محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب هوشع: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14
الآيات (1، 2): "«إِلَى فَمِكَ بِالْبُوقِ! كَالنَّسْرِ عَلَى بَيْتِ الرَّبِّ. لأَنَّهُمْ قَدْ تَجَاوَزُوا عَهْدِي وَتَعَدَّوْا عَلَى شَرِيعَتِي. إِلَيَّ يَصْرُخُونَ: يَا إِلهِي، نَعْرِفُكَ نَحْنُ إِسْرَائِيلَ."
إلى فمك بالبوق = الله يأمر النبي أن يُنذِر شعب إسرائيل بالخراب القادم. وكان البوق يستعمل للإنذار بالحرب. فكأن نبوات النبي هي البوق. والعدو سيأتي عَلَى بَيْتِ الرَّبِّ كَالنَّسْرِ = أي في هجوم خاطف. وبيت الرب هو إسرائيل شعب الله.؟ إليَّ يصرخون: يا إلهي نعرفك = أي نحن شعبك وبيتك فلماذا تسمح بهذا ضدنا. والرد لأنهم تعدوا على شريعتي = فمن يحفظ عهد الله يحفظه الله. "ذو الرأي الممكن تحفظه سالمًا سالمًا لأنه عليك متوكل" (أش3:26) وقولهم يا إلهي نعرفك، فهذا قول بالشفاه ولكن القلب مبتعد بعيدًا فلا يستطيعون أن يقولوا يا إلهي نحبك. هم كانوا شعب الله ولكنهم بانفصالهم عنه صاروا أموات. وحيثما توجد الجثة يجتمع النسور حولها (مت 24: 28؛ لو 17: 37) لذلك هاجمهم ملوك أشور كالنسر.
الآيات (3-6): "«قَدْ كَرِهَ إِسْرَائِيلُ الصَّلاَحَ فَيَتْبَعُهُ الْعَدُوُّ. هُمْ أَقَامُوا مُلُوكًا وَلَيْسَ مِنِّي. أَقَامُوا رُؤَسَاءَ وَأَنَا لَمْ أَعْرِفْ. صَنَعُوا لأَنْفُسِهِمْ مِنْ فِضَّتِهِمْ وَذَهَبِهِمْ أَصْنَامًا لِكَيْ يَنْقَرِضُوا. قَدْ زَنِخَ عِجْلُكِ يَا سَامِرَةُ. حَمِيَ غَضَبِي عَلَيْهِمْ. إِلَى مَتَى لاَ يَسْتَطِيعُونَ النَّقَاوَةَ! إِنَّهُ هُوَ أَيْضًا مِنْ إِسْرَائِيلَ. صَنَعَهُ الصَّانِعُ وَلَيْسَ هُوَ إِلهًا. إِنَّ عِجْلَ السَّامِرَةِ يَصِيرُ كِسَرًا."
آية (3) الصلاح الذي كرهه إسرائيل هو حفظ وصايا الرب. ولو تبعوا الرب ما تبعهم العدو. وآية (4) معظم ملوك إسرائيل ملكوا نتيجة فِتَنْ وقتلْ. وهم لم يتبعوا وصايا الرب أبدًا منذ نشأتهم لذلك هم ليسوا مني. وأول ملوكهم يربعام أقام هياكل وضع فيها عجول ذهبية. وظنوا أن الله يحل فيها ولكنها تحولت مع الوقت للعبادة الوثنية. وهو صنع هذا خوفًا من ثورة إسرائيل لتعود لحكم ملوك يهوذا حيث الهيكل وأورشليم. وعبادتهم الوثنية هذه جعلتهم ينفصلوا عن الله وهذا ما جعلهم ينقرضوا = أي تتبدد مملكتهم في السبي. وفي (5) قد زنخ عجلك يا سامرة = زنخ أي فسد فتغيرت مكانته و" أصبح مرفوضًا" كما جاءت في الترجمة الإنجليزية. وذلك لأنه لم يستطع أن يحمي عابديه ومحبيه ولا حتى قَدِرَ على أن يخلص نفسه = وَيَصِيرُ كِسَرًا (6) غالبًا كسر الاشوريون تماثيل العجل وحملوه معهم ليستفيدوا به كمعدن. فسقط من عيونهم. الملك هو من يملك على شعبه ولا يملك أحد عليه. ونحن نصير ملوكًا لو لم تمتلكنا شهواتنا، بل بإرادتنا بمعونة إلهية نتحرر من كل شهوة تستعبدنا. لذلك نفهم أقاموا ملوكًا وليس مني = [1] أن ملوك إسرائيل ليسوا بحسب فكر الله فهم منشقون عن كرسي داود. [2] روحيًا تشير لمن أسلم إرادته لشهواته وهذا ضد رأي الله وبنفس المفهوم.. الله أعطانا مواهب ووزنات = ذهبًا وفضة (فِضَّتِهِمْ وَذَهَبِهِمْ) فماذا فعلنا بها؟ هم أقاموا من الذهب والفضة تماثيل عبدوها ونحن بمواهبنا أقمنا تمثالًا للذات وعبدناه. وبددنا مواهبنا ووزناتنا في العالم وهذا مما يحزن الله. وبسبب أفعالهم حمي غضبي عليهم = لأنهم عوضًا عن أن يستخدموا عطايا الله لمجد الله بددوها لحساب الشيطان. إلى متى لا يستطيعون النقاوة = هذا سؤال الله في حزن عليهم. فهم لأنهم رفضوا الله القدوس لن يستطيعوا أن يحيوا في نقاوة وهم صنعوا لأنفسهم إلهًا من اختراعهم = أنه هو أيضًا من إسرائيل = فهم الذين اخترعوا هذا العجل الذهبي وعبدوه!! الله قادر أن ينقينا إن أردنا. وبهذا لا نتألم. لذلك لا يجب أن نلومه على ما نحن فيه من آلام وخطايا فهي منّا ومن اختراعاتنا. وإن سلمنا إرادتنا لله وامتنعنا عن أن نخونه فسيكون أمينًا معنا.
الآيات (7-10): "«إِنَّهُمْ يَزْرَعُونَ الرِّيحَ وَيَحْصُدُونَ الزَّوْبَعَةَ. زَرْعٌ لَيْسَ لَهُ غَلَّةٌ لاَ يَصْنَعُ دَقِيقًا. وَإِنْ صَنَعَ، فَالْغُرَبَاءُ تَبْتَلِعُهُ. قَدِ ابْتُلِعَ إِسْرَائِيلُ. الآنَ صَارُوا بَيْنَ الأُمَمِ كَإِنَاءٍ لاَ مَسَرَّةَ فِيهِ. لأَنَّهُمْ صَعِدُوا إِلَى أَشُّورَ مِثْلَ حِمَارٍ وَحْشِيٍّ مُعْتَزِل بِنَفْسِهِ. اسْتَأْجَرَ أَفْرَايِمُ مُحِبِّينَ. إِنِّي وَإِنْ كَانُوا يَسْتَأْجِرُونَ بَيْنَ الأُمَمِ، الآنَ أَجْمَعُهُمْ فَيَنْفَكُّونَ قَلِيلًا مِنْ ثِقْلِ مَلِكِ الرُّؤَسَاءِ."
يزرعون الريح = طبيعي أن يكون الحصاد من جنس البذار. وهم زرعوا أعمالًا ردية باطلة فيسحصدون الدمار الكامل = يحصدون الزوبعة = خراب وقلاقل وهموم. هم تكبدوا مشقات كثيرة في الزراعة ولكنهم تعبوا باطلًا فالريح تزيل كل شيء. زرع ليس لهُ غلة = بلا بركة مثل سنابل فرعون التي لفحتها الريح الشرقية فلم يوجد فيها شيء وأن صنع فالغرباء تبتلعه = هم الآن بدون بركة حماية الرب عليهم. وفي (8) الآلهة الوثنية لا تبارك بل تبتلع وتدنس وهذا ما حدث لهم = قد ابتلع إسرائيل. بل فقدوا كرامتهم في أعين الأمم. صاروا كإناء لا مسرة فيه = فإذ هم يُجارون الأمم في شرورهم إذ بهذه الأمم تزدري بهم والسبب في (9) هم صاروا كـ:حِمَارٍ وَحْشِيٍّ = غبي وعنيد وصعب المراس معتزل بنفسه = لا يقبل مشورة أحد، ولا يصدهم شيء حتى سيف غضب الله وهم في عنادهم هذا لم يلجأوا لله ليحميهم بل هم استأجروا محبين = وهم تكبدوا نفقات كثيرة ليشتروا صداقة الأمم حولهم. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). يا لهُ من غباء أن نطلب المعونة والراحة والعزاء والفرح من العالم وليس من الله.
وآية (10) هي نبوة صيغت كلماتها بطريقة تجعلها تفسر بعدة طرق:-
1) هم الآن يَسْتَأْجِرُونَ بَيْنَ الأُمَمِ مُحِبِّينَ، أي يدفعوا لملك أشور ليعقد معهم معاهدة حماية. وهذا لا يرضيني. ولذلك سأسلمهم أسرى في يد ملك أشور لكنني أعود فأجمعهم. فينفكون = أي يتحررون من نير ملك أشور= ثقل ملك الرؤساء وكان ملك أشور يسمي نفسه ملك الرؤساء أو ملك ملوك (أش8:10) وقوله قليلًا لأنهم تحرروا من سبيهم فعلًا أيام كورش ملك فارس ولكن سريعًا ما سقطوا تحت حُكم اليونان ثم تحرروا قليلًا وبعد هذا سقطوا تحت حُكم الرومان.
2) ورد المقطع الأخير من الآية في الترجمة السبعينية هكذا " ينفكون قليلًا عن مسح ملك ورؤساء. وهذه إشارة لذهابهم للسبي حيث يكونوا بلا ملك ولا رؤساء وهذه صيغة تهكم أنهم سيرتاحون من مسح ملك لهم يمسحه الله ليكون ملكًا.
3) تشير الآية للأيام الأخيرة حيث يجمعهم الله قرب نهاية الأيام ليؤمنوا بالمسيح ويشير المقطع الأول وإن كانوا يستأجرون بين الأمم = لتشتتهم في كل أنحاء العالم لمدة 2000سنة وحين يتجمعوا يتحررون من ثقل ملوك العالم الذين أذلوهم 2000سنة ولكن هذا سيكون قليلًا = لأن تجمعهم سيكون إيذانًا بنهاية العالم.
الآيات (11-14): "«لأَنَّ أَفْرَايِمَ كَثَّرَ مَذَابحَ لِلْخَطِيَّةِ، صَارَتْ لَهُ الْمَذَابحُ لِلْخَطِيَّةِ. أَكْتُبُ لَهُ كَثْرَةَ شَرَائِعِي، فَهِيَ تُحْسَبُ أَجْنَبِيَّةً. أَمَّا ذَبَائِحُ تَقْدِمَاتِي فَيَذْبَحُونَ لَحْمًا وَيَأْكُلُونَ. الرَّبُّ لاَ يَرْتَضِيهَا. الآنَ يَذْكُرُ إِثْمَهُمْ وَيُعَاقِبُ خَطِيَّتَهُمْ. إِنَّهُمْ إِلَى مِصْرَ يَرْجِعُونَ. وَقَدْ نَسِيَ إِسْرَائِيلُ صَانِعَهُ وَبَنَى قُصُورًا، وَكَثَّرَ يَهُوذَا مُدُنًا حَصِينَةً. لكِنِّي أُرْسِلُ عَلَى مُدُنِهِ نَارًا فَتَأْكُلُ قُصُورَهُ»."
في (11) هم أشركوا عبادة الأصنام مع عبادة الله = لأن أفرايم كثّر مذابح الخطية = أي مذابح الأصنام. والبداية كانت بأنهم أقاموا هياكل العجول خارج أورشليم والنهاية صارت عبادتهم كلها خطية. وفي (12) الله أعطاهم الناموس والشريعة لتكون لهم حياة ولكنهم لم يعودوا يفهمونها وكأنها صارت أجنبية أو كأنها ليست لهم. وفي (13) لأن عبادتهم صارت غير مقبولة فذبائحهم لم تكن أكثر من لحمًا يؤكل. ومصر تشير للعبودية، والمعنى أنهم لخطيتهم يعودون للعبودية ولكن في أشور. وفي (14) يهوذا أيضًا مخطئ إذ يظن أن مدنه الحصينة ستحميه. وحقًا فلقد نجت أورشليم من حصار جيش أشور يوم هلك الـ185000 لكن قبل أن يحاصر أشور أورشليم فلقد أحرقوا 46 مدينة من يهوذا وجاءت الآية في الإنجليزية وقد نسى إسرائيل صانعه وبنى هياكل (وكلمة هياكل أوقع من الترجمة العربية قصورًا).
← تفاسير أصحاحات هوشع: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير هوشع 9 |
قسم تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير هوشع 7 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/j6j6rtb