محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13
يناقش الرسول في هذا الإصحاح قضية ما ذبح للأوثان بينما أنه
في رومية 14 كان يناقش موضوع المأكولات النجسة عند اليهود كلحم الخنزير.
وذبائح الأوثان تنقسم إلى 3 أقسام: -
1- أنصبة الآلهة وهذه كانت تُحرق إكرامًا للآلهة.
2- أنصبة الكهنة.
3- أنصبة الذين يقدمون هذه الذبائح، وكانوا يأكلون منها على سبيل بركة من الصنم وكان الكهنة والذين يقدمون الذبائح، يأخذون أنصبتهم ويبيعونها لمحال الجزارة ("الملاحم" ومفردها "ملحمة"). كانوا يأكلون جزء منها ويبيعون الباقي لمحال الجزارة. وكان الناس يأكلون أنصبتهم في بيوتهم أو في هياكل الأوثان. وكان الوثنيون يدعون أصدقائهم المسيحيين ليأكلوا معهم سواء في البيوت أو هياكل الأوثان. وقد أعتاد بعض المسيحيين أن يلبوا دعوة أصدقائهم من الوثنيين ويذهبوا معهم ليأكلوا في الهياكل. ولقد وُجه سؤال لبولس. هل نأكل إذا دعينا لهذه الولائم وهل نشتري من لحوم الملحمة ونحن لا نعرف مصدر هذا اللحم، فربما كان مذبوحًا لوثن. ونجد بولس الرسول يرد في اتجاهين: (1) العلم؛ و(2) المحبة.
(1)
العلم = من لهُ علم، فهو يعلم أنه لا يوجد إله سوى
الله، وهذه اللحوم
المقدمة للأوثان، لم تقدم لإله آخر فلا يوجد
إله آخر، بل هي مجرد لحوم. وبالتالي ماذا يمنع أن آكل.
(2) المحبة = من لهُ محبة يراعي مشاعر الآخرين الذين ليس لهم علم. فربما رآني أحد جالسًا مع وثنيين آكل مِمّا ذُبح للأوثان، فيظن أني مؤمن مثلهم بأن هذا اللحم فيه بركة، فيقول في نفسه طالما أن هذا القوي الذي يعلم يفعل هكذا، إذًا فلأذهب أنا أيضًا لهياكل الأوثان وأقدم ذبيحة للوثن وآكل منها لأتبارك. وبهذا يضيع هذا الإنسان الضعيف بسبب علم الإنسان الذي يعلم ولذلك خرج بولس بمبدأ هام.. أن المحبة أهم من العلم حتى لا نعثر أحد فقال "إن كان طعام يعثر أخي فلن آكل لحمًا إلى الأبد لئلا أعثر أخي آية 13 "وهذه المشكلة غير قائمة الآن، فلا أحد يقدم ذبائح للأوثان. لكن الكلام هنا يقدم لنا مفهوم روحي أساسي في سلوكنا اليومي المعاصر. فهناك من يتصرف بحسب هواه دون مراعاة لمشاعر الآخرين ويقول "بما إني أنا بأتصرف صح فلا يهمني أحد" وبهذا يكون سبب عثرة للآخرين. وبولس يقول أن هذا ضد المحبة، والمحبة أهم من العلم. فالنفس المعرضة للعثرة هامة جدًا عند المسيح. ومجمع أورشليم منع الأكل مما ذبح للأصنام (أع 15: 29) ليس لمنع أكل اللحم ولكن حتى لا يشتركوا في الطقوس الوثنية ويأكلوا اللحم على أنه بركة من الأصنام، لأن مقدم الذبيحة اشترك مع الوثن في أكل اللحم (هكذا كانوا يعتقدون).
العلم والمحبة:- العلم بدون محبة ينفخ، يملأ النفس غرورًا وكبرياء. ويكون العلم في هذه الحالة كهواء بلا قيمة ينفخ الإنسان ويتهور في قراراته دون مراعاة مشاعر الآخرين، بل إنه يحتقرهم ويحتقر آراءهم فيعثرهم، ولاحظ أن كل الهرطقات نادى بها علماء متكبرين، لهم علم دون محبة فسقطوا وأعثروا كثيرين. أما لو امتلأ الإنسان محبة يكشف له الله كل أسراره. وتصور ملك لهُ قصر فخم. والسؤال ما هي الكيفية التي أتطلع بها لجمال القصر من الداخل. هل تصلح القوة؟ قطعًا لا فالقصر محاط بحراس. لا يصلح سوى أن أدخل في علاقة حب مع هذا الملك فيدعوني لأن أتطلع لجمال القصر من الداخل. وبدون هذا ستظل تصوراتي عن هذا القصر مشوشة. العلم لن يكتشف وحده حقائق السماويات، بل بالمحبة نعرف كل شيء حتى أعماق الله، هذا يكشفه لنا الروح القدس (1 كو 2: 9-12). وكيف نصل لهذه المحبة؟ المحبة هي أولًا لله، ومن يحب الله سيحب كل الناس (1 يو 4: 20 + 5: 2) وكان يوحنا تلميذ المسيح المحبوب، أكثر من تكلم عن المحبة. هو الذي كُشِفَ له ما لم يُكشف لغيره في سفر الرؤيا، بل رأى الله على عرشه. وكيف نحب الله؟
1-بالعشرة الطويلة مع الله (صلاة / تسبيح / دراسة كتاب) وبهذا نعرفه فنحبه.
2-بنقاوة القلب. فلن نراه ولن نعرفه سوى
بهذا (مت 5: 8)
3-أن أتقدس لله. أعطيه كل عواطفي ومشاعري
وطاقاتي.(عب 12: 14 + لا 11: 44)
4-بالتواضع والانسحاق. ليسكن الله عندي (أش
57: 15)
5-الزهد في العالم. (صوم / امتناع عن
اللذات..) فمحبة العالم عداوة لله (يع 4: 4)
6-ومن يفعل يكمله الله بوضع صليب عليه (آلام
وتجارب). فلنقبل الصليب بشكر
آيه 1:- "وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ مَا ذُبحَ لِلأَوْثَانِ: فَنَعْلَمُ أَنَّ لِجَمِيعِنَا عِلْمًا. الْعِلْمُ يَنْفُخُ، وَلكِنَّ الْمَحَبَّةَ تَبْنِي."
لجميعنا
علمًا =
جميعنا نعلم أنه ليس إله آخر سوى الله، وأنه لا وثن. وبالتالي فإن أكل هذه اللحوم
لا يؤثر علينا في شيء. فالأوثان عاجزة عن تقديس أو تدنيس الذبيحة لأنها، أي الأوثان،
غير موجودة بالمرة. وما ذبح هو خليقة الله، يمكن أن نأكلها أيًا كان مصدرها. العلم
ينفخ = العلم الخالي من المحبة يصبح بلا قيمة وكأن صاحبه مملوء هواء، فهو
يملأ النفس كبرياء وغرور. ولكن المحبة تبني = تبني الإنسان ليحيا ويرتفع
سماويًا، وكل يوم يعرف عن الله أكثر ويدخل إلى أعماق أكثر. ومن له العلم والمحبة
يبني الآخرين في علاقتهم بالله. أما المعرفة بدون محبة للضعفاء إيمانيًا، تجعلهم
يتعثرون، ومعرفة دون محبة تقود للكبرياء. والكبرياء سيهدم علاقتنا بالله وبإخوتنا (رو
14: 3-22). إما إذا ارتبط العلم بالمحبة فإنه يُسَخِّر ذاته لخدمة الآخرين، لكن
العلم الكثير مع الكبرياء فقد قاد لهرطقات كثيرة.
آية 2:- "فَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَظُنُّ أَنَّهُ يَعْرِفُ شَيْئًا، فَإِنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ شَيْئًا بَعْدُ كَمَا يَجِبُ أَنْ يَعْرِفَ!"
فإن
كان أحد يظن أنه يعرف شيئًا = أي يعرف عن الله معرفة عقلانية
فإنه
لم يعرف شيئًا بعد كما يجب أن يعرف = فالله محبة ولا يمكن
أن نعرفه سوى بالمحبة، أمّا العقل فيقف عاجزًا أمام الله اللانهائي. والمعرفة
البشرية ناقصة ومعرضة للخطأ، ومهما علمنا فنحن نعلم بعض العلم (1كو 13: 8، 9).
آية 3:- "وَلكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُحِبُّ اللهَ، فَهذَا مَعْرُوفٌ عِنْدَهُ."
من
يحب الله =
فهو مقرب إليه، محبوب لديه بغض النظر عن كونه عالمًا أم جاهلًا، الله يُسَّرْ به
ويختاره لمجده = معروف عنده = محبوب من الله، والله يكشف له أسراره، هذا
يقال عنه معروف عنده. أمّا الخطاة فسيقول لهم الله اذهبوا عني لا أعرفكم (مت 7:
21-23). والمحبة تجعل الإنسان أكثر قربًا من الله وبالتالي فروح الله يملأه
ويرشده للمعرفة الحقيقية (غل 4: 9) " أما الآن فَعَرَفْتُمْ الله بل بالأحرى
عُرِفْتُمْ من الله". فمن يحب الله معروف عنده، أي أن الله عرف قلبه وأنه
متجاوب معه، ويحاول التقرب منه، فيعطيه الله أن يعرفه إذا طلب من الله أن يعرفه
"اسألوا تعطوا..." فالله يريد أن يكشف ذاته لنا وأن نراه في مجده.
والله أعطانا روحه الذي يفحص كل شيء حتى أعماق الله (1كو 2: 10) وبهذا نفهم أن
العلم الذي يعطيه الله هو ثمرة من ثمار المحبة، والمحبة ثمرة للروح القدس (غل 5:
22). إذن العلم هو ثمرة لفاعلية الروح القدس.
آية 4:- "فَمِنْ جِهَةِ أَكْلِ مَا ذُبحَ لِلأَوْثَانِ: نَعْلَمُ أَنْ لَيْسَ وَثَنٌ فِي الْعَالَمِ، وَأَنْ لَيْسَ إِلهٌ آخَرُ إِلاَّ وَاحِدًا."
إذًا
ما قدموه للأوثان لا شيء فيه من معنى الديانة، فلا إله آخر سوى الله، فلا تفترضوا
أن هذه الذبائح قدمت لإله آخر غير الله، فليس غير الله إله. وبالتالي
فلا فرق بين
لحوم هذه الذبائح وباقي الأطعمة.
آية 5:- "لأَنَّهُ وَإِنْ وُجِدَ مَا يُسَمَّى آلِهَةً، سِوَاءٌ كَانَ فِي السَّمَاءِ أَوْ عَلَى الأَرْضِ، كَمَا يُوجَدُ آلِهَةٌ كَثِيرُونَ وَأَرْبَابٌ كَثِيرُونَ."
الوثنيون
عبدوا الشمس والقمر والنجوم والحيوانات، وكان لهم آلهة لها أسماء كثيرة (زيوس
وأبولوس..) ولكن كل هؤلاء ليسوا آلهة بل شياطين تختفي وراء هذه الأسماء.
آية 6:- "لكِنْ لَنَا إِلهٌ وَاحِدٌ: الآبُ الَّذِي مِنْهُ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ، وَنَحْنُ لَهُ. وَرَبٌّ وَاحِدٌ: يَسُوعُ الْمَسِيحُ، الَّذِي بِهِ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ، وَنَحْنُ بِهِ."
الآب أوجد كل شيء بالرب الواحد يسوع المسيح بحسب كون المسيح هو حكمة الله. ونحن له = خلقنا لنمجده. ونحن به = هو خلقنا وفدانا كلنا. ولا يستطيع أحد أن يقول أن المسيح رب إلاّ بالروح القدس (1كو 12: 13). فالروح القدس عمله الآن أن يشهد فينا للابن.
آية 7:- "وَلكِنْ لَيْسَ الْعِلْمُ فِي الْجَمِيعِ. بَلْ أُنَاسٌ بِالضَّمِيرِ نَحْوَ الْوَثَنِ إِلَى الآنَ يَأْكُلُونَ كَأَنَّهُ مِمَّا ذُبِحَ لِوَثَنٍ، فَضَمِيرُهُمْ إِذْ هُوَ ضَعِيفٌ يَتَنَجَّسُ."
ليس
العلم في الجميع = ليس الجميع يعرفون هذه الحقيقة أن الله واحد
ولا آلهة سواه، وبالتالي يمكننا أن نأكل مما ذُبِحَ للأوثان. بل أناس بالضمير
نحو الوثن هؤلاء هم الذين ما زالوا يظنون أن الوثن إلهًا. فضميرهم إذ هو
ضعيف = ضعيف هنا تعني نقص المعرفة، فضميرهم يبكتهم إذ هو ضعيف أنهم أكلوا مما
ذُبِحَ لوثن كأنه ذُبِحَ لإله آخر يتنجس = إذا أكل بهذا الشكل فكأنه يقدم
عبادة للوثن فعلًا، لأنه يظن ذلك. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في
موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). فمن يأكل بعكس ما يمليه عليه ضميره فهذا خطية
لهُ حتى لو لم يكن خطية.
آية 8: - "وَلكِنَّ الطَّعَامَ لاَ يُقَدِّمُنَا إِلَى اللهِ، لأَنَّنَا إِنْ أَكَلْنَا لاَ نَزِيدُ وَإِنْ لَمْ نَأْكُلْ لاَ نَنْقُصُ."
الطعام
لا يقدمنا إلى الله = لماذا تصرون
على
أكل هذه اللحوم مع أن فيها
معثرة للضعفاء، إن أكلنا لن يزيد فضائلنا إذ نحن فاهمين، بل يعثر إخوتنا. والله لن
يكافئنا على معرفتنا بل على محبتنا للآخرين. لأننا إن أكلنا لا
نزيد = لا تقربنا الأطعمة لله كما يعتقد الوثنيون ولن تزداد فضائلنا بالأكل. وإن لم نأكل لا ننقص = لا ننقص قبولًا إذا لم نأكل منها، لن ينقص رضى الله
علينا إذا امتنعنا عن أكلها، بل بالعكس فامتناعنا سيرضي الله إذ قد راعينا أن لا
نعثر إخوتنا. وملكوت الله ليس أكلًا وشربًا (رو 14: 17). بل هو روحاني فيه البر
والسلام والفرح. وهذه الآية لا نفهم منها الامتناع عن الصوم فالصوم:-
1-هو الطريق الذي رسمه السيد المسيح مع
الصلاة لنهزم الشياطين (مت 17: 21)
2-والسيد المسيح نفسه صام 40 يومًا وبولس
صام كثيرًا (2كو 11: 27)
3-السيد قال حين يُرفع العريس عنهم فحينئذ
يصومون في تلك الأيام (لو 5: 35)
4- هو
طريق لقمع الجسد واستعباده (1كو 9: 27). فالجسد يشتهي ضد الروح (غل 5: 17). فلكي
تنطلق الروح لتتذوق السمائيات فنحن نقمع جسدنا.
5- هو
وسيلة نشترك بها مع المسيح في صليبه، هو وسيلة لقبول صليب مع المسيح فهل لا أترك
طعامًا أحبه لمن أخلى نفسه لأجلي آخذًا صورة عبد وصلب عني.
6- هو
طريقة لتقوية الإرادة، ففي أصوامنا لا نهتم فقط بالامتناع عن أكل معين أو الجوع،
بل أ) بترك كل شهواتنا وملذاتنا ب) التقرب لله فليس الأكل هو الذي يقدمنا أو
يؤخرنا، بل هو قمع لملذاتنا، لذلك فمن يصوم وهو مستمر في شهواته، أو دون أن يصلي
فكأنه لم يصم. ولو كان هناك إنسانًا مريضًا فان إفطاره لن يقلل من شأن حياته
الروحية.
آية 9:- "وَلكِنِ انْظُرُوا لِئَلاَّ يَصِيرَ سُلْطَانُكُمْ هذَا مَعْثَرَةً لِلضُّعَفَاءِ."
يصير
سلطانكم =
أي علمكم بأن صارت لكم حرية في المسيح أن تأكلوا أي شيء دون أن تتنجسوا،
وهذا ما عَلّمَ به السيد المسيح أن ما يدخل الفم لا ينجسه، بل ما يخرج من
الفم هو الذي ينجس. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في
موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى).
معثرة للضعفاء = الذين يمتنعون عن الأكل لأن ضمائرهم تحرمهم مما ذبح
لوثن يعتقدون أنه إله، إذ هم سيعتقدون أنكم تعبدون إله آخر ويتشككون. وربما ذهبوا
ليعبدونه.
آيات 10، 11:- "لأَنَّهُ إِنْ رَآكَ أَحَدٌ يَا مَنْ لَهُ عِلْمٌ، مُتَّكِئًا فِي هَيْكَلِ وَثَنٍ، أَفَلاَ يَتَقَوَّى ضَمِيرُهُ، إِذْ هُوَ ضَعِيفٌ، حَتَّى يَأْكُلَ مَا ذُبِحَ لِلأَوْثَانِ؟ فَيَهْلِكَ بِسَبَبِ عِلْمِكَ الأَخُ الضَّعِيفُ الَّذِي مَاتَ الْمَسِيحُ مِنْ أَجْلِهِ."
يتقوى = يتجاسر. لأنه إذا حدث أن
أحدًا من ضعاف الإيمان (الذي لا يعرف ولا يفهم) رآك أنت يا من لك علم وأنت متكئ في
أحد الهياكل الوثنية، وحيث أن هذا الإنسان يثق في علمك وفي معرفتك فإنه سوف يتقدم
ليأكل هو أيضًا مما ذبح للأوثان، ولكنه سيأكله كما لو كان شيئًا مقدسًا، وهكذا فإن
ضعيف الإيمان سيغير نظرته من ناحية الوثن، وسوف ينظر إليه نظرة مقدسة، ويمكن على
ذلك أن ينحرف لتيار العبادة الوثنية وهكذا بسبب علمك يتعثر أخوك الضعيف. لذلك
فالمحبة تمنعني من الأكل وتكون هذه المحبة التي تمنعني أهم من العلم الذي يبيح
الأكل. وهذا معنى (آية 1).
آية 12:- "وَهكَذَا إِذْ تُخْطِئُونَ إِلَى الإِخْوَةِ وَتَجْرَحُونَ ضَمِيرَهُمُ الضَّعِيفَ، تُخْطِئُونَ إِلَى الْمَسِيحِ."
وهكذا
بتصرفك هذا تخطئ ويتعثر أخوك المؤمن، ويتعرض الإخوة الضعفاء إلى تبكيت الضمير بشدة
أو
الوسوسة أو سيمارسون حياة الخطية وبذلك فإنكم تخطئون إلى المسيح الذي مات لأجل
خلاصهم. فمن يسئ للقطيع يهين الراعي.
آية 13:- "لِذلِكَ إِنْ كَانَ طَعَامٌ يُعْثِرُ أَخِي فَلَنْ آكُلَ لَحْمًا إِلَى الأَبَدِ، لِئَلاَّ أُعْثِرَ أَخِي."
ولذلك
إذا كنت آكل شيئًا ما ويتسبب عن هذا
الطعام عثرة لأخي، فلا يجب أن أتناول هذا
الطعام مهما كان نوعه حتى لا يعثر أخي بتصرفي. ولكن هذه الآية تضع مبدءًا هاما في
المسيحية ليس فقط في أكل اللحم. لكن على المسيحي أن لا يمتنع فقط عما يراه خطأ ولكن
ما يجعل الآخر يتعثر، أي عليَّ أن أهتم بأن لا أعثر أحدًا فأنا مسئول عن حياة
الآخرين الروحية.
← تفاسير أصحاحات كورنثوس الأولى: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير كورنثوس الأولى 9 |
قسم
تفاسير العهد الجديد القمص أنطونيوس فكري |
تفسير كورنثوس الأولى 7 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/c2a37w7