* تأملات في كتاب
رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15
الأَصْحَاحُ التَّاسِعُ
(1) بولس يحث أهل كورنثوس على العطاء (ع 1-5)
(2) العطاء بسخاء وسرور (ع 6-15)
1 فَإِنَّهُ، مِنْ جِهَةِ الْخِدْمَةِ لِلْقِدِّيسِينَ، هُوَ فُضُولٌ مِنِّى أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكُمْ. 2 لأَنِّى أَعْلَمُ نَشَاطَكُمُ، الَّذِي أَفْتَخِرُ بِهِ مِنْ جِهَتِكُمْ لَدَى الْمَكِدُونِيِّينَ، أَنَّ أَخَائِيَةَ مُسْتَعِدَّةٌ مُنْذُ الْعَامِ الْمَاضِى. وَغَيْرَتُكُمْ قَدْ حَرَّضَتِ الأَكْثَرِينَ. 3 وَلَكِنْ أَرْسَلْتُ الإِخْوَةَ لِئَلاَّ يَتَعَطَّلَ افْتِخَارُنَا مِنْ جِهَتِكُمْ مِنْ هَذَا الْقَبِيلِ، كَىْ تَكُونُوا مُسْتَعِدِّينَ كَمَا قُلْتُ. 4 حَتَّى إِذَا جَاءَ مَعِى مَكِدُونِيُّونَ وَوَجَدُوكُمْ غَيْرَ مُسْتَعِدِّينَ لاَ نُخْجَلُ نَحْنُ، حَتَّى لاَ أَقُولُ أَنْتُمْ، فِي جَسَارَةِ الاِفْتِخَارِ هَذِهِ. 5 فَرَأَيْتُ لاَزِمًا أَنْ أَطْلُبَ إِلَى الإِخْوَةِ أَنْ يَسْبِقُوا إِلَيْكُمْ، وَيُهَيِّئُوا قَبْلًا بَرَكَتَكُمُ الَّتِي سَبَقَ التَّخْبِيرُ بِهَا، لِتَكُونَ هِيَ مُعَدَّةً هَكَذَا كَأَنَّهَا بَرَكَةٌ، لاَ كَأَنَّهَا بُخْلٌ.
ع1:
الخدمة: جمع العطايا للفقراء.القديسين: المقدسين في المسيح، أي المؤمنين ويقصد المسيحيين الفقراء في أورشليم. وهذا غير تلقيب من وصلوا إلى درجة عالية في الحياة الروحية فنسميهم قديسين.
فضول: كلام زائد.
يشجع بولس أهل كورنثوس على جمع العطايا لفقراء أورشليم، ويؤكد اهتمامهم بهذا، وبأسلوب لطيف يقول أن كلامه زائد ولكن يقصد به التذكرة فقط.
ع2: نشاطكم: اهتمامكم بتقديم العطايا للفقراء.
المكدونيين: المؤمنين في الجزء الشمالى من اليونان.
أخائية: الجزء الجنوبى من اليونان وعاصمته كورنثوس ويقصد هنا المؤمنين في كورنثوس.
يمتدح بولس المسيحيين في كورنثوس، لأن اهتمامهم بجمع التبرعات شجع الكنائس الأخرى على ذلك، مع أنهم لم يكونوا قد جمعوا شيئًا بعد ولكن عندما سمعوا من العام الماضى بهذا الاحتياج أعلنوا استعدادهم للمشاركة فيه. وهذا أسلوب لطيف من بولس عند حثه لهم على جمع العطايا أن يمتدحهم أولا، إذ وجد فيهم اهتماما قلبياحتى ولو لم يكن قد عبروا عنه بجمع حقيقي للعطايا.
جسارة الإفتخار: جراة بولس بافتخاره بأهل كورنثوس في اهتمامهم بجمع العطايا.
أرسل بولس تيطس ومن معه من الخدام ليشجعوا ويجمعوا التبرعات من كنيسة كورنثوس، وهو يتوقع أن يصاحبه بعض المؤمنين من مكدونية، فيشجعهم برسالته هذه على جمع العطايا حتى يكون افتخاره باهتمامهم في هذا الأمر سليمًا ولا يخجلوه ويخجلوا أنفسهم إذا كانوا متكاسلين واكتفوا بالاستعداد الكلامى ولم يفعلوا شيئًا.
ع5:أرسل بولس تيطس ورفيقيه لجمع التبرعات قبل أن يصل هو بنفسه ومعه بعض المسيحيين من كنائس مكدونية، إذ كانت هذه هي العادة أن يصاحبه بعض المؤمنين في رحلاته، فعندما يحضر يكون الجمع قد تم. وهذه العطايا يسميها بركة ليست فقط للمعُطَى له ولكن أيضًا للمعطِى لأنه أعطى المسيح. وقد قصد من ذلك ألا يخل أهل كورنثوس عندما يكونوا قد جمعوا قليلا ولم يتم كل الجمع ويعملوا ذلك في وجوده أمام المكدونيين فيظهر قصورهم وبخلهم. فهو يريد استكمال الجمع على يد تيطس قبل وصوله مع المكدونيين.
† عندما تطلب شيئًا من أحد أو تعاتبه على خطأ ما، فليتك تبدأ كلامك بالمدح فهذا يجعل الآخر مستعدا لقبول كلامك بل ويفرح به.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
6 هَذَا وَإِنَّ مَنْ يَزْرَعُ بِالشُّحِّ فَبِالشُّحِّ أَيْضًا يَحْصُدُ، وَمَنْ يَزْرَعُ بِالْبَرَكَاتِ فَبِالْبَرَكَاتِ أَيْضًا يَحْصُدُ. 7 كُلُّ وَاحِدٍ كَمَا يَنْوِى بِقَلْبِهِ، لَيْسَ عَنْ حُزْنٍ أَوِ اضْطِرَارٍ. لأَنَّ الْمُعْطِى الْمَسْرُورَ يُحِبُّهُ اللهُ. 8 وَاللَّهُ قَادِرٌ أَنْ يَزِيدَكُمْ كُلَّ نِعْمَةٍ، لِكَيْ تَكُونُوا، وَلَكُمْ كُلُّ اكْتِفَاءٍ كُلَّ حِينٍ فِي كُلِّ شَىْءٍ، تَزْدَادُونَ فِي كُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ. 9 كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «فَرَّقَ. أَعْطَى الْمَسَاكِينَ. بِرُّهُ يَبْقَى إِلَى الأَبَدِ.» 10 وَالَّذِى يُقَدِّمُ بِذَارًا لِلزَّارِعِ وَخُبْزًا لِلأَكْلِ، سَيُقَدِّمُ وَيُكَثِّرُ بِذَارَكُمْ وَيُنْمِى غَلاَّتِ بِرِّكُمْ. 11 مُسْتَغْنِينَ فِي كُلِّ شَىْءٍ لِكُلِّ سَخَاءٍ يُنْشِئُ بِنَا شُكْرًا لِلَّهِ. 12 لأَنَّ افْتِعَالَ هَذِهِ الْخِدْمَةِ لَيْسَ يَسُدُّ إِعْوَازَ الْقِدِّيسِينَ فَقَطْ، بَلْ يَزِيدُ بِشُكْرٍ كَثِيرٍ لِلَّهِ 13 إِذْ هُمْ، بِاخْتِبَارِ هَذِهِ الْخِدْمَةِ، يُمَجِّدُونَ اللهَ عَلَى طَاعَةِ اعْتِرَافِكُمْ لإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ، وَسَخَاءِ التَّوْزِيعِ لَهُمْ وَلِلْجَمِيعِ. 14 وَبِدُعَائِهِمْ لأَجْلِكُمْ، مُشْتَاقِينَ إِلَيْكُمْ مِنْ أَجْلِ نِعْمَةِ اللهِ الْفَائِقَةِ لَدَيْكُمْ. 15 فَشُكْرًا لِلَّهِ عَلَى عَطِيَّتِهِ الَّتِي لاَ يُعَبَّرُ عَنْهَا.
ع6: يدعو بولس أهل كورنثوس للعطاء بسخاء، مستعيرا بما يحدث في الزراعة. فمن يزرع حبوبا قليلة، يحصد منها محصولا صغيرا، أما من يزرع بالبركة أي بوفرة من الحبوب يحصد محصولا كبيرا. كذلك من يعطى قليلا للمحتاجين يهبه الله بركات قليلة في حياته، أما من يعطى بسخاء فتكون بركات الله له كثيرة.
ع7: حزن: يعطى ولكن يتضايق عندما يعطى لأنه يحب المال ويتعلق به.
اضطرار: يحرج من الذي يطلب منه أو يخجل من المحيطين به فيعطى ولكن ليس عن حب.
يدعو الرسول هنا المؤمنين إلى العطاء بسرور، فعطيه كل واحد يجب أن تكون بحب حتى يفرح قلب الله. واستشهد بولس بآية بهذا المعنى من سفر الأمثال (أم22: 9) كما في الترجمة السبعينية.
ع8: يعد الرسول من يعطى بأن الله سيكافئه بنعم كثيرة ويوفر له احتياجاته المادية في كل شيء وفي كل وقت، أي على الدوام. وإذ تتوفر له احتياجاته المادية، يتفرغ للإهتمام بالنمو الروحي وزيادة أعمال الخير. وقد استعارت الكنيسة هذه الآية في القداس الإلهي في أوشية الزروع وأهوية السماء ومياه الأنهار.
ع9:
يؤكد الرسول كلامه عن بركات الله لمن يعطى، إذ يساعده فيظل يعطى طوال حياته وبالتالي يحيا في البر ليس فقط على الأرض بل أيضًا في الملكوت إلى الأبد. واستشهد بسفر المزامير (مز112: 9).
ع10: يطمئن الرسول الذين يعطون، أنهم لن يفتقروا ويحتاجوا، لأن الله المعطى العالم كله سواء البذور للفلاح حتى يزرعها أو الطعام للجياع، هو نفسه قادر أن يعطى الذين يعطون المحتاجين ليس فقط عطايا مادية بل يهبهم البر والحياة الروحية معه.
ع11: يبين بولس أن عطايا الله للمعطيين بسخاء تكفيهم وتغنيهم، وهذا يجعل بولس وكل المؤمنين يشكرون الله 1- على عطاياه لمن يعطى. 2- على أنه وضع في قلب من يعطى الاهتمام بغيره. 3- على سد احتياجات المحتاجين.
ع12: افتعال هذه الخدمة: القيام بجمع العطايا.
يؤكد هنا بولس أن جمع العطايا ليس فقط يوفر احتياجات الفقراء في أورشليم، بل يزيد صلوات الشكر لله فتنمو حياة المؤمنين.
ع13: هم: الفقراء في أورشليم.
اختبار هذه الخدمة: عندما يتلقون العطايا من أهل كورنثوس.
طاعة اعترافكم: طاعتكم أيها المؤمنون الذين تعترفون بالمسيح.
يظهر الرسول مشاعر المؤمنين في أورشليم عندما يتلقون هذه العطايا، فيشكرون الله على أمرين:
وجود مؤمنين كثيرين في العالم يطيعون الإنجيل ويقدمون العطايا حبا في الله.
العطايا الكثيرة التي يتلقونها بوفرة.
ع14: يستكمل الرسول مشاعر المؤمنين في أورشليم عندما يتلقون العطايا، فيعملون أمرين:
يصلون من أجل يا مؤمنى كورنثوس.
يشتاقون لرؤياهم إذ يشعرون بشركتهم معهم في جسد المسيح أي الكنيسة الواحدة.
ع15: في النهاية يشكر بولس الله على نعمته التي هي أولًا الإيمان بالمسيح وعمل الروح القدس الذي يحرك المحبة في قلوب المؤمنين فيعطون العطايا للمحتاجين.
† إذا نظرت إلى عطايا الله لك بسخاء وبحب أبوي، سيتحرك قلبك للإهتمام بكل من حولك فتبذل بفرح وتعطى بسخاء.
← تفاسير أصحاحات كورنتوس الثانية: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير كورنثوس الثانية 10 |
قسم
تفاسير العهد الجديد الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير كورنثوس الثانية 8 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/church-encyclopedia/corinthians2/chapter-09.html
تقصير الرابط:
tak.la/6s6g7kr