محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
رسالة يوحنا الرسول الأولى: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10
آية 1:- اَلَّذِي كَانَ مِنَ الْبَدْءِ، الَّذِي سَمِعْنَاهُ، الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا، الَّذِي شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا، مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ الْحَيَاةِ
الذي كان من البدء = أي الأزلي، الكائن قبل كل الموجودات. الذي سمعناه.. = أي تجسد، الله الأزلي غير الزمني صار زمنيًا، وبعد أن كان غير منظورًا صار منظورًا وتلامسنا معه. وهذه هي نفس بداية إنجيل يوحنا "والكلمة صار جسدًا" (يو1: 14).
سمعناه.. رأيناه.. شاهدناه.. لمسته أيدينا..
* معرفة يوحنا اختبارية معاشة فهو عاش مع المسيح ثلاث سنين ونصف.
* المعرفة هنا متدرجة فالرؤيا أقوى من السمع والمشاهدة أقوى من الرؤية فالمشاهدة هي نظرة تأملية أي قضاء وقت في التأمل أما الرؤية فهي نظرة سريعة. أما التلامس فهو أقوى من المشاهدة. التلامس = تجسد وتأنس في قانون الإيمان.
* هل هذه الخبرة قاصرة على يوحنا تلميذ المسيح الذي عايشه سنوات على الأرض؟ لا فالروح القدس يعطينا نفس الشيء دون أن نرى المسيح بالجسد (يو16: 13-16). وهذا نحصل عليه بالإيمان، الروح القدس يعطينا أن نتلامس مع حقيقة محبته وغفرانه فنقترب إليه بدموعنا كالمرأة الخاطئة نطلب المغفرة. ويعطينا الروح أن نحبه إذ نتلامس مع صفاته، نستمتع به ونشتاق إليه، ونشعر بمجده كما لو كنا رأيناه، بل أفضل، فطوبى لمن آمن ولم يرى، بل هناك من رأوه بالجسد ولم يدركوه، فصلبوه، أما الروح فيعطينا أن نعرفه حقيقة، وفي معرفته حياة (يو17: 3).
* يقصد يوحنا بهذا أن المسيح تجسد حقيقة وبالذات بقوله لمسته أيدينا ليرد على الهراطقة الذين قالوا أن جسد المسيح كان جسدًا خياليًا (هرطقة الدوسيتيين). ورد يوحنا هنا يعني أن جسد المسيح كان جسدًا حقيقيًا يشابه أجسادنا تمامًا ما عدا الخطية وحدها.
* وهل نحن قادرين أن نلمسه نحن أيضًا وقد صعد إلى السماء؟ (1) نحن نتناول جسده فنلمسه؛ (2) ليس كل من لمس جسد المسيح وهو على الأرض بجسده قد تلامس معه وحصل على بركة هذا التلامس، فاليهود وعساكر الرومان لمسوا جسده وهم يصلبونه، أما المرأة نازفة الدم إذ تلامست معه بإيمان شفيت (مت9: 20-22). (3) المرأة لمسته إذ عرفت من هو، والروح القدس الذي فينا يعطينا أن نعرفه وكأننا تلامسنا معه.
* مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ الْحَيَاةِ = قوله من جهة يعني أن ما أقوله عن اَلَّذِي كَانَ مِنَ الْبَدْءِ، الَّذِي سَمِعْنَاهُ. . . هذا أقوله عن المسيح كَلِمَةِ الْحَيَاةِ. هو الكلمة وهو الحي، هو كلمة الله الحي بل هو الحياة، هو الذي يعطي حياة للخليقة ويجدد الخليقة التي فسدت وماتت، فأتى ليعطيها حياة "لي الحياة هي المسيح" (فى1: 21). المسيح هو الكلمة (يو1: 1) اللوغوس ابن الله، حكمة الله. وهو الحياة (يو1: 4). هو له الحياة في ذاته "لأنه كما ان الآب له حياة في ذاته، كذلك أعطى (أعطى = مولود من الآب وله حياة في ذاته أي أن هذه هي طبيعته) الابن أيضًا ان تكون له حياة في ذاته" (يو5: 26). والكلمة تجسد ليتحد بنا فيعطينا حياته. هو كلمة الله الحي الذي كان مع الآب والروح منذ الأزل (يُرجى مراجعة تفسير كو2: 8 – 10). وهو كلمة الحياة لأنه ينبوع الحياة لكل بشر. أتى لتكون لنا حياة روحية وأبدية على الأخص. ويوحنا حين سمع وتلامس مع المسيح أدرك أنه مرسل من الله وأنه أتى ليعطي البشر حياة نقية مع الله. وبعد حلول الروح القدس عرف من هو المسيح، وأنه يهوه وأنه تجسد ليتحد بنا فيعطينا حياة. وهكذا نحن الآن ندرك هذا بالروح القدس. والمسيح تجسد لندرك نحن هذه الحقيقة وتكون لنا هذه الحياة.
آية 2:-. فَإِنَّ الْحَيَاةَ أُظْهِرَتْ، وَقَدْ رَأَيْنَا وَنَشْهَدُ وَنُخْبِرُكُمْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ الآبِ وَأُظْهِرَتْ لَنَا
الْحَيَاةَ أُظْهِرَتْ = المسيح الحياة ظهر في الجسد ورأيناه ونشهد لكم. هو قال عن نفسه أنا هو القيامة والحياة (يو11: 25). والمسيح تجسد حتى نتمتع بالحياة التي أظهرها، الحياة التي تجلت بشرًا ، وهذا نراه في شفاء الأصَّم الأعقد (مر7: 32 – 35) حين تفل السيد ولمس لسان الأصَّم بلعابه فنطق ، والمعنى أن جسده يعطي حياة. الابن أخذ له جسدًا لنستطيع أن نراه وندركه أنه حياة لنفوسنا ومخلصًا لنا من موتنا الروحي. لقد أماتت الخطية النفس البشرية إذ حجبتها عن الله مصدر حياتها، فجاء الابن متجسدًا واهبًا لنا حياة أفضل هنا (يو10: 10) هي حياة الفرح والسلام + الحياة الأبدية (إذ هو حي للأبد) بعد أن جعلنا من لحمه ومن عظامه (أف5: 30). اتحد بنا بالجسد، ولأن لاهوته الحي المحيي متحد بناسوته، سكنت فينا حياته الأبدية (راجع تفسير كو2: 9 ، 10). "كما أرسلني الآب الحي، وأنا حي بالآب، فمن يأكلني فهو يحيا بي" (يو6: 57).
ونخبركم بالحياة الأبدية = هي أبدية لأن الحياة التي حصلنا عليها هي المسيح الأبدي الذي لا يموت. ولكن الحياة الأبدية لا تبدأ هناك في السماء بعد القيامة، بل تبدأ هنا على الأرض. فبالمعمودية نتحد بالمسيح الحيّ الذي لا يموت. وبالعشرة مع المسيح الآن، نتذوق عربون الحياة التي فوق من فرح وسلام. أما الحياة قبل المسيح، فأحسن تعبير عنها هو ما قاله بولس الرسول "كنت عائشًا قبلًا" (رو7: 9) قال هذا عن الحياة بدون الناموس، وبلا شك تنطبق على الحياة بدون المسيح وتعني في اللغة العامية "أهي عيشة والسلام"فبدون المسيح لا فرح حقيقي ولا سلام حقيقي. هذه الحياة كانت عند الآب، لأن الابن كان عند الآب (يو1: 1) وهذه تعني أنه كان في حضن الآب (يو1: 18)، وتجسد ليتحد بنا ويعطينا حياته الأبدية. فالله أعطانا حياته الأبدية، فالله هو الحياة الأبدية، والمسيح استعلن لنا هذه الحياة الأبدية في جسد قيامته. نحن الذين كنا غير مستحقين للمجد الأرضي صار لنا المجد السماوي. وقوله الحياة أظهرت أي أعلنت بمنتهى الوضوح. الله كان في تخطيطه أن يعطيها للإنسان، الله يخلق حياة وليس موت، وخلق آدم ليحيا للأبد، وآدم اختطف لنفسه قضية الموت. وها نحن أدركنا هذا في المسيح الذي أعلن هذا بل أعطانا حياته، فنحيا بها حياة أبدية. فالحياة بدون المسيح هي حياة يصيبها الملل، لذلك يخترع الناس خطايا، وحتى الخطايا بعد وقت تفقد بريقها وتصبح مملة. أما الحياة مع المسيح فلها طعم آخر، بل حتى الألم مع المسيح له طعم آخر، فالشركة مع المسيح لها لذتها سواء في أفراح أو آلام. وبينما أولاد الله في فرح بحياتهم مع المسيح حتى في آلامهم فإن أولاد العالم في ضيق وملل حتى وسط ملذاتهم.
وقد رأينا ونشهد ونخبركم = يوحنا رأى المسيح وعايشه بالجسد ورآه متجليًا على الجبل ومعه موسى وإيليا، ورأى المسيح قائمًا من بين الأموات. وسمع من المسيح أن من يؤمن به ستكون له حياة أبدية، فهو جعلنا أعضاء جسده القائم من الأموات، فمن يثبت في المسيح سيقوم معه ويكون له مجد في السماء، وما رآه يوحنا وشاهده يخبر الكل به، لنطلب نحن أيضًا هذه الحياة الأبدية ونجاهد لأجلها، هذه الحياة التي تبدأ بالفرح الكامل هنا (آية 4) وبالمجد الحقيقي في السماء. لاحظ أن ما نحصل عليه هنا هو العربون.
آية 3:-. الَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِ، لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ أَيْضًا شَرِكَةٌ مَعَنَا. وَأَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ الآبِ وَمَعَ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ
الَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ = أي المسيح وما أتى به من حياة لنا ، نخبركم به فكل من اختبر حياة المسيح الأبدية يود لو أخبر بها كل إنسان ليختبر كل إنسان الحياة الأبدية ويعيشها. وهذا هو موضوع رسالة يوحنا. لكن نلاحظ أن في آية 1 قال الذي سمعناه الذي رأيناه... ويقول هنا بترتيب معاكس الَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ... والسبب أن في آية 1 يعبر عن خبراته الشخصية المتزايدة المتنامية في معرفة المسيح، أما في هذه الآية فهو يقصد أنه بعد أن اختبر المسيح = الَّذِي رَأَيْنَاهُ صار لكل ما سمعه من المسيح طعمًا جديدًا يود أن يقوله لكل إنسان. فاليهود رأوا المسيح ولكنهم لم يسمعوه، وهكذا قال لهم السيد المسيح "لماذا لا تفهمون كلامي؟ لأنكم لا تقدرون ان تسمعوا قولي" (يو8: 43) -والمقصود بهذا- أنكم غير قادرين أن تفهموا كلامي لأنكم لم تدركوا من أنا، وأنني كلمة الآب (قولي هنا هي اللوغوس) ولم تدركوا هنا هي نفسها رأيناه.
ولا يستطيع خادم أن يخدم دون ان يكون قد إختبر هذا السمع = وَسَمِعْنَاهُ
فيخبر الخادم الناس بما سمعه =
نُخْبِرُكُمْ بِهِ.ولا يستطيع خادم أن يخدم ما لم يكن له
خبرة خاصة في معرفة المسيح = رَأَيْنَاهُ.هنا نرى أن الحياة المعاشة تتحول إلى شهادة وكرازة.
لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ أَيْضًا شَرِكَةٌ مَعَنَا = شَرِكَةٌ المقصود بها ألفة / صداقة / مودة / محبة / شركة في هدف واحد وعلى أن تكون بمحبة / مجموعة من الناس تملك شيئًا واحدًا والكنيسة هي مجموعة من الناس هم أعضاء في جسد المسيح الواحد. لنا شركة جميعًا في جسد المسيح . أعضاء الجسد كلها مرتبطة بعضها ببعض. فاليد والصدر مرتبطان في شركة واحدة في جسم الإنسان وهكذا الصدر مع الرِجْل. وراجع مفهوم الجسد الواحد في (أف4 + 1كو12). وأعضاء الجسم كلها مرتبطة بالرأس. ورأس الكنيسة هو المسيح.
فما فشل فيه آدم تجسد المسيح ليتممه، ويعيد الخليقة كما أرادها الآب منذ البدء. خلق الله آدم واحدا، ومنه عمل حواء، ومنهما أتى الأولاد. والمعنى هو الوحدة، فالكل - حواء والأولاد هم من آدم أي كانوا في آدم، وآدم في الابن، والابن في الآب. وكان المفروض أن يكون آدم وحواء والأولاد في وحدة حب، ودخلت الخطية لتفسد الخليقة ويقتل الأخ أخيه. وجاء المسيح ليعيد هذه الوحدة أو الشركة بيننا كبشر وبينه كرأس جديد لهذا الجسد فيصير آدم الأخير (1كو15: 45). وراجع تفسير (يو17: 20 - 23 + أف4).
وَأَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ الآبِ وَمَعَ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ = هو يدعوهم لكي تكون لهم شركة مع يوحنا وكنيسته. ويقول لهم أنه هو يوحنا وكنيسته ، شركتهم هي مع الآب والابن. ونلاحظ أنه يدعوهم لهذه الشركة مع الآب والابن ومع الكنيسة أيضًا. وكل من آمن واعتمد صار ثابتًا في الابن وبالتالي صار إبنًا للآب. وبذلك فنحن في شركة إتحاد مع الابن وفي شركة بنوة للآب. ونحن في الابن ، والابن في الآب ، وبهذا نصير في الآب كما في الابن (يه 1). ويوحنا يكتب لنا ولكل من يقرأ رسالته لكي يكون لنا معه هذه الشركة مع الآب والابن. ونشترك معه في رؤية المسيح وسماع صوته وهذا يكون لنا بالإيمان، وبعمل الروح القدس فينا الذي يشهد للابن فنراه وندركه مثل يوحنا الذي رآه وسمعه. وقوله شركة يشير إلى أننا لا يمكن أن نتمتع بثمار هذه الشركة أي الفرح الكامل (كما سيأتي في آية 4) إلا من خلال الكنيسة. ففي الكنيسة نولد من الماء والروح، وفيها نعترف، وفيها نصلي القداس ونحصل على شركة جسد المسيح في التناول. بل أعطى الله لكل منا موهبة نخدم بها الكل (1بط4: 10). وموهبتي غير موهبتك، لكي تتكامل الكنيسة كما تتكامل أعضاء الجسد. لذلك فأنا لا يمكن أن أحيا بدونك ولا أنت بدوني. وهذا معنى الشركة والتكامل والجسد الواحد. والقديس بطرس يُصَوِّر هذه الشركة على أن كلٌ منا هو حجر حي في هيكل جسد المسيح (1بط2: 5 + يو2: 21) فهل يمكن لحجر في هذا الهيكل أن يحيا منفردا ومعزولا عن باقي الحجارة. وماذا لو عملت هكذا كل الحجارة فكيف يقوم هذا المبنى؟ ولاحظ أن من يربط كل المبنى هو المسيح حجر الزاوية (1بط2: 6).
ولاحظ أنه يذكر شركة معنا قبل قوله شركة الآب والابن، لأنه لن يكون لنا شركة مع الآب وإبنه إن لم تكن لنا شركة بعضنا مع بعض في محبة (راجع تفسير يو15: 9). وهذا نفس ما صلَّى به المسيح في صلاته الشفاعية "ولست أسأل من اجل هؤلاء فقط، بل أيضًا من اجل الذين يؤمنون بي بكلامهم،
ليكون الجميع واحدا، كما انك أنت أيها الآب فيَّ وانا فيك، ليكونوا هم أيضًا واحدا فينا" (يو17: 20 ، 21). فالمسيح هنا يطلب الوحدة بيننا قبل الوحدة بيننا وبينه. فالوحدة بيننا وبين المسيح لا تتم إلا لو كنا نحيا بالحب بعضنا لبعض، فهو طبيعته هي المحبة. وراجع آخر فصل في تفسير هذه الرسالة بعد تفسير الإصحاح الخامس، وتحت عنوان (أهمية المحبة عند القديس يوحنا).ونلاحظ أنه لنا أيضًا شركة
مع الروح القدس (2كو13: 14) ولكنه لا يذكرها هنا فلماذا.1- التركيز هنا على الهرطقات التي تنكر لاهوت المسيح أو ناسوته، فهو يتكلم عن المسيح ولا يتكلم عن الروح القدس، فالهرطقات التي شككت في الروح القدس جاءت بعد هذا بمئات السنين.
2- أي شركة لها طرفين، الإنسان والله، والروح القدس هو الذي يحقق الشركة بيننا وبين الله، والروح القدس فينا يثبتنا في المسيح وينقلنا المسيح لحضن الآب، فالابن هو في حضن الآب (يو1: 18). والرسول هنا يتكلم عن شركة بيننا وبين الآب والابن، ولم يشير لوسيلة هذه الشركة أي الروح القدس فهذا ليس مكانه هنا.
آية 4:- وَنَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هَذَا لِكَيْ يَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلًا
لِكَيْ يَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلًا = أي حتى لا يوجد داخلكم أي شبهة حزن. وواضح أنه لكي يتم هذا:- 1) فالمحبة يجب أن تكون بين الجميع. فلا يمكن أن يوجد فرح حقيقي إن لم تكن هناك محبة. محبة لله أولًا ومحبة لكل إنسان حتى من يعادوننا، ومن يحب الله سيحب كل إنسان والعكس صحيح (قارن (1يو4: 20 مع 1يو5 : 2). فآدم كان في جنة الفرح (عَدْنْ تعني فرح) لأنه يحب الله، والله محبة وهو كان مخلوقًا على صورة الله. 2) الشركة بيننا وبين الله وبين الله وبيننا يجب أن تتم، ولا يمكن أن نشترك مع الله ونتحد به إن لم تكن داخلنا محبة لكل إنسان، الله محبة ولا يمكن أن يتم إتحاد بيني وبين الله إن لم تكن هناك محبة (راجع تفسير يو15: 9). وفي حالة أي خصام مع أحد، لن يكون الفرح كاملًا بسبب هذا. ووجود الإتحاد الناشئ عن وجود المحبة يعيدنا إلى الحالة الفردوسية الأولى أي جنة عدْنْ (أي الفرح). 3) والخطية تسبب ضياع ثباتنا في الابن فلا تكون لنا شركة معه ولا مع الآب. 4) ومن يعرف المسيح بطريقة صحيحة (فالمعرفة هي من خلال ثباتنا في المسيح. راجع نقطة 5- 7 في المقدمة) أي من يعطيه الروح القدس رؤية حقيقية للمسيح سيكون فرحه كاملًا. ولاحظ أننا في السماء سنراه كما هو (1يو3: 2) لذلك ففي السماء سيكون فرحنا كاملًا.
إذًا شروط الفرح الكامل:
1. الشركة أي المحبة بيننا بعضنا البعض.
2. الشركة مع الله والثبات فيه وهذا شرطه السلوك بلا خطية. ولاحظ أن الرسول قال فرحكم ولم يقل فرحنا. ففرحة الرسول تكمل حين يراهم وقد آمنوا وفرحوا بالمسيح، وهكذا كل خادم أمين.
لاحظ أنه علينا أن نشرك الله معنا في كل كبيرة وصغيرة في حياتنا، وهذا يكون بالصلاة وأن نشعر أنه شريك لنا في كل شيء وبدونه لا نقدر أن نفعل شيء (يو15: 5) فهناك طريقتان لمواجهة المشاكل.
أ- أن نفكر بمفردنا في الحل فنكتئب إذ لا حل.
ب- نصلي ونشرك الله فنفرح، فمن يرفع قلبه لله في ثقة ناشئة عن دالة البنوة، سيسمع من الله. لا تخف يا ابني انا معك فينتهي الاكتئاب والحزن حتى قبل حل المشكلة، وبهذا نتعزّى. وهذا نراه كثيرا في مزامير داود النبي.
آية 5:- وَهَذَا هُوَ الْخَبَرُ الَّذِي سَمِعْنَاهُ مِنْهُ وَنُخْبِرُكُمْ بِهِ: إِنَّ اللهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّة
هناك شركة مع الله فلا بُد أن نعرف:
1. من هو الذي ندخل معه في شركة، ما هي طبيعته.
2. ما هي الشروط الواجبة التي يتطلبها الدخول معه في شركة.
فأول إعلان عن الله أنه نور وليس فيه ظلمة البتة. ولاحظ فالكلام ليس مكررًا، فقول يوحنا أن الله ليس فيه ظلمة ليس تكرارًا لقوله إنَّ الله نُورٌ. فالنور نسبي فهناك مكان به نور ولكن هناك مكان أقل استضاءة إذ به بعض الإظلام، كحجرة بها لمبة واحدة وحجرة بها 100 لمبة.
النور = إشارة للصلاح الكامل والجمال الكامل والمعرفة الكاملة فالنور يسقط على كل شيء ويظهره فلا يختفي منه شيء، لذلك قيل عن الله أنه فاحص القلوب والكلى إذ هو يعرف كل شيء. وطالما كل شيء مكشوف فالتصرف سيكون سليمًا. لذلك فالنور يشير للحكمة الكاملة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وكما أن الشمس هي نور للعين البشرية ، هكذا نور الله بالنسبة للعين الروحية، فمن يقترب من الله يقترب من النور ويدخل النور حياته فيضئ كيانه فيدرك الله ويعرفه ، ويعرف إرادته فتكون قراراته سليمة [الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة والمحبة والنصح = sound mind أي القرار السليم (2تى1: 7)]. وتكون له حياة أبدية. وكما قال داود بنورك يا رب نعاين النور (مز36: 9) فنحن بالروح القدس نعاين المسيح ونعرفه، وبالروح القدس النور نفهم كلام الكتاب المقدس، وبالروح القدس نعرف محبة الآب. وبالمسيح النور الحقيقي نحصل على الروح القدس ويحل فينا. وبالروح القدس نعرف الحق. وبالمسيح النور عرفنا الآب ورأيناه. فالمسيح هو النور المولود من نور "نور من نور" . في النور لا شيء مبهم أو مخفي، والمسيح قال "أنا هو نور العالم" والنور إشارة للقداسة والطهارة.
الظلمة = اما الظلمة فتشير للخطية:-
1. فالظلمة حرمان من النور والخطية حرمان من النعمة.
2. السير في الظلمة يعرض السائر للانزلاق والسقوط والتعثر، والخطاة عميان عن طريق الخلاص كثيرو الزلل والسقوط.
3. الخطاة كالخفاش يكرهون النور فهو يكشف أعمالهم السيئة (يو3: 19، 20).
4. الخطية تعمي بصيرة صاحبها فتقوده إلى جهنم.
5. الشيطان يدفع للخطية لذلك أسماه المسيح سلطان الظلمة.
6. في الظلام الروحي لا يرى الخاطئ الله ولا يعرفه ولا يرى الحق ولا يدركه ولا يرى نفسه وبالتالي لن يدرك أنه خاطئ لذلك يتكبر. وهذا عكس حالة بولس الرسول تمامًا حين امتلأ قلبه نورا فقال "الخطاة الذين أولهم أنا". وهكذا قال إرمياء النبي ذو العين المفتوحة "اَلْقَلْبُ أَخْدَعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ نَجِيسٌ" (إر17: 9).
ونحن من ذواتنا ظلمة لكن من يقترب إلى الله يستنير ومن يتمسك به يصير نورًا "اقتربوا إليه واستنيروا ووجوهكم لا تخزى" (مز34: 5) فالمكان الذي فيه ظلمة تنتشر فيه الحشرات والقاذورات (رمز الخطية) ومع النور تهرب هذه الحشرات. فالنور يعطي للناس إرشادًا وبدونه يتخبط الناس.
والظلمة قد تكون هي الجهل بسبب عدم المعرفة، إذ بدون نور كل شيء غامض أما النور فهناك الحكمة إذ كل شيء مكشوف وواضح. والآن إجابة السؤال الأول:- ما هي طبيعة الله؟ الله نور وكامل الجمال والحكمة.
والسؤال:- ما هي شروط الشركة معه؟ السلوك في النور. ومن يفعل سيكون فرحه كاملًا. ولاحظ قول بولس الرسول "لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين. لأنه أية خلطة للبر والإثم. وأية شركة للنور مع الظلمة" (2كو6: 14).
آية 6:- إِنْ قُلْنَا إِنَّ لَنَا شَرِكَةً مَعَهُ وَسَلَكْنَا فِي الظُّلْمَةِ، نَكْذِبُ وَلَسْنَا نَعْمَلُ الْحَقَّ
هذا الكلام يرد به على الغنوسيين الذين يهتمون بالمعرفة ولا يهتمون بالسلوك الأخلاقي، بل يحرضون على الانحلال بدعوى أن الجسد شر ولن يضيره شيء من السلوك في الخطية.
إِنْ قُلْنَا: إِنَّ لَنَا شَرِكَةً مَعَهُ = فالتجسد أعطانا شركة مع الله فقد صرنا شركاء الطبيعة الإلهية (2بط1: 4) وأثر ذلك يظهر في أن تصير لنا طبيعة جديدة كلها محبة وطهارة فنحن نشترك مع الله في محبته وطهارته وقداسته، ونصير خليقة جديدة (2كو5: 17) أي تتغير طبيعتنا القديمة ويظهر هذا في حياتنا وسلوكنا اليومي. فمن يؤمن بالمسيح ويعتمد به (رو6: 5) تصير له حياة المسيح (فى1: 21 + غل2: 20) . ويتجدد يوما فيوما ليصير على صورة المسيح (غل4: 19 + تى3: 5 + 2كو3: 18). وبهذا يعيش الإنسان في الحق ولا يحتمل الباطل. تتغير طبيعته ليصير نورًا. فالحق ليس معرفة فكرية بل حياة يحياها الإنسان من واقع حياة المسيح فيه، وهذه لها قوة وفعل محرك. ولكن علينا أن نجاهد ونبعد عنا كل ظلمة ونحيا كمائتين عن الخطية "مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ" (غل2: 20) . فالبداية أن أصلب نفسي مع المسيح، بأن أبتعد عن كل شر وخطية، بل شبه شر فلا شركة للنور مع الظلمة (2كو6: 14). وإن حدث وسقطنا فلنتب سريعًا ونعترف ودم يسوع المسيح يطهرنا (7)، (9).
شَرِكَةً مَعَهُ = كلمة شركة في اليونانية تشير لامتلاك مجموعة من الناس لشيء واحد. والشركة المسيحية تعني الإسهام في الحياة المشتركة في المسيح بواسطة الروح القدس، الذي يجمعنا كأعضاء في جسد واحد هو جسد المسيح ، وهذه الشركة تربط المؤمنين معًا وتربطهم بالله. ولو هناك من يُصِّر على الحياة في الخطية والنجاسة أو من يرفض الشركة مع أخيه، فكيف يكون هذا حق أو نور، كيف تتخاصم اليد مع الرجل أو العين، ويكون الجسد سليمًا.
وَسَلَكْنَا فِي الظُّلْمَةِ نَكْذِبُ = من يرفض السلوك في النور لا تكون له شركة مع الله وهكذا من لا يريد الشركة مع إخوته (أي يحمل كراهية لهم في قلبه). مثل هؤلاء يكونون مخادعين غير سالكين في الحق أي كاذبين، فكيف نكون في شركة معه أي نوره فينا ونسلك في الظلمة . المسيح نور ومحبة ، ويتحد بمن هو مثله سالك في النور والمحبة، وبالتالي فلن يكون هناك شركة بين المسيح وبين من يسلك في الظلمة أي الخطية والنجاسة أو الكراهية.
آية 7:- وَلَكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ
وَلكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ. . . فَلَنَا شَرِكَةٌ = السلوك في النور أي بلا خطية يجعلنا نثبت في المسيح (راجع تفسير آية يو 15: 10) ، والشركة هي شركة بيننا وبين كل إخوتنا في جسد المسيح ، والمسيح هو رأس هذا الجسد، وكل منا عضو في جسد المسيح. والسالك في النور يصبح عضو حي له شركة طبيعية مع بقية الأعضاء.
ومن هو ثابت في جسد المسيح يُطَهِّرُه المسيح بدمه مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ = وهذا معنى الكفارة، أي يغطينا الدم فلا نهلك (cover - وغطاء بالعبرية تعني كافورت وراجع معنى يوم الكفارة لا16)، كما نجا أبكار اليهود إذ غطوا بيوتهم بدم خروف الفصح. وهلك مَنْ لم يغطي بابه بالدم. وأيضًا نجد اللابسين ثيابا بيض في السماء قد غسلوا ثيابهم وبيضوها في دم الخروف (رؤ7: 14). ومن يغطيه دم المسيح، يرى الآب دم ابنه يغطي هذا الخاطئ فيقبله. لذلك من يطهره المسيح بدمه يُحسب بلا دينونة (رو8: 1). ويحسب أيضًا كاملا وبلا لوم في المسيح (أف1: 4 + كو1: 28) . ولنرى تسلسل الآية.
السلوك في النور بطاعة الوصية.... يقود إلى شَرِكَةٌ مع الاخوة في جسد المسيح.... والثابت في جسد المسيح، يُطَهِّرُه دم المسيح من كل خطية فهو في المسيح مغطى بالدم = له كفارة = cover.
فالله خلق آدم في وحدة مع زوجته وأولاده وكان هذا مدعاة للحب بين أفراد الأسرة. ولكن ما أن دخلت الخطية حتى كره الإخوة بعضهم وقام قايين بقتل هابيل. فصورة المحبة والوحدة هذه اعادها المسيح بجسده (يو 17: 21). وصورة الوحدة والمحبة هي إرادة الله منذ البدء.
كما هو في النور= فالله نور وساكن في النور (دا2: 22).
فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ
= إن من يسلك بالصلاح وبلا خطية يكون خليقة جديدة، يكون قد اتحد بالمسيح وصار عضوًا في جسده. وكل المؤمنين أعضاء في جسد المسيح، هم في شركة في جسد المسيح. من هو ثابت في المسيح فهو مملوء بالروح القدس، فالروح القدس هو الذي يثبتنا في المسيح. ومن هو مملوء بالروح تكون له ثمار الروح وأولها المحبة. إذن علامة السلوك في النور هي أن تكون لنا شركة محبة بعضنا البعض في جسد الكنيسة الواحد. فهل يتخاصم أعضاء الجسد الواحد، لو خاصمت العين اليد ستتركها تحترق ولا تخبرها بأن ما تراه نارًا، بل قد يحترق الجسد كله. وطالما نحن أعضاء في جسد المسيح الواحد ونسلك في محبة وفي نور أي ثابتين فيه، فدم يسوع المسيح يطهرنا من كل خطية. ولقد وضع الرسول شركتنا مع بعضنا البعض أي وحدتنا الإيمانية المملوءة حبًا ككنيسة واحدة، قبل أن يقول أن دم يسوع يطهرنا، لأنه لا يستطيع إنسانًا أن يتمتع بالتطهير بدم المسيح إن كان قلبه مملوء كراهية ورافض للشركة مع الإخوة، فهذا لا يمكنه أن يثبت في جسد المسيح. وسيكون منعزلًا عن شركة الكنيسة الواحدة التي هي جسد المسيح. (مت6: 15) إن لم تغفروا... لا يغفر لكم. (راجع الملحق الأخير بعد نهاية تفسير الأصحاح الخامس) فالمسيح لا يتحد بنا إن لم نحب الإخوة حتى الأعداء الذين يكرهوننا.ولاحظ أن كلمة دم تشير:-
1. أن للمسيح جسدًا حقيقيًا وليس خياليًا.
2. لحقيقة آلام المسيح وموته.
3. للتكفير، فهو يغفر ويستر ويقدس ويغسل.
آية 8:- إِنْ قُلْنَا إِنَّهُ لَيْسَ لَنَا خَطِيَّةٌ نُضِلُّ أَنْفُسَنَا وَلَيْسَ الْحَقُّ فِينَا
من يسلك في النور يرى عيوبه وخطاياه فلن يستطيع إنكارها. وطالما نحن في الجسد فلنا ضعفاتنا وسقطاتنا، والكتاب يقول "ان الصديق يسقط سبع مرات ويقوم. اما الأشرار فيعثرون بالشر" (أم24: 16). وبولس الرسول يقول عن نفسه "الخطاة الذين أولهم أنا". فمن يقول أنه بلا خطية فهو لا يعيش في النور ولا يسلك في النور، فوجود النور في مكان يكشف وجود القاذورات التي فيه . لكن من هو في الظلمة يعيش في ضلال ويعيش فيه روح الضلال. أما من سكن فيه الروح القدس، روح الحق ينير له ويرشده للخطايا الموجودة فيه. وتكون علامة أننا يسكن فينا الروح القدس أننا نشعر بخطايانا ونراها ونمقت أنفسنا (حز 20: 43+ 36: 31). هذا يكون كمن أنار غرفة قذرة وبها حشرات فهو سيشمئز منها .
ويعرف المؤمن حين يكشف له الروح خطاياه أنه ضعيف، ويشعر باحتياجه الدائم للمسيح فيطلب المعونة، ويعرف أنه خاطئ فيطلب المغفرة.
نُضِلُّ أَنْفُسَنَا = من يقول أنه بلا خطية فهو 1- إما يكذب 2- أو أعمى. فالحقيقة أنه لا يوجد من هو بلا خطية. والمريض الذي يقول أنه سليم ، فلا يذهب للطبيب فهو يضل نفسه وسيموت . ولكن إذا انفتحت أعيننا ورأينا كم نحن خطاة فلنتب ونعترف ودم يسوع يطهرنا من كل خطية. وبالإفخارستيا نعود للثبات في المسيح، وهذه دعوة المسيح لنا "اثبتوا فيَّ وأنا فيكم" (يو15: 4). والاعتراف هو اتضاع أمام الله. والخجل مطلوب، فإذا كنا نخجل من إنسان مثلنا، فهذا يدعونا لأن نفكر أن الخجل لابد أن يكون من الله.
آية 9:- إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ
الله يعرف ضعفاتنا لذلك وضع لنا الحل لمغفرة خطايانا وهو التوبة والاعتراف لتطهيرنا من خطايانا. ونلاحظ أن فعل يطهرنا في آية 7 جاء بصيغة الاستمرار، فالمسيح لم يطهرنا مرة واحدة فقط بل عمله في التطهير والتقديس مستمر، فهو يغفر لنا ماضينا ويطهر حاضرنا ويقدس مستقبلنا في المسيح. راجع معنى شريعة البقرة الحمراء (عدد19).
وهناك من يسأل هل هناك داع للاعتراف أمام كاهن؟
1. هل يمكن أن ينطق الرب بكلام لغو حينما أعطى التلاميذ سلطان الحل (يو20: 22، 23 + مت18: 18).
2. يخبرنا سفر الأعمال أن الذين آمنوا كانوا يأتون مقرين ومخبرين بأفعالهم (أع19: 18). وهذا ما قاله معلمنا يعقوب (يع5: 16).
3. الله وهب الحياة للعازر، ولكن طلب من تلاميذه حل الأربطة. أفلم يكن من أقام من الأموات قادرًا على حل الأربطة، ولكن كان رب المجد يؤسس نظامًا للكنيسة.
4. تقابل شاول مع الرب مباشرة، ولكن الرب حوله إلى حنانيا.
5. عاشت الكنيسة منذ بدايتها تؤمن بالسر وتمارسه.
فلماذا إذن ننكر سر الاعتراف، هل بسبب الكبرياء؟ إذن لنتخلى عنه.
أم بسبب الخجل؟ فإذا كنا نخجل من كاهن ضعيف خاطئ مثلنا، فماذا سنفعل أمام الله القدوس الذي بلا خطية. إن الخجل مطلوب حتى نفهم كم سنخجل أمام الله. ولنفهم أن الكاهن هو خادم السر ولكن المسيح هو الغافر، والكاهن يعلن هذا الغفران.
الله أمين وعادل = عادل فهو حمل خطايانا على الصليب وأمين فهو يغفر لمن يعترف بخطاياه فهو يسامح المعترف على أساس الثمن المدفوع أي دمه. الشرط أن يعترف الخاطئ ولا يعمل كآدم وحواء، إذ حاولا تبرير أنفسهما.
آية 10:- إِنْ قُلْنَا إِنَّنَا لَمْ نُخْطِئْ نَجْعَلْهُ كَاذِبًا، وَكَلِمَتُهُ لَيْسَتْ فِينَا.
نَجْعَلْهُ كَاذِبًا
= فالنبوات كلها تنطق بأن الجميع زاغوا وفسدوا (جا7: 20+ مز14: 2، 3) وغيرها كثير. ومن كلمات الرب يسوع "وإغفر لنا ذنوبنا". وقول الرب أن الصديق "يسقط ويقوم 7 مرات في اليوم" إذًا من المؤكد أنه لنا ذنوب وخطايا ونحتاج لتطهير. وهذا التطهير هو ثمرة لسر التجسد.وكلمته ليست فينا = كلمة الله هي الحق، ولو كان الحق فينا، وكلمة الله ثابتة فينا، تكون كلمة الله التي فينا تديننا وتظهر الخطأ الذي فينا. فكلمة الله نور يكشف عيوبنا.
من يقول أنه بلا خطية فهو ينكر انه بسبب الخطية انفصل الله عن الإنسان فمات الإنسان، وكان الفداء من أجل أن يعيد الله لنا الحياة. هو ينكر احتياجنا الدائم للمسيح لنتطهر من خطايانا. وكأن مثل هذا الإنسان ينكر كل ما ذكره الكتاب المقدس.
ومن هو الإنسان الذي يقول هذا إلا من دخله الكبرياء، مثل هذا لا يرى أنه خاطئ.... فلماذا؟
الله يسكن عند المنسحق والمتواضع القلب (إش57: 15). وبالتالي فالروح القدس لا يسكن في المتكبر. والروح القدس هو روح التعليم والنصح والتبكيت (يو14: 26 + 2تى1: 7 + يو16: 8) وهو بالتالي ينير الطريق لمن يسكن عنده. لذلك فالمتكبر المحروم من سكنى الروح القدس فيه يكون محروما من هذه الاستنارة فيقوده روح الضلال.
← تفاسير أصحاحات يوحنا الأولى: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير يوحنا الأولى 2 |
قسم
تفاسير العهد الجديد القمص أنطونيوس فكري |
أهمية المحبة في المسيحية |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/7krs58n