* تأملات في كتاب
رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17
الأَصْحَاحُ الثَّانِي
(1) أسباب عدم حضور بولس إلى كورنثوس (ع 1 - 4)
(2) تأديب الكنيسة (ع 5-11)
(3) لماذا لم يمكث بولس في ترواس؟ (ع 12-13)
(4) شكر الله على نجاح الإنجيل (ع 14-17)
1 وَلَكِنِّى جَزَمْتُ بِهَذَا فِي نَفْسِى، أَنْ لاَ آتِىَ إِلَيْكُمْ أَيْضًا فِي حُزْنٍ. 2 لأَنَّهُ إِنْ كُنْتُ أُحْزِنُكُمْ أَنَا، فَمَنْ هُوَ الَّذِي يُفَرِّحُنِى إِلاَّ الَّذِي أَحْزَنْتُهُ؟ 3 وَكَتَبْتُ لَكُمْ هَذَا عَيْنَهُ، حَتَّى إِذَا جِئْتُ لاَ يَكُونُ لِى حُزْنٌ مِنَ الَّذِينَ كَانَ يَجِبُ أَنْ أَفْرَحَ بِهِمْ، وَاثِقًا بِجَمِيعِكُمْ أَنَّ فَرَحِى هُوَ فَرَحُ جَمِيعِكُمْ. 4 لأَنِّى مِنْ حُزْنٍ كَثِيرٍ وَكَأْبَةِ قَلْبٍ كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ بِدُمُوعٍ كَثِيرَةٍ، لاَ لِكَيْ تَحْزَنُوا، بَلْ لِكَيْ تَعْرِفُوا الْمَحَبَّةَ الَّتِي عِنْدِى، وَلاَ سِيَّمَا مِنْ نَحْوِكُمْ.
صممت.
في حزن: أحزن لتمسككم بالخطية وأوبخكم على خطاياكم فتحزنون.
من هو الذي يفرحنى: يفرح بولس بتوبتهم ويحزن لعدم توبتهم، فيتمنى أن يأتي إليهم بعد أن يتوبوا بواسطة هذه الرسالة فيفرح بهم.
هذا عينه: أي هذا المكتوب في الآيتين السابقتين.
قرر بولس ألا يزور كورنثوس لسقوطهم في خطايا كثيرة، وسيضطر أن يوبخهم فيحزنون، وهو لا يريد أن يحزنهم. فأجّل الزيارة وأرسل هذه الرسالة يدعوهم فيها للتوبة حتى عندما يزورهم يفرح بتوبتهم، لأن مصدر فرحه هو توبة أولاده وفرحهم. فكيف يحزنهم بالتوبيخ الشديد؟!
ويثق بولس في محبتهم لله، فعندما يجدوه فرحا عند زيارته لهم، سيفرحون هم أيضًا لأن المحبة قوية بينهم وبينه.
ع4: عندما علم بولس بخطاياهم، حزن عليهم وكتب لهم هذه الرسالة ودموعه تنساب لأجلهم طالبا توبتهم. وبهذا يعرف أهل كورنثوس مدى أبوته ومحبته للخطاة وخاصة أهل كورنثوس. فلا يتضايقوا من توبيخه، بل يشعروا بمحبته ويسرعوا للتوبة.
† ليتك يا أخي عندما تكلم الآخرين تشعر بمشاعرهم ولا تدينهم، بل ليكن هدفك الحقيقي من كل كلمة لهم هو الحب. فالمحبة الحقيقية تجعلنا نحذّر ونوجّه وأحيانا نوبخ من نحبهم ولكن بمحبة ولطف وروح الوداعة.
5 وَلَكِنْ، إِنْ كَانَ أَحَدٌ قَدْ أَحْزَنَ، فَإِنَّهُ لَمْ يُحْزِنِّى، بَلْ أَحْزَنَ جَمِيعَكُمْ بَعْضَ الْحُزْنِ لِكَيْ لاَ أُثَقِّلَ. 6 مِثْلُ هَذَا يَكْفِيهِ هَذَا الْقِصَاصُ الَّذِي مِنَ الأَكْثَرِينَ، 7 حَتَّى تَكُونُوا، بِالْعَكْسِ، تُسَامِحُونَهُ بِالْحَرِىِّ وَتُعَزُّونَهُ، لِئَلاَّ يُبْتَلَعَ مِثْلُ هَذَا مِنَ الْحُزْنِ الْمُفْرِطِ. 8 لِذَلِكَ، أَطْلُبُ أَنْ تُمَكِّنُوا لَهُ الْمَحَبَّةَ. 9 لأَنِّى لِهَذَا كَتَبْتُ لِكَيْ أَعْرِفَ تَزْكِيَتَكُمْ، هَلْ أَنْتُمْ طَائِعُونَ فِي كُلِّ شَىْءٍ؟ 10 وَالَّذِى تُسَامِحُونَهُ بِشَىْءٍ فَأَنَا أَيْضًا. لأَنِّى أَنَا مَا سَامَحْتُ بِهِ، إِنْ كُنْتُ قَدْ سَامَحْتُ بِشَىْءٍ، فَمِنْ أَجْلِكُمْ بِحَضْرَةِ الْمَسِيحِ، 11 لِئَلاَّ يَطْمَعَ فِينَا الشَّيْطَانُ، لأَنَّنَا لاَ نَجْهَلُ أَفْكَارَهُ.
ع5-6: إن كان أحد ... مثل هذا: يقصد به الخاطئ الذي في كورنثوس، وذكر في الرسالة الأولى، وقد زنى مع امرأة أبيه وحرمه بولس من الكنيسة فترة ليتوب. (1 كو5: 1).
هذا الخاطئ لم يحزن بولس الرسول فقط، بل أحزن الكنيسة كلها لأن الكل جسد واحد. وحتى لا يثقل بولس العقاب عليه أكثر من هذا، طلب من الكنيسة أي الكهنة رفع الحرمان عنه وعودته للتناول من الأسرار المقدسة بعد أن قضى فترة العقاب والتوبة.
تمكنوا له المحبة: تظهروا محبتكم واهتمامكم به.
طلب بولس منهم أن يسامحوه ويشجعوه ويظهروا محبتهم له حتى لا يحاربه اليأس.
ع9: تزكيتكم: فضائلكم وتميزكم، كأبناء لبولس، التي تظهر في طاعتهم له.
يوضح بولس أن تجاوبهم مع كلامه هذا سيظهر مدى طاعتهم، ويؤكد أنهم أبناء حقيقيون له. أي يطلب طاعتهم له في مسامحة هذا المخطئ.
ع10-11: بحضرة المسيح: يشعر بولس أنه مجتمع مع المؤمنين في كورنثوس بالكنيسة، والمسيح في وسطهم فيستطيعون الحكم برجوع هذا الخاطئ.
لا يطمع فينا: لا ينتهز فرصة ويأخذ أي نفس في طريق الشر.
أفكاره: محاولاته لإسقاط البشر.
يعلن بولس أيضًا أنه سامح هذا الخاطئ لأجل محبته لهم وبالتالي يحب هذا الخاطئ إذ هو أحد أبنائه. إذ لا يريد أن يبقى أحدهم في الخطية سواء بالتمادي فيها إن لم يعاقب، أو إذا زاد العقاب يسقط في اليأس من إمكانية التوبة. وبهذا نمنع حيل إبليس الذي يريد أن يسقطنا في الخطية بأى صورة.
† نحن دائما نصلي في صلواتنا أن يغفر الله لنا زلاتنا، كما نغفر نحن أيضًا للمذنبين إلينا. فليتنا نسالم الناس ونغفر لهم كما يغفر الله لنا ويسامحنا عن أخطائنا. وليتنا ننسى أيضًا ضعفات الناس ولا نذكرها لهم لأن الرب يقول لنا "لا أذكر خطيتهم بعد" (إر31: 34).
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
12 وَلَكِنْ، لَمَّا جِئْتُ إِلَى تَرُوَاسَ، لأَجْلِ إِنْجِيلِ الْمَسِيحِ، وَانْفَتَحَ لِى بَابٌ فِي الرَّبِّ، 13 لَمْ تَكُنْ لِى رَاحَةٌ فِي رُوحِى، لأَنِّى لَمْ أَجِدْ تِيطُسَ أَخِى. لَكِنْ وَدَّعْتُهُمْ فَخَرَجْتُ إِلَى مَكِدُونِيَّةَ.
ع12:
ذهب بولس من أفسس إلى ترواس ليبشر بالمسيح. وهناك أعلن له انفتاح باب جديد للكرازة ليعبر إلى منطقة مكدونية وهي شمال اليونان.
ع13: أخي: اتضاع من بولس أن يدعو ابنه تيطس "أخاه".
تظهر هنا مشاعر بولس واتضاعه، إذ شعر بافتقاده لابنه تيطس الذي لم يكن معه، ولكن هذا لم يعطله عن الاستمرار في الكرازة فذهب من ترواس ليبشر في منطقة مكدونية.
† جيد أن ترتبط بمشاعر محبة مع من حولك، فتفرح بوجودهم وتفتقدهم إذا تركوك. ولكن لا تتعطل عن إتمام عبادتك أو خدمتك أو أعمالك إذا تركك أحد أحبائك، بل استند على الله مصدر الحب والمعونة وواصل حياتك بحماس وقوة.
14 وَلَكِنْ، شُكْرًا لِلَّهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ، وَيُظْهِرُ بِنَا رَائِحَةَ مَعْرِفَتِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ. 15 لأَنَّنَا رَائِحَةُ الْمَسِيحِ الذَّكِيَّةِ لِلَّهِ، فِي الَّذِينَ يَخْلُصُونَ وَفِى الَّذِينَ يَهْلِكُونَ. 16 لِهَؤُلاَءِ رَائِحَةُ مَوْتٍ لِمَوْتٍ، وَلأُولَئِكَ رَائِحَةُ حَيَاةٍ لِحَيَاةٍ. وَمَنْ هُوَ كُفْوءٌ لِهَذِهِ الأُمُورِ؟ 17 لأَنَّنَا لَسْنَا كَالْكَثِيرِينَ غَاشِّينَ كَلِمَةَ اللهِ، لَكِنْ كَمَا مِنْ إِخْلاَصٍ، بَلْ كَمَا مِنَ اللهِ، نَتَكَلَّمُ أَمَامَ اللهِ فِي الْمَسِيحِ.
ع14: موكب:
يشعر بولس أنه يسير مع الخدام والمؤمنين في الكنيسة كجماعة تنتصر بالمسيح قائدها على حيل إبليس.يشكر بولس الله الذي جعله خادما ومبشرا باسمه، فينتصر على إبليس ويجمع النفوس التي كانت تحت قبضته ويجذبهم للإيمان. وبهذا يظهر المسيح في حياة بولس وفي كرازته كرائحة زكيه تنتشر بسرعة بين من يبشرهم في كل مكان كرز فيه.
ع15-16: يعلن بولس الرسول أن بشارته تعرف السامعين بالمسيح المخلص وتنتشر بينهم كرائحة زكية، سواء الذين يقبلون كلمة الحياة فينالون الخلاص والحياة الجديدة، أو الذين يرفضون فتدينهم كلمات التبشير وتصبح حكما عليهم في يوم الدينونة، وتؤدى بهم إلى الموت الأبدي.
ثم يتساءل بخصوص عظمة خدمة الكرازة، فيقول من يستطيع أن يقوم بهذه الخدمة، والجواب، لا أحد إلا بنعمة الله التي تعمل فيه وفي كل الخدام لتعرف النفوس بالمسيح وتجذبهم للإيمان.
ع17: يوضح بولس صفات الخادم الحقيقي، معطيًا نفسه مثالًا، هذه الصفات هي:
الصراحة وقدم الغس أو الخداع في إعلان المسيح المخلص؛ فلا يضيف أو يغير شيئًا كالمبتدعين.
يكرز بإخلاص بكل قوته لكسب النفوس.
يصلى ويطلب معونة الله لأن قوة الكرازة هي بنعمة الله وقوته (من الله بالمسيح).
يشعر أنه في حضرة الله وهو يتكلم، فيكون مطمئنا، وفي خشوع أيضا، أثناء خدمته (أمام الله).
† ليتنا نشكر الله قبل كل عمل وبعده، لأن كل شيء يتم بقوته. وهكذا ننجو من الكبرياء أو صغر النفس ولا ننزعج بقلة الثمر أو كثرته، بل نثبت في خدمتنا وأعمالنا ونشعر بوجود الله أكثر في حياتنا.
← تفاسير أصحاحات كورنتوس الثانية: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير كورنثوس الثانية 3 |
قسم
تفاسير العهد الجديد الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير كورنثوس الثانية 1 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/church-encyclopedia/corinthians2/chapter-02.html
تقصير الرابط:
tak.la/8rqb39n