← اللغة الإنجليزية: Army - اللغة العبرية: צבא יבשה - اللغة اليونانية: Στρατός ξηράς - اللغة اللاتينية: Exercitus.
(مت 26: 53) إن الكلمة المترجمة جيش هنا هي الكلمة اليونانية لجئون- وهي الفرقة الرئيسية في الجيش الروماني. كانت في الأصل مكونة من 3000 عسكري من المشاة ومن 300 من الفرسان. ومن عام 100 ق.م. إلى سقوط الإمبراطورية اختلف العدد ما بين 5000 إلى 6000. ومن أيام أوغسطس إلى هادريان في زمان العهد الجديد كان العدد 6000 هو الاعتيادي ما عدا الفرسان. وكانت هذه الفرقة الرئيسية أو اللجئون legion يحتوي على 10 كتائب كل كتيبة فيها 3 أوراط وكل أورطة فيها 200 جندي. غير أن الكلمة تفيد أيضًا عددًا غير معين (مرقس 5: 9، 15) وأما كلمة جيش في معناها المطلق فإنها لفظة تدل على عدد من الجنود, الغزاة كبيرًا كان أو صغيرًا (تك 49: 19؛ 2 صم 22: 30).
لم يكتسب الإسرائيليون مجدهم من غلبتهم في الحروب. ولكنهم اكتسبوه من تفوقهم في مجالات أخري، فلم يكونوا من جبابرة الحروب، ولكن كانت أرض كنعان تقع بين البحر المتوسط والصحراء، فكانت بحكم موقعها في قلب العالم القديم، الأرض التي وقعت بها المعارك بين الجيوش المختلفة. وكان الإسرائيليون، بحكم هذا الموقع، يضطرون إلى خوض حروب لم يسعوا هم إليها، لكنها فرضت عليهم، وكانت هزيمتهم مرارًا إعجاب واحترام الجيوش الغازية.
نجد قصة أول قتال بين جيوش متحاربة في سفر التكوين، حين أعلن ملوك وادي الأردن عصيانهم على كدرلعومر ملك عيلام رغم أنه لم يكن أول من وصل بقواته إلى منطقة البحر المتوسط فنشبت الحرب بينهم في عمق السديم. وفي هذه الحرب أبلى إبراهيم بلاء حسنًا واكتسب شهرة عظيمة بإنقاذه لوطًا ابن أخيه الذي كان قد وقع مع جميع أملاكه أسيرًا في يد ملك عيلام. وكانت القوة التي خرج بها إبراهيم لمطاردة كدرلعومر وإيقاع الهزيمة به، هي 318 من غلمان بيته المتمرنين الذين قادهم هو بنفسه.
لم يكن الشعب الإسرائيلي إلا مجموعة من الأسباط أي القبائل، الهاربة من اضطهاد فرعون المرير لها، وعبوديته القاسية. ومع أن ارتحالهم نحو كنعان لم يتسم أساسًا بروح حريته، إلا أنه قبل عنهم من البداية "بحسب أجنادهم" (خر 6: 26). وعند دخولهم إلى البرية، دخلوا إليها "متجهزين" أي مسلحين، وإن كان الأرجح أن كلمة "متجهزين" لا تشير إلى الأسلحة التي حملوها، بل إلى ترتيب صفوفهم في أثناء الارتحال (خر 13: 18). وكانوا يعسكرون في أماكن توقفهم في البرية (خر 13: 20). وفي أماكن توقفهم في سيناء، كان الجيش البالغ تعداده 600,000، ينقسم إلى فيالق كل منها له معسكره الخاص ينزل فيه " عند رايته بأعلام بيوت آبائهم" (عد 2: 2). "من ابن عشرين سنة فصاعدا، كل خارج للحرب في إسرائيل" من كل سبط، وعين لكل منهم معسكره (عدد 1: 3). وكانوا في البرية جنودا من المشاة (عد 11: 21). ولم تنضم إليهم قوات أخري إلا الملوك. وكانوا مزودين بالقسي والمقاليع للدفاع إذا ما دعتهم الظروف للحرب في البرية. ولا نقرأ عن وجود رتب عسكرية في صفوفهم في البرية. إلا ما نقرأه عن رؤساء الألوف ورؤساء المئات (عد 31: 14). كما نقرأ عن قيادة يشوع للرجال في حربهم ضد عماليق في رفيديم (خر 17: 9-13). ولقد تعلموا من ارتحالهم في البرية، النظام والروح الحربية، كما يبدو من استطاعتهم أن يهزموا المديانيين وكذلك الملك عوج ملك باشان قرب نهاية الأربعين السنة، ثم تنظيم صفوفهم استعداد للتقدم للاستيلاء على أرض كنعان.
أستقر الإسرائيليون في أرض كنعان بعد عدة حروب خاضوها تحت قيادة يشوع، ولكن تم فتح معظم بلاد كنعان عن طريق شجاعة وإقدام رجال بعض الأسباط، فلقد كان الطريق أمامهم يستلزم كفاحًا عسيرًا. وقد استحث يشوع أقرباءه من سبطيّ أفرايم ومنسي أن يواصلوا تقدمهم، ولو أدى ذلك إلى مواجهة مركبات الكنعانيين الحربية، " فتطرد الكنعانيين لان لهم مركبات حديد لأنهم أشداء" (يش 17: 18). وكان الدفاع عن آلامه في بادئ الأمر إجباريًا في إسرائيل، كل فرد حسب مكانته الاجتماعية، وهو النظام الذي كان متبعا في روما قديمًا، وقد أضعفت الغيرة القبلية بين الأسباط الشعور القومي وعاقت وحدتهم حالما استقروا في كنعان، فكان كل سبط يقوم بالدفاع عن نفسه، ولم تكن صفوفهم تتوحد إلا أمام أزمة بالغة. أول مرة ظهرت فيها وحدتهم الوطنية كانت عندما جمع باراق جيشه لمحاربة يابين ملك حاصور، الذي كان على رأس جيشه سيسرا (قض 4: 5). وقد اثنت دبورة في نشيدها في ذلك اليوم فرحا بذلك النصر العظيم على رجال الأسباط الشمالية: زبولون ونفتالي ويساكر، كما على المحاربين من منسى وافرايم وبنيامين، لما أظهروه من بسالة، وانتصارهم على رجال وفرسان ومركبات سيسرا.
واجتمع الأسباط مرة أخرى "كرجل واحد.. من دان إلى بئر سبع مع أرض جلعاد" (قض 20: 1) لمعاقبة سبط بنيامين لتغاضيهم عن القباحة التي ارتكبت. وهزم رجال سبط بنيامين في هذه الحرب بالرغم من أنهم استطاعوا جمع "ستة وعشرين ألف رجل مخترطي السيف"، بالإضافة إلى سبع مائة رجل منتخبين، عسر، كل هؤلاء يرمون الحجر بالمقلاع على الشعرة ولا يخطئون" (قض 20: 15، 16).
حتى ذلك الحين، كانت القوات الإسرائيلية المقاتلة على صورة المليشيات، فقد كان رجال الأسباط يهرعون للتجمع تحت قيادة القائد الذي يقيمه الله لمواجهة الأعداء، ثم لا يلبثون أن ينفضوا بمجرد انتهاء الأزمة. ولكن تغير هذا النظام في عهد الملوك، فقد كانت الذريعة التي تذرع بها بنو إسرائيل عندما طلبوا أن يكون لهم ملك، هو أن يخرج هذا الملك أمامهم ويحارب حروبهم (1 صم 8: 20). وقد حذر صموئيل الشعب من أن هذا الأمر سيستلزم وجود جنود محترفين: "يأخذ بنيكم ويجعلهم لنفسه، لمراكبه وفرسانه فيركضون أمام مراكبه. ويجعل لنفسه رؤساء ألوف ورؤساء خماسين فيحزنون خزانه ويحصدون حصاده ويعملون عدة حربه وأدوات مراكبه" (1 صم 8: 11، 12). والأرجح أن هذا هو التغيير الذي طرا على الجيش مع بداية عهد الملوك. فما أن اعتلى شاول العرش حتى كان عليه أن يوقف زحف الفلسطينيين ويحرر شعبه من نيرهم الذي قد ثقلت وطأته على بعض أجزاء البلاد. وزحف الفلسطينيون الذين كانوا رجال حرب متمرسين وذوي تسليح قوي، إلى مخماس بقوة مكونة من 30,000 مركبة، 6,000 فارس (1 صم 13: 5)، فلا عجب أن يختبئ الشعب في المغاير والغياض والصخور والصروح والآبار (1 صم 13: 6) فماذا يفعل جنود عزل، من الكرامين والرعاة، في مواجهة مثل هذا الخصم! ذكر المؤرخ مثالا عما وصل إليه حال الشعب من الانحطاط، من أن الإسرائيليين كانوا ينزلون إلى الفلسطينيين "لكي يحدد كل واحد سكته ومنجله وفأسه ومعوله" (1 صم 13: 20)، بعد أن أخذ الفلسطينيون الحدادين الإسرائيليين ليحرموهم من عمل الرماح والسيوف.
في هذه الظروف القاسية كان على شاول أن يبدأ كفاحه من أجل تحرير الإسرائيليين وجمع شملهم. وقد برهن ما حققوه من نصر في مخماس ووادي البطم، من جانب، واستبسالهم في جلبوع رغم هزيمتهم هناك على نمو الروح العسكرية عندهم، وتقدمهم الواضح في فنون الحرب. ولم يسرح شاول كل جنده بعد إنقاذ يابيش جلعاد، بل استبقي 3.000 رجل، كانوا على الأرجح نواة جيش إسرائيل العامل (1 صم 13: 2). ومنذ ذلك الوقت كان "إذا رأى شاول رجلا جبارا أو ذا باس، ضمه إلى نفسه" (1 صم 14: 52). وكان يوناثان وداود من أبرز رجال البواسِل الذين أحاط بهم شاول نفسه، فكان يوناثان على رأس 1,000 رجل في جبعة (1 صم 13: 2)، وكان داود على رأس حرس الملك (1 صم 18: 13،5). وعندما اشتدت غيرة شاول من داود، هرب داود من وجه شاول ليعيش طريدًا، ولجا إلى جبال يهوذا، حيث اختبأ في مغارة عدلام، وجمع من حوله 400 رجل (1 صم 22: 1، 2)، زاد عددهم فيما بعد إلى 600 رجل (1 صم 23: 13). ومن قصة نابال (1 صم 25). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). ندرك كيف كان داود يستطيع الاحتفاظ بجماعة مترابطة من حوله، وكيف كان داود يستطيع الاحتفاظ بجماعة مترابطة من حوله، وكيف كان ينتظر من ملاك الأراضي التي تدافع عنها هذه الجماعة من المحاربين مرتبط بداود حتى بعد اعتلائه العرش، حيث أصبحت العمود الفقري لجيشه. وكان هؤلاء الرجال هم الجبابرة الذين أصبح بناياهو رأسًا لهم فيما بعد (2 صم 23: 22، 23؛ 1 مل 1: 8) كما كان السعاة والجلادين (2 صم 8: 18)، وهما في العبرية: "الكريتيين والفلطين" (أي الفلسطينيين). ونعلم أنه كان في جيش داود جنود من غير اليهود، فنقرا مثلا عن "أوريا الحثي" (2 صم 23: 39)، و"أتاي الجتي" (2صم 18: 1). وكان هؤلاء الرجال لداود مثل الحرس الإمبراطوري عند الرومان، أو الانكشارية لسلاطين تركيا، أو الحرس السويسري لملوك فرنسا. وكان يوآب القائد الأعلى للجيش, وكل سلالة داود الملك مدينة للعبقرية العسكرية لهذا القائد الطموح.
وبالرغم من السلام الذي تميزت به الفترة التي ملك فيها سليمان، فإننا لا نجد أي نقص في القوة العسكرية للمملكة، فنقرا عن الحملة العسكرية ضد أدوم وأرام وحماة , كما نقرأ عن عن الحصون التي أقيمت في كل أرجاء البلاد، والتي كان يلزم لها الكثير من الجند لحمايتها، مثل حاصور العاصمة القديمة لكنعان والواقعة عند سفح جبل لبنان، ومجدو التي كانت تتحكم في سهل يزرعيل الخصيب، وجازر التي تطل على سهل فلسطين، وبيت حورون (السفلى والعليا)، وتدمر البرية، بالإضافة إلى تقوية أسوار أورشليم والقلعة. وكل هذه الحصون كان يلزمها حاميات قوية (1 مل 9: 15). ولربما كان التسخير الذي فرضه الملك سليمان، والذي كان حملا ثقيلا على الشعب يتضمن التجنيد الإجباري في الجيش، بالإضافة إلى أعمال التسخير الأخرى، مما كان له أثره الكبير في نمو الشعور بعدم الرضا، وإعلان الثورة بقيادة يربعام التي أدت إلى انقسام المملكة. وبالرغم من أن داود احتفظ بمئة مركبة مما غنمه من معركته الحربية التي انتصر فيها على هدد عزر ملك صوبة، إلا أن الفرسان والمركبات لم تكن تمثل جزءًا هامًا من الجيش في عهده. أما سليمان فقد تجاهل القلة الضئيلة من الإسرائيليين المتزمتين، وتغاضى عما جاء في الشريعة (تث 17: 16)، فأضاف إلى الجيش الكثيرين من الفرسان والمركبات (1 مل 10: 26-29) واغلب الظن انه جاء بها من "مسري" (حيث أن الكلمة العبرية المستخدمة هنا، ليست هي الكلمة التي تستخدم عادة للدلالة على مصر). وكانت "مسري" تقع في شمالي سوريا، وكان يحتلها الحثيون، ومن "كوي" في كيليكة (1 مل 10: 29؛ 2 أخ 1: 16). ولم يكن الإسرائيليون المتزمتون ينظرون إلى هذا السلاح من الجيش، بارتياب فحسب، بل لقد تعرض لشجب الأنبياء علانية فيما بعد (اش 2: 7؛ هوشع 1: 7؛ ميخا 5: 10). ونقرا في الأنبياء أكثر جدًا مما في الأسفار التاريخية عن الأعداد الهائلة من المركبات والفرسان في أشور وبابل، وبخاصة في عهود سرجون وسنحاريب وبنوخذ نصر، فقد كان حاملو الرماح ورماة السهام من الفرسان بالإضافة إلى المركبات، أساس تفوقهم في ميدان الحروب (ناحوم 3: 2، 3؛ حبقوق 1: 8؛ ارميا 46: 4) في الوقت الذي كانت فيه مركبات ملوك إسرائيل ويهوذا قليلة الأهمية، وهو ما أشار إليه ربشاق بازدراء (2 مل 18: 23) عندما وعد رؤساء يهوذا بأن يعطيهم ألفي فرس أن استطاع حزقيا أن يجد لها راكبين.
كان على كل ذكر ابن عشرين سنة في إسرائيل كما سبق القول تبعا للناموس، أن يخرج للحرب (عدد 1: 3؛ 26: 2؛ 2 أخ 25: 5)، تماما كما كان عليه فيما بعد أن يدفع نصف شاقل للهيكل. ويذكر يوسيفوس أن كل من تجاوز الخمسين من العمر، كان يعفي من هذه الخدمة فلا يستدعى للجيش. كما كان يستثني اللاويون من الخدمة العسكرية (عدد 2: 33). كما أننا نقرأ في سفر التثنية إنه كان يعفى من الخدمة العسكرية الرجل الذي خطب امرأة ولم يأخذها، أو من بنى بيتا جديدا ولم يدشنه، أو الذي غرس كرما ولم يبتكره، أو الخائف وضعيف القلب لئلا تذوب قلوب أخوته مثل قلبه (تث 20: 1-9). وقد روعيت هذه الأحكام منذ أقدم العصور، وظل معمولا بها حتى أيام المكابيين (1 مك 3: 56).
وكان الجيش ينقسم إلى ألوف ومئات وخماسين، لكل منها قائدها. وفي أيام المكابيين، كان هناك رؤساء عشرات (عدد 31: 14؛ 1 صم 8: 12؛ 2مل 1: 9؛ 2 أخ 25: 5؛ 1 مك 3: 55). ونقرا في (أخبار الأيام الثاني 2: 12، 13) عن رؤساء الآباء من جبابرة البأس في جيش عزيا، والذين بلغ عددهم ألفين وست مئة، وكان تحت يدهم جيش من ثلاث مئة ألف وسبعة آلاف وخمس مئة من المقاتلين.
وتبعا للنظام الثيوقراطيء، كان يهوه نفسه على كل جيش إسرائيل (1 صم 8: 7-20)، فهو "رئيس جند الرب" الذي ظهر ليشوع عند أريحا لتشجيعه، فكان يشوع وشعبه يحاربون تحت لوائه.
وفي أيام القضاة، كان القضاة أنفسهم يسيرون على رأس قواتهم كما حدث مع باراق وجدعون ويفتاح. أما في أيام الملكية، فقد كان يشغل منصب قائد الجيش، شخص أخر غير الملك، فكان هناك قائد أعلى للجيش مثل يوآب وابنير وبنايا. وكان هناك حامل سلاح لكل من الملك وقائد الجيش (1 صم 14: 6؛ 31: 4، 5؛ 2 صم 23: 37). كما يرد ذكر كاتب رئيس الجند الذي كان عليه إحصاء الشعب (2 مل 25: 19؛ 2 صم 24: 2؛ 1 مك 5: 42)، كما كان هناك العرفاء الذين يحتفظون بسجلات الذين في الخدمة العسكرية، ومن حصلوا على الإعفاء منها (تث 20: 5).
كانت هناك خدمات دينية تسبق انطلاق الجيش لميدان القتال (يوئيل 3: 9). وكانت الذبائح تقدم في بداية المعركة (ميخا 3: 5؛ ارميا 6: 4؛ 22: 7). كما كانوا قديما يذهبون إلى الكهنة لسؤال الرب (قض 1: 1؛ 20: 27؛ 1 صم 14: 37؛ 23: 2؛ 28: 6؛ 30: 8)، وفي الأزمنة اللاحقة، كان يذهبون للأنبياء (1 مل 22: 5؛ 2مل 3: 13؛ 19: 2؛ ارميا 38: 14). وهناك بعض الحالات التي أخذ فيها التابوت إلى الميدان (1 صم 4: 4؛ 14: 18). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). وكانت الذبائح تقدم قبل الاشتباك في القتال (1 صم 7: 9؛ 13: 9) مما كان يستلزم وجود كاهن مع الجيش (تث 20: 2). وكانت هناك مجالس للحرب لإصدار القرارات في الأمور السياسية في أثناء الحصار أو المعركة (ارميا 38: 4، 7؛ 39: 3). وكان هتاف البوق هو علامة التقدم أو التراجع في الحرب (عدد 10: 9؛ 2 صم 2: 28؛ 18: 16؛ 1 مك 16: 8). وكان نظام المعركة بسيطا فكان حاملوا الرماح الثقيلة يسيرون في المقدمة، أما رماة المقاليع والسهام فكانوا يأتون في المؤخرة تساندهم المركبات والفرسان الذين كانوا يتقدمون إلى الصفوف الأمامية متى لزم الأمر (1 صم 31: 3؛ 2 أخ 14: 9). وكانت الخطط الحربية تعدل بحسب القوة المعادية، أو تبعًا لطبيعة أرض المعركة (يش 8 : 3؛ 11: 7؛ قض 7: 16؛ 1 صم 15: 5؛ 2 صم 5: 23؛ 2 مل 3: 11-26).
وبالرغم من وجود جنود أجانب من أمثال أوريا الحثي واتاي الجتي في خدمة داود، كما استأجر الملوك الذين جاءوا بعده جنودا من الأجانب، إلا أن نظام الجنود المرتزقة لم يدخل الجيش الإسرائيلي على نطاق واسع إلا في عهد المكابيين. ويذكر الأنبياء الجيوش المرتزقة كمصدر ضعف للأمة التي تستعين بهم [كما حدث لمصر (ارميا 46: 16، 21؛ ولبابل ارميا 50: 16)]. ومنذ عهد المكابيين استخدمهم أمراء الأسرة الاشمونية في بعض الأحيان لكبح جمع الإسرائيليين الذين كانوا يسببون لهم المتاعب، أو لمعاونة جيوش روما في أحيان أخرى. وقد كان جيش هيرودوس الكبير يضم بين صفوفه مرتزقة من أمم مختلفة، وكانت الشريعة تحرم على الجنود اليهود الذين يخدمون في جيش روما، القتال أو العمل في يوم السبت. وفي أيام حرب المكابيين للتحرير، فضلت فرقة من الحسيديين (أي اليهود الأتقياء) أن تباد عن آخرها، عن أن تحمل السيف في يوم السبت (1 مك 2: 34). وهناك حالات سجلها التاريخ، استغل فيها أعداؤهم من الأمم هذا الموقف ليكبدوهم خسائر فادحة ويوقعوا بهم الهزائم.
لم يكن الجنود قبيل أن تصبح الجندية مهنة مستقلة، عندما كان الجنود من المتطوعين مثل أبناء يسى يتقاضون أي أجر بل كان عليهم أن يعتمدوا على أنفسهم أو على الأغنياء من ملاك الأراضي من أمثال نابال وبرزلاي (1 صم 25؛ 2 صم 19: 31)، فكانت مكافأة الجندي في ذلك الوقت بل فيما بعد أيضًا هي ما يصيبه من غنائم الحرب (قض 5: 30، 31؛ 1 صم 30: 22-24). وفي عهد المكابيين كان هناك جيش سمعان من الجنود المحترفين مما استلزم الكثير من النفقات (1مك 14: 32).
بالرغم من أن أول مرة ذكر فيها الجنود في العهد الجديد، كانوا من الجنود الإسرائيليين، وليس من الرومان (لو 3 : 64؛ مرقس 6: 27)، وبالرغم من أننا نقرأ عن هيرودس وعسكره الذين شاركوه الاستهزاء بيسوع (لو 23: 11)، إلا أن ما يقابلنا في أكثر الأحيان أنما هو الجيش الروماني. وكان الفيلق الروماني (لجثون) يتكون من نحو 6,000 جندي. وأصبحت الكلمة تستخدم فيما بعد، للدلالة على كثرة العدد (مت 26: 53؛ مر 5: 9). وكثيرا ما نقرا عن قائد المئة في الأناجيل وسفر الأعمال (مرقس 15: 39؛ مت 8: 5؛ لو 23: 47؛ أع 10: 1؛ 22: 25، 27). وكان دار الولاية هو مقر الوالي الروماني في أورشليم وقيصرية (مت 27: 27؛ أع 23: 35)، أو مقرا للحرس الإمبراطوري في رومية (فليبى1: 13). وكانت كتيبة أوغسطس والكتيبة الايطالية (أع 10: 1؛ 27: 1) تتكونان من الجنود الرومان الذين يقومون بمهام عسكرية في قيصرية. أما في أورشليم فكانت توجد كتيبة واحدة في زمن الرسول بولس تحت إمرة أمير أو نائب أحكام عسكري (أع 22: 24). ومن هذه الكتيبة، ثم اختيار العساكر الفرسان وحمله الرماح لمرافقه الرسول بولس إلى قيصرية (أع 23: 23).
استخدم بولس الرسول الذي عاش وقتًا طويلًا في أواخر أيامه، بين الجنود الرومان الكثير من الاستعارات من الحياة العسكرية، فالبعض منها استعارة من الأسلحة التي كان يستخدمها الجنود الرومان، والبعض الآخر من النظام والطوابير العسكرية والمعارك الحربية. فمثلًا يرد ذكر الحرب في جملة مواضع (2 تي 2: 3، 4؛ 2 كو 10: 3-6)، وكذلك منظر طوابير المشاة وسيرهم بنظام إلى المعارك: "ناظرًا ترتيبكم" (كو 2: 5). كما يذكر "موكب نصرته" وكأنه موكب الجيش وهو يعود منتصرًا إلى الكابيتول (هيكل جوبتر) تتبعه صفوف الأسرى، ويتصاعد فوقه دخان البخور العطر (2 كو 2: 14-16)، "صوت البوق" عند القيامة حين يتخذ الجنود من المؤمنين كل واحد في رتبته مكانه في جيش رب الجنود (1 كو 15: 23، 51، 52).
"والأجناد الذين في السماء" (رؤ 19: 14، 19) هم الأجناد من الملائكة الذين كانوا يخدمون الرب في أيام تجسده، وفي مجده "يتبعونه على خيل بيض لابسين بزا ابيض ونقيا".
* انظر أيضًا: النساء المتجندات عند باب خيمة الاجتماع، لواء | ألوية.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/gvpw77n