محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
ملوك أول: |
مقدمة
موضوع السفرين
أحداث تاريخيَّة هامة
سفرا الملوك
العمل النبوي في عصر الملوك
نظام ملكي ثيوقراطي
تزايد دور الأنبياء
الميثاق الداودي
الناموس
المشاكل الرئيسيَّة
النساء في سفريّ الملوك
الأسفار التاريخيَّة في عصر
الملوك
إسرائيل والنظام الملكي
القلب لا النظام
ملوك إسرائيل (قبل الانقسام)
سِفران مقدَّمان لك!
مقدِّمة في سفر ملوك الأول
غاية السفر
الكاتب
تاريخ ومكان الكتابة
مفتاح السفر
المسيح في سفر الملوك الأول
تمتع سليمان بغاية في المجد
مملكة سليمان ومملكة المسيح
الكنيسة في سفر ملوك الأول
هيكل الرب
الموضوعات الرئيسيَّة
الأشخاص الرئيسيُّون
المدن الرئيسيَّة
أقسام السفر
ملحق خاص عن انقسام المملكة
المملكة المتَّحدة
المملكة المنقسمة
سرّ الانقسام
المملكة المنقسمة وسلسلة الخطايا
إقامة مملكة الشمال
من يكون الحاكم؟
البنية الدينيَّة
الوضع الاقتصادي والاجتماعي
السياسة الخارجيَّة
مملكة الشمال 933-721 ق.م.
مملكة الجنوب 933-606 ق.م.
العلاقة بين المملكتين
من وحي سفر الملوك الأول
الكتاب المقدَّس ليس سجلًا تاريخيًّا يعرض أحداثًا خاصة بأمَّة معيَّنة أو بأشخاص معيَّنين، إنَّما هو حديث يمس ملكوت الله وسط شعبه، وملكوته داخل كل نفس بشريَّة. لهذا فإنَّه وإن استعرض تاريخ إسرائيل قبل الانقسام وبعده، إنَّما يستعرض معاملات الله معنا، ويكشف لنا عن حقيقة تمس أعماقنا، وهي أن نقبل الله مخلِّصنا ملكًا على قلوبنا، يدير كل حياتنا حتى نبلغ شركة أمجاده.
لقد أوضح لنا في [سفر التكوين 36: 31] وجود ملوك لأدوم قبل قيام إسرائيل، لكن مجد هذا العالم يزول كالعشب، أمَّا مملكة الله فتبقى إلى الأبد، إذ جاء السيِّد المسيح ابن داود يملك أبديًّا ويقيم من مؤمنيه ملوكًا يتمتَّعون بشركة مجده.
سفرا صموئيل الأول والثاني أشبه بمقدِّمة لسفري الملوك، حيث يرويا أصل الحكومة الملكيَّة في شاول وأصل العائلة الملكيَّة في داود. وقد اهتم السفران "ملوك الأول والثاني" على وجه الخصوص ببيت داود الذي منه يأتي كلمة الله متجسِّدًا.
سفرا ملوك الأول والثاني اللذان في الأصل هما سفر واحد يرويان قصَّة أسرة داود الملوكيَّة. لقد تحقَّق الوعد الإلهي لداود بقيام سليمان ابنه ملكًا وبنائه لهيكل الرب. لكن عدم أمانة سليمان وغباوة ابنه رحبعام قادا المملكة إلى الانقسام.
يعالج هذان السفران فترة تبلغ حوالي 455 عامًا، (من عام 1015 إلى 560 ق.م.)، أي من اعتلاء سليمان الحكم حتى ملك أويل مردوخ البابلي(1). ويمكن تقسيم هذه الفترة إلى ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى (1015 - 975 ق.م.): وهي فترة حكم سليمان، حيث المملكة غير المنقسمة التي تضم الاثني عشر سبطًا لإسرائيل، تحوي هذه المرحلة وصفًا لحكم سليمان (1 مل 1-11):
أ. بداية الحكم، أي توليه العرش وسلطانه (1 مل 1-2).
ب. تزايد قوَّته ومجده (1 مل 3: 1، 5: 14)، وبناء الهيكل وحبه للتعمير وتدشين الهيكل (1 مل 5: 15-18؛ 6: 9)، واهتمامه بالأسطول التجاري والبحري (1 مل 5: 9-10) وانتشار شهرة حكمته على مستوى عالمي فائق وتزايد ثروته (1 مل 10).
ج. بداية انحداره بسبب تعدُّد الزوجات والعبادة الوثنيَّة (1 مل 11)، فتمرَّد سليمان على الله بسبب زواجه من الوثنيَّات أدى إلى تمرًّد عشرة أسباط ضد بيت داود.
المرحلة الثانية (975 - 722 ق.م.): تبدأ بانقسام المملكة إلى مملكتين، يعيشان جنبًا إلى جنب تارة في خصومة وصراع بينهما وأخرى في تحالف. انتهت هذه الفترة بتحطيم مملكة إسرائيل، العشرة أسباط، على أيدي الآشوريِّين.
تبدأ هذه المرحلة بتمرُّد العشرة أسباط على أسرة داود الملكيَّة وإقامة مملكة مستقلة، وقد مرت المملكتان (إسرائيل ويهوذا) في ثلاثة أدوار:
أ. عداوة بين المملكتين من أيَّام يربعام إلى عمري ملك إسرائيل (1 مل 12: 2؛ 16: 28).
ب. تكوين صداقة والتزاوج بين الأسرتين الملكيتين في أيَّام آخاب وأولاده حتى هلاك يورام ملك إسرائيل وأخزيا ملك يهوذا بواسطة ياهو (1 مل 16: 29، 2 مل 10).
ج. تجديد العداوة بين المملكتين منذ تولي ياهو الملك على إسرائيل وعثليا ملكة يهوذا حتى تدمير مملكة إسرائيل في السنة السادسة من حزقيا ملك يهوذا (2 مل 11-17).
المرحلة الثالثة (722 - 560 ق.م.): وهي تحتضن فترة استمرار مملكة يهوذا حتى تدمرت تمامًا على أيدي البابليِّين الذين حملوا الشعب إلى بابل، أرض السبيّ. وتستمر حتى السنة الـ37 من سجن يهوياكين في السبيّ (2 مل 18-25).
الأربعة قرون التي غطّاها سفرًا ملوك الأول والثاني كانت فترة تغيير مستمر وقلاقل في العالم القديم، وتحول في القوى العالميَّة.
كان التهديد الآشوري غاية في العنف خلال الخمسين السنة الأخيرة من مملكة إسرائيل (الشماليَّة). قامت الدولة الآشوريَّة في عهد تغلاث فلاسر الثالث Pileser Tiglath بثلاث هجمات مدمِّرة ضد إسرائيل (أعوام 732، 733، 734 ق.م.) سقطت مملكة إسرائيل تمامًا تحت السبيّ الآشوري بعد 10 سنوات (عام 722 ق.م.) في أيَّام سرجون الثاني.
أما بالنسبة ليهوذا فمع أن سوريا وأشور كانا يهدِّدانها من وقت إلى آخر، لكن العدو العنيف والمدمِّر هو بابل. لقد أسرها في ثلاث مراحل للسبيّ (أعوام 605، 597، 588 ق.م.)، دام الحصار الأخير عامين حيث سقطت أورشليم تمامًا (عام 587 ق.م.)، ودمّر الهيكل واُقتيد الألوف من يهوذا إلى السبي البابلي.
1. يبدأ سفر الملوك الأول بداود الملك، وينتهي سفر الملوك الثاني بإقامة ملك بابل.
2. يفتتح ملوك الأول بإنشاء هيكل الرب، وينتهي ملوك الثاني بحرقه.
3. يفتتح السفر بأول خلف لداود الملك، سليمان، وينتهي بآخر خلف، يهوياكين، الذي سقط تحت السبيّ البابلي.
سفرا ملوك الأول والثاني هما في الواقع عرض لمعاملات الله مع الشعب على مستوى القيادات كما على المستوى الشعبي. يرى البعض أن سفريّ الملوك الأول والثاني في أعماقهما هما سفران نبويَّان تعليميَّان. فإن كانا هما سفرين تاريخيَّين، إلاَّ أن غايتهما هو تقديم النبوَّة والتعليم خلال التاريخ. هما الخميرة الروحيَّة التي قدِّمت في عصر الملوك منذ بدايته حتى النهاية. فمع أن هذه الفترة هي "فترة المملكة" سواء المتَّحدة أو المنقسمة، لكن الأنبياء يوضِّحون أنَّها فترة حكم الله نفسه خلال الملوك؛ هي فترة الحكم الإلهي.
الله هو الملك الحقيقي غير المنظور لشعب تمتَّع بالعهد وكان يجب أن يلتزم به. الله هو الذي وجَّه صموئيل النبي ليمسح شاول أول ملك على إسرائيل، ويمسح داود الملك الذي قلبه حسب قلب الله. كما بعث الله ناثان النبي لداود الملك ليقدِّم له الوعد الإلهي باستمرار عرشه (2 صم 7: 13). وعندما أخطأ داود مؤخَّرًا (2 صم 11، 24) جاء إليه ناثان يهدِّده بالعقوبة من قبل الله. وعند اعترافه بخطيَّته وتوبته أعلن غفرانها وتقديم بركات إلهيَّة (2 صم 12: 1-15، 24: 11-19). خلال ناثان النبي عُيِّن سليمان خلفًا لداود أبيه على العرش (2 صم 12: 24، 25)، وكان له دوره في مقاومة أدونيَّا الذي حاول اغتصاب الملك (1 مل 1).
"الرب ملك إلى الدهر والأبد، بادت الأمم من أرضه" (مز 10: 16).
"لأن للرب المُلك وهو المتسلِّط على الأمم" (مز 22: 28).
"ارفعن أيَّتها الارتاج رؤوسكن وارتفعن أيَّتها الأبواب الدهريَّات فيدخل ملك المجد. من هو هذا ملك المجد؟ الرب القدير الجبار، الرب الجبار في القتال، من هو هذا ملك المجد؟ رب الجنود هو ملك المجد. سلاه" (مز 24: 7-10).
"يجلس الرب ملكًا إلى الأبد" (مز 29: 10).
"أنت هو ملكي يا الله فأمر بخلاص يعقوب" (مز 44: 4).
"لأن الرب علِيٌّ مخوف، ملك كبير على كل الأرض" (مز 47: 2).
"ملك الله على الأمم، الله جلس على كرسيّ قدسه" (مز 47: 8).
هكذا يوجِّه الله أنظارنا نحو مملكته التي في داخلنا، فنرى كل الأجناس تتعبَّد له.
* ستتعبَّد له كل أجناس المسكونة داخل قلوبهم، "لأن للرب المُلْك، وهو المتسلِّط على الأمم". المملكة هي للرب لا للإنسان المتكبِّر، وهو يتسلَّط على الأمم.
قام الأنبياء بدور حيوي ورئيسي في حياة الملوك الصالحين والأشرار. فكانوا يسندون الصالحين، ويقاومون الأشرار بكل جسارة وقوَّة، معلنين لهم كما للشعب إرادة الله، لذا قيل عن إيليا وإليشع "مركبة إسرائيل وفرسانها":
"وكان إليشع يرى وهو يصرخ يا أبي يا أبي مركبة إسرائيل وفرسانها ولم يره بعد" (2 مل 2: 12).
"وَمَرِضَ أَلِيشَعُ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ بِهِ، فَنَزَلَ إِلَيْهِ يُوآشُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ، وَبَكَى عَلَى وَجْهِهِ وَقَالَ: «يَا أَبِي، يَا أَبِي، يَا مَرْكَبَةَ إِسْرَائِيلَ وَفُرْسَانَهَا»" (2 مل 13: 14).
عندما كان سليمان الملك مقدَّسًا للرب، ظهر الله نفسه له في حلم بجبعون بعد تولِّيه العرش مباشرة، كما ظهر له مرة أخرى بعد تدشين الهيكل ووعده بالاستجابة لصلواته واستمرار مجد مملكته أبديًا بشرط الإخلاص في حفظ وصاياه الإلهيَّة (1 مل 3: 5 الخ، 9: 1 إلخ). وإذ انحرف سليمان لم يظهر له الرب ليهدِّده بل أرسل له نبيًا (1 مل 11: 11 إلخ)، ربَّما أخيَّا الذي وعد يربعام باستلامه الحكم على عشرة أسباط (1 مل 11: 29 إلخ). بعد انقسام المملكة ظهر عمل الأنبياء بقوَّة في مقاومة الارتداد والتنبُّؤ عن الخراب الذي يحل بالمملكتين.
ظهر إيليا النبي كالنار، كلماته تحرق كالمشعل. "وقام إيليا النبي كالنار وتوَقَّد كلامه كالمشعل" (سي 48: 1)، عندما كرَّس آخاب بن عمري وزوجته إيزابل ابنة ملك صيدون طاقاتهما لتحطيم عبادة الله ونشر عبادة البعل الفينيقيَّة. حقًا لقد انحرف يهوذا بمزج العبادة الإلهيَّة بالعبادة الوثنيَّة، لكن مملكة إسرائيل كانت أكثر احتياجًا إلى أنبياء ناريِّين يحذِّرون القادة والشعب، ويحاربون الوثنيَّة منذ نشأة المملكة حتى يوم دمارها!
دور النبي الرئيسي هو تأكيد أن حياة المملكة كلَّها تقوم على مدى الإخلاص أو كسرّ العهد مع الله. لذا جاء الأنبياء يقدِِّمون الوعود الإلهيَّة والتحذيرات والتهديدات، مؤكِّدين أن مستقبل المملكة كلَّها يتوقَّف على اتَّجاهات الملك ورجاله وشعبه وتصرُّفاتهم.
يؤكِّد السفران أن كلمة الله لن تعود فارغة. تظهر قوَّة الله في تحقيق كلمته التي يعلنها خلال أنبيائه لتشكِّل تاريخ شعبه.
يكشف الكتاب المقدَّس عن شوق الله إلى إقامة ميثاق مع كل نفسٍ بشريَّة كما مع الجماعة المقدَّسة ككل. منذ سقوط آدم نرى الله في كل جيلٍ يُقيم عهدًا مع أحبَّائه، حتى أعلن "قد أكمل" على الصليب. خلال هذين السفرين يمكننا اكتشاف بعض أبعاد الميثاق مع الله.
1. يحمل هذا الميثاق جانبين متكاملين، هما العلاقة الشخصيَّة بين المؤمن المخلِّص في حياته والله، والعلاقة الكنسيَّة الجماعيَّة، بكون المؤمن عضوًا في بيت الله الواحد، الكنيسة الجامعة المقدَّسة.
2. ليس عند الله محاباة، فإن كان الله قد أقام عهدًا مع داود، كعلاقة خاصة بينهما كما جاء في (2 صم 7)، ذلك لأن داود هو "عبد الرب"، رجل "قلبه مثل قلب الرب". (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). يحمل داود ضعفات، لكنَّه يعرف كيف يتوب بروح التواضع، ويعوِّم كل ليلة سريره بدموعه، ويضع خطيَّته أمامه في كل حين، طالبًا من الله أن يرد له بهجة خلاصه. لقد صار داود مثلًا حيًّا لمن يسلك في طريق الرب.
3. يعتزّ الله بهذا الميثاق، ويبقى أمينًا له حتى بعد موت المؤمن كما يظهر من حديثه مع سليمان ابنه وبعض ملوك يهوذا. كان داود مخلصًا في علاقته بالله، فردّ له الرب هذا الإخلاص في حياته وحياة أحفاده من بعده.
4. مع إخلاص الله لداود حتى في معاملاته مع أحفاده، يلتزم المؤمنون بالرغبة الجادة أن يحفظوا العهد ما استطاعوا. ويلاحظ في هذين السفرين عندما يتحدَّثا عن أحد ملوك يهوذا ويكون صالحًا يُقال عنه إنَّه "مثل داود أبيه" في طاعته للوصايا وأمانته مع الرب. أمَّا الملك الشرِّير فيُقال عنه إنَّه لم يسلك كداود. كان الله يطيل أناته على سليمان بن داود، وعلى الملوك أحفاد داود ليس محاباة لداود ونسله، وإنَّما ليهبهم فرصة التوبة والاقتداء بالعظيم في حياته مع الرب "داود". كان يؤجِّل التأديب منتظرًا عودة الساقطين.
5. حسب وعد الله لداود امتدَّت أسرة داود الملكيَّة عبر الأجيال ولم تُبتر تمامًا كما حدث مع أول ملك على إسرائيل، شاول بن قيس. لقد حقَّق الله وعده لداود. وقد أبرز السفرين ثمار الإخلاص أو كسر العهد مع الله. فإخلاص سليمان قاده إلى الحكمة السماويَّة وكسره للعهد أدى إلى انقسام المملكة في عهد ابنه رحبعام. يقدِّم السفران صورة مؤلمة للغاية لبعض ملوك يهوذا، إلاَّ أنَّهما يحملان خطًا واضحًا يؤكِّد اهتمام الله بتحقيق ما سبق فوعد به داود الملك بواسطة ناثان الملك (2 صم 7: 12-16). لقد أدَّب نسل سليمان بسبب شرورهم لكنَّه أبقى نصيبًا من الأسباط (من يهوذا وبنيامين) تحت حكم أسرة داود، مع بقاء مدينة أورشليم المختارة. ووُجد أبناء لداود من جيل إلى جيل حتى تم السبيّ البابلي بسبب فساد أبنائه. أخيرًا لم يُحرم نسل داود من التمتُّع باستمراريَّة الأسرة الملكيَّة، إذ جاء ابن داود، يسوع المسيح، يملك على القلوب ويحمل شعبه إلى حضن الآب، بكونه ملك الملوك الذي يقيم خيمة داود الساقطة ويبقى ملكًا إلى الأبد. حقًا لقد وعد الله يربعام أن يقيم له بيتًا دائمًا إن سار بأمانة في طرق الرب (1 مل 11: 37-38)، لكن يربعام لم يحقِّق هذا الشرط، ولم يتمِّم أي ملك من بعده هذا الشرط. ومع هذا فقد أطال الله أناته على ملوك إسرائيل والأسباط المنشقَّة محذِّرًا ومهدِّدًا إيَّاهم بأنبيائه بالتأديبات التي تحل على الملوك والشعب، كما كان يقدَّم لهم امتيازات من حين إلى آخر من أجل عهده مع إبراهيم (2 مل 13: 23).
جاء السفران يقدِّمان مقياسًا للأحداث والتاريخ خلال طاعة الملك وشعبه أو عدم الطاعة للشريعة الإلهيَّة. قبول الوصيَّة والطاعة لها أو رفضها وعصيانها هو ما يقيم حياة المملكة.
واجه شعب إسرائيل في أرض الموعد مشاكل كثيرة، أهمها الآتي:
1. الخلط بين عبادة الله (يهوه) وآلهة الكنعانيِّين: لقد اختبر الشعب اليهودي يد الله القويَّة في خروجهم من مصر، والاهتمام بهم وسط البريَّة، ونصرتهم على الشعوب القاطنة في أرض الموعد. لكن إذ امتلك الشعب الأرض التي تفيض لبنًا وعسلًا، وهي لا تعتمد على مياه نهر عظيم كنهر النيل بل على الأمطار، لهذا كان تساؤلهم: هل يقدر يهوه أن يهب خصوبة للمزروعات وفيضًا من المحاصيل؟ لقد عبد الكنعانيُّون آلهة الأمطار والخصوبة. لهذا أراد الإسرائيليُّون أن يخلطوا بين عبادة يهوه وعبادة الآلهة الوثنيَّة لينتفعوا من الكل!
2. الزواج بالأجنبيَّات الوثنيَّات: قامت النساء الوثنيَّات التي تزوَّج بهن رجال إسرائيليُّون بدورٍ خطيرٍ. فقد دفعن رجالهن للارتباط بالآلهة والإلاهات الخاصة بالخصوبة، وبالتالي دفعن الشعب تدريجيًّا نحو العبادة الوثنيَّة ورجاساتها.
هاتان المشكلتان هما مشكلتا كل عصر. وراء الإلحاد الفكري أو العملي أو وراء الهروب من الالتقاء مع الله أمران: الأول الارتباك بالأمور الماديَّة مع عدم الثقة في الله ضابط الكل وواهب الخيرات. والأمر الثاني الشهوات الجسديَّة التي تدفع إلى عدم تقدِّيس الزواج كعطيَّة إلهيَّة.
يركز بعض الدارسين على الشخصيَّات القياديَّة، خاصة الملوك، سواء كانوا صالحين أو أشرارًا مثل سليمان ورحبعام ويربعام وآخاب ومنسى ويوشيا وآسا إلخ. ويرِّكز آخرون على الشخصيَّات الروحيَّة الفعّالة خاصة إيليا النبي وإليشع النبي. لكن قلَّة قليلة تدرك اهتمام السِفرين بإبراز دور المرأة في المجتمع. فقد أبرز السِفر كيف جذبت إيزابل الشرِّيرة رجلها ورجال الدولة بل والشعب نحو الوثنيَّة والفساد بتكريس طاقات الدولة كلَّها لحساب الشرّ. كما أبرز السفران أهميَّة دور الكثيرات مثل بثْشَبع التي لعبت دورًا في استلام سليمان الحكم، وأيضًا ملكة سبأ وزوجة يربعام والأرملة التي بارك إليشع النبي دقيقها وزيْتها والفتاة الإسرائيليَّة المسبِيّة التي شهدت لإلهها أمام سادتها وامرأة نعمان السرياني إلخ.
السفر |
موضوع السفر |
السيِّد المسيح في السفر |
1 صموئيل |
الاختيار البشري "شاول" |
* الممسوح نبيًّا وكاهنًا وملكًا وشفيعًا. * الجالس على كرسي داود أبيه، يملك أبديًا (لو 1: 32). |
2 صموئيل |
الاختيار الإلهي "داود" |
الميثاق مع داود (7) رمز للميثاق المسياني للعالم كلُّه. |
1 ملوك |
سليمان وإسرائيل
|
* المسيح ملك السلام والمجد وهو حكمة الله (1 كو 1: 30). * باني بيت الله (أف 2: 20-22). * ملك الملوك (رؤ 19: 16). |
2 ملوك |
ملوك إسرائيل |
المسيح ضابط التاريخ الذي يعلن عن خطَّته وغايته من نحو شعبه. |
1 أخبار الأيَّام |
سليمان والهيكل |
المسيح الملك أعظم من داود. |
2 أخبار الأيَّام |
الملوك والهيكل |
المهتم بتطهير هيكله، وإصلاح وشفاء كل ضعف. |
ليس المكان ولا النظام يخلق قدِّيسين بل الشركة مع الله:
أ. في ظل النظام الثيؤقراطي، حيث يملك الله على شعبه خلال رجال الدين، وُجدت قيادات روحيَّة حكيمة تقيَّة، مثل موسى النبي ويشوع بن نون والقضاة الأتقياء خاصة صموئيل النبي. ووجدت فترات حالكة الظلمة، فكان كل إنسانٍ يفعل ما يحسن في عينيه (قض 21: 25).
ب. في ظل النظام الملكي، سبق فتنبَّأ موسى النبي ما سيشتاق إليه الشعب في أرض الموعد، وهو التشبُّه بالأمم المحيطة بهم، وأن يكون لهم ملك (تث 17: 14). وقد تمَّ ذلك، فأصرُّوا على إقامة ملك، الأمر الذي أحزن قلب صموئيل النبي (1 صم 8: 6). طلب الله من نبيِّه صموئيل أن يسمع لهم ويُقيم لهم ملكًا (1 صم 8: 7).
في ظل هذا النظام وُجد ملوك باتِّجاهات مختلفة:
1. شاول: أُقيم حسب الهوى البشري، بسببه هلك الكثيرون.
2. داود: جاء ثمرة صلوات صموئيل النبي، أقيم حسب إرادة الله. بالرغم من ضعفاته اتَّسم بالقلب النقي، فجاء من نسله "ملك الملوك" كلمة الله متجسِّدًا.
3. سليمان: طلب من الله الحكمة لقيادة شعبه، فوهبه الله معها مجدًا وغنى، ولم يعوزه شيء. بنى هيكل الرب في أورشليم. لكنَّه إذ تهاون وتزوَّج بوثنيَّات انحرف إلى العبادة الوثنيَّة.
4. رحبعام: هو ابن سليمان الحكيم، لكن في جهالة لم يقبل مشورة الشيوخ الحكماء، فانقسمت المملكة في عهده إلى مملكتين:
مملكة يهوذا، تضم سبطي يهوذا وبنيامين، عاصمتها أورشليم حيث هيكل الرب، ملوكها الـ19 من عائلة داود ماعدا الملكة عثَلْيا. دامت المملكة 135 سنة.
مملكة إسرائيل، تُسمَّى أحيانًا أفرايم من أجل أنَّه أكبر الأسباط عددًا ومساحة أرض، تضم العشرة أسباط الأخرى.
ج. في ظل انقسام المملكة وُجد إيليا النبي وإليشع وغيرهما من الأنبياء، وأيضًا بعض الملوك الصالحين، مثل يوشيا وحزقيا.
د. في أرض السبيّ: ظهر أنبياء عظماء مثل حزقيال ودانيال، وقادة عظماء مثل نحميا وزربابل اللذان قادا العائدين إلى أورشليم.
سبْيان في عصر الملوك: كان أغلب ملوك إسرائيل أشرارًا، بينما كان بعض ملوك يهوذا صالحين، لهذا سمح بتأديب إسرائيل فسباه أشور. عِوض أن تأخذ مملكة يهوذا درسًا من أختها إسرائيل صنعت شرورًا أبشع، فسقطت تحت السبيّ البابلي على ثلاث مراحل. هناك في السبيّ التقى الشعبان معًا: يهوذا وإسرائيل كشعبٍ واحدٍ تحت التأديب.
هـ- العودة من السبيّ: في أيَّام كورش الفارسي عاد اليهود إلى إسرائيل، لكنَّهم لم يعرفوا الاستقلال بل خضعوا للاستعمار الفارسي ثم اليوناني وأخيرًا الروماني. كانوا يتوقَّعون مجيء المسيَّا الملك لكي يقيم خيمة داود الساقطة، ويسيطرون على العالم، وإذ جاء ابن داود ليقيم مملكته الروحيَّة رفضوه وصلبوه. في ظل الاستعمار وُجد المكابيُّون شهود حقيقيُّون وسط الاضطهاد المُرّ.
ولعلَّ أهم ما تؤكِّده الأسفار التاريخيَّة بوجه عام، والأسفار الخاصة بحقبة النظام الملكي بوجه خاص، هو أن التاريخ في يد الله. هو العامل لتحقيق وعوده للبشر بالرغم من عدم أمانة الإنسان.
ق.م. | ||
1050 | شاول | |
1010 | داود | |
970 | سليمان | |
يهوذا (مملكة الجنوب) |
إسرائيل (الشمال) |
|
931 |
رحبعام (931-915) |
يربعام الأول (931-910) |
915 |
أبيام (915-912) |
|
912 |
آسا (912-871) |
|
910 |
ناداب (910-909) |
|
909 |
بعشا (909-886) |
|
886 |
ايلة (886-885) |
|
885 |
تبني وعمري (886-881) |
|
881 |
عمري (881-874) |
|
875 |
يهوشافاط (875-850) |
|
874 |
آخاب (874-852) (إيليا) |
|
852 | أخزيا (852-850) | |
850 | يهورام (850-843) | يهورام (850-842) |
843 | أخزيا (843-842) | |
842 |
عثَلْيأ.(842-836) |
ياهو (842-814) |
836 |
يهوآش (يوآش) (836-797) |
|
816 |
يهوآحاز (816-800) |
|
800 |
يهوآش (800-785) |
|
799 |
أمْصيا (799-771) |
|
785 |
عزريا (عزيّا) (785-834) |
يربعام الثاني (785-745) |
751 |
يوثام (751-736) |
|
745 |
زكريَّا (745-744) |
|
744 |
شلوم 744 |
|
744 |
منحيم (744-735) |
|
736 |
آحاز (736-721) |
|
735 |
فقحيا (735-734) |
|
734 |
فقح 16 ستَّة مع آخرين، وبمفرده 4 سنوات (734-730) |
|
730 |
هوشع (730 - 722) |
|
721 |
حزقيا (721 -693) (إشعياء) |
|
722 |
سقوط السامرة |
|
693 |
منَسَّى (693-639) |
|
639 |
آمون (639-638) |
|
638 |
يوشيا (638-608): صفنيا |
|
639 |
يهوآحاز (شلوم) 608: إرميا |
|
608 |
يهوياقيم (الياقيم) (608-597) |
|
597 |
يهوياكين (يكنيا) 597: حزقيال |
|
597 |
صدقيا (متنيا) (597-587) |
|
587 |
سقوط أورشليم |
ليست غاية هذين السِفرين هو العرض التاريخي لمملكة قديمة ولملوك عبروا، وإنَّما هو حديث شخصي موجه لكل إنسان ليحيا بالإيمان، في طاعة لوصيَّة لله وفي إخلاص للعهد الذي قدَّمه ربنا يسوع المسيح بدمه على الصليب.
يقدِّم لنا السفران عينات من ملوك صالحين وأشرار فنتعلم من الإيجابيَّات كما من السلبيَّات:
داود الملك التقي، وسليمان الحكيم، ورحبعام الغبي، وأبيام الشجاع، وآسا المستقيم، ويهوشافاط المتديِّن، ويهورام الشرِّير، وأخزيا المدنِّس للمقدَّسات، ويهوآش المرتدّ وأمصيا المتهوِّر، وعزريا غير الكامل في نقاوة قلبه، ويوثام المحب للسلام، وآحاز عابد الأوثان، وحزقيا المُصْلِح، ومنَسَّى التائب، وآمون الغامض، ويوشيا اللطيف، ويهوآحاز ويهوياقيم ويهوياكين وصدقيا جميعهم كانوا أشرارًا دفعوا مملكة يهوذا إلى السبيّ البابلي بشرِّهم.
كان سفرًا الملوك الأول والثاني في الأصل العبري سفرًا واحدًا، انقسم إلى سفرين عند ترجمته إلى اليونانيَّة (الترجمة السبعينيَّة)، لأن الترجمة تشمل حيزًا أكبر بالثلث. ويعتبر السفران معًا امتدادًا لسفري صموئيل الأول والثاني. قام على المملكة الجنوبيَّة عشرين ملكًا وعلى المملكة الشماليَّة 19 ملكًا، وقد أظهر كيف يُحطِّم الارتداد شعب الله، ويفقده وحدته وسلامه. يبقى الله أمينًا فهو يؤدِّب لكي يُخلّص.
1. تؤكِّد الأسفار التاريخيَّة إنَّه ليس شيء جديدًا تحت الشمس. "ما كان فهو ما يكون والذي صنع فهو الذي يصنع فليس تحت الشمس جديد" (جا 1: 9). النفس التي ترتبط بالسيِّد المسيح شمس البرّ عريسًا لها يسحبها الروح القدس من تحت الشمس إلى التجديد المستمر في الفكر الداخلي، فلا تشعر بملل أو ضجر، بل تحيا متهلِّلة بالروح كما في السماء، لا تمسَّها الشيخوخة ولا يصيبها قِدَم.
* بكون الله كاملًا صار إنسانًا كاملًا، ودخل بكل ما هو جديد إلى الكمال؛ هذا هو الأمر الجديد الوحيد تحت الشمس، خلاله أعلن غِنَى قدرة الله الفائقة!(2)
2. التاريخ في قبضة الله، وأن كل الأحداث، خاصة التي تمس شعب الله تُفسَّر لاهوتيًا. متى حفظ الشعب العهد مع الله تمتَّع بالأمان مع الخير، وإن كسر العهد وانحرف عن الإيمان يدخل تحت ضغوط شديدة. تكون المملكة قويَّة متى ثبتت في الملك الحقيقي (مي 4: 13)، يهبها رحمة وعونًا ومجدًا، أمَّا إذا انحرفت عنه تنهار وتسقط تحت التأديب. وراء الانقسام خطيَّة رابضة في القلب. الخط الرئيسي في سفريّ ملوك الأول والثاني هو تأكيد حقيقة أن سلام إسرائيل ويهوذا وازدهارهما يقومان على أمانة الشعب والملك وإخلاصهم في تحقيق العهد مع الله.
3. يحفظ لنا نسب السيِّد المسيح الحقيقي مؤكِّدًا النسب الوارد في الإنجيل بحسب القدِّيس متى البشير.
4. سليماننا (السيِّد المسيح) يقود كل مؤمن إلى التمتُّع بكمال البركات السماويَّة ما دام له القلب الكامل مع الله غير المنقسم.
5. حقق سليمان ما عجز داود عن أن يفعله، أي بناء الهيكل، ذلك لأن يد داود قد امتدَّت إلى الحروب، ولم يكن لديه إمكانيَّة تكريس وقته للبناء. لكن إذ لم يكن قلب سليمان كاملًا كقلب أبيه (1 مل 11: 4، 6، 33، 38) انقسمت المملكة في أيَّام ابنه رحبعام.
6. نرى في مملكة سليمان، في مجدها وفي اِنهيارها، ظلًا لإقامة مملكة المسيح أو تدميرها في داخلنا.
7. صار تقييم الملوك مرتبطًا بشخصيَّتين: داود الملك الصالح (1 مل 9: 4؛ 11: 4، 33، 38؛ 14: 8؛ 15: 3؛ 15: 11)، ويربعام الملك الشرِّير. تكرَّر تعبير "خطايا يربعام" أو "طريق يربعام" 8 مرات.
8. في هذا السفر يظهر دور المذبح في حل كل المشاكل.
9. يقدِّم لنا سفرًا الملوك درسًا خطيرًا عن الإيمان الجماعي، فمع التزام المؤمن بالعلاقة الشخصيَّة بينه وبين الله، فإنَّه كعضو في شعب الله يلزم أن يعمل مع أخوته لحساب مملكة الله. فالبرّ الإلهي يسند النفس ويقدِّس الإنسان بكليَّته ويبارك الشعب ويهبه نصرة ونجاحًا، كما أن الخطيَّة تُحطِّم الشعوب.
ربَّما عزرا الكاتب، وبحسب التقليد اليهودي إرميا النبي. وهو تجميع من مصادر تاريخيَّة مثل سفر أمور سليمان (1 مل 11: 41)؛ وسفر أخبار الأيَّام لملوك إسرائيل (1 مل 14: 19؛ 16: 5، 14؛ 22: 39)، وسفر أخبار الأيَّام لملوك يهوذا (1 مل 14: 29؛ 15: 7، 23؛ 22: 45). واضح أنَّه وُجدت سجلاَّت تاريخيَّة وفيرة استخدمها الكاتب واسترشد بها تحت قيادة الروح القدس(3).
كُتب سفر الملوك الأول والثاني وكان لازال الهيكل الأول قائمًا. كُتب في إحدى بلاد فلسطين، ربَّما في أورشليم.
يُعتبر الأصحاح 12 هو نقطة التحوُّل في السفر، حيث انقسمت المملكة بعد موت سليمان إلى مملكتين. أمَّا مفتاح السفر فهو القول الإلهي: "وأنت إن سلكت أمامي كما سلك داود أبوك بسلامة قلبٍ واستقامة، وعملت حسب كل ما أوصيتك، وحفظت فرائضي وأحكامي، فإنِّي أقيم كرسي ملكك على إلى الأبد كما كلَّمت داود أباك قائلًا: لا يُعدم لك رجل عن كرسي إسرائيل" (1 مل 9: 4-5).
"من أجل أن ذلك عندك ولم تحفظ عهدي وفرائضي التي أوصيتك بها، فإنِّي أفرِّق المملكة عنك تمزيقًا وأعطيها لعبدك، إلاَّ إنِّي لا أفعل ذلك في أيَّامك من أجل داود أبيك، بل من يد ابنك أمزقها" (1 مل 11: 11-12).
* يُرى السيِّد المسيح كملك الملوك ورب الأرباب.
* سليمان الرجل الحكيم (1 مل 3: 16-28)، واضِع أمثال وكاتب تسابيح وأشعار. أمَّا السيِّد المسيح فهو حكمة الله (لو 11: 31؛ 1 كو 1: 30). يقول القديس كيرلس الكبير: [هذه المرأة (ملكة التيمن) مع إنَّها من المُتَبَرْبِرين لكنَّها طلبت بشغف أن تسمع سليمان... أمَّا أنتم فحاضر بينكم "الحكمة" ذاته الذي جاء إليكم ليُحدِّثكم عن الأمور السماويَّة غير المنظورة، مؤكِّدًا ما يقوله بالأعمال والعجائب، وإذ بكم تتركون الكلمة وتجتازون بغير مبالاة طبيعة تعاليمه العجيبة(4)].
* بنى سليمان الهيكل مسكن الله عوض خيمة الاجتماع، وذلك كرمز لجسد المسيح (يو 2: 19-22)، وللكنيسة جسد المسيح وهيكله (1 كو 3: 16-17؛ 6: 19-20).
من جهة بناء الهيكل بأثاثاته يقدر البعض تكلفته سنة 1980م بـ240 بليُّون دولارًا.
مجيد في بناء قصره (1 مل 7: 1-12؛ يو 14: 1-3)؛
وفي مملكته (1 مل 2: 12؛ كو 1: 13، 2 بط 1: 11).
وفي حكمته (1 مل 3: 12؛ 4: 29-34 ؛1 كو 1: 30).
مع كل هذا المجد يقول السيِّد المسيح وقد أمسك بزنبقة حقل: "ولا سليمان في كل مجده يلبس كواحدةٍ منها" (مت 6: 29). مع أن سليمان كملكٍ ممجَّدٍ يلبس ثيابًا أرجوانيَّة وبيضاء، وكان بهيًا جدًا في قصره، لكن كل مجده لا يُقارن بالمجد الذي يهبه الله لزنبقة حقل. هكذا يُقدِّم لنا السيِّد المسيح هنا الحقيقة لندرك إنَّه "لا يفتخر كل ذي جسد أمامه" (1 كو 1: 29).
* مملكة متسعة وممتدة (1 مل 4: 20-21) ؛ مع (مز 91: 1، 9).
* مملكة سلام (1 مل 4: 24-25، 5: 4)، مع (مز 72: 7).
* مملكة نظام (1 مل 4: 29-31)؛ مع (مز 72: 11-16).
* مملكة عدل (1 مل 10: 8-9)؛ مع (مز 72: 1-4، 12-14).
* مملكة غنى وخير (1 مل 10: 13، 27)؛ مع (مز 72: 10، 16).
أعدَّ داود الملك كل المواد لبناء الهيكل وقام ابنه سليمان بالبناء. هكذا أعدَّ الآب كل شيء للخلاص وقام الابن الوحيد بالعمل الخلاصي، فبنى كنيسة الله، هيكله المقدَّس، أقامها على نفسه الصخرة والأساس، فجاءت بناءً روحيًا حيًا (مت 16: 18؛ يو 6: 37، 44؛ أف 2: 20-22).
العلامة أوريجينوس هو أول من أعلن عن الكنيسة كمدينة الله هنا على الأرض(5)، تعيش إلى حين جنبًا إلى جنبٍ مع الدولة المدنيَّة(6).
* من الواضح أن المسيح يصف الكنيسة كبيتٍ روحيٍ، وكبيت الله. ويعلِّم بولس الرسول قائلًا: فإن كنت أمكُث فيها كثيرًا، فهذا حتى تعرفوا كيفيَّة السلوك في بيت الرب، الذي هو كنيسته، عمود الحق وأساسه. فإذا كانت الكنيسة هي بيت الله، ولأن كل ما للآب هو أيضًا للابن، فالكنيسة بالتالي هي بيت ابن الله(7).
في رسالته إلى أهل أفسس، يصور القدِّيس بولس الكنيسة كبناء المسيح، الذي ينمو ليصبح "هَيْكَلًا مُقَدَّسًا فِي الرَّبِّ" (أف 2: 21 إلخ.)، ويتكلَّم أوريجينوس عن الكنيسة كهيكل الله الروحي، فيقول:
* يسكن روح المسيح في من يحملون شبهه، أقول، من جهة الشكل والسمات، حتى أن كلمة الله، تود توضيح هذا الأمر لنا بجلاء، فيقدِّم الله في وعوده للأبرار: "إنِّي سأسكن فيهم، وأسير بينهم، وأكون لهم إلهًا، وهم يكونون ليّ شعبًا" (2 كو 6: 16، لا 26: 12، إر 31: 33، 32: 38، زك 8: 8). ويقول المخلِّص: "إن أحبَّني أحد يحفظ كلامي، ويحبُّه أبي، وإليه نأتي، وعنده نصنع منزلًا" (يو 14: 23)...
وفي أجزاء أخرى من الكتاب المقدَّس يتحدَّث عن سرّ القيامة، للذين قد فُتحت آذانهم إلهيًا، ويقول إن الهيكل الذي تمّ تدميره يُعاد بنائه من جديد من أحجار حيَّة وثمينة. هذا يجعلنا نفهم أن كل من تقودهم كلمة الله إلى الكفاح معًا في طريق التقوى، يكون حجرًا ثمينًا في هيكل الله العظيم الواحد.
لذلك يقول بطرس الرسول: "كونوا أنتم أيضًا مبنيِّين كحجارةٍ حيَّة، بيتًا روحيًا، كهنوتًا مقدَّسا، لتقديم ذبائح روحيَّة مقبولة عند الله، بيسوع المسيح" (1 بط 2: 5). ويقول أيضًا بولس الرسول: "مبنيِّين على أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسه، حجر الزاوية" (أف 2: 20). كما يوجد ما يشبه ذلك بتلميحٍ خفي في تلك الفقرة من إشعياء التي يُخاطب فيها أورشليم: "هأنذا أبني بالأثمد حجارتكِ، وبالياقوت الأزرق أؤسِّسكِ، وأجعل شُرَفَكِ ياقوتًا، وأبوابكِ حجارة بهرمانيَّة، وكل تخومك حجارة كريمة، وكل بنيك تلاميذ الرب، وسلام بنيكِ كثيرًا" (إش 54: 11-14).
إذن يوجد بين الأبرار من هم أثمد، ومن هم ياقوت أزرق، وآخرون بهرمان، أو حجارة كريمة، أي فيهم كل الأنواع للاختيار(8)...
* كشف هذان السفران (سفريَّ الملوك الأول والثاني) عن دور هيكل الرب في حياة شعب الله.
* مع كل ما امتاز به داود الملك من إخلاص في علاقته بالرب، مُنع من إقامة بيت الرب لأنَّه كان رجل حروب، وسمح لابنه سليمان أن يقيمه كهبة سماويَّة وعطيَّة إلهيَّة مقدِّمة لرجل الحكمة سليمان.
* خصَّص سفر الملوك الأول ثلاثة أصحاحات لوصف إنشاء الهيكل وأخيرًا خصَّص الأصحاح الثامن لتدشينه.
* كانت خطيَّة يربعام الكبرى إنَّه بنى هيكلين في بيت إيل ودان ليمنع الشعب من الصعود إلى بيت الرب في أورشليم للعبادة.
* من أهم سمات ملوك يهوذا الصالحين في عينيّ الرب أنَّهم كانوا يعبدون الرب في هيكله، ويحملون إليه تقدمات، ويهتمُّون بإصلاحاته، وينزعون كل عبادة وثنيَّة عنه أدخلها ملوك أشرار سلفاء لهم.
* عندما كان الرب يعلن تأديباته لشعبه يسمح لأمم غريبة أن تدخل بيته وتنهب آنيته وكنوزه وتُنجِّسه. وأخيرًا إذ أراد أن يكشف عن مدى غضبه لشعبه سمح بدمار الهيكل بواسطة بابل.
الملك: قوَّته في حفظه للعهد الإلهي. لديه الكلمة الإلهيَّة، والكاهن، والنبي، والمشيرون.
الهيكل: قدسيَّته تكمن في سكنى الله في القلب.
المشورة: لا يوجد إنسان لا يحتاج إلى مشورة الحكماء.
آلهة أخرى: تشكل العابدين على صورتها.
رسالة النبي: يعبِّر عن صوت الله الذي لا يجامل.
1. داود: اهتمامه بالوصيَّة الإلهيَّة.
2. سليمان: حكيم وعالم، لكنَّه انحرف.
3. رحبعام: لا يقبل المشورة (أم 11: 14؛ 15: 22؛ 24: 6)(*).
4. يربعام: يسيء استخدام الحق.
5. إيليا: يُقيم الله شهودًا له أمناء.
6. آخاب: ملك تسيطر عليه زوجته.
7. إيزابل: تكرِّس طاقاتها للشرّ.
1. شكيم: اجتمع فيها الأسباط العشرة (1 مل 12: 1-19؛ 25)، توَّجوا رحبعام ملكًا، وصارت عاصمة إسرائيل.
2. دان: أحد مركزين للعبادة حيث وُضع عجل في كل منهما، ليكون المركزان بديلًا لأورشليم (1 مل 12: 28-29)، أحدهما في الشمال والثاني في الجنوب.
3. بيت إيل: بالقرب من أورشليم، وضع فيه يربعام العجل الثاني(**).
4. ترصة: أصبح بعشا ملكًا على إسرائيل بعد أن اغتال ناداب، ونقل العاصمة من شكيم إلى ترصة (1 مل 15: 21؛ 16: 23).
5. السامرة: عندما أصبح عمري ملكًا اشترى تلًا بنى عليه عاصمة جديدة. وكان ابنه أخآب أشر ملوك إسرائيل. وكانت زوجته إيزابل تعبد البعل (1 مل 16: 23-34).
6. جبل الكرمل: تحدَّى إيليا النبي أنبياء البعل وعشتاروت على جبل الكرمل، وهناك أخذهم وقتلهم (1 مل 17: 1، 18: 46).
7. يزرعيل: بعد قتل أنبياء البعل رجع إيليا النبي إلى يزرعيل، فأقسمت إيزابل أن تقتله، فهرب لحياته. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). لكن الله اعتنى به وشجَّعه. وفي أثناء رحلاته مسح الملكين القادمين لآرام (سوريا) ولإسرائيل، كما مسح أليشع نبيًا ليخلفه (1 مل 19: 1-21).
8. راموت جلعاد: أعلن ملك آرام (سوريا) الحرب على المملكة الشماليَّة، لكنَّه هُزم في موقعتين. احتل الآراميُّون راموت جلعاد، فاتَّحد أخآب ويهوشافاط لاستعادة المدينة. غير أن أخآب قُتل في المعركة، ثم مات يهوشافاط (1 مل 4: 13؛ 22: 3).
يتحدَّث هذا السفر عن: مُلك سليمان، بناء الهيكل، سمو بلاط سليمان الملكي، العصر الذهبي في التاريخ العبري، انقسام المملكة وانحطاطها، ارتداد مملكة الشمال، ظهور إيليا النبي.
القسم الأول: المملكة المتَّحدة [1 مل 1-11].
أولًا: سليمان في مجده:
1. إقامة سليمان ملكًا واستقراره [1 مل 1-2].
2. سليمان يطلب الحكمة [1 مل 3].
3. سليمان كمدبر للمملكة [1 مل 4].
4. بناء الهيكل وتدشينه [1 مل 5-8].
ثانيًا: انحدار سليمان:
1. عصيانه للعهد [1 مل 8: 9-11].
2. تأديب سليمان [1 مل 9:11-40].
3. موت سليمان [1 مل 41:11-43].
القسم الثاني: المملكة المنقسمة [1 مل 12-22].
أولًا: تمزيق المملكة:
رحبعام ويربعام [1 مل 12].
ثانيًا: انهيار المملكة:
2. ملكان في يهوذا [1 مل 15: 1-24].
3. خمسة ملوك في إسرائيل [1 مل 15: 25، 16: 28].
4. آخاب ملك إسرائيل [1 مل 16: 29، 22: 40].
5. يهوشافاط في يهوذا [1 مل 22: 41-50].
6. آحاز في إسرائيل [1 مل 22: 51-53].
سليمان العظيم |
سليمان في ضعفه |
1. دعاه ناثان "يديديا" = محبوب الرب (2 صم 12: 24، 25). 2. كرسيه أعظم من كرسي أبيه (1 مل 1: 46)(***). 3. تمتَّع ببركة أبيه قبل موته (1 مل 2: 1). 4. طلب الحكمة السماويَّة (1 مل 3). 5. اتَّسعت تخوم مملكته 60000 ميلًا مربَّعًا (1 مل 4: 21) [عشر أضعاف مملكة أبيه]. 6. بنى هيكل الرب (1 مل 6). 7. بُهِرَت ملكة سبأ بشخصه وبخدامه، وبإلهه، فلم يبقَ فيها روح (1 مل 10: 4-6). 8. قدَّم أعذب أنشودة حب لله (سفر النشيد). 9. بدأ حياته الملوكيَّة بالصلاة (1 مل 3) وختمها بالتوبة. |
1. على خلاف والده قتل أخاه (1 مل 2: 24). 2. مثل شاول سقط في الكبرياء (1 مل 10: 18-29). 3. أغوته نساؤه نحو الوثنيَّة (1 مل 11). 4. فقد سلامه مع الله إلى حين (سفر الجامعة). |
عند قرب نياحة داود الملك حاول أدونيا أن يستولي على الحكم، لكن ناثان النبي أخبر الملك وقام بتتويج سليمان ملكًا (1 مل 1). استلم سليمان الحكم، وسار في خوف الله وتمتُّع بالحكمة السماويَّة. اتَّسعت في أيَّامه رقعة إسرائيل وبلغت أوج عظمتها، وكادت أن تكون أعظم إمبراطوريَّة في ذلك الحين. وتحقَّق الوعد الإلهي حيث امتدَّت من حدود مصر حتى حدود بابلونيا، وساد المملكة السلام مع الغنى والمجد. لقد كانت موضع احترام وتقدير الدول المحيطة بها، وجاءت ملكة سبأ لتسمع حكمة سليمان. من الجانب الديني قام سليمان ببناء الهيكل الذي حُسب أحد عجائب الدنيا. ووضع تابوت العهد فيه، وامتلأ الهيكل بمجد الله، وقدَّم سليمان صلاة تدشين رائعة. لكن زواجه بالوثنيَّات الأجنبيَّات دفعه نحو العبادة الوثنيَّة.
بموت سليمان اختار ابنه رحبعام المشورة الغبيَّة حيث نادى بزيادة الضرائب بطريقة مملوءة عنفًا وكبرياء، فقاد يربعام حركة تمرُّد وانشق عن رحبعام عشرة أسباط، وأقاموا منه ملكًا. انقسمت المملكة. كان هذا بداية فترة من الفوضى والصراع بين مملكتين ومجموعتين من الملوك.
يرى بعض الدارسين أن هذا الانقسام ليس وليد يومه، بل تمتدّ جذوره إلى أجيال قديمة. وُجد في إسرائيل فريقان:
الفريق الأول يطلب النظام الملكي كتطوُّرٍ ضروريٍ وطبيعيٍ لأمَّة مستقرَّة ومتَّسعة بعد أن كانت أمَّة صغيرة في أرض العبوديَّة وخرجت إلى البريَّة في رحيل مستمر، أشبه بحياة البدو وليس حياة الحضر.
لعلَّه رأت بعض القيادات أن وجود أسباط متعدِّدة بغير ملك قد فتح الباب لدخول بعض الدول الأخرى في وسطهم والسيطرة عليهم. فواضح ممَّا جاء في صموئيل الأول: "بعد ذلك تأتي إلى جبعة الله حيث أنصاب الفلسطينيِّين" (1 صم 10: 5)، فقد سيطر الفلسطينيُّون على الأسباط التي في الوسط، وأقاموا ولاة كما في جبعة. وأيضًا منع الفلسطينيُّون جميع إسرائيل من ممارسة مهنة الحدادة "لأن الفلسطينيِّين قالوا لئلاَّ يعمل العبرانيُّون سيفًا أو رمحًا" (1 صم 13: 19).
لقد وُجدت إسرائيل وهي مجموعة من الأسباط أشبه بقبائل ريفيَّة في حاجة إلى الدخول في نظام ملكي مستقر له نظامه وقوانينه وجيشه الواحد المنظَّم، يُحسب جيش الملك، وليس كما في فترة القضاة يظهر من وقت إلى آخر قائد حربي مخلِّص لمجموعات من الأسباط، حياتهم أشبه بحياة البدو وليس حياة الحضر. في ذلك الوقت أيضًا تطوَّرت حياة بعض البلاد المحيطة بهم وتكوَّنت ممالك مثل العمونيِّين والموآبيِّين والآراميِّين. لذا رأى إسرائيل أن يسير على خُطى أبناء عمِّهم، فيتبع التطوُّر العادي.
هذا وأن ضعف الممالك الكبرى مثل مصر لم يقف عائقًا عن تحقيق هذا التطوُّر.
لقد أُثير موضوع الملكيَّة في أيَّام القضاة قبل صموئيل النبي. فقد أراد الإسرائيليُّون أن يقيموا جدعون ملكًا، إذ قالوا له: "تَسَلَّطْ عَلَيْنَا أَنْتَ وَابْنُكَ وَابْنُ ابْنِكَ، لأَنَّكَ قَدْ خَلَّصْتَنَا مِنْ يَدِ مِدْيَانَ" (قض 8: 22) لكنَّه رفض. وقد حاول أبيمالك أن يقيم نفسه ملكًا (قض 9: 1-3)، فأقامه بنو شكيم ملكًا (قض 9: 6)، لكن غدر به بنو شكيم (قض 9: 23)، ولم تنجح فكرة إقامة مملكة.
فريق آخر يرى في النظام الملكي خطورة على المزارعين الذي غالبًا ما يحتكرهم الملك وماشيتهم ويسيء استغلال إمكانيَّات الشعب. هؤلاء يغارون على حقوقهم وحرِّيتهم وتصطدم مصالحهم مع "حق الملك" في استغلالهم (1 صم 8: 11-17). لا يقف الأمر عند الملك، وإنَّما يمتد إلى حاشيته. لقد أدرك البعض أن الملك غالبًا ما ينحاز لسبطه، وهذا ما حدث مع شاول إذ نرى حاشية للملك منها هيئة أركان مؤلفة من يوناثان ابنه، وأبنير ابن عمه وقائد الجيش. نراه يريد أن يربح ولاء قواد الجيش عبيده فوزع عليهم الحقول والكروم ويقول لهم: "اسْمَعُوا يَا بَنْيَامِينِيُّونَ: هَلْ يُعْطِيكُمْ جَمِيعَكُمُ ابْنُ يَسَّى حُقُولًا وَكُرُومًا؟ وَهَلْ يَجْعَلُكُمْ جَمِيعَكُمْ رُؤَسَاءَ أُلُوفٍ وَرُؤَسَاءَ مِئَاتٍ؟!" (1 صم 22: 7). لم يذكر الكتاب المقدَّس على حساب من تم هذا السخاء الملكي.
لعلَّ من أسباب المعارضة للنظام الملكي أيضًا المنازعات بين الأسباط، ففي قصة اللاوي وسرِّيته الواردة في قضاة (19-21) نرى كيف كان كل الأسباط ضد بنيامين حتى كاد أن يُفقد السبط كلُّه، إذ "جاء الشعب إلى بيت إيل وأقاموا هناك إلى المساء أمام الله ورفعوا صوتهم وبكوا بكاءً عظيمًا، وقالوا: لماذا يا رب إله إسرائيل حدثت هذه في إسرائيل حتى يفقد اليوم من إسرائيل سبط؟!" (قض 21: 2-3). هذا السبط الذي جاء منه شاول أول ملك على إسرائيل في أيَّام صموئيل النبي.
ظهر هذا الانشقاق حتى بعد مسح داود ملكًا، فقد ملك على يهوذا أولًا لمدَّة سبع سنوات ورفضته أسباط الشمال، حتى شعر ابنير رئيس جيش شاول بضرورة ضم الأسباط تحت لواء داود الملك، وقد نال داود نعمة في أعين كل الأسباط حيث ملك 33 سنة على كل الأسباط.
ظهر نوع من التحيز لسليمان فيبدو إنَّه فرض ضرائب عالية على الأسباط ماعدا يهوذا لبناء الهيكل وقصره والمنشآت الضخمة في أرض يهوذا، ممَّا أحدث ثورة نفسيَّة داخليَّة في الأسباط الأخرى، لم يستطيعوا أن يعبروا عنها بأي نوع من التمرد. ولعلَّ ما تنبأ به أخيا النبي ليربعام عن استلامه عشرة أسباط ليملك عليها يكشف عن شعور عام من السخط بسبب ما تتحمله الأسباط من التزامات ماديَّة وسخرة لحساب الملك وسبطه. هذه الخلفيَّة هيأت العشرة أسباط للثورة ووجدت في يربعام الفرصة للتمرد على السبط الملكي (يهوذا) ولم ينضم إلى السبط الملكي سوى سبط بنيامين المجاور له.
يظن البعض إنَّه حتى قبل قيام النظام الملكي وجد انشقاق بين الأسباط، أسباط تميل بالأكثر إلى التقليد الأدوناي حيث يتطلعون إلى الله القدير الذي يخلص بقدرته (منه تكونت مملكة الشمال). والفريق الآخر يميل بالأكثر إلى التقليد اليهويوي يتطلعون إلى الله "يهوه" الكائن وسط شعبه يحميهم بسكناه وسطهم وحنوه. لا يوجد خط فاصل بين التقليدين، فإنَّه وإن مال أحد إلى تقليد لا يتجاهل التقليد الآخر. تميل مملكة الشمال بالأكثر نحو التقليد الأدوناي بينما تميل مملكة الجنوب بالأكثر نحو التقليد اليهويوي.
إن كان سليمان قد أخطأ وأيضًا ابنه رحبعام، لكن انقسام المملكة على يد يربعام دفع إسرائيل إلى سلسلة من الخطايا لم تتوقف حتى تم السبي الآشوري:
* عودة إلى عبادة العجل الذهبي، إذ صنع يربعام عجلين، وضع أحدهما في بيت إيل والآخر في دان [1 مل 12].
* أقام عيدًا من عندياته يقابل ما يحدث في يهوذا [1 مل 12].
* استخدم كهنة المرتفعات يقدَّمون وقائد [1 مل 12].
* تسرب الغش والخداع حتى بين الشيوخ، فجذب شيخ نبي رجل الله القادم من يهوذا لينذرهم إلى العصيان، وافترس أسد الرجل الأخير [1 مل 13].
* أخبر أخيا النبي امرأة يربعام بموت ابنها، ونزع المُلك من يربعام [1 مل 14].
* جاء خلفاؤه أشرارًا، من بينهم آخاب الذي تزوج إيزابل ابنة كاهن البعل، فكرست طاقاتها لنشر عبادة البعل بصورة واسعة جدًا.
* انتهت المملكة بالسبي إلى أشور لتأكيد أن التاريخ كله في يد الله الذي يؤدِّب ليخلص. ولتأكيد أن الارتداد عن الإيمان دودة قاتلة تُحطم الشجرة تمامًا. بدون الشمس لا توجد حياة على الأرض، وبدون الله تتحطم البشريَّة.
* جلبت الخطيَّة انقسامًا وحروبًا أهليَّة، وجلب الانقسام خطايا.
* لا نجد ملكًا واحدًا في إسرائيل صالحًا، أمَّا في يهوذا فوجد ملوك أشرار، ووجد ملوك أتقياء ومصلحون.
كانت مملكة الشمال أوسع من مملكة الجنوب وأكثر غنى وسكانًا من مملكة الجنوب. واعتبرت نفسها الوارثة الكاملة للتقاليد الوطنيَّة والدينيَّة. ولهذا فأهميتها تضاهي أهميَّة مملكة الجنوب بالنسبة إلى التاريخ البيبلي (الكتابي). ولكن وجب عليها منذ البداية أن تحل بعض المسائل الشائكة.
اتخذ إسرائيل ملكًا له قائدًا مشهورًا عاش في المنفى، اسمه يربعام. كان قد حاول القيام بانقلاب ضد سليمان، ولما فشل لجأ إلى مصر (1 مل 26:11-40). وعده النبي أخيا بسلالة ثابتة مثل سلالة داود (1 مل 11: 38) مع وضع شرط يلتزم به هو ونسله. في الواقع خلفه ابنه، لكن مؤامرة أطاحت به بعد سنة من الحكم فخلال مائتيّ سنة تقريبًا عرفت مملكة الشمال 140 سنة من الاستقرار السياسي: (بين 886، 747 ق.م.) تسلّمت أسرتان الحكم: أسرة عمري وأسرة ياهو. وفصل السلالتين انقلاب دموي مخيف. ولكن حدث ثلاثة انقلابات قبل سنة 886 ق.م. وأربعة بعد سنة 747 ق.م. ومهما يكن من أمر، لم يكن يومًا لملوك الشمال الطابع القدسي الذي كان لملوك الجنوب المنحدرين من داود وحاملي الهالة المرتبطة بوعد ناثان لداود.
حكم مملكة إسرائيل تسعة عشر ملكًا، أشهرهم عمري (886-875 ق.م) وآخاب ابنه (875-853) ويربعام الثاني (787-747 ق.م).
حافظت الملكيَّة الجديدة بشكل إجمالي على البنية السياسيَّة والإداريَّة التي وضعها سليمان. ولكنَّها احتاجت إلى عاصمة. فبعد بديلات عديدة، اشترى عمري هضبة وبنى عليها مدينة محصَّنة وسمَّاها السامرة. وقعت في قلب المملكة على ملتقى الطرق، فأشرفت على ما يحيط بها. ونمت نموًا سريعًا، فظلَّت مركزًا هامًا بعد زوال مملكة إسرائيل سنة 721 ق.م.
تستند البنية السياسيَّة إلى البنية الدينيَّة. كانت المملكتان تعبدان ذات الإله الواحد، ديانة واحدة، لكن مملكة الشمال شعرت بالحاجة إلى عاصمة وإلى هيكل عام ومذبح عام للشعب. أراد يربعام الأول أن يزاحم هيكل أورشليم الذي بناه سليمان، فاختار معبدين مشهورين: دان في الشمال وبيت إيل في الجنوب، وجعل فيهما "عجلين ذهبيِّين" (1 مل 12: 26-33). لقد صنعوا العجلين الذهبيِّين، ولكن للتعبير عن عبادة الله الخفي. وأقاما مذبحين، واحد في دان والآخر في بيت إيل، حتى لا يحن الشعب إلى هيكل سليمان والذهاب إلى أورشليم ممَّا قد يدفع إلى ثورة الشعب ضد ملوك إسرائيل والرغبة في الخضوع لملوك يهوذا. يرى البعض أن هذين التمثالين اللذين يرمزان إلى القوَّة والخصب، يكوّنان موطئًا للإله الخفي الذي يتصوّرونه واقفًا على حيوان. ولكن وُجدت حيوانات مشابهة في هيكل الكنعانيِّين الكثيرة في مملكة الشمال. وكانت الديانات الوثنيَّة تجتذب السكان الذين اعتبروا إنَّهم يحتاجون إلى هؤلاء الآلهة: فآلهة الطبيعة والزراعة يقدِّمون وفرة المحصولات والصحَّة والخصب للقطعان. هؤلاء الآلهة يقدِّمون الأمان في الحياة اليوميَّة للناس.
لقد خاطر يربعام حين أدخل الصور الكنعانيَّة إلى شعائر عبادة الرب، فخلط الناس بين الرب والآلهة، وجعلوا إله إسرائيل على مستوى الآلهة الوثنيَّة. بعد خمسين سنة تطوَّر الوضع بصورة أخطر حين تزوَّج الملك آخاب إيزابيل، ابنة ملك صور الوثني، فشجَّعت ديانة البعل الشبيهة بالديانات الكنعانيَّة.
كانت خطيَّة إسرائيل تميل بالأكثر إلى العبادة الوثنيَّة، أي الزنا الروحي، بينما كانت خطيَّة يهوذا هي بالأكثر العصيان للوصيَّة وتجاهل كلمة الرب. صارت عبادة العجل علامة استقلال مملكة الشمال عن يهوذا وأسرة داود، وقد وضع يربعام الجذور بطريقة بها لم تنزع هذه العبادة حتى سقطت المملكة بالسبي الآشوري.
دخلت عبادة البعل بواسطة إيزابل زوجة آخاب الملك واستطاع إيليا وإليشع وياهو أن يقتلعوها. كل الملوك الـ19 للشمال عبدوا العجل، بعضهم عبد البعل لكن لم يحاول أحد أن يرد الشعب إلى عبادة الله.
بالرغم من أن أغلب ملوك الجنوب كانوا يعبدون الأوثان وسلكوا في طرق ملوك إسرائيل الشرِّيرة لكن بعضهم خدم الله ووُجد بينهم مصلحون عظماء. انحرفت مملكة يهوذا شيئًا فشيئًا نحو ممارسة عبادة البعل المرعبة وبعض الديانات الكنعانيَّة حتى صار الجرح خطيرًا والمرض عديم الشفاء.
لم تكن هذه الحقبة أفضل ما يكون بالنسبة إلى صغار القوم في المملكة. فعدم الاستقرار السياسي والجفاف خلق وضعًا من الضيق العظيم (1 مل 17: 1؛ 2 مل 6: 25-29). ولكن حتى القرن التاسع لم تظهر الفوارق الاجتماعيَّة إلاَّ قليلًا. فآخاب يبدو كملك مزارع لا يستطيع إلاَّ بصعوبة أن يضع يده على كرم نابوت جاره (1 مل 21). وخلال حصار السامرة لم يكن الملك يورام أيسر من سائر الناس (2 مل 6: 27) رغم ما تقدِّمه التجارة غير المشروعة من طعام للطبقات الميسورة.
في القرن الثامن ق. م. تطوّر الوضع تطورًا سريعًا. فكانت أيَّام يربعام الثاني حقبة من الازدهار والتوسع. لكن لم يستفد من هذه الحالة إلاَّ فئة قليلة بفضل التجارة الدوليَّة التي كانت في يد الملك وحاشيته. وهكذا وُلدت طبقة غنيَّة عاشت في ترفٍ يشكك الناس. أمَّا الآخرون فاقترضوا من الأغنياء، ولما لم يستطيعوا أن يردُّوا المال باعوا نفوسهم عبيدًا. وأما القضاة الذين أقيموا لينصفوا المساكين فباعوا نفوسهم إلى الأغنياء الذين استمروا يستغلُّون الناس بكل طمأنينة.
بعد موت سليمان، توقَّفت سياسة التوسُّع والامتداد التي قام بها داود. واستعادت الشعوب استقلالها شيئًا فشيئًا. فلم نعد أمام دولة موحَّدة بين مصر وبلاد الرافدين، بل سلسلة من "الدول" الصغيرة التي تتَّحد يومًا وتتحارب يومًا آخر. فآراميُّو دمشق تحالفوا بعض الوقت مع إسرائيل ضد يهوذا (إش 7). ولكنَّهم خاصموهم مرارًا: حاصروا السامرة مرَّتين (1 مل 20: 1 ؛ 2 مل 6: 24)، وقُتل آخاب وهو يحاربهم (1 مل 22: 34-35). وخسر يوآحاز كل جيشه بعد أن أباده ملك آرام (2 مل 13: 7).
أحسّ الجميع أن الخطر الأكبر يأتي من بلاد الرافدين حيث صارت أشور إمبراطوريَّة عظيمة ذات تنظيمٍ حربيٍ قوي جدًا، سياستها القمع والقتل. ففضَّلت الشعوب أن تخضع لها وتدفع جزية كبيرة لتنجو من الكارثة.
حاول إسرائيل في البداية أن يقاوم. فأرسل أخآب 2000 مركبة و10000 جندي إلى الحرب، وتحالف مع ملوك آخرين. فقُهروا جميعًا ونجا بنفسه حين دفع الجزية كما فعل بعده ياهو (سنة 841 ق.م.) ويوآش (سنة 803 ق.م.) ومنحايم (سنة 737 ق.م.) كيف نعرف هذه الأخبار؟ من الوثائق الآشوريِّين.
وُجدت أوقات راحة خفَّف فيها الآشوريُّون من قبضتهم، فاستفاد يربعام الثاني من الوضع ليستعيد دمشق. ولكن الخطر الآشوري بدأ من جديد في الأفق مع تغلُّت فلاسر الثالث (747-727)، ففي سنة 732 ق.م. تغلَّب على حلف آرامي إسرائيلي وضمَّ مملكة دمشق وثلاث مقاطعات إسرائيليَّة.
الـ50 سنة الأولى في صراع مع يهوذا وسوريا.
الـ40 سنة التالية ازدهار تحت بيت عمري.
الـ40 سنة التالية انحدرت تحت يهو ويهوآحاز.
الـ50 سنة التالية بلغت أقصى اتِّساعها بواسطة يربعام الثاني.
الـ30 سنة الأخيرة صارت في عارٍ وسُبيت.
الـ80 السنة الأولى ازدهار ونمو في القوَّة.
الـ70 السنة التالية كارثة دخول عبادة البعل.
الـ50 السنة التالية بلغت أقصى اتِّساعها تحت عزِّيا.
الـ15 السنة التالية خضعت للجزية لأشور في عهد آحاز.
الـ30 السنة التالية استعادت استقلالها في عهد حزقيا.
الـ100 السنة الأخيرة أغلب المدَّة تابعة لأشور.
الـ80 سنة الأولى في حروب مستمرَّة.
الـ80 سنة التالية في سلام.
الـ50 سنة حرب متقطِّعة.
المملكة المتَّحدة |
المملكة المنقسمة |
نشأة مملكة سليمان: تقوم مملكة الله فينا على أساسين: 1. كتحقيق لوعد الله لآبائنا. نال سليمان ما وعد الله به داود (1 مل 2: 15؛ 1 أي 22: 9). 2. طلب الحكمة السماويَّة (1 مل 3) عظمة مملكة سليمان: يكمن سرّ عظمة مملكة الله فينا في ثلاثة أمور: 1. الثقة في الله واهب الغنى والسلام والمجد (1 مل 4). 2. إقامة هيكل الله الداخلي، سكنى الله فينا (1 مل 5-9). 3. الالتصاق بحكمة الله. اشتهت ملكة سبأ أن تسمع سليمان (1 مل 10). انهيار سليمان: الاتِّحاد بالشرّ (الزوجات الوثنيَّات) يؤدي حتمًا إلى الانحدار (1 مل 11). |
1. انقسمت المملكة بسبب فساد سليمان بزواجه من الوثنيَّات، وبسبب تصلُّف ابنه رحبعام الذي سمع لمشورة الشبان العنيفة ورفض حكمة الشيوخ (1 مل 12). 2. انقسمت المملكة إلى: أ. مملكة يهوذا (وبنيامين)، ملكها رحبعام بن سليمان. ب. مملكة إسرائيل، ملكها يربعام. 3. اتَّسم ملوك المملكتين بالفساد، عدا قلَّة من ملوك يهوذا. 4. لم يترك الله نفسه بلا شاهد، فأرسل إيليا النبي الناري يقف أمام أخآب الشرِّير ملك إسرائيل وزوجته إيزابل. إيليا الغيور يوقف المطر (1 مل 17). إيليا الشجاع والنار التي التهمت الذبيحة (1 مل 18). إيليا والشعور بالعزلة (1 مل 19). 5. نصرة الشرّ إلى حين. أعطى الله لأخآب فرصًا كثيرة ليرجع إلى نفسه، لكنَّه تمادى في الشرّ وقتل نابوت اليزرعيلي ليرث حقله فانهار الملك وزوجته الشرِّيرة (1 مل 20-22). |
* أنت هو ملك الملوك، يا ابن داود.
تشتهي أن تُقيم منِّي ملكًا حكيمًا وتقيًا.
تقيم خيمة داود الساقطة في داخلي.
* سليمان طلب منك الحكمة، فوهبت له كل شيء.
لاقتنيكن فأنت هو الحكمة الإلهي.
اَقتنيك فلا يكون للجهالة ولا الفقر والعار موضع فيَّ.
لاتَّحد بحكمتك وحدها كعريس نفسي،
فلا اتَّحد مع وثنيَّات أجنبيَّات كسليمان.
* هب ليّ مع سليمان أن أقيم لك بيتًا مقدَّسا.
روحك القدُّوس هو الذي يُدشِّنه.
يسكنه الآب السماوي، وحوله السمائيُّون.
* هب ليّ مع سليمان نجاحًا في كل عملٍ،
فأنت سرّ حياتي ونجاحي وغناي وفرحي.
* لتطرد من داخلي غباوة رحبعام وشرّ يربعام.
فلا يحل في داخلي انقسام.
ولا أقيم في داخلي عبادة العجلين.
* لا تسمح ليّ أن اتَّحد مع آخاب بإيزابل الشرِّيرة.
فتتسلَّل عبادة البعل والعشتاروت إليَّ.
* هب ليّ قلب إيليا الناري،
يذبح كل سيِّد احتل مذبحك فيَّ،
يبعث في أعماقي شوقًا للتوبة.
أتمتع بك وبنار روحك القدُّوس.
فأصير بالحق ملكًا، موضع سرورك، يا ملك الملوك.
|
_____
(1) Keil and Delizsch: Comm. On the O.T, vol. 3, p.1.
هو ابن نبوخذنصَّر وخليفته (562-560 ق.م.)، أخرج يهوياكين من السجن، وكان يعطيه نصيبًا يوميًا من الطعام (2مل 25: 27-30).
(2) Exposition of the Orthodox Faith, 3:1.
(3) Halley`s Bible Handbook, 1965, p 189.
(4) In Luc Serm. 82.
(5) In Jer. Hom. 9:2; In Jos. Hom. 8:7.
(6) Quasten: Patrology, volume 2, p. 82.
(7) Comm. On the Song of Songs, Book 3:3.
(8) Contra Celsus 8:28,29.
(*) إضافة من الموقع: شواهد متعلقة بالموضوع: ( 1مل12: 6؛ 2أخ 10: 6؛ 2أخ 10: 13).
(**) إضافة من الموقع: (1 مل 12: 2-33؛ 13: 1-11).
(***) إضافة من الموقع: لماذا يعتبر كرسي سليمان أعظم من أبيه داود؟
لأسباب عدة، تشمل الاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي والإنجازات المعمارية والتأثير الثقافي.. فمثلًا قضى داود وقته في تأسيس وتوسيع مملكة إسرائيل، بينما ورث سليمان المملكة القوية، واتسم عهده بالسلام والاستقرار (بدلًا من كثرة حروب داود)، مما أعطاه الفرصة للإدارة والتنمية الداخلية. كما شهد عهد سليمان زيادة كبيرة في الثروة والازدهار، وتلقي الجزية وفرض الضرائب... أما أبرز إنجازات سليمان فهي بناء الهيكل الأول في القدس، بخلاف القصور والحصون وغيره... كل هذا بالإضافة لحكمة سليمان التي ساهمت في تثبيت المملكة وازدياد عظمتها وشهرتها.
← تفاسير أصحاحات الملوك أول: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/axywm4m