كانت روما في القرن الأول ق.م. هي القوة الوحيدة في عالم البحر المتوسط، والخليفة لإمبراطورية الإسكندر الأكبر المترامية الأطراف. وفي الفترة بين القرنين الأول ق.م. والأول ب.م. زادت رقعة الإمبراطورية وبلغت أقصاها أثناء حكم تراجان (68-117م) Trajan فامتدت من اسكتلندا في الشمال حتى السودان في الجنوب وشملت معظم أوروبا من البرتغال غربًا حتى جبال القوقاز شرقًا وضمت بريطانيا وألمانيا. وكانت أيام ولادة المسيح أيام سلام أغلقت فيها هياكل الحرب وفتحت هياكل السلام. واتجهت روما إلى مد الطرق الكثيرة التي كانت تربط أطراف العالم القديم. وقد كانت الأسفار عبر تلك الطرق في بدئها خطرة بسبب قطاع الطرق لكنها أصبحت آمنة بعد ذلك بفضل القائد الروماني بومبي Pompeii سنة 64 ق.م. الذي نجح في القضاء على قطاع الطرق في الطرق البرية وعلى القراصنة في البحر المتوسط.
وبهذا صار الجو مناسبًا لانتشار المسيحية في العالم، فالعالم كله صار دولة واحدة، طرقها ممهدة، خاضعة للقيصر الروماني الذي صورته مسكوكة على العملة. واللغة السائدة هي اليونانية منذ نشرها الإسكندر والإنجيل كتب باليونانية التي يفهمها الغالبية وكان قد سبق ترجمة العهد القديم لليونانية منذ عدة عقود فيما يُعرف بالترجمة السبعينية.
وكان هناك ولاة تعينهم روما. وهناك ملوك وولاة وطنيون مثل هيرودس الكبير وهيرودس أغريباس وكانوا يمثلون أمام الإمبراطور أو مجلس الشيوخ Senatus كلما دعت الضرورة.
هو لقب رسمي للأباطرة اشتق من اسم يوليوس قيصر Julius Caesar الذي اغتيل سنة 44 ق.م. وقد ذكر هذا اللقب في العهد الجديد نحو 30 مرة. ولقب به أربعة أباطرة هم أغسطس (لو1:2) وطيباريوس (لو1:3) وكلوديوس (أع28:11 + 2:18) ونيرون (أع8:25).
(اضغط على أي اسم بالصورة للنزول مباشرة للبيانات عن ذلك الاسم)
هو جايوس أوكتافيوس ابن أخ يوليوس، واتخذه له ابنًا بالتبني، وبعد مقتل يوليوس اشترك أوكتافيوس مع أنطونيوس ولبيدوس في الحكم فترة من الوقت، وبعد هذا حارب أوكتافيوس أنطونيوس وأنتصر عليه في معركة إكتيوم البحرية سنة 31ق.م. وعلى إثر هذه المعركة انتحر أنطونيوس وكليوباترا بعد حصار الإسكندرية. وبعد هذا انفرد اوكتافيوس بالحكم وفي سنة 27 ق.م. منحه مجلس الشيوخ لقب أوغسطس وهو اسم لاتيني معناه (الجدير بالاحترام كإله) واللقب يلمح بالألوهية. وقد توارث هذا اللقب القياصرة من بعده (أع1:27). ومن (أع25:25 + 1:27) نفهم أن نيرون الإمبراطور في ذلك الوقت قد لقب بالأوغسطس. وأعلن أوغسطوس قيصر الإمبراطورية سنة 23 ق.م. وفي مدة حكمه وُلِدَ المسيح.
كان ابنًا بالتبني لأوغسطس. كان حاد الطباع، وقد طرد اليهود من روما لفترة ما. وقد بنى الوالي هيرودس أنتيباس مدينة طبرية على بحر الجليل إكرامًا لاسمه. وبدأت خدمة المسيح في السنة الخامسة عشرة من حكمه (لو1:3). وكانت عملة الجزية التي قدمها اليهود للمسيح تحمل صورته والكتابة التي كانت عليها ترجمتها "طيباريوس قيصر ابن أوغسطس الإلهي" (مت17:22) وصلب المسيح في أيامه حيث كان بيلاطس البنطي واليًا على اليهودية. وقد مال في أواخر أيامه للقسوة والديكتاتورية وعجل كاليجولا خليفته باغتياله.
كان كاليغولا مضطربًا ذهنيًا كمجنون. وكانت أيامه أسوأ أيام الإمبراطورية. أصر على إقامة تمثال هائل له في أورشليم جلب حقد اليهود عليه. واغتاله جنوده سنة 41 م.
كان قديرًا كإمبراطور، وسع الإمبراطورية، فضم موريتانيا وأعلن اليهودية كولاية رومانية وغزا بريطانيا. بدأ حكمه بالعطف على اليهود، ثم طردهم مع جماعة من المسيحيين من روما (أع 18: 2-3). حدثت في أيامه عدة مجاعات منها المجاعة العظيمة التي دامت ثلاث سنين وتنبأ بها أغابوس (أع28:11), وقد وقع كلوديوس ضحية تآمر نساء القصر فقتلته الإمبراطورة أجريبينا سنة 54م لتضمن خلافة العرش لابنها نيرون إذ كانت أمالها أن تتخذه أداة تحكم هي بها المملكة.
كان ابنًا لكلوديوس بالتبني. بدأ حكمه بفترة من الحكم الصالح وذلك بتأثير معلمه الفيلسوف سينيكا. ولكن الشاب الصغير نيرون الذي صار سيدًا للعالم وهو في سن السادسة عشرة سرعان ما انقلب إلى كابوس مخيف واشتهر بالفساد والفجور، تملكته الرغبة في أن يبرع كمغني ولاعب قيثارة وسائق عربة حربية، واندفع للهو والفساد، وسادت أيامه الاغتيالات والمؤامرات، وكان من ضحيتها أمه أجريبينا التي ماتت وهي تلعن ابنها بل قتل معلمه سينيكا. واشهر جرائمه أنه أحرق روما سنة 64م. فلقد احترقت عشرة أحياء من جملة 14 حيًا في المدينة. وكان في خياله أن يبني روما من جديد. وبينما كانت النيران تتصاعد بعنف وصراخ الضحايا يرتفع إلى أجواء المدينة كان نيرون جالسًا في برج مرتفع يتسلى بمنظر الحريق وبيده آلة طرب يغني عليها أشعار هوميروس في وصف حريق طروادة. وقد هلك آلاف عديدة من البشر في هذا الحريق. وحينما امتدت أصابع الاتهام له جعل من المسيحيين كبش فداء واتخذت الحادثة ذريعة لبداية اضطهاد دموي للكنيسة استمر أربع سنوات تجرع فيها المسيحيون كل صنوف التعذيب الوحشية التي لم تنته إلا بموته. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وكان من ضحاياه الرسولان بطرس وبولس اللذان استشهدا سنة 68م. وبصفة عامة سادت في عهده الفوضى والجريمة فأعلنه مجلس الشيوخ عدوًا للشعب. ولاقى حتفه منتحرًا في عام 68م مخلفًا وراءه حالة من الإفلاس والفوضى نتيجة بذخه الشديد وكثرة الحروب الأهلية في مدة حكمه. ونيرون هو القيصر الذي أشار إليه سفر الأعمال (أع 21:25+ 32:26).
أعلن فسباسيان إمبراطورًا على روما سنة 69 م. أثناء ثورة اليهود في فلسطين فأسند إلى ابنه الأكبر تيطس مهمة إخمادها، فحاصرها حصارًا رهيبًا ثم سقطت في يده فخربها وخرب جنوده الهيكل، وحملت كنوزه، خاصة المنارة الذهبية ومائدة خبز الوجوه الذهبية وعرضوها في مواكب انتصار تيطس وفسباسيان. وكان سقوط أورشليم سنة 70م وتم تأليه فسباسيان بأمر من مجلس الشيوخ بعد موته.
فاق أباه في شعبيته أثناء مدة حكمه القصير وعُرِف باسم حبيب الجنس البشري.
هو الابن الأصغر لفسباسيان، كان إداري قدير عظيم طوال فترة حكمه. ولكنه كان مستبدًا. وكان يخاطب "بمولانا وإلهنا" واغتيل في مؤامرة سنة 96 م. وقد أثار دوميتيان اضطهادًا عنيفًا ضد المسيحيين وهو الذي أمر بإلقاء يوحنا اللاهوتي الحبيب تلميذ المسيح في زيت مغلي ثم نفاه إلى بطمس.
3-
ملوك وحكام اليهودية في أيام
المسيح |
تفسير العهد الجديد |
1-
ملخص تاريخ الشعب اليهودي الذي جاء
منه المسيح |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/2x52htn