* تأملات في كتاب
رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24
الأَصْحَاحُ الثَّامِنُ
(1) سخاء عطايا المكدونيين (ع 1 - 6)
(2) تشجيع الكورنثيين على العطاء (ع 7-15)
(3) شهادة بولس عن المرسلين لجمع العطايا (ع 16-24)
1 ثُمَّ نُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، نِعْمَةَ اللهِ الْمُعْطَاةَ فِي كَنَائِسِ مَكِدُونِيَّةَ، 2 أَنَّهُ، فِي اخْتِبَارِ ضِيقَةٍ شَدِيدَةٍ، فَاضَ وُفُورُ فَرَحِهِمْ وَفَقْرِهِمِ الْعَمِيقِ لِغِنَى سَخَائِهِمْ، 3 لأَنَّهُمْ أَعْطَوْا حَسَبَ الطَّاقَةِ، أَنَا أَشْهَدُ، وَفَوْقَ الطَّاقَةِ، مِنْ تِلْقَاءِ أَنْفُسِهِمْ، 4 مُلْتَمِسِينَ مِنَّا، بِطِلْبَةٍ كَثِيرَةٍ، أَنْ نَقْبَلَ النِّعْمَةَ وَشَرِكَةَ الْخِدْمَةِ الَّتِي لِلْقِدِّيسِينَ. 5 وَلَيْسَ كَمَا رَجَوْنَا، بَلْ أَعْطَوْا أَنْفُسَهُمْ أَوَّلًا لِلرَّبِّ، وَلَنَا، بِمَشِيئَةِ اللهِ. 6 حَتَّى إِنَّنَا طَلَبْنَا مِنْ تِيطُسَ أَنَّهُ، كَمَا سَبَقَ فَابْتَدَأَ، كَذَلِكَ يُتَمِّمُ لَكُمْ هَذِهِ النِّعْمَةَ أَيْضًا.
ع1: كنائس مكدونية:
هى شمال اليونان ومن أشهر كنائسها فيلبي وتسالونيكي.أرسل بولس إلى أهل كورنثوس في الرسالة الأولى يدعوهم لجمع الصدقات من أجل احتياجات المؤمنين الفقراء في أورشليم. والآن يشجعهم على العطاء بذكر كنائس مكدونيه، واهتمامهم بجمع التبرعات للمحتاجين في أورشليم.
ع2:
تميزت عطايا أهل مكدونية ليس بكثرتها، بل بالأحرى لأنها من مؤمنين يعانون من الفقر المادي ولكن يتمتعون بفرح روحي وافر وكثير، فأعطوا من أعوازهم فوق ما هو متوقع منهم لأجل محبتهم للمسيح، واهتمامهم بالمحتاجين في أورشليم.
ع3:يعلن بولس هنا حقيقتين هامتين في عطايا كنائس مكدونية وهي:
أنهم أعطوا فوق طاقتهم إذ هم فقراء ومحتاجون، فأعطوا من أعوازهم.
من تلقاء أنفسهم وليس بأوامر من بولس أو إلحاح منه، عكس ما حدث في كورنثوس، فتميزوا بإحساسهم المرهف بالمحتاجين.
ع4: يوضح بولس هنا فضيلتين جديدتين في عطايا المكدونيين:
إلحاحهم على بولس أن يقبل عطاياهم، فمحبتهم قوية للمحتاجين، ولم يمنعهم فقرهم عن ذلك.
اتضاعهم فيلتمسون منه ألا يرفض عطاياهم ليتمتعوا بشركة الحب مع إخوتهم في جسد المسيح أي الكنيسة، معتبرين اشتراكهم في خدمة العطاء نعمة لا يستحقونها.
ع5: الفضيلة الخامسة في عطاء المكدونيين هي استعدادهم أن يعطوا كل ما عندهم، بل حتى أنفسهم. وهذا على مثال ما فعله المسيح، فلم يكتفِ بشفاء المرضى وإطعام الجموع، بل بذل نفسه على الصليب لأجل خلاصنا.
ع6: كما تحرك المؤمنون في مكدونية ليعطوا المحتاجين في أورشليم، استحسن بولس أن يشترك الكورنثيون في هذه النعمة أي خدمة العطاء. وكان تيطس قد كلمهم عنها عندما كان عندهم، ثم زارهم بعد ذلك وجمع هذه العطايا.
† إن أي عطاء تقدمه للمحتاجين، سواء ماديا أو نفسيا بمساعدة فقير أو زيارة مريض أو الاهتمام بشخص يعانى من متاعب نفسية، هو نعمة لك لأنك تقدمها للمسيح الذي يفرح جدًا بعطائك ويكافئك ببركات كثيرة في الأرض والسماء.
7 لَكِنْ، كَمَا تَزْدَادُونَ فِي كُلِّ شَىءٍ: فِي الإِيمَانِ وَالْكَلاَمِ وَالْعِلْمِ وَكُلِّ اجْتِهَادٍ وَمَحَبَّتِكُمْ لَنَا، لَيْتَكُمْ تَزْدَادُونَ فِي هَذِهِ النِّعْمَةِ أَيْضًا. 8 لَسْتُ أَقُولُ عَلَى سَبِيلِ الأَمْرِ، بَلْ بِاجْتِهَادِ آخَرِينَ، مُخْتَبِرًا إِخْلاَصَ مَحَبَّتِكُمْ أَيْضًا. 9 فَإِنَّكُمْ تَعْرِفُونَ نِعْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَنَّهُ، مِنْ أَجْلِكُمُ، افْتَقَرَ وَهُوَ غَنِى، لِكَيْ تَسْتَغْنُوا أَنْتُمْ بِفَقْرِهِ. 10 أُعْطِى رَأْيًا فِي هَذَا أَيْضًا، لأَنَّ هَذَا يَنْفَعُكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ سَبَقْتُمْ فَابْتَدَأْتُمْ مُنْذُ الْعَامِ الْمَاضِى، لَيْسَ أَنْ تَفْعَلُوا فَقَطْ، بَلْ أَنْ تُرِيدُوا أَيْضًا. 11 وَلَكِنِ الآنَ تَمِّمُوا الْعَمَلَ أَيْضًا، حَتَّى إِنَّهُ كَمَا أَنَّ النَّشَاطَ لِلإِرَادَةِ، كَذَلِكَ يَكُونُ التَّتْمِيمُ أَيْضًا حَسَبَ مَا لَكُمْ. 12 لأَنَّهُ، إِنْ كَانَ النَّشَاطُ مَوْجُودًا، فَهُوَ مَقْبُولٌ عَلَى حَسَبِ مَا لِلإِنْسَانِ، لاَ عَلَى حَسَبِ مَا لَيْسَ لَهُ. 13 فَإِنَّهُ لَيْسَ لِكَيْ يَكُونَ لِلآخَرِينَ رَاحَةٌ وَلَكُمْ ضِيقٌ، 14 بَلْ بِحَسَبِ الْمُسَاوَاةِ. لِكَيْ تَكُونَ فِي هَذَا الْوَقْتِ فُضَالَتُكُمْ لإِعْوَازِهِمْ، كَىْ تَصِيرَ فُضَالَتُهُمْ لإِعْوَازِكُمْ، حَتَّى تَحْصُلَ الْمُسَاوَاةُ. 15 كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «الَّذِى جَمَعَ كَثِيرًا لَمْ يُفْضِلْ، وَالَّذِى جَمَعَ قَلِيلًا لَمْ يُنْقِصْ.»
ع7: يمدح بولس أهل كورنثوس لاهتمامهم بالنمو في الفضائل، وأعطى أمثلة لها:
الإيمان: بالمسيح وعمله فيهم.
الكلام: التحدث عن الروحيات ومساندة وتشجيع الآخرين.
العلم: معرفة الله والكنيسة وكل ما فيها.
اجتهاد: في التوبة ورفض الخطايا، وكذا لاكتساب الفضائل.
محبتكم لنا: في طاعة بولس وتقدير كلامه وتعاليمه.
ثم يطلب منهم برقة أن يهتموا بالنمو في هذه النعمة أي فضيلة العطاء.
ع8: يبين الرسول أن العطاء ينتج عن المحبة والإحساس بالآخرين، وليس مجرد إطاعة أوامر يصدرها بولس. وأوضح أنه يوجه أنظارهم إلى اهتمام أهل مكدونية بالعطاء، ثم ينتظر نتيجة محبتهم وإخلاصهم أن يعطوا هم أيضًا قدر ما يستطيعون.
ع9: يقدم الرسول تشجيعا ثانيا لأهل كورنثوس على العطاء، بعد تشجيعهم بعطاء المكدونيين، وهو أعظم تشجيع لأنه بالمسيح نفسه الذي تنازل عن كل شيء بتجسده وولد في أحقر مكان أي المزود وعاش في فقر لكي يفدينا ويشبعنا ويغنينا بعطائه لنا. فهو أخذ الذي لنا وأعطانا الذي له، كما نقول في تسبحة يوم الجمعة، فصرنا شركاء الطبيعة الإلهية ووارثين للملكوت. وبهذا يكون دافعًا لنا أن نتنازل عن راحتنا ونهتم ونعطى المحتاجين. فالمسيح تنازل عن كل شيء، أما نحن فنتنازل عن القليل من الماديات لنعطى ولو الكفاف للمحتاجين.
يقوى إبليس عليهم فيسقطهم في الخطية أو يظهر ضعفهم المادي أمام الأشرار، ولكن الله يشددهم ويشفيهم ويقيمهم بقوة مرة ثانية ليواصلوا جهادهم وخدمتهم.
ع10: في هذا أيضًا: جمع العطايا للمحتاجين في أورشليم.
لأن هذا: الرأى والإرشاد الذي يقدمه بولس في جمع العطايا.
يمتدح بولس أهل كورنثوس في أنهم فكروا في جمع عطايا لإخوتهم المحتاجين في اليهودية، وعندما سمع المكدونيون بهذا تحركوا وجمعوا عطايا. فيشجع بولس الكورنثيين لينفذوا ما فكروا فيه كما جمع المكدونيون. ويعطيهم إرشادا في جمع العطايا يذكره في الآيات التالية.
ع11:
العمل: جمع العطايا.حسب مالكم: قدر طاقتكم.
يشجع الرسول أهل كورنثوس لإتمام نيتهم في التبرع للمحتاجين. فلا يكتفوا برغبتهم وإرادتهم أن يعطوا، ولكن يكملوا هذا بنشاط أي جمع فعلى للعطايا حسب طاقة كل واحد وقدرته المالية والروحية.
ع12: النشاط:
جمع العطايا.يؤكد الرسول ما قيل في الآية السابقة أن الجمع يكون حسب طاقة كل واحد. فلا يطالب أحد نفسه فوق طاقتها، فالله يقدر العطية بحسب محبة وتنازل المعطى وليس كمية العطية.
ع13: يستكمل الرسول الفكرة المذكورة في الآيتين السابقتين، وهي أنه لا يقصد أن يتنازلوا ويعطوا فوق طاقتهم، حتى يصيروا فقراء وفي ضيق لأجل راحة غيرهم. فهذا مستوى روحي عالٍ ولكن يكفي أن يتنازلوا عن القليل ليكون للآخرين شيء من الراحة مثلهم.
ع14: فضالتكم لإعوازهم:
العطايا المادية للكورنثيين التي تسد احتياجات المحتاجين في أورشليم.فضالتهم لأعوازكم: الرسل والخدام الذين أرسلتهم كنيسة أورشليم لتبشير الأمم فيسدون احتياجاتهم الروحية ويشبعون بالمسيح مثل المؤمنين في أورشليم.
يعلن هنا الرسول حقيقة وهي أن كنائس الأمم عندما تعطى للمحتاجين في اليهودية، فهي في نفس الوقت تنال العطايا الروحية أي التبشير بالمسيح والخدمة والرعاية النابعة من أورشليم. فكل قسم يعطى بعضا مما عنده، الأول يعطى الماديات والثاني يعطى الروحيات ولكن ليس على حساب أو فوق طاقة أحد. فمن يعطى الماديات أو الروحيات، يكون بعض مما عنده وليس كل ما عنده. وبهذا تكون المساواة، أي كلا الفريقين يشبع روحيا وماديا نتيجة عطاء الآخر.
ع15: يؤكد بولس كلامه عن المساواة بين الجميع بما كان يحدث مع بني إسرائيل في برية سيناء عندما كان المن ينزل على الأرض حول خيامهم ويخرجون لجمعه كل صباح (خر16: 18). فالقوى الذي كان يجمع كثيرا، كان يأخذ ما يحتاجه فقط ويعطى الباقي للضعيف، والضعيف جسمانيا الذي يجمع قليلا، كان يأخذ من القوى فيخرج كل واحد بحجم معين وهو مكيال عند بني إسرائيل كان يسمى العمر، فالكل يشبع ولا يبقى أحد من المن لليوم التالي، لأنه يفسد إذا بات.
† كما كان بولس رقيقًا ومشجعا لأهل كورنثوس على العطاء، ليتك عندما تطلب من أحد شيئا، أو توجهه إلى إصلاح خطأ ما تبتدىء كلامك بالمديح ثم تشجعه بلطف فتكسب محبته وتصل إلى ما تريد.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
16 وَلَكِنْ، شُكْرًا لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ هَذَا الاِجْتِهَادَ عَيْنَهُ لأَجْلِكُمْ فِي قَلْبِ تِيطُسَ، 17 لأَنَّهُ قَبِلَ الطِّلْبَةَ. وَإِذْ كَانَ أَكْثَرَ اجْتِهَادًا، مَضَى إِلَيْكُمْ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ. 18 وَأَرْسَلْنَا مَعَهُ الأَخَ الَّذِي مَدْحُهُ فِي الإِنْجِيلِ فِي جَمِيعِ الْكَنَائِسِ. 19 وَلَيْسَ ذَلِكَ فَقَطْ، بَلْ هُوَ مُنْتَخَبٌ أَيْضًا مِنَ الْكَنَائِسِ رَفِيقًا لَنَا فِي السَّفَرِ، مَعَ هَذِهِ النِّعْمَةِ الْمَخْدُومَةِ مِنَّا لِمَجْدِ ذَاتِ الرَّبِّ الْوَاحِدِ، وَلِنَشَاطِكُمْ. 20 مُتَجَنِّبِينَ هَذَا أَنْ يَلُومَنَا أَحَدٌ فِي جَسَامَةِ هَذِهِ الْمَخْدُومَةِ مِنَّا. 21 مُعْتَنِينَ بِأُمُورٍ حَسَنَةٍ، لَيْسَ قُدَّامَ الرَّبِّ فَقَطْ، بَلْ قُدَّامَ النَّاسِ أَيْضًا. 22 وَأَرْسَلْنَا مَعَهُمَا أَخَانَا، الَّذِي اخْتَبَرْنَا مِرَارًا فِي أُمُورٍ كَثِيرَةٍ أَنَّهُ مُجْتَهِدٌ، وَلَكِنَّهُ الآنَ أَشَدُّ اجْتِهَادًا كَثِيرًا بِالثِّقَةِ الْكَثِيرَةِ بِكُمْ. 23 أَمَّا مِنْ جِهَةِ تِيطُسَ، فَهُوَ شَرِيكٌ لِى وَعَامِلٌ مَعِى لأَجْلِكُمْ. وَأَمَّا أَخَوَانَا، فَهُمَا رَسُولاَ الْكَنَائِسِ، وَمَجْدُ الْمَسِيحِ. 24 فَبَيِّنُوا لَهُمْ، وَقُدَّامَ الْكَنَائِسِ، بَيِّنَةَ مَحَبَّتِكُمْ، وَافْتِخَارِنَا مِنْ جِهَتِكُمْ.
ع16: الاجتهاد:
الاهتمام بجمع العطايا.عينه: مثل اهتمام بولس.
يشكر بولس الله الذي وضع الاهتمام بجمع العطايا في قلب تيطس كما في قلب بولس، لكي يجمعها من أهل كورنثوس، فالله هو المحرك لكل الفضائل فينا.
ع17: الطلبة:
طلب بولس من تيطس أن يذهب إلى كورنثوس لجمع التبرعات.من تلقاء نفسه: كان ينوى الذهاب إلى كورنثوس، فاستجاب في الحال لطلب بولس منه ذلك.
يظهر بولس اهتمام تيطس واجتهاده لجمع العطايا حتى أنه قَبِلَ الذهاب إلى كورنثوس فور طلب بولس منه ذلك.
ع18: الانجيل:
أي التبشير.أرسل بولس مع تيطس أحد الخدام المساعدين له للمساعدة في جمع العطايا، ويصف هذا الخادم بأنه معروف وممدوح في كل كنائس مكدونية التي بشر فيها، ولم يحدد شخصية هذا الخادم ولكنه غالبًا لوقا، الذي رافق بولس في معظم أسفاره كما يشهد سفر أعمال الرسل.
ع19: النعمة المخدومة منا:
جمع التبرعات التي أوصى بها بولس، واشترك في جمعها مساعداه تيطس ولوقا.ذات الرب الواحد: المسيح الذي نؤمن به ونعبده جميعا، فهذه العطايا تمجده لأنها تعلن محبة أولاده لبعضهم البعض.
نشاطكم: اهتمامكم ومحبتكم في تقديم العطايا.
يؤكد بولس ويستكمل مدحه للوقا المنتخب للقيام بهذه الخدمة، أي جمع العطايا حتى يمجد الله ويظهر محبتهم لإخوتهم. كل هذا المديح يقدمه بولس حتى يثق أهل كورنثوس في لوقا ويقدموا له أموالهم.
ع20: جسامة: كبر وعظمة المبلغ المجموع.
المخدومة: خدمة جمع العطايا.
نرى تدقيق بولس باحتراسه عند جمع العطايا لأن المبلغ المجموع كان كبيرا، فحتى لا يشك أحد فيه أو في أحد رفقائه مما يدفعهم إلى التشكك في تعاليم المسيح التي يقولها، كان حريصا في إرسال أناس موثوق بهم في جمع العطايا.
ع21: لم يجمع بولس العطايا بنفسه ويعطيها للمحتاجين في أورشليم حتى لا يشك فيه أحد. فنظم أن يقوم مندوبون عنه بجمع التبرعات وكذلك مندوبون من أهل البلاد، حتى يكون كل الشعب مطمئن أن عطاياه في أيدى أمينة، وبهذا لا يعثر أحد.
ع22: أرسل بولس مع تيطس ولوقا خادما ثالثا تميز باهتمامه ونشاطه في الخدمة، بل كان متحمسا لخدمة جمع العطايا من أهل كورنثوس لثقته في محبتهم وبذلهم، فتقدم إلى بولس راغبا المشاركة في هذه الخدمة، وهو أحد رفقاء بولس إلى أورشليم وغالبًا هو تيخيكس (أع20: 4).
ع23: يلخص بولس تزكيته وشهادته عن المرسلين لجمع العطايا من أهل كورنثوس وهم تيطس، الذي يصفه بأنه شريكه في الخدمة والتبشير، والأخوان المرافقان لتيطس اللذان هما غالبًا لوقا وتيخيكس يصفهما بأنهما رسولان من كنائس الأمم ومندوبان عنها في جمع التبرعات وتوصيلها إلى أورشليم لإعلان مجد المسيح في محبة المؤمنين بعضهم لبعض.
ع24: بينوا لهم: أظهروا محبتكم لهؤلاء المندوبين الثلاثة في سخاء عطائكم.
قدام الكنائس: باعتبار هؤلاء المرسلين مندوبين عن كنائس مكدونية، التي سبقت فجمعت للمحتاجين، فبينوا لهم محبتكم أيضًا في عطاياكم.
بينة محبتكم: دليل محبتكم.
افتخارنا من جهتكم: باعتبار بولس رسولهم وهم أولاده، فمحبتهم وعطائهم يفرحه ويفتخر به.
في النهاية يشجعهم بولس على السخاء في العطاء من أجل الله وخدامه الثلاثة الذين سيجمعون التبرعات، ولكيما يفرح ويفتخر هو أيضًا بمحبتهم.
† جيد أن يكون قلبك نقيا أمام الله، ولكن اهتم أيضًا بمشاعر الناس فلا تعثر أحد حتى ولو بدون قصد. واهتم بجذب الجميع بمحبتك للمسيح، ولا ننسى أن نكون معتنين بأمور حسنة قدام الرب والناس (ع21).
← تفاسير أصحاحات كورنتوس الثانية: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير كورنثوس الثانية 9 |
قسم
تفاسير العهد الجديد الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير كورنثوس الثانية 7 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/church-encyclopedia/corinthians2/chapter-08.html
تقصير الرابط:
tak.la/wkz8jh3