محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
دانيال + تتمة السفر: |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38 - 39 - 40 - 41 - 42
الأسفار القانونية الثانية
يشتمل على قصتين يفضح فيها دانيال بحكمته آلهة البابليين بال والتنين. وإلقاء الملك له في جب الأسود ليرضي الشعب الوثني ونجاته بل الملاك يحضر له حبقوق النبي بطعام في الجب.
"الآيات (1-42): "وَكَانَ دَانِيآلُ نَدِيمًا لِلْمَلِكِ وَمُكَرَّمًا فَوْقَ جَمِيعِ أَصْدِقَائِهِ. وَكَانَ لأَهْلِ بَابِلَ صَنَمٌ اسْمُهُ بَالٌ، وَكَانُوا يُنْفِقُونَ لَهُ كُلَّ يَوْمٍ اِثْنَيْ عَشَرَ إِرْدَبًّا مِنَ السَّمِيذِ وَأَرْبَعِينَ شَاةً وَسِتَّةَ أَمْتَارٍ مِنَ الْخَمْرِ. وَكَانَ الْمَلِكُ يَعْبُدُهُ وَيَنْطَلِقُ كُلَّ يَوْمٍ فَيَسْجُدُ لَهُ. أَمَّا دَانِيآلُ فَكَانَ يَسْجُدُ لإِلهِهِ. فَقَالَ الْمَلِكُ: «لِمَاذَا لاَ تَسْجُدُ لِبَالٍ؟». فَقَالَ: «لأَنِّي لاَ أَعْبُدُ أَصْنَامًا صَنْعَةَ الأَيْدِي، بَلِ الإِلهَ الْحَيَّ خَالِقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الَّذِي لَهُ السُّلْطَانُ عَلَى كُلِّ ذِي جَسَدٍ». فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: «أَتَحْسَبُ أَنَّ بَالًا لَيْسَ بِإِلهٍ حَيٍّ، أَوَلاَ تَرَى كَمْ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ كُلَّ يَوْمٍ؟». فَضَحِكَ دَانِيآلُ وَقَالَ: «لاَ تَضِلَّ أَيُّهَا الْمَلِكُ فَإِنَّ هذَا بَاطِنُهُ طِينٌ وَظَاهِرُهُ نُحَاسٌ فَلَمْ يَأْكُلْ قَطُّ». فَغَضِبَ الْمَلِكُ وَدَعَا كَهَنَتَهُ وَقَالَ لَهُمْ: «إِنْ لَمْ تَقُولُوا لِي مَنِ الَّذِي يَأْكُلُ هذِهِ النَّفَقَةَ تَمُوتُونَ. وَإِنْ بَيَّنْتُمْ أَنَّ بَالًا يَأْكُلُ هذِهِ يَمُوتُ دَانِيآلُ لأَنَّهُ جَدَّفَ عَلَى بَالٍ». فَقَالَ دَانِيآلُ لِلْمَلِكِ: «لِيُفْعَلْ كَمَا تَقُولُ». وَكَانَ كَهَنَةُ بَالٍ سَبْعِينَ كَاهِنًا مَا خَلاَ النِّسَاءَ وَالأَوْلاَدَ، فَأَتَى الْمَلِكُ وَدَانِيآلُ إِلَى بَيْتِ بَالٍ. فَقَالَ كَهَنَةُ بَالٍ: «هَا إِنَّا نَنْصَرِفُ إِلَى الْخَارِجِ، وَأَنْتَ أَيُّهَا الْمَلِكُ ضَعِ الأَطْعِمَةَ وَامْزُجِ الْخَمْرَ وَضَعْهَا ثُمَّ أَغْلِقِ الْبَابَ، وَاخْتِمْ عَلَيْهِ بِخَاتِمِكَ. وَفِي غَدٍ ارْجِعْ فَإِنْ لَمْ تَجِدْ بَالًا قَدْ أَكَلَ الْجَمِيعَ فَإِنَّا نَمُوتُ، وَإِلاَّ فَيَمُوتُ دَانِيآلُ الَّذِي افْتَرَى عَلَيْنَا». وَكَانُوا يَسْتَخِفُّونَ بِالأَمْرِ، لأَنَّهُمْ كَانُوا قَدْ صَنَعُوا تَحْتَ الْمَائِدَةِ مَدْخَلًا خَفِيًّا يَدْخُلُونَ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ وَيَلْتَهِمُونَ الْجَمِيعَ. فَلَمَّا خَرَجُوا وَضَعَ الْمَلِكُ الأَطْعِمَةَ لِبَالٍ، فَأَمَرَ دَانِيآلُ غِلْمَانَهُ فَأَتَوْا بِرَمَادٍ وَذَرُّوهُ فِي الْهَيْكَلِ كُلِّهِ بِحَضْرَةِ الْمَلِكِ وَحْدَهُ، ثُمَّ خَرَجُوا وَأَغْلَقُوا الْبَابَ وَخَتَمُوا عَلَيْهِ بِخَاتَمِ الْمَلِكِ وَانْصَرَفُوا. فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ دَخَلَ الْكَهَنَةُ كَعَادَتِهِمْ هُمْ وَنِسَاؤُهُمْ وَأَوْلاَدُهُمْ وَأَكَلُوا الْجَمِيعَ وَشَرِبُوا. وَبَكَّرَ الْمَلِكُ فِي الْغَدِ وَدَانِيآلُ مَعَهُ. فَقَالَ: «أَسَالِمَةٌ الْخَوَاتِيمُ يَا دَانِيآلُ؟» قَالَ: «سَالِمَةٌ أَيُّهَا الْمَلِكُ». وَلَمَّا فُتِحَتِ الأَبْوَابُ نَظَرَ الْمَلِكُ إِلَى الْمَائِدَةِ فَهَتَفَ بِصَوْتٍ عَالٍ: «عَظِيمٌ أَنْتَ يَا بَالُ وَلاَ مَكْرَ عِنْدَكَ». فَضَحِكَ دَانِيآلُ وَأَمْسَكَ الْمَلِكَ لِئَلاَّ يَدْخُلَ إِلَى دَاخِلٍ وَقَالَ: «انْظُرِ الْبَلاَطَ وَاعْرِفْ مَا هذِهِ الآثَارُ». فَقَالَ الْمَلِكُ: «إِنِّي أَرَى آثَارَ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ وَأَوْلاَدٍ». وَغَضِبَ الْمَلِكُ. حِينَئِذٍ قَبَضَ عَلَى الْكَهَنَةِ وَنِسَائِهِمْ وَأَوْلاَدِهِمْ، فَأَرَوْهُ الأَبْوَابَ الْخَفِيَّةَ الَّتِي يَدْخُلُونَ مِنْهَا وَيَأْكُلُونَ مَا عَلَى الْمَائِدَةِ. فَقَتَلَهُمُ الْمَلِكُ وَأَسْلَمَ بَالًا إِلَى يَدِ دَانِيآلَ فَحَطَّمَهُ هُوَ وَهَيْكَلَهُ. وَكَانَ فِي بَابِلَ تِنِّينٌ عَظِيمٌ، وَكَانَ أَهْلُهَا يَعْبُدُونَهُ. فَقَالَ الْمَلِكُ لِدَانِيآلَ: «أَتَقُولُ عَنْ هذَا أَيْضًا إِنَّهُ نُحَاسٌ؟ هَا إِنَّهُ حَيٌّ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ وَلاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَقُولَ إِنَّهُ لَيْسَ إِلهًا حَيًّا. فَاسْجُدْ لَهُ». فَقَالَ دَانِيآلُ: «إِنِّي إِنَّمَا أَسْجُدُ لِلرَّبِّ إِلهِي لأَنَّهُ هُوَ الإِلهُ الْحَيُّ. وَأَنْتَ أَيُّهَا الْمَلِكُ اجْعَلْ لِي سُلْطَانًا فَأَقْتُلَ التِّنِّينَ بِلاَ سَيْفٍ وَلاَ عَصًا». فَقَالَ الْمَلِكُ: «قَدْ جَعَلْتُ لَكَ». فَأَخَذَ دَانِيآلُ زِفْتًا وَشَحْمًا وَشَعَرًا وَطَبَخَهَا مَعًا وَصَنَعَ أَقْرَاصًا وَجَعَلَهَا فِي فَمِ التِّنِّينِ، فَأَكَلَهَا التِّنِّينُ فَانْشَقَّ. فَقَالَ: «انْظُرُوا مَعْبُودَاتِكُمْ». فَلَمَّا سَمِعَ بِذلِكَ أَهْلُ بَابِلَ غَضِبُوا جِدًّا وَاجْتَمَعُوا عَلَى الْمَلِكِ وَقَالُوا: «إِنَّ الْمَلِكَ قَدْ صَارَ يَهُودِيًّا فَحَطَّمَ بَالًا وَقَتَلَ التِّنِّينَ وَذَبَحَ الْكَهَنَةَ». وَأَتَوْا إِلَى الْمَلِكِ وَقَالُوا لَهُ: «أَسْلِمْ إِلَيْنَا دَانِيآلَ وَإِلاَّ قَتَلْنَاكَ أَنْتَ وَآلَكَ». فَلَمَّا رَآهُمُ الْمَلِكُ ثَائِرِينَ بِهِ اضْطُرَّ فَأَسْلَمَ دَانِيآلَ إِلَيْهِمْ. فَأَلْقَوْهُ فِي جُبِّ الأُسُودِ فَكَانَ هُنَاكَ سِتَّةَ أَيَّامٍ. وَكَانَ فِي الْجُبِّ سَبْعَةُ أُسُودٍ يُلْقَى لَهَا كُلَّ يَوْمٍ جُثَّتَانِ وَنَعْجَتَانِ، فَلَمْ يُلْقَ لَهَا حِينَئِذٍ شَيْءٌ لِكَيْ تَفْتَرِسَ دَانِيآلَ. وَكَانَ حَبَقُّوقُ النَّبِيُّ فِي أَرْضِ يَهُوذَا وَكَانَ قَدْ طَبَخَ طَبِيخًا وَثَرَدَ خُبْزًا فِي جَفْنَةٍ وَانْطَلَقَ إِلَى الصَّحْرَاءِ لِيَحْمِلَهُ لِلْحَصَّادِينَ. فَقَالَ مَلاَكُ الرَّبِّ لِحَبَقُّوقَ: «احْمِلِ الْغَدَاءَ الَّذِي مَعَكَ إِلَى بَابِلَ إِلَى دَانِيآلَ فِي جُبِّ الأُسُودِ». فَقَالَ حَبَقُّوقُ: «أَيُّهَا السَّيِّدُ إِنِّي لَمْ أَرَ بَابِلَ قَطُّ وَلاَ أَعْرِفُ الْجُبَّ». فَأَخَذَ مَلاَكُ الرَّبِّ بِجُمَّتِهِ وَحَمَلَهُ بِشَعَرِ رَأْسِهِ وَوَضَعَهُ فِي بَابِلَ عِنْدَ الْجُبِّ بِانْدِفَاعِ رُوحِهِ. فَنَادَى حَبَقُّوقُ قَائِلًا: «يَا دَانِيآلُ يَا دَانِيآلُ خُذِ الْغَدَاءَ الَّذِي أَرْسَلَهُ لَكَ اللهُ». فَقَالَ دَانِيآلُ: «اللَّهُمَّ لَقَدْ ذَكَرْتَنِي وَلَمْ تَخْذُلِ الَّذِينَ يُحِبُّونَكَ». وَقَامَ دَانِيآلُ وَأَكَلَ. وَرَدَّ مَلاَكُ الرَّبِّ حَبَقُّوقَ مِنْ سَاعَتِهِ إِلَى مَوْضِعِهِ. وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ أَتَى الْمَلِكُ لِيَبْكِيَ عَلَى دَانِيآلَ. فَدَنَا مِنَ الْجُبِّ وَنَظَرَ فَإِذَا بِدَانِيآلَ جَالِسٌ. فَهَتَفَ بِصَوْتٍ عَالٍ وَقَالَ: «عَظِيمٌ أَنْتَ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهُ دَانِيآلَ وَلاَ إِلهَ غَيْرُكَ». ثُمَّ أَخْرَجَهُ مِنْ جُبِّ الأُسُودِ. أَمَّا الَّذِينَ سَعَوْا بِهِ لِلْهَلاَكِ فَأَلْقَاهُمْ فِي الْجُبِّ فَافْتُرِسُوا مِنْ سَاعَتِهِمْ أَمَامَهُ. فَقَالَ الْمَلِكُ: «لِيَتَّقِ جَمِيعُ سُكَّانِ الأَرْضِ إِلهَ دَانِيآلَ، فَإِنَّهُ الْمُخَلِّصُ الصَّانِعُ الآيَاتِ وَالْعَجَائِبَ فِي الأَرْضِ، وَهُوَ الَّذِي أَنْقَذَ دَانِيآلَ مِنْ جُبِّ الأُسُودِ»."
يظهر في هذه القصص سذاجة عبادة الأوثان وحكمة دانيال.
بال أو بيل هو بعل. أحد ألقاب مرودخ كبير آلهة البابليين (إش1:46+ إر2:50) وكلمة بعل في العهد القديم بشكل عام تعني الصنم أو آلهة الوثنيين.
ستة أمتار (2) = "أمتار" هي أمطار جمع مِطْرْ (يو6:2). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). والكمية المذكورة التي كانت تقدم للبعل كانت تكفي لعشرات العائلات. والأصنام كانت تصنع من الخشب وتكسى بالنحاس (6). وكان غالبًا ما تقام مساكن الكهنة داخل هذه الهياكل. وكان هؤلاء الكهنة يأخذون ما يوضع للبعل، يأكلون ما يأكلونه ويبيعون الباقي.
أما عن التنين فكانت الشعوب القديمة تعبد ما تخافه. وربما حينما ظهر هذا التنين عبده أهل بابل خوفًا منه.
والطعام الذي وضعه دانيال للتنين دس فيه موادًا ملتهبة مزجها بالشعر مما أحدث آلامًا مبرحة داخل أحشاء التنين أدت لانفجار بطنه.
ونتيجة موت هذا الثعبان حدث تمرد في وسط الشعب فآثر الملك أن يرضيهم بوضع دانيال في جب الأسود. وَكَانَ حَبَقُّوقُ.. قَدْ طَبَخَ طَبِيخًا (32). وجاءت كلمة طبيخ بمعنى عصيدًا، والعصيدة= دقيق يعجن ويجفف ثم يقطع ويطبخ في الماء ثم يضاف إليه العسل أو اللبن أو كليهما. وثرد خبزًا= أي خبز مفتوت هو خبز يابس مفتوت في حساء. وكون ملاك الرب يأخذ حبقوق فهذا حدث أيضًا مع فيلبس (أع39:8) وحزقيال (حز3:8) ويحدث مع السواح الآن.
ويقول التاريخ أن الملك ارتحشستا قد أكمل هدم وتخريب معبد بال. وغالبًا كان هذا بعد أن انكسرت شوكة البابليين عباد البعل تمامًا. وأرتحشستا جاء بعد كورش بزمان. وغالبًا فالفرس ما كانوا يعبدون بال، لكن غالبًا كانوا يحترمون آلهة الشعوب التي يستعمرونها مجاملة لها. ولقد انخدع الملك الفارسي بقصة أكل بال للطعام ولما انكشفت الحقيقة ثار لهذه الخديعة. وفي قصة التنين هو تفادي حدوث ثورة شعبية وفضل إلقاء دانيال للأسود مع محبته له.
← تفاسير أصحاحات دانيال: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14
الخط العام لنبوة دانيال |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير دانيال 13 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/7v45vzn