَيْنِ" (سفر المزامير 19: 8) ويقول: "مصباح لرجلي كلامك ونور لسبيلي"، ونص الآية هو: "سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي" (سفر المزامير 119: 105 - قطعة ن).
الكنيسة نفسها عبارة عن منارة تشبه السماء في نجومها وفي ملائكتها لذلك الكنيسة دائمًا تكون منيرة لأننا لا يمكن أن نتصور السماء مظلمة. ولو كانت السماء مظلمة كنا لا نشبه الكنيسة بالسماء أو النجوم أو الملائكة.
النور أيضًا نجده في تعاليم القديسين، لذلك في أسبوع الآلام عندما ننتهي من قراءة أي فصل من أقوال أحد الآباء نقول: "فلنختم عظة أبينا القديس (فلان) الذي أنار عقولنا بتعاليمه النافعة".
النور أيضًا هو الاستعداد للقاء الرب، لذلك يقول الكتاب، لتكن "مناطقكم مشدودة ومصابيحكم موقدة وأنتم تنتظرون الرب"، ونص الآية هو: "لِتَكُنْ أَحْقَاؤُكُمْ مُمَنْطَقَةً وَسُرُجُكُمْ مُوقَدَةً" (إنجيل لوقا 12: 35).
النور أيضًا هو ما نطلبه كل يوم في صلواتنا. في صلاة باكر نقول: "عندما دخل إلينا وقت الصباح أيها المسيح إلهنا، فلتشرق فينا الحواس المضيئة والأفكار النيرة".
ونقول: "أنر عقولنا وقلوبنا وأفكارنا وهب لنا في هذا اليوم أن نرضيك فيه".
ونقول باستمرار: "بنورك يا رب نعاين النور".
وإن كان أول الكتاب المقدس يتكلم عن النور الذي خلقه الله في اليوم الأول. فآخر الكتاب المقدس أيضًا يتكلم عن أورشليم السمائية المنيرة التي يقول فيها: "مجد الله أنارها والرب سراجها"، ونص الآية هو: "مَجْدَ اللهِ قَدْ أَنَارَهَا، وَالْخَرُوفُ سِرَاجُهَا" (سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 21: 23)، لذلك ما دام الله قد أنارها لا تحتاج إلى نور شمس ولا قمر لأن نور الرب هو الذي أنارها، ونص الآية هو: "لاَ تَحْتَاجُ إِلَى الشَّمْسِ وَلاَ إِلَى الْقَمَرِ لِيُضِيئَا فِيهَا" (سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 21: 23).
إن كان الأمر بهذا النور وأهميته، فما علاقة الكنيسة بالنور؟ كما قلت لكم أن الكنيسة تسمى "منارة" أي "مصدر النور" وفي سفر الرؤيا قيل أن الرب في وسط الكنائس السبع "السبع منائر من ذهب" وكلمة ذهب تعطي قيمة. فالكنيسة شُبِّهَت بمنارة ومنارة من ذهب.
هذا الكلام ليس فقط في العهد الجديد إنما من العهد القديم. الرب أمر موسى أن تكون هناك منارة وهناك سبع شهب مضيئة. السبع شهب لكي تنير خيمة الاجتماع باستمرار. ومن اهتمام الرب بها، أنه قال أنها سرج من ذهب نقي لتضيء (خر 25: 37، 38).
وأيضًا قال: "أنها تنير من زيت زيتون مرضوض لإصعاد السرج"، ونص الآية هو: "زَيْتَ زَيْتُونٍ مَرْضُوضٍ نَقِيًّا لِلضَّوْءِ لإِصْعَادِ السُّرُجِ" (سفر الخروج 27: 20؛ سفر اللاويين 24: 2) وأصبح واجب باستمرار إيقاد هذه السرج لكي تكون خيمة الاجتماع منيرة باستمرار.
وعندما بني سليمان الحكيم الهيكل اهتم بـ"الْمَنَائِرَ وَسُرُجَهَا لِتَتَّقِدَ حَسَبَ الْمَرْسُومِ" (سفر أخبار الأيام الثاني 4: 20).
أي كانت خيمة الاجتماع مضيئة بالسرج وسليمان أيضًا في الهيكل اهتم بالسرج وبالمناير.
وحدث في أيام حزقيا الملك الصالح عندما أراد أن يصلح الأخطاء السابقة قال: "آبائنا من قبل خانوا الرب فأطفأوا السرج"، والآية كاملة تقول: "لأَنَّ آبَاءَنَا خَانُوا وَعَمِلُوا الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ إِلهِنَا وَتَرَكُوهُ، وَحَوَّلُوا وُجُوهَهُمْ عَنْ مَسْكَنِ الرَّبِّ وَأَعْطَوْا قَفًا، وَأَغْلَقُوا أَيْضًا أَبْوَابَ الرِّوَاقِ وَأَطْفَأُوا السُّرُجَ وَلَمْ يُوقِدُوا بَخُورًا وَلَمْ يُصْعِدُوا مُحْرَقَةً فِي الْقُدْسِ لإِلهِ إِسْرَائِيلَ" (سفر أخبار الأيام الثاني 29: 6، 7) أي اعتبر إطفاء السرج خيانة للرب.
وكما قلت لكم أن أورشليم السمائية كان الرب هو السراج.
وحتى الآن إضاءة السرج موجودة في الأديرة، وغير السرج يوجد الشموع والقناديل وغيرها لذلك كان يوجد في الدير كما عاصرت أنا هذا الأمر راهب يسمى القندلفت. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وكلمة "قندلفت" جاءت من كلمة "القنديل" أي هو المختص بإضاءة القناديل وهو الذي ينير الكنيسة.
وأتذكر عندما بدأت بنعمة الله في تعمير دير البراموس كنت أسكن في حجرة في الدير وأقوم بضبط المنبه على ربع ساعة قبل صلاة نصف الليل وبمجرد أن أسمع الجرس أنزل وأكون أول من يدخل الكنيسة وينورها بالشموع وغيرها.
وظلت الشموع في الكنيسة رمز للنور. وأصبحت موجودة في الخدمة وأصبحت الشموع موجودة أمام الأيقونات فتجد كل أيقونة أمامها مكان يوضع فيه الشموع. والشموع تستخدم في قراءة الإنجيل. عند بدء قراءة الأنجيل توقد شموع يمين وشمال ونقول الآية التالية سرًا: "مصباح لرجلي كلامك ونور لسبيلي"، ونص الآية هو: "سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي" (سفر المزامير 119: 105).
وفي ليلة "أبو غلامسيس" نكون محاطين بالأنوار وكلما نقرأ عن كنيسة من الكنائس: "وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي أَفَسُسَ أو الَّتِي فِي سِمِيرْنَا.. إلخ" (سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 2، 3) نضيء شمعة رمز للكنيسة أنها منيرة. ونقول: "من له أذنان للسمع فليسمع ما يقوله الروح للكنائس"، ونص الآية: "مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ الرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ" (سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 2: 7، 11، 17، 29؛ 3: 6، 13، 22).
وفي زفة الأسقف الجديد يسير مجموعة من الشمامسة ومعهم شموع يلفون بها أمام الشعب كله.
وفي زفة أيقونة القيامة نَمر بالشموع والأنوار في الكنيسة.
وفي القناديل يكون على المذبح قنديلين كبيرين يضاءوا، الأصل في الطقس أن يكونوا سبعة. ولكن الآن يستعيضوا عنها بسبع لمبات كهرباء (4 و3) أو (5 و 2).
وفي زفة الجمعة العظيمة بعد الانتهاء من الصلاة وألحان الدفن نضع الصليب وبجواره نور، رمز للملائكة الذين كانوا يحرسون القبر، ملاك على اليمين وملاك على الشمال.
وفي سر مسحة المرضى نسميه القنديل لوجود أنوار في كل صلاة من الصلوات حيث نقوم بوضع أنوار. كما أننا نضع شمعدان في الكنيسة أيضًا.
ولا ننسى أيام الأعياد حيث تكون أكثر الأيام التي تكون فيها أنوار في الكنيسة وفي كل المناسبات العامة لكي تكون الكنيسة فعلًا منارة ومنيرة للناس.
أما من جهة الظلام فأريد أن أقول: ما أبشع الكلمات التي قيلت في الكتاب عن الظلام.
أول شيء أن الظلام رمز للشر، لذلك يقولون عن الأشرار: "أحبوا الظلمة أكثر من النور لأن أعمالهم كانت شريرة"، ونص الآية هو: "وَأَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ، لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً" (إنجيل يوحنا 3: 19).
وفي سفر الأمثال يقول: "أما طريق الأشرار فظلام"، ونص الآية هو: "أَمَّا طَرِيقُ الأَشْرَارِ فَكَالظَّلاَمِ" (سفر الأمثال 4: 19).
ومن أعمق الكلام الذي قيل عن الظلام كلام السيد المسيح للناس الذين أرادوا اتهامه وصلبه قال لهم: "هذِهِ سَاعَتُكُمْ وَسُلْطَانُ الظُّلْمَةِ" (إنجيل لوقا 22: 53) حيث اعتبر كل ما مر به من خيانة ومن هتاف الناس ضده ومن تسليمه للحكام ومن الحكم عليه كل هذا ظلام فقال: "هذه ساعتكم وسلطان الظلام".
وكان الظلام أيضًا في الكتاب المقدس يرمز إلى عدم الإيمان ولذلك في أفسس 5: 8 بولس الرسول يقول لأهل أفسس: "كنتم من قبل ظلمة"، ونص الآية هو: "لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ قَبْلًا ظُلْمَةً" (رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 5: 8) أي لم يكن عندكم إيمان. "أما الآن فأنتم نور"، ونص الآية هو: "وَأَمَّا الآنَ فَنُورٌ".
والعجيب أن الظلام كان إحدى الضربات التي ضرب بها فرعون وشعبه أيام موسى بأمر من الله لموسى. كانت إحدى الضربات، وهذه المسألة موجودة في خروج إصحاح 10.
وأيضًا الظلام كضربة موجود في سفر الرؤيا. في إصحاح 8 وإصحاح 9 من ضمن الضربات التي جاءت نتيجة لأبواق الملائكة الذين بوقوا.
والله عندما يتكلم عن عقوبة الأشرار يقول ليكن طريقهم ظلامًا وملاك الرب طاردهم.
والظلام أيضًا يرمز للجهل ففي سفر الجامعة 2: 14 يقول: "اَلْحَكِيمُ عَيْنَاهُ فِي رَأْسِهِ، أَمَّا الْجَاهِلُ فَيَسْلُكُ فِي الظَّلاَمِ" (سفر الجامعة 2: 14).
والظلام موجود في أواخر الأيام، في أواخر الأيام السيد المسيح يقول في متى 24 ومرقص 13 أن: "في الآخر بعد ضيق تلك الأيام تظلم الشمس والقمر لا يعطي ضوءه"، ونص الآية هو: "وَلِلْوَقْتِ بَعْدَ ضِيقِ تِلْكَ الأَيَّامِ تُظْلِمُ الشَّمْسُ، وَالْقَمَرُ لاَ يُعْطِي ضَوْءَهُ"، "وَأَمَّا فِي تِلْكَ الأَيَّامِ بَعْدَ ذلِكَ الضِّيقِ، فَالشَّمْسُ تُظْلِمُ، وَالْقَمَرُ لاَ يُعْطِي ضَوْءَهُ" (إنجيل متى 24: 29؛ إنجيل مرقس 13: 24).
ولكن أصعب شيء قيل عن الظلام هو: "إن الأشرار يُطْرَحُونَ إِلَى الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ" (إنجيل متى 8: 12؛ 22: 13؛ 25: 30). ولماذا سميت بالظلمة الخارجية؟ يسموها الظلمة لأنها بعيدة عن الله الذي هو نور وبعيدة عن الملائكة الذين هم نور وبعيدة عن الأبرار الذين هم نور وبعاد عن أورشليم السمائية التي هي نور.
وخارجية أي خارج ملكوت الله. أقصى ما يمكن أن ينتظر الناس هو الظلمة الخارجية.
لذلك نحن نكره الظلام. ونحب أن الكنيسة تكون مملوءة بالنور باستمرار كما سبق وشرحنا فيما مضى.
ومن كلام الله ضد الظلام يقول: "إن كان النور الذي فيك ظلامًا فالظلام كم يكون" ويقول: "الذي عينه شريرة يكون جسده كله مظلمًا"، ونص الآية هو: "كَانَتْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظْلِمًا"، "سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ، فَمَتَى كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا، وَمَتَى كَانَتْ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ يَكُونُ مُظْلِمًا"، "فَإِنْ كَانَ جَسَدُكَ كُلُّهُ نَيِّرًا لَيْسَ فِيهِ جُزْءٌ مُظْلِمٌ، يَكُونُ نَيِّرًا كُلُّهُ" (إنجيل متى 6: 23؛ إنجيل لوقا 11: 34؛ إنجيل لوقا 11: 36) لم يقل جسده كله شرير بل قال مظلم أي الظلام والشر شيء واحد.
ولذلك يعتبروا أن الشخص الذي يعاقبه الله يقول الكتاب: "سِرَاجُ الأَشْرَارِ يَنْطَفِئُ" (أمثال 24: 20)، "يَنْطَفِئُ سِرَاجُ الأَشْرَارِ" (سفر أيوب 21: 17), ويقول "تظلم عيونهم كي لا يبصروا"، ونص الآية هو: "لِتُظْلِمْ عُيُونُهُمْ عَنِ الْبَصَرِ" (سفر المزامير 69: 23).
صدقوني حتى في رشم الصليب نقول الله من فوق نزل إلى تحت لينقلنا من الظلمة إلى النور. والظلمة يرمز إليها الشمال مصير الأشرار.
الاستثناءين الوحيدين في الكنيسة هم الآتي:
هو يوم الجمعة الكبيرة من الساعة السادسة إلى التاسعة (تكون ظلمة على الأرض من الساعة السادسة إلى التاسعة) حيث أنه من الساعة السادسة إلى الساعة التاسعة كانت أكثر وقت لآلام المسيح المُرة لذلك نقول: يا من في اليوم السادس وفي الساعة السادسة سمرت على الصليب. وفي الساعة التاسعة نقول: "يا من ذاق الموت في وقت الساعة التاسعة" إذن من السادسة للتاسعة كان أصعب وقت للمسيح على الصليب. ويقول الكتاب: حدثت ظلمة على الأرض كلها لأن الطبيعة في آلام المسيح كانت متألمة معه ولذلك كانت ظلمة على الأرض.
وثاني استثناء في تمثيلية القيامة يوم عيد القيامة يطفأ النور ونبدأ نقول الألحان الخاصة بالقيامة "افتحوا أيها الملوك أبوابكم ليدخل ملك المجد....الخ". هذه الظلمة لمدة عدة دقائق ترمز إلى ظلمة القبر الذي قام منه السيد المسيح لذلك عندما نقول "المسيح قام بالحقيقة قام" تضاء الأنوار.
أنا لم أكلمكم في هذا الأمر عن رأيي الخاص وإنما عما يقوله التعليم في الكتاب المقدس وطقوس الكنيسة وما قاله الوحي الإلهي.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/6n44aws