* تأملات في كتاب
رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18
الأَصْحَاحُ الثَّالِثُ
(1) بولس أهل للتبشير (ع 1 - 5)
(2) مجد العهد الجديد (ع 6-11)
(3) استعلان الله في العهد الجديد (ع 12-18)
1 أَفَنَبْتَدِئُ نَمْدَحُ أَنْفُسَنَا، أَمْ لَعَلَّنَا نَحْتَاجُ كَقَوْمٍ رَسَائِلَ تَوْصِيَةٍ إِلَيْكُمْ، أَوْ رَسَائِلَ تَوْصِيَةٍ مِنْكُمْ؟ 2 أَنْتُمْ رِسَالَتُنَا، مَكْتُوبَةً فِي قُلُوبِنَا، مَعْرُوفَةً وَمَقْرُوءَةً مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ. 3 ظَاهِرِينَ أَنَّكُمْ رِسَالَةُ الْمَسِيحِ، مَخْدُومَةً مِنَّا، مَكْتُوبَةً، لاَ بِحِبْرٍ، بَلْ بِرُوحِ اللهِ الْحَىِّ، لاَ فِي أَلْوَاحٍ حَجَرِيَّةٍ، بَلْ فِي أَلْوَاحِ قَلْبٍ لَحْمِيَّةٍ.
4 وَلَكِنْ، لَنَا ثِقَةٌ مِثْلُ هَذِهِ بِالْمَسِيحِ لَدَى اللهِ. 5 لَيْسَ أَنَّنَا كُفَاةٌ مِنْ أَنْفُسِنَا أَنْ نَفْتَكِرَ شَيْئًا كَأَنَّهُ مِنْ أَنْفُسِنَا، بَلْ كِفَايَتُنَا مِنَ اللهِ.
ع1:
يؤكد بولس أنه لا يحتاج أن يمدح نفسه لدى تلاميذه بما يقدمه لهم، أيضًا لا يحتاج إلى رسائل توصية لهم أو منهم كما كان يفعل بعض المبشرين، وذلك لأنه معروف عندهم بأنه رسول وأن أعماله بينهم تشهد له.
ع2: بعدما أعلن بولس عدم حاجته لرسائل توصية إلى أهل كورنثوس، ويقدم البديل وهم المؤمنون في كورنثوس فيعتبرهم رسالته وهي ليست مكتوبة على الورق بل في قلبه، أي أنه يحبهم ويصلى من أجلهم. ومن ناحية أخرى، هذه الرسالة أي المؤمنين في كورنثوس ظاهرين أمام مؤمنى الكنائس الأخرى أنهم دليل على كرازة بولس، فهم رسالة حية يراها كل إنسان عندما يعلم مدى إيمان وقوة كنيسة كورنثوس، خاصة أنها مدينة مشهورة في العالم.
ع3: يؤكد بولس أن المؤمنين في كورنثوس هم رسالة من الله إلى كل العالم، وقد تمت كتابتها بواسطة خدمة وكرازة بولس بينهم.
تختلف هذه الرسالة عن رسائل التوصية بأن الأولى مكتوبة بعمل الروح القدس بالمؤمنين، أما الثانية فهي مجرد حبر على ورق. وتختلف أيضًا هذه الرسالة وتسمو عن رسالة الله في العهد القديم لشعبه، وهي الوصايا العشر المكتوبة على لوحى الحجر، أما رسالة المسيح في كنيسة كورنثوس فهي قلوب المؤمنين اللحمية التي تحيا مع الله.
ع4: لا يحتاج بولس إلى رسائل توصية ليثق به أهل كورنثوس، بل أن إيمان هؤلاء المؤمنين في كورنثوس يعطيه ثقه بقوة المسيح أمام الله أنه رسول وخادم أمين.
ع5: بعد إعلان بولس أن كرازته في كورنثوس هي الدليل على رسوليته، وهي رسالة التوصية التي تؤكد نجاح خدمته وصدقه، يعلن أن هذه الخدمة هي بقوة الله وليس قوته الشخصية، فهو ليس كفء بنفسه بل بعمل الله.
† هل تشعر أنك مسئول عن خدمة من حولك وتقدم لهم المسيح حيا في حياتك وسلوكك؟ هل تهتم برعايتهم روحيا وربطهم بالكنيسة؟ وهل تقدم لهم محبة وتهتم باحتياجاتهم؟
هذه هي رسالتك في الحياة أن تقدم محبة وتهتم بكل أحد وخاصة المحيطين بك.
6 الَّذِى جَعَلَنَا كُفَاةً لأَنْ نَكُونَ خُدَّامَ عَهْدٍ جَدِيدٍ. لاَ الْحَرْفِ، بَلِ الرُّوحِ. لأَنَّ الْحَرْفَ يَقْتُلُ، وَلَكِنَّ الرُّوحَ يُحْيِى. 7 ثُمَّ إِنْ كَانَتْ خِدْمَةُ الْمَوْتِ، الْمَنْقُوشَةُ بِأَحْرُفٍ فِي حِجَارَةٍ، قَدْ حَصَلَتْ فِي مَجْدٍ، حَتَّى لَمْ يَقْدِرْ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى وَجْهِ مُوسَى لِسَبَبِ مَجْدِ وَجْهِهِ الزَّائِلِ، 8 فَكَيْفَ لاَ تَكُونُ بِالأَوْلَى خِدْمَةُ الرُّوحِ فِي مَجْدٍ؟ 9 لأَنَّهُ، إِنْ كَانَتْ خِدْمَةُ الدَّيْنُونَةِ مَجْدًا، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا تَزِيدُ خِدْمَةُ الْبِرِّ فِي مَجْدٍ. 10 فَإِنَّ الْمُمَجَّدَ أَيْضًا لَمْ يُمَجَّدْ مِنْ هَذَا الْقَبِيلِ لِسَبَبِ الْمَجْدِ الْفَائِقِ. 11 لأَنَّهُ، إِنْ كَانَ الزَّائِلُ فِي مَجْدٍ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا يَكُونُ الدَّائِمُ فِي مَجْدٍ.
ع6: المسيح هو الذي جعل بولس ورفقاءه أهل لهذه الخدمة وقادرين عليها. وخدمة العهد الجديد تتميز عن خدمة العهد القديم بأنها تظهر الأعماق الروحية للوصية وتأثيرها على الإنسان، أما وصايا العهد القديم ففهمها اليهود حرفيا ولم يعرفوا أعماقها. كذلك وصايا العهد القديم أظهرت خطايا البشر وحكمت عليهم بعقوبتها أي الموت، أما خدمة العهد الجديد فهي التي ساعدت المؤمنين على تنفيذ الوصايا بقوة الروح القدس وأعطتهم حياة جديدة في المسيح.
ع7: المنقوشة في حجارة: الوصايا العشر المكتوبة على لوحين من حجر، ويقصد هنا كل الناموس.
يوضح بولس الرسول أن وصايا الناموس التي حكمت على الإنسان بالموت لأجل عجزه عن تنفيذها قد قدمها الله في بمجد في شكل البروق والرعود التي حدثت عندما استلمها موسى على الجبل (خر19: 16)، وخاف الشعب جدًا من هذا المجد الإلهي العظيم بل وأكثر من هذا، بعد أن التقى موسى بالله صار وجهه يلمع، فلم يحتمل بنو إسرائيل أن يروا لمعانه طوال حياته، فوضع برقعا على وجهه عندما كان يتكلم معهم ثم يرفعه عند دخوله ليقف أمام الله في خيمة الإجتماع (خر 34: 35).
ع8: يكمل الرسول مقارنة خدمة العهد الجديد بالقديم، فيعلن أنه إن كانت الأخيرة في مجد فكم تكون خدمة العهد الجديد، التي يعمل فيها الروح القدس بمجد أعظم.
ع9: يؤكد الرسول عظمة مجد خدمة العهد الجديد عن القديم، بأن الأخيرة يسميها خدمة الدينونة لأن وصايا العهد القديم تدين الإنسان وتحكم عليه بالموت، أما خدمة العهد الجديد التي يعمل فيها الروح القدس فتغفر خطايا المؤمن وتبرره، وبالتالي تهبه مجدا أعظم.
ع10:
المُمَجَد : أي المسيح.من هذا القبيل : لم يُعطَ مجد مثل موسى.
المجد الفائق : المجد الإلهي غير المحدود.
يضيف الرسول أن موسى قائد خدمة العهد القديم والذي مجده الله أمام عيون الشعب، لا يُقارَن مجده بمجد المسيح الذي له المجد الفائق على كل البشر كما ظهر ذلك عند تجلى المسيح على الجبل بلمعان عظيم أكثر بكثير من بهاء موسى وإيليا. لأن المسيح هو الله ذو المجد الكامل والغير محدود.
ع11: موسى إنسان زائل، وخدمة الناموس محدودة فهي لمدة 1500 سنة أما خدمة المسيح أي العهد الجديد فهي دائمة إلى الأبد وبالتالي مجدها أعظم. والكنيسة في العهد الجديد تعبر عن مجد هذه الخدمة بإضاءة الأنوار أثناء الصلوات حتى في النهار، وكذا إضاءة الشموع والقناديل، ورفع الكاهن البشارة على رأسه ووقوف الشعب بخشوع عند قراءة الإنجيل.
† نعمة عظيمة أن تحيا في العهد الجديد. فليتك تتمتع بالتناول من الأسرار المقدسة والتأمل في كلمات الكتاب المقدس، فتختبر صلوات عميقة مع الله تجذب قلبك إلى أمجاد الأبدية.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
12 فَإِذْ لَنَا رَجَاءٌ مِثْلُ هَذَا، نَسْتَعْمِلُ مُجَاهَرَةً كَثِيرَةً. 13 وَلَيْسَ كَمَا كَانَ مُوسَى يَضَعُ بُرْقُعًا عَلَى وَجْهِهِ لِكَيْ لاَ يَنْظُرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى نِهَايَةِ الزَّائِلِ. 14 بَلْ أُغْلِظَتْ أَذْهَانُهُمْ، لأَنَّهُ، حَتَّى الْيَوْمِ، ذَلِكَ الْبُرْقُعُ نَفْسُهُ، عِنْدَ قِرَاءَةِ الْعَهْدِ الْعَتِيقِ، بَاقٍ غَيْرُ مُنْكَشِفٍ، الَّذِي يُبْطَلُ فِي الْمَسِيحِ. 15 لَكِنْ، حَتَّى الْيَوْمِ، حِينَ يُقْرَأُ مُوسَى، الْبُرْقُعُ مَوْضُوعٌ عَلَى قَلْبِهِمْ. 16 وَلَكِنْ، عِنْدَمَا يَرْجِعُ إِلَى الرَّبِّ، يُرْفَعُ الْبُرْقُعُ. 17 وَأَمَّا الرَّبُّ فَهُوَ الرُّوحُ، وَحَيْثُ رُوحُ الرَّبِّ، هُنَاكَ حُرِّيَّةٌ. 18 وَنَحْنُ جَمِيعًا نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ، كَمَا فِي مِرْآةٍ، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ.
ع12:
يعلن بولس أن له رجاء وثقة في خدمة إنجيل العهد الجديد لأنها قوية وروحية ولها مجد فائق فهي تعتمد على المسيح. ولذلك فهو يجاهر في كرازته بلا خوف.
ع13-16: برقعا: طرحة أو قطعة من القماش.
الزائل: وجه موسى الذي سيتحول إلى تراب في القبر ويزول مجده.
العهد العتيق: أسفار العهد القديم.
يبطل في المسيح: عند الإيمان بالمسيح.
يُقرأ موسى: أسفار موسى الخمسة.
يرجع إلى الرب: بالتوبة والإيمان بالمسيح.
يوضح بولس أن البرقع الذي كان يضعه موسى على وجهه ليخفى لمعانه عند كلامه مع بني إسرائيل يرمز إلى غلاظة قلوب اليهود التي هي كالبرقع على قلوبهم، فتخفى عنهم كلمات أسفار العهد القديم التي يسمعونها في مجامعهم والتي تتنبأ عن المسيح. ولكن متى آمنوا بالمسيح ورجعوا عن غلاظة قلوبهم سيفهموا النبوات.
ع17: الرب: المسيح.
الروح: الروح القدس.
يظهر الرسول عمل الأقانيم معا في العهد الجديد. فمن يؤمن بالمسيح يعمل فيه الروح القدس الذي هو روح المسيح، وعندما يعمل الروح القدس في المؤمن يحرره من دينونة الناموس له ويعطيه قوة وحرية للانطلاق في محبة الله، فيفهم الوصايا روحيا وليس حرفيا ويتعمق فيها ويحيا بها.
ع18: وجه الرب: المسيح.
مرآة: الكتاب المقدس والأسرار ووسائط النعمة من صلوات وأصوام... إلخ.
نتغير: من الحياة البشرية إلى روحانية أولاد الله.
الصورة: الإنسان صورة الله وصورة المسيح.
مجد إلى مجد: النمو الروحي في درجات نحو الكمال.
الرب الروح: الروح القدس.
عندما نؤمن بالمسيح نتغير تدريجيا من طباعنا البشرية إلى سمو حياة أولاد الله لأننا نرى المسيح من خلال الكتاب المقدس، ونتحد به في الأسرار المقدسة ونتعرف عليه من خلال الصلوات والأصوام والخدمة. وهكذا يكشف لنا الله في العهد الجديد نفسه كلما اقتربنا إليه من خلال الجهاد الروحي، فنتقدم بهذا في درجات روحية نحو القداسة بقوة عمل الروح القدس فينا.
وهذا النمو الروحي سيستمر في الأبدية، فينكشف لنا الله ونراه وجها لوجه باستعلان عظيم وليس كما في مرآة (محدودية)، ونظل نكتشف محبته وأعماقه ونتلذذ بها إلى الأبد.
† أنت اليوم أصبحت في مجد العهد الجديد وأصبحت ترى المسيح وتتلامس معه. فهل هذه العلاقة ساعدتك على أن تتغير، ويرى كل من يتعامل معك هذا المجد الذي أخذته من الله، ويلمس فيك هذا التغيير.
لقد اتخذ الله صورة جسدية مغايرة لطبيعته من أجل أن يغيرنا ويجعلنا على صورة مجده وبهائه. فيجب علينا أن نسلك بطهارة وبر ويرى الناس أعمالنا الصالحة فيمجدوا أبانا الذي في السموات.
← تفاسير أصحاحات كورنتوس الثانية: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير كورنثوس الثانية 4 |
قسم
تفاسير العهد الجديد الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير كورنثوس الثانية 2 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/church-encyclopedia/corinthians2/chapter-03.html
تقصير الرابط:
tak.la/hy5hmkk